الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٤

الإصابة في تمييز الصحابة0%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 719

الإصابة في تمييز الصحابة

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف:

الصفحات: 719
المشاهدات: 14869
تحميل: 1911


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 719 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 14869 / تحميل: 1911
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء 4

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

سعد ، قال : جاء العجلاني إلى عاصم بن عدي ، فقال له : يا عاصم أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ الحديث في نزول آية اللّعان.

ووقع في «الموطّأ» رواية القعنبي أنه عويمر بن أشقر العجلاني. وقيل : إنه خطأ ، وإن عويمر بن أشقر آخر مازني ، وهو المذكور بعد.

ولعل أحد آباء عويمر العجلاني كان يلقب أبيض ، فأطلق عليه الراويّ أشقر.

٦١٣٠ ز ـ عويمر بن الأخرم : ويقال عمير. تقدم.

٦١٣١ ـ عويمر بن أشقر : بن عدي(١) بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن عثمان بن مازن الأنصاري المازني.

نسبه ابن البرقيّ ، وذكره خليفة فيمن لم يتحقق نسبه من الأنصار ، وذكره أبو أحمد العسكري في بني الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس. وسبقه ابن خيثمة فنسبه كذلك.

وله حديث في الأضاحي من رواية عباد بن تميم ، عنه ، عند ابن ماجة وغيره. وأخرجه الخطيب في المتفق في ترجمة يحيى بن أبي كثير الأنصاري من بني النجار ، عن عمرو بن يحيى المازني ، عنه.

ووقع في بعض طرق حديثه أنه بدري. وذكر يحيى بن معين أن عباد بن تميم لم يسمع منه. فالله أعلم.

٦١٣٢ ـ عويمر : أبو الدرداء(٢) ـ مشهور بكنيته وباسمه جميعا.

واختلف في اسمه ، فقيل هو عامر ، وعويمر لقب ، حكاه عمرو بن الفلاس عن بعض ولده ، وبه جزم الأصمعي في رواية الكديمي عنه.

واختلف في اسم أبيه ، فقيل : عامر ، أو مالك ، أو ثعلبة ، أو عبد الله ، أو زيد ، وأبوه ابن قيس بن أمية بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.

قال أبو شهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : أسلم يوم بدر ، وشهد أحدا وأبلى فيها.

__________________

(١) الثقات ٣ / ٢٨٦ ، أسد الغابة ت (٤١٤٠) ، الكاشف ٢ / ٣٥٨ ، الاستيعاب ت (٢٠٢٨) ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣١٠ ، تجريد أسماء الصحابة في د : ١ / ٤٢٩ ، التاريخ الكبير ٧ / ٧٧ ، الجرح والتعديل ٧ / ٢٨ ، تقريب التهذيب ٨ / ٧٠ ، دائرة معارف الأعلمي ٢٣ / ٩٨ ، إسعاف المبطإ ٢٠٩.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٤٢) ، الاستيعاب ت (٢٠٢٩).

٦٢١

قال صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد : «نعم الفارس عويمر» ، وقال : «هو حكيم أمّتي»(١) . وقال الأعمش ، عن خيثمة ، عنه : كنت تاجرا قبل البعث ، ثم حاولت التجارة بعد الإسلام فلم يجتمعا.

وقال ابن حبّان : ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر.

روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعن زيد بن ثابت ، وعائشة ، وأبي أمامة ، وفضالة بن عبيد.

روى عنه ابنه بلال ، وزوجته أم الدرداء ، وأبو إدريس الخولانيّ ، وسويد بن غفلة ، وجبير بن نفير ، وزيد بن وهب ، وعلقمة بن قيس ، وآخرون.

قال أبو شهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : مات أبو الدرداء وكعب الأحبار لسنتين بقيتا من خلافة عثمان. وقال الواقدي وجماعة : مات سنة اثنتين وثلاثين. وقال ابن عبد البر : إنه مات بعد صفّين. والأصح عند أصحاب الحديث أنه مات في خلافة عثمان.

٦١٣٣ ز ـ عويمر بن الحارث :

تقدم في عويمر بن أبي أبيض(٢) .

٦١٣٤ ـ عويمر : والد قيس ـ يأتي ذكره في ترجمة ولده قيس.

٦١٣٥ ـ عويمر الهذلي (٣) : ويقال بغير راء.

أخرج ابن أبي خيثمة ، والهيثم بن كليب ، والطّبرانيّ ، وغيرهم ، من طريق محمد بن سليمان بن سموال(٤) أحد الضعفاء ، عن عمرو بن تميم بن عويم الهذلي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : كانت أختي مليكة وامرأة منا يقال لها أم عوف بنت مسروح ، من بني سعد بن هذيل ـ تحت رجل منا يقال له حمل بن مالك ، أحد بني هذيل ، فضربت أم عفيف أختي بمسطح بيتها وهي حامل فقتلتها ، وما في بطنها ، فقضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها بالدية وفي جنينها بغرّة الحديث.

قال : وسألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : إنا أهل بدر. فقال : «إذا رميت الصّيد فكل ما أصميت ولا تأكل ما أنميت.

__________________

(١) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ١١٧ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٣٣٧ الحديث.

(٢) في أ : بن أبيض.

(٣) أسد الغابة ت (٤١٤١) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٠).

(٤) في أ : بن ميمون.

٦٢٢

وقد تقدم عمران بن عويم بنحو قصة الجنين ، وفيها بعض مخالفة لهذا السياق.

قال ابن الأثير : أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم في عويم ـ بغير راء ، وذكرا له حديث الصيد ثم عادا وأخرجاه في عويمر بالراء ، وذكر له قصة المرأتين(١) وهو واحد.

العين بعدها الياء

٦١٣٦ ـ عيّاذ (٢) : بفتح أوله وتشديد ثانيه وآخره معجمة ، ابن عمرو ، أو ابن عبد عمرو ، الأزدي أو السلمي.

ذكره الحسن بن سفيان والطّبرانيّ وغيرهما في الصحابة ، وأخرجوا له من طريق بشر بن صحّار العبديّ ، حدثنا المعارك بن بشر بن عيّاذ العبديّ ، وغير واحد من أعمامي ، عن عياذ بن عمرو ، وكان يخدم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فخاطبه يهودي ، فسقط رداؤه عن منكبيه ، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يكره أن يرى الخاتم فسويته عليه ، فقال : «من فعل هذا؟» فقلت : أنا. قال : «تحوّل إليّ». فجلست بين يديه ، فوضع يده على رأسي ، فأمرّها على وجهي وصدري ، وكان الخاتم على طرف كتفه الأيسر كأنه رقبة عنز.

هذه رواية ابن مندة والطّبرانيّ ومن تبعهما. وللخطيب من هذا الوجه بلفظ : أنه كلم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في أن يخدمه ، وقال : فوضع يده على جبهتي ، ومسح بيده حتى بلغ حجزة الإزار. وفيه مثل ركبة العنز(٣) . وفيه : «إذا جاء ظهر فائتني». وفيه : فأعطاني ناقة ثنية أو جذعة فكانت عندي حتى قتل عثمانرضي‌الله‌عنه . وفي سنده من لا يعرف.

