الإصابة في تمييز الصحابة الجزء ٥

الإصابة في تمييز الصحابة0%

الإصابة في تمييز الصحابة مؤلف:
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 721

الإصابة في تمييز الصحابة

مؤلف: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المحقق: عادل أحمد عبد الموجود و علي محمّد معوّض
الناشر: دار الكتب العلميّة
تصنيف:

الصفحات: 721
المشاهدات: 249500
تحميل: 1701


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 721 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 249500 / تحميل: 1701
الحجم الحجم الحجم
الإصابة في تمييز الصحابة

الإصابة في تمييز الصحابة الجزء 5

مؤلف:
الناشر: دار الكتب العلميّة
العربية

فتحون بأنه صحفه ، وأن كل من ألف في الصحابة قالوا فيه ابن أبي السائب ، قال : ولا أعلم لقوله : ويقال الثقفي ـ سلفا.

وحديثه عند البغوي ، وابن السّكن وغيرهما وأشار إليه البخاري ، وهو عند العقيلي في ترجمة الحارث والد عبد الرحمن ، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ، عن أبيه ، عن كردم بن أبي السائب الأنصاري ، قال : خرجت مع أبي إلى المدينة ، وذلك أول ما ذكر ، قال : فآوانا المبيت إلى صاحب غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من الغنم فوثب الراعي ، فقال : يا عامر الوادي ، جارك ، فنادى مناد يا سرحان ، أرسله ، فإذا الحمل يشتد حتى دخل الغنم ولم تصبه كدمة ، فأنزل اللهعزوجل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً ) [الجنّ : ٦].

وأخرجه ابن مردويه في التفسير من هذا الوجه ، وأحسن (١) وله شاهدا من حديث معاوية بن قرّة ، عن أبيه.

وأخرج عقبة ، من طريق الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : كانوا في الجاهلية إذا مرّوا بالوادي قالوا : نعوذ بعزيز هذا الوادي [....] عن ابن عباس ما يخالفه.

ومن حديث معاوية بن قرّة عن أبيه. ذهبت لأسلم حين بعث الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاهدا لحديث كردم ، وفي آخره : فحدثت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له الشيطان.

٧٤٠٥ ـ كردم بن سفيان : بن أبان بن يسار (٢) بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي.

تقدم ذكره في ترجمة طارق بن المرقع وقال البخاري ، وابن السكن ، وابن حبان : له صحبة.

وأخرج أحمد من طريق ميمونة بنت كردم ، عن أبيها ـ أنه سأل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن نذر نذره في الجاهلية ، فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ألوثن أو لنصب» قال : لا ، ولكن لله. قال : «أوف بنذرك».

وأخرجه ابن أبي شيبة من هذا الوجه ، فقال ـ عن ميمونة : إنّ أباها لقي رسول الله

__________________

(١) في أ : وأحسن وله.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٤١) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٧) ، الثقات ٣ / ٣٥٥ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٨ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧١ ـ العقد الثمين ٧ / ٩٣ ، الطبقات ٥٤ ، ٢٨٥ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٧ ، بقي بن مخلد ٤١٩ ، ذيل الكاشف ١٢٨٧.

٤٤١

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهي رديفة له ، فقال : إني نذرت فذكر الحديث.

وأخرجه أحمد والبغويّ مطوّلا ، ولفظه. قال إني كنت نذرت في الجاهلية أن أذبح على بوانة عدة من الغنم ، فذكر القصة ، وزاد : قال كردم قال لي طارق : من يعطيني رمحا بثوابه فذكر الحديث بتمامه.

وسأذكره في ترجمة ميمونة بنت كردم.

٧٤٠٦ ـ كردم بن قيس : بن أبي السائب بن عمران بن ثعلبة الخشنيّ (١).

ذكره أبو عليّ بن السّكن ، وفرّق بينه وبين كردم بن سفيان الثقفي ، وكذا فرّق بينهما أبو حاتم الرازيّ ، والطبراني ، وأخرجوا من طريق جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري ، عن إبراهيم بن عمرو : سمعت كردم بن قيس يقول : خرجت أنا وابن عم لي يقال له أبو ثعلبة في يوم حارّ وعليّ حذاء ولا حذاء عليه ، فقال : أعطني نعليك ، فقلت : لا ، إلا أنّ تزوّجني ابنتك فقال : أعطني ، فقد زوّجتكها. فلما انصرفنا بعث إليّ بنعلي ، وقال : لا زوجة لك عندنا ، فذكرت ذلك للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : دعها ، فلا خير لك فيها فقلت : نذرت لأنحرن ذودا (٢) بمكان كذا وكذا فقال : أهل فيه عيد (٣) من أعياد الجاهلية أو قطيعة رحم ، أو ما لا يملك؟ فقلت : لا فقال (٤) : ف بنذرك ، ثم قال : لا نذر في قطيعة رحم ولا فيما لا يملك. الحديث.

وسند هذا الحديث ضعيف ، لأنه من رواية إسماعيل بن عياش ، عن عبد العزيز بن عبيد الله. قال ابن مندة : أراهما واحدا ، يعني ابن سفيان وابن قيس ، لأن حديثهما بلفظ واحد ، كذا قال والمغايرة أوضح ، لأن القصة هنا مع طارق ، وفي ذلك مع أبي ثعلبة ، وهذا في طلب رمح ، وذاك في طلب نعل ، وهذا علّق على ابنة لم توجد إذا وجدت ، وذاك وعده بابنة موجودة.

وأنكر ابن الأثير على ابن مندة (٥) نسبه خشنيّا مع تجويزه أنه الثقفي ، قال (٦) فكيف يجتمعان؟ وهو متجه ، قال : ولو جعلهما ثقفيين لكان متّجها على تقدير اتحاد القصتين.

والصواب المغايرة نسبة وقصة ، وقد قوّى ابن السكن المغايرة لاختلاف النسبين ،

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٤٣) ، الاستيعاب ت (٢٢٠٩).

(٢) الذّود : القطيع من الإبل بين الثلاث إلى العشر. المعجم الوسيط ١ / ٣١٧.

(٣) في أ : من.

(٤) في أ : لا يقال فقال.

(٥) في أ : في كونه لسنه.

(٦) في أ : قلت.

الإصابة/ج٥/م٢٨

٤٤٢

والسببين ، (ولكن استبعاد) (١)اجتماع الثقفي والخشنيّ غير مستبعد ، لاحتمال أن يكون أحدهما بالإضافة (٢)والآخر بالحلف.

٧٤٠٧ ز ـ كردمة : قال البغوي : له صحبة.

٧٤٠٨ ـ كردوس (٣): غير منسوب.

