مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 43553
تحميل: 6778


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43553 / تحميل: 6778
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

( باب )

( في أن الأئمّة بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول )

( فيهم بالنبوة )

١ - أبو عليّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن حمران بن أعين قال :قلت لأبي جعفرعليه‌السلام ما موضع العلماء قال :مثل ذي القرنين وصاحب سليمان وصاحب موسىعليهم‌السلام .

________________________________________________________

باب في أن الأئمة عليهم‌السلام بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول

فيهم بالنبوة.

أقول : المراد بالكراهيّة هنا الحرمة بل هو موجب الكفر قطعاً.

الحديث الأول : حسن.

« موضع العلماء » أي علماء أهل البيتعليهم‌السلام والتشبيه في عدم كونهم أنبياء مع وفور علمهم ووجوب طاعتهم ، وإن كان في المشبّه أقوى.

والمراد بصاحب موسى إمّا يوشععليه‌السلام كما صرّح به في بعض الأخبار أو الخضرعليه‌السلام كما يدلّ عليه بعضها ، فيدلّ على عدم نبوة واحد منهما ، ويمكن أن يكون المراد عدم نبوته في تلك الحال ، فلا ينافي نبوته بعد في الأوّل ، وقيل في الثاني ، ويحتمل أن يكون التشبيه في محض متابعة نبيّ آخر وسماع الوحي لكن التخصيص يأبى ذلك كما لا يخفى.

وممّا يدلّ على كون المراد بصاحب موسى الخضرعليه‌السلام ما رواه الصفار بإسناده عن الثمالي قال : قلت لأبي جعفرعليه‌السلام أيّ شيء المحدث؟ فقال : ينكت في أذنه فيسمع طنيناً كطنين الطست ، أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة عليّ الطست ، فقلت : نبيّ؟ قال : لا مثل الخضر ، ومثل ذي القرنين ، وسيأتي التصريح بيوشع في بعض الأخبار الآتية.

١٦١

٢ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء قال :قال :أبو عبد اللهعليه‌السلام إنما الوقوف علينا في الحلال والحرام فأمّا النبوّة فلا.

٣ - محمّد بن يحيى الأشعري ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبيّ ، عن أيّوب بن الحرّ قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إنَّ الله عزَّ ذكره ختم بنبيّكم النبيّين فلا نبيّ بعده أبداً وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبداً وأنزل فيه تبيان كلّ شيء وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنّة والنار وما أنتم صائرون إليه.

٤ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة قال :قال :أبو جعفرعليه‌السلام

________________________________________________________

الحديث الثاني حسن.

« إنّما الوقوف علينا » أي إنّما يجب عليكم أن تقوموا عندنا وتعكفوا على أبوابنا و [ لا ] تكونوا معنا لاستعلام الحلال والحرام ، لا أن تقولوا بنبوتنا ، أو إنّما لكم أن تقفوا لنا وتقتصروا على الحكم بإثبات علم الحلال والحرام لنا ، وإنّا نوّاب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيان ذلك لكم ، ولا تتجاوزوا بنا إلى إثبات النبوةّ.

الحديث الثالث صحيح.

« وخلقكم » بسكون اللام إمّا منصوب بالعطف على تبيان أو مجرور بالعطف على كلّ شيء « ونبأ ما قبلكم » أي من الأمم والأنبياء وما أنزل إليهم « وفصل ما بينكم » من الشرائع والأحكام أو الأعمّ منهما ومن سائر الأمور الدينيّة والدنيويّة والمسائل الغامضة « وخبر ما بعدكم من الأمم » وما يحدث في السماوات والأرض وما أنتم صائرون إليه في الدنيا والآخرة من أحوال البرزخ والبعث والنشور ، ومن يصير إلى الجنّة أو إلى النار.

الحديث الرابع موثق

١٦٢

إنّ عليّاًعليه‌السلام كان محدّثاً فقلت : فتقول نبيُّ ؟ قال :فحرَّك بيده هكذا ، ثمّ قال :أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أوما بلغكم أنّه قال :وفيكم مثله ؟.

________________________________________________________

« فحرّك بيده هكذا » الباء لتقوية التعدية ، والراوي حرك يده إلى فوق حكاية لفعلهعليه‌السلام فقال :هكذا أي أشارعليه‌السلام بيده هكذا ، مبالغة لنفي النبوَّة « ثمّ قال :أو كصاحب سليمان » وكلمة « أو » بمعنى بل كما قيل في قوله تعالى : «مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ »(١) أو المعنى لا تقل أنّه نبيّ بل قل : محدث أو كصاحب سليمان ، أو المعنى أن تحديث الملك قد يكون للنبيّ وقد يكون لغيره كصاحب سليمان « أوما بلغكم » بهمزة الاستفهام وواو العطف على مقدّر ، وهذا إشارة إلى ما رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه سئل عن ذي القرنين أنبيّاً كان أم ملكا؟ فقال : لا نبيّاً ولا ملكا ، عبد أحب الله فأحبّه الله ونصح الله فنصح له ، فبعثه إلى قومه فضربوه على قرنه الأيمن فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثمّ بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسرّ فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثمّ بعثه الثالثة فمكن الله له في الأرض ، وفيكم مثله يعني نفسه ، وروى مثله الزمخشري في الكشاف.

ويحتمل إرجاع الضمير إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لكونه معلوما لرواية مثله عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال :صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن عليّاً ذو قرني هذه الأمة.

قال :النهاية فيه أنّه قال :لعليّعليه‌السلام : إن لك بيتا في الجنّة ، وإنك ذو قرنيها أي طرفي الجنّة وجانبيها ، قال :أبو عبيد : وأنا أحسب أنّه أراد ذو قرني الأمة فأضمر ، وقيل : أراد الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ومنه حديث عليّعليه‌السلام وذكر قصة ذي القرنين ، ثمّ قال : وفيكم مثله ، فنرى أنّه عنى نفسه لأنّه ضرب على رأسه ضربتين إحداهما يوم الخندق ، والأخرى ضربة ابن ملجم ، وذو القرنين هو الإسكندر سمي بذلك لأنّه ملك الشرق والغرب ، وقيل : لأنّه كان في رأسه شبه قرنين ، وقيل : رأى في النوم أنّه أخذ بقرني الشمس ، انتهى.

__________________

(١) سورة الصافات : ١٤٧.

١٦٣

٥ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن أذينة ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليه‌السلام قال :قلت له ما منزلتكم ومن تشبهون ممن مضى قال :صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيّين.

٦ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير قال :قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن قوماً يزعمون أنكم آلهة - يتلون بذلك علينا قرآناً : «وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ »(١) فقال :يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة إلّا وهو ساخط عليهم قال :قلت :

________________________________________________________

وأقول : قيل لأنّه عاش قرنين ، وأمير المؤمنينعليه‌السلام عاش قرنين قرناً في حياة النبيّ وقرناً بعد وفاته ، والذي يظهر من الخبر السابق أن التشبيه باعتبار الضربتين والرجوع إلى الدنيا واستيلائه على شرق الأرض وغربها.

الحديث الخامس حسن.

« صاحب موسى » أي تشبه صاحب موسى « كانا عالمين » استيناف لبيان وجه الشبه ، أي التشبيه في أنها كانا عالمين بالعلوم الدينية وكاملين في صنوف العلم ، ولم يكونا نبيين فلا ينافي كونهم أفضل منهما ومن سائر الأنبياء ، ولا يلزم في كلّ تشبيه كون المشبه به أفضل من المشبه ، بل يكفي كونه أشهر وأعرف عند المخاطب.

الحديث السادس حسن.

« يتلون علينا » قد مرّ الكلام فيه في كتاب التوحيد ، وأنّ هؤلاء الزنادقة زعموا أنّ إله السماء غير إله الأرض ، وأنّ الله سبحانه إله السماء وكلّ إمام إله الأرض وجعلوا قوله : «وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ » جملة مستقبلة معطوفة على حملة الضمير والموصول ، مع أن الآية مسوقة لتأكيد التوحيد ، والظرف في الموضعين متعلق بإله ، لكونه بمعنى المعبود ، « وإله » خبر مبتدأ محذوف هو ضمير الموصول ، والتقدير وهو

__________________

(١) سورة الزخرف : ٨٣.

١٦٤

وعندنا قوم يزعمون أنّكم رسل يقرءون علينا بذلك قرآنا - «يا أيّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ »(١) فقال :يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ورسوله ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة إلّا وهو ساخط عليهم قال :قلت فما أنتم قال :نحن خزان علم الله نحن تراجمة أمر الله نحن قوم معصومون أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض.

________________________________________________________

الذي هو إله في السماء وإله في الأرض ، أي مستحقّ لأن يعبد فيهما أو الإله بمعنى الخالق ، أي هو الخالق فيهما.

قوله : يقرؤن علينا بذلك قرآنا ، لعلّ مناط استدلالهم بها توهم أن المراد بالرسل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّةعليهم‌السلام بناء على زعمهم أن هذا الخطّاب كسائر الخطابات القرآنية متوجه إلى الموجودين ، وإلى من سيوجد تبعا ، والجواب أنّه يمكن أن يكون الخطّاب متوجها إلى الموجود وإلى من مضى تبعا بل على زعمهم يمكن أن يكون إطلاق الرسل عليهم على التغليب الشائع ، وذكر المفسرون أنّه نداء وخطاب لجميع الأنبياء لا على أنهم خوطبوا بذلك دفعة لأنّهم أرسلوا في أزمنة مختلفة ، بل على معنى أن كلا منهم خوطب به في زمانه ، وفيه تنبيّه على أن الأمر بأكلّ الطيبات لم يكن له خاصة ، بل كان لجميع الأنبياء ، وحجّة على رفض أكلها تقربا إلى الله تعالى ، وقيل : النداء لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والجمع للتعظيم ، والطيبات يحتمل المستلذات أو المحللات ، فإنّهم لا يرتكبون المحرمات والشبهات ، ولذا ورد أن الحلال قوت المصطفين.

والتراجمة بفتح التاء وكسر الجيم جمع الترجمان ، أي المفسّرون لأوامر الله النازلة في القرآن أو الأعم.

« نحن الحجّة البالغة » أي الكاملة ، إشارة إلى قوله تعالى «فَلِلَّهِ الحجّة الْبالِغَةُ ».(٢)

__________________

(١) سورة المؤمنون : ٥١.

(٢) سورة الأنعام : ١٤٩.

١٦٥

٧ - عدةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن بحرّ ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن مسلم قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول الأئمّة بمنزلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلّا أنّهم ليسوا بأنبياء ولا يحلُّ لهم من النساء ما يحلُّ للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأمّا ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

باب

( أن الأئمة عليهم‌السلام محدثون مفهمون )

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبيد بن زرارة قال :أرسل أبو جعفرعليه‌السلام إلى زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة أن أوصياء محمّد عليه وعليهم‌السلام محدثون.

________________________________________________________

الحديث السابع ضعيف.

ويدلّ على أنّه لا يحلّ للأئمةعليهم‌السلام ما يخصّ حلّها بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الزائد على الأربع ، والموهوبة وأشباههما ، واشتراك سائر الخصائص بينه وبينهم صلوات الله عليهم ، إلّا أن يحمل ذكر النساء على المثال.

باب أن الأئمّة عليهم‌السلام محدثون مفهمون.

الحديث الأول : ضعيف.

والحكم كان بتريّاً زيديّاً(١) وحكي عن عليّ بن الحسين بن فضّال أنّه قال : كان الحكم من فقهاء العامة وكان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن يروا هذا الأمر ، ولعلّ إعلامه هذا ليعلم أن زيداً وأضرابه وأحزابه ليسوا مستأهلين للإمامة والوصاية ، لأنّه كان يعلم أنّهم ليسوا كذلك ، والمحدّث كمعظّم من يحدثه الملك.

__________________

(١) قال :الطريحي ( ره ) البُترية - بضمّ الموحدّة فاسكون - فرق من الزيديّة قيل : نسبوا إلى المغيرة بن سعد ولقبه الأبتر ، وقيل : البترية هم أصحاب كثير النوّاء الحسن بن أبي صالح وسالم بن أبي حفصة والحكم بن عتيبة وسلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحدَّاد وهم الذين دعوا إلى ولاية عليعليه‌السلام فخلطوها بولاية أبي بكر وعمر ويثبتون لهم الإمامة ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعايشة ويرون الخروج مع ولد عليّعليه‌السلام .

١٦٦

٢ - محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عتيبة قال :دخلت على عليّ بن الحسينعليه‌السلام يوماً فقال :يا حكم هل تدري الآية التي كان عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام يعرف قاتله بها ويعرف بها الأمور العظام الّتي كان يحدّث بها النّاس قال :الحكم فقلت في نفسي قد وقعت على علم من علم عليّ بن الحسين أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال :فقلت لا والله لا أعلم ، قال :ثمّ قلت : الآية تخبرني بها يا ابن رسول الله ؟ قال :هو والله قول الله عزَّ ذكره : « وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبيّ ( ولا محدَّث ) » وكان عليُّ بن أبي طالبعليه‌السلام محدَّثاً فقال :له رجلٌ - يقال :له عبد الله بن زيد ، كان أخا عليّ لأمّه - : سبحان

________________________________________________________

الحديث الثاني ضعيف.

« يعرف قاتله بها » الباء دخلت على الواسطة في الإثبات وتوهّم الحكم دخوله على الواسطة في الثبوت ، فطمع في المحال ، وهو كون آية واحدة تبياناً لكلّ شيء « الآية » منصوب « وتخبرني » بمعنى أخبرني ، والاستفهام مقدّر « قال :هو والله » تذكير الضمير لمناسبة الخبر أو لرجوعه إلى مطلوب السائل ، أو بتأويل القول ويدلّ على أنّه كان في القرآن « ولا محدث » فأسقطوه.

« فقال :له رجل » قيل : « فقال :» كلام زياد بن سوقة ، وضمير « له » للحكم ، وهذه الحكاية كانت بعد وفاة عليّ بن الحسين في مجلس الباقرعليهم‌السلام ، ولا يخفى ما فيه من التكلف.

والذي ظهر لي أنّه اشتبه على المصنف (ره) أو النساخ فوصلوا إلى آخر حديث آخر(١) فأنّه روى الصفار في البصائر خبر ابن عتيبة إلى قوله : ولا محدّث ، وزاد فيه : فقلت : أكان عليّ بن أبي طالب محدّثاً ؟ قال : نعمّ ، وكلّ إمام منّا أهل البيت فهو محدّث ، ثمّ روي بسند آخر عن حمران عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أهل بيتي إثنا عشر محدّثاً ، فقال :له عبد الله بن زيد : وكان أخا عليّ

__________________

(١) وفي نسخة « فوصلوا آخر حديث بأول حديث آخر ».

١٦٧

الله محدّثاً ؟! كأنّه ينكر ذلك فأقبل علينا أبو جعفرعليه‌السلام فقال :أما والله إن ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك قال :فلـمّا قال :ذلك سكت الرجل فقال :هي الّتي هلك فيها أبو الخطّاب فلم يدر ما تأويل المحدَّث والنبيّ.

________________________________________________________

لأمّه ، سبحان الله وساق الخبر إلى آخره.

وأمّا كون عبد الله أخا عليّ بن الحسينعليه‌السلام لأمه فهو ممّا ذكره العامّة في كتبهم ففي مختصر تهذيب الكمال : عليّ بن الحسين أمّه أمّ ولد اسمها غزالة خلّف عليها بعد الحسين زيد مولى للحسين بن عليّ فولدت له عبد الله بن زيد ، انتهى.

والحقّ أنّه لم يكن أخاه حقيقة بل قيل : إن أم عبد الله كانت أرضعتهعليه‌السلام فكان أخاً رضاعيّاً لهعليه‌السلام ، وقال :ابن داود : عبد الله كان أمة وشيكة ظئر عليّ بن الحسينعليه‌السلام وكان يدعوها أما وهي التي زوجها فعابه عبد الملك بن مروان بأنّه زوج أمّه توهّماً أنّها والدته ، وكانت والدته شهربانويه وقد توفّيت وهو طفل.

وروى الصدوق في العيون عن الحسين بن محمّد البيهقي عن محمّد بن يحيى الصولي عن عون بن محمّد عن سهل بن القاسم القوشجاني ، قال : قال :لي الرضاعليه‌السلام بخراسان :

إن بيننا وبينكم نسب ، قلت : ما هو أيّها الأمير ، قال : إن عبد الله بن عامر بن كربز لـمّا افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما إلى عثمان بن عفّان ، فوهب إحداهما للحسن والأخرى للحسينعليهما‌السلام ، فماتتا عنده نفساوين وكانت صاحبة الحسينعليه‌السلام نفست بعليّ بن الحسينعليه‌السلام فكفل عليّاًعليه‌السلام بعض أمهّات ولد أبيه ، فنشأ وهو لا يعرف أمّا غيرها ، ثمّ علم أنّها مولاته وكان النّاس يسمونها أمّه وزعموا أنّه زوّج أمّه ومعاذ الله إنّما زوّج هذه على ما ذكرنا.

وكان سبب ذلك أنّه واقع بعض نسائه ثمّ خرج يغتسل ، فلقيته أمه هذه ، فقال :لها : إن كان في نفسك من هذا الأمر شيء فاتقي الله وأعلميني ، فقالت : نعمّ ، فزوّجها ، فقال :ناس : زوج عليّ بن الحسينعليه‌السلام أمه قال :عون : قال :لي سهل بن القاسم : ما بقي طالبيّ عندنا إلّا كتب هذا الحديث عن الرضاعليه‌السلام .

« هي التّي » الضمير راجع إلى الآية أو إلى مسألة الفرق بين النبيّ والمحدّث ،

١٦٨

٣ - أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن إسماعيل قال :سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول الأئمّة علماء صادقون مفهمّون محدَّثون.

٤ - عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن رجل ، عن محمّد بن مسلم قال :ذكر المحدّث عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال :أنّه يسمع الصوت ولا يرى الشخص فقلت له جعلت فداك كيف يعلم أنّه كلام الملك قال :أنّه يعطى السكينة والوقار حتّى يعلم أنّه كلام ملك.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى

________________________________________________________

وأبو الخطاب هو محمّد بن مقلاص وكان يقول : أنّ الأئمةعليهم‌السلام أنبياء لـمّا سمع أنّهم محدّثون ولم يفرّق بين المحدّث والنبيّ ، ثمّ عدل عنه وكان يقول : إنّهم آلهة كما ذكره الشهرستاني في كتاب الملل والنحل.

الحديث الثالث صحيح.

« علماء » أي هم العلماء المذكورون في قوله تعالى : «هَلْ يَسْتَوِي الذّين يَعْلَمُونَ »(١) الآية ، وغيرها.

« صادقون » إشارة إلى قوله سبحانه : «وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ »(٢) .

« مفّهمون » من جهة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهّمهم القرآن وتفسيره وتأويله وغير ذلك من العلوم والمعارف « محدّثون » من الملك.

الحديث الرابع : مرسل.

وكنّى بالسكينة والوقار عن سكون النفس وطمأنينة القلب اللّذين يدلّان على أنّ ما يلقى إليهم من الملك ، والحاصل أنّه تعالى يلقى عليه علـماً ضروريّاً بذلك أو ينصب له معجزات وعلامات بها يتيقّن ذلك.

الحديث الخامس : حسن موثق.

__________________

(١) سورة الزمر : ٩.

(٢) سورة التوبة : ١١٩.

١٦٩

عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران بن أعين قال :قال :أبو جعفرعليه‌السلام إنّ عليّاًعليه‌السلام كان محدّثاً ، فخرجت إلى أصحابي فقلت جئتكم بعجيبة فقالوا وما هي فقلت سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول كان عليُّعليه‌السلام محدَّثاً فقالوا : ما صنعت شيئاً إلّا سألته من كان يحدّثه ، فرجعت إليه فقلت إنّي حدَّثت أصحابي بما حدَّثتني فقالوا : ما صنعت شيئاً إلّا سألته من كان يحدّثه فقال :لي يحدّثه ملك قلت تقول أنّه نبيّ قال :فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أوما بلغكم أنّه قال :وفيكم مثله.

باب

( فيه ذكر الأرواح التي في الأئمّة عليهم‌السلام )

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليمانيّ ، عن جابر الجعفيّ قال :قال :أبو عبد اللهعليه‌السلام يا جابرّ إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف وهو قول الله عزّ وجلّ : «وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ »(١) فالسابقون هم رسل اللهعليهم‌السلام

________________________________________________________

باب في (٢) ذكر الأرواح التي في الأئمّة عليهم‌السلام

الحديث الأوّل : صحيح.

«وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً » أي أصنافاً ثلاثة «فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ » الاستفهام للتعجّب من علوّ حالهم ، والجملة الاستفهامية خبر بإقامة الظاهر مقام الضمير ، وسموا أصحاب الميمنة لأنّهم عند أخذ الميثاق كانوا على اليمين ، أو يكونون عند الحشرّ عن يمين العرش أو يؤتون صحائفهم بإيمانهم في القيامة ، أو لأنّهم أهل اليمن والبركة وأصحاب المشيمة على خلاف ذلك «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ » أي الذّين سبقوا الإيمان والطاعة بعد ظهور الحقّ ، أو سبقوا إلى حيازة الفضائل والكمالات ، أو الأنبياء

__________________

(١) سورة الواقعة : ٦ - ١١.

(٢) كذا في النسخ.

١٧٠

وخاصّة الله من خلقه ، جعل فيهم خمسة أرواح أيّدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء ، وأيّدهم

________________________________________________________

والأوصياء فإنّهم مقدّموا أهل الإيمان هم الذّين عرفت حالهم ومالهم ، كقول أبي النجم : وشعري شعري(١) ، أو الذّين سبقوا إلى الجنة أولئك المقرّبون ، أي الذّين قربت درجاتهم في الجنّة وأعليت مراتبهم.

« وخاصّة الله » أي الأوصياء الذّين اختصّهم الله لخلافته.

« جعل فيهم خمسة أرواح » الرّوح يطلق على النفس الناطقة ، وعلى الروح الحيوانية السارية في البدن ، وعلى خلق عظيم إما من جنس الملائكة أو أعظم من الملائكة كما قال :تعالى : «يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا »(٢) والأرواح المذكورة هنا يمكن أن تكون أرواحاً مختلفة متباينة بعضها في البدن وبعضها خارجة عنه ، أو يكون المراد بالجميع النفس الناطقة الإنسانية باعتبار أعمالها ودرجاتها ومراتبها في الطاعة ، وكما يطلق عليها العقل الهيولاني والعقل بالملكة ، والعقل بالفعل ، والعقل المستفاد بحسب مراتبها في العلم والمعرفة.

ويحتمل أن يكون روح القوّة والشهوة والمدرج كلّها الروح الحيوانيّة وروح القدس النفس الناطقة بحسب كمالاتها ، أو تكون الأربعة سوى روح القدس مراتب النفس ، وروح القدس الخلق الأعظم ، فإنّ ظاهر أكثر الأخبار مباينة روح القدس للنفس.

ويحتمل أن يكون ارتباط روح القدس متفرعة على حصول تلك الحالة القدسيّة للنفس فتطلق روح القدس على النفس في تلك الحالة ، وعلى تلك الحالة ، وعلى جوهر القدس الذي يحصل له ارتباط بالنفس في تلك الحالة ، كما أن الحكماء يقولون : أنّ النفس بعد تخلّيها عن الملكات الّرديّة وتحلّيها بالصفات العلية وكشف الغواشي الهيولائية ونقض العلائق الجسمانيّة يحصل لها ارتباط خاصّ بالعقل الفعال كارتباط

__________________

(١) أبو النجم العجلي هو الفضل بن قدامة من رجّاز الإسلام وقوله « شعري شعري » جزء بيت وتمامه :

« أنا أبو النجم وشعري شعري

لله درّي ما يجنّ صدري »

كان من شعراء الدولة الأموية ، ومات في أواخر أيّام دولتهم وله حكاية لطيفة مع هشام بن عبد الملك.

(٢) سورة النبأ : ٣٨.

١٧١

بروح الإيمان فبه خافوا الله عزّ وجلّ وأيّدهم بروح القوّة فبه قدروا على طاعة الله وأيّدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزّ وجلّ وكرهوا معصيته وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب النّاس ويجيئون وجعل في المؤمنين وأصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوّة فبه قدروا على طاعة الله وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب النّاس ويجيؤون.

________________________________________________________

البدن بالروح ، فتطالع الأشياء فيها ويفيض منه عليها آناً فآناً وساعة فساعة ، العلوم والحكم والمعارف ، وبه يأوّلون علم ما يحدث بالليل والنهار ، وهذا وإن كان مبنيّاً على أمور أكثرها مخالفة لأصول الدين لكن إنّما ذكرنا للتشبيه والتنظير ، وعلم جميع ذلك عند العليم الخبير.

« فبه قدروا على طاعة الله » روح القوّة روح بها يقدرون على الأعمال وهي مشتركة بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال ، لكن لـمّا كان أصحاب اليمين يصرفونها في طاعة الله عبرّ عنها كذلك ، وكذا روح الشهوة هي ما يصير سبباً للميل إلى المشتهيات ، فأصحاب الشمال يصرفونها في المشتهيات الجسمانيّة واللذات الفانية وأصحاب اليمين يستعملونها في الشّهوات الروحانيّة والأمور الباقية.

والمدرج من قولهم : درج الرجل أي مشى.

وعدم ذكر أصحاب المشئمة لظهور أحوالهم ممّا مرّ لأنه ليس لهم روح القدس ولا روح الإيمان ففيهم الثلاثة الباقية الّتي في الحيوانات أيضاً ، ولذا قال :سبحانه «إِنْ هُمْ إلّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً »(١) وسيأتي تفصيل ذلك في خبر طويل في باب الكبائر عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وقال :بعض من يذهب مسالك الصوفية والإشراقييّن : إنّما خلقهم ثلاثة أصناف لأنّ أصول العوالم والنشئات ثلاثة : عالم الجبروت وهو عالم العقل المجرّد عن المادة

__________________

(١) سورة الفرقان : ٤٤.

١٧٢

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن موسى بن عمر ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخل ، عن جابرّ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :سألته عن علم العالم فقال :لي يا جابرّ إن في الأنبياء والأوصياء خمسة أرواح روح القدس وروح الإيمان وروح الحياة وروح القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابرّ عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى ثمّ قال :يا جابرّ إن هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلّا روح القدس فإنها لا تلهو ولا تلعب.

٣ - الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد ، عن عبد الله بن إدريس ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :سألته عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال :يا مفضّل إن الله تبارك وتعالى جعل في النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسة أرواح روح الحياة فبه دبَّ ودرج وروح القوّة فبه نهض وجاهد

________________________________________________________

والصورة وأصحابه السابقون وفيهم روح القدس ، وعالم الملكوت وهو عالم المثال والخيال المجرّد عن المادة دون الصورة ، وأصحابه أصحاب الميمنة وفيهم روح الإيمان ، وعالم الملك وهو عالم المدرج ، وعالم الغيب يشمل الأولين ، وكذا عالم الأرواح ، وربّما يطلق الملكوت أيضاً على ما يعمّهما.

الحديث الثاني : ضعيف.

وروح الحياة هنا هو روح المدرج وقال :الجوهري : حدث أمر أي وقع ، والحدث والحادثة والحدثان كلّه بمعنى ، انتهى.

والمراد هنا ما يمنعها عن أعمالها كرفع بعض الشهوات عند الشيخوخة وضعف القوي بها ، وبالأمراض ، ومفارقة روح الإيمان بارتكاب الكبائر ، وأما من اتّصف بروح القدس فلا يصيبه ما يمنعه عن العلم والمعرفة.

« ولا يلهو » أي لا يسهو عن أمر « ولا يلعب » أي لا يرتكب أمراً لا منفعة فيه.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

وإرخاء الستر إرساله ، ودبّ يدبّ دبيباً : مشى على هنيئة وسهولة

١٧٣

وروح الشهوة فبه أكلّ وشرب وأتى النساء من الحلال وروح الإيمان فبه آمن وعدل - وروح القدس فبه حمل النبوَّة فإذا قبض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انتقل روح القدس فصار إلى الإمام وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو والأربعة الأرواح تنام وتغفل وتزهو وتلهو وروح القدس كان يرى به.

باب

( الروح التي يسدد الله بها الأئمّة عليهم‌السلام )

١ - عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن أبي الصباح الكنانيّ ، عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا

________________________________________________________

« لا ينام » أي لا يعرض صاحبه الغفلة في النوم ، وليس نومه كنوم سائر النّاس كما قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنام عيني ولا ينام قلبي.

وقال :الجوهري : الزهو الكبرّ والفخر ، وحكى بعضهم الزهو الرجاء الباطل والكذب والاستخفاف « كان يرى به » على بناء المجهول أو المعلوم ، أي كان النبيّ أو الإمام يرى به ما غاب عنه في أقطار الأرض ، وما في أعنان السماء ، وأما انتقال :هذا الروح إن حملناه على خلق آخر غير النفس فانتقاله ظاهر ، وإن حملناه على النفس الكاملة فانتقاله مجاز عن انتقال :حالته وحصول شبه تلك الحالة في نفس أخرى.

باب الروح التي يسدد الله بها الأئمّة عليهم‌السلام

الحديث الأول : صحيح.

«وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ » هذه الآية بعد قوله تعالى : «وَما كانَ لِبَشرّ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إلّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ أنّه عليّ حَكِيمٌ ».

وقال :الطبرسي : أي مثل ما أوحينا إلى الأنبياء قبلك أوحينا لك ، «رُوحاً مِنْ أَمْرِنا » يعني الوحي بأمرنا ومعناه القرآن لأنّه يهتدى به ففيه حياة من موت

١٧٤

ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ »(١) قال :خلق من خلق الله عزّ وجلّ أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره ويسدّده وهو مع الأئمّة من بعده.

________________________________________________________

الكفر ، وقيل : هو روح القدس ، وقيل : هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، قالا : ولم يصعد إلى السماء وأنّه لقينا.(٢)

«ما كُنْتَ تَدْرِي » يا محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الوحي «مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ » أي ما القرآن ولا الشرائع ومعالم الإيمان ، وقيل : معناه ولا أهل الإيمان أي مسن الذي يؤمن ومن الذي لا يؤمن ، وهذا من باب حذف المضاف «وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً » أي جعلنا الروح الذي هو القرآن نوراً ، لأنّ فيه معالم الدين ، وقيل جعلنا الإيمان نورا لأنّه طريق النجاة «نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا » أي نرشده إلى الجنّة.

وقال :البيضاوي : «رُوحاً مِنْ أَمْرِنا » يعني ما أوحي إليه ، سمّاه روحاً لأنّ القلوب تحيي به ، وقيل : جبرئيلعليه‌السلام ، والمعنى أرسلنا إليك بالوحي ما كنت تدري ، أي قبل الوحي وهو دليل على أنّه لم يكن متعبّداً قبل النبوَّة بشرع ، وقيل : المراد هو الإيمان بما لا طريق إليه إلّا السمع «وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً » أي الروح أو الكتاب أو الإيمان «نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا » بالتوفيق للقبول والنظر فيه «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » هو الإسلام ، انتهى.

وقيل : قوله : من أمرنا ، صفة لروحا أو حإلّا عنه ، يعني أنّه من عالم الأمر ، وهو عالم المجرد لا من عالم الخلق وهو عالم الماديّات كما قيل في قوله تعالى : «إلّا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ »(٣) وقوله سبحانه : «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي »(٤) ومنهم من يحمل الروح على العقل وإنزاله على ارتباطه بالنفس وإشراقه عليها ، وكلّ ذلك مبني على إثبات مجرد سوى الله ، وهو ممّا لا يجترئ عليه كما عرفت مراراً لكن يمكن

__________________

(١) سورة الشورى : ٥٢.

(٢) وفي نسخة : « وأنّه لفينا » بالفاء.

(٣) سورة الأعراف : ٥٤.

(٤) سورة الإسراء : ٨٥.

١٧٥

٢ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، عن أسباط بن سالم قال :سأله رجلٌ من أهل هيت - وأنا حاضر عن قول الله عزّ وجلّ «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا » فقال :منذ أنزل الله عزّ وجلّ ذلك الروح على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما صعد إلى السماء وأنّه لفينا.

٣ - عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ «يَسْألُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ

________________________________________________________

أن يكون المراد أنّه من عالم الملكوت والسماويّات والملائكة والروحانيّات لا من عالم العناصر والأرضيات ، وقيل : كان المراد بهذا الروح غير روح القدس ، لأن روح القدس لا تفارقهم كما لا تفارقهم الأرواح الأربعة التي دونه ، وهذا الروح قد يفارقهم كما يأتي أنّه ليس كلـمّا طلب وجد إلّا أن يقال : أن روح القدس فيهم كان يبلغ إلى مقام هذا الروح وتصير متحدا معه.

الحديث الثاني : مجهول.

« وهيت » بالكسر : بلد بالعراق ، وعلى بعض الوجوه المتقدمة يكون الصعود والنزول على الاستعارة والمجاز.

الحديث الثالث : صحيح.

و «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ » قال :الطّبرسي (ره) : اختلف في الروح المسئول عنه :

أحدها : أنّهم سألوه عن الروح الذي هو في بدن الإنسان ما هو ولم يجبهم ، وسأله عن ذلك قوم من اليهود عن ابن عباس وغيره ، وعلى هذا فإنما عدلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جوابهم لعلمه بأن ذلك ادّعى لهم إلى الصلاح في الدين ، ولأنّهم كانوا بسؤالهم متعنتين لا مستفيدين ، فلو صدر الجواب لازدادوا عنادا ، وقيل : إن اليهود قالت لقريش : سلوا محمداً عن الروح فإن أجابكم فليس بنبيّ وإن لم يجبكم فهو نبيّ ، فإنا نجد في كتبنا ذلك فأمر الله سبحانه بالعدول عن جوابهم ، وأن يكلمهم في معرفة الروح على ما في عقولهم ، ليكون ذلك علـماً على صدقه ، ودلالة لنبوته.

١٧٦

الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي »(١) قال :خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مع الأئمّة وهو من الملكوت.

٤ - عليُّ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب الخزاز ، عن أبي بصير

________________________________________________________

وثانيها : أنّهم سألوه عن الروح أهي مخلوقة محدثة أم ليست كذلك؟ فقال :سبحانه : «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » ، أي من فعله وخلقه ، وكان هذا جوابا لهم عمّا سألوه عنه بعينه ، وعلى هذا فيجوز أن يكون الروح الذي سألوه عنه هو الذي به قوام الجسد على قول ابن عباس وغيره ، أم جبرئيل على قول الحسن وقتادة أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه ، لكلّ وجه سبعون ألف لسان يسبّح الله تعالى بجميع ذلك ، على ما روي عن عليّعليه‌السلام ، أم عيسى فأنّه سمّي بالروح.

وثالثها : أن المشركين سألوه عن الروح الذي هو القرآن كيف يلقاك به الملك وكيف صار معجزا؟ وكيف صار نظمه وترتيبه مخالفا لأنواع كلامنّا من الخطب والأشعار وقد سمى الله سبحانه القرآن روحا في قوله : و «كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا »(٢) فقال :سبحانه : قل يا محمّد إن الروح الذي هو القرآن من أمر ربي أنزله دلالة على نبوتي ، وليس من فعل المخلوقين ولا ممّا يدخل في إمكانّهم ، وعلى هذا فقد وقع الجواب أيضاً موقعه ، وأما على القول الأوّل فيكون معنى قوله : من أمر ربي هو الأمر الذي يعلمه ربي ، ولم يطلّع عليه أحد ، انتهى.

والخبر يدلّ على أنّه خلق عظيم ، وظاهره أنّه ليس من الملائكة ، بناء على أن جبرئيل أعظم من سائر الملائكة.

« وهو من الملكوت » أي السماويات والروحانيات لا المجردات كما قيل.

الحديث الرابع : حسن.

ويدلّ على اختصاص الروح بالنبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم ، وقد اشتملت الأخبار الكثيرة على أن روح القدس يكون في الأنبياء أيضاً لا سيما أولي العزم منهم ، وقد دلت الآية على خصوص عيسىعليه‌السلام ، ويمكن الجمع بوجهين :

__________________

(١) سورة الإسراء : ٨٥.

(٢) سورة الشورى : ٥٢.

١٧٧

قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي » قال :خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مع الأئمّة يسددهم وليس كلّ ما طلب وجد.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن العلم أهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرءونه فتعلمون منه قال :الأمر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول الله عزّ وجلّ : «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ » ثمّ قال :أي شيء يقول أصحابكم في هذه الآية أيقرون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان فقلت لا أدري جعلت فداك ما يقولون فقال :لي بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب

________________________________________________________

الأوّل : أن يكون روح القدس مشتركاً والروح الذي من أمر الرب مختصّاً ، وقد دل على مغايرتهما بعض الأخبار.

والثاني أن يكون روح القدس نوعا تحته أفراد كثيرة ، فالفرد الذي في النبيّ والأئمّةعليهم‌السلام أو الصنف الذي فيهم لم يكن مع من مضى ، وعلى القول بالصنف يرتفع التنافي بين ما دل على كون نقل الروح إلى الإمام بعد فوت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين ما دل على كون الروح مع الإمام من عند ولادته فلا تغفل.

قولهعليه‌السلام : وليس كلّ ما طلب وجد ، أي ليس حصول تلك المرتبة الجليلة ميسرة بالطلب ، بل ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، أو المعنى أن ذلك الروح قد يحضر وقد يغيب ، وليس في كلّ وقت طلب وجد ، فلذا قد يتأخر جوابهم حتّى يحضر والأوّل أظهر.

الحديث الخامس : مجهول.

« الأمر أعظم من ذلك وأوجب » وفي البصائر « وأجل » قيل : إنما كان الأمر أوجب من ذلك لأن الأمرين المذكورين ممّا يشترك فيه سائر النّاس ، فلا بدّ

١٧٨

ولا الإيمان حتّى بعث الله تعالى الرّوح التي ذكر في الكتاب فلـمّا أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها الله تعالى من شاء فإذا أعطاها عبداً علمه الفهم.

٦ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن سعد الإسكاف قال :أتى رجل أمير المؤمنينعليه‌السلام يسأله عن الرُّوح أليس هو جبرئيل فقال :له أمير المؤمنينعليه‌السلام جبرئيلعليه‌السلام من الملائكة والروح غير جبرئيل فكرر ذلك على الرَّجل فقال :له لقد قلت عظيماً من القول ما أحد يزعمّ أن الروح غير جبرئيل فقال :له أمير المؤمنينعليه‌السلام إنّك ضال تروي عن أهل الضلال يقول الله تعالى لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سبحانه وَتَعالى عمّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ »(١) والرّوح غير الملائكة صلوات الله عليهم.

________________________________________________________

في الحجة من أمر يمتاز به عن سائر النّاس ، لا يحتمل الخطأ والشك.

الحديث السادس : مختلف فيه ، مرسل.

«أَتى أَمْرُ اللهِ » قال :المفسرون : لـمّا أوعدهم النبيّ بإهلاكهم كما فعل يوم بدر أو بقيام الساعة استعجلوا ذلك استهزاء وتكذيبا وقالوا : إن صح ذلك يخلصنا أصنامنّا عنه ، فرد عليهم جل شأنّه بقوله : «أَتى أَمْرُ اللهِ » أي أمره بالإهلاك ، أو قيام الساعة ، وعبرّ عنه بالماضي للدلالة على تحقّق وقوعه «فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ » لأنّه لا حقّ بكم ولا مرد له «سبحانه وَتَعالى عمّا يُشْرِكُونَ » نزهة عن أن يكون له شريك يدفع عنهم ما أراد بهم «يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ » أي مصاحبين معه فاستدلّعليه‌السلام باستدعاء المصاحبة المغايرة.

__________________

(١) سورة النحل : ٢.

١٧٩

باب

( وقت ما يعلم الإمام جميع علم الإمام الذي كان قبله )

عليهم جميعاً ‌السلام

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحكم بن مسكين ، عن بعض أصحابنا قال :قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام متى يعرف الأخير ما عند الأوّل قال :في آخر دقيقة تبقى من روحه.

٢ - محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحكم بن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا سمعنا أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عليّ بن

________________________________________________________

باب وقت ما يعلم الإمام جميع علوم (١) الإمام الذي قبله عليهم جميعاً السلام

الحديث الأول : مجهول.

قولهعليه‌السلام : في آخر دقيقة من روحه ، الضمير في روحه راجع إلى الأوّل ، وذلك لأن العالم لا بد له أن يكون فيه عالم يكون الحجّة على النّاس ويكون عنده علم ما يحتاج إليه النّاس فإذا قبض ذلك العالم فلا بد من وجود من يصلح أن ينوب منابه ويكون في درجته في ذلك ، قيل : ويحتمل أن يكون الضمير عائدا إلى الأخير ويكون الوجه فيه أن ما عند الأوّل هو نهاية الكمال الممكن في حقهمعليهم‌السلام ، فإذا بلغه الأخير كمل أمره فيقبض ، وهذا المعنى واضح ولا يأباهالحديث الثالث ، لأن السؤال في ذلك أمر آخر فجاز افتراقهما في المعنى ، انتهى.

وأقول : مع بعده لفظاً ومعنى يخالف الأخبار الكثيرة الدالة على أن علم الإمام السابق منتقل جميعاً إلى الإمام اللاحقّ في أوّل إمامته كما مرّ.

الحديث الثاني : مجهول كالحسن.

الحديث الثالث : مرسل.

__________________

(١) كذا في النسخ.

١٨٠