وذكره الطّبرانيّ ، وابن مندة وغيرهما بالموحدة والمهملة ، وكذا أورده ابن عبد البر مع عباد بن بشر ، وخالفهم الخطيب ، وتبعه ابن ماكولا فذكره بالمثناة من تحت كما هنا.

٦١٣٧ ـ عياش بن أبي ثور (٤) :

قال أبو عمر : له صحبة ، وولاه عمر البحرين قبل قدامة بن مظعون.

٦١٣٨ ـ عيّاش بن أبي ربيعة : واسمه عمرو ، ويلقب ذا الرّمحين(٥) ، ابن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي ، ابن عم خالد بن الوليد بن المغيرة.

__________________

(١) في أ : المراقيس.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٤٣) ، الاستيعاب ت (٢٠٧٦) ، الإكمال ٦ / ٦٢ ، تبصير المنتبه ٣ / ٨٩٣.

(٣) في أ : ركبة البعير.

(٤) أسد الغابة ت (٤١٤٤) ، الاستيعاب ت (٢٠٣١).

(٥) أسد الغابة ت (٤١٤٥) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٢).

٦٢٣

وكان من السابقين الأولين ، وهاجر الهجرتين ، ثم خدعه أبو جهل إلى أن رجعوا من المدينة إلى مكة فحبسوه ، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يدعو له في القنوت كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة.

وذكر العسكريّ أنه شهد بدرا وغلطوه. وسيأتي له ذكر في ترجمة هشام بن العاص السهمي.

روى ابنه عبد الله عنه ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم في تعظيم مكة. وروى عنه أيضا أنس بن مالك ، وعبد الرحمن بن سابط ، وأرسل عنه عمر بن عبد العزيز ، ونافع مولى ابن عمر. قال ابن قانع والقراب وغيرهما : مات سنة خمس عشرة بالشام في خلافة عمر. وقيل : استشهد باليمامة. وقيل باليرموك.

٦١٣٩ ز ـ عياش بن علقمة : بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ودّ بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ.

ذكره الزّبير بن بكّار وأنّ أباه مات كافرا قبل الفتح.

وعياش هذا يشبه أن يكون من مسلمة الفتح ، فقد ذكر الزبير عن ابن زبالة في أخبار المدينة ، أن ابنه عبد الله بن عياش أقطعه مروان ، وهو أمير المدينة ، في سنة إحدى وأربعين ـ أرضا بالعقيق.

٦١٤٠ ـ عياض بن جمهور (١) :

ذكره الإسماعيليّ في الصحابة ، وأخرج له من طريق حريث بن المعلّى الكندي ـ كان ينزل كندة ، سمعت ابن عباس(٢) يحدث عن عياض بن جمهور ، قال : كنت عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رجل : الرجل يدخل عليّ بسيفه يريد نفسي ومالي ، كيف أصنع؟ قال : «تناشده(٣) اللهعزوجل وتذكّره به وبأيامه ، فإن أبي فقد حلّ لك دمه ، فلا تكوننّ أعجز منه».

وفي سنده علي بن قرين ، وهو واه ضعيف.

٦١٤١ ـ عياض بن الحارث (٤) : بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٤٨).

(٢) في أ : عياش.

(٣) في أ : مناشدة.

(٤) أسد الغابة ت (٤١٤٩) ، الاستبصار ت ٣٥١ ، الاستيعاب ت (٢٠٣٣) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣٠.

٦٢٤

تيم بن مرة القرشي التيمي ، عم محمد بن إبراهيم التيمي.

ذكره ابن مندة وغيره ، وأخرجوا من طريق الواقدي عن عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عمه عياض ، أنه رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم أحد جاء وقد مثل بحمزة ، فذكر القصة.

٦١٤٢ ز ـ عياض بن حارث الأنصاري : يأتي في عياض بن عبد الله.

٦١٤٣ ـ عياض بن حمار (١) : بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع التميمي المجاشعي.

نسبه خليفة وغيره. حديثه في صحيح مسلم ، وعند أبي داود والترمذي عنه حديث آخر أنه أهدى إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل أن يسلم فلم يقبل منه ، وسكن البصرة.

وروى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وروى عنه مطرف بن عبد الله ، وأخوه يزيد بن عبد الله بن الشخير ، والعلاء بن زياد ، وعقبة بن صهبان ، وغيرهم. وأبوه باسم الحيوان المشهور. وقد صحفه بعض المتنطعين(٢) من الفقهاء لظنه أن أحدا لا يسمى بذلك.

٦١٤٤ ـ عياض بن خويلد : الهذلي ثم الضبعي ، لقبه بريق ، بموحدة مصغرا.

قال المرزبانيّ «في معجم الشّعراء» : حجازي ، وأنشد له في بني لحيان :

جزتنا بنو دهمان حقن دمائهم

جزاء سمّار بما كان يفعل

فإن تصبروا فالحرب ما قد علمتم

وإن ترحلوا فإنّه شرّ من رحلوا

[الطويل]

__________________

(١) تاريخ الإسلام ١ / ٢٨١ ـ أنساب الأشراف ١ / ١١٧ ـ المعجم الكبير ١٧ / ٣٥٧ ، ٣٦٦ ، المحبر ١٨١ ـ طبقات خليفة ٤٠ ، ١٧٨ ، مسند أحمد ٤ / ١٦١ ، و ٢٦٦ ، جمهرة أنساب العرب ٢٣١ ، مشاهير علماء الأمصار ٤٠ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ٨٨ ، المعارف ٣٣٧ ، الإكمال ٢ / ٥٤٦ ، ٥٤٨ ، المعين في طبقات المحدثين ٢٥ ، الكاشف ، ٢ / ٣١٢ ، تبصير المنتبه ١ / ٢٦٠ ، المشتبه ١ / ١٧٠ ، تحفة الأشراف ٨ / ٢٥٠ ـ ٢٥٢ ، أسد الغابة ت (٤١٥٠) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٤) ، الثقات ٣ / ٣٨٠ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣١٥ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣٠ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٩ ، الرياض المستطابة ٢٤٠ ، الجرح والتعديل ٦ / ٤٠٧ ، تقريب التهذيب ٢ / ٩٥ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٧٦ ، تهذيب التهذيب ١ / ٢٠٠ ، التمهيد ٢ / ١١ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٦ ، حلية الأولياء ٢ / ١٦ ، رجال الصحيحين ١٥٣٩ ، دائرة الأعلمي ٢٣ / ١٠١ ، طبقات ابن سعد ٧ / ٣٦ ، تاريخ أبي زرعة ٢ / ٦٨٥.

(٢) في أ : المنقطعين.

الإصابة/ج٤/م٤٠

٦٢٥

قال : فاستعدوا عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذلك في حجة الوداع ، فقالوا : يا رسول الله ، هجينا في الإسلام ، فاستعداهم(١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكلمه فيه رجال من قريش ، فوهبه لهم ، قال : وله قصة مع عمر.

