مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 43542
تحميل: 6778


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43542 / تحميل: 6778
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :قلت له الإمام متى يعرف إمامته وينتهي الأمر إليه قال :في آخر دقيقة من حياة الأوّل.

باب

( في أن الأئمّة صلوات الله عليهم في العلم والشجاعة )

( والطاعة سواء )

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن الخشّاب ، عن عليّ بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :قال :الله تعالى «الذّين آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحقّنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْنأهمّ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ »(١) قال :

________________________________________________________

قوله : وينتهي الأمر إليه ، ظاهره حصول الإمامة للاحقّ قبل ذهاب السابق ، وهو مخالف لـمّا ورد أنّه لا يجتمع إمامان في زمان واحد إلّا أن يقال : المراد الاجتماع في زمان معتد به ، أو يكون المراد بالأمر في هذا الخبر استحقاق الإمامة واستعدادها التام لأنفسها ، أو العلم بالإمامة تأكيداً.

باب في أن الأئمّة صلوات الله عليهم في العلم والشجاعة والطاعة سواء

الحديث الأول : ضعيف.

«الذّين آمَنُوا » في القرآن « والذّين » مع العطف ، وقال :المفسرون : هو مبتدأ خبره «أَلْحقّنا بِهِمْ » وقوله «وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ » اعتراض للتعليل ، وقرأ ابن عامر ويعقوب « ذرياتهم » بالجمع وقرأ أبو عمرو « واتبعناهم ذرّياتهم » أي جعلناهم تابعين لهم في الإيمان ، وقيل : بإيمان حال من الضمير أو الذريّة أو منهما ، والتنكير للتعظيم أو الإشعار بأنّه يكفي للإلحاق ، المتابعة في أصل الإيمان.

وقال :الطّبرسي (ره) : يعني بالذريّة أولادهم الصغار والكبار ، لأن الكبار يتبعون الآباء بإيمان منهم ، والصغار يتّبعون الآباء بإيمان من الآباء ، فالولد يحكم

__________________

(١) سورة الطور : ٢١.

١٨١

«الذّين آمَنُوا » النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنينعليه‌السلام وذرّيّته الأئمّة والأوصياء صلوات الله عليهم ألحقّنا بهم ولم ننقص ذريتهم الحجّة التي جاء بها محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في عليّعليه‌السلام وحجتّهم واحدة وطاعتهم واحدة.

٢ - عليُّ بن محمّد بن عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن عيسى ، عن داود النهدي ، عن عليّ بن جعفر ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال :قال :لي نحن في العلم والشجاعة سواءٌ

________________________________________________________

له بالإسلام تبعاً لوالده ، واتّبع بمعنى تبع ، ومن قرأ « واتبعنأهمّ » فهو منقول بمعنى تبع ويتعدّى إلى المفعولين ، والمعنى إنا نلحقّ الأولاد بالآباء في الجنّة والدرجة من أجل الآباء لتقر أعين الآباء باجتماعهم معهم في الجنّة كما كانت تقر بهم في الدنيا عن ابن عباس وغيره ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس أنهم البالغون ألحقوا بدرجة آبائهم وإن قصرت أعمالهم تكرمة لآبائهم ، وإذا قيل : كيف يلحقون بهم الثواب ولم يستحقوه؟ فالجواب أنهم يلحقون بهم في الجميع لا في الثواب والمرتبة ، وروى زاذان عن عليّعليه‌السلام قال : قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إن المؤمنين وأولادهم في الجنّة ثمّ قرأ هذه الآية ، وروي عن الصادقعليه‌السلام قال : أطفال المؤمنين يهدون إلى آبائهم يوم القيامة «وَما أَلَتْنأهمّ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ » أي لم ينقص الآباء من الثواب حين ألحقّنا بهم ذرياتهم ، يقال :ألته يألته ألتا وألته يؤلته إيلاتا ولاته يليته ، وولته يلته ولتا أي نقصه ، انتهى.