ذكره الحسن بن سفيان ، وعبدان (٤) المروزي ، وابن شاهين ، وعلي بن سعيد وغيرهم في الصحابة ، وأخرجوا من طريق مروان بن سالم ، عن ابن كردوس ، عن أبيه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من أحيا ليلتي العيد وليلة النّصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (٥)».

ومروان هذا متروك متهم بالكذب.

٧٤٠٩ ـ كرز بن جابر : بن حسل بن الأجبّ (٦) بن حبيب بن عمرو بن شيبان (٧) بن محارب بن فهر القرشي الفهري (٨).

كان من رؤساء المشركين قبل أن يسلم ، وأغار على سرح المدينة مرة ، فخرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في طلبه حتى بلغ سفوان ، وفاته كرز. وهذه هي غزوة بدر الأولى ، ثم أسلم.

وأخرج الطّبرانيّ من طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : لما عدا العرنيون على غلام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطردوا الإبل بعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في آثارهم خيلا من المسلمين أميرهم كرز بن جابر الفهري الحديث. وموسى ضعيف ، ولكن تابعه يزيد بن رومان.

قال الواقديّ : حدثنا خارجة بن عبد الله ، عن يزيد بن رومان. قال : قدم نفر من عرينة

__________________

(١) في أ : لو استعاد.

(٢) في أ : بالأصالة.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٤٦).

(٤) في أ : عبد بن.

(٥) أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢ / ٧٢ ، والحسيني في إتحاف السادة المتقين ٣ / ٤١٠.

(٦) في أ : الأجت.

(٧) في أ : سفيان.

(٨) أسد الغابة ت (٤٤٤٩) ، الاستيعاب ت (٢٢١١).

٤٤٣

ثمانية فأسلموا فاستوبئوا المدينة الحديث.

وفيه : حتى إذا صحّوا وسمنوا عدوا على اللقاح فاستاقوها ، فأدركهم يسار مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقاتلهم فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشّوك في لسانه وعينيه ، فمات ، فبلغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبعث في آثارهم عشرين فارسا ، واستعمل عليهم كرز بن جابر فغدوا فإذا بامرأة تحمل كتف بعير ، فقالت : مررت بقوم قد نحروا بعيرا فأعطوني هذا ، وهم بتلك المفازة فساروا ، فوجدوهم فأسروهم الحديث.

وذكره موسى بن عقبة في المغازي ، عن ابن شهاب ، وأبو الأسود عن عروة ، ومحمد بن إسحاق وغيرهم فيمن استشهد يوم الفتح مع من كان مع خالد بن الوليد هو وحبيش بن خالد.

قال ابن إسحاق : شذّا عن العسكري وسلكا طريقا أخرى فقتلا : وكذا وقع عند البخاري من رواية هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : وأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خالد بن الوليد أن يدخل من أعلى مكة ، فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان ، وهما حبيش بن الأشعر الخزاعي ، وكرز بن جابر الفهري.

٧٤١٠ ز ـ كرز بن حبيش : في كرز بن علقمة.

٧٤١١ ـ كرز بن زهدم (١)الأنصاري.

ذكره الحافظ رشيد الدّين بن العطّار في «حاشية المبهمات» للخطيب فيما قرأت بخطه ، وقال : هو الّذي كان يصلّي بقومه ، ويقرأ قل هو الله أحد الحديث. وفيه قوله : إنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها.

وذكر أنه نقل ذلك من صفة التصوف لابن طاهر ، ذكره عن عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة ، عن أبيه.

وقرأت بخط شيخنا الشيخ سراج الدين البلقيني أن اسم هذا كلثوم بن زهدم ، وقال : ووهم من قال إنه كلثوم بن الهدم الّذي ولده (٢) بكسر الهاء وسكون الدال بعدها ميم ، فإنه مات قديما قبل هذه القصة ، فكأنه اعتمد على ما كتبه الرشيد العطار.

٧٤١٢ ـ كرز بن علقمة : بن هلال بن جريبة (٣) ، بجيم وراء ومثناة تحتية وموحدة

__________________

(١) في أ : زغدم.

(٢) في أ : والده.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٥٠) ، الاستيعاب ت (٢٢١٢) ، الثقات ٣ / ٣٥٥ ، الطبقات الكبرى ١ / ٣٥٧ ، تجريد

٤٤٤

(مصغرا ، ابن) (١) عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول الخزاعي.

ويقال : كرز بن حبيش ، حكاه ابن السكن تبعا للبخاريّ ، وقال : له صحبة.

قال ابن السّكن : أسلم يوم الفتح ، وعمّر طويلا ، وعمي في آخر عمره ، وكان ممّن جدّد أنصاب الحرم في زمن معاوية.

وقال البغويّ : حدثني عمي عن أبي عبيدة ، قال : كرز بن علقمة خزاعيّ من بني عبد نهم ، هو الّذي قفا أثر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر حين دخلا الغار ، وهو الّذي أعاد معالم الحرم في زمن معاوية ، فهي إلى اليوم.

وذكر ابن الكلبيّ هذه القصة ، فقال : عمي على الناس بعض أعلام الحرم ، وكتب مروان إلى معاوية بذلك ، فكتب إليه إن كان كرز حيّا فسله أن يقيمك على معالم الحرم ، ففعل ، قال : وهو الّذي وضع للناس معالم الحرم في زمن معاوية ، وهي هذه المنار التي بمكة إلى اليوم.

وقال البغويّ : سكن المدينة وقال ابن شاهين : كان ينزل عسقلان (٢) وذكر أبو سعد في شرف المصطفى أن المشركين كانوا استأجروه لما خرج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣) مهاجرا ، فقفى أثره حتى انتهى إلى غار ثور ، فرأى نسج العنكبوت على باب الغار فقال : إلى هاهنا انتهى أثره ، ثم لا أدري أخذ يمينا أو شمالا أو صعد الجبل ، وهو الّذي قال حين نظر إلى أثر قدم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هذا القدم من تلك القدم التي في المقام.

وقال الأوزاعيّ عن عبد الواحد بن قيس ، عن عروة بن الزبير ، قال حدثنا كرز بن علقمة الخزاعي ، قال : أتى أعرابيّ إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : يا رسول الله ، هل للإسلام من منتهى؟ قال : «نعم ، فمن أراد الله به خيرا من عرب أو عجم أدخله عليه ، ثمّ تقع فتن كالظّلل يضرب بعضكم رقاب بعض ، فأفضل النّاس يومئذ معتزل في شعب من الشّعاب يعبد ربّه ، ويدع النّاس من شرّه».

__________________

أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، الأنساب ٣ / ٢٦١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٧٠ ، المصباح المضيء ٢ / ٢٣٩ ، ٢٤٠ ، تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٢ ، العقد الثمين ٧ / ٩٥ ، الطبقات [١٠٧] ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٢ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣٨ ، تعجيل المنفعة ٣٥١ ، الإكمال ٣ / ١٨٠ ، ٢٨٦ ، الأعلمي ٢٤ / ٢٦٧ ، ذيل الكاشف ١٢٨٩.

(١) في أ : مصغران إن.

(٢) في أ : عسفان.

(٣) في أ : سلم إلى المدينة مهاجرا.

٤٤٥

أخرجه أحمد ، وأخرجه عاليا عن سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، وصححه ابن حبّان من هذا الوجه. وفي رواية لأحمد من هذا الوجه.

[كرز بن حبيش. وأخرجه الحاكم من هذا الوجه (١)] من طريق سفيان ، وأخرج ابن عدي من طريق الأوزاعي بهذا الإسناد حديثا غريب المتن.

٧٤١٣ ز ـ كرز : ويقال كوز ، بن علقمة البكري النجراني.

وكان في وفد نجران ، ذكره ابن إسحاق في المنازي ، قال : حدثني بريدة بن سفيان ، عن ابن السلماني ، عن كرز بن علقمة ، قال : قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد نصارى نجران ، سبعون راكبا ، منهم أربعة وعشرون رجلا من أشرافهم ومتولّي أمرهم ، منهم ثلاثة نفر ، العاقب أميرهم وذو رأيهم : واسمه عبد المسيح ، والسيد ثمالهم وصاحب رحلهم ومجتمعهم واسمه الأيهم ، وأبو حارثة بن علقمة أحد بني بكر بن وائل صاحب مدارسهم (٢) وكان أبو حارثة قد شرف فيهم ، وكانت ملوك الروم قد شرفوه وموّلوه وبنوا له الكنائس لما بلغهم من علمه واجتهاده في دينهم ، فلما وجهوا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من نجران جلس أبو حارثة على بغلة له وإلى جنبه أخ له يقال له كرز بن علقمة يسايره إذ عثرت بغلة أبي حارثة ، فقال كرز : تعس الأبعد ـ يريد محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال له أبو حارثة : بل أنت تعست! فقال له : ولم يا أخي؟ قال : إنه والله النبي الّذي كنا ننتظر (٣). فقال له كرز : فما يمنعك وأنت تعلم هذا أن تتبعه؟ قال : ما صنع بنا هؤلاء القوم ، شرّفونا ومولونا وأكرمونا ، وقد أبوا إلا مفارقته ، فلو تبعته لانتزعوا منّا كلّ ما ترى ، فأصرّ عليها أخوه كرز بن علقمة حتى أسلم بعد ذلك. هكذا وقع عند ابن إسحاق كرز بالراء ، أوردها ابن مندة في ترجمة كرز بن علقمة الخزاعي (٤) وخالفه الخطيب ، وابن ماكولا (٥) ، لأن صاحب القصة بكري من بني بكر بن وائل كما في سياق ابن إسحاق ، وصوّبا أنه (٦) كوز ، بواو بدل الراء ، وقد وقع في طبقات ابن سعد كرز بالراء كما عند ابن إسحاق ، فذكر عن علي بن محمد القرشي وهو النوفلي ، قال : كتب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) سقط في أ.

(٢) المدارس : صاحب دراسة كتبهم ، والمدارس البيت الّذي يدرسون فيه. اللسان ٢ / ١٣٦٠.

(٣) في أ : ننتظره.

(٤) في أ : خالف.

(٥) في الإكمال ، والتبصير : واختلف في كوز بن علقمة ، ففي رواية ابن إسحاق هكذا ، والأكثر بالراء بدل الواو.

(٦) في أ : بأنه.

٤٤٦

وسلم إلى أهل نجران ، فخرج إليه وفدهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم نصارى ، فيهم العاقب رجل من كندة ، وأبو الحارث بن علقمة بن ربيعة وأخوه كرز ، والسيد ، وأوس ابنا الحارث. فذكر القصة ، وفيها فتقدمهم كرز أخو أبي الحارث بن علقمة وهو يقول :

إليك تعدو قلقا وضينها (١)

معترضا في بطنها جنينها

مخالفا دين النّصارى دينها

[الرجز] فقدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قدم الوفد بعده ، وخلط ابن الأثير تبعا لغيره الخزاعي والنجراني ، والصواب التفرقة. والله أعلم.

٧٤١٤ ـ كرز التميمي (٢):

ذكره أبو حاتم الرّازي والبغويّ ومطيّن في الصحابة ، وأخرج ابن شاهين ، وابن مندة ، من طريق يحيى بن معين : حدثنا ابن مهدي ، عن نافع عن (٣) ابن عمر. حدثني رجل من ولد بديل بن ورقاء ، عن بنت كرز التميمي ، عن أبيها ، قال : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو فوق هذا الجبل قائما عند الصخرة يصلّي بأصحابه ، وخلفه صفّان قد (سدّا) (٤) ما بين الجبلين ، زاد مطيّن يوم الحديبيّة.

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني من هذا الوجه.

وقال العجليّ في «الثقات» : كرز التميمي تابعي ثقة ، وكأنه (٥) غير الّذي روى عن عليّ وحديثه في مسند علي للنسائي ، وهو آخر ، لكن وقع في رواية النسائي التيمي ، بميم واحدة.

وذكره ابن أبي حاتم مختصرا ، فقال : كرز ، قال : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم روى عبد الله بن بديل عن بنت كرز ، عن أبيها.

٧٤١٥ ـ كركرة : (٦)، مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كان نوبيّا أهداه له هوذة بن علي الحنفي اليمامي فأعتقه.

__________________

(١) الوضين : بطان عريض منسوج من سيور أو شعر. اللسان ٦ / ٤٨٦٢.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٤٨) ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٢ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٣٧٠.

(٣) سقط في أ.

(٤) في أ : سدوا.

(٥) في أ : عنى.

(٦) أسد الغابة ت (٤٤٥٣).

٤٤٧

ذكر ذلك أبو سعيد النّيسابوريّ في «شرف المصطفى». وقال ابن مندة : له صحبة ، ولا تعرف له رواية وقال الواقديّ : كان يمسك دابة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند القتال يوم خيبر ، وقال البلاذريّ : يقال إنه مات على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مملوك.

وأخرج البخاريّ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : كان على ثقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل يقال له كركرة فمات ، فذكر الحديث في الترهيب من الغلول.

وحكى البخاري الخلاف في كافة هل هي بالفتح أو الكسر ، ونقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين وبكسرهما ، ومقتضاه أن فيه أربع لغات ، وقال النّوويّ : إنما الخلاف في الكاف الأولى ، وأما الثانية فمكسورة جزما.

٧٤١٦ ـ كريب بن أبرهة (١): يأتي في القسم الثالث.

٧٤١٧ ـ كريز بن سامة (٢): قال أبو نعيم (٣) بالتصغير أكثر ، وقال أبو نعيم هو من بني عامر بن لؤيّ.

قال ابن السّكن : له صحبة ، وأخرج من طريق الرحال بن المنذر العامري ، حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن كريز بن سامة ، وكان قد وفد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ النابغة الجعديّ قال :

أتينا رسول الله إذ قام بالهدى

[الطويل]

الأبيات.

فقال له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «لا يفضض الله فاك». قال : فأتت عليه عشرون ومائة سنة كلما سقطت له سنّ نبتت له أخرى.

وأخرج أبو نعيم من هذا الوجه حديث أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقد راية

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٥٤) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٤) ، الثقات ٣ / ٣٥٧ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٢٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٨ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٣ ، خلاصة تذهيب ٢ / ١٧٠ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٣١.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٥٦) ، الاستيعاب ت (٢٢٥٥) ، الإكمال ٧ / ١٦٧.

(٣) في أ : عمر.

٤٤٨

حمراء لبني سليم ، ومن هذا الوجه قيل للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العن بني عامر ، فقال : «إنّي لم أبعث لعانا». قال : «اللهمّ اهد بني عامر».

والرحال ـ بمهملتين ـ لا يعرف حاله ولا حال أبيه ولا جده.

وحكى ابن الأثير أنه وقع عند ابن مندة (كثير بن سلمة) (١).

قلت : والّذي وقفت عليه فيه ابن سامة إلا ما ذكر أبو عمر أنه أسامة بزيادة ألف.

٧٤١٨ ـ كريم بن الحارث [بن عمرو] (٢) السهمي (٣).

ذكره ابن مندة : وقال : ذكره البخاريّ في الصحابة ، وأورد له البغويّ وابن قانع الحديث الّذي رواه حفيده يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث ، عن أبيه ـ أنّ جده حدثه ، (فكأنه) (٤) توهم أن الضمير ليحيى ، وليس كذلك ، بل هو لزرارة ، فقد أخرجه النسائي بلفظ. سمعت أبي يذكر أنه سمع جده.

(وفي) (٥) الطبراني ، عن يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث ، حدثني أبي عن جده ، وعند أبي داود : عن زرارة بن كريم عن جده الحارث بن عمرو ، وهذا أبين في المراد.

ووقع عند البزار من طريق أبي عاصم : حدثني يحيى بن زرارة بن كريم بن الحارث ـ رجل من بني سهم ، حدثني أبي وجدّي ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : استغفر لي ، فقال : «غفر الله (لكم)» (٦). الحديث في الفرع (٧) والعتيرة (٨) ، وهذا نظير رواية البغوي.

__________________

(١) في أ : كرز بن مسلمة ، وفي الاستيعاب كريز بن سلمة ويقال ابن أسامة العامري وقال أيضا : كريز ، ويقال كرز.

(٢) سقط من أ.

(٣) أسد الغابة ت (٤٤٥٨).

(٤) في أ : وظاهره كأنه.

(٥) في أ : وروى.

(٦) في أ : لك.

(٧) الفرع : أول ما تلده الناقة كانوا يذبحونه لآلهتهم فنهى المسلمون عنه ، وقيل : كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكرا فنحره لصنمه وهو الفرع وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإسلام ثم نسخ. النهاية ٣ / ٤٣٥.

(٨) في النهاية : قال الخطابي : العتيرة تفسيرها في الحديث أنها شاة تذبح في رجب ، وهذا هو الّذي يشبه معنى الحديث ويليق بحكم الدين ، وأما العتيرة التي كانت تعترها الجاهلية فهي الذبيحة التي كانت تذبح للأصنام فيصب دمها على رأسها. ٣ / ١٧٨.

٤٤٩

والصواب أنّ الحديث للحارث بن عمرو ، ولو لا النقل عن البخاري أن لكريم صحبة لأوردته في القسم الأخير ، فليس البخاري ممن يطلق الكلام بغير تأمّل وقد تقدم في الحارث بن عمرو من رواية زيد بن الحباب ما يقتضي أن الحديث لعمرو والد الحارث.

الكاف بعدها السين

٧٤١٩ ـ كسد (١): الجهنيّ (٢).

ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة ، واستدركه ابن فتحون عنه من طريق واقد بن عبد الله الجهنيّ ، عن عمه ، عن جده كسد بن مالك ، قال : نزل طلحة ومعبد (٣) بن زيد حين بعثهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرقبان عير أبي سفيان على كسد بن مالك ، فلما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتبع خطها لكسد ، فقال : يا رسول الله ، إني كبير ، ولكن أقطعها لابن أخي ، فأقطعه إياها ، فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة بثلاثين ألفا (٤) ولّاها ولد علي بن أبي طالب.

قال ابن فتحون : اختصرته من حديث طويل ، وذكره ابن مندة ، فقال : روى حديثه الواقدي عن عبد العزيز بن عمران عن واقد إن كان محفوظا ، وتبعه أبو نعيم.

قلت : رواية عمر بن شبّة له من غير طريق الواقدي.

الكاف بعدها العين

٧٤٢٠ ز ـ كعب بن ثعلبة (٥): من جهينة ، حليف بني ظفر.

هو الّذي بعده ، نسب لجده ، وفي رواية يحيى بن سعيد الأموي عن ابن إسحاق. ذكره البغويّ.

٧٤٢١ ـ كعب بن حمّان (٦): بن ثعلبة بن خرشة ، وقيل ابن ثعلبة بن عثمان حليف بني ساعدة الجهنيّ (٧) ، ويقال : الغساني.

__________________

(١) في أسد الغابة : كشذ ، وفي المغازي كشد.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٥٩).

(٣) في أ : وسعيد.

(٤) في أ : ألفا ثم ولاها.

(٥) الثقات ٣ / ٣٥٣ ـ تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣٠ ، أصحاب بدر ١٧٨ ، الاستبصار ١٠٠ ، ١٠٧ ، الأنساب ٣ / (؟) ، المشتبه ١٧٠.

(٦) في أ : حماد ، وفي الطبقات حمان بن مالك بن ثعلبة.

(٧) أسد الغابة ت (٤٤٦١) ، الاستيعاب ت (٢٢١٥).

٤٥٠

ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا من بني ساعدة حليف لهم من غسان ، وكذا صنع ابن إسحاق ، لكن قال : حليف لهم من جهينة ، ووافقه ابن الكلبيّ.

وأبوه ضبطه ابن حبيب عن ابن الكلبي بحاء مهملة مكسورة وتشديد الميم وآخره نون.

وضبطه الدّار الدّارقطنيّ وابن ماكولا (١) وأبو عمر بفتح الجيم وآخره زاي منقوطة ، ورأيته في نسخة قديمة من معجم البغوي بتحتانية بدل الميم وبراء غير منقوطة. وقيل هو تصحيف. ووقع في نسخة من المغازي رواية الأموي حليف بني طريف هو ابن الخزرج بن ساعدة.

٧٤٢٢ ـ كعب بن حيان القرظي : يأتي في ابن سليم ، نسب لجده.

٧٤٢٣ ـ كعب بن الخدارية الكلابي (٢): من بني بكر بن كلاب.

صحابي له ذكر في حديث أبي رزين العقيلي الطويل ، فقد وقع في أثنائه ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ها إن ذين. ها إن ذين ـ يعني أبا رزين ورفيقه ـ ابن نفر حدثت أنهم من أتقى الناس لله في الدنيا والآخرة فقال له كعب بن الخدارية ، بضم المعجمة وتخفيف الدال ، أحد بني بكر بن كلاب : من (٣) هم يا رسول الله؟ قال : بنو المنتفق ، قالها ثلاثا.

وسند الحديث حسن كما سأبينه في حرف اللام في ترجمة لقيط بن عامر إن شاء الله تعالى.

وأخرجه ابن أبي خيثمة وغيره من رواية دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق عن جده ، عن عمه لقيط بن عامر ـ أنه خرج وافدا إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه صاحب له يقال له نهيك بن عاصم ، فذكر الحديث بطوله.

٧٤٢٤ ـ كعب بن جمّاز : أو ابن حمار (٤) تقدم.

٧٤٢٥ ـ كعب بن الخزرج الأنصاري : من بني الحارث بن الخزرج (٥).

قال ابن مندة : ذكره البخاريّ في الصحابة ، وقال في التاريخ في ترجمة محمد بن

__________________

(١) في الإكمال ، وقال : قاله الطبري ، وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة. كعب بن حمان. قال الدار الدّارقطنيّ :وجدته مضبوطا بالحاء والنون ـ حمان ـ يعني بخط الحلواني عن السكري عن ابن حبيب عنه.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٢) ، الاستيعاب ت (٢٢١٦).

(٣) في الاستيعاب : لمن تفر لعمر الملك إن حدثت أنهم.

(٤) في أ : كعب بن حمار أو ابن حبان.

(٥) أسد الغابة ت (٤٤٦٣).

٤٥١

ميمون بن كعب بن الخزرج : (حدثنا محمد) (١) بن عبد الرحمن الأنصاري ، حدثنا محمد بن ميمون ، عن أبيه ، عن جده ، قال : صحبني الحكم بن أبي الحكم في غزوة تبوك ، وكان نعم الصاحب.

قال أبو حاتم ، محمد بن ميمون ، مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات.

٧٤٢٦ ـ كعب بن زهير : بن أبي سلمى (٢) ، بضم أوله ، واسمه ربيعة بن رياح ، بكسرة ثم تحتانية ، ابن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني الشاعر المشهور.

صحابي معروف قال ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني : حدثنا يحيى بن عمر [بن] (٣) جريج ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا الحجاج بن ذي الرّقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير ، عن أبيه ، عن جده ، قال : خرج كعب وبجير حتى أتيا أبرق (٤) ، فقال بجير لكعب : اثبت في غنمنا هنا حتى آتي هذا الرجل ، فأسمع ما يقول ، فجاء بجير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم ، فبلغ ذلك كعبا فقال :

ألا أبلغا عنّي بجيرا رسالة

على أيّ شيء ويب (٥)غيرك دلّكا

على خلق لم تلف أمّا ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

سقاك أبو بكر بكأس رويّة

فأنهلك المأمور منها وعلّكا (٦)

[الطويل] فبلغت أبياته رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : «من لقي كعبا فليقتله» ، وأهدر دمه ، وكتب بذلك بجير إليه ، ويقول له : النجاء. ثم كتب (٧) إليه إنه لا يأتيه أحد مسلما إلا قبل منه ، وأسقط ما كان قبل ذلك ، فأسلم كعب ، وقدم حتى أناخ بباب المسجد ، قال : فعرفت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصفة فتخطيت حتى جلست إليه

__________________

(١) في أ : حديث الحمد.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٤) ، الاستيعاب ت (٢٢١٧).

(٣) سقط في أ.

(٤) في أسد الغابة : حتى أتيا أبرق العزاف.

(٥) في أ : دين.

(٦) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (٢٢١٧) ، أسد الغابة ترجمة رقم (٤٤٦٤) ، والأبيات في ديوانه ص ٣ ، ٤ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ٥٠٢ ، مع خلاف يسير.

(٧) في أ : كتب إليه إنه.

٤٥٢

فأسلمت ، ثم قلت : الأمان يا رسول الله ، أنا كعب بن زهير قال : «أنت الّذي تقول»؟ والتفت إلى أبي بكر. فقال : كيف؟ قال : فذكر الأبيات الثلاثة ، فلما قال فأنهلك المأمور فقلت : يا رسول الله ، ما هكذا قلت ، وإنما قلت المأمون قال : «مأمون والله» وأنشده القصيدة التي أولها : بانت سعاد ، وساق القصيدة.

ووقعت لنا بعلو في جزء إبراهيم بن ديزيل الكبير ، وأخرج ابن قانع من طريق الزّبير بن بكّار ، عن بعض أهل المدينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : لما انتهى إلى كعب بن زهير قتل ابن خطل ، وكان بلغه أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوعده بما أوعد به خطل قيل لكعب : إن لم تدارك نفسك قتلت ، فقدم المدينة ، فسأل عن أرق أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدلّ على أبي بكر ، فأخبره خبره ، فمشى أبو بكر وكعب على أثره ، وقد التثم حتى صار بين يدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : رجل يبايعك ، فمدّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يده ، فمدّ كعب يده فبايعه ، وأسفر عن وجهه ، فأنشده قصيدته التي يقول فيهأ :

نبّئت أنّ رسول الله أوعدني

والعفو عند رسول الله مأمول

[البسيط]

وفيها (١) :

إنّ الرّسول لنور يستضاء به

مهنّد من سيوف الله مسلول (٢)

[البسيط] فكساه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بردة له ، فاشتراها معاوية من ولده ، فهي التي يلبسها الخلفاء في الأعياد.

وقال ابن أبي الدّنيا : حدثنا أحمد بن المقدام ، حدثنا عمر بن علي ، حدثنا زكريا ـ هو ابن أبي زائدة ، عن الشعبي ، قال : أنشد النابغة الذبيانيّ النعمان بن المنذر :

تراك الأرض (٣)إمّا متّ خفّا

وتحيا ما حييت بها (٤)ثقيلا (٥)

[الوافر]

__________________

(١) في أ : ومنها.

(٢) ينظر البيتان في أسد الغابة ت (٤٤٦٤) ، الاستيعاب ت (٢٢١٧) ، وديوانه ص ٦٥ ، وسيرة ابن هشام : ٢ / ٥٠٣ ، ٥١٣ ، ورواية الشعر والشعراء «نبئت» وفي عجزه مبذول مكان مأمول.

(٣) في أ : الأرض إذا.

(٤) في أ : مكيلا.

(٥) البيت للنابغة الذبيانيّ كما في ديوانه ص ٧١ وبعده.

٤٥٣

فقال له النعمان : هذا البيت إن لم تأت بعده ببيت يوضّح معناه ، وإلا كان إلى الهجاء أقرب ، فتعسّر على النابغة النظم ، فقال له النعمان : قد أجلّتك ثلاثا ، فإن قلت فلك مائة من الإبل العصافير ، وإلا فضربة بالسيف بالغة ما بلغت ، فخرج النابغة وهو وجل ، فلقي زهير بن أبي سلمى فذكر له ذلك ، فقال : اخرج بنا إلى البرية ، فتبعهما كعب فردّه زهير ، فقال له النّابغة : دع ابن أخي يخرج معنا وأردفه ، فلم يحضرهما شيء ، فقال كعب للنابغة : يا عم ، ما يمنعك أن تقول :

وذلك إن فللت الغيّ عنها

فتمنع جانبيها أن تميلا

[الوافر]

فأعجب النابغة ، وغدا على النعمان فأنشده فأعطاه المائة فوهبها لكعب بن زهير فأبى أن يقبلها.

وذكرها ابن دريد في «أماليه» على غير هذا الوجه ، قال : أنبأنا (١) السكن بن سعيد ، حدثنا محمد بن عباد ، حدثنا ابن الكلبيّ ، قال : زار (٢) النابغة زهيرا ، فنحر له وأكرمه ، وجاء بشراب فجلسا ، فعرض لهما شعره ، فقال النابغة البيت الأول ، وقال بعده :

نزلت بمستقرّ العزّ منها

[الوافر]

ثم وقف ، فقال لزهير : أجزه ، فهمهم ولم يحضره شيء ، وكان (٣) حينئذ يلعب بالتراب مع الصبيان ، فأقبل فرأى كلّا منهما ذقنه على صدره ، ففكر فقال : يا أبت ، ما لي أراك قد اغتممت؟ فقال : تنحّ ، لا أم لك! فدعاه النابغة فوضعه على فخذه ، وأنشده ، فقال : ما يمنعك أن تقول :

فتمنع جانبيها أن تميلا

[الوافر]

فضمه أبوه إليه ، وقال : ابني ورب الكعبة.

وقال أبو أحمد العسكريّ : وكان موت زهير قبل المبعث. وقال ابن إسحاق : كان

__________________

لأنك موضع القسطاس منها

فتمنع جانبيها أن تميلا

(١) في أ : أخبرنا.

(٢) في أ : رأى.

(٣) في أ : وكان كعب.

٤٥٤

قدوم كعب بن زهير بعد الطائف. وقال خلف الأحمر : لو لا قصائد لزهير ما فضلته على ابنه كعب ، وكان زهير وولداه : بجير وكعب ، وولدا كعب عقبة والعوام شعراء.

وقال الحطيئة لكعب بن زهير : أنتم أهل بيت ينظر إليكم في الشعر ، فاذكرني في شعرك ، ففعل. وقال أبو عمر : من جيد شعر كعب.

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

فالنّفس واحدة والهمّ منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا تنتهي العين حتّى ينتهي الأثر (١)

[البسيط]

٧٤٢٧ ـ كعب بن زيد : بن قيس (٢) بن مالك بن كعب بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري.

ذكره موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب فيمن شهد بدرا. وكذا ذكره ابن إسحاق وأنه استشهد بالخندق قال ابن إسحاق : أصابه سهم غرب فقتله وقال الواقديّ : قتله ضرار بن الخطاب. وأورد أبو نعيم في ترجمة (٣) قصة المرأة الغفارية (٤) ، فأخطأ في ذلك ، فإن (٥) ذلك آخر فيقال له زيد بن كعب ، وقيل كعب بن زيد.

٧٤٢٨ ـ كعب بن زيد (٦): شيخ لجميل بن زيد. وقيل زيد بن كعب. وقيل عبد الله ابن كعب.

حديثه في قصة الغفارية التي بكشحها (٧) بياض. تقدم في حرف الزاي ، وبيان الاختلاف فيه.

٧٤٢٩ ـ كعب بن سليم بن أسد (٨): ويقال كعب بن حبان القرظي ، والد محمد.

__________________

(١) تنظر الأبيات في الاستيعاب ترجمة رقم (٢٢١٧) ، أسد الغابة ترجمة رقم (٤٤٦٤). وديوانه ٢٢٩٠.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٥) ، الاستيعاب ت (٢٢١٨) ، الثقات ٣ / ٣٥١ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦١ ، أصحاب بدر ٢٣١ ، الاستبصار ٩٢ ، التحفة اللطيفة ٣ / ٤٣٣ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٢٣ ، تعجيل المنفعة ٣٥٣ ، ذيل الكاشف ١٢٩٥.

(٣) في أ : ترجمته.

(٤) في الاستيعاب : التي وجد بها رسول الله بياضا.

(٥) في أ : ذاك.

(٦) أسد الغابة ت (٤٤٦٦). الاستيعاب ت (٢٢١٩).

(٧) في أ : نكحها.

(٨) أسد الغابة ت (٤٤٦٧) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٠).

٤٥٥

كان من سبي قريظة الذين (١) لم ينسبوا ، ولا نعرف له رواية ، قاله ابن عبد البرّ. وذكره ابن حبّان في «ثقات التابعين» ، وقال : روى عن علي روى عنه ابنه ، وأورد ابن مندة في ترجمته حديثا وهم فيه ، وقد ذكر في ترجمة عبد الرحمن الخطميّ.

٧٤٣٠ ز ـ كعب بن ضنّة : هو ابن يسار بن ضنّة. نسب لجده. يأتي.

٧٤٣١ ـ كعب بن عاصم : الأشعري (٢).

قال المزنيّ : الصحيح أنه غير أبي مالك الأشعري الّذي يروي عنه عبد الرحمن بن غنم ، فإن ذلك معروف بكنيته ، وهذا معروف باسمه لا بكنيته. انتهى.

وكل من صنف في الكنى كنى هذا أيضا أبا مالك ، منهم النسائي والدّولابي ، وأبو أحمد الحاكم ، وأطال أبو أحمد القول فيه ، وقال : اعتمدت في كنيته على حديث إسماعيل بن عبد الله بن خالد ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت أبا مالك الأشعري كعب ابن عصام يقول فذكر حديثا.

وقال البخاريّ : له صحبة قال إسماعيل بن (٣) أويس : كنيته أبو مالك. وقال البغوي : سكن كعب بن عاصم مصر ، روت عنه أم الدرداء ، وحديثه عند أحمد والنسائي ، وابن ماجة وغيرهم : ليس من البر الصيام في السفر.

ووقع عند أحمد بالميم بدل لام التعريف في الثلاثة في البر وفي الصوم وفي السفر ، وجاء عنه حديث آخر من رواية جابر بن عبد الله عنه ـ أنه رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخطب عند الجمرة أوسط أيام النّحر ، أخرجه البغويّ ، وقال : غريب ، وأخرجه ابن السّكن. المستغفري.

٧٤٣٢ ـ كعب بن عامر السعدي (٤).

له صحبة ، قاله جعفر المستغفري. وذكره ابن حبان في الصحابة ، فقال الساعدي ، وكذا أخرج الباوردي (٥) ، من طريق عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد صفّين مع علي

__________________

(١) في أ : الّذي.

(٢) أسد الغابة ت (٤٤٦٩) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٢) ، الثقات ٣ / ٣٥٢ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣١ ، تقريب التهذيب ٢ / ١٣٤ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٤ ، خلاصة تذهيب ٢ / ٣٦٥ ، الكاشف ٣ / ٨ ، الطبقات ٦٨ ، ٣٠٤ ، التاريخ الكبير ٧ / ٢٢١ ، بقي بن مخلد ٤١١.

(٣) في أ : بن أبي أويس.

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٧٠) ، الثقات ٣ / ٣٥٣ ، تجريد أسماء الصحابة ٢ / ٣١.

(٥) في أ : البارودي.

٤٥٦

من الصحابة كعب بن عامر ، من بني ساعدة ، بدري ، كذا قال. وسنده ضعيف جدا.

٧٤٣٣ ـ كعب بن عامر : في كعب بن عمرو ، ضعيف جدا.

٧٤٣٤ ـ كعب بن عجرة (١): بن أمية بن عديّ بن عبيد بن خالد (٢) بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد بن مريّ بن أراشة البلوي. ويقال ابن خالد بن عمرو بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم القضاعي حليف الأنصار.

وزعم الواقديّ أنه أنصاري من أنفسهم ، وردّه كاتبه محمد بن سعد بأن قال : طلبت نسبه في الأنصار فلم أجده ، وكذا أطلق أنه أنصاري البخاري ، وقال : مدني له صحبة. يكنى أبا محمد.

ذكره ابن سعد بإسناده ، وقيل كنيته أبو إسحاق بابنه إسحاق. وقيل أبو عبد الله.

روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحاديث ، وعن عمر ، وشهد عمرة الحديبيّة ، ونزلت فيه قصة الفدية. وقد أخرج ذلك في «الصحيحين» (٣) من طرق منها رواية ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرّ به وهو محرم يوقد تحت قدر والقمل يتهافت على وجهه ، فقال له : «احلق رأسك ، وأطعم فرقا بين ستّة مساكين» الحديث. في بعض طرقه : ما كنت أظنّ أن الوجع بلغ ما نرى ، وفيها : قال كعب : فكانت لي خاصة وهي لكم عامة.

ومن مستغرب (٤) طرق قصته ما أخرجه ابن المقري (٥) في «فوائده» من طريق عبد الله بن سليمان الطويل ، عن نافع ـ أنّ رجلا من الأنصار أخبره أنّ كعب بن عجرة من بني

__________________

(١) أسد الغابة ت (٤٤٧١) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٣) ، مسند أحمد ٤ / ٢٤١ ، طبقات خليفة ت ٩٣٨ ، تاريخ البخاري ٧ / ٢٢٠ ، المعرفة والتاريخ ١ / ٣١٩ ، الجرح والتعديل ٧ / ١٦٠ ، جمهرة أنساب العرب ٤٤٢ ، الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٢٩ ، تاريخ ابن عساكر ١٤ / ٢٧٧ ، تهذيب الأسماء واللغات ٢ / ٦٨ ، تهذيب الكمال ٧٤٦ ، تاريخ الإسلام ٢ / ٣١٣ ، العبر ١ / ٥٧ ، تذهيب التهذيب ٣ / ١٧٠ ـ ٩ ، مرآة الجنان ١ / ١٢٥ ، البداية والنهاية ٨ / ٦٠ ، تهذيب التهذيب ٨ / ٤٣٥ ، خلاصة تذهيب الكمال ٢٧٣ ، شذرات الذهب ١ / ٥٨.

(٢) في الجمهرة وأسد الغابة : ابن الحارث.

(٣) في أ : الصحيحان.

(٤) في أ : مستعرف.

(٥) في أ : العربيّ.

٤٥٧

سالم كان أصابه في رأسه أذى ، فحلقه ، فقال للنّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فما ذا أنسك؟ فأمره أن يهدي بقرة يقلّدها ثم يسوقها ثم يقفها (١) بعرفة ، ثم يدفع بها مع الناس ، وكذلك يفعل بالهدي.

ويعارضه ما أخرجه البغوي من طريق أبان بن صالح ، عن الحسن ، قال : قال رجل لكعب بن عجرة : يا أبا محمد ، ما كانت فديتك؟ قال : شاة.

وأخرج الطبراني في «الأوسط» من طريق ضمام بن إسماعيل ، عن موسى بن وردان ، عن كعب بن عجرة ، قال : أتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما فرأيته متغيّرا ، فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلا له ، فسقيت له على كل دلو بتمرة فجمعت تمرا ، فأتيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحديث.

وأخرج ابن سعد بسند جيد عن ثابت بن عبيد ـ أن يد كعب قطعت في بعض المغازي ، ثم سكن الكوفة.

روى عنه ابن عمر ، وجابر ، وابن عبّاس ، وطارق بن شهاب ، وزيد بن وهب ، وآخرون.

وروى عنه أيضا أولاده : إسحاق ، ومحمد ، وعبد الملك ، والربيع.

قيل (٢) : مات بالمدينة سنة إحدى وقيل (٣) : اثنتين ، وقيل : ثلاث وخمسين. وله خمس ، وقيل : سبع وسبعون سنة.

٧٤٣٥ ـ كعب بن عدي التنوخي (٤).

مخرج حديثه عن أهل مصر. روى عنه ناعم بن أجيل حديثا حسنا ، هكذا اختصره ابن عبد البر.

ونسبه ابن مندة عن ابن يونس ، فقال : ابن عديّ بن عمرو بن ثعلبة بن عديّ بن ملكان بن عذرة بن زيد اللات ، هو الّذي يقال له التنوخي ، لأن ملكان بن عوف حلفاء تنوخ ، وهم العباد ، بكسر المهملة وتخفيف الموحدة ، بالحيرة ، وهكذا قال ابن يونس في «تاريخ مصر».

قال ابن السّكن : يقال إن له صحبة. وقال البغوي ، وابن قانع عنه : حدثنا أبو

__________________

(١) في أ : يقف بها.

(٢) في أ : قال.

(٣) في أ : أو.

(٤) أسد الغابة ت (٤٤٧٢) ، الاستيعاب ت (٢٢٢٤).

الإصابة/ج٥/م٢٩

٤٥٨

الأحوص محمد بن الهيثم ، أنبأنا (١) سعيد بن جبير بن عفير ، حدثني عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي (٢) ، عن عمرو بن الحارث ، عن ناعم بن أجيل ـ بالجيم مصغّرا ، عن كعب بن عدي ، قال : أقبلت في وفد من أهل الحيرة إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ، ثم انصرفنا إلى الحيرة ، فلم نلبث أن جاءتنا وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فارتاب أصحابي ، وقالوا : لو كان نبيا لم يمت. فقلت : فقد مات الأنبياء قبله ، فثبتّ على الإسلام ، ثم خرجت أريد المدينة ، فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه فعجت (٣) إليه فقلت : أخبرني عن أمر أردته لقح في صدري منه شيء. قال : ائت باسمك من الأشياء ، فأتيته بكعب قال : ألقه في هذا الشعر لشعر أخرجه ، فألقيت الكعب فيه فإذا بصفة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما رأيته ، وإذا موته في الحين الّذي مات فيه ، فاشتدت بصيرتي في إيماني ، فقدمت على أبي بكررضي‌الله‌عنه فأعلمته وأقمت عنده ، ووجّهني إلى المقوقس ، ورجعت ، ثم وجهني عمر أيضا ، فقدمت عليه بكتابه بعد وقعة اليرموك. ولم أعلم بها ، فقال لي : علمت أن الروم قتلت العرب وهزمتهم؟ قلت : لا. قال : ولم؟ قلت : لأن الله وعد نبيّه ليظهره على الدين كلّه ، وليس يخلف الميعاد قال : فإنّ العرب قتلت الروم ، والله قتلة عاد ، وإن نبيكم قد صدق. ثم سألني عن وجوه الصحابة فأهدى لهم ، وقلت له : إن العباس عمه حي فتصله؟.

قال كعب : وكنت شريكا لعمر بن الخطاب. فلما فرض الديوان فرض لي في بني عديّ بن كعب.

وقال البغويّ : لا أعلم لكعب بن عدي غيره. وهكذا أخرجه ابن قانع عن البغوي ، ولكنه اقتصر منه إلى قوله : مات الأنبياء قبله ، وابن شاهين عن أبيه عن أبي الأحوص بطوله ، وأبو نعيم عن أبي العباس الصّرصري عن البغوي بطوله ، وأخرجه ابن السكن بطوله ، عن شيخ آخر عن أبي الأحوص ، ومن رواية عبد الله بن سعيد بن عفير ، عن أبيه بطوله. وزاد فيه : فألقيت الكعب فيه فصحّف فيه ، وقال فيها : وكنت شريكا لعمر في البز. قال : ابن السّكن : رواه غير سعد فأدخل بين عمرو بن حريث وناعم يزيد بن أبي حبيب.

قلت : أخرجها ابن يونس في تاريخ مصر ، من طريق إبراهيم بن أبي داود البرلسي ـ أنه قرأ في كتاب عمرو بن الحارث بخطه. حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ناعما حدثه عن كعب بن عدي ، قال : كان [أبي] (٤) أسقف الحيرة فلما بعث محمد قال : هل لكم أن يذهب

__________________

(١) في أ : أخبرنا.

(٢) في أ : الفتوحي.

(٣) فصحت في أ.

(٤) سقط في أ.

٤٥٩

نفر منكم إلى هذا الرجل فتسمعوا (١) من قوله؟ لا يموت غدا فتقولوا : لو أنّا سمعنا من قوله ، وقد كان على حق؟ فاختاروا أربعة فبعثوهم ، فقلت لأبي : أنا أنطلق معهم ، قال : ما تصنع؟ قلت : انظر ، فقدمنا على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكنّا نجلس إليه إذا صلّى الصبح فنسمع كلامه والقرآن ولا ينكرنا (٢) أحد ، فلم نلبث إلا يسيرا حتى مات ، فقال الأربعة : لو كان أمره حقا لم يمت ، انطلقوا ، فقلت : كما أنتم حتى تعلموا من يقوم مكانه فينقطع هذا الأمر أم يتمّ ، فذهبوا ومكثت (٣) أنا لا مسلما ولا نصرانيا ، فلما بعث أبو بكر [جيشا] (٤) إلى اليمامة ذهبت معهم ، فلما فرغوا مررت براهب ، فذكر (٥) قصة معه ، وقال فيها : فوقع في قلبي الإيمان فآمنت حينئذ ، فمررت على الحيرة فعيّروني فقدمت على عمررضي‌الله‌عنه ، وقد مات أبو بكررضي‌الله‌عنه ، فبعثني إلى المقوقس ، فذكر نحوه.

ثم أخرج ابن يونس من (٦) رواية سعيد بن عفير ، وقال : الصواب ما في الكتاب لم يسمعه عمرو بن ناعم.

قلت : اعتمد ابن يونس على ما في هذه الرواية ، فقال في أول الترجمة : كان أحد وفد أهل الحيرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولم يسلم ، وأسلم زمن أبي بكر ، وكان شريك عمر في الجاهلية في تجارة البز ، وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر إلى المقوقس ، وشهد فتح مصر ، واختط (٧) بها ، وكان ولده بمصر يأخذون العطاء في بني عدي بن كعب حتى نقلهم أمير مصر في زمن يزيد بن عبد الملك إلى ديوان قضاعة ، وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي ، وله بمصر حديث ، فذكره.

وتبع ابن يونس أبو عبد الله بن مندة ، وأخرج الحديث عن ابن يونس ، من طريق يزيد بن أبي حبيب المذكورة ، وقال : قال ابن يونس : هكذا وجدته في الدّرج والرّقّ (٨) القديم الّذي حدثني به محمد بن موسى ، عن ابن أبي داود ، عن كتاب عمرو بن الحارث.

قال ابن مندة : غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وكأن سياق (٩) سند سعيد (١٠) بن

__________________

(١) في أ : فيسمعك.

(٢) في أ : ينظرنا.

(٣) في أ : فلبثت.

(٤) سقط في أ.

(٥) في أ : قصته.

(٦) سقط في ط.

(٧) في أ : واختطها.

(٨) الدّرج : الورق الّذي يكتب فيه ، تسمية بالمصدر. الوسيط ١ / ٢٧٧ والرّقّ : جلد رقيق يكتب فيه. الوسيط ١ / ٣٦٧.

(٩) في أ : ساق فيه.

(١٠) في أ : عيسى.

٤٦٠