قلت : ذكرها ابن إسحاق في «المغازي» ، ورويناها في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريقه ، قال : حدثني من سمع عكرمة ، عن ابن عباس ، وأخرجها البيهقي في شعب الإيمان ، من طريق ابن لهيعة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : [حدثني من سمع عكرمة](٢) بينما نحن عند عمر بن الخطاب وهو يعرض الديوان إذ مرّ به رجل أعمى أعرج قد عيي قائده ، فرآه عمر. فعجب من شأنه ، فقال : من يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم : هذا من بني ضبعاء أبهلة بن بريق. قال : ومن بريق؟ رجل من اليمن اسمه عياض ، قال : أشاهد هو؟ قال : نعم. فأتى به عمر فقال : ما شأنك؟ وما شأن بني ضبعاء؟ فقال : إن بني ضبعاء كانوا اثني عشر رجلا ، فجاوروني في الجاهلية ، فجعلوا يأكلون ويشتمون عرضي ، وإني نهيتهم وناشدتهم الله ، والرحم ، فأبوا عليّ فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت عليهم ، فقلت :

اللهمّ أدعوك دعاء جاهدا

اقتل بني ضبعاء إلّا واحدا

ثمّ اضرب الرّجل فذره قاعدا

أعمى إذا ما قيد عيّي القائدا

[الرجز]

فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد ، وهو كما ترى قد أعيا قائدة ، فقال عمر : سبحان الله! إن في هذا لعبرة وعجبا ، فذكر القصة.

قلت : واسم الأعمى المذكور أبهلة ، مضى في حرف الألف(٣) .

٦١٤٥ ز ـ عياض بن زعب : بن حبيب المحاربي.

يأتي ذكره في ولده مسلم بن عياض في حرف الميم إن شاء الله تعالى.

٦١٤٦ ـ عياض بن زهير : بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة(٤) بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.

__________________

(١) في أ : فأعطاهم.

(٢) سقط في أ.

(٣) في أ : وقاله الفاكهي في كتاب مكة.

(٤) أسد الغابة ت (٤١٥١) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٥).

٦٢٦

ذكره موسى بن عقبة ومحمّد بن إسحاق وغيرهما فيمن هاجر إلى الحبشة ، وفيمن شهد بدرا.

وقال خليفة بن خيّاط : يقال إنه عياض بن غنم بن زهير المعروف في فتوح الشام ، يعني أنه نسب(١) إلى جده ، ومال ابن عساكر إلى هذا ، وقوّاه بأنّ الزبير وعمه مصعبا لم يذكرا إلا ابن غنم ، وقد أثبت هذا ابن سعد تبعا للواقدي ، فإنه قال عياض بن زهير ابن أخي عياض بن غنم بن زهير ، وكذا جزم أبو أحمد العسكري بأن عياض بن غنم غير عياض بن زهير.

٦١٤٧ ـ عياض بن زيد العبديّ (٢) :

ذكره البغويّ في الصحابة ، وعزاه لابن سعد ، وقال أبو شيخ الهنائي : حدثني رجل من عبد القيس يقال له عياض أنه سمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم بذكر ربكم ، وصلّوا صلاتكم في أوّل وقتكم ، فإنّ الله يضاعف لكم».

أخرجه الطّبرانيّ وغيره ، وفي السند من لا يعرف ، وفيه سليمان بن داود المنقري وهو الشاذكوني المشهور بالحفظ والضعف الشديد.

٦١٤٨ ـ عياض بن سعيد : بن جبير بن عوف الأزدي ثم الحجري(٣) .

ذكره ابن مندة في الصحابة ، وقال : شهد فتح مصر ، وله ذكر ، ولا تعرف له رواية ، ولم يزد ابن يونس في تعريفه على أنه شهد فتح مصر.

٦١٤٩ ـ عياض بن سليمان (٤) :

ذكره أبو موسى في «الذّيل» ، وأخرج حديثه الحاكم في «المستدرك» ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن ضمرة ، عن حماد بن أبي حميد ، عن مكحول ، عن عياض بن سليمان ، وكانت له صحبة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيار أمّتي فيما أنبأني به الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا ، ويبكون سرّا من خوف شدّة عذاب الله ...»(٥) الحديث.

__________________

(١) في أ : أنه نسبه.

(٢) أسد الغابة ت (٤١٥٢).

(٣) أسد الغابة ت (٤١٥٣).

(٤) أسد الغابة ت (٤١٥٤) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣١.

(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ١٧ ، قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وحماد ضعيف ولكن لا يحمل مثل هذا وأحسبه أدخل على ابن السماك ولا وجه لذكره في هذا الكتاب ثم سرد الحاكم أسماء

٦٢٧

وأخرجه أبو موسى من هذا الوجه ، لكن وقع عنده عن حماد بن أبي حميد ، وأخرج أبو نعيم نحو هذا الحديث من وجه آخر عن مكحول ، لكن قال : عياض بن غنم.

٦١٥٠ ـ عياض بن عبد الله الضّمري (١) :

ذكره أبو سعيد العسكريّ في الصّحابة ، وأخرج من طريق الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن الزهري ـ أنه كتب إليهم أنّ عياض بن عبد الله أخبرهم أنهم تذاكروا عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الطاعون ، فقال : «أرجو ألّا يطلع علينا من نقابها».

٦١٥١ ـ عياض بن عبد الله الثّقفي (٢) :

ويقال عياض بن الحارث الأنصاريّ. أخرج حديثه ابن أبي عاصم في الوحدان من طريق أبي عاصم ، قال : حدثنا أبو عليّ(٣) الثقفي : هو عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ـ أنّ عبد الله بن عياض حدثه عن أبيه ، قال : خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هوازن في اثني عشر ألفا ، فقتل من أهل الطائف مثل ما قتل من قريش يوم بدر ، ثم أخذ بطحاء فرمى بها وجوهنا فانهزمنا.

وأخرج البخاري ، ومطيّن ، وابن مندة ، من طريق أبي عاصم بهذا الإسناد إلى عبد الله بن عياض ، عن أبيه ، قال : شهدت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأتاه رجل من بهز بعسل ، فقال : «ما هذا؟» قال : أهديته لك ، فقبله ، فقال : «أحم لي بقيعي» ، قال : فحماه له ، وكتب له كتابا.

وأخرج الحديث الأول الحاكم من طريق أبي قلابة الرّقاشيّ ، عن أبي عاصم ، لكن وقع عنده : أخبرني عبد الله بن عياض بن الحارث الأنصاري. فالله أعلم.

٦١٥٢ ـ عياض بن عبد الله : بن سعد بن أبي ذئاب.

ذكره ابن مندة في الصحابة ، وأخرج من طريق الجعيد بن عبد الرحمن عن الحارث ابن عبد الرحمن بن أبي ذئاب ، عن عمه عياض بن عبد الله بن أبي ذئاب. قال : خرجت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى دخل المسجد يصلّي فقام إليه رجل فصلّى بصلاته الحديث.