وأقول : على تأويلهعليه‌السلام الضمير في « ألتناهم » راجع إلى الذريّة ، وفي « عملهم » إلى الذّين آمنوا ، والمراد بالعمل سياسة الأمة وهدايتهم وإرشادهم إلى مصالحهم ، وعبرّ عن تلك بما يلزمها من الحجّة ووجوب الطاعة أو المراد بالعمل إقامة الحجّة على وجوب الطاعة ، وهو من عمل الله أو عمل النبيّ الذي هو من الآباء ، فالإضافة إما إلى الفاعل أو إلى المفعول ، وقيل : فسّرعليه‌السلام العمل بما كانوا يحتجون به على النّاس من النصّ عليهم ، أو من العلم والفهم والشجاعة وغير ذلك فيهم ، وذلك لأنها ثمرّة الأعمال والعبادات المختصّة بهم ، وفي البصائر الأئمّة الذريّة الأوصياء.

الحديث الثاني : مجهول.

١٨٢

وفي العطايا على قدر ما نؤمر.

٣ - أحمدُ بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :سمعته يقول قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى وأحداً فأما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّعليه‌السلام فلهما فضلهما.

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : وفي العطايا ، أي عطاء العلم أو المال أو الأعمّ أي إنّما نعطي على حسب ما يأمرنا الله به بحسب المصالح.

الحديث الثالث : حسن.

« نحن في الأمر » أي أمر الإمامة والخلافة ، أو وجوب طاعتنا فيما نأمر ويؤيد الأخير أن في البصائر نحن في الأمر والنهي والحلال والحرام والمراد بالحلال والحرام علمهما ، ويدلّ على أن أمير المؤمنينعليه‌السلام أفضل من سائر الأئمّة ، ويدلّ بعض الأخبار على فضل الحسنينعليهما‌السلام على سائر الأئمّةعليهم‌السلام ، ويفهم من بعضها فضل القائمعليه‌السلام على الثمانية الباقية.

قال :الكراجكي فيما عدّ من عقائد الإماميّة : يجب أن يعتقد أنّ أفضل الأئمّة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وأنّه لا يجوز أن يسمّى بأمير المؤمنين أحد سواه ، وأن بقيّة الأئمّة صلوات الله عليهم يقال :لهم الأئمّة والخلفاء والأوصياء والحجج وإن كانوا في الحقيقة أمراء المؤمنين ، فإنهم لم يمنعوا من هذه الاسم لأجل معناه ، لأنّه حاصل على الاستحقاق ، وإنما منعوا من لفظه سمة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، وإنّ أفضل الأئمّة بعد أمير المؤمنين ولده الحسن ثمّ الحسين ، وأفضل الباقين بعد الحسين إمام الزمان المهديعليه‌السلام ، ثمّ بقيّة الأئمّة من بعده سواء على ما جاء به الأثر وثبت في النظر ، انتهى.

١٨٣

باب

( أن الإمام عليه‌السلام يعرف الإمام الذي يكون من بعده وأن )

قول الله تعالى « إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى

أَهْلِها » فيهمعليهم‌السلام نزلت

١ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن ابن أذينة ، عن بريد العجلي قال :سألت أبا جعفرعليه‌السلام - عن قول الله عزّ وجلّ «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاس أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ »(١) قال :إيّانا عنى أن يؤدي الأوّل إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم والسلاح «وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاس أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ » الذي

________________________________________________________

باب أن الإمام يعرف الإمام الذي يكون من بعده وأن قول الله عزّ وجلّ

« إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » فيهم عليهم‌السلام نزلت

الحديث الأوّل : ضعيف على المشهور.

«إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ » قال :الطّبرسي (ره) فيه أقوال :

أحدها : أنّها في كلّ من ائتمن على أمانة من الأمانات فأمانات الله أوامره ونواهيه ، وأمانات عباده ما يأتمن بعضهم بعضاً من المال وغيره عن ابن عباس وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

وثانيها : أنّ المراد به ولاة الأمر أمرهم الله سبحانه أن يقوموا برعاية الرعية وحملهم على موجب الدين والشريعة ، ورواه أصحابنا عن الباقر والصادقعليهما‌السلام ، قال : أمر الله كلّ واحد من الأئمّة أن يسلم الأمر إلى من بعده ، ويعضده أنّه سبحانه أمر الرعية بعد هذا بطاعة ولاة الأمر ، فروي عنهمعليهم‌السلام أنّهم قالوا : آيتان إحداهما لنا والأخرى لكم ، قال :الله سبحانه : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها »

__________________

(١) سورة النساء : ٥٨.

١٨٤

في أيديكم ثمّ قال :للناس «يا أيّها الذّين آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » إيانا عنى خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا فإن خفتم تنازعا في أمر فردُّوه إلى الله و إلى الرّسول وإلى اُولي الأمر منكم ،

________________________________________________________

الآية وقال : «يا أيّها الذّين آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ » وهذا القول داخل في القول الأوّل ، لأنّه من جملة ما ائتمن الله سبحانه عليه الأئمّة الصادقين وكذلك قال :أبو جعفرعليه‌السلام : إن أداء الصلاة والزكاة والصوم والحج من الأمانة ، ويكون من جملتها الأمر لولاة الأمر بقسمة الغنائم والصدقات ، وغير ذلك ممّا يتعلق به حقّ الرعيّة.

وثالثها : أنّه خطاب للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة حين قبض منه يوم الفتح ، وأراد أن يدفعه إلى العبّاس ، والمعوّل على ما تقدّم «وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاس أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ » أمر الله الولاة والحكام أن يحكموا بالعدل والنصفة ، انتهى.

« الذي في أيديكم » هو تفسيّر للعدل في الآية ، أي المراد بالعدل الأحكام المشتملة عليه المحفوظة عند الأئمّةعليهم‌السلام .

قال :المحدّث الأسترآباديرحمه‌الله : الذي في أيديكم ، يعني مكتوب عندكم في كتاب عليّعليه‌السلام ، وقوله : « فإن خفتم تنازعا في أمر » يعني إن خفتم من الاختلافات في الفتوى وقوله : يرخص لهم في منازعتهم(١) ، يعني يرخص لهم في الاختلاف في الفتوى ، وفيه دلالات صريحة على أنّه لا يجوز الفتوى بالظنّ ، بل لا بد من السماع من صاحب الشريعة كما هو مذهب علمائنا إلّا شرذمّة قليلة من المتأخرين ، انتهى.

وأقول : في القرآن الذي عندنا «فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ » وليس فيه : وإلى أولي الأمر منكم ، فقوله : « فإن خفتم تنازعاً » يحتمل أن

__________________

(١) كذا في النسخ وفي المتن « يرخّص في منازعتهم » وتوافقه نسخة الشارح كما يظهر من تفسيره فيما سيأتي.

١٨٥

كذا نزلت وكيف يأمرهم الله عزّ وجلّ بطاعة ولاة الأمر ويرخّص في منازعتهم ؟! إنّما قيل ذلك للمأمورين الذّين قيل لهم «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ».

٢ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عمر قال :سألت الرضاعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » قال :هم الأئمّة من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يؤدي الإمام الأمانة إلى

________________________________________________________

يكون تفسيراً لقوله «فَإِنْ تَنازَعْتُمْ » ، بأن يكون المعنى إن أشرفتم على التنازع باختلاف ظنونكم وآرائكم كما في قوله سبحانه : «إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَ »(١) أي أردتم طلاقهن وكقوله تعالى : «إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ »(٢) وهذا شائع.

وأمّا قوله : « وإلى أولي الأمر منكم » فالظاهر أنّه كان في قرآنهمعليهم‌السلام هكذا فأسقطه عثمان لقولهعليه‌السلام : « كذا نزلت » ويحتمل أن يكون تفسيراً للرد إلى الله وإلى أولي الأمر ، لأمر الله والرسول بطاعتهم فالرد إليهم رد إليهما فالمراد بقوله كذا نزلت أي بحسب المعنى ، وقوله : « وكيف يأمرهم الله » رد على المخالفين حيث قالوا معنى قوله سبحانه «فَإِنْ تَنازَعْتُمْ » ، فإن اختلفتم أنتم وأولو الأمر منكم في شيء من أمور الدين ، فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة ، ووجه الرد أنّه كيف يجوز الأمر بإطاعة قوم مع الرخصة في منازعتهم ، فقال :عليه‌السلام : إن المخاطبين بالتنازع ليسوا إلّا المأمورين بالإطاعة خاصة ، وأن أولي الأمر داخلون في المردود إليهم لفظاً أو معنى.

وقوله : « ويرخص في منازعتهم » أي منازعة النّاس معهم ، أو منازعة بعضهم لبعض وكلاهما ينافي وجوب الطاعة.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

« هم الأئمّة » أي هم المخاطبون بها « أن يؤدى » أي أمرهم بأن يؤدى « ولا يخص »

__________________

(١) سورة الطلاق : ١.

(٢) سورة المائدة : ٦.

١٨٦

مَن بعده ولا يخصّ بها غيره ولا يزويها عنه.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام في قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » قال :هم الأئمّة يؤدّي الإمام إلى الإمام من بعده ولا يخصّ بها غيره ولا يزويها عنه.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن ابن أبي يعفور ، عن المعلّى بن خنيس قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » قال :أمر الله الإمام الأوّل أن يدفع إلى الإمام الذي بعده كلّ شيء عنده.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :لا يموت الإمام حتّى يعلم من يكون من بعده فيوصيّ إليه.

٦ - أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن أبي عثمان ، عن المعلّى بن خنيس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إن الإمام يعرف الإمام الذي من بعده فيوصيّ إليه.

٧ - أحمد ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي عبد الله البرقي ، عن فضالة بن أيّوب ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :ما مات عالم حتّى يعلمه الله عزّ وجلّ إلى من يوصي.

________________________________________________________

يحتمل النصب والرفع ، وكذا قولهعليه‌السلام : « ولا يزويها » وفي النهاية : زويت إلى الأرض أي جمعت ، وما زويت عني أي صرفته عني وقبضته ، ومنه حديث أم معبد فيا لقصي ما زوى الله عنكم أي ما نحّى عنكم من الخير والفضل.

الحديث الثالث : مجهول.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

الحديث الخامس : صحيح.

الحديث السادس : ضعيف على المشهور.

الحديث السابع : صحيح.

١٨٧

( باب )

( أن الإمامة عهد من الله عزّ وجلّ معهود من واحد إلى واحد عليهم‌السلام )

١ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال :حدّثني عمر بن أبان ، عن أبي بصير قال :كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فذكروا الأوصياء وذكرت إسماعيل فقال :لا والله يا أبا محمّد ما ذاك إلينا وما هو إلّا إلى الله عزّ وجلّ ينزل وأحداً بعد واحد.

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عمرو بن الأشعث قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول أترون الموصيّ منّا يوصيّ إلى من يريد لا والله ولكن عهد من الله ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لرجل فرجل حتّى ينتهي الأمر إلى صاحبه.

الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن حمّاد بن عيسى ، عن منهال ، عن عمرو بن الأشعث ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله.

________________________________________________________

باب أن الإمامة عهد من الله عزّ وجلّ معهود من واحد إلى واحد عليهم‌السلام

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

« وذكرت إسماعيل » هو ابنه الأكبر الذي مات في حياته ، وتدّعي مع ذلك الإسماعيليّة إمامته وذكره له إما كان طلبا لجعله وصيّاً أو سؤالاً عن أنّه هل وصىّ أم لا ، والأوّل أظهر.

الحديث الثاني : مجهول بالسند الأوّل ، ضعيف بالسند الثاني.

والعهد الوصية والتقدّم إلى المرء في الشيء ومنه العهد الذي يكتب للولاة « حتّى ينتهي الأمر إلى صاحبه » أي إلى إمام العصر أو إلى القائمعليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون حتّى للتعليل ، أي لو لا ذلك لكان منوطاً برأي النّاس ، ولم ينته إلى صاحبه الذي يستحقه بل إلى غاصبه ، والأوسط أظهر.

١٨٨

٣ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن محمّد ، عن بكر بن صالح ، عن محمّد بن سليمان ، عن عيثمّ بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إن الإمامة عهد من الله عزّ وجلّ معهود لرجال مسمين ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون من بعده إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داودعليه‌السلام أن اتخذ وصيّاً من أهلك فأنّه قد سبق في علمي أن لا أبعث نبيّاً إلّا وله وصيّ من أهله وكان لداودعليه‌السلام أولاد عدَّة وفيهم غلام كانت أمه عند داود وكان لها محبّاً فدخل داودعليه‌السلام عليها حين أتاه الوحي فقال :لها إن الله عزّ وجلّ أوحى إلي يأمرني أن أتخذ وصيّاً من أهلي فقالت له امرأته فليكن ابني قال :ذلك أريد وكان السابق في علم الله المحتوم عنده أنّه سليمان فأوحى الله تبارك وتعالى إلى داود أن لا تعجل دون أن يأتيك أمري فلم يلبث داودعليه‌السلام أن ورد عليه رجلان يختصمان في الغنم

________________________________________________________

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

« أن اتّخذ » أن مفسرة وقيل : يدلّ على أن الأمر ليس للفور ، والظاهر أن المراد اتخاذ الوصيّ بعد الوصيّ الآخر ، وفي هذا الإعلام مصالح يظهر بعضها من الخبر « أن لا أبعث نبيّاً » له كتاب كداودعليه‌السلام ، أو مطلقا « من أهله » أي من ذرّيّته وأقاربه القريبة « كانت أمه عند داود » أي كانت حية ولم تخرج من عندها.

« فلم يلبث » أي لم يمكث « أن ورد » أن زائدة « يختصمان في الغنم والكرم » إشارة إلى قوله تعالى : «وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ »(١) قال :الطّبرسي (ره) : النفش - بفتح الفاء وسكونها - إن تنتشرّ الإبل والغنم بالليل فترعى بلا راع ، أي اذكر داود وسليمان حين يحكمان في الوقت الذي نفشت فيه غنم القوم أي تفرقت ليلا «وَكنّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ » أي بحكمهم عالمين لم يغب عنا منه شيء ، واختلف في الحكم الذي حكما به ، فقيل : أنّه زرع وقعت فيه الغنم ليلا فأكلته ، وقيل : كان كرما قد بدت عنا قيده فحكم داود بالغنم لصاحب الكرم ، فقال :سليمان

__________________

(١) سورة الأنبياء : ٧٨.

١٨٩

والكرم فأوحى الله عزّ وجلّ إلى داود أن اجمع ولدك فمن قضى بهذه القضيّة فأصاب فهو وصيّك من بعدك فجمع داودعليه‌السلام ولده فلـمّا أن قصّ الخصمان قال :سليمان

________________________________________________________

غيّر هذا يا نبيّ الله ، قال : وما ذاك؟ قال : يدفع الكرم إلى صاحب الغنم فيقوم عليه حتّى يعود كما كان ، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها حتّى إذا عاد الكرم كما كان دفع كلّ واحد منهما إلى صاحبه ، روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام .

وقال :الجبائي : أوحى الله تعالى إلى سليمان بما نسخ به حكم داود الذي كان يحكم به قبل ولم يكن ذلك عن اجتهاد ، لأنّه لا يجوز للأنبياء أن يحكموا بالاجتهاد وهذا هو الصحيح المعول عليه عندنا ، ويقوي ذلك قوله «فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ » أي علمناه الحكومة في ذلك ، وروي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قضى بحفظ المواشي على أربابها ليلا وقضى بحفظ الحرث على أربابه نهاراً ، انتهى.

وأقول : لا ريب في أن الأنبياءعليهم‌السلام لا يجوز عليهم الاجتهاد ، واستدلال المخالفين بهذه القضية على جواز ذلك مردود من وجوه :

الأوّل : أنّه يمكن أن يكون حكم سليمان بالوحي كما ذكره الطّبرسي (ره).

فإن قيل : كيف يجوز نسخ الشريعة في غير زمان أولي العزم ، فإن كلّ من كان بعد موسىعليه‌السلام إلى زمان عيسىعليه‌السلام إنما كانوا يحكمون بحكم التوراة ولا يتصور الاختلاف فيه؟

قلنا : يمكن أن يكون نسخ جميع شرائع من قبله أو أكثره مخصوصا بأولى العزم ، وأما نسخ بعض الأحكام الجزئيّة فلا دليل على عدم جوازه لغير أولي العزم ، على أنّه يمكن أن يكون موسىعليه‌السلام أخبر الأنبياء بأن الحكم برقاب الغنم يمتد إلى زمان سليمان ثمّ بعد ذلك يتغيّر الحكم وكان لا يعلم ذلك غير الأنبياء من علماء بني إسرائيل ، فأظهر داودعليه‌السلام استحقاق سليمان للخلافة بأن فوّض الحكم في ذلك إليه فلا يكون ذلك نسخا ، ولو سمى ذلك نسخا كان نسخا من أولي العزم أيضاً.

ويؤيد هذا الوجه ما رواه الصدوق في الفقيه عن أحمد بن عمر الحلبيّ قال : سألت

١٩٠

عليه‌السلام يا صاحب الكرم متى دخلت غنم هذا الرجل كرمك قال :دخلته ليلاً قال :قضيت عليك يا صاحب الغنم بأولاد غنمك وأصوافها في عامك هذا ثمّ قال :له داود فكيف لم تقض برقاب الغنم وقد قوم ذلك علماء بني إسرائيل وكان ثمن الكرم قيمة

________________________________________________________

أبا الحسنعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : «وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ » قال : كان حكم داود رقاب الغنم ، والذي فهم الله عزّ وجلّ سليمان أن الحكم لصاحب الحرث باللبن والصوف في ذلك العام كله.

وما سيأتي في هذا الكتاب في أبواب كتاب المعيشة عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن داودعليه‌السلام حكم للذي أصاب زرعه رقاب الغنم ، وحكم سليمانعليه‌السلام الرسل والثلة وهو اللبن والصوف في ذلك العام ، وفي رواية أخرى عن أبي بصير عنهعليه‌السلام أنّه قال : فحكم داود بما حكمت به الأنبياءعليهم‌السلام من قبله ، وأوحى الله عزّ وجلّ إلى سليمانعليه‌السلام أي غنم نفشت في زرع فليس لصاحب الزرع إلّا ما خرج من بطونها ، وكذلك جرت السنة بعد سليمانعليه‌السلام وهو قول الله عزّ وجلّ : «وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعلـماً »(١) فحكم كلّ منهما بحكم الله عز وجل.

الثاني : أن يكون حكم داود موافقا لحكم سليمانعليهما‌السلام ، والخطأ إنما كان من قضاة بني إسرائيل ، فأظهر داودعليه‌السلام خطاءهم بذلك ، ويؤيد ذلك ما رواه عليّ بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل رجل وكان له كرم ، فنفشت فيه الغنم بالليل وقضمته ، وأفسدته ، فجاء صاحب الكرم إلى صاحب الغنم ، فقال :داودعليه‌السلام : اذهب إلى سليمان ليحكم بينكما فذهبا إليه فقال :سليمانعليه‌السلام : إن كانت الغنم أكلت الأصل والفرع فعلى صاحب الغنم أن يدفع إلى صاحب الكرم الغنم وما في بطنها ، وإن كانت ذهبت بالفرع ولم تذهب الأصل فأنّه يدفع ولدها إلى صاحب الكرم ، وكان هذا حكم داود ، وإنما أراد أن يعرف

__________________

(١) سورة الأنبياء : ٧٩.

١٩١

الغنم فقال :سليمان إن الكرم لم يجتث من أصله وإنما أكلّ حمله وهو عائد في قابل فأوحى الله عزّ وجلّ إلى داود إن القضاء في هذه القضية ما قضى سليمان به يا داود أردت أمرا وأردنا أمرا غيره فدخل داود على امرأته فقال :أردنا أمرا وأراد الله عزّ وجلّ أمراً غيره ولم يكن إلّا ما أراد الله عزّ وجلّ فقد رضينا بأمر الله عزّ وجلّ وسلمنّا وكذلك الأوصياءعليهم‌السلام ليس لهم أن يتعدوا بهذا الأمر فيجاوزون صاحبه إلى غيره.

قال :الكلينيّ معنى الحديث الأوّل : أن الغنم لو دخلت الكرم نهارا لم يكن

________________________________________________________

بني إسرائيل أنّ سليمان وصيّه بعده ولم يختلفا في الحكم ، ولو اختلف حكمهما لقال : « وكنّا لحكمهما شاهدين ».

وروى الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن زرارة عنهعليه‌السلام أنّه قال : لم يحكما إنما كانا يتناظران ففهما سليمان فيمكن حمل الأخبار السابقة عليّ التقية ، والمناظرة الواردة في الخبر الأخير يمكن أن يكون على سبيل المصلحة والله يعلم.

وقال :الجوهري : جثة قلعه ، واجتثه اقتلعه ، وفي القاموس : الحمل ثمر الشجر ويكسر ، أو الفتح لـمّا بطن من ثمره والكسر لـمّا ظهر ، أو الفتح لـمّا كان في بطن أو على رأس شجرة والكسر لـمّا على ظهر أو رأس ، أو ثمر الشجر بالكسر ما لم يكثر ويعظم فإذا كثر فبالفتح ، انتهى.

« أن القضاء » أي الصواب في القضاء ، والفاء في قوله « فيجازون » للاستئناف والبيان ، نحو قول الشاعر : ألم تسأل الربع القواء فينطق.(١)

قوله : معنى الحديث الأوّل ، لعلّ الأوّل بدل من الحديث ، أي الأوّل منه

__________________

(١) صدر بيت لجميل بن عبد الله بن معمر ، وعجزة « وهل يخبرنك اليوم بيداء سملق » والربع : كفلس المنزل. والقواء - بالمد ككتاب - الخالي الذي لا أنيس به. والبيداء - كصحراء - القفر الذي يبيد من يسلك فيه أي يهلك ، والسملق - كجعفر - الأرض التي لا تنبت شيئاً.

١٩٢

على صاحب الغنم شيء لأنّ لصاحب الغنم أن يسرّح غنمه بالنهار ترعى وعلى صاحب الكرم حفظه وعلى صاحب الغنم أن يربط غنمه ليلاً ولصاحب الكرم أن ينام في بيته.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن بكير وجميل ، عن عمرو بن مصعب قال :سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول أترون أنّ الموصي منّا يوصي إلى من يريد لا والله ولكنّه عهدٌ من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى رجل فرجل حتّى انتهى إلى نفسه.

( باب )

( أن الأئمة عليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلّا بعهد من الله )

( عزّ وجلّ وأمر منه لا يتجاوزونه )

١ - محمّد بن يحيى والحسين بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد ، عن عليّ بن الحسين بن عليّ ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي جميلة ، عن معاذ بن كثير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إن الوصية نزلت من السماء على محمّد كتاباً لم ينزل على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله

________________________________________________________

والحاصل معنى أوّل الحديث وهو سؤال سليمان عن وقت دخول الغنم والكرم وفائدته ، ويقال : أسرحت الماشية أي أنفشتها وأهملتها ، وسيأتي أن هذا التفصيل الذي ذكره الكليني هو قول أكثر الأصحاب ، وذهب ابن إدريس والمحقق ومن تأخر عنه إلى اعتبار التفريط مطلقاً.

الحديث الرابع : مجهول.

« حتّى انتهى » أي ذكره آباءه ووصيّة كلّ منهم إلى صاحبه حتّى انتهى إلى نفسه ، وقيل : يعني كرّر لفظة « فرجل » أربع مرّات بأن يكون الرجل ستة سادسهم نفسه.

باب أن الأئمّة عليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلّا بعهد من الله تعالى وأمر منه لا يتجاوزونه

الحديث الأوّل : ضعيف.

« كتاباً » حال عن فاعل نزلت أو تميز ، والمراد بالوصيّة هنا الطومار الذي

١٩٣

كتابٌ مختوم إلّا الوصية ، فقال :جبرئيلعليه‌السلام يا محمّد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك فقال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي أهل بيتي يا جبرئيل قال :نجيب الله منهم وذرّيّته ، ليرثك علم النبوَّة كما ورثه إبراهيمعليه‌السلام وميراثه لعليّعليه‌السلام وذرّيتّك من صلبه قال :وكان عليها خواتيم قال :ففتح عليّعليه‌السلام الخاتم الأوّل ومضى لـمّا فيها ثمّ فتح الحسنعليه‌السلام الخاتم الثاني ومضى لـما أمر به فيها ، فلـمّا توفي الحسن ومضى فتح الحسينعليه‌السلام الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلّا معك قال :ففعلعليه‌السلام فلـمّا مضى دفعها إلى علي

________________________________________________________

كتب فيه وصية الله للأئمة.

« هذه وصيّتك » إنّما نسب إليه لأن وصيّة الله ووصيّة رسوله واحدة « في أمتك » في - للظرفيّة أو للتعليل ، و « أي » منصوب بتقدير أعني ، أو مجرور مضاف بتقدير عند ، أو مرفوع منون ، أو مبني على الضم لقطعه عن الإضافة ، وهو مبتدأ خبره أهل بيتي كما قيل ، وكذا « نجيب الله » يحتمل الرفع والنصب والجر وهو أمير المؤمنينعليه‌السلام « ليرثك » بالنصب أو بصيغة أمر الغائب « كما ورثه » أي علم النبوَّة « إبراهيم » بالرفع أو إبراهيم بالنصب ، فالضمير المرفوع في « ورثة » عائد إلى عليّعليه‌السلام وعلى الأوّل ضمير ميراثه للعلم ، وعلى الثاني لإبراهيمعليه‌السلام .

« ومضى لـمّا فيