مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 43551
تحميل: 6778


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43551 / تحميل: 6778
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ابن سعيد ، عن مصدّق بن صدقة ، عن عمّار الساباطيّ قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام

________________________________________________________

وأما الثانية فقال :الطبرسيرحمه‌الله : ولا أعلم الغيب الذي يختص الله بعلمه وإنّما أعلم قدر ما يعلمني الله من أمر البعث والنشور والجنّة والنار وغير ذلك «إِنْ أَتَّبِعُ إلّا ما يُوحى إِلَيَّ » يريد ما أخبركم إلّا بما أنزل الله إلىّ.

وقال :في الثالثة : معناه وعنده خزائن الغيب الذي فيه علم العذاب المستعجل وغير ذلك لا يعلمها أحد إلّا هو أو من أعلمه به وعلمه إياه ، وقيل : معناه وعنده مقدورات الغيب يفتح بها على من يشاء من عباده بإعلامه به وتعليمه إياه وتيسيره السبيل إليه ، ونصب الأدلة له ويغلق عمّن يشاء ولا ينصب الأدلّة.

وقال :في الرابعة : معناه ولله علم ما غاب في السماوات والأرض ، لا يخفى عليه شيء منه ، ثمّ قال : وجدت بعض المشايخ ممن يتسّم بالعدل والتشيع قد ظلم الشيعة الإمامية في هذا الموضع من تفسيره ، فقال : هذا يدلّ على أن الله تعالى يختصّ بعلم الغيب خلافاً لـمّا تقوله الرافضة أن الأئمّةعليهم‌السلام يعلمون الغيب ولا نعلم أحداً منهم استجاز الوصف بعلم الغيب لأحد من الخلق ، وإنّما يستحقّ الوصف بذلك من يعلم جميع المعلومات لا بعلم مستفاد ، وهذا صفة القديم سبحانه ، العالم لذاته ، لا يشركه فيه أحد من المخلوقين ، ومن اعتقد أن غير الله سبحانه يشركه في هذه الصفة فهو خارج عن ملة الإسلام.

وأمّا ما نقل عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ورواه عنه الخاص والعام من الأخبار بالغائبات في خطب الملاحم وغيرها ، كإخباره عن صاحب الزنج وعن ولاية مروان بن الحكم وأولاده ، وما نقل من هذا الفن عن أئمّة الهدىعليهم‌السلام فإن جميع ذلك متلقى من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ممّا أطلعه الله عليه فلا معنى لنسبة من روى عنهم هذه الأخبار المشهورة إلى أنّه يعتقد كونهم عالمين بالغيب ، وهل هذا إلّا سب قبيح وتضليل لهم بل تكفير ، ولا يرتضيه من هو بالمذاهب خبير ، والله يحكم بينه وإليه المصير.

وقال :(ره) في قوله تعالى : «إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ » أي استأثر الله سبحانه به

١٢١

عن الإمام يعلم الغيب ؟ فقال :لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك.

________________________________________________________

ولم يطلّع عليه أحداً من خلقه «وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ » فيما يشاء من زمان ومكان «وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ » ذكر أم أنثى ، صحيح أم سقيم ، واحد أم أكثر «وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً » أي ما ذا تعمل في المستقبل «وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ » أي في أي أرض يكون موته ، وقد روي عن أئمّة الهدىعليهم‌السلام أن هذه الأشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره تعالى ، انتهى كلامه رفع الله مقامه.

والحاصل أنّ مقتضى الجمع بين الآيات والأخبار حملها على أن نفي الغيب عنهم معناه أنّهم لا يعلمون ذلك من أنفسهم بغير تعليمه تعالى بوحي أو إلهام ، وإلّا فظاهر أن عمدة معجزات الأنبياء والأوصياءعليهم‌السلام من هذا القبيل ، وأحد وجوه إعجاز القرآن أيضاً الأخبار بالغائباًت ، ونحن أيضاً نعلم كثيراً من المغيبات بأخبار الله تعالى ورسوله وأئمّة الهدىعليهم‌السلام ، كالقيامة وأحوالها ، والجنّة والنار ، والرجعة وقيام القائمعليه‌السلام ونزول عيسىعليه‌السلام وغير ذلك من أشراط الساعة ، والعرش والكرسي والملائكة.

وأمّا الخمسة التي وردت في الآية فتحتمل وجوهاً :

الأوّل : أن يكون المراد أنّ تلك الأمور لا يعلمها على التعيين والخصوص إلّا الله تعالى ، فإنّهمعليهم‌السلام إذا أخبروا بموت شخص في اليوم الفلاني فيمكن أن لا يعلموا خصوص الدقيقة التي تفارق الروح والجسد مثلاً ، ويحتمل أن يكون ملك الموت أيضاً لا يعلم ذلك.

الثاني : أن يكون العلم الحتميّ بها مختصّاً به تعالى ، وكلـمّا أخبرّ الله من ذلك كان محتملاً للبداء.

الثالث : أن يكون المراد عدم علم غيره تعالى بها إلّا من قبله ، فيكون كسائر الغيوب ، ويكون التخصيص بها لظهور الأمر فيها أو لغيره من الوجوه.

الرابع : أن الله تعالى لم يطلّع على تلك الأمور كليّة أحداً من الخلق على وجه لا بداء فيه ، بل يرسل حتمها على وجه الحتم في زمان قريب من حصولها كليلة القدر

١٢٢

( باب )

( أن الأئمة عليهم‌السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا )

١ - عليُّ بن محمّد وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن أيّوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن بدر بن الوليد ، عن أبي الرَّبيع الشاميّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم.

٢ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن بدر بن الوليد ، عن أبي الرّبيع ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إنّ الإمام إذا شاء أن يعلم أعلم.

________________________________________________________

أو أقرب من ذلك ، وهذا وجه قريب تدلّ عليه الأخبار الكثيرة ، إذ لا بدّ من علم ملك الموت بخصوص الوقت ، كما ورد في الأخبار وكذا ملائكة السحاب بوقت نزول المطر ، وكذا المدبّرات من الملائكة بأوقات وقوع الحوادث.

قال :الشيخ المفيدقدس‌سره في كتاب المسائل : أقول : إن الأئمّة من آل محمّدعليهم‌السلام قد كانوا يعرفون ضمائر بعض العباد ويعرفون ما يكون قبل كونه ، وذلك ليس بواجب صفاتهم ، ولا شرطاً في إمامتهم ، وإنّما أكرمهم الله تعالى به ، وأعلمهم إياه للطف في طاعتهم والتسجيل بإمامتهم ، وليس ذلك بواجب عقلاً ولكنّه وجب لهم من جهة السّماع ، فأما إطلاق القول بأنهم يعلمون الغيب فهو منكر بين الفساد ، لأن الوصف بذلك إنّما يستحقه من علم الأشياء لا بعلم مستفاد ، وهذا لا يكون إلّا الله عزّ وجلّ ، وعلى قولي هذا جماعة أهل الإماميّة إلّا من شذ منهم من المفوّضة ومن انتمى إليهم من الغلاة.

باب أن الأئمة عليهم‌السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا

الحديث الأوّل : ضعيف.

« علم » على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء التفعيل المجهول ، ويؤيّد الثاني الخبر الآتي.

الحديث الثاني : مجهول.

١٢٣

٣ - محمّد بن يحيى ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن عمرو بن سعيد المدائنيّ ، عن أبي عبيدة المدائنيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إذا أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك.

( باب )

( أن الأئمة عليهم‌السلام يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون )

( الاباختيار منهم )

١ - محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب ، عن سليمان بن سماعة وعبد الله بن محمّد ، عن عبد الله بن القاسم البطل ، عن أبي بصير قال :قال :أبو عبد اللهعليه‌السلام أيّ إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير فليس ذلك بحجّة لله على خلقه.

٢ - عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محمّد بن بشّار قال : حدَّثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامّة ببغداد ممن كان ينقل عنه قال :

________________________________________________________

الحديث الثالث : مجهول أيضاً ، والإعلام أمّام بالإلهام أو بإلقاء روح القدس.

باب أن الأئمة عليهم‌السلام يعلمون متى يموتون وأنهم

لا يموتون الاباختيار منهم

الحديث الأوّل : ضعيف.

« لا يعلم ما يصيبه » أي من الخير والشرّ والعافية والبلاء في مدّة عمره « وإلى ما يصير » أي من الموت أو الشهادة.

الحديث الثاني : مجهول.

وفي القاموس : القطيعة كشريفة : محالّ ببغداد أقطعها المنصور أناساً من أعيان دولته ليعمروها ويسكنوها ثمّ عدّ القطائع إلى أن قال : وقطيعتا الربيع بن يونس الداخلة والخارجة « ممّن كان ينقل عنه » أي كان من المحدّثين يعتمد النّاس على حديثهم ، وفي رواية الصدوق : ممن كان يقبل قوله ، وقال :في آخره : قال :الحسن : وكان الشيخ من خيار العامّة شيخ صدوق مقبول القول ثقة ثقة جدّاً عند الناس.

١٢٤

قال لي : قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيت مثله قطٌّ في فضله ونسكه فقلت له من وكيف رأيته قال :جمعنا أيّام السندي بن شاهك - ثمانين رجلاً من الوجوه المنسوبين إلى الخير فأدخلنا على موسى بن جعفرعليه‌السلام فقال :لنا السندي يا هؤلاء انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث فإن النّاس يزعمون أنّه قد فعل به - ويكثرون في ذلك وهذا منزله وفراشه موسّع عليه غير مضيّق ولم يرد به أمير المؤمنين سوءا وإنما ينتظر به أن يقدم فيناظر أمير المؤمنين وهذا هو صحيح موسع عليه في جميع أموره فسلوه قال :ونحن ليس لنا هم إلّا النظر إلى الرجل وإلى فضله وسمته فقال :موسى بن جعفرعليه‌السلام أما ما ذكر من

________________________________________________________

« بعض من يقولون » أي الشيعة ، وفي بعض النسخ بالخطاب و « نسكه » بضّمتين أي عباداته ، ويجيء مصدراً أيضاً كالنسك ، ومثلّثة « جمعنا » على صيغة المجهول ، و « ثمانين » منصوب على الاختصاص أو حال عن ضمير « جمعنا ».

وفي العيون ونحن ثمانون والسندي بن شاهك بفتح الهاء كان صاحب حرس هارون الرشيد « من الوجوه » أي المعتبرين المشهورين بين النّاس بالفضل والصلاح ، قال :الفيروزآبادي : الوجه سيد القوم « هل حدث به حدث » أي مكروه وآفة من جراحة وسم ونحوها « قد فعل به » على المجهول والضمير المرفوع راجع إلى الحدث أو القائم مقام الفاعل مقدر حذف للتعميم ، أي فعل به كلّ مكروه ، وفي رواية الصدوق أنّه قد فعل مكروه في ذلك « ويكثرون » أي القول في ذلك « وهذا فراشه » الواو للحال « وإنما ينتظر به » على المعلوم أي هارون أو على المجهول ، وفي العيون « وإنما ينتظره » أي يقدم فيناظره أمير المؤمنين وها هو ذا هو صحيح.

« والسمت » هيئة أهل الخير وسيماء أهل الصلاح أي لم يكن لنا مجال السؤال لشغل القلب بفضله وسمته ، وقال :الجوهري : النفر بالتحريك : عدَّة رجال من ثلاثة إلى عشرة ، وقال : الارتعاد : الاضطراب ، و « مثل » منصوب بنيابة المفعول المطلق ، والسعفة بالتحريك : ورقة النخل وجريدته.

١٢٥

التوسعة وما أشبهها فهو على ما ذكر غير أنّي أخبركم أيّها النفر أنّي قد سقيت السمّ في سبع تمرات وأنا غداً أخضرُّ وبعد غد أموت قال :فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب ويرتعد مثل السعفة.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن عبد الله بن أبي جعفر قال :حدّثني أخي ، عن جعفر ، عن أبيه أنّه أتى عليّ بن الحسينعليه‌السلام ليلة قبض فيها بشراب فقال :يا أبت اشرب هذا فقال :يا بنيَّ إنّ هذه الليلة التي

________________________________________________________

أقول : روى الصدوق أنّ الذي فعل بهعليه‌السلام ذلك الفضل بن يحيى البرمكي لعنه الله بعث إليهعليه‌السلام مائدة فلـمّا أحضرته رفع يده إلى السماء فقال : يا رب أنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم لكنت قد أعنت على نفسي ، قال : فأكلّ فمرض ، فلـمّا كان من غد بعث إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال :له الطبيب : ما حالك؟ فتغافل عنه ، فلـمّا أكثر عليه أخرج عليه راحته(١) فلـمّا رآها الطبيب قال : هذه علتي وكانت حضرة وسط راحته على أنّه سم فاجتمع في ذلك الموضع ، قال : فانصرف الطبيب إليهم فقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ثمّ توفيعليه‌السلام .

ويمكن أن يكون للملعونين كليهما فيه مدخل ، بل ليحيى البرمكي لعنه الله أيضاً كما سيأتي في الخبر.

وروى الصدوق عن محمّد بن سليمان النوفلي في حديث طويل قال :في آخره : حمل موسى بن جعفرعليهما‌السلام من البصرة إلى بغداد سراً وحبس ، ثمّ أطلق ثمّ سلم إلى السندي بن شاهك فحبسه وضيّق عليه ثمّ بعث إليه الرشيد بسمّ في رطب وأمره أن يقدمه إليه ويحتم إليه في تناوله منه ، ففعل فماتعليه‌السلام .

الحديث الثالث : ضعيف.

« بشراب » لعلّه كان دواء أتى به ليشربه ويتداوى به ، فأظهرعليه‌السلام أنّها الليلة التي قدّر فيها وفاته ولا ينفع الدواء « فقال : يا أبه » وفي بعض النسخ يا أباه ، وفي بعضها يا أبت والكلّ صحيح ، قال :في القاموس : قالوا في النداء : يا أبت بكسر التاء وضمّها

__________________

(١) الراحة : باطن اليد.

١٢٦

أقبض فيها وهي اللّيلة التي قبض فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ - عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن الحسن بن الجهم قال :قلت للرضاعليه‌السلام إنَّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه وقوله لـمّا سمع صياح الاوزّ في الدار : صوائح تتبعها نوائح وقول أمّ كلثوم : لو صلّيت اللّيلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلّي

________________________________________________________

ويا أبه بالهاء ويا أبتاه ويا أباه ، انتهى.

وقالوا أصل يا أبه يا أبي قلبت الياء ألفاً للتخفيف ، ثم حذفت الألف اكتفاءاً بفتحة ما قبلها ثمّ أدخلت الهاء للوقف.

وقال :الصدوق : سمه صلوات الله عليه الوليد بن عبد الملك لعنه الله ، ثمّ اعلم أن هذا التاريخ مخالف للمشهور كما سيأتي في تاريخهعليه‌السلام ، فإن المشهور أن وفاتهعليه‌السلام كان في المحرّم ووفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إما في صفر على مذهب الشيعة ، أو في ربيع الأوّل بزعمّ المخالفين ، إلّا أن يكون المراد الليلة بحسب الأسبوع ، وإن كان فيه أيضاً مخالفة لـمّا ذكره الأكثر لأنّهم ذكروا في وفاتهعليه‌السلام يوم السبت وفي وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وردت الأخبار الكثيرة أنّها كانت يوم الاثنين لكن خصوص اليوم ضبطه بعيد ، ولعلّه لذلك لم يعيّن المصنف فيما سيأتي اليوم ولا الشهر.

الحديث الرابع : ضعيف.

« وقوله » مرفوع بالابتداء وخبره محذوف أي مرويّ أو واقع ، وكذا قوله : « وقول أمّ كلثوم » ويحتمل أن يكون من قبيل كلّ رجل وضيعته ، فيتحمل في قوله وقوع النصب والرفع ، والواو في قوله « وقوله » يحتمل العطف والحاليّة ، و « الاوّز » بكسر الهمزة وفتح الواو وتشديد الزاي : البط وقيل : الكبير منه ، وقوله : صوائح خبر مبتداء محذوف أي هي صوائح « تتبعها نوائح » نعت له أي هذه الصوائح وصياحها علامة لنوائح تكون بعدها.

أقول : ذكر المفيد (ره) في الإرشاد أنّهعليه‌السلام لـمّا طلع الصبح في تلك الليلة شدّ

١٢٧

بالنّاس ، فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك اللّيلة بلا سلاح وقد عرفعليه‌السلام أنَّ ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا ممّا لم يجز تعرُّضه ؛ فقال :ذلك كان ولكنّه خَيّر في تلك الليلة لتمضي مقادير الله عزَّ وجلَّ.

________________________________________________________

إزاره وخرج وهو يقول :

اشدد حيازيمك للموت فإنّ الموت لاقيك

ولا تجزع من الموت إذا حلّ بواديك(١)

فلـمّا خرج إلى صحن داره استقبلته الإوز فصحن في وجهه فجعلوا يطردونهنّ فقال : دعوهن : فإنهن نوائح ثمّ خرج فأصيبعليه‌السلام .

وقال :ابن شهرآشوب : فلـما طلع الفجر أتاه ابن النباح فنادى : الصلاة ، فقام فاستقبلته الإوز فصحن في وجهه ، فقال : دعوهن فإنهن صوائح تتبعها نوائح ، وتعلقت حديدة على الباب في مئزره(٢) فشد إزاره وأنشد البيت المتقدم.

« كان هذا ممّا لم يجز تعرضه » وفي بعض النسخ : لم يحل ، ومنشأ الاعتراض أن حفظ النفس واجب عقلاً وشرعاً ، ولا يجوز إلقاؤها إلى التهلكة « فقال :عليه‌السلام ذلك كان ولكنّه خيّر » في بعض النسخ بالخاء المعجمة أي خيره الله بين البقاء واللقاء فاختار لقاء الله ، وهذه النسخة مناسبة لعنوان الباب وهو مبني على منع كون حفظ النفس واجباً مطلقاً ، ولعلّه كان من خصائصهم عدم وجوب ذلك عند اختيارهم الموت ، وحكم العقل في ذلك غير متبع ، مع أن حكم العقل بالوجوب في مثل ذلك غير مسلم.

قال :المحدث الأسترآبادي (ره) : أقول : أحاديث هذا الباب صريحة في أنّ المقدّمة المشهورة بين المعتزلة من أنّ حفظ النفس واجب عقلا غير مقبولة ، ولو خصّصناها بحالة رجاء الخلاص ، انتهى.

وفي بعض النسخ « حير » بالحاء المهملة أي إنسي وأغفل عنه في ذلك الوقت ، ويؤيّده ما رواه الصفار في البصائر عن أحمد بن محمّد عن إبراهيم بن أبي محمود عن بعض أصحابنا قال : قلت للرضاعليه‌السلام : الإمام يعلم إذا مات؟ قال : نعمّ ، يعلم بالتعليم ممّن

__________________

(١) حيازيم جمع حيزوم : وسط الصدر ، وشدّ الحيازيم كناية عن الصبر.

(٢) المئزر : الإزار.

١٢٨

________________________________________________________

تقدّم في الأمر ، قلت : علم أبو الحسن بالرطب والريحان المسمومين الذّين بعث إليه يحيى بن خالد؟ قال : نعمّ ، قلت : فأكله؟ قال : أنساه لينفذ فيه الحكم.

وعن أحمد بن محمّد عن إبراهيم بن أبي محمود قال : قلت : الإمام يعلم متى يموت؟ قال : نعمّ ، قلت : حيث ما بعث إليه يحيى بن خالد برطب وريحان مسمومين علم به؟ قال : نعمّ ، قلت : فأكلّه وهو يعلم فيكون معيناً على نفسه؟ فقال : لا يعلم قبل ذلك ليتقدّم فيما يحتاج إليه ، فإذا جاء الوقت ألقى الله على قلبه النسيان ليقضي فيه الحكم.

وأقول : هذا الوجه وإن كان مؤيدا بالخبر لكنه مناف لظواهر أكثر الأخبار الواردة في هذا الباب ، ويمكن أن يكون هذا لضعف عقول السائلين عن فهم ما هو الجواب في هذا الباب ، وفي بعض النسخ « حين » بالحاء المهملة والنون أخيراً قال :الجوهري : حيّنه : جعل له وقتاً ، يقال :حينت الناقة إذا جعلت لها في كلّ يوم وليلة وقتاً نحلبها فيه ، انتهى.

فالمعنى أنه كان بلغ الأجل المحتوم المقدرّ ، وكان لا يمكن الفرار منه ، ولعلّه أظهر الوجوه ، وحاصله أن من لا يعلم أسباب التقديرات الواقعية يمكنه الفرار عن المحذورات ويكلف به ، وأما من كان عالـماً بجميع الحوادث فكيف يكلف الفرار ، وإلّا يلزم عدم وقوع شيء من التقديرات فيه ، بل همعليهم‌السلام غير مكلفين بالعمل بهذا العلم في أكثر التكاليف ، فإن النبيّ وأمير المؤمنين صلى الله عليهم كانا يعرفان المنافقين ويعلمان سوء عقائدهم ولم يكونا مكلفين بالاجتناب عنهم وترك معاشرتهم وعدم مناكحتهم أو قتلهم وطردهم ، ما لم يظهر منهم شيء يوجب ذلك وكذا علم أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعدم الظفر بمعاوية وبقاء ملكه بعده لم يصر سببا لأن يترك قتاله ، بل كان يبذل في ذلك غاية جهده إلى أن استشهد صلوات الله عليه ، مع أنّه كان يخبرّ بشهادته واستيلاء معاوية بعده على شيعته ، وكذا الحسين صلوات الله عليه كان عالـماً بغدر أهل العراق به وأنّه يستشهد هناك مع أولاده وأقاربه وأصحابه ، ويخبرّ بذلك مراراً

١٢٩

________________________________________________________

ولم يكن مكلّفاً بالعمل بهذا العلم ، بل كان مكلفا بالعمل بظاهر الأمر حيث بذلوا نصرتهم وكاتبوه وراسلوه ووعدوه البيعة وتابعوا مسلم بن عقيل رضي الله عنه.

وسئل الشيخ السديد المحقق المفيد قدس الله روحه في المسائل العكبرية الإمام عندنا مجمع على أنّه يعلم ما يكون فما بال أمير المؤمنينعليه‌السلام خرج إلى المسجد وهو يعلم أنّه مقتول وقد عرف قاتله والوقت والزمان؟ وما بال الحسين بن عليّعليهما‌السلام سار إلى الكوفة وقد علم أنهم يخذلونه ولا ينصرونه وأنّه مقتول في سفرته تيك ولم لـمّا حضر وعرف أن الماء قد منع منه وأنّه إن حضر أذرعا قريبة ونبع الماء لم يحفر وأعان على نفسه حتّى تلف عطشا؟ والحسنعليه‌السلام وادع معاوية وهادنه وهو يعلم أنّه ينكث ولا يفي ويقتل شيعة أبيهعليه‌السلام ؟

فأجاب (ره) وقال : أما الجواب عن قوله : أن الإمام يعلم ما يكون فإجماعنا أن الأمر على خلاف ما قال :، وما أجمعت الشيعة على هذا القول ، وأن إجماعهم ثابت على أن الإمام يعلم الحكم في كلّ ما يكون دون أن يكون عالـماً بأعيان ما يحدث ، ويكون على التفصيل والتمييز ، وهذا يسقط الأصل الذي بني عليه الأسئلة بأجمعها ، ولسنا نمنع أن يعلم الإمام أعيان ما يحدث ، ويكون بإعلام الله تعالى له ذلك فأما القول بأنّه يعلم كلّ ما يكون فلسنا نطلقه ولا نصوب قائله لدعواه فيه من غير حجّة ولا بيان ، والقول بأن أمير المؤمنينعليه‌السلام يعلم قاتله والوقت الذي كان يقتل فيه ، فقد جاء الخبر متظاهراً أنّه كان يعلم في الجملة أنّه مقتول ، وجاء أيضاً بأنّه يعلم قاتله على التفصيل ، فأما علمه بوقت قتله فلم يأت عليه أثر على التحصيل ، ولو جاء به أثر لم يلزم فيه ما يظنه المعترضون ، إذ كان لا يمتنع أن يتعبده الله تعالى بالصبرّ على الشهادة والاستسلام على القتل ، فيبلغه بذلك علو الدّرجات ما لا يبلغه إلّا به ، بأنّه يطيعه في ذلك طاعة لو كلفها سواه لم يردها ، ولا يكون أمير المؤمنينعليه‌السلام بذلك ملقيا بيده إلى التهلكة ، ولا معينا على نفسه معونة يستقبح في العقول.

١٣٠

٥ - عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال :إنَّ الله عزَّ وجلَّ غضب على الشيعة فخيّرني نفسي أو هم :

________________________________________________________

وأما علم الحسينعليه‌السلام بأنّ أهل الكوفة خادعوه فلسنا نقطع على ذلك إذ لا حجّة عليه من عقل ولا سمع ، ولو كان عالـماً بذلك لكان الجواب عنه ما قدمناه في الجواب عن علم أمير المؤمنينعليه‌السلام بوقت قتله ، ومعرفة قاتله كما ذكرناه.

وأما دعواه علينا أنّا نقول : أن الحسينعليه‌السلام كان عالـماً بموضع الماء لم يمتنع في العقول أن يكون متعبداً بترك السعي في طلب الماء حيث كان ممنوعاً منه حسبما ذكرناه في أمير المؤمنينعليه‌السلام غير أن ظاهر الحال بخلاف ذلك على ما قدمناه ، والكلام في علم الحسنعليه‌السلام بعاقبة موادعته معاوية بخلاف ما تقدّم وقد جاء الخبر بعلمه بذلك وكان شاهد الحال له يقضي به ، غير أنّه دفع به عن تعجيل قتله وتسليم أصحابه له إلى معاوية ، وكان في ذلك لطف في بقائه إلى حال مضيه ولطف لبقاء كثير من شيعته وأهله وولده ودفع فساد في الدين هو أعظم من الفساد الذي حصل عند هدنته وكانعليه‌السلام أعلم بما صنع لـمّا ذكرناه وبيّنا الوجوه فيه ، انتهى.

وسئل العلامة الحلّي طّيب الله تربته عن مثل ذلك في أمير المؤمنين صلوات الله عليه فأجاب (ره) بأنّه يحتمل أن يكونعليه‌السلام أخبرّ بوقوع القتل في تلك الليلة أو في أي مكان يقتل وأن تكليفهعليه‌السلام مغاير لتكليفنا ، فجاز أن يكون بذل مهجته الشريفة صلوات الله عليه في ذات الله تعالى كما يجب على المجاهد الثبات وإن كان ثباته يفضي إلى القتل ، انتهى كلامه رفع مقامه.

قولهعليه‌السلام « لتمضي مقادير الله » على بعض الوجوه السابقة اللام للعاقبة.

الحديث الخامس : مرسل.

« غضب على الشيعة » إما لتركهم التقية فانتشرّ أمر إمامتهعليه‌السلام فتردّد الأمر بين أن يقتل الرشيد شيعته وتتبّعهم أو يحبسهعليه‌السلام ويقتله ، فدعاعليه‌السلام لشيعته واختار البلاء لنفسه ، أو لعدم انقيادهم لإمامهم وخلوصهم في متابعته وإطاعة أو أمره ،

١٣١

فوقيتهم والله بنفسي.

٦ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن مسافر أنّ أبا الحسن الرضاعليه‌السلام قال :له يا مسافر هذا القناة فيها حيتان قال :نعم جعلت فداك فقال :

________________________________________________________

فخيّره الله تعالى بين أن يخرج على الرشيد فتقتل شيعته إذا يخرج ، فينتهي الأمر إلى ما انتهى إليه.

وقيل : خيّرني الله بين أن أوطّن نفسي على الهلاك والموت ، أو أرضى بإهلاك الشيعة « فوقيتهم والله بنفسي » يعني فاخترت هلاكي دونهم ، وقيل : أي فخيّرني بين إرادة موتي أو موتهم لتحقّق المفارقة بيني وبينهم ، فاخترت لقاء الله شفقة عليهم.

الحديث السادس : حسن.

« هذا القناة فيها حيتان » في مناسبة السؤال عن الحيتان في هذا المقام وجوه :

« الأوّل » ما أفيد أنّ المعنى علمي بحقيّة ما أقول كعلمي بكون الحيتان في هذا الماء.

الثاني : ما قيل كأنهعليه‌السلام كان يعجبه القناة التي كانت في داره وحيتانها ولا يخفى ما فيه.

الثالث : ما قيل أيضاً أنّه مبنيّ على إخبارهعليه‌السلام مسافراً بأنّه مستحدث في هذه القناة حيتان وهو علامة دنوّ أجلي.

الرابع : أن يكون إشارة إلى ما رواه الصدوق في العيون بإسناده عن أبي الصلت الهروي في خبرّ طويل يذكر فيه سمّه في العنب وشهادتهعليه‌السلام به ، فأوصاه بأشياء منها كيفية حفر القبرّ واللحد إلى أن قال :عليه‌السلام : وإذا فعلوا ذلك يعني الحفر واللحد فإنك ترى عند رأسي نداوة ، فكلم بالكلام الذي أعلمك فأنّه ينبع الماء حتّى يمتلئ اللحد وترى فيه حيتاناً صغاراً ، ففتت لها الخبز الذي أعطيك فإنّها تلتقطه ، فإذا لم يبق منه شيء خرجت منه حوتة كبيرة فالتقطت الحيتان الصغار حتّى لا يبقى منها شيء ، ثمّ تغيّب ، فإذا غابت فضع يدك على الماء ثمّ تكلّم بالكلام الذي أعلمك فإنه

١٣٢

إني رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البارحة وهو يقول : يا عليّ ما عندنا خير لك.

٧ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه فأوصاني بأشياء في غسله وفي كفنه وفي دخوله قبره فقلت يا أباه والله ما رأيتك منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ما رأيت عليك أثر الموت فقال :يا بنيّ أما سمعت عليّ بن الحسينعليه‌السلام ينادي من وراء الجدار يا محمّد تعال عجّل؟.

٨ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الملك بن أعين ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :أنزل الله تعالى النصر على الحسينعليه‌السلام حتّى كان ما بين السماء والأرض ثمّ خُيّر : النصر ، أو لقاء الله ، فاختار لقاء الله تعالى.

________________________________________________________

ينضب(١) الماء ولا يبقى منه شيء ، ولا تفعل ذلك إلّا بحضرة المأمون ، إلى آخر ما أوردناه في الكتاب الكبير ، والمناسبة حينئذ إما لأنّه عند مشاهدة الحيتان تذكرعليه‌السلام فأخبرّ به ، أو لكون هذه الحيتان هي التي تظهر في القبرّ ، وإن كان بعيداً ، مع أنّه لا ضرورة في المناسبة بين الكلامين ، « والبارحة » الليلة الماضية.

الحديث السابع : ضعيف كالموثق.

« اشتكيت » أي مرضت « تعال » بفتح اللام أمر من باب تفاعل أي أقبل ، وكان هذه الأخبار ممّا لا تكاد تصح إلّا بالقول بالأجساد المثالية.

الحديث الثامن : حسن.

« النصر » أي النصرة والمراد سببها أي الملائكة ، وما قيل : أنّه اسم ملك فلا يخفى بعده « حتّى كان بين السماء » في بعض النسخ « ما بين » ولعلّه بيان لكثرتهم ، أي ملأ ما بين السماء والأرض أو المراد خير بين الأمرين عند ما كانوا بين السماء والأرض ولم ينزلوا بعد.

__________________

(١) نضب الماء : غار في الأرض.

١٣٣

( باب )

( أن الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون علم ما كان وما يكون و أنّه )

( لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم )

١ - أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن سيف التمّار قال :كنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال :علينا عين فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحداً فقلنا ليس علينا عين فقال :وربّ الكعبة وربّ البنيّة - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى والخضرعليهما‌السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة وقد ورثناه

________________________________________________________

باب أن الأئمة عليهم‌السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنّه لا يخفى عليهم

الشيء صلوات الله عليهم

الحديث الأوّل : ضعيف.

« جماعة » منصوب على الاختصاص أو على الحاليّة عن ضمير « كنّا ».

« علينا » استفهام والعين الرقيب والجاسوس و « يمنة ويسرة » بفتحهما منصوبان بالظرفيّة ، أي في ناحية اليمين وناحية اليسار ، والبنية كصنيعة الكعبة « ولم يعطيا علم ما هو كائن » أي جميعها ، وإلّا فكان قصة الغلام من جملة ما يكون ، إلّا أن يقال :المراد به الأمور المتعلقة بما سيكون ومتعلق ذلك الأمر كان الغلام الموجود ، لكن قد أوردنا في باب أحوال موسى والخضر من كتابنا الكبير ما يأبى عن هذا التأويل والأوّل أظهر ، وفي البصائر هكذا : ولم يعطيا علم ما هو كائن وأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطي علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فورثناه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وراثة.

فإن قيل : سؤالهعليه‌السلام ينافي علمهعليه‌السلام بما كان وما هو كائن؟

قلت : قد مرّ وسيأتي أنهمعليه‌السلام ليسوا بمكلّفين بالعمل بهذا العلم فلا بدّ لهم من العمل بما يوجب التقيّة ظاهراً ، أو يقال :لعلهم يحتاجون في العلم على هذا الوجه

١٣٤

من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وراثة.

٢ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة وعدَّة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيدة وعبد الله بن بشرّ الخثعمي سمعوا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون قال :ثمّ مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبرّ على من سمعه منه فقال :علمت ذلك من كتاب الله عزّ وجلّ إن الله عزّ وجلّ يقول فيه تبيان كلّ شيء.

٣ - عليُّ بن محمّد ، عن سهل ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن جماعة بن سعد الخثعمي أنّه قال :كان المفضل عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال :له المفضّل جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبرّ السماء قال :لا الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثمّ يحجب عنه خبرّ السماء صباحاً ومساء.

________________________________________________________

إلى مراجعة إلى الكتب أو توجّه إلى عالم القدس في بعض الأحيان.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

« فيه تبيان كلّ شيء » لعلّه نقل بالمعنى ، فإن في المصاحف «وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكلّ شَيْءٍ » أو كان في قراءتهمعليهم‌السلام كذلك.

الحديث الثالث : وفي الرجال : جماعة بن سعد الجعفي وضعّفه ابن الغضائري « خبرّ السماء » أي الخبر النازل من السماء سواء نزل عليه بالتحديث أو نزل على من قبله وقيل : المراد به أحوال السماوات وما فيها وأهلها والأوّل أظهر ، وكون مثل هذا العالم بين العباد لطف ورأفة بالنسبة إليهم ليرجعوا إليه في كلّ ما يحتاجون إليه في دينهم ودنيأهمّ والله أرأف من أن يمنعهم مثل هذا اللطف ، ويفرض طاعة من ليس كذلك فيصير سبباً لمزيد تحيرهم ، وذكر الصباح والمساء على المثال أو لأنّهما وقت الاستفادة ، أو لأنّه ينزل ما يحتاج إليه الإمام في اليوم صباحاً ، وما يحتاج إليه في الليل مساء.

١٣٥

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس الكناسيّ قال :سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول وعنده أناس من أصحابه عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمّة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقّنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حقّ معرفتنا والتسليم لأمرنا أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثمّ يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض

________________________________________________________

الحديث الرابع : صحيح.

« ثمّ يكسرون حجّتهم » أي على المخالفين لأن حجتهم على المخالفين أن إمامهم يعلم ما لا يعلم إمامهم ، ولا بد أن يكون الإمام كاملا في العلم ، وإمام المخالفين ناقص جاهل ، فإذا اعترفوا في إمامهم أيضاً بالجهل كسروا وأبطلوا حجتهم وخصموا أنفسهم(١) أي قالوا بشيء إن تمسك به المخالفون غلبوا عليهم ، فإن لهم أن يقولوا : لا فرق بين إمامنّا وإمامكم ، أو المعنى كسروا حجتهم في هذا الكلام إذ للمعارض لهم في هذا المدعى أن يحتجّ عليهم بأنّ خليفة الرسول والقائم مقامه لا بدّ أن يكون مثله في الصفات بالعقل والنقل ، وخصموا أنفسهم أي قالوا بشيء ينافي ما ادعوه في الإمامة ، يقال : خصمه كضربه إذا غلب عليه في الخصومة.

« وينقصونا حقّنا » مأخوذ من نقص ، المتعدي إلى مفعولين ، يقال : نقصه حقّه إذا لم يؤد إليه حقه أو حقّنا بدل من الضمير « ويعيبون ذلك » أي أداء حقّنا وعرفان أمرنا على من أعطاه الله برهان حقّ معرفتنا من الكتاب والسنة ، فأقروا بغاية علمنّا « والتسليم لأمرنا » أي الإذعان والتصديق بما أوصل إليه من الأمور المنسوبة إلينا من وفور علومنّا وفضائلنا وعلو درجاتنا أو لأمر الإمامة لأن القول به يستلزم القول بكمالهم في جميع الأمور.

__________________

(١) كذا في الأصل وتوافقه نسخة من المخطوطين ، وفي نسخة « ويخصمون أنفسهم أي يقولون » وكذا فيما يأتي ، ولعلّه من الناسخ ، غيره ليوافق المتن.

١٣٦

ويقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم ؟! فقال :له حمران جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر قيام عليّ بن أبي طالب والحسن والحسينعليه‌السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عزَّ ذكره وما أصيبوا من قتل الطواغيت إيأهمّ والظفر بهم حتّى قتلوا وغلبوا فقال :أبو جعفرعليه‌السلام يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ثمّ أجراه فبتقدّم علم إليهم من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام عليُّ والحسن والحسينعليه‌السلام وبعلم صمت من صمت منّا ولو أنّهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر الله عزّ وجلّ وإظهار الطواغيت عليهم سألوا الله

________________________________________________________

« ثمّ يخفى » ثمّ للتراخي في المرتبة و « مواد العلم » ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه ممّا ينزل عليهم في ليلة القدر وغيرها ، والمادة الزيادة المتصلة « فيما يرد عليهم » أي من القضايا وما يسألون عنه من الأخبار و « من » في قوله « ممّا فيه » لبيان العلم فيما يرد عليهم وقوام دينهم ، كما يكون في القضايا والأحكام كذلك يكون في الإخبار بالحوادث والغيوب ، لأنّه سبب لصحّة أيمانهم وزيادة يقينهم في إمامة أئمّتهم.

« وأ رأيت » أي أخبرني ما كان من تلك الأمور لأي سبب كان ، فإن هذا يوهم عدم علمهم بما يكون قبل وقوعه ، أو يلزم أنّهم ألقوا بأيديهم إلى التهلكة كما مر في الباب السابق « على سبيل الاختيار » في أكثر النسخ بالياء المثناة التحتانية ، أي وقع ما وقع عليهم برضأهمّ ، وبعد أن أخبروا بذلك واختاروه ، ولذا لم يفروا منه وسلموا وفعلوا ما أمروا به ذلك ، وفي بعض النسخ بالباء الموحدّة أي على سبيل الابتلاء والامتحان ، والأوّل أوفق بما سيأتي في هذا الخبر وبما مر وسيأتي في غيره من الأخبار ، وكذا التفريع في قوله « فبتقدّم علم » به أنسب ، والظرفان أعني إليهم ومن رسول الله حالان عن علم أو نعتان له ، والقيام الإعلان بدعوى الإمامة ، والصمت ترك الإعلان وكذا قوله : « ولو أنهم » بيان لكون وقوع تلك الأمور باختيارهم ورضاهم على سبيل التسليم والرضا بقضاء الله.

١٣٧

عزَّ وجلَّ أن يدفع عنهم ذلك وألحّوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم إذاً لأجابهم ودفع ذلك عنهم ثمّ كان انقضاء مدّة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدَّد ، وما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم.

٥ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليّ بن معبد ، عن هشام بن الحكم قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول يقولون كذا وكذا قال :فيقول قل كذا وكذا قلت جعلت فداك هذا الحلال وهذا الحرام أعلم أنك صاحبه وأنك أعلم النّاس به وهذا هو الكلام فقال :لي ويك يا هشام لا يحتج الله تبارك وتعالى على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلُّ ما

________________________________________________________

« حيث » ظرف مكان استعمل في الزمان « إذاً لأجابهم » جواب لو « من سلك » أي من انقطاع سلك ، والتبدد التفرق و « الاقتراف » الاكتساب.

والحاصل أنّهم ليسوا داخلين تحت قوله : «ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » والخطّاب في تلك الآية إنما توجه إلى أرباب الخطايا والمعاصي من الأمة وفيهم إنما هي لرفع درجاتهم « فلا تذهبن بك المذاهب » الباء للتعدية ، والمذاهب الأهواء المضلة ، أي لا تتوهمن أن ذلك لصدور معصية عنهم ، أو لنقص قدرهم وحط منزلتهم عند الله ، أو أنهم لم يكونوا يعلمون ما يصيبهم.

الحديث الخامس : مجهول.

« عن خمسمأة حرف » أي مسألة ، وإطلاق الحرف على الجملة بل على جمل موردة لمعنى واحد شائع « فأقبلت » أي شرعت ، وضمير يقولون للمتكلمين من العامّة وقوله « هذا » مبتدأ و « أعلم » خبره « يا هشام » في بعض النسخ « ويسك يا هشام(١) » قال :في القاموس ويس كلمة يستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبيّ « يحتج الله »

__________________

(١) والظاهر ما هو في المتن ، و « ويسك » مصحف « ويك ».

١٣٨

يحتاجون إليه.

٦ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال :سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول لا والله لا يكون عالم جاهلاً أبداً عالـماً بشيء جاهلا بشيء ثمّ قال :الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه ثمّ قال :لا يحجب ذلك عنه.

( باب )

( أن الله عزّ وجلّ لم يعلم نبيه علـماً إلّا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين )

( و أنه كان شريكه في العلم )

١ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة ، عن عبد الله بن سليمان ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إنًّ جبرئيلعليه‌السلام أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برمانتين فأكلّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إحداهما وكسر الأخرى بنصفين

________________________________________________________

استفهام إنكار وفي بعض النسخ : لا يحتج الله.

الحديث السادس : مجهول.

« لا يكون عالم » أي من وصفه الله في كتابه بالعلم ، أو عالم افترض الله على النّاس طاعته ، أو من يستحقّ أن يسمى عالـماً والأوسط أظهر بقرينة آخر الخبر « جاهلا » أي شيء ممّا يحتاج النّاس إليه « عالـماً بشيء جاهلا بشيء » بدل تفصيل لقوله جاهلاً ، والحاصل أن العالم الحقيقي من يكون عالـماً بجميع ما يحتاج إليه الأمة وإلّا فليس أحد من النّاس لا يعلم شيئاً والمراد بعلم السماء علم حقيقة السماء وما فيها من الكواكب وحركاتها وأوضاعها ومن فيها من الملائكة ودرجاتهم وأعمالهم وأحوالهم ومنازلهم ، أو المراد به العلم الذي يأتي من جهة السماء ، وكذا علم الأرض يحتمل الوجهين ويمكن التعميم فيهما معاً.

باب أن الله عزّ وجلّ لم يعلم نبيّه علـماً إلّا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين (ع)

وأنه كان شريكه في العلم عليهما‌السلام

الحديث الأوّل : مجهول.

١٣٩

فأكلّ نصفاً وأطعم عليّاً نصفاً ثمّ قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان قال :لا قال :أما الأولى فالنبوَّة ليس لك فيها نصيب وأما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه فقلت أصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه قال :لم يعلم الله محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علـماً إلّا وأمره أن يعلمه عليّاًعليه‌السلام .

٢ - عليّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :نزل جبرئيلعليه‌السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برمانتين من الجنّة فأعطاه إياهما فأكلّ واحدة وكسر الأخرى بنصفين فأعطى عليّاًعليه‌السلام نصفها فأكلها فقال :يا عليّ أما الرمانة الأولى التي أكلتها فالنبوَّة ليس لك فيها شيء وأما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن ابن أذينة ، عن محمّد بن مسلم قال :سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول نزل جبرئيل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برمانتين من الجنّة فلقيه عليّعليه‌السلام فقال :ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك فقال :أما هذه فالنبوَّة ليس لك فيها نصيب وأما هذه فالعلم ثمّ فلقها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نصفها ثمّ قال :

________________________________________________________

« أمّا الأولى فالنبوّة » أي إحداهما بإزاء النبوَّة والأخرى بإزاء العلم ، ويمكن أن يكون لإحداهما مدخل في تقوية النبوَّة وللأخرى في تقوية العلم.

قوله : كيف كان ، لـمّا كان المتبادر من الشركة في أمر اختصاص كلّ من الشريكين بحصة فيه ليس للآخر فيها نصيب وهو ليس بمراد ، سأل عن كيفية الشركة ، وكان فيه مدح الرمّان وأنّه يوجب تنوير القلب كما صرّح به في أخبار أخر.

الحديث الثاني : حسن.

قوله : فهو العلم ، تذكير الضمير للخبر.

الحديث الثالث : موثق.

قوله : وأنا شريكك فيه ، ليس بمناف لما مرّ في الخبر ، إذ التفاوت إنّما هو في

١٤٠