__________________

خلق من أهل الصفة. وأورده السيوطي في الدر المنثور ٤ / ٧٣ ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٨١٥ ، وعزاه لأبي نعيم والحاكم وتعقبه البيهقي في شعب الإيمان وضعفه ابن النجار عن عياض بن سليمان وكانت له صحبة قال الذهبي هذا حديث عجيب منكر وعياض لا يدري من هو ابن النجار ذكره أبو موسى المديني في الصحابة؟. ه.

(١) أسد الغابة ت (٤١٥٧).

(٢) أسد الغابة ت (٤١٥٥) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣١.

(٣) في أ : يعلى.

٦٢٨

٦١٥٣ ـ عياض بن عمرو : بن بليل بن أحيحة بن الجلاح الأنصاري(١) الخزرجي.

قال العدويّ : شهد أحدا وما بعدها ، وكانت له صحبة ، وهو جدّ أيوب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عياض صديق العمري الزاهد. استدركه ابن الدباغ وابن فتحون.

٦١٥٤ ـ عياض بن عمرو الأشعري (٢) :

قال ابن حبّان : له صحبة. وقال البغويّ : يشكّ في صحبته. وقال ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، روى عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا. ورأى أبا عبيدة بن الجراح.

قلت : وحديثه عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم عند ابن ماجة من طريق الشعبي ، قال : شهد عياض عقدا(٣) بالأنبار ، فقال : ما لي أراكم لا تقلّسون(٤) كما كان يقلس عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يسم أباه فيها.

وأخرجه ابن مندة من هذا الوجه ، فسمّى أباه عمرا.

واختلف فيه على شريك عن مغيرة ، فقيل عنه عن زياد بن عياض بن عوف بن عياض بن عمرو ، وروايته عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عند مسلم.

وروى عنه أيضا سماك بن حرب ، وحصين بن عبد الرّحمن.

٦١٥٥ ـ عياض بن غنم : بفتح المعجمة وسكون النون ، ابن زهير(٥) بن أبي شداد الفهري.

تقدم نسبه في عياض بن زهير.

قال ابن سعد في الطبقة الأولى : عياض بن زهير ، وساق نسبه ، هاجر الهجرة الثانية

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤١٥٩).

(٢) طبقات ابن سعد ٦ / ١٥٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ١٩ ، ٢٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٢٧٨ ، مقدمة مسند بقي بن مخلد ١٢٢ ، تاريخ الطبري ٤ / ٣٩ ، المراسيل لابن أبي حاتم ١٥١ ، الجرح والتعديل ٤٠٧ ، المعجم الكبير للطبراني ١٧ / ٣٧١ ، تهذيب الأسماء واللغات ت ٢١ / ٤٢ ، ٤٣ ، تجريد أسماء الصحابة في ١ / ٤٣ ، عهد الخلفاء الراشدين (من تاريخ الإسلام) ١ / ٢١٧ ، تحفة الأشراف ٨ / ٢٥٢ ، تهذيب الكمال ٢ / ١٠٧٦ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٢٠٢ ، تقريب التهذيب ٢ / ٩٦ ، جامع التحصيل ٣٠٦ ، أسد الغابة ت (٤١٥٨) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٦).

(٣) في أ : عيدا.

(٤) المقلّسون : هم الذين يلعبون بالسيوف. النهاية ٤ / ١٠٠.

(٥) أسد الغابة ت (٤١٦١) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٧).

٦٢٩

إلى أرض الحبشة في رواية ابن إسحاق ، وشهد بدرا ، وأحدا ، والخندق ، والمشاهد.

مات بالمدينة سنة عشرين ، وليس له عقب.

وقال في الطبقة الثانية : عياض بن غنم بن زهير ، وساق نسبه ، ثم قال : أسلم قبل الحديبيّة وشهدها ، وتوفي بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.

وذكره فيمن نزل الشام من الصحابة ، وزاد : أنه كان صالحا سمحا ، وكان مع ابن عمته(١) أبي عبيدة ، فاستخلفه على حمص لما مات ، وقيل إن أبا عبيدة كان خاله فأقره عمر قائلا : لا أبدّل أميرا أمّره أبو عبيدة.

وذكر أبو زرعة بسنده إلى حفص بن عمر ، عن يونس ، عن الزهري بعض هذا.

وقال ابن إسحاق : كتب عمر إلى سعد سنة تسع عشرة : ابعث(٢) جندا وأمّر عليهم خالد بن عرفطة ، أو هاشم بن عتبة ، أو عياض بن غنم ، فبعث عياضا.

قال الزّبير : هو الّذي فتح بلاد الجزيرة وصالحه أهلها ، وهو أول من أجاز الدرب.

وقال ابن أبي عاصم ، عن الحوطيّ ، عن إسماعيل بن عياش : كان يقال لعياض زاد الراكب ، لأنه كان يطعم رفقته ما كان عنده ، وإذا كان مسافرا آثرهم بزاده ، فإن نفد نحر لهم جمله.

٦١٥٦ ـ عياض بن غنم : الأشعري.

أخرج ابن قانع من طريق القواريري ، عن عمرو بن الوليد الأغضف ، عن معاوية بن يحيى ، عن زيد بن جابر ، عن جبير بن نفير ، عن عياض بن غنم الأشعري ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عيّاض لا تزوّجنّ عجوزا ولا عاقرا ، فإنّي مكاثر بكم». وسنده ضعيف من أجل عمرو.

وأورده أبو نعيم في ترجمة الفهري ، رواه من طريق القواريري أيضا ، لكن لم يقع في روايته قوله الأشعري.

وكذا أخرجه الحاكم من طريق داهر بن نوح ، عن عمرو بن الوليد.

وأخرجه ابن مندة من طريق الزهري عن عروة عن عياض بن غنم أنه رأى نبطا يشمّسون في الجزية ، فقال لعاملهم : إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّ الله يعذّب الّذين يعذّبون

__________________

(١) في أ : عمه.

(٢) في أ : أن أبعث.

٦٣٠

النّاس في الدّنيا»(١) . وقد قيل في هذا : عن عروة ، عن هشام بن حكيم.

أورده ابن مندة في ترجمة عياض بن غنم الفهري أو الأشعري ، وعروة لم يدرك الفهري ، [لكن قد](٢) أخرج ابن مندة من طريق ابن عائذ ، عن جبير بن نفير ـ أنّ عياض بن غنم وقع على صاحب داريا حين فتحت ، فأغلظ له هشام بن حكيم فذكر قصة.

وفيها : فقال عياض لهشام : ألم تسمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يقل له علانية»(٣) .

وأخرجه الحاكم في «المستدرك» من هذا الوجه ، ووقع عنده عياض بن غنم الأشعري ، وأظن الأشعري وهما ، والله أعلم ، فإن الّذي ولى الإمرة حيث كان هشام بالشام هو الفهري لا الأشعري لكن للأشعري حديث آخر أخرجه أبو يعلى ، من طريق أبي الزبير عن شهر بن حوشب ، عن عياض بن غنم : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما ...»(٤) الحديث. وهذا هو الأشعري ، فإن شهرا أشعري ، وهو لم يدرك الفهري. والله أعلم.

٦١٥٧ ـ عياض بن يزيد ، : أو يزيد بن عياض.

ذكره الطّبرانيّ بالشك ، وأخرج من رواية أبي الطيالسي ، عن شعبة ، عن عاصم بن كليب ، سمعت عياض بن [مرثد أو مرثد](٥) بن عياض يحدّث أنّ رجلا سأل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أمر يدخل به الجنة ، فقال : «هل من والديك أحد حيّ»؟ قال : لا. قال : «اسق الماء ...» الحديث(٦) .

__________________

(١) أخرجه مسلم ٤ / ٢٠١٨ ، كتاب البر والصلة باب ٣٣ الوعيد الشديد لمن عذب الناس بغير حق حديث رقم ١١٨. وأبو داود في السنن ٢ / ١٥٨ كتاب الخراج والفيء والإمارة باب التشديد على جباة الجزية حديث رقم ٣٠٤٥. وابن حبان في صحيحه حديث رقم ١٥٦٧ ، وأحمد في المسند ٣ / ٤٠٤ والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ٢٠٥.

(٢) في أ : وقد.

(٣) أخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤٠٤ عن هشام بن حكيم وعياض بن غنم. وابن أبي عاصم في السنة ٢ / ٥٢١. وأورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ٢٣٢ ، عن شريح بن عبيدة وغيره الحديث. قال الهيثمي في الصحيح طرف منه من حديث هشام فقط رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أني لم أدر لشريح عن عياض وهشام سماعا وإن كان تابعيا.

(٤) أخرجه أحمد في المسند ٢ / ١٧٦ عن عبد الله بن عمر بزيادة في أوله وآخره ، وأخرجه الدارميّ في السنن ٢ / ١١١. وأورده الهيثمي في الزوائد ٥ / ٧١ ، عن عبد الله بن عمرو الحديث. قال الهيثمي رواه أحمد والبزار ورجال أحمد ورجال الصحيح خلا نافع بن عاصم وهو ثقة.

(٥) في أ : يزيد أو يزيد.

(٦) أخرجه مسلم في الصحيح ٤ / ١٩٧٥ عن عبد الله بن عمرو بن العاص بزيادة في أوله وآخره

٦٣١

ورواه الحوضيّ عن شعبة ، فزاد فيه بعد عياض ، عن رجل منهم أنه سأل.

٦١٥٨ ـ عياض الأنصاري (١) :

ذكره الطّبرانيّ وغيره. حديثه عند محمد بن القاسم الأسدي ، أحد الضعفاء ، عن عبيدة بن أبي رائطة الحذاء ، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الأنصاري ، عن عياض الأنصاري وكانت له صحبة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احفظوني في أصحابي وأصهاري ...» الحديث(٢) .

أخرجه الطّبرانيّ وابن مندة ، وسنده ضعيف ، وأخرجاه أيضا من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرميّ ، عن عبيدة ، عن عبد الملك ، عن عياض الأنصاري ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا إله إلّا الله كلمة على الله كريمة ، ولها من الله مكان»(٣) .

قال أبو نعيم : رواه أبو داود بن شبيب ، عن عبيدة ، فقال : عن عبد الملك بن عمير. والمحفوظ أن عبد الرحمن في الحديثين معا.

٦١٥٩ ز ـ عياض الكندي (٤) :

ذكره ابن أبي عاصم ، وأخرج من طريق سعيد بن صالح(٥) بن عياض الكندي ، عن أبيه ، عن جده : سمعت نبيّ اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا شرب الرّجل الخمر فاجلدوه ، ثمّ إن عاد فاجلدوه ، ثمّ إذا عاد فاضربوا عنقه»(٦) .

٦١٦٠ ز ـ عيدان بن أشوع الحضرميّ :

__________________

الحديث. كتاب البر والصلة والآداب (٤٥) باب بر الوالدين وأنهما أحق (١) حديث رقم (٦ / ٢٥٤٩).

وأحمد في المسند ٥ / ٣٦٨ ، والطبراني في الكبير ١٧ / ٣٧٠. والبيهقي في السنن الكبرى ٩ / ٢٦ ، والبيهقي في الزوائد ٣ / ١٣٤.

(١) أسد الغابة ت (٤١٤٦) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٨) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣٠ ، الاستبصار ٣٥١.

(٢) قال الهيثمي في الزوائد ١٠ / ١٨ رواه الطبراني وفيه ضعفاء جدا وقد وثقوا. وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٢٤٨١ وعزاه إلى البغوي والطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن عياض الأنصاري وابن عساكر في تاريخه ٣ / ١٢٢ ، والطبراني في الكبير ١٧ / ٣٦٩. وابن عدي في الكامل ٢ / ١٥٨ عن ابن عباس.

(٣) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٢٢٧ وعزاه لأبي نعيم عن عياض الأشعري.

(٤) أسد الغابة ت (٤١٦٢) ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣١.

(٥) في أ : سالم.

(٦) قال الهيثمي في الزوائد ٦ / ٢٨٠ ، رواه أحمد ويزيد بن أبي كبشة وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. أحمد في المسند ٤ / ٣٨٩ ، المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٣٧٠٧.

٦٣٢

ذكر مقاتل في تفسيره أنه الّذي حاصر(١) امرأ القيس بن عابس الكندي في أرضه ، وفيه نزلت :( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ) [آل عمران ٧٧] الآية. وقد تقدم بيان ذلك في ترجمة ربيعة بن عيدان.

ووقع في تفسيره الماورديّ عيدان بن ربيعة.

٦١٦١ ز ـ عيسى بن عبد الله الصباحي :

ذكر الرّشاطيّ عن أبي عبيد بن المثنى أنه وفد على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم مع الأشج ، قال : ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون.

٦١٦٢ ـ عيسى بن عقيل الثقفي (٢) :

قال أبو عمر : روى عنه زياد بن علاقة أنه أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم بابن له به لمم اسمه حارثة ، فسماه عبد الرحمن.

قلت : وأخرج حديثه أبو علي بن السكن تبعا للبغوي ، وقال : ليس بمعروف في الصحابة ، وهو معدود في الكوفيين ، ثم ساق من طريق حماد الحنفي ، قال : واسمه مفضل بن صدقة ، كوفي ، صالح الحديث عن زياد بن علاقة. وقال : لم يحدث به عن زياد غيره. انتهى.

وكذا ذكره ابن مندة من طريق أبي حماد الحنفي ، عن زياد ، وقال : إن كان محفوظا. وقال : وقيل عيسى بن معقل. وأما ابن السكن فتردّد في ضبط عقيل أهو بالتصغير أو بوزن عظيم ، والثاني هو المعتمد ، وبه جزم ابن ماكولا تبعا للخطيب ، وقال : له صحبة.

وعيسى بن معقل آخر تابعي ، أخرج له أبو داود ، وهو أسدي لا ثقفي.

٦١٦٣ ـ عيسى بن لقيم العبسيّ (٣) :

ذكره المستغفري. وروي عن ابن إسحاق أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قسم له من خيبر مائتي وسق. استدركه أبو موسى.

٦١٦٤ ـ عيسى المسيح ابن مريم : الصديقة بنت عمران بن ماهان بن الغار ، رسول الله ، وكلمته ألقاها إلى مريم.

__________________

(١) في أ : خاصم.

(٢) تجريد أسماء الصحابة ١ / ٤٣٢ ، الجرح والتعديل ٦ / ٢٩٠ ، الإكمال ٦ / ٢٣٤ ، أسد الغابة ت (٤١٦٤) ، الاستيعاب ت (٢٠٧٧).

(٣) أسد الغابة ت (٤١٦٥).

٦٣٣

ذكره الذّهبيّ «في التّجريد» ، مستدركا على من قبله ، فقال : عيسى ابن مريم رسول الله ، رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة الإسراء ، وسلم عليه ، فهو نبيّ وصحابيّ ، وهو آخر من يموت من الصحابة ، وألغزه القاضي تاج الدين السبكي في قصيدته في آخر القواعد له ، فقال :

من باتّفاق جميع الخلق أفضل من

خير الصّحاب أبي بكر ومن عمر

ومن عليّ ومن عثمان وهو فتى

من أمّة المصطفى المختار من مضر

وأنكر مغلطاي على من ذكر خالد بن سنان في الصحابة كأبي موسى ، وقال : إن كان ذكره لكونه ذكر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان ينبغي له أن يذكر عيسى وغيره من الأنبياء ، أو من ذكره هو من الأنبياء غيرهم. ومن المعلوم أنهم لا يذكرون في الصحابة. انتهى.

ويتّجه ذكر عيسى خاصة لأمور اقتضت ذلك.

أولها ـ أنه رفع حيّا ، وهو على أحد القولين.

الثاني ـ أنه اجتمع بالنبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ببيت المقدس على قول ، ولا يكفي اجتماعه به في السماء لأن حكمه من حكم الظاهر.

الثالث ـ أنه ينزل إلى الأرض ، كما سيأتي بيانه بيانه ، فيقتل الدجال ، ويحكم بشريعة محمدصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فبهذه الثلاث يدخل في تعريف الصحابي ، وهو الّذي عوّل عليه الذهبي.

وقد رأيت أن أذكر له ترجمة مختصرة : ساق ابن إسحاق في كتاب المبتدإ نسب مريم إلى داودعليه‌السلام ، فكان بينها وبينه ستة وعشرون أبا ، وكانت أمّ مريم لا تحمل ، فرأت طيرا يزق فرخا ، فاشتهت الولد ، فاتفق أن حملت ، فنذرت إن تمّ حملها ، ووضعت ، أن تجعل حملها خادما لبيت المقدس ، وكانوا يفعلون ذلك ، الربيع بن أنس عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب في قوله تعالى :( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) [الأعراف ١٧٢] ، قال : جمعهم ، فجعلهم أرواحا. ثم صوّرهم ، ثم استنطقهم ، فتكلموا ، فأخذ عليهم العهد والميثاق أن لا إله غيره ، وأنّ روح عيسى كانت في تلك الأرواح ، فأرسل إلى مريم ذلك الروح ، فسئل مقاتل بن حيان : أين دخل ذلك الروح؟ فذكره عن أبي العالية ، عن أبيّ أنه دخل من فيها. أخرجه أبو جعفر الفريابي في كتاب القدر ، وعبد الله بن أحمد في زيادات كتاب الزّهد ، وسنده قوي.

وثبت في الصحيحين من طريق الزّهريّ ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من وليد(١) إلّا ويمسّه الشّيطان حين يولد فيستهلّ صارخا إلّا مريم وابنها».

__________________

(١) في أ : مولود.

٦٣٤

وأخرجه مسلم من طريق أبي يونس ، وأحمد من طريق عجلان وعن طريق الأعرج ، من طريق عبد الرحمن بن يعقوب ، والطبري ، من طريق أبي سلمة ، ومن طريق أبي صالح كلّهم عن أبي هريرة.

وذكر السّدّيّ في تفسيره بأسانيد إلى ابن مسعود وغيره أنّ أخت مريم قالت لمريم : أشعرت أني حبلى؟ قالت : فإنّي أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك.

وذكره مالك من رواية ابن القاسم ، عنه ، قال : بلغني أن عيسى ويحيى ابنا خالة ، وكان حملهما معا ، فذكره بمعناه ، أخرجه ابن أبي حاتم ، من طريقه.

وقد ثبت في حديث الإسراء أنّ عيسى ويحيى ابنا خالة ، ومن طريق مجاهد ، قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت به حدّثني ، وإذا كنت بين الناس سبح في بطني.

واختلف في مدة حملها به ، فقيل ساعة ، وقيل ثلاث ، وقيل تسع ساعات ، وقيل ثمانية أشهر ، وقيل سنة ، وقيل تسعة أشهر.

وقال ابن إسحاق : لما ظهر حملها لم يدخل على أهل بيت ما دخل على آل زكريا ، وتكلم فيها اليهود ، فتوارت مريم عنهم ، واعتزلتهم فكان ما قص الله تعالى عنها في سورة مريم في قوله تعالى :( فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا ، فَأَجاءَهَا الْمَخاضُ ) [مريم ٢٢] إلى قوله :( رُطَباً جَنِيًّا ) [مريم ٢٢] ، فجاء عن عليّ(١) عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «أطعموا نساءكم حتّى الحاملات الرّطب ، فإن لم يكن رطبا فتمرا ، فليس من الشّجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران(٢) » الحديث. وفيه : «أكرموا عمّتكم النّخلة فإنّها خلفت من الطّينة الّتي خلق منها آدم». وفي سنده ضعف وانقطاع.

والمشهور أنها ولدته(٣) ببيت لحم من بيت المقدس. وأخرجه النسائي من حديث أنس مرفوعا بسند لا بأس به ، وله شاهد عند البيهقي من حديث شداد بن أوس ، وجاء عن وهب بن منبه أنها ولدته(٤) بمصر ، وجزم غيره بأنها ولدته ببيت لحم(٥) ، فخافت عليه

__________________

(١) في أ :رضي‌الله‌عنه .

(٢) قال الهيثمي في الزوائد ٥ / ٩٢ رواه أبو يعلى وفيه مسرور بن سعيد التميمي وهو ضعيف. قال العجلوني في كشف الخفاء ١ / ١٤٩ ، قال ابن حجر رواه ابن المنذر بسند فيه كذاب ومن ثم أورده ابن عبد الله بن المنذر بسند فيه كذاب وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. وابن حجر في المطالب العالية حديث رقم ٢٣٨٠.

(٣) في أ : ولدت.

(٤) ـ بيت لحم : بالفتح ، وسكون الحاء المهملة : بليد قرب بيت المقدس عامر حقل ومكان مهد عيسى ابن مريمعليه‌السلام . انظر معجم البلدان ١ / ٦١٨.

(٥) في أ : ولدت.

٦٣٥

فتوجّهت به إلى مصر ، فنشأ بها حتى صار عمره اثنتي عشرة سنة. وقيل إنها لم تحض قبل الحمل به إلّا حيضة واحدة.

وذكر وهب أنه لما ولد تكسّرت الأصنام في الشرق والغرب ، واشتهر أمره منذ تكلّم في المهد ، وظهرت على يده الخوارق.

واختلف متى تكلم بعد أن قال في المهد ما قال؟ ففي تفسير مقاتل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : لم يتكلم بعد حتى بلغ ما يبلغ الأطفال الكلام ، فنطق بالحكمة.

وذكر أبو حذيفة البخاريّ في «المبتدإ» ، وهو واهي الحديث ، من طريق أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، ومن طريق مكحول ، عن أبي هريرة(١) ، قال : أول ما نطق لسان عيسى به بعد كلامه في المهد أنه مجّد الله تمجيدا لم تسمع الآذان مثله ، وكان كلامه في المهد ، وهو ابن أربعين يوما.

وذكر السّدّيّ بأسانيد عن مشايخه في حديث ذكره أنّ ملكا من ملوك بني إسرائيل مات وحمل على سريره ، فجاء عيسى ، فدعا الله فأحياه.

وأخرج أبو داود في كتاب «القدر» ، من طريق معمر ، عن الزهري ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، قال : لقي عيسى إبليس ، فقال : أما علمت أنه لن يصيبك إلا ما كتب لك؟ قال : نعم. قال : فارق بذروة هذا الجبل فتردّى منه ، فانظر تعيش أو لا ، قال عيسى : أما علمت أنّ الله قال : لا يجربني عبدي ، فإني أفعل ما شئت؟ لفظ طاوس. وفي رواية الزهري : فقال عيسى إن العبد لا يبتلي ربّه ، لكن الله يبتلي عبده.

وأخرجه من طريق خليد(٢) بن زيد ، عن طاوس. وأخرجه ابن أبي الدنيا من وجه آخر نحوه.

ونشأ عيسى زاهدا في الدنيا لم يتخذ بيتا ولا زوجة ، وكان يسبح في الأرض ، ويتقوّت بما يخرج منها ، ولا يدّخر شيئا ، وكان يخبر الناس بما يأكلون وما يدّخرون ، كما قال الله تعالى ، ويحيى الموتى ، ويخلق الطير ، فقيل هو الخفاش. قيل : كان لا يعيش إلّا يوما واحدا.

وقال وهب : كان يطير بحيث يغيب عن الأعين ، فيقع ميتا ليتميز خلق الله من فعل غيره.

__________________

(١)رضي‌الله‌عنه .

(٢) في أ : خليفة.

٦٣٦

وقال الثّعلبيّ : إنما خص الخفّاش ، لأنه [يجتمع فيه](١) الطير والدابة ، فله ثدي وأسنان ، ويحيض ويلد ويطير.

واتفق أنّ عصر عيسى كان فيه أعيان الأطباء ، فكان من معجزاته الإتيان(٢) بما لا قدرة لهم عليه ، وهو إبراء الأكمه والأبرص.

ونزلت عليه المائدة ، وأرسل إلى بني إسرائيل ، وعلم التوراة ، وأنزل عليه الإنجيل ، فكان يقرؤهما ويدعو إليهما ، فكذّبه(٣) اليهود ، وصدّقه الحواريّون ، فكانوا أنصاره وأعوانه ، وأرسلهم إلى من بعث إليه يدعونهم إلى التوحيد.

ثم إن اليهود تمالئوا على قتله ، فألقى الله شبهه على واحد من أتباعه ، ورفعه الله ، فأخذوا ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه ، وظنوا أنهم قتلوا عيسى ، فأكذبهم الله في ذلك.

وثبت «في الصّحيحين» ، عن ابن عمر ـ أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وصف عيسى ، فقال : «ربعة آدم ، كأنّما خرج من ديماس ، أي حمام». وفي لفظ : «آدم كأحسن ما أنت راء من أدم الرّجال». وفي لفظ : سبط الشعر.

وفي البخاريّ ، من حديث ابن عباس رفعه : «رأيت ليلة أسري بي ...» فذكر الحديث. وفيه : «ورأيت عيسى أحمر ربعة سبطا». ومن حديث أبي هريرة مثله.

وعند أحمد من طريق عبد الرحمن بن آدم ، عن أبي هريرة ـ رفعه : «ينزل عيسى ويكسر(٤) الصّليب ...» الحديث. وفيه : «وتعطّل الملل كلّها ، فلا يبقى إلّا الإسلام ، ويقع الأمن في الأرض»

وفي «الصّحيحين» عن أبي هريرة ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «والّذي نفسي بيده يوشك أن ينزل عليكم عيسى ابن مريم حكما عدلا ، فيكسر الصّليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال ...»(٥) الحديث.

وفي صحيح مسلم عنه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ينزل عيسى ابن مريم على المنارة

__________________

(١) في أ : يجمع خلقه.

(٢) في أ : بالاتفاق.

(٣) في أ : فكذبته.

(٤) في أ : فيكسر.

(٥) أخرجه مسلم في الصحيح ١ / ١٣٥ ، عن أبي هريرة ولفظه : والّذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم الحديث. كتاب الإيمان (١) باب نزول عيسى ابن مريم حاكما (٧١) حديث رقم (٢٤٢ / ١٥٥). وأحمد في المسند ٢ / ٢٧٢).

٦٣٧

البيضاء شرقي دمشق». وفيهما عنه : «ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدّجّال».(١) وقال النووي في ترجمته في تهذيب الأسماء : إذا نزل عيسى كان مقررا للشريعة المحمدية ، لا رسولا إلى هذه الأمة ، ويصلّي وراء إمام هذه الأمة تكرمة من الله لها من أجل نبيها.

وفي الصحيح : كيف إذا نزل عيسى ابن مريم وإمامكم منكم؟

قال : وقد جاء أنه يتزوج بعد نزوله ويولد له ، ويدفن عند النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم . انتهى.

واختلف في مدة إقامته في الأرض بعد أن ينزل آخر الزمان ، فقيل سبع سنين. وقيل أربعين. وقيل غير ذلك. وقد وقع عند أحمد من حديث أبي هريرة بسند صحيح رفعه أنه يلبث في الأرض مدة أربعين سنة.

واختلف في عمره في الدنيا منذ ولد إلى أن رفع ، فقيل ثلاث وثمانون سنة ، وهذا أشهر. وقيل أربع وثمانون ، وفي مرسل سعيد بن المسيب أنه عاش ثمانين ، ذكره من رواية علي بن زيد ، عنه ، وهو ضعيف. وفي مستدرك الحاكم عن فاطمةرضي‌الله‌عنها أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرها أنّ عيسى عاش مائة وعشرين سنة في حديث ذكره.

وأخرج النسائيّ وابن ماجة من طريق الأعمش ، عن المنهال ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لما أراد الله أن يرفع عيسى خرج على أصحابه ، وفي البيت اثنا عشر رجلا. فقال : إن منكم من يكفر بي بعد أن آمن ثم قال : أيّكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ، فيكون رفيقي في الجنة؟ فقام شاب ـ أحدثهم سنّا ، فقال : أنا ، قال : اجلس ، ثم عاد فعاد ، فقال : اجلس ، ثم عاد فعاد الثالثة ، فقال : أنت هو ، فألقى عليه شبهه ، وأخذ الشابّ فصلب بعد أن رفع عيسى إلى السماء من البيت ، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا الشّاب ، وهذا أصحّ(٢) مما حكاه الفراء أنّ رأس الجالوت ، وهو كبير اليهود ، هاجم البيت الّذي فيه عيسى ، فألقى الله عيسى عليه ، ورفع عيسى ، فخرج على اليهود والسيف في يده مشهور ، فقال : لم أجد عيسى فرأوا شبهه عليه ، فقالوا : أنت عيسى ، فأخذوه وقتلوه وصلبوه.

٦١٦٥ ـ العيص بن ضمرة : تقدم في ضمرة بن العيص.

٦١٦٦ ـ عيينة بن حصن : بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويّة(٣) ، بالجيم ، مصغرا ،

__________________

(١) أخرجه الطبراني في الكبير ١ / ٨٦ ، ١٩ / ١٩٦ ، وابن عساكر كما في التهذيب ١ / ٤٨ ، وذكره السيوطي في الدر ٢ / ٢٤٥.

(٢) في أ : أصح الأدلة.

(٣) أسد الغابة ت (٤١٦٦) ، الاستيعاب ت (٢٠٧٨).

٦٣٨

ابن لوذان بن ثعلبة بن عدي فزارة الفزاري ، أبو مالك.

يقال : كان اسمه حذيفة فلقب عيينة ، لأنه كان أصابته شجّة فجحظت عيناه.

قال ابن السّكن : له صحبة. وكان من المؤلفة ، ولم يصح له رواية.

أسلم قبل الفتح ، وشهدها ، وشهد حنينا ، والطائف ، وبعثه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم لبني تميم فسبى بعض بني العنبر ، ثم كان ممن ارتدّ في عهد أبي بكر ، ومال إلى طلحة ، فبايعه ، ثم عاد إلى الإسلام.

وكان فيه جفاء سكّان البوادي ، قال إبراهيم النخعي : جاء عيينة بن حصن إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعنده عائشة ، فقال : من هذه ، وذلك قبل أن ينزل الحجاب ، فقال : «هذه عائشة» ، فقال : ألا أنزل لك عن أمّ البنين! فغضبت عائشة ، وقالت : من هذا؟ فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هذا الأحمق المطاع» ـ يعني في قومه. رواه سعيد بن منصور ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش عنه ، مرسلا ، ورجاله ثقات.

وأخرجه الطّبرانيّ موصولا من وجه آخر ، عن جرير ـ أن عيينة(١) بن حصن دخل على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال ـ وعنده عائشة : من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال : «عائشة». قال : أفلا أنزل لك عن خير منها ـ يعني امرأته؟ فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اخرج فاستأذن». فقال : إنها يمين عليّ ألّا أستأذن على مضري. فقالت عائشة : من هذا؟ فذكره.

ومن طريق أبي بكر بن عيّاش ، عن الأعمش ، عن أبي وائل : سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله بن مسعود : أنا ابن الأشياخ الشّمّ. فقال له عبد الله : ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

وأخرج ابن السّكن في ترجمته ، من طريق عبد الله بن المبارك ، عن سعيد بن يزيد ، عن الحارث بن يزيد ، عن عيينة بن حصن ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ موسىعليه‌السلام آجر نفسه بعفّة فرجه وشبع بطنه ...»(٢) الحديث. وأخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من هذا الوجه.

__________________

(١) في أ : جرير بن عيينة.

(٢) أخرجه ابن ماجة في السنن ٢ / ٨١٧ ، كتاب الرهون باب ١٥ حديث رقم ٢٤٤٤ ، قال البوصيري في مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجة ٢ / ٨١٧ إسناده ضعيف لأن فيه بقية وهو مدلس وليس لبقية هذا عند ابن ماجة سوى هذا الحديث وليس له شيء من بقية الكتب الخمسة. والطبراني في الكبير ١٧ / ١٣٥ ، والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٩٢٠١.

٦٣٩

وذكر أبو حاتم السّجستانيّ في كتاب «الوصايا» أنّ حصن بن حذيفة أوصى ولده عند موته ، وكانوا عشرة ، قال : وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه ، فاشتدّ مرضه ، فقال لهم : الموت أروح مما أنا فيه ، فأيّكم يطيعني؟ قالوا : كلنا ، فبدأ بالأكبر ، فقال : خذ سيفي هذا فضعه على صدري ، ثم اتكئ عليه حتى يخرج من ظهري ، فقال : يا أبتاه ، هل يقتل الرجل أباه! فعرض ذلك عليهم واحدا وأحدا ، فأبوا إلا عيينة ، فقال له : يا أبت ، أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى ، ولك فيه مني طاعة؟ قال : بلى ، قال : فمرني كيف أصنع؟ قال : ألق السيف يا بني ، فإنّي أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم لي في حياتي ، فهو أطوع لي بعد موتي ، فاذهب ، أنت سيد ولدي من بعدي ، ولك رياستي ، فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك ، فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه ، وقتل كرزا.

وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات.

وفي صحيح البخاريّ أن عيينة قال لابن أخيه الحرّ(١) بن قيس : استأذن لي على عمر ، فدخل عليه فقال : ما تعطي الجزل ، ولا تقسم بالعدل. فغضب ، وقاله له الحر(٢) بن قيس : إن الله يقول :( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) [الأعراف ١٩٩] ، فتركه بهذا الحديث أو نحوه.

وذكر ابن عبد البر أن عثمان تزوّج بنته فدخل عليه عيينة يوما فأغلظ له ، فقال له عثمان : لو كان عمر ما أقدمت عليه.

وقال البخاريّ في «التّاريخ الصّغير» : حدثنا محمد بن العلاء. وقال المحامليّ في أماليه : حدثنا هارون بن عبد الله ، واللفظ له ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن حميد(٣) المحاربي ، حدثنا حجاج بن دينار ، عن أبي عثمان ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة بن عمرو ، قال : جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن إلى أبي بكر الصديقرضي‌الله‌عنه ، فقال : يا خليفة رسول الله ، إنّ عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة ، فإن رأيت أن تقطعناها؟ فأجابهما ، وكتب لهما ، وأشهد القوم وعمر ليس فيهم ، فانطلقا إلى عمر ليشهداه فيه ، فتناول الكتاب وتفل فيه ومحاه ، فتذمّرا له وقالا له مقالة سيئة ، فقال : إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتألّفكما ، والإسلام يومئذ قليل ، إن الله قد أعزّ الإسلام ، اذهبا فاجهدا عليّ جهدكما ، لا رعى الله عليكما إن رعيتما ، فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران ، فقالا : ما ندري والله ، أنت الخليفة أو عمر؟ فقال : بل هو لو كان شاء ، فجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على أبي

__________________

(١) في أ : الحارث.

(٢) في أ : الحارث.

(٣) في أ : محمد.

٦٤٠