الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٤

الإصابة في تمييز الصحابة0%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 719

الإصابة في تمييز الصحابة

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف:

الصفحات: 719
المشاهدات: 14812
تحميل: 1885


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 719 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14812 / تحميل: 1885
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء 4

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

وروى ابن عائذ في «المغازي» بسند ضعيف إلى ابن عباس ، قال : لما بلغ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم تبوك بعث منها علقمة بن مجزّز إلى فلسطين.

وذكر سيف أنه شهد اليرموك ، وحضر الجابية ، وكان عاملا لعمر على حرب فلسطين.

وقال مصعب الزّبيريّ : كان عمر ، أو عثمان ، أغزى علقمة هذا في البحر ومعه ثلاثمائة فارس.

وذكر ذلك الطّبريّ عن الواقديّ ، قال : وفي سنة عشرين بعث عمر علقمة بن مجزّز المدلجي في جيش إلى الحبشة في البحر ، فأصيبوا ، فجعل عمر على نفسه أن لا يحمل في البحر أحدا.

وذكر ذلك ابن سعد ، عن هشام بن الكلبيّ عن أبيه ، ورثاهم جوّاس العذري بقوله :

إنّ السّلام وحسن كلّ تحيّة

تغدو على ابن مجزّز وتروح(١)

[الكامل]

٥٦٩٤ ـ علقمة بن ناجية : بن الحارث بن المصطلق الخزاعي(٢) .

قال أبو عمر : من أعراب البادية ، وله حديث مخرجه عن ولده.

قلت : أخرج حديثه ابن أبي عاصم ، والطّبرانيّ ، من طريق عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم ، عن علقمة بن ناجية عن جده ، عن علقمة ، قال : بعث إلينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الوليد بن عقبة يصدّق أموالنا ، فسار حتى إذا كان قريبا منا رجع فركبنا في أثره ، وسقنا طائفة من صدقاتنا ، فقدم قبلنا ، فقال : يا رسول الله ، إني أتيت قوما في جاهليتهم ، فمنعوا الصدقة وجدّوا للقتال ، فلم يعلم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ذلك حتى نزلت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) [الحجرات : ٦] الآية ، وهكذا أخرجه(٣) من طريق يعقوب بن حميد ، عن عيسى بن الحضرميّ ، وخالفه يعقوب بن محمد ، قال : عن عيسى بن الحضرميّ بن كلثوم عن عقبة بن ناجية. والصواب علقمة بن ناجية. والضمير في جدّه يعود على الحضرميّ.

ومشى ابن مندة على ظاهره ، فأعاده على عيسى ، فجعل لكلثوم ترجمة في الصحابة فوهم ، فإنه تابعي كما جزم به البخاري وغيره.

__________________

(١) ينظر البيت في أسد الغابة ترجمة رقم (٣٧٨٠).

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٨١) ، الاستيعاب ت (١٨٧٠).

(٣) في أ : أخرجاه.

٤٦١

وروى البغويّ ، من طريق عيسى بهذا الإسناد أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لهم : «إنّا لا نبيع شيئا من الصّدقة حتّى نقبضها» ، وسيأتي هذا من وجه آخر في ترجمة ناجية بن الحارث.

٥٦٩٥ ز ـ علقمة بن النّضر :

ذكر الطّبريّ أنه كان على ربع أهل الكوفة لما أمدّوا الأحنف بن قيس في القتال.

واستدركه ابن فتحون. وقد تقدم أنهم كانوا لا يؤمّرون إلا الصحابة.

٥٦٩٦ ـ علقمة بن وقاص (١) : يأتي في القسم الّذي بعده.

٥٦٩٧ ز ـ علقمة بن يزيد (٢) بن عمرو بن سلمة بن منبه بن ذهل بن غطيف المرادي الغطيفي.

ذكر ابن يونس أنه وفد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم رجع إلى اليمن ، ثم قدم المدينة ، وشهد فتح مصر ، وولاه عتبة بن أبي سفيان الإسكندرية في خلافة معاوية.

وروى عنه أبو قبيل.

٥٦٩٨ ز ـ عليقة بن عدي (٣) : تقدم في خليفة.

٥٦٩٩ ـ علي بن الحكم السلمي (٤) : أخو معاوية بن الحكم وإخوته.

وروى البغويّ ، والطّبرانيّ ، وابن السّكن ، وابن مندة ، من طريق كثير بن معاوية بن الحكم السلمي ، عن أبيه ، قال : كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزى أخي علي بن الحكم فرسا له صدقا ، فأصاب رجله جدار الخندق فدقها ، فأتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فمسحها ، وقال : «بسم الله ، فما آذاه منها شيء».

قال ابن مندة : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

__________________

(١) الاستيعاب ت (١٨٧٢) ، ٢ / ٥٧٥ ، طبقات ابن سعد ٥ / ٦٠ ، طبقات خليفة ٢٣٦ ، تاريخ خليفة ٢٩٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ٤٠ ، تاريخ الثقات للعجلي ٣٤٢ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣٩٣ ، تاريخ الطبري ٢ / ٥٨٨ ، الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٥ ، الثقات لابن حبان ٥ / ٢٠٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٥٤ ، الكاشف ٢ / ٢٤٢ ، المعين في طبقات المحدثين ٣٤ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٨٠ ، تقريب التهذيب ٢ / ٣١ ، خلاصة تذهيب التهذيب ٢٧١ ، تذكرة الحفاظ ١ / ٥٠ ، سير أعلام النبلاء ٤ / ٦١ ، طبقات الحفاظ للسيوطي ١٦ ، المشاهير رقم ٤٥٩ ، رجال مسلم ٢ / ١٠٤ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٤٨٦.

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٨٤).

(٣) الاستيعاب ت (٢٠٦٧).

(٤) أسد الغابة ت (٣٧٨٥) ، الثقات ٣ / ٢٦٣ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٢.

٤٦٢

قلت : في الإسناد صفار بن حميد لا يعرف. وزاد الطبري في روايته ، فقال في ذلك معاوية بن الحكم من قصيدة :

فأنزاها عليّ فهو يهوي

هويّ الدّلو مشرعة بحبل

فعصّب رجله فسما عليها

سموّ الصّقر صادف يوم ظلّ

فقال محمّد صلّى عليه

مليك النّاس قولا غير فعل

لعا لك فاستمرّ بها سويّا

وكانت بعد ذاك أصحّ رجل

[الوافر]

٥٧٠٠ ز ـ علي بن حميل : من بني حبيب بن عبيدة.

ذكر الهجريّ في نوادره أنه كان على مقدمة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح.

٥٧٠١ ـ علي بن رفاعة القرظي (١) :

ذكره عليّ بن سعيد العسكريّ. وروى بسند فيه محمد بن حميد الرازيّ ، من طريق عمرو بن دينار ، عن يحيى بن جعدة ، عن علي بن رفاعة ، قال [محمد بن حميد الرازيّ] قال : كان أبي من الوفد الذين أسلموا من أهل الكتاب ، قال أبو موسى : فعلى هذا الصحبة لأبيه.

قلت : ولكن ذكر ابن أبي حاتم حديثا آخر من طريق ابن مجمع ، عن عمرو بن دينار ، قال : قال لي طاوس : سل من هنا من الأنصار عن المخابرة ، فسألت علي بن رفاعة القرظي ، فقال : هو كراء الأرض بالثلث أو الربع.

٥٧٠٢ ـ علي بن ركانة (٢) :

قال ابن مندة : لا يصح له صحبة. وأخرج من طريق محمد بن عبد الله بن نوفل عن محمد بن علي بن ركانة ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الفتح : «يا معشر قريش ، ابن أخت القوم منهم».

قلت : يحتمل أن يكون علي بن يزيد بن ركانة ، فيكون الحديث مرسلا.

٥٧٠٣ ـ علي بن شيبان (٣) : [بن محرز] بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن عبد العزى ابن سحيم الحنفي السّحيمي اليمامي ، أبو يحيى.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٧٨٦).

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٨٧) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٢.

(٣) أسد الغابة ت (٣٧٨٨) ، الاستيعاب ت (١٨٧٤) ، الثقات ٣ / ٢٦٢ ، تهذيب التهذيب ٣٨ ، بقي بن مخلد

٤٦٣

كان أحد الوفد من بني حنيفة. وله أحاديث أخرجها البخاري في الأدب المفرد ، وأبو داود ، وابن ماجة ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، منها من طريق عبد الله بن بدر ، عن عبد الرحمن بن علي بن شيبان ، عن أبيه ـ وكان أحد الوفد ـ قال : خرجنا حتى قدمنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فبايعناه.

٥٧٠٤ ـ علي بن أبي طالب الهاشمي رضي‌الله‌عنه ابن عبد المطلب(١) بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن.

أول الناس إسلاما في قول كثير من أهل العلم. ولد قبل البعثة بعشر سنين على الصحيح ، فربّي في حجر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يفارقه ، وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له بالمدينة : «ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى». وزوّجه بنته فاطمة.

وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ، ولما آخى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه قال له : أنت أخي.

ومناقبة كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. وقال

__________________

٢٤٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٢٣٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٧٠ ، التاريخ الكبير ٢٥٩ ، الطبقات ٦٥ ، ٢٨٩ ، الجرح والتعديل ص ٦ / ١٠٤٣ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧١ ، خلاصة تذهيب ص ٢ / ٢٥٠.

(١) أسد الغابة ت (٣٧٨٩) ، الاستيعاب ت (١٨٧٥) ، الاستبصار ٣٩٠ ، الرياض المستطابة ١٦٣ ، الصمت وآداب اللسان فهرس ٦٧٦ ، الفوائد العوالي ٢٩ ، ٩١ ، صيانة صحيح مسلم ٢٥٣ ، تاريخ بغداد ١ / ١٣٣ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ١ / ٧٧٣ ، البداية والنهاية ٧ / ٢٢٣ ، ٣٢٤ ، الطبقات ٤ / ١٢٦ ، ١٨٩ ، تذكرة ١ / ١٠ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٤٩ ، مروج الذهب ٢ / ٣٥٨ ، المصباح المضيء (انظر الفهارس) تاريخ جرجان «انظر الفهارس» ، التبصرة والتذكرة ١ / ٢٦ ، شذرات ١ / ٤٩ ، الزهد لوكيع ١٠١٤ ، طبقات الشيرازي ٤١ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٢٢٦ ، تقريب التهذيب / ٤٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٤ ، العبر ٥٢٤ ، الرياض النضرة ٢ / ٢٠١ ، تاريخ الخلفاء ١٦٦ ، طبقات فقهاء اليمن «انظر الفهارس» ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٢ ، المنمق ص / ٣١ ، ٢٥١ ، ٢٦٠ ، ٣١٨ ، ٤٤٦ ، ٤٤٧ ، ٤٥٠ ، ٤٥٩ ، ٥٠٥ ، ٥١٨ ، ٥٢٨ ، ٥٣٣ ، ٥٣٨ ـ طبقات علماء إفريقيا ، وتونس ٣٣٩ ، مقاتل الطالبيين ٢٤ ، ٤٥ ، التاريخ الصغير ص ٤٣٥ ، تذهيب تهذيب الكمال ص ٢ / ٢٥٠ ، التاريخ الكبير ص / ٢٥٩ ، ص ١١ / ٤٤٢ ، تذهيب تهذيب الكمال ص ٢ / ٢٥٠ ، التاريخ الكبير ص / ٢٥٩ ، ص ١١ / ٤٤٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ١٩١ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٨ ، طبقات الحفاظ ٢٠ ، الطبقات الكبرى ص ٩ / ١٣٧ ، بقي بن مخلد ١٠ ، التعديل والتجريح ١٠٥٩ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ١١٠ ، ٣٦٧ ، صفة الصفوة ١ / ٣٠٨ ، غاية النهاية ١ / ٥٤٦ ، معرفة القراء الكبار ١ / ٣٠ ، الأعلام ٤ / ٢٩٥ ، حلية الأولياء ٢ / ٨٧ ، ٦١ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٧١.

٤٦٤

غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كلّ من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهدّدوا من حدث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا.

وقد ولد له الرافضة مناقب موضوعة هو غنيّ عنها ، وتتبّع النسائي ما خص به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد.

روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم كثيرا.

وروى عنه من الصحابة ولداه : الحسن والحسين ، وابن مسعود ، وأبو موسى ، وابن عبّاس ، وأبو رافع ، وابن عمر ، وأبو سعيد ، وصهيب ، وزيد بن أرقم ، وجرير ، وأبو أمامة ، وأبو جحيفة ، والبراء بن عازب ، وأبو الطّفيل ، وآخرون.

ومن التابعين من المخضرمين ، أو من له رؤية : عبد الله بن شداد بن الهاد ، وطارق بن شهاب ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الله بن الحارث بن نوفل ، ومسعود بن الحكم ، ومروان بن الحكم ، وآخرون.

ومن بقية التابعين عدد كثير من أجلّهم أولاده : محمد ، وعمر ، والعباس.

وكان قد اشتهر بالفروسية والشجاعة والإقدام حتى قال فيه أسيد بن أبي إياس بن زنيم الكناني قبل أن يسلم يحرّض عليه قريشا ويعيّرهم به :

في كلّ مجمع غاية أخزاكم

جذع أبرّ على المذاكي القرّح

لله درّكم ألمّا تذكروا

قد يذكر الحرّ الكريم ويستحي

هذا ابن فاطمة الّذي أفناكم

ذبحا بقتلة يعضد لم يذبح

أين الكهول وأين كلّ دعامة

في المعضلات وأين زين الأبطح(١)

[الكامل]

وكان أحد الشورى الذين نص عليهم عمر ، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف ، وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها ، فعدل عنه إلى عثمان فقبلها ، فولاه وسلم عليّ وبايع عثمان ، ولم يزل بعد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم متصديا لنصر العلم والفتيا.

فلما قتل عثمان بايعه الناس ، ثم كان من قيام جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة في طلب دم عثمان ، فكان من وقعة الجمل ما اشتهر.

ثم قام معاوية في أهل الشام ، وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله ، فدعا إلى الطلب بدم عثمان ، فكان من وقعة صفّين ما كان.

__________________

(١) تنظر الأبيات في أسد الغابة في الترجمة رقم «٣٧٨٩».

الإصابة/ج٤/م٣٠

٤٦٥

وكان رأي عليّ أنهم يدخلون في الطاعة ثم يقوم وليّ دم عثمان فيدّعي به عنده ، ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهّرة ، وكان من خالفه يقول له : تتبّعهم واقتلهم ، فيرى أنّ القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة لا يتّجه. وكل من الفريقين مجتهد.

وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال ، وظهر بقتل عمّار أنّ الصواب كان مع علي. واتفق على ذلك أهل السنة بعد اختلاف كان في القديم ، ولله الحمد.

ومن خصائص عليّ قولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم خيبر : «لأدفعنّ الرّاية غدا إلى رجل يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه». فلما أصبح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم غدوا كلّهم يرجو أن يعطاها ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أين عليّ بن أبي طالب؟» فقالوا : هو يشتكي عينيه ، فأتي به فبصق في عينيه ، فدعا له فبرأ ، فأعطاه الرّاية(١) .

أخرجاه في «الصّحيحين» من حديث سهل بن سعد ، ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار ، وفيه : «يفتح الله على يديه».

وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه ، وفيه : فقال عمر : ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم.

وفي حديث بريرة عند أحمد نحو حديث سهل ، وفيه زيادة في أوله ، وفي آخره قصة مرحب ، وقتل عليّ له فضربه على هامته ضربة حتى عضّ السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته ، فما قام آخر الناس حتى فتح الله لهم.

وفي المسند لعبد الله بن أحمد بن حنبل ، من حديث جابر ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم لما دفع الراية لعلي يوم خيبر أسرع ، فجعلوا يقولون له : ارفق ، حتى انتهى إلى الحصن ، فاجتذب بابه فألقاه على الأرض ، ثم اجتمع عليه سبعون رجلا حتى أعادوه.

وفي سنده حرام بن عثمان متروك. وجاءت قصة الباب من حديث أبي رافع ، لكن ذكر دون هذا العدد.

وأخرج أحمد ، والنّسائيّ ، من طريق عمرو بن ميمون : إني لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فذكر قصة فيها : قد جاء ينفض ثوبه ، فقال : وقعوا في رجل له عزّ. وقد قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأبعثنّ رجلا لا يخزيه الله ، يحبّ الله ورسوله». فجاء وهو أرمد فبزق في

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٣٨٤ ، وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم ٩٦٣٧ ، ٢٠٣٩٥ ، والبخاري في التاريخ الكبير ٧ / ٢٦٣. وابن أبي عاصم في السنة ٢ / ٦٠٨. وأورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ١٢٦ ، عن ابن عمر وقال رواه الطبراني وفيه أحمد بن سهل بن علي الباهلي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

٤٦٦

عينيه ، ثم هزّ الراية ثلاثا فأعطاه ، فجاء بصفية بنت حييّ ، وبعثه يقرأ براءة على قريش ، وقال : «لا يذهب إلّا رجل منّي وأنا منه»(١) .

وقال لبني عمه : «أيّكم يواليني في الدّنيا والآخرة؟» فأبوا ، فقال علي : أنا. فقال : «إنّه وليي(٢) في الدّنيا والآخرة». وأخذ رداءه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين ، وقال :( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) [الأحزاب ٣٣].

ولبس ثوبه ، ونام مكانه ، وكان المشركون قصدوا قتل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أصبحوا رأوه ، فقالوا : أين صاحبك؟

وقال له في غزوة تبوك : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّك لست بنبيّ» ، أي لا ينبغي أن أذهب إلّا وأنت خليفتي. وقال له : «أنت وليّ كلّ مؤمن من بعدي».

وسدّ الأبواب إلا باب علي ، فيدخل المسجد جنبا ، وهو طريقه ، ليس له طريق غيره. وقال : «من كنت مولاه فعليّ مولاه».

وأخبر الله أنه رضي عن أصحاب الشجرة ، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد. وقالصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عمر ، ما يدريك أنّ الله اطّلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم»(٣) .

وقال يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، عن سعيد بن المسيب : كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو حسن.

وقال سعيد بن جبير : كان ابن عباس يقول : إذا جاءنا الثبت ـ عن علي ـ لم نعدل به.

وقال وهب بن عبد الله عن أبي الطّفيل : كان علي يقول : سلوني سلوني ، وسلوني عن كتاب الله تعالى ، فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار.

__________________

(١) أخرجه ابن ماجة في السنن ١ / ٤٣ ، المقدمة باب فضل علي بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه حديث رقم ١١٤. وأورده الهيثمي في الزوائد ٩ / ١٢٢ ، عن ابن عباس وقال رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين

(٢) في أ : أنت وليي

(٣) أخرجه البخاري في الصحيح ٥ / ٩٩ ، كتاب المغازي باب فضل من شهد بدرا. ومسلم في الصحيح ٤ / ١٩٤١ كتاب فضائل الصحابة (٤٤) باب فضائل أهل بدررضي‌الله‌عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة حديث رقم (١٦١ / ٢٤٩٤). والترمذي في السنن ٥ / ٣٨١ ، عن علي بن أبي طالب الحديث.

كتاب تفسير القرآن (٤٨) باب ومن سورة الممتحنة (٦٠) حديث رقم ٣٣٠٥ ، وأبو داود في السنن ٢ / ٥٤ كتاب الجهاد باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما حديث رقم ٢٦٥٠ ، وأحمد في المسند ١ / ٧٩ ـ ٨٠. وابن أبي شيبة في المصنف ١٢ / ١٥٥ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ١٤٦ ، وأورده السيوطي في الدر المنثور ٦ / ٢٠٣ ، ٢٠٤. والهيثمي في الزوائد ٩ / ٣٠٦.

٤٦٧

وأخرج التّرمذيّ بسند قوي ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية سعدا فقال له : ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال : ما ذكرت ثلاثا قالهنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من أن يكون لي حمر النّعم(١) ، فلن أسبّه : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ، وقد خلّفه في بعض المغازي ، فقال له علي : يا رسول الله ، تخلفني مع النساء والصبيان. فقال له : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنّه لا نبوّة بعدي». وسمعته يقول يوم خيبر : «لأعطينّ الرّاية رجلا يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله» ، فتطاولنا لها فقال : «ادعوا لي عليّا فأتاه ، وبه رمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه».

وأنزلت هذه الآية :( فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) [سورة آل عمران / ٦١] ، فدعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فقال : «اللهمّ هؤلاء أهلي».

وأخرج أيضا ـ وأصله في مسلم ـ عن علي ، قال : لقد عهد إليّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن لا يحبّك إلّا مؤمن ، ولا يبغضك إلّا منافق»(٢) .

وأخرج التّرمذيّ بإسناد قويّ ، عن عمران بن حصين في قصة قال فيها : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما تريدون من عليّ! إنّ عليا منّي وأنا من عليّ ، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي».

وفي مسند أحمد بسند جيد ، عن علي ، قال : قيل يا رسول الله : من تؤمّر بعدك؟ قال : «إن تؤمّروا أبا بكر تجدوه أمينا زاهدا في الدّنيا راغبا في الآخرة ، وإن تؤمّروا عمر تجدوه قويّا أمينا لا يخاف في الله لومة لائم ، وإن تؤمّروا عليّا ، وما أراكم فاعلين ، تجدوه هاديا مهديّا ، يأخذ بكم الطّريق المستقيم(٣) .

وكان قتل علي في ليلة السابع عشر من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة ، ومدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر ، لأنه بويع بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين ، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين ، ووقعة النهروان مع الخوارج في سنة ثمان وثلاثين ثم أقام سنتين يحرّض على قتال البغاة ، فلم يتهيّأ ذلك إلى أن مات.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٩٥.

(٢) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٠٩ ، والذهبي في ميزان الاعتدال حديث رقم ٦٧٧٤ ، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٣٠٧١ وعزاه لأحمد في المسند وأبي نعيم في الحلية عن علي.

٤٦٨

٥٧٠٥ ـ علي بن طلق (١) : بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن عبد العزى بن سحيم الحنفي السحيمي اليمامي.

قال ابن حبّان : له صحبة. وقال ابن عبد البر : أظنه والد طلق بن علي ، وبذلك جزم العسكري.

وروى حديثه أبو داود ، والتّرمذيّ ، والنّسائي ، وهو : «إذا فسا أحدكم فليتوضّأ. ولا تأتوا النّساء في أعجازهنّ».

ونقل التّرمذيّ عن البخاريّ قال : لا أعرف لعلي بن طلق غير هذا الحديث.

٥٧٠٦ ـ علي بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس(٢) بن أمية القرشي العبشمي.

سبط النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أمّه زينبعليها‌السلام . استرضع في بني غاضرة ، فافتصله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم منهم ، وأبو العاص مشرك بمكة ، وقال : «من شاركني في شيء فأنا أحقّ به منه».

وقال الزّبير : حدّثني عمر بن أبي بكر الموصلي ، قال : توفي علي بن أبي العاص(٣) وقد ناهز الحلم ، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أردفه على راحلته يوم الفتح.

قال ابن مندة ، توفي وهو غلام في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال ابن عساكر : ذكر بعض أهل العلم بالنسب أنه قتل يوم اليرموك.

٥٧٠٧ ـ علي بن عبيد الله : بن الحارث بن رحضة بن عامر بن رواحة بن حجر(٤) بن معيص(٥) بن عامر بن لؤيّ القرشي العامري.

قال ابن عبد البرّ : كان إسلامه في الفتح ، وقتل يوم اليمامة.

٥٧٠٨ ـ علي بن هبّار بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي(٦) . [يأتي ذكره في ترجمة أبيه إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٧٩٠) ، الاستيعاب ت (١٨٧٦) ، تهذيب التهذيب ٧ / ٣٤١ ، الثقات ٣ / ٢٦٢ ، تقريب التهذيب ج / ٣٩ ، الكاشف ج / ٢٨٨ ، تجريد أسماء الصحابة ج ١٠ / ٣٩٢ ، تذهيب تهذيب الكمال ٢ / ٢٥١ ، التاريخ الكبير ج / ٢٨١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٤ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٧٥ ، بقي بن مخلد ٣٧٠.

(٢) أسد الغابة ت (٣٧٩١) ، الاستيعاب ت (١٨٧٧).

(٣) في أ : بن أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى وقد ناهز

(٤) أسد الغابة ت (٣٧٩٢) ، الاستيعاب ت (١٨٧٨).

(٥) في أ : بغيص.

(٦) أسد الغابة ت (٣٧٩٧).

٤٦٩

وقال ابن مندة : علي بن هبار بن الأسود بن المطلب الأسدي القرشي](١) سيأتي ذكر أبيه.

وذكره ابن مندة فقال : علي بن هبّار في إسناده نظر ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن نافع ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، حدثنا هشيم ، أخبرني أبو معشر ، عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار بن الأسود عن أبيه عن جده ، قال : مرّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم على دار علي بن هبّار ، فسمع صوت دفّ ، فقال : «ما هذا؟» قالوا : «تزوّج عليّ بن هبّار». فقال : «هذا النّكاح لا السّفاح».

قال ابن مندة : خالد بن القاسم عن أبي معشر ، فقال : عن يحيى بن عبد الملك بن علي بن هبار عن الأسود ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن هبّار بهذا ، ولم يقل عن جده. انتهى.

وقد أخرج الطّبرانيّ ، عن أحمد بن داود المكيّ ، عن إبراهيم العبديّ ، عن أبي معشر ـ ولم يذكر عليا في الموضعين.

واعتمد أبو نعيم على هذه الرواية فزعم أنّ ذكر عليّ في هذا السند وهم.

وقد رواه محمّد بن سلمة الحرّانيّ ، ومحمّد بن عبيد الله العرزميّ ، عن عبيد الله بن أبي عبد الله بن هبار بن الأسود ، عن أبيه ، عن جده هبّار مثله ، ولم يذكر عليا. انتهى.

ونقل ابن الأثير كلام أبي نعيم وأقرّه ، وإنما أنكر أبو نعيم إدخال عليّ في مسند أبي معشر ولم يرد أنه لا يعدّ في الصحابة ، لأنه مصرح به في موضعين من المتن ، فمن يتزوج في عهد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ويقره على ذلك يكون على شرطهم في الصحابة.

وقد ذكره الإسماعيليّ في معجم الصحابة ، وأخرجه الخطيب في المؤتلف من طريقه ، قال : زوج هبّار ابنته فضرب في عرسها بالغربال الحديث ، لكن وقع بخط الخطيب ، عن أبي جعفر ـ بدل أبي معشر ، فما أدري أهو سهو أو اختلاف من الرواة.

وأما رواية محمد بن سلمة التي ذكرها أبو نعيم فستأتي في ترجمة هبّار من وجه آخر ، وفيها مغايرة لما ذكر أبو نعيم ، ولفظه عن محمد بن سلمة الحرّاني ، عن الفزاري ، عن عبد الله بن هبّار ، عن أبيه. والفزاري هو العرزميّ. وليس عنده ابن أبي عبد الله ولا عن جده.

وفيما ذكره أبو نعيم العرزميّ رفيق الحراني ، وهذا شيخه ، فإحدى الروايتين خطأ ،

__________________

(١) سقط في أ.

٤٧٠

وليس فيه مع ذلك ما يدفع ذكر علي بن هبار لاختلاف الطريقين. والعرزميّ ضعيف جدا. والله أعلم.

٥٧٠٩ ز ـ علي السلمي : والد سدرة(١) .

قال أبو عمر : هو من أهل قباء. وروى الطبراني ، وابن شاهين ، من طريق عبد الله بن كثير بن جعفر ، عن بديح بن سدرة ، عن علي السلمي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرجنا مع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى نزلنا القاحة(٢) فنزل في صدر الوادي ، فبحث بيده في البطحاء ، ففحص فانبعث عليه الماء ، فقال : «هذه سقيا سقاكموها الله تعالى». فسمّيت السّقيا.

٥٧١٠ ـ علي السلمي ، آخر :

أخرجه البزّار. وسيأتي في القسم الأخير.

٥٧١١ ـ علي النميري (٣) :

قال الدّارقطنيّ : له صحبة. وروى ابن قانع من طريق فضيل بن سليمان ، عن عائذ بن ربيعة بن قيس النميري ، عن علي بن فلان ، عن عبد الله النميري ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسمعته يقول : «المسلم أخو المسلم إذا لقيه حيّاة يردّ عليه ما هو خير منه ، لا يمنعه الماعون» الحديث.

وقد تقدم في ترجمة زيد بن معاوية النميري بيان الاختلاف في إسناد هذا الحديث على عائذ بن ربيعة.

٥٧١٢ ـ علي الهلالي (٤) :

ذكره الطّبرانيّ ، وأخرج من طريق ابن عيينة(٥) ، عن علي بن علي الهلالي ، عن أبيه ، قال : دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم في شكاته التي قبض فيها ، فإذا فاطمة عند رأسه فبكت الحديث.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٧٩٤).

(٢) القاحة : بالحاء المهملة : قيل مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قيل السّقيا بنحو ميل وقيل : موضع بين الجحفة وقديد وقيل : في جبل نافل الأصغر دوّار في جوفه وفيه بئران عذبتان ، وقد روي فيه الفاجة بالفاء والجيم في حديث الهجرة في السيرة. انظر مراصد الاطلاع ٣ / ١٠٥٤.

(٣) أسد الغابة ت (٣٧٩٥).

(٤) أسد الغابة ت (٣٧٩٦) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٣.

(٥) في أ : عتبة.

٤٧١

وأخرجه في «الأوسط» عن محمد بن زريق بن جامع ، عن الهيثم بن حبيب ، عن أبيه ، عن ابن عيينة ، وقال : إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد.

العين بعدها الميم

٥٧١٣ ـ عمّار بن حميد (١) :

قيل هو اسم أبي زهير الثقفي. وقيل معاذ. وقيل : هما اثنان ، كما سيأتي في الكنى.

٥٧١٤ ـ عمار بن زياد بن السكن (٢) .

قال ابن الكلبيّ : قتل يوم بدر. وقال ابن ماكولا : له صحبة. واستدركه ابن بشكوال وغيره. وقال ابن فتحون : قد ذكروا عمارا بن زياد وأنه قتل يوم أحد ، فلعلهما أخوان.

٥٧١٥ ز ـ عمار بن شبيب : في عمارة.

٥٧١٦ ـ عمار بن عبيد الخثعميّ (٣) : يأتي في عمارة.

٥٧١٧ ز ـ عمار بن عمير : يأتي في عمر.

٥٧١٨ ـ عمار بن غيلان (٤) بن سلمة الثقفي.

أسلم هو وأخوه عامر قبل أبيهما ، قاله في الاستيعاب. وقد تقدم خبره في ترجمة عامر. وقال هشام بن الكلبيّ عن أبيه ، عمار : تزوج غيلان خالدة بنت أبي العاص أخت الحكم ، فولدت له عمارا وعامرا ، فهاجر عمار إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فعمد خازن مال غيلان فسرق مالا لغيلان ، وادّعى أن عمارا سرقه ، فجاءت أمة لغيلان فدلّت على مكان المال ، وقالت له : إني رأيت عبدك فلانا يدفنه هنا ، فأعتق الأمة ، وبلغ ذلك عمارا ، فقال : والله لا ينظر غيلان في وجهي بعدها. وأنشد :

حلفت لهم بما يقول محمّد

وبالله إنّ الله ليس بغافل

ولو غير شيخ من معدّ يقولها

تيمّمته بالسّيف غير الأجادل

[الطويل]

فلما أسلم غيلان خرج عمرو(٥) وعامر مغاصبين له مع خالد إلى الشام ، فتوفي عامر بطاعون عمواس ، وكان فارس ثقيف في فتوح الشام ، فرثاه أبو غيلان.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٧٩٨).

(٢) الاستيعاب ت (١٨٨٠).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٠٠).

(٤) أسد الغابة ت (٣٨٠١) ، الاستيعاب ت (١٨٨١).

(٥) في أ : عمار.

٤٧٢

٥٧١٩ ـ عمار بن معاذ (١) بن زرارة الأنصاري.

قيل : هو اسم أبي نملة. وقيل عمرو. وقيل عمارة.

٥٧٢٠ ـ عمّار بن ياسر : بن عامر(٢) بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف [بن حارثة بن عامر بن بأمّ بن عنس ، بنون ساكنة ، ابن مالك العنسيّ ، أبو اليقظان ، حليف بني مخزوم](٣) ، وأمّه سمية مولاة لهم.

كان من السابقين الأولين ، هو وأبوه ، وكانوا ممن يعذّب في الله ، فكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يمرّ عليهم ، فيقول : «صبرا آل ياسر موعدكم الجنّة».

واختلف في هجرته إلى الحبشة ، وهاجر إلى المدينة ، وشهد المشاهد كلها ، ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه بها ، ثم استعمله عمر على الكوفة ، وكتب إليهم : أنه من النّجباء من أصحاب محمد.

قال عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله : إن أول من أظهر إسلامه سبعة ، فذكر منهم عمارا. أخرجه ابن ماجة.

وعن وبرة ، عن همّام ، عن عمّار ، قال : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر. أخرجه البخاري.

وعن علي قال : استأذن عمّار على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ائذنوا له ، مرحبا بالطّيّب المطيّب». وفي رواية : إن عليا قال ذلك ، وقال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ عمّارا مليء إيمانا إلى مشاشه»(٤) .

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٠٣) ، الاستيعاب ت (١٨٨٢) ، الإكمال ٧ / ٣٥٦ ، أسد الغابة ت ٤ / ١٢٩ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٤ ، الثقات ٣ / ٣٠٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٨٩ ، الطبقات ٨١ ، المحن ١٧٢.

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٠٤) ، الاستيعاب ت (١٨٨٣) ، الثقات ٣ / ٣٠٢ ، الرياض المستطابة ٢١١ ، المصباح المضيء ١ / ٧٥ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٢٨٦ ، تقريب التهذيب ٢ / ٤٨ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤٠٨ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٤ ، أصحاب بدر ١١١ ، الكاشف ٢ / ٣٠١ ، التاريخ الصغير ١ / ٧٩ ، ٨٣ ، ٨٤ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٦١ ، العبر ٢٥ ، ٣٨ ، ٤٠ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٨٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٥ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٣٤٦ ، صفة الصفوة ١ / ٤٤٢ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ١٢٩ ، تهذيب الكمال ٢ / ٩٩٨ ، الطبقات الكبرى ٩ / ١٣٨ ، أزمنة التاريخ الإسلامي ١ / ٧٩٤ ، بقي بن مخلد ٥٤ ، البداية والنهاية ٧ / ٣١٢ ، الطبقات ٢١ ، ٧٥ ، الزهد لوكيع ١٤١ ، الفوائد العوالي ٢٨ ، علل الحديث للمديني ٥١ ، ٥٩ ، ٧١ ، تنقيح المقال ٨٥٩٨ ، التبصرة والتذكرة ١ / ١٦٩ ، تفسير الطبري ١١ / ٢٦٤ ، ١٣ ، ٩ / ٩٦٧٠ ، الصمت وآداب اللسان ٢٧٦ ، مشتبه النسبة ٥٤ ، سير أعلام النبلاء ١ / ٤٠٦.

(٣) سقط من أ.

(٤) المشاش : رءوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين. قال الجوهري : هي رءوس العظام اللينة التي يمكن مضغها. النهاية ٤ / ٣٣٣.

٤٧٣

أخرجه التّرمذيّ ، وابن ماجة ، وسنده حسن ، عن خالد بن الوليد ، قال : كان بيني وبين عمّار كلام ، فأغلظت له ، فشكاني إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجاء خالد فرفع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم رأسه. فقال : «من عادى عمّارا عاداه الله ، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله».

وفي التّرمذيّ عن عائشة ـ مرفوعا : «ما خيّر عمّار بين أمرين إلا اختار أيسرهما».

وعن حذيفة ـ رفعه : «اقتدوا باللّذين من بعدي : أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عمّار».

وأخرجه التّرمذيّ وابن ماجة ، وقال التّرمذيّ : حسن.

وتواترت الأحاديث عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ عمارا تقتله الفئة الباغية ، وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفّين سنة سبع وثمانين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة ، واتفقوا على أنه نزل فيه :( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ ) [النحل / ١٠٦].

وروى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم عدة أحاديث. وروى عنه من الصحابة أبو موسى ، وابن عباس ، وعبد الله بن جعفر ، وأبو لاس الخزاعي ، وأبو الطفيل ، وجماعة من التابعين.

٥٧٢١ ز ـ عمّار بن أبي اليسر (١) كعب بن عمرو الأنصاري.

قال ابن مندة : ذكره في الصحابة ، ولا يصح.

٥٧٢٢ ـ عمارة (٢) : بضم أوله والتخفيف وزيادة هاء في آخره ، ابن أحمر المازني.

ذكره البخاريّ في «الوحدان» ، وابن سعد فيمن نزل البصرة من الصحابة. وقال أبو عمر : لم أقف له على رواية ، كذا قال : وقد أخرج حديثه أبو يعلى والطبراني وغيرهما من طريق يزيد بن حنتف ، بفتح المهملة وسكون النون وفتح المثناة بعدها فاء ، عن أبيه : سمعت عمارة بن أحمر المازني قال : كنت في إبل لي أرعاها في الجاهلية فأغارت علينا خيل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجمعت إبلي وركبت الفحل ، فأتيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فردّها عليّ ، ولم يكونوا اقتسموها.

٥٧٢٣ ـ عمارة بن أوس بن خالد(٣) بن عبيد بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطميّ.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨٠٢).

(٢) الاستيعاب ت ٣ / ١١٤١ ، أسد الغابة ت ٤ / ١٢٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٤ ، حاشية الإكمال ١ / ٢٠ ، الاستيعاب ت (١٨٨٤) ، أسد الغابة ت (٣٨٠٥).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٠٦) ، الجرح والتعديل ٩ / ٣٦٢ ، تاريخ بغداد ٦ / ٤٩٤ ، بقي بن مخلد ٨٨٢ ، تجريد

٤٧٤

هكذا نسبه ابن سعد ، وابن أبي داود.

وقال البخاريّ : له صحبة. وكذا قال ابن حبّان ، وزاد : إلا أني لست أعتمد على إسناده وحديثه.

وأخرج ابن أبي خيثمة والبغويّ ، من طريق قيس بن الربيع ، عن زياد بن علاقة ، عن عمارة بن أوس ، وكان قد صلى إلى القبلتين ، قال : إني لفي إحدى صلاتي العشاء إذ نادى مناد : ألا إنّ القبلة قد حوّلت إلى الكعبة الحديث.

تفرد به قيس وهو ضعيف. وأخرجه الطبراني من رواية عبد الله بن حسين ، عن زياد بن علاقة ، عن عمارة بن رويبة ، فالله أعلم.

٥٧٢٤ ز ـ عمارة بن أوس بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك(١) بن النجار.

ذكره أبو عمر ، وضمّه ابن الأثير إلى الّذي قبله ، وهو محتمل.

٥٧٢٥ ـ عمارة بن أوس بن ثعلبة الأنصاري الجشمي.

ذكر الأمويّ في «المغازي» عن ابن إسحاق أنه استشهد باليمامة هو وأخوه مالك.

استدركه ابن فتحون. ويحتمل أن يكون هو الّذي قبله.

٥٧٢٦ ـ عمارة بن ثابت الأنصاري (٢) : أخو خزيمة.

روى ابن مندة من طريق يونس ، عن الزّهري ، عن أبي خزيمة بن ثابت ، عن عمه عمارة بن خزيمة بن ثابت ، رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر ذلك له الحديث.

وهذا قد أخرجه النّسائيّ من هذا الوجه فلم يسمّ الصحابيّ ، وكذلك أخرج أبو داود من طريق شعيب عن الزّهريّ ، حدثني عمارة بن خزيمة بن ثابت ـ أنّ عمه حدثه وهو من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ابتاع فرسا من أعرابي الحديث في شهادة خزيمة بن ثابت.

٥٧٢٧ ـ عمارة بن حزم (٣) بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري :

__________________

أسماء الصحابة ١ / ٩٤ ، الثقات ٣ / ٢٩٤.

(١) الاستيعاب ت (١٨٨٥).

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٠٧).

(٣) أسد الغابة ت (٣٨٠٨) ، الاستيعاب ت (١٨٨٦) ، الثقات ٣ / ٢٩٤ ، التاريخ الصغير ١ / ٣٤ ، ٣٥ ،

٤٧٥

قال أبو حاتم : له صحبة ، وذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة ، قال أبو عمر : اتفق على ذلك جميع أهل المغازي. وذكره أكثرهم فيمن شهد بدرا.

وقال ابن سعد : شهد المشاهد كلّها ، وكانت معه راية بني مالك بن النجار يوم الفتح.

وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد باليمامة ، قالوا : وآخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين محرز بن نضلة ، وكان له من الولد : مالك بن عمارة بن حزم لا عقب له.

وروى البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» بإسناد جيد ، عن أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعمارة بن حزم : «اعرض عليّ رقيتك» ، فلم ير بها بأسا ، فهم يرقون بها إلى اليوم. وهذا مرسل.

وروى ابن سعد عن الواقديّ بسند له عن أم سلمة قالت : كانت الأنصار الذين يكثرون إلطاف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : سعد بن عبادة ، وعمارة بن حزم ، وأبو أيوب ، وسعد بن معاذ ، لقرب جوارهم.

وروى أحمد ، وأبو عوانة ، وابن قانع ، من طريق سعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة ، قال : وجدت في كتاب سعيد بن سعد بن عبادة أنّ عمارة بن حزم شهد أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم قضى باليمن مع الشاهد. وفي رواية ابن قانع ، عن سعيد ، عن أبيه ، عن جده ـ أن عمارة بن حزم حدثهم.

وروى أحمد من طريق زياد بن نعيم الحضرميّ عن عمارة بن حزم : رآني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم جالسا على قبر ، فقال : «انزل من القبر لا تؤذ صاحب القبر»(١) .

٥٧٢٨ ز ـ عمارة بن حزن بن شيطان (٢) :

قال أبو موسى : أورده الإسماعيليّ في الصحابة ، وقال : يروي حديث خالد بن سنان ونار الحدثان ، أورده أبو سعيد النقاش في العجائب.

قلت : الّذي رأيته في كتاب عمر بن شبّة ، عن هشام بن الكلبي ، عن أبيه ، عن أبي بن

__________________

الاستبصار ٧١ ، ٧٣ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٦٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٥ ، أصحاب بدر ١٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٩٤ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٥ ، الطبقات ٨٩ ، ذيل الكاشف ١٠٨١ ، الطبقات الكبرى ٣ / ٤٨٦ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٢٠١ ، والمغازي للواقدي ٩ و ٢٤ ، فتوح البلدان ١١٠ ـ تاريخ الإسلام ١ / ٨٦.

(١) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٩٠.

(٢) أسد الغابة ت (٣٨٠٩).

٤٧٦

عمارة بن مالك بن حزن بن شيطان بن جدع بن جذيمة بن رواد بن بغيض بن عبس ، قال : كانت بأرض الحجاز نار يقال لها نار الحدثان ، وأنّ الله أرسل خالد بن سنان العبسيّ فقال : يا قوم ، إن الله أمرني أن أطفئ هذه النار التي قد أضرّت بكم ، فليقم معي من كل بطن رجل فكان عمارة أبي(١) هو الّذي قام معه من بني خذيمة. قال عمارة : فخرج بنا حتى انتهى بنا إلى النار فذكر القصة. وقد استوفيت طرق قصة خالد بن سنان في ترجمته.

٥٧٢٩ ـ عمارة بن أبي حسن الأنصاري (٢) :

مختلف في صحبته ، فقال ابن قتادة : شهد بدرا ، وقال ابن السكن : شهد العقبة وبدرا. وقال ابن عبد البرّ : له صحبة ، وأبوه أبو حسن كان عقبيا بدريا.

قلت : شهود العقبة وبدر لأبي حسن بلا شك ، وسند من ذكر ذلك لعمارة ما أخرجه البغوي وابن قانع وابن السكن ، من طريق حسين بن عبد الله الهاشمي ، عن عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن ، عن أبيه ، عن جده ، وكان عقبيا بدريا فذكر حديثا. وقد وقع عند البغوي عن أبيه عن جده أبي حسن ، فعلى هذا فالضمير في قوله : عن جده ـ يعود على يحيى لا على عمرو ، فيكون الحديث لأبي حسن لا لعمارة.

وفي النّسائيّ من رواية الزّهريّ عن عمارة بن أبي حسن عن عمه حديث آخر.

٥٧٣٠ ـ عمارة بن حمزة بن عبد المطلب الهاشمي(٣) .

ذكره أبو عمر ، قال : كان له ولأخيه يعلى عند وفاة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم أعوام ، ولا أحفظ لواحد منهما رواية ، وكان حمزة يكنى أبا عمارة.

قلت : هو أكبر ولده ، فإن كان عاش بعده فله صحبة لا محالة ، فإنّ حمزة استشهد قبل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم بست سنين وأشهر. وقد قيل : إن عمارة اسم بنت حمزة. والله أعلم.

٥٧٣١ ـ عمارة بن رويبة (٤) : براء وموحدة ، الثقفي ، أبو زهرة.

__________________

(١) في أ : أتى.

(٢) أسد الغابة ت (٣٨١٠) ، الاستيعاب ت (١٨٨٧) ، ذيل الكاشف ١٠٨٢ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٢٨١ ، تقريب التهذيب ٤٩ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤١٤ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٥ ، الثقات ٣ / ٢٩٤ ، تهذيب الكمال ٤ / ١٠٠ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٦٢.

(٣) أسد الغابة ت (٣٨١١) ، الاستيعاب ت (١٨٨٨).

(٤) أسد الغابة ت (٣٨١٣) ، الاستيعاب ت (١٨٨٩) ، الثقات ٣ / ٢٩٤ ، تقريب التهذيب ٤٩ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤١٦ ، الكاشف ٣٠٢ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٢٦٣ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٦٥ ، التاريخ الكبير

٤٧٧

سكن الكوفة ، وله حديثان. روى له مسلم وغيره. وآخر من روى عنه حصين بن عبد الرحمن.

وذكر المزّيّ في «التّهذيب» أن له رواية عن عليّ ، فوهم ، فإن الراويّ عن علي حرمي وخيّره عليّ بين أبيه وأمه ، وهو صغير ، فافترقا من وجهين.

٥٧٣٢ ـ عمارة بن زعكرة المازني (١) : أبو عدي.

ذكره ابن سعد في «طبقة الفتحيين» ، وقال ابن السّكن : أزدي. وقال البخاريّ : له صحبة ، ولم يصحّ إسناده ، وفيه عفير بن معدان.

وقال ابن السّكن ، له صحبة ، حديثه في الشاميين ، ولم يرو عنه غير حديث واحد ، وفيه نظر.

وقال البغويّ : سكن الشام. وقال ابن مندة : عداده في الحمصيين.

قلت : حديثه عند التّرمذيّ والبغويّ ، وفيه التصريح بسماعه عن النبيّ(٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم . وروى عنه عبد الرحمن بن عائذ الحمصي. قال الترمذي : غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، وليس إسناده بالقوي.

قلت : فيه عفير بن معدان ، وهو ضعيف ، لكن رواه الوليد بن مسلم عنه ، وكان رواه قبله عبد العزيز بن إسماعيل بن مهاجر ، عن الوليد بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، قال بقول أبيه فذكره. قال الوليد : فذكرته لعقبة فحدثني.

٥٧٣٣ ـ عمارة بن زياد بن السكن (٣) :

[قال ابن الكلبيّ : قتل يوم بدر. وتعقّبه بعض أهل النسب ، فقال : بل استشهد بأحد.

انتهى](٤) .

وقد ذكر في ترجمة زياد بن السكن.

__________________

٦ / ٤٩٤ ، طبقات الحفاظ ٦١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٠٠ ، الطبقات ٥٥ ، ١٣١ ، بقي بن مخلد ٢٠٠.

(١) أسد الغابة ت (٣٨١٤) ، الاستيعاب ت (١٨٩٠) ، الكاشف ٣٠٢ ، الثقات ١ / ٢٩٥ ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤١٧ ، تقريب التهذيب ٥٠ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٥ ، تهذيب التهذيب الكمال ٢ / ٣٦٣ ، بقي ابن مخلد ٧٠٨ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٦٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٤٩٤.

(٢) في أ : من النبي.

(٣) أسد الغابة ت (٣٨١٥) ، الاستيعاب ت (١٨٩١).

(٤) سقط في أ.

٤٧٨

٥٧٣٤ ـ عمارة بن شبيب السّبائي (١) : بفتح المهملة والموحدة وهمزة مكسورة مقصور.

مختلف في صحبته. وقيل عمار. وقال ابن السكن : له صحبة. وقال ابن يونس : حديثه معلول.

روى عنه أبو عبد الرّحمن الحبلي.

قلت : وبيّن البخاريّ علته في تاريخه ، وذكره في الصحابة. وقال ابن حبان : من قال إنّ له صحبة فقد وهم. وقال الترمذي : لا نعرف له سماعا من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وقال أبو عمر : مات سنة خمسين.

٥٧٣٥ ـ عمارة بن شهاب الثوري :

قال الطّبرانيّ(٢) : كانت له هجرة ، واستعمله عليّ على الكوفة ، واستدركه ابن فتحون.

٥٧٣٦ ـ عمارة بن عامر : بن المشنّج(٣) ، بمعجمة ونون مشددة بعدها جيم ، القشيري.

ذكره محمّد بن زكريّا الغلابي في تاريخه ، عن رجل من بني عامر من أهل الشام ، قال : صحب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني قشير [معاوية وعمارة بن المشنّج](٤) بن الأعور بن قشير. أورده الخطيب في المؤتلف من طريق الغلابي.

٥٧٣٧ ز ـ عمارة بن عامر الأنصاري : ذكره ابن السّكن في الصحابة ، قال : حدثنا ابن صاعدة ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا عبد الرّزّاق ، عن ابن جريح ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، عن عمارة ابن عامر الأنصاري ـ أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من اغتسل يوم الجمعة ثمّ تطيّب بأطيب طيب ...» الحديث.

وقد رواه الدّيريّ عن عبد الرّزّاق ، فأدخل بين ابن جريح وسعيد رجلا منهما ، ولم يذكر عمارة بن عامر.

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨١٧) ، الاستيعاب ت (١٨٩٢) ، تهذيب التهذيب ٧ / ٤١٨ ، تقريب التهذيب ٢ / ٥٠ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٠١ ، الجرح والتعديل ٦ / ٣٦٦ ، التاريخ الكبير ٦ / ٣٩٥ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣٦٣ ، الطبقات ٢٩٢ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٥.

(٢) في أ : قال الطبري.

(٣) أسد الغابة ت (٣٨١٨) ، الثقات ٣ / ٢٩٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٠ ، الجرح والتعديل ١ / ٣٦٧.

(٤) في أ : معاوية جندة وعمارة بن عامر بن الشيخ.

٤٧٩

٥٧٣٨ ـ عمارة بن عبيد الخثعميّ (١) :

ويقال ابن عبيد الله. ويقال عمار.

قال ابن حبّان : شيخ كبير ، كان داود بن أبي هند يزعم أنّ له صحبة.

وروى البخاريّ وابن عديّ في ترجمة سليمان بن كثير ، من طريق سليمان ، بن داود(٢) ، عن عمارة بن عبيد ـ شيخ من خثعم كبير ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يذكر خمس فتن ، أربع قد مضين ، والخامسة فيكم يا أهل الشام ، وذلك عند فتنة عبد الرحمن بن الأشعث.

قال ابن عديّ : تفرّد به سليمان.

قلت : بل تابعه حماد بن سلمة ، وخالد الطّحان. وسلمة بن علقمة ، كلّهم عن داود في أصل الحديث ، ثم اختلفوا ، فأخرجه أحمد من رواية حماد ، ورواية حماد هذه أيضا عند ابن قانع ، وابن مندة ، لكنه قال : عمار ، فجزم به ، لكن خالفوه في سياقه. والمحفوظ في هذا ما أخرجه أحمد ، من طريق حماد بن سلمة ، عن داود ، عن عمار. وفي نسخة عمارة رجل من أهل الشام ، قال : أدربنا ـ يعني دخلنا درب الروم ، في الغزاة عاما ، [ثم](٣) قفلنا ورجعنا ، وفينا شيخ من خثعم ، فذكر الحجاج بن يوسف فوقع فيه وشتمه ، فقلت له : لم تشتمه وهو يقاتل أهل العراق في طاعة أمير المؤمنين؟ فقال : إنه هو الّذي أكفرهم ، أي أخرجهم بسوء سيرته من الطاعة ، ثم قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يكون في هذه الأمّة خمس فتن ...» الحديث. قلنا : أنت سمعته من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قال : نعم.

والحاصل أنّ داود بن هند تفرّد بهذا الحديث ، فاختلف عليه في اسم شيخه : هل هو عمارة أو عمار؟ وهل هو صحابي هذا الحديث أو الصحابي(٤) شيخ من خثعم؟

فالأول لم يترجّح عندي فيه شيء ، والثاني الراجح أنّ شيخ(٥) داود تابعي ، والصحابي خثعمي لم يسمّ. والله أعلم.

وتابعه وهب بن منبّه عن خالد(٦) ، ورواية مسلمة قال فيها : عن داود ، عن عمارة بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٣٨١٩) ، الاستيعاب ت (١٨٩٣) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٣٩٦ ، الثقات ٣ / ٢٩٥ ، التاريخ الكبير ٦ / ٦٩٤.

(٢) في أ : سليمان بن داود.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : أن عمه شيخ.

(٥) في أ : وهب بن قتيبة عن خالد.

(٦) في أ : قتيبة.

٤٨٠