الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٣

الإصابة في تمييز الصحابة13%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 587

  • البداية
  • السابق
  • 587 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 15466 / تحميل: 4449
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أخبرَني أبو محمّدٍ الحسنُ بن محمدٍ العلويّ، عن جدِّه، عن محمّدِ بنِ ميمون البزّاز قال: حدّثَنا سفيان بنُ عُيَيْنةَ، عنِ ابنِ شهاب الزُّهْريِّ قالَ: حدّثَناعليٌ بن الحسينِعليهما‌السلام - وكانَ أفضلَ هاشميًّ أدركْناه - قالَ: «أحِبُّونا حُبَّ الاسلامِ، فما زالَ حبُكم لنا حتّى صارَ شَيْناً علينا»(١) .

وروى أَبومعمّرٍ، عن عبدِ العزيزِ بنِ أَبي حازمِ قالَ: سمعتُ أَبي يقولُ: ما رأَيتُ هاشميّاً أفضلَ من علي بنِ الحسينِعليهما‌السلام (٢) .

أَخبرَني أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ بنِ يحيى قالَ: حدّثَني جدِّي قالَ: حدّثَني أَبو محمّد الأنصاريُّ قالَ: حدّثَني ُمحمد بنُ ميمون البزّاز قالَ: حدّثَنا الحسينُ بن عَلْوانَ، عن أَبي عليٍّ زيادِ بنِ رُسْتَمَ، عن سعيدِ ابنِ كُلثوم قالَ: كنتُ عندَ الصّادقِ جعفرِ بنِ محمّدٍعليهما‌السلام فذُكِرَ أميرُ المؤمنينَ عليُّ بنُ أَبي طالبٍعليه‌السلام فأَطراه ومدحَه بما هو أَهلُهُ، ثمّ قالَ: «واللّهِ ما أكلَ عليّ بنُ أَبي طالبٍعليه‌السلام منَ الدًّنيا حراماً قطُّ حتّى مضى لسبيلهِ، وما عُرِضَ له أَمرانِ قطُّ هما للهِّ رضى الله أَخذَ بأَشدِّهما عليه في دينهِ، وما نزلتْ برسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله نازلةٌ إِلاٌ دعاه فقدّمَه ثقةً به، وما أَطاقَ عملَ رسولِ اللهِّ من

__________________

(١) رواه ابن سعد بسند آخر في الطبقات ٥: ٢١٤، وابو نعيم في الحلية ٣: ١٣٦، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٤: ٣٨٩، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٤٢، ونقله المجلسي في البحار ٤٦: ٥٨ / ٧٣.

وفي هامش «ش»: اهذا نهي لهم عن الغلوّ، يقول:أحبونا الحب الذي يقتضيه الاسلام ولا تتجاوزوا الحدّ فيكون غلوّاً.

(٢) علل الشرائع: ٢٣٢، حلية الاولياء ٣: ١٤١، وعن الحلية وتاريخ النسائي رواه ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ١٥٩، تذكرة الخواص: ٢٩٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٣ / ٦٠.

١٤١

هذهِ الامّةِ غيرُه، وإنْ كانَ لَيَعْمل عملَ رجلٍ كأَنَّ وجهَه بينَ الجنّةِ والنّارِ، يَرجو ثوابَ هذه ويخافُ عقابَ هذه، ولقد أَعتقَ من مالِه أَلفَ مملوك في طلب وجهِ اللّهِ والنّجاةِ منَ النّارِ ممّا كدَّ بيديه ورشحَ منه جبينه، وأن كان ليقوتُ اهلَه بالزّيتِ والخلِّ والعجوةِ، وما كانَ لباسُه إلّا الكرابيسَ، إِذا فضلَ شيءٌ عن يدِه من كمِّه دعا بالجَلَمِ(١) فقصه، وما أَشبهه من ولدِه ولا أَهلِ بيتِه أَحدٌ أَقرب شبهاً به في لباسِه وفقهه من عليِّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام .

ولقد دخلَ أَبو جعفر - ابنه -عليهما‌السلام عليه فإذا هو قد بلغَ منَ العبادةِ ما لم يبلُغْه أَحدٌ، فرآه قدِ اصفرّ لونُه منَ السّهرِ، ورمَصَتْ عيناه منَ البكاءِ، ودَبِرَتْ جبهته وانخرمَ أَنفُه منَ السُجودِ، ووَرِمَتْ ساقاه وقدماه منَ القيامِ في الصّلاةِ، فقالَ أَبو جعفرعليه‌السلام : «فلم أَملكْ حينَ رأَيتُه بتلكَ الحالِ البكاءَ، فبكيتُ رحمةً له(٢) ، وإذا هو يُفكِّر، فالتفتَ إِليّ بعدَ هُنيهةٍ من دخولي فقالَ: يابُنَيٌ، أَعطِني بعضَ تلكَ الصحفِ التّي فيها عبادةُ عليِّ بنِ أَبي طالبٍعليه‌السلام ، فأَعطيتُهُ، فقرأ فيها شيئاً يسيراً ثمّ تركَها من يدِه تضجُّراً وقالَ: مَنْ يَقوى على عبادةِ عليّعليه‌السلام ؟! »(٣) .

وروى محمّدُ بن الحسينِ قالَ: حدّثَنا عبدُاللّهِ بن محمّدٍ القُرشيّ قالَ: كانَ علي بنُ الحسينِعليهما‌السلام إِذا توضّأ اصفَرَّ لونُه، فيقولُ له

__________________

(١) الجَلَم: الذي يجزّ به الشعر والصوف، كالمقص «مجمع البحرين - جلم - ٦: ٣٠».

(٢) فى هامش «ش» و «م»: عليه.

(٣) ذكر ذيله ابن شهرآشوب في مناقبه ٤: ١٤٩، وأورده الطبرسي في اعلام الورى: ٢٥٤ مختصراُ، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٤ / ٦٥.

١٤٢

أَهلُه: ما هذا الّذي يَغشاكَ؟! فيقول: «أَتدرونَ لمن أَتاهَّبُ للقيام بينَ يديه »(١) .

وروى عمرُو بنُ شمرٍ، عن جابرٍ الجعفيّ، عن أَبي جعفرعليه‌السلام قالَ: «كانَ علي بنُ الحسينِعليهما‌السلام يُصلِّي في اليوم والليلةِ أَلفَ ركعةٍ، وكانتِ الرِّيحُ تمَيِّله بمنزلةِ السُّنبلةِ»(٢) .

وروى سفيانُ الثوريُّ، عن عبيدِاللهِ بنِ عبدِ الرّحمنِ بنِ مَوْهَبٍ قالَ: ذكِرَ لعليِّ بنِ الحسينِ فضلُه فقالَ: «حَسْبُنا أَن نكونَ من صالحي قومِنا»(٣) .

أَخبرَني أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ، عن جدّه، عن سلمة بن شَبيب، عن عُبيدِاللّهِ بنِ محمّد التّيميِّ قالَ: سمعتُ شيخاً من عبدِ القيس يقولُ: قالَ طاوُوس: دخلتُ الحِجْرَ في الليل، فإِذا عليّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام قد دخلَ فقامَ يُصلِّي، فصلّىَ ما شاءَ الله ثمّ سجدَ، قالَ: فقلتُ: رجلٌ صالحٌ من أَهلِ بيتِ الخيرِ، لأستمعَنَّ إِلى دعائه، فسمعتهُ يقولُ في سجودِه: «عَبيدُكَ بفِنائكَ، مِسكينُكَ بفِنائكَ، فقيرُكَ بفِنائكَ، سائلُكَ بفِنائكَ ». قالَ طاووس: فما

__________________

(١) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٦، وذكر ما يشابهه ابن سعد في طبقاته ٥: ٢١٦، وابو نعيم في حليته ٣: ١٣٣، والذهبي في سير اعلام النبلاء ٤: ٣٩٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٣ / ١٦.

(٢) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ١٥٠، اعلام الورى:٢٥٥، وانظر الخصال: ٥١٧ / ٤ صدر الحديث، وكذا سير اعلام النبلاء ٤: ٣٩٢، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٤ / ٦٢.

(٣) طبقات ابن سعد٥: ٢١٤، مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٥، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ١٦٢، اعلام الورى: ٢٥٥، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٤ / ٦٣.

١٤٣

دعوتُ بهنَّ في كَرْبٍ لأفُرِّجَ عنِّي(١) .

أَخبرَني أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمد، عن جدِّه، عن أحمد بن محمّدٍ الرّافعيّ، عن إِبراهيم بن عليٍّ، عن أَبيه قالَ: حججتُ معَ عليٍّ بنِ الحسينِعليه‌السلام فالْتَاثَتْ(٢) عليه النّاقةُ في سيرِها، فاَشارَ إِليها بالقضيبِ ثمّ قالَ: «آه! لولا القِصاص» وردَّ يدَه عنها(٣) .

وبهذا الاسنادِ قالَ: حج عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام ماشياً، فسارَ عشرينَ يوماً منَ المدينةِ إِلى مكّةَ(٤) .

أَخبرَني أَبو محمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَنا جدِّي قالَ: حدّثَنا عمّارُ بنُ أَبان َقال: حدّثَنا عبدُاللهِّ بن بُكَيْرٍ، عن زُرارة بن أَعيَنَ قالَ:سمعَ سائلٌ في جوفِ الليلِ وهويقولُ: أَينَ الزّاهدونَ في الدّنيا، الرّاغبونَ في الآخرةِ؟ فهتفَ به هاتفٌ من ناحيةِ البقيعِ يُسمَعُ صوتُه ولا يُرى شخصُه: ذاكَ علي بن الحسينِعليه‌السلام (٥) .

وروى عبدُ الرزّاقِ، عن مَعْمرٍ، عنِ الزّهريّ قالَ: لم أُدركْ أَحداً من أَهلِ هذا البيتِ - يعني بيتَ النّبيِّعليه‌السلام - أفضلَ من عليِّ

__________________

(١) سير أعلام انبلاء ٤: ٣٩٣، وفي هامشه عن ابن عساكر ١٢: ٢٠ آ، ب، مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٥، وفي كفاية الطالب: ٤٥١، وتذكرة الخواص: ٢٩٧، والفصول المهمة: ٢٠٢، باختلاف يسير، وثقله العلامة إلمجلسي في البحار ٤٦: ٧٥ / ٦٦.

(٢) التاثت الناقة: اي ابطأت في سيرها. «مجمع البحرين - لوث - ٢: ٢٦٢ ».

(٣) مناقب إبن شهرآشوب ٤: ١٥٥، اعلام الورى:٢٥٥، الفصول المهمة: ٢٠٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٦ / ٦٩.

(٤) مناقب ابن شهرآشوب ٤:١٥٥، اعلام الورى: ٢٥٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٦ / ٧٠.

(٥) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ١٤٨، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٦ / ٦٧.

١٤٤

ابنِ الحسينِعليهما‌السلام (١) .

أَخبرَني أَبو محمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَني جدِّي قال: حدّثَنا أَبو يونسَ محمّدُ بنُ أحمدَ قالَ: حدّثَني أَبي وغيرُ واحدٍ من أصحابنا: أَنّ فتىً من قُرَيشٍ جلسَ إِلى سعيدِ بنِ المُسيَّب، فطلعَ عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام فقالَ القُرَشيُّ لابنِ المُسيِّبَ: مَنْ هذا يا أَبا محمّدٍ؟ قالَ: هذا سيِّدُ العابدينَ علي بنُ الحسينِ بنِ عَليِّ بنِ أَبي طالبِعليهم‌السلام (٢) .

أخبرَني أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَتي جدِّي قالَ: حدّثَني محمّدُ بنُ جعفرٍ وغيرُه قالوا: وقفَ على عليِّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام رجلٌ من أَهلِ بيتهِ فأَسمعَه وشتمه، فلم يكلِّمْه، فلمّا انصرفَ قالَ لجلسائه: «قد سمعتم ما قالَ هذا الرّجلُ، وأَنا أًحِبُّ أَن تَبلغوا معي إِليه حتّى تَسمعوا رَدِّي عليه » قالَ: فقالوا له: نفعلُ، ولقد كنّا نُحبُ أَن تَقولَ له ونَقولَ، قالَ: فأخذ نعليه ومشى وهو يقولُ:( وَالْكَاظِمِيْنَ الْغَيْظَ وَالْعَافِيْنَ عَنِ الناس وَاللُّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِيْنَ ) (٣) فعلمْنا أَنّه لا يقولُ له شيئاً، قالَ: فخرجَ حتَّى أَتى منزلَ الرّجلِ فصرخَ به فقالَ: «قولوا له: هذا علي بنُ الحسينِ » قالَ: فخرجَ إِلينا ًمتوثّباً للشّرِّ، وهو لا يشكُ أَنّه إِنّما جاءه مُكافِئاً له على بعضِ ما كانَ منه، فقالَ له علي بنُ الحسينِعليهما‌السلام : « يا

__________________

(١) الجرح والتعديل ٦: ١٧٩، سير أعلام النبلاء ٤: ٣٨٩، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٦ / ٧١.

(٢) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٧٦ / ٧٢.

(٣) آل عمران ٣:١٣٤.

١٤٥

أَخي إِنّكَ كنت قد وقفتَ عليّ آنِفاً فقلتَ وقلتَ، فإِن كنتَ قلتَ ما فيَّ فأَستغفرُ اللهَ منه، وِان كنتَ قلتَ ما ليسَ فيَّ فغفرَ اللّه لكَ » قالَ: فقبّلَ الرّجلُ ما بينَ عينيه وقالَ: بل قلتُ فيكَ ما ليسَ فيكَ، وأَنا أحقُ به.

قالَ الرّاوي للحديثِ: والرّجلُ هو الحسنُ بنُ الحسنِ(١) .

أَخبرَني الحسنُ بنُ محمّدٍ، عن جدِّه قالَ: حدّثَني شيخٌ من أَهلِ اليَمَنِ قد أَتتْ عليه بضعٌ وتسعونَ سنةً (بما أَخبرَني به رجلٌ )(٢) يقالُ له عبداللهُ بن محمّدٍ قالَ: سمعتُ عبدَ الرّزّاقِ يقولُ: جعلتْ جاريةٌ لعليِّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام تَسكبُ عليه الماءَ ليتهيّأَ للصّلاةِ، فنعستْ فسقطَ الإبريقُ من يدِ الجاريةِ فشجَّه، فرفعَ رأسَه إليها فقالتْ له الجاريةُ: إِنّ اللهَّ يقولُ:( وَالكَاظِمِيْنَ الْغَيْظَ ) (٣) قالَ: « قد

__________________

(١) ذكره مختصراً ابن شهرآشوب في المناقب ٤: ١٥٧، والذهبي في سير اعلام انبلاء ٤: ٣٩٧، وفي هامشه عن ابن عساكر ١٢: ٢٤ آ، وابن منظور في مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٤٠، ونقله ألعلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٥٤ / ١.

(٢) كذا في «ش» و «م» و «ح »، وفي هامش «ش»، قال أخبرني رجل، وفوقه علامة النسخة، وفي هامش «م» كلمة قال وكأن المراد منه هو نفس ما في هامش «ش»، ونسخة البحار موافقة لهذه النسخة. وقد ورد الخبر في امالي الصدوق بنفس السند حيث قال: حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيدالله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثني يحيى بن الحسين بن جعفر قال: حدثني شيخ من أهل اليمن يقال له: عبداللهّ ابن محمد قال: سمعت عبد الرزاق، كذا في النسخ المعتبرة من الأمالي، وفي النسخة المطبوعة من الأمالي:الحسين بن محمد بن يحيى، وهوتصحيف، وشيخه هو جدّه يحيى بن الحسن بن جعفر وما في نسخ الأمالي المخطوطة تصحيف.

(٣) آل عمران ٣: ١٣٤.

١٤٦

كظمتُ غيظي(١) » قالت:( وَالْعَافِيْنَ عَنِ النَّاسِ ) (٢) قالَ لها: «عفا اللّهُ عنكِ » قالتْ:( وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِيْنَ ) (٣) قالَ: «اذهَبي فأَنتِ حُرةٌ»(٤) .

وروى الواقديُّ قالَ: حدّثَني عبدُاللّهِ بن محمّدِ بنِ عُمَر بن عليٍّ قالَ: كانَ هشامُ بنُ إِسماعيلَ يُسيءُ جوارَنا، ولقيَ منه عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام أَذىً شديداً، فلمّا عزِلَ أَمرَ به الوليد أَن يُوقَفَ للنّاسِ ؛ قالَ: فمرَّ به عليُّ بنُ الحسينِ وقد وُقِفَ عندَ دارِ مروانَ، قالَ: فسلّمَ عليه، وكان عليُّ بنُ الحسينِعليه‌السلام قد تقدّمَ إِلى حامّتِه ألّا يعرضَ له أَحدٌ(٥) .

ورُوِيَ:أَن عليَّ بنَ الحسينِعليه‌السلام دعا مملوكَه مرّتينِ فلم يُجِبْه، ثمّ أَجابَه في الثّالثةِ، فقالَ له: «يا بنّي، أما سمعتَ صوتي؟» قالَ: بلى، قالَ: «فما بالُكَ(٦) لم تُجبْني؟» قالَ: أَمِنْتُكَ، قالَ: « الحمدُ للّهِ الّذي جعلَ مملوكي يأْمنِّي(٧) »(٨) .

__________________

(١) في «ش»: ألغيظ، وما في ألمتن من نسخة «م» و «ح » وهامش «ش» ونسخة البحار، وكذا بعض المصادر.

(٢) و (٣) آل عمران ٣: ١٣٤.

(٤) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٤٠، وذكره الصدوق في أماليه: ١٦٨ / ١٢، وابن شهراشوب في مناقبه ٤: ١٥٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦:٦٨ / ٣٧.

(٥) انظر تاريخ الطبري ٦: ٤٢٨، كامل ابن الأثير ٤: ٥٢٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٥٥ / ٥.

(٦) في «م» وهامش «ش»: فمالك.

(٧) في هامش «ش» يأْمنني.

(٨) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٤٠، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ١٥٧، اعلام الورى: ٢٥٦، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٥٦ / ٦.

١٤٧

أَخبرَني أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدِ بن يحيى قالَ: حدّثَني جدِّي قالَ: حدّثَنا يعقوبُ بنُ يزيدَ قالَ: حدّثَنا ابنُ أَبي عُمَيرٍ، عن عبدِاللّهِ بنِ المغيرةِ، عن أَبي جعفرٍ الأعشى، عن أَبي حمزةَ الثُّمالي، عن عليِّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام قالَ: «خرجتُ حتّى انتهيتُ إِلى هذا الحائطِ فاتكأت عليه، فإِذا رجلٌ عليه ثوبانِ أَبيضانِ يَنظُر في تجاهِ وجهي، ثمّ قالَ: يا عليَّ بنَ الحسينِ، ما لي أَراكَ كئيباً(١) حزيناً، أَعَلى الدُنيا حُزنُكَ؟ فرِزْقُ اللهِّ حاضرٌ للبَرِّ والفاجرِ؛ قالَ: قلتُ: ما على هذا أحزنُ(٢) ، واِنّه لَكَما تقولُ ؛ قالَ: فعَلى الآخرةِ؟ فهو وعد صادقٌ يَحكمُ فيه مَلِكٌ قاهرٌ ؛ [قالَ: قلتُ: ولا على هذا أَحزن، وانّه لَكَما تقولُ ؛ قالَ: ](٣) فعلامَ حزنُكَ؟ قالَ: قلتُ: أتخوَّفُ من فتنةِ ابن الزبيرِ؛ قالَ: فضحكَ ثمّ قالَ: يا علي بنَ الحسينِ، هل رأَيتَ أحداً قطُ توكَّلَ على اللّهِ فلم يَكفِه؟ قلت: لا ؛ قالَ: يا عليَّ بنَ الحسينِ، هل رأَيتَ أحداً قطُّ خافَ اللّهَ فلم ينْجِه؟ قلتُ: لا ؛ قالَ: يا عليَّ بنَ الحسينِ، هل رأَيتَ أَحداً قط قد سأَلَ اللهَ فلم يُعْطِه؟ قلتُ: لا ؛ ثمّ نظرتُ فإِذا ليسَ قُدَّامي احد(٤) »(٥) .

__________________

(١) في «م» وهامش«ش»:مكتئباً.

(٢) في هامش «ش»: حزني.

(٣) ما بين المعقوفين اثبتناه من المطبوع وبعض المصادر الاخرى كأمالي المصنف والكافي ومختصر تاريخ دمشق.

(٤) في مختصرتاريخ دمشق هنا زيادة: » يا علي هذا الخضرعليه‌السلام ناجاك».

(٥) التوحيد للصدوق:١٧ / ٣٧٣، مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٨، الكافي ٢: ٥٢ / ٢ بطريق آخر، والمصنف في اماليه:٣٤ / ٢٠٤، واخرج نحوه ابو نعيم في حليته ٣: ١٣٤، والكنجي الشافعي في كفاية الطالب: ٤٥٠، وابن الصباغ في الفصول المهمة: ٢٠٣، والمناقب لابن شهرآشوب ٤: ١٣٧، والخرائج والجرائح للراوندي ١: ٢٦٩ / ١٣،

١٤٨

أخبرني أبو محمدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَنا جدي قال: حدّثَنا أبو نصرٍ قالَ: حدّثَنا عبدُ الرّحمن بن صالحٍ قالَ: حدّثَنا يونسُ بنُ بُكَيرٍ، عنِ (ابنِ إِسحاق )(١) قالَ: كانَ بالمدينةِ كذا وكذا أَهل بيتٍ يأْتيهم رِزقُهم وما يحتاجونَ إِليه، لا يدرونَ مِن أَينَ يأْتيهم، فلمّا ماتَ عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام فَقَدُوا ذلكَ(٢) .

أخبرَني أَبو محمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَنا جدِّي قالَ: حدّثَنا أَبونصرٍ قالَ: حدّثَنا محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِاللّهِ قالَ: حدّثَني أَبي قالَ: حدّثَنا عبدُاللّه بن هارونَ قالَ: حدّثَني عمرُو بنُ دينارٍ قالَ: حضرتْ زيدَ بنَ أُسامة بن زيدٍ الوفاةُ فجعلَ يبكي، فقالَ له عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام : «ما يُبكيكَ؟» قالَ: يُبكيني أَنّ عليَّ خمسةَ عشرَأَلفَ دينارٍ ولم أَتركْ لها وفاءً؛ فقالَ له عليُّ بنُ الحسينِعليه‌السلام : «لا تَبكِ، فهي عَلَيَّ، وأَنتَ منها بريء » فقضاها عنه(٣) .

وروى هارونُ بنُ موسى(٤) قالَ: حدّثَنا عبدُ الملك بن عبدِ العزيزِ

__________________

ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٣٧ / ٣٣.

(١) كذا في «م» والبحار، وفي «ح »: أبي اسحاق، كما في «ش»: علي بن اسحاق.

ويونس بن بكيرالشيباني يروي عن محمد بن اسحاق كما في تهذيب التهذيب١١:٤٣٥، ونقل ابن منظور في مختصرتاريخ دمشق عين الحديث عن محمد بن اسحاق. وهو الأنسب.

(٢) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٨، وذكره ابو نعيم في حلية الاولياء ٣: ١٣٦، باختلاف يسير، وابن حجر في تهذيب التهذيب ٧: ٢٧٠ و ١١: ٣٨٢، وابن شهرآشوب في مناقبه ٤: ١٥٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٦ه / ٧.

(٣) مختصر تاريخ دمشق ١٧: ٢٣٩، وانظر حلية الاولياء ٣: ١٤١، وتذكرة الخواص: ٢٩٨، مناقب آل أبي طالب ٤: ١٦٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٥٦ / ٨.

(٤) هارون بن موسى هذا من مشايخ يحيى بن الحسن العبيدلي، انظر غاية الاختصار: ٢٢، ٢٤، ٣٢، وقد روى عن عبد الله بن نافع الزبيري في ص ٣٢ من غاية الاختصار، وهو

١٤٩

قالَ: لمّا وليَ عبدُ الملك بن مروانَ الخلافةَ ردَّ إلى عليِّ بنِ الحسينِ صلواتُ اللّهِ عليهما صدقاتِ رسولِ اللّهِ وعليٌِ بنِ أَبي طالبِ صلواتُ الله عليهما، وكانتا مضمومتينِ، فخرجَ عمرُ بنُ عليٍّ إِلى عبدِ الملكِ يتظلّمُ إِليه من نفسه ؛(١) فقال له عبد الملك: أقولُ كما قال ابن أَبي الحقيق:

إِنَّا إِذَاَ مَالَتْ دَوَاعِي الْهَوَى

وَأنصَتَ السَّامِعُ لَلْقَائِل

وَاصْطَرَعَ النَّاسُ بِأَلْبَابهِمْ

نقضي بحُكْمٍ عَادِلٍ َفاصِلِ

لا نَجْعل الْباطِلَ حَقاً وَلاَ

نُلِظًّ(٢) دُوْنَ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ

نَخَافُ أَنْ تَسْفَهَ أَحلامُنَا فنَخْمُلَ

الدَّهرَمعَ الْخَاملِ(٣)

أخبرَني أَبو محمّد الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدّثَنا جدِّي قالَ: حدّثَنا أَبوجعفرٍ محمّدُ بن إِسماعيلَ قالَ: حجَّ عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام فاستجهرَ(٤) الناس من جمالهِ، وتَشوّفوا إِليه وجعلوا يقولونَ: مَنْ هذا؟! مَن هذا؟! تعظيماً له وِاجلاللاً لمرتبتِه، وكانَ الفرزدقُ هناكَ

__________________

هارون بن موسى بن عبدالله المدني مولى آل عثمان الذي عنونه ابن حجر وذكر روايته عن عبدالله بن نافع الزبيري في وروايته عن عبد الملك ابن الماجشون، وعبد الملك بن الماجشون هو عبد الملك بن عبد العزيز بن عبدالله بن أبي سلمة الماجشون التيمي مولاهم أبو مروان المدني المتوفى سنة ٢١٢ أو ٢١٤، ومن هذا كله يظهر أن الرواية مأخوذة من كتاب يحيى بن الحسن العبيدلي.

(١) في هامش «ش»: أي من اختلال احوال نفسه.

(٢) اُلظّ به: لازمه لا يفارقه. «الصحاح - لظظ - ٣: ١١٧٨ ».

(٣) نقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٢١ / ١١.

(٤) لم نعثر على هذه الصيغة في بعض الموسوعات اللغوية المفصلة، وفي هامش النسختين «ش» و «م»: جهرت ألرجل وأجتهرته [أصح - كما في هامش «ش»] اذا استحسنته، وما أحسن جهره وجهرته.

١٥٠

فانشأ يقولُ:

هذَا الَّذِيْ تَعْرِفُ الْبَطْحاءُ وَطْاتَهُ

وَالبيْتُ يعْرفُهُ وَالْحِلُّ وَالْحرَمُ

هذَا ابنُ خيْرِ عِبَادِ الله كلّهِمُ

هذَا التقيُّ النًّقِيُّ الطاهِرُ الْعَلَمُ

يَكَادُ يُمسِكُهُ عِرْفان رَاحتِهِ

رُكنُ الحَطِيْمِ إِذَا ماجَاءَ يَسْتَلمُ

يُغْضيْ حياءً وَيغْضَى منْ مَهَابتِهِ

فمَا يُكلَّمُ إلا حينَ يبتَسِمُ

أَيُّ الْخلائقِ لَيْسَتْ في رِقابهِمُ

لأوَّلِيّةِ هذَا أَولهُ نعَمُ

منْ يَعْرِفِ اللهَّ يَعْرِفْ أَوَّلِيّةََ ذَا

فَالدِّيْنُ مِنْ بَيْتِ هذَا نَالَهُ الأممُ

إِذَا رَأتهُ قرَيْشٌ قالَ قائلهَا

إِلى مَكَارِمِ هذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ(١)

 أخبرَني أَبومحمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ، عن جدِّه قالَ: حدّثَني داودُ ابن القاسمِ قالَ: حدّثَنا الحسينُ بنُ زيد، عن عمِّه عمر بن عليٍّ، عن أَبيه عليِّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام أَنّه كانَ يقولُ: «لم أَرَ مثلَ التّقدُّم في الدُّعاءِ، فإِنّ العبدَ ليسَ يَحضرُه الأجابةُ في كلِّ وقتٍ(٢) ».

وكانَ ممّا حُفِظَ عنه منَ الدُّعاءِ حينَ بلغَه تَوجُّهُ مُسْرِفِ بنِ عُقْبةَ إِلى المدينةِ:

«ربِّ كم من نعمةٍ أَنعمتَ بها عليَّ قلَّ لكَ عندَها شكري، وكم

__________________

(١) ديوان الفرزدق ٢: ١٧٨، وانظرالاغاني ٢١: ٣٧٦، الاختصاص: ١٩١، حلية الاولياء ٣: ١٣٩، مرآة الجنان ١: ٢٣٩، حياة الحيوان مادة - أسد - ١: ٩، مناقب ابن شهرآشوب ٤: ١٦٩، كفاية الطالب: ٤٥١، الفصول المهمة: ٢٠٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٢١ / ١٣، وثمة رواية أخرى للواقعة في المصادر آنفة الذكر.

(٢) جاء في هامش «ش» ما نصّه: هذا أمرمنه بالدعاء أيام الرخاء ليكون مفزعاً وعدّة أيام البلاء، فربما يوافق وقت الشدة الوقت الذي لا يستجاب الدعاء فيه.

١٥١

من بليّةٍ ابتليتَني بها قلَّ لكَ عندَها صبري، فيا مَنْ قل عند َنعمتِه شكري فلم يَحرِمْني، وقلَّ(١) عندَ بلائه صبري فلم يَخذًلني، يا ذا المعروف الذي ( لا ينقطع )(٢) أبداً، ويا ذا النّعماءِ الّتي لا تُحصى عدداً، صلِّ على محمّدٍ ( وآلِ محمّدٍ )(٣) وادفعْ عنِّي شرّه، فإِنِّي أَدرأُ بكَ في نحرِه، وأَستعيذُ بكَ من شرِّه » فقدمَ مسرفُ بنُ عُقْبةَ المدينةَ وكانَ يقال: لا يُريدُ غيرَعليِّ بنِ الحسينِ ؛ فسَلِمَ منه وأَكرمَه وحباه ووَصَلَه(٤) .

وجاءَ الحديثُ من غير وجهٍ: أنَّ مُسْرِفَ بنَ عُقْبةَ لمّا قدمَ المدينةَ أَرسلَ إِلى علي بنِ الحسينِعليهما‌السلام فأتاه، فلمّا صارَ إِليه قرّبَه وأَكرمَه وقالَ له: وصّاني أَميرُ المؤمنينَ ببرِّكَ وتمييزِكَ من غيركَ ؛ فجزّاه خيراً ؛ ثمّ قالَ: أَسرِجوا له بغلتي، وقالَ له: انصرِفْ إِلى أَهلِكَ، فإِنِّي أَرى أَنْ قد أَفزعْناهم وأَتعبْناكَ بمشيِكَ إِلينا، ولو كانَ بأَيدينا ما نَقوى به على صِلَتِكَ بقدرِ حقِّكَ لَوَصلْناكَ ؛ فقالَ له عليُّ بنُ الحسينِعليهما‌السلام : « ما أَعذرَني للأمير(٥) ! » وركبَ ؛ فقالَ لجلسائه: هذا الخيِّرُ لا شرّ َفيه، معَ موضعِه من رسولِ اللّهِ ومكانِه منه(٦) .

وجاءَتِ الرِّوايةُ: أَنّ عليَّ بنَ الحسينِعليه‌السلام كانَ في مسجدِ رسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله ذاتَ يومٍ إِذ سمعَ قوماً يُشبِّهونَ اللهَّ

__________________

(١) في هامش «ش»: ويا من قل.

(٢) في هامش «ش» و «م»: لاينقضي ولا ينقطع.

(٣) في هامش «ش»: وآله.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٤: ١٦٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٢٢ / ١٤.

(٥) في هامش «ش»: أي أعذِر الأمير، كما يقول: ما أضربني لزيد.

(٦) انظر تاريخ الطبري ٥: ٤٩٣، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ١٢٢.

١٥٢

تعالى بخلقِه، ففَزِعَ لذِلكَ وارتاعَ له، ونهضَ حتّى أَتى قبر َرسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله فوقفَ عندَه ورفعَ صوتَه يناجي ربَه، فقالَ في مُناجاتِه له:

«إِلهي بَدَتْ قدرتُكَ ولم تَبدُ هيئةٌ فجهلوكَ، (وقدّروكَ بالتّقديرِ على غيرِ ما به أَنتَ )(١) ، شبّهوكَ وأَنا بريءُ يا إِلهي منَ الّذينَ بالتّشبيهِ طلبوكَ، ليسَ كمثلِكَ(٢) شيءٌ إِلهي ولم يدركوكَ، وظاهرُ ما بهم من نعمةٍ دليلُهم عليكَ لو عرفوكَ، وفي خلقِكَ يا إِلهي مَندُوْحَةٌ أَن يناولوكَ(٣) ، بل سَوَّوْكَ بخلقِكَ فمِنْ ثَمَّ لم يَعرفوكَ، واتّخذوا بعضَ آياتِك ربّاً فبذلكَ وصفوكَ، فتعاليتَ يا إِلهي عمّا به المشَبِّهونَ نَعَتُوكَ »(٤) .

فهذا طرفٌ ممّا وردَ منَ الحديثِ في فضائلِ زينِ العابدينَعليه‌السلام .
وقد روى عنه فقهاءُ العامّةِ منَ العلومِ ما لا يُحصى كثرةً، وحُفِظَ عنه منَ المواعظِ والأدعيةِ وفضائلِ القرآنِ والحلالِ والحرام والمغازي والأيّامِ ما هو مشهورٌ بينَ العلماءِ، ولو قَصَدْنا إِلى شرحِ ذلكَ لَطَالَ به الخطابُ وتقضّى به الزّمانُ.

وقد رَوَتِ الشِّيعةُ له آياتٍ معُجزاتٍ وبراهينَ واضحاتٍ لم

__________________

(١) العبارة في «ش» مضطربة ومكررة، وأثبتناها من «م».

(٢) في «م» وهامش «ش»: ليس مثلك.

(٣) في هامش «ش»: يعني في خلقك مستغنىً باعتبار الاستدلال عن تناول ذلك والكلام فيها نفسها، وحقيقة المناولة ان تتناول ذاته عزّت.

(٤) نقله العلامة المجلسي في البحار ٣: ٢٩٣ / ١٥، وذكره الصدوق في الأمالي: ٤٨٧ عن الأمام الرضاعليه‌السلام وكذا في التوحيد: ١٢٤ / ٢، والعيون ا: ١١٦ / ٥.

١٥٣

يَتَّسِعْ لذكرِها المكانُ، ووجودُها في كتبِهم المصنّفةِ ينوبُ مَنابَ إيرادِها في هذا الكتابِ، واللهُّ الموفٌق للصّوابِ.

* * *

١٥٤

باب ذكر أولادِ عليِّ بنِ الحسينِ عليهما السّلامُ

وولد عليّ بن الحسينِعليهما‌السلام خمسةَ عشرَولداً:

محمّدٌ المُكنّى أَبا جعفرٍ الباقرعليه‌السلام ، أًمُه أُمّ عبدِاللهِ بنتُ الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أَبي طالبعليهم‌السلام .

وعبدُاللهِّ والحسنُ والحسينُ، أُمُّهم أُمُّ ولدٍ.

وزيدٌ وعمرُ، لأم ولدٍ.

والحسين الأصغرُ وعبدُ الرّحمنِ وسُليمان، لأمّ ولدٍ.

وعلي - وكانَ أَصغرَ ولدِ عليِّ بنِ الحسينِ - وخديجةُ، أًمُّهما أُمُّ ولدٍ
ومحمّدٌ الأصغرُ، أُمُّه أمُّ ولدٍ.

وفاطمةُ وعليّةُ وأُمُّ كلثوم، أُمًّهنَّ أُمُّ ولدٍ.

* * *

١٥٥

١٥٦

باب ذكر الإمامِ بعدَ عليِّ بنِ الحسينِ عليهما السلامُ

وتاريخ مولدِه، ودلائلِ إِمامتِه، ومبلغ سنَّه،

ومدّة خلافتِه، ووقت وفاتِه وسببها،

وموضع قبرِه، وعدد أولادِه، ومختصر من أخبارِه

وكانَ الباقرُ أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام من بينِ إِخوته خليفةَ أَبيه علي بنِ الحسينِ ووصيه والقائمَ بالإمامةِ من بعدِه، وبرز على جماعتِهم بالفضلِ في العلمِ والزُهدِ والسؤْدَدِ، وكانَ أَنبهَهم ذِكراً وأَجلَّهم في العامّةِ والخاصّةِ وأَعظمَهم قدراً، ولم يَظهْر عن أَحدٍ من ولدِ الحسن والحسينِعليهما‌السلام من علم الدِّينِ والأثارِ والسُّنّةِ وعلمِ القرانِ والسيرِ وفنونِ الأداب ما ظهرَ عن أَبي جعفرٍعليه‌السلام ، وروى عنه معالمَ الدِّينِ بقايا اَلصّحابةِ ووجوهُ التّابعينَ ورؤساءُ فقهاءِ المسلمينَ، وصارَ بالفضلِ به عَلَماً لأهلِه تُضْرَبُ به الأمثالُ، وتَسيرُ بوصفِه الأثارُ والأشعارُ؛ وفيه يقول القُرظيُّ:

يَابَاقِرَ الْعِلْمِ لاهْلِ التُّقَى

وَخَيْرَمَنْ لبى على الأجبُلِ(١)

وقالَ مالكُ بنُ أَعيَنَ الجُهَنيّ فيه:

إذَا طَلَبَ النَاسُ عِلْمَ الْقُرَا

نِ كَانَتْ قُرَيْش عَلَيْهِ عِيَالا

وَإنْ قِيْلَ: أيْنَ ابْنُ بِنْتِ الَّنب

يِ؟ نِلْتَ بِذَاكَ فُرُوْعَاً طِوَالا

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٤: ٤٠٣، مختصر تاريخ دمشق ٢٣: ٧٨.

١٥٧

نُجُوْم تَهَلّلُ لِلْمُدْلِجين

جِبَالٌ تُوَرِّثُ عِلْمَاً جِبالا(١)

ووُلِدَعليه‌السلام بالمدينةِ سنةَ سبعٍ وخمسينَ منَ الهجرة، وقُبِضَ فيها سنةَ أَربعَ عشرةَ ومائة، وسنه يومئذٍ سبعٌ وخمسونَ سنة، وهو هاشميّ من هاشِمِيَّيْنِ علوي من علوييْنِ، وقبرُه بالبقيعِ من مدينةِ الرّسولِ عليهِ واله السّلامُ.

روى ميمون القداحُ، عن جعفر بنِ محمّدٍ، عن أَبيه قالَ: «دخلتُ على جابرِ بنِ عبدِاللهِ رحمةُ اللهِّ عليه فسلَّمتُ عليه، فردَّ عليَّ السّلامَ ثم قالَ لي: مَنْ أَنتَ؟ - وذلكَ بعدَما كُفّ بصرُه - فقلتُ: محمّدُ بنُ عليِّ بنِ الحسين ؛ فقالَ: يا بُني ادْنُ منِّي، فدنوتُ منه فقبّلَ يَدَي ثمّ أَهوى إلى رجليّ يقبِّلها فتنحّيتُ عنه، ثمّ قالَ لي: إِنّ رسولَ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله يُقرئُكَ السّلامَ، فقلتُ: وعلى رسولِ اللهِ السّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه، وكيفَ ذلكَ يا جابرُ؟ فقالَ: كنتُ معَه ذاتَ يومٍ فقالَ لي: يا جابر، لعلكَ أَنْ تبقى حتّى تلقى رجلاً من ولدي يقالُ له ُمحمّد بنُ عليِّ بنِ الحسينِ، يَهبُ اللهُ له النُورَ والحكمَةَ فاقْرِئْه منِّي السّلامَ »(٢) .

وكانَ في وصيّةِ أَميرِ المؤمنينَعليه‌السلام إلى ولدِه ذكرُ محمّدِ بنِ

__________________

(١) معجم الشعراء للمرزباني: ٢٦٨، سير اعلام النبلاء ٤:٤٠٤.

(٢) انظر الكافي ١: ٣٩٠ / ٢، امالي الصدوق: ٢٨٩ / ٩، كمال الدين ١: ٢٥٤ / ٣، علل الشرائع: ١: ٢٣٣، مختصر تاريخ دمشق ٢٣: ٧٨، الفصول المهمة: ٢١١، المناقب لابن شهرآشوب ٤: ١٩٦، وقد ورد فيها مضمون الخبر بطرق مختلفة.وقد روى هذا الخبر في غاية الاختصار: ١٠٤ باسناده الى محمد بن الحسن العبيدلي، قال: أخبرني ابن أبي بزة:أخبرنا عبداللهّ بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٢٧ / ٨.

١٥٨

عليٍّ والوَصاة به.

وسمّاه رسول الله وعرفَه بباقرِ العلمِ(١) ، على ما رواه أصحابُ الأثارِ، وبما ِرويَ عن جابرِ بن عبدِاللهِ في حديثٍ مجرّدٍ أَنّه قالَ: قالَ لي رسولُ اللهِصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يوشَكُ أَن تبقى حتى تلقى ولداً لي منَ الحسينِ يقالُ له: محمّدُ يَبقرُ علمَ الدينِ بقراً، فإذا لقيتَه فأقرِئْه منّي السلامَ »(٢) .

وروتِ الشّيعةُ في خبر اللوح الّذي هبطَ به جَبْرِئيْلُعليه‌السلام على رسولِ اللّهِصلى‌الله‌عليه‌وآله منَ الجنةِ، فاَعطاه فاطمةَعليها‌السلام وفيه أَسماءُ الأئمّةِ من بعدِه، وكانَ فيه: «محمّدُ ابنُ عليٍّ الإمام بعدَ أَبيهِ »(٣) .

وروتْ أيضاً: أنّ اللّه تباركَ وتعالى أنزلَ إلى نبيِّه عليه وآله السّلامُ كتاباً مختوماً باثني عشرَ خاتماً، وأمَرَه أن يدفعَه إلى أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالبعليه‌السلام وياْمرَه أن يَفُضَّ أولَ خاتمٍ فيه ويعملَ بما تحتَه، ثم يدفعه عندَ وفاتِه إلى ابنهِ الحسنِعليه‌السلام وياْمره أَن يَفضُّ الخاتمَ الثانيَ ويعملَ بما تحتَه، ثم يدفعه عندَ حضورِ وفاتِه إِلى أَخيهِ الحسينِ وياْمره أَن يفضَّ الخاتمَ الثالثَ ويعمل بما تحتَه، ثمّ يدفعه الحسينُ عندَ وفاتَه إلى ابنهِ عليّ بنِ الحسينِعليهما‌السلام ويأمره بمثلِ ذلكَ ويدفعه عليُّ بنُ الحسين عندَ وفاتهِ إلى ابنهِ محمّدِ بنِ علي الأكبرِعليه‌السلام ويأمره بمثلِ ذلكَ، ثمّ يدفعه محمّدُ بنَ عليٍّ إِلى

__________________

(١) في هامش «ش« و «م»: العلوم.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٤: ١٩٧، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٢٢ / ٦.

(٣) انظر ص ١٣٨ من هذا الكتاب.

١٥٩

ولدِه حتّى ينتهي إِلى آخرِ الأئمّةِعليهم‌السلام أجمعين(١) .

ورَوَوْا أَيضاً نصوصاً كثيرةً عليه بالأمامةِ بعدَ أَبيه عنِ النّبيِّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعن أَمير المؤمنينَ وعنِ الحسينِ وعليّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام .

وقد رَوى النّاسُ من فضائلهِ ومناقبِه ما يكثر به الخطبُ إِن أَثبتْناه، وفيما نذكرُه منه كفايةٌ فيما نقصدُه في معناه إِنْ شاءَ اللّهُ.

أَخبرَني الشّريفُ أَبو محمّدٍ الحسنُ بنُ محمّدٍ قالَ: حدَّثني جدَي قالَ: حدثَنا محمدُ بنُ القاسم الشيبانيّ قالَ: حدّثَنا عبدُ الرّحمن بن صالح الأزديّ، عن أَبي مالكٍ الجَنْبيّ(٢) ، عن عبدِاللهِ بنِ عطاءٍ المكِّيِّ قالَ: ما رأَيت العلماءَ عندَ أحدٍ قطُ أَصغرَمنهم عند أَبي جعفرٍ محمّدِ بنِ عليِّ ابنِ الحسينِعليهم‌السلام ، ولقد رأَيتُ الحَكَمَ بن عُتَيْبَةَ - معَ جلالتِه في القوم - بينَ يديه كأَنّه صبيّ بين يَدَيْ مُعَلِّمه(٣) .

وكانَ جابر بنُ يزيدَ الجعفيّ إِذا روى عن محمّدِ بنِ عليٍّعليهما‌السلام شيئاً قالَ: حدّثَني وصيُّ الأوصياءِ ووارثُ علم الأنبياءِ محمّدُ ابنُ عليِّ بنِ الحسينِعليهم‌السلام .

__________________

(١) انظر الكافي ١: ٢٢٠ / ١، ٢، أمالي الصدوق: ٣٢٨ / ٢، كمال الدين: ٢٣١ / ٣٥، غيبة النعماني: ٥٢ / ٣، ٤، أمالي الطوسي ٢: ٥٦.

(٢) كذا واضحاً في «ش» و «م» و «ح » وفي ذيل الكلمة في «ش»: «هكذا وكأنه اشارة الى أنّه هو الموجود في نسخة قرئت على المصنف، وقد تكررت الحكاية عن نسخة قرئت على الشيخ - يعني المصنف - كما مرّ. وفي هامش «ش»: «الجنبي لا غير، » وقد سقط (عن أبي مالك الجنبي ) من نسخة البحار، وفي المطبوع من الارشاد (الجهني ) وهو تصحيف من النسّاخ، وعلى هذه النسخة المصحفة بنى بعض المعاصرين الوهم الذي عقده في كتابه واعترض على المصنف وغيره.

(٣) مختصر تاريخ دمشق٢٣: ٧٩، حلية الاولياء ٣: ١٨٦، مناقب آل أبي طالب ٤: ١٨٠ و ٢٠٤، ونقله العلامة المجلسي في البحار ٤٦: ٢٨٦ / ٢.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

وقد ذكر أبو عمر عن ابن الكلبيّ أن له صحبة.

٤٤٨٨ ز ـ عباد بن عبد عمرو (١) : يأتي في عياذ ، بالمثناة من تحت والذال المعجمة.

٤٤٨٨ ـ عباد بن عبيد (٢) : بن التيّهان ذكر أبو عمر من الطبري أنه شهد بدرا.

٤٤٩٠ ـ عباد (٣) : بن عمرو الدّيليّ ، ويقال الليثي.

ذكره البغويّ وغيره في «الصحابة». وروى البخاريّ وابن أبي خيثمة وغيرهما من طريق مسعود بن سعد ، عن عطاء بن السائب ، عن ابن عباد ، عن أبيه ـ أنه رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في الجاهلية واقفا في موقف ، ثم رآه بعد ما بعث واقفا فيه ، قال : وجاء رجل من بني ليث فقال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا أنشدك! قال : «لا». فأنشده بعد الرابعة مدحه له ، فقال : إن كان أحد من الشعراء قد أحسن فقد أحسنت.

قال ابن مندة : رواه جرير ، عن عطاء ، فقال ابن ربيعة عن عباد عن أبيه. رواه شعيب بن صفوان ، عن عطاء ، فقال : عن ابني ربيعة عن أبيهما.

قلت : تقدم فيمن اسمه ربيعة ـ ربيعة بن عباد ، لكنه بكسر المهملة والتخفيف. وقد تقدم في ترجمة ربيعة في حرف الراء ما يقتضي أن لأبيه صحبة. فالظاهر أنه هذا.

٤٤٩١ ز ـ عباد : بن عمرو الأزديّ. ويقال عياذ ، بتحتانية معجمة ، يأتي.

٤٤٩٢ ـ عباد بن عمرو (٤) : له حديث في فتح مكة يرويه أبو عاصم.

ذكره البغويّ والمستغفريّ ، واستدركه أبو موسى.

٤٤٩٣ ـ عباد (٥) : بن قيس بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ.

ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة وبدرا.

٤٤٩٤ ـ عباد بن قيس (٦) : بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامر بن عديّ بن كعب بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ.

__________________

(١) الثقات ٣ / ٣٠٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٢.

(٢) أسد الغابة ت ٢٧٧٤ ، الاستيعاب ت ١٣٧١.

(٣) أسد الغابة ت ٢٧٧٦.

(٤) أسد الغابة ت ٢٧٧٧.

(٥) أسد الغابة ت ٢٧٧٩ ، الاستيعاب ت ١٣٧٢.

(٦) الثقات ٣ / ٣٠٦ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٢ ، الاستبصار ١٢٧ ، الاستيعاب ت ١٣٧٤.

٥٠١

ذكره ابن سعد فيمن شهد بدرا هو وأخوه سبيع ، قال : وهو عمّ أبي الدّرداء.

ذكره ابن إسحاق ، وعروة ، والواقديّ ، وغيرهم فيمن استشهد بمؤتة ، ويقال اسمه عبادة ، بالضّم والتخفيف وزيادة هاء.

٤٤٩٥ ـ عبّاد (١) : بن قيظي الأنصاريّ الحارث ، أخو عبد الله وعقبة.

لهم صحبة ، واستشهدوا يوم جسر أبي عبيد ، قاله أبو عمر.

٤٤٩٦ ـ عبّاد : بن كثير الأنصاريّ الأشهليّ.

ذكره الأمويّ في مغازيه أنه استشهد باليمامة. واستدركه ابن فتحون.

٤٤٩٧ ـ عباد (٢) : بن مرّة الأنصاريّ ، ويقال : مرّة بن عباد. ذكره ابن مندة ، قال :

عداده في الشّاميين.

روى حديثه سعيد بن سنان ، عن أبي الزّاهريّة ، عن جبير بن نفير عنه ـ أنه خرج يوما فإذا النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم متغير اللون ، فسأله ، فقال : من الجوع الحديث.

ورواه(٣) أبان بن أبي عيّاش ، عن سعيد بن المسيّب ، عن مرة بن عباد.

قلت : أخرجه ابن قانع من طريقه فيمن اسمه مرّة.

٤٤٩٨ ـ عبّاد (٤) : بن ملحان الأنصاريّ الأوسيّ.

شهد أحدا ، واستشهد يوم الجسر. ذكره العدويّ.

٤٤٩٩ ـ عباد (٥) : بن نهيك الأنصاريّ الخطميّ. ذكر أبو عمر أنه الّذي أخبر قومه بأن القبيلة(٦) قد حوّلت.

قلت : وقد تقدّم هذا في ترجمة عباد بن بشر بن قيظي.

٤٥٠٠ ـ عبّاد : بن نوفل بن خراش العبديّ ثم المحاربي.

ذكر أبو عبيدة أنه وفد هو وابنه عبد الرّحمن على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم مع وفد عبد القيس قاله

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٧٨٠ ، الاستيعاب ت ١٣٧٤.

(٢) أسد الغابة ت ٢٧٨١ ، الثقات ٣ / ٣٠٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٣.

(٣) في أ : قال عبد.

(٤) الاستيعاب ت ١٣٧٥.

(٥) أسد الغابة ت ٢٧٨٣ ، الاستيعاب ت ١٣٧٦.

(٦) في أ : القبلة.

٥٠٢

الرّشاطي(١) . قال : ولم يذكره أبو عمر ، ولا ابن فتحون.

٤٥٠١ ـ عبّاد : بن وهب الأنصاريّ.

يقال : إنه الّذي أخبر قومه بأن القبلة قد تحوّلت(٢) . والمحفوظ في ذلك عباد بن بشر ابن قيظي.

٤٥٠٢ ـ عبّاد الزّرقيّ : يأتي في عبادة.

٤٥٠٣ ـ عبّاد العبديّ (٣) : والد ثعلبة.

قال ابن حبّان : يقال إن له صحبة. وروى الطّبراني ، وابن السّكن ، وابن شاهين ، من طريق قيس بن الرّبيع ، عن الأسود بن قيس(٤) ، عن ثعلبة بن عباد ، عن أبيه ، قال : لا أدري كم سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول أزواجا وأفرادا : «ما من عبد يتوضّأ فيحسن الوضوء ، فيغسل وجهه حتّى يسيل الماء على ذقنه ...» الحديث. في فضل الوضوء. تفرد به قيس بن الرّبيع ، قاله ابن السّكن.

قال ابن يونس وابن ماكولا وأبو عمر : هو بكسر المهملة وتخفيف الموحدة. وذكره ابن مندة وغيره في تضاعيف من اسمه عبّاد بالمشددة. فالله أعلم.

٤٥٠٤ ـ عبّاد العدويّ (٥) :

ذكره البخاريّ في «الصّحابة» ، قاله ابن مندة ، وروى البخاريّ ، وابن السّكن ، والباوردي ، من طريق ثابت بن محمد ، عن أبي بكر بن عياش ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عائشة بنت ضرار ، عن عباد العدويّ ، قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ويل للأمناء ، وويل للعرفاء»(٦) .

قال ابن مندة : ورواه غيره ، فقال : عن عباد ، عن رجل من أصحاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

__________________

(١) في أ : المرشاطي.

(٢) في أ : بتحويل القبلة.

(٣) أسد الغابة ت ٢٧٦٢.

(٤) في أبن ثعلبة.

(٥) أسد الغابة ت ٢٧٧٥.

(٦) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٥٢ عن أبي هريرة بزيادة في أوله وآخره ، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم ٢٠٦٦٠ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١٠ / ٩٧. وأورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ٢٠٣ عن أبي هريرة ولفظه. ويل للأمراء وويل للعرفاء ، وويل للأمناء الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد ورجاله ثقات في طريقين من أربعة. ورواه أبو يعلى والبزار.

٥٠٣

وقال ابن السّكن : لم يصح حديثه ، ولم يذكر سماعا ، ومخرجه عن ليث بن أبي سليم أحد الضّعفاء.

٤٥٠٥ ـ عبّاد الشيبانيّ :

ذكره البغويّ ، وقال : روى ابن وهب من طريق أبي عبد الرّحمن المعافريّ ، عن عبّاد الشّيبانيّ ، قال : قال رسول الله : «من قال بعد المغرب أو الصّبح : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ...» الحديث.

ذكر من اسمه عباد ، بكسر أوله والتخفيف

٤٥٠٦ ـ عبّاد (١) : بن خالد الغفاريّ. تقدم في عبّاد.

٤٥٠٧ ـ عبّاد : بن عمرو الدئليّ. تقدّم في عبّاد أيضا.

٤٥٠٨ ـ عباد العبديّ : والد ثعلبة. تقدم في عبّاد أيضا.

ذكره من اسمه عبادة ، بالضّم والتخفيف ، وزيادة هاء آخره

٤٥٠٩ ـ عبادة (٢) : بن الأشيب العنزيّ ، بسكون النون.

قال ابن مندة : عداده في أهل فلسطين ، ثم ساق من طريق مطرف بن أبي الجبير بن المصادق بن أمية العنزي ، عن أبيه ، عن جدّه المصادق ، عن عبادة بن الأشيب العنزي ، قال : خرجت إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسلمت ، فكتب لي كتابا : «من محمّد نبيّ الله إلى عبادة بن أشيب ، إنّي أمّرتك على قومك ...» الحديث.

وفي إسناده مجهولون ، وأخرجه الإسماعيلي في معجم الصّحابة من هذا الوجه ، وساق الحديث بتمامه ، وفي آخره قال : فجئت إلى قومي فأسلموا.

٤٥١٠ ـ عبادة بن أوفى (٣) : أو ابن أبي أوفى ، ابن حنظلة بن عمرو بن رياح بن جعونة بن الحارث بن نمير بن عامر بن صعصعة ، أبو الوليد النميري.

قال ابن مندة : اختلف في صحبته ، وعداده في أهل الشّام ، وروى عنه أبو سلام ، وربيعة بن يزيد. وتعقبه أبو نعيم بأنه شامي. روى عن عمرو بن عبسة فيمن أعتق مسلما ، قال : ولم يذكره أحد في الصّحابة.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٧٨٥.

(٢) أسد الغابة ت ٢٧٨٦ ، الاستيعاب ت ١٣٧٧ ، تبصير المشتبه ٣ / ١٠٢٨ ، الإكمال ٧ / ٤٤.

(٣) أسد الغابة ت ٢٧٨٧ ، الاستيعاب ت ١٣٧٨.

٥٠٤

وردّ عليه ابن الأثير بأن ابن عبد البرّ ذكره وهو ردّ عجيب ، فإن ابن عبد البرّ بعد أبي نعيم ، فكيف يردّ عليه قوله بمن جاء بعده ، مع أن أبا عمر قال مع ذلك : يقال : إن حديثه مرسل.

قلت : وقد استوعب ابن عساكر ترجمته ، فلم يذكر ما يدلّ على أن له صحبة ، وذكره في التّابعين البخاريّ ، وابن أبي حاتم ، وأبو زرعة الدّمشقيّ ، وأبو بكر بن عيسى ، وأبو الحسين بن سميع ، وابن حبّان ، وغيرهم.

٤٥١١ ـ عبادة بن الخشخاش (١) : بمعجمات ، ابن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو البلويّ ، حليف الأنصار. نسبه ابن الكلبيّ.

ذكره ابن إسحاق فيمن استشهد بأحد ، ودفن هو والمجذّر بن ذياد ، والنّعمان بن مالك في قبر واحد

وذكر ابن إسحاق وأبو معشر في «البدريّين» ، وسماه الواقديّ عبدة ، وسماه أبو عمر عبّاد ، بالفتح والتّشديد بغيرها. وقال فيه ابن مندة : العنبريّ ، وهو وهم منه ، فإنّهم اتفقوا على أنه بلويّ ، وأنه حليف بني سليم.

وقد روى ابن مندة من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق : وقتل يوم أحد من بني عوف بن الخزرج ، ثم من بني سالم عبادة بن الخشخاش. قال ابن الأثير : لعل ابن مندة رأى الخشخاش العنبريّ في الصّحابة ، فظن أن هذا ولده ، وليس كذلك.

٤٥١٢ ـ عبادة (٢) : بن رافع الأنصاريّ.

ذكره المستغفريّ ، وروى من طريق ثابت بن سعد ، حدّثني عمّي خالد بن ثابت ، عن عبادة بن رافع ـ وكان من أصحاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : إن المؤمنين إذا التقيا فيحضرهما سبعون حسنة فأيهما أبش لصاحبه ، كان له تسع وستون ، وللآخر حسنة.

٤٥١٣ ـ عبادة : بن سعد بن عثمان الزّرقيّ. يأتي في عبادة الزّرقيّ.

٤٥١٤ ـ عبادة : بن الشماخ ، أو عوانة. ذكره أبو عمر مختصرا.

٤٥١٥ ـ عبادة بن الصّامت (٣) : بن قيس بن أصرم بن فهر بن قيس بن ثعلبة بن غنم بن

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٧٨٨ ، الاستيعاب ت ١٣٧٩.

(٢) أسد الغابة ت ٢٧٨٩.

(٣) أسد الغابة ت ٢٧٩١ ، الاستيعاب ت ١٣٨٠ ، طبقات ابن سعد ٣ / ٥٤٦ و٦٢١ ـ تاريخ خليفة ١٦٨ التاريخ الكبير ٦ / ٩٢ ـ المعارف ٢٥٥ ـ ٣٢٧ ـ تاريخ الفسوي ١ / ٣١٦ ـ الجرح والتعديل ٦ / ٩٥

٥٠٥

سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج الأنصاريّ الخزرجيّ ، أبو الوليد.

قال خليفة بن خيّاط : وأمه قرّة العين بنت عبادة بن نضلة بن العجلان.

شهد بدرا. وقال ابن سعد : كان أحد النقباء بالعقبة ، وآخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين أبي مرثد الغنويّ ، وشهد المشاهد كلّها بعد بدر.

وقال ابن يونس : شهد فتح مصر ، وكان أمير ربع المدد.

وفي الصّحيحين ، عن الصّنابحي ، عن عبادة ، قال : أنا من النّقباء الذين بايعوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة العقبة الحديث.

وروى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا.

وروى عنه أبو أمامة ، وأنس ، وأبو أبيّ أنس ابن أم حرام ، وجابر ، وفضالة بن عبيد(١) من الصّحابة ، وأبو إدريس الخولانيّ ، وأبو مسلم الخولانيّ. وعبد الرّحمن بن عسيلة الصّنابحي ، وحطان الرّقاشي ، وأبو الأشعث الصّنعاني ، وجبير بن نفير ، وجنادة بن أميّة ، وغيرهم من كبار التّابعين ومن بعدهم. وبنوه : الوليد ، وعبد الله ، وداود ، وآخرون.

أخرج حميد بن زنجويه في كتاب التّرغيب ، من طريق أبي الأشعث أنه راح إلى مسجد دمشق ، فلقي شداد بن أوس والصّنابحي ، فقالا : اذهب بنا إلى أخ لنا نعوده ، فدخلا على عبادة ، فقالا : كيف أصبحت؟ فقال : أصبحت بنعمة من الله وفضل.

قال عبد الصّمد بن سعيد في تاريخ حمص : هو أول من ولى قضاء فلسطين.

ومن(٢) مناقبه ما ذكره في المغازي لابن إسحاق : حدّثني أبي إسحاق بن يسار ، عن عبادة(٣) بن الصّامت ، قال : لما حارب بنو قينقاع بسبب ما أمرهم عبد الله بن أبي ، وكانوا حلفاءه ، فمشى عبادة بن الصّامت ، وكان له من الحلف مثل الّذي لعبد الله بن أبيّ ، فخلعهم وتبرّأ إلى الله ورسوله من حلفهم ، فنزلت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى ) [المائدة ٥١] الآية.

__________________

المستدرك ٣ / ٣٥٤ ـ ٣٥٧ ـ الاستبصار ١٨٨ ـ ١٨٩ ـ تاريخ ابن عساكر : عبادة ٨ / ٤٢٧ / ٢ ، تهذيب الكمال ٦٥٥ ـ تاريخ الإسلام ٢ / ١١٨ ـ العبر ١ / ٣٥ ـ تذهيب التهذيب ٥ / ١١١ ـ ١١٢ ـ خلاصة تهذيب الكمال ١٨٨ ـ شذرات الذهب ١ / ٤٠ و٦٢ ـ تهذيب ابن عساكر ٧ / ٢٠٩ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٥.

(١) في أ : وفضالة بن عبيد ومن بعدهم.

(٢) سقط في ج.

(٣) في أ : عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت.

٥٠٦

وذكر خليفة أن أبا عبيدة ولّاه إمرة حمص ، ثم صرفه ، وولى عبد الله بن قرط.

وروى ابن سعد في ترجمته من طريق محمد بن كعب القرظي أنه ممّن جمع القرآن في عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وكذا أورده البخاريّ في «التّاريخ»(١) من وجه آخر عن محمد بن كعب ، وزاد : فكتب يزيد بن أبي سفيان إلى عمر : قد احتاج أهل الشّام إلى من يعلّمهم القرآن ويفقههم ، فأرسل معاذا وعبادة وأبا الدّرداء ، فأقام عبادة بفلسطين.

وقال السراج في تاريخه : حدّثنا قتيبة ، حدّثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن جنادة : دخلت على عبادة ـ وكان قد تفقّه في دين الله. هذا سند صحيح.

وفي مسند إسحاق بن راهويه ، «والأوسط» للطّبرانيّ ، من طريق عيسى بن سنان ، عن يعلى بن شداد ، قال : ذكر معاوية الفرار من الطّاعون ، فذكر قصة له مع عبادة ، فقام معاوية عند المنبر بعد صلاة العصر ، فقال : الحديث كما حدّثني عبادة ، فاقتبسوا منه ، فهو أفقه مني.

ولعبادة قصص متعددة مع معاوية ، وإنكاره عليه أشياء ، وفي بعضها رجوع معاوية له ، وفي بعضها شكواه إلى عثمان منه ، تدلّ على قوته في دين الله ، وقيامه في الأمر بالمعروف.

وروى ابن سعد في ترجمته أنه كان طوالا جميلا جسيما ، ومات بالرّملة سنة أربع وثلاثين.

وكذا ذكره المدائنيّ ، وفيها أرّخه خليفة بن خياط ، [وآخرون ، منهم من قال : مات بيت المقدس](٢) .

وأورد ابن عساكر في ترجمته أخبارا له مع معاوية تدلّ على أنه عاش بعد ولاية معاوية الخلافة ، وبذلك جزم الهيثم بن عديّ.

وقيل : إنه عاش إلى سنة خمس وأربعين.

٤٥١٦ ـ عبادة بن طارق الأنصاريّ : ذكر الواقديّ فيمن قسم عمر بن الخطاب بينهم خيبر لمّا أجلى اليهود عنها ، واستدركه ابن فتحون.

__________________

(١) في أ : في تاريخه.

(٢) سقط في أ.

٥٠٧

٤٥١٧ ـ عبادة بن عبد الله : بن أبيّ بن سلول الخزرجيّ ، أخو عبد الله بن عبد الله.

مات أبوه سنة تسع ، وكان هذا حينئذ رجلا ، وله ولد اسمه جليحة تزوّج زيد بن ثابت بنته أمامة. ذكروه في أنساب الخزرج.

٤٥١٨ ـ عبادة (١) : بن عمرو بن محصن الأنصاريّ.

ذكره العسكريّ ، وقال أبو أحمد : إنه استشهد يوم بئر معونة. وكذا ذكره خليفة بن خيّاط.

٤٥١٩ ـ عبادة بن قرط (٢) : أو قرص بن عروة بن بجير بن مالك بن قيس بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الضبي(٣) .

نزل البصرة. قال ابن حبّان : له صحبة. والصّحيح أنه ابن قرص بالصّاد ، ذكره البخاريّ عن علي بن المديني ، عن رجل من قومه.

وروى أحمد من طريق حميد بن هلال ، قال : قال عبادة بن قرط : إنكم لتأتون أمورا هي أدقّ في أعينكم من الشّعر كنّا نعدّها على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من الموبقات.

وأدخل أحمد في مسندة والحارث والطّيالسي وغيرهم بين حميد وعبادة رجلا ، وهو أبو قتادة العدويّ.

وروى الطّبرانيّ من طريق حميد بن هلال أيضا ، عن عبادة بن قرط اللّيثي أنه قال للخوارج حين أخذوه بالأهواز : ارضوا بما رضي به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منّي ، حين أسلمت ، قال بالشّهادتين ، قال : فأخذوه فقتلوه.

قال ابن حبّان : كان ذلك سنة إحدى وأربعين.

وأخرجه البغويّ مطوّلا ، وفي أوله أن عبادة بن قرط غزا ، فلما رجع ، وكان قريبا من الأهواز ، سمع أذانا فقصده ليصلّي جماعة ، فأخذه الخوارج ، فذكره.

وأخرجه من وجه آخر ، قال فيه : عن عبادة بن قرط أو قرص ، وكان له صحبة.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٧٩٢.

(٢) أسد الغابة ت ٢٧٩٤ ، الاستيعاب ت ١٣٨٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٤ ، الطبقات ٢٩ ، ١٧٤ ، الجرح والتعديل ٦ / ٩٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٩٣ ، التاريخ الصغير ١ / ١١٥ ، المحن ١٢٦ ، ١٢٧ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦٢٠ ، حلية الأولياء ٢ / ١٦ ، تعجيل المنفعة ٢٠٩ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨٤ ، الإكمال ٧ / ١١١ ، بقي بن مخلد ٧٤٤ ، ذيل الكاشف ٧٢٩.

(٣) في أالليثي.

٥٠٨

٤٥٢٠ ـ عبادة بن قيس (١) : تقدم في عباد.

٤٥٢١ ـ عبادة (٢) : بن مالك الأنصاريّ. يأتي في عباية.

٤٥٢٢ ـ عبادة (٣) الزّرقيّ :

قال موسى بن هارون : له صحبة ، ومن زعم أنه عبادة بن الصّامت فقد وهم.

وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه : كان من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وقال ابن حبّان : له صحبة. وقال أبو عمر : لا ندفع صحبته.

وقال ابن السّكن : يقال له صحبة ، وليس له غير حديث واحد ، ثم أخرجه من طريق عبد الرّحمن بن حرملة ، عن يعلى ، عن عبد الرّحمن بن هرمز ـ أن عبد الله بن عبادة الزّرقيّ أخبره أنه كان يصيد العصافير ، قال : فرآني أبي عبادة ، وقد أخذت عصفورا فنزعه مني ، وقال : «إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حرّم ما بين لابتيها». قال : وكان عبادة من أصحاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وهكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه ، وموسى بن هارون ، وأبو نعيم.

وذكر ابن مندة أن دحيما وغيره رووه عن أبي ضمرة ، فقالوا عباد.

قلت : وكذا قال عبد الرّحمن(٤) بن أحمد في زيادات المسند ، عن محمد بن عبادة ، وغيره ، عن أبي ضمرة. ووجدت الّذي أشار إليه موسى بن هارون عن أحمد في مسندة ، فإنه خرّج الحديث عن علي بن المديني ، عن أنس بن عياض ، وهو أبي ضمرة ، فقال فيه : إن عبد الله بن عباد الزّرقيّ أخبره أنه كان يصيد العصافير ، قال : فرآني عبادة بن الصّامت ، وترجّح قول من قال فيه عبادة الزّرقيّ رواية ابن وهب التي أخرجها ابن السّكن من طريقه ، عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن عبد الرّحمن بن حرملة.

وقد تقدّم في ترجمة سعد بن عثمان الزّرقيّ أن له ابنا يقال له عبادة له صحبة ، فهو هذا.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٧٩٥ ، الاستيعاب ت ١٣٨٣.

(٢) أسد الغابة ت ٢٧٩٦.

(٣) أسد الغابة ت ٢٧٩٠ ، الاستيعاب ت ١٣٨٤ ، الثقات ٣ / ٣٠٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٤ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٦ ، الجرح والتعديل ٦ / ٩٥ ، ذيل الكاشف ٧٢٩ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١١٤ ، التاريخ الكبير ٦ / ٩٤ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦٢٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٥٧ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٢٨١ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣٣.

(٤) في أعبد الله.

٥٠٩

وقد ذكر ابن سعد أنّ النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح رأس عبادة بن سعد بن عثمان الزّرقيّ.

قلت : وله في هذا قصّة ذكرتها في ترجمة والده أبي عبادة سعد بن عثمان الزرقيّ.

والله أعلم.

ذكر من اسمه العباس

٤٥٢٣ ـ العباس بن أنس (١) : بن عامر السّلمي ثم الرّعلي.

تقدّم نسبه في ترجمة ولده أنس بن العبّاس.

ذكر ابن إسحاق من طريق أبي بكر بن أبي الجهم ، قال : كان العبّاس بن أنس شريكا لعبد الله بن عبد المطّلب والد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم شهد الخندق مع المشركين ، فلما هزم الله الأحزاب أسلم العباس في بني سليم. أخرجه أبو موسى.

وحكى أبو الفرج الأصبهانيّ أنه كان رئيس بني سليم ، قال : وأثنى عليه خفاف بن ندبة السّلمي لما مات ، فقال : كان يتقي بخيله عند الموت ، ولا يكالب الصّعاليك على الأسلاب ، ولا يقتل الأسرى ، قال : وكان موته في زمن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان ابنه أنس بن العباس من الأمراء في الفتوح.

وقد تقدّم ذكر ولده رزين بن أنس.

وقال المرزبانيّ في معجم الشّعراء : هو العبّاس بن ريطة ، وهي والدته ، وكان ربما ينسب إليها ، وأنشد له قوله :

وأهلكني أن لا يزال يكيدني

أخو حنق في القوم حرّاب عامر

أكبّ إذا ما الخيل كانت كأنّها

قنابل يملؤها قنا متواتر

[الطويل]

قال : ويروي لولده أنس.

٤٥٢٤ ـ العبّاس (٢) : بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عوف الأنصاريّ الخزرجيّ. من أصحاب العقبة.

ذكر ابن إسحاق ، قال : حدّثني معبد بن كعب ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه ، قال :

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٧٩٧.

(٢) الثقات ٣ / ٢٨٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٥ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦٣٤ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٢٨٥ ، أسد الغابة ت ٢٧٩٨ ، الاستيعاب ت ١٣٨٥.

٥١٠

خرجنا إلى مكّة معنا حجّاج قومنا فذكر الحديث في قصّة بيعة العقبة. قال : فقال العبّاس بن عبادة بن نضلة : يا معشر الخزرج ، هل تدرون علام تأخذون محمدا؟ فإنكم تأخذونه على حرب الأحمر والأسود ، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكتم أسلمتموه ، فمن الآن فاتركوه ، وإن صبرتم على ذلك فخذوه. قال : فقلنا : بل نأخذه على ذلك.

قال ابن إسحاق : فحدّثني عاصم بن عمر بن قتادة ، وعبد الله بن أبي بكر نحوه ، قال : فقال عاصم : والله ما قال ذلك العبّاس إلا ليشدّ لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم العقد. قال : وقال عبد الله بن أبي بكر ما قال ذلك إلا لمحضر عبد الله بن أبيّ بن سلول.

قال : وأقام العبّاس بمكّة حتى هاجر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة فهاجر ، وكان أنصاريّا مهاجريا ، واستشهد بأحد.

٤٥٢٥ ـ العبّاس (١) : بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشيّ الهاشميّ. عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أبو الفضل. أمه نتيلة بنت جناب بن كلب.

ولد قبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بسنتين ، وضاع وهو صغير ، فنذرت أمه إن وجدته أن تكسو البيت الحرير ، فوجدته فسكت البيت الحرير ، فهي أوّل من كساه ذلك ، وكان إليه في الجاهليّة السّقاية والعمارة ، وحضر بيعة العقبة مع الأنصار قبل أن يسلم ، وشهد بدرا مع المشركين مكرها ، فأسر فافتدى نفسه ، وافتدى ابن أخيه عقيل بن أبي طالب ، ورجع إلى مكّة ، فيقال : إنه أسلم ، وكتم قومه ذلك ، وصار يكتب إلى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالأخبار ، ثم هاجر قبل الفتح بقليل ، وشهد الفتح ، وثبت يوم حنين ، وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من آذى العبّاس فقد آذاني(٢) ، فإنّما عمّ الرّجل صنو أبيه» ، أخرجه الترمذيّ في قصّة.

وقد حدّث عن النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم بأحاديث ، روى عنه أولاده ، وعامر بن سعد ، والأحنف بن قيس ، وعبد الله بن الحارث ، وغيرهم.

__________________

(١) الثقات ٣ / ٢٨٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٥ ، الطبقات ٤ ، طبقات فقهاء اليمن ١٣٦ ، ١٧٥ ، بقي ابن مخلد ٨٧ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٧ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢١٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٢٢ ، التاريخ الصغير ١ / ١٥ ، ٦٩ ، ٧٠ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ٦٩٠ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦٢٩ ـ الطبقات الكبرى ١ / ٨٨ ، ٤٩٨ ، ٢ / ١٨٢ ـ ٩ / ١٠٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٥٨ ، تاريخ الإسلام ٣ / ١٣ ، الأعلام ٣ / ٢٦٢ ، الرياض المستطابة ٢٠٩ ، الاستبصار ١٤٣ ، ١٦٣ ، ١٦٤ ، أسد الغابة ت ٢٧٩٩ ، الاستيعاب ت ١٣٨٦.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٦٥ ، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث. ابن عبد المطلب

الحديث. وابن سعد في الطبقات ٤ : ١ : ١٧ ، وابن عساكر في التاريخ ٧ / ٢٣٧ ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٤٠١.

٥١١

وقال ابن المسيّب ، عن سعد : كنا مع النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأقبل العبّاس ، فقال : «هذا العبّاس أجود قريش كفّا وأوصلها». أخرجه النسائي.

وأخرج البغويّ في ترجمة أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب بسند له إلى الشّعبي ، عن أبي هياج ، عن أبي سفيان بن الحارث ، عن أبيه ، قال : كان العبّاس أعظم الناس عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والصّحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه ، ويأخذون رأيه.

ومات بالمدينة في رجب أو رمضان سنة اثنتين وثلاثين ، وكان طويلا جميلا أبيض.

٤٥٢٦ ـ العبّاس : بن عتبة بن أبي لهب الهاشميّ.

مات أبوه كافرا بدعوة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل الهجرة ، وخلف هذا ، وكان عند وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا ، وله ولد اسمه الفضل شاعر مشهور ، وهو صاحب الأبيات المشهورة في مدح علي :

ما كنت أحسب هذا الأمر منصرفا

عن هاشم ثمّ منها عن أبي الحسن

[البسيط]

٤٥٢٧ ـ عباس بن قيس الحجري (١)

ذكره البغويّ. وقال : بلغني أنه حدّث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيما رواه(٢) عن ربه تعالى ، قال : «يا ابن آدم ، أعطيتك ثلاثا لم يكن لك في ذلك حق : «ثلث مالك يكفّر خطاياك بعدك ...» الحديث.

وذكره المستغفريّ ولم يورد له شيئا. وأخرج الإسماعيلي الحديث المذكور من طريق قيس بن بدر الحجريّ ، عن عبّاس بن قيس ، فذكره.

٤٥٢٨ ـ عباس بن قيس : بن عامر بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاريّ الزّرقيّ.

ذكر الرّشاطيّ عن ابن الكلبيّ أنه شهد العقبة. قال ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.

٤٥٢٩ ـ العباس بن مرداس (٣) : بن أبي عامر بن حارثة بن عبد قيس(٤) بن رفاعة بن

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٨٠٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٥.

(٢) في أ : فيما يرويه.

(٣) أسد الغابة ت ٢٨٠١ ، الاستيعاب ت ١٣٨٧ ، الثقات ٣ / ٢٨٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٥ ، تاريخ جرجان ٢٨١ ، الطبقات ٥٠ ، ١٨١ ، تقريب التهذيب ١ / ٣٩٩ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢١٠ ، تهذيب التهذيب ٥ / ١٣٠ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ١٩١ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٦٣٤ ، الطبقات الكبرى ٩ / ٨ ، تهذيب الكمال ٢ / ٦٦٠ ، الأعلام ٣ / ٢٦٧ ، التحفة اللطيفة ٢ / ٢٨٨ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣٧ ، تاريخ من دفن بالعراق ٢٨٦ ، الإكمال ٢ / ٤٣ ، الكاشف ٢ / ٦٨ ، تلقيح فهوم الأثر ٣٧٣.

(٤) في أ : بن عبس.

٥١٢

الحارث بن يحيى بن الحارث بن بهثة بن سليم ، أبو الهيثم السلميّ.

مات أبوه وشريكة حرب بن أمية والد أبي سفيان في يوم واحد ، قتلهما الجنّ ، ولهما في ذلك قصّة.

وشهد العبّاس بن مرداس مع النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم الفتح وحنينا ، وهو القائل لما أعطى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن من غنائم حنين أكثر مما أعطاه : أتجعل نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع

وما كان حصن ولا حابس

يفوقان مرداس في مجمع(١)

[المتقارب]

الأبيات.

والعبيد بالتصغير : اسم فرسه.

وقال ابن سعد : لقي النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمشلّل وهو متوجّه إلى فتح مكّة ، ومعه سبعمائة من قومه ، فشهد بهم الفتح.

وذكر ابن إسحاق أن سبب إسلامه رؤيا رآها في صنمه ضمار.

وزعم أبو عبيدة أن الخنساء الشّاعرة المشهورة أمّه.

وقد حدّث عن النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وروى عنه كنانة ، وعبد الرّحمن بن أنس السّلمي ، ويقال : إنه ممن حرّم الخمر في الجاهليّة.

وسأل عبد الملك بن مروان جلساءه : من أشجع النّاس في شعره؟ فتكلموا في ذلك ، فقال : أشجع الناس العبّاس بن مرداس في قوله :

أكرّ على الكتيبة لا أبالي

أحتفي كان فيها أم سواها(٢)

[الوافر]

وكان ينزل البادية بناحية البصرة.

٤٥٣٠ ـ العبّاس بن معديكرب الزّبيدي (٣) :

__________________

(١) البيتان العباس بن مرداس ، انظر تاريخ الطبري ٣ / ٩١ ، وانظر سيرة ابن هشام مع الروض ٤ / ١٥٤.

(٢) البيت من الوافر ، وهو العباس بن مرداس في خزانة الأدب ٢ / ٤٣٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٥٨ ، وبلا نسبة في الإنصاف ١ / ٢٩٦ ، وخزانة الأدب ٣ / ٤٣٨ ، أسد الغابة ت (٢٨٠١) ، الاستيعاب ت (١٣٨٧) ، وفي عيون الأخبار ٢ / ١٩٤.

(٣) أسد الغابة ت ٢٨٠٢ ، الثقات ٣ / ٢٨٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٩٥.

الإصابة/ج٣/م٣٣

٥١٣

قال ابن حبّان والمستغفريّ : له صحبة ، واستدركه أبو موسى.

٤٥٣١ ـ العبّاس الحميدي : ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ، فقال : روى الأويسي عن سعيد بن عبد الرّحمن ، عن عبد الله بن رافع ، عن ابن عبّاس الحميدي(١) ، عن أبيه ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كيف بكم إذا فسق شبابكم ...» الحديث.

٤٥٣٢ ـ العبّاس (٢) : مولى بني هاشم.

روى ابن مندة من طريق قيس بن الرّبيع ، عن عاصم بن سليمان ، عن العبّاس مولى بني هاشم ـ قديم أدرك النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المسجد ، فرأى نخامة في المسجد في القبلة فحكّها ثم لطخها بزعفران.

٤٥٣٣ ـ العباس الرّعلي (٣) :

استدركه ابن فتحون ، وعزاه للطّبريّ ، وقال : ليس هو ابن مرداس.

قلت : إلا أني أظنّ أنه ابن أنس المتقدّم.

٤٥٣٤ ـ عباية : بالتخفيف وبعد الألف تحتانية ، ابن بحير الباهليّ.

له ولأبيه يزيد صحبة. وذكر ابن أبي حاتم أنه روى عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أنكر عليه وسمه إبله عند الخطام.

٤٥٣٥ ـ عباية (٤) : بن مالك الأنصاريّ.

ذكره ابن إسحاق وقال : إنه كان على ميسرة المسلمين يوم مؤتة.

وقال ابن هشام : يقال هو عبادة.

٤٥٣٦ ـ عباية (٥) والد أبي نعامة قيس بن عباية.

روى عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصّوم. وروى عنه ابنه قيس. وقال ابن مندة : ذكر في الصحابة(٦) ، ولا يصحّ.

__________________

(١) في أ : الحميري.

(٢) أسد الغابة ت ٢٨٠٣.

(٣) في أالذعلي.

(٤) أسد الغابة ت ٢٨٠٥.

(٥) أسد الغابة ت ٢٨٠٤.

(٦) في ط الصحيح.

٥١٤

فهرس محتويات

الجزء الثالث

من كتاب الإصابة

٥١٥
٥١٦

فهرس المحتويات

حرف السين المهملة

٣٠٥٦ ـ سالم بن عوف بن مالك الأشجعي

٩

٣٠٣٩ ـ سابط بن أبي حميضة القرشي الجمحي

٣

٣٠٥٧ ـ سالم بن وابصة الأسدي

١١

٣٠٤٠ ـ سارية بن أفى المزني

٣

٣٠٥٨ ـ سالم الحجام

١١

٣٠٤١ ـ سارية بن زنيم الدئلي

٤

٣٠٥٩ ـ سالم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس

١١

٣٠٤٢ ـ ساعدة بن محصن

٦

٣٠٦٠ ـ سالم مولى رسول الله صلى عليه وآله وسلم

١٣

٣٠٤٣ ـ ساعد ويقال ساعدة بن هلوات المازني

٦

٣٠٦١ ـ سالم غير منسوب

١٣

٣٠٤٤ ـ ساعدة التميمي العنبري

٦

٣٠٦٢ ـ سالم العدوي

١٤

٣٠٤٥ ـ ساعدة الهذلي أبو عبد الله

٦

٣٠٦٣ ـ السائب بن الأقرع الثقفي

١٤

٣٠٤٦ ـ سالف بن عثمان الثقفي

٦

٣٠٦٤ ـ السائب بن الحارث القرشي السهمي

١٥

٣٠٤٧ ـ سالم بن ثبيتة الأنصاري

٧

٣٠٦٥ ـ السائب بن الحارث القرشي السهمي

١٥

٣٠٤٨ ـ سالم بن حرملة بن زهير بن حشر

٧

٣٠٦٦ ـ السائب بن أبي حبيش القرشي الأسدي

١٥

٣٠٤٩ ـ سالم بن حمير العبدي من بني مرة بن ظفر بن عمرو بن وديعة

٨

٣٠٦٧ ـ السائب بن حزن بن مخزوم المخزومي

١٦

٣٠٥٠ ـ سالم بن رافع الخزاعي

٨

٣٠٦٨ ـ السائب بن خباب أبو مسلم ويقال أبو عبد الرحمن صاحب المقصورة

١٦

٥١٧

٣٠٥١ ـ سالم بن عبد الله

٨

٣٠٦٩ ـ السائب بن خلاد بن مالك الأنصاري الخزرجي أبو سهلة

١٧

٣٠٥٢ ـ سالم بن عبيد الأشجعي

٨

٣٠٥٣ ـ سالم بن عمير الأنصاري الأوسي

٨

٣٠٥٤ ـ سالم بن عمير الواقفي

٩

٣٠٥٥ ـ سالم بن عوف الأنصاري

٩

٥١٨

٣٠٧٠ ـ السائب بن خلاد الجهني أبو خلاد

١٨

٣٠٨٩ ـ سبرة بن عمرو بن سابط الأنصاري

٢٥

٣٠٧١ ـ السائب بن سويد

١٨

٣٠٩٠ ـ سبرة بن عمرو التميمي

٢٥

٣٠٧٢ ـ السائب بن أبي السائب وأسمه صيفي بن عائذ بن مخزوم

١٨

٣٠٩١ ـ سبرة بن عوسجة

٢٥

٣٠٧٣ ـ السائب بن عبد الله المخزومي

١٩

٣٠٩٢ ـ سبرة ابن فاتك بن الأخرم الأسدي هو الأزدي

٢٥

٣٠٧٤ ـ السائب بن عبيد بن عبد مناف المطلبي جد الإمام الشافعي رضي الله عنه

١٩

٣٠٩٣ ـ سبرة بن الفاكه ويقال ابن الفاكهة وابن أبي الفاكه المخزوميأبي

٢٦

٣٠٧٥ ـ السائب بن عثمان بن مظعون بن حبيب الجمحي

٢٠

٣٠٩٤ ـ سبرة بن معبد بن عوسجة الجهني

٢٦

٣٠٧٦ ـ السائب بن عمير القاري

٢١

٣٠٩٥ ـ سبرة بن يزيد بن ذهل الجعفي

٢٧

٣٠٧٧ ـ السائب بن العوام القرشي الأسدي أخو الزبير

٢١

٣٠٩٦ ـ سبيع بن حاطب بن عوف الأنصاري الأوسي

٢٧

٣٠٧٨ ـ السائب بن قيس السهمي

٢١

٣٠٩٧ ـ سبيع بن قيس بن عائشة بن الخزرج الأنصاري

٢٨

٣٠٧٩ ـ السائب بن مظعون الجمحي أخو عثمان

٢١

٣٠٩٨ ـ سبيع بن نصر المزني

٢٨

٣٠٨٠ ـ السائب بن نميلة

٢١

٣٠٩٩ ـ سبيق مضى في سبيع

٢٨

٣٠٨١ ـ السائب بن أبي وداعة

٢٢

٣١٠٠ ـ سجار يأتي في الشين المعجمة

٢٨

٣٠٨٢ ـ السائب الغفاري

٢٢

٣١٠١ ـ سجل كاتب النبي صلى عليه وآله وسلم

٢٨

٥١٩

٣٠٨٣ ـ السائب الثقفي مولى غيلان بن سلمة

٢٢

٣١٠٢ ـ سحيم بالتصغير ابن خفاف

٢٩

٣٠٨٤ ـ السائب بن يزيد بن سعيد بن ثمامة

٢٢

٣١٠٣ ـ سحيم آخر غير منسوب ويحتمل أنه الخزاعي

٢٩

٣٠٨٥ ـ سباع بن ثابت الزهري

٢٣

٣١٠٤ ـ سحيم يأتي في سمحة

٣٠

٣٠٨٦ ـ سباع بن زيد أو ابن زيد بن ثعلبة بن قيس العبسي

٢٤

٣١٠٥ ـ سخبرة الأزدي والد عبد الله بن سخبرة ويقال له الأسدي

٣٠

٣٠٨٧ ـ سباع بن عرفطة الغفاري ويقال له الكناني

٢٤

٣١٠٦ ـ سخبرة بن عبيدة الأسدي من بني أسد بن خزيمة

٣٠

٣٠٨٨ ـ سبرة بن أبي سبرة هو ابن يزيد

٢٥

٣١٠٧ ـ سخرور هو ابن مالك الحضرمي

٣٠

٣١٠٨ ـ سراج بن قرة بن كلاب الشاعر

٣١

٣١٠٩ ـ بن مجاعة اليمامي الحنفي

٣١

٣١١٠ ـ سراج التميمي غلام تميم الداري

٣٢

٣١١١ ـ سرار بن ربيع

٣٣

٣١١٢ ـ سراقة بن جعشم هو ابن مالك

٣٣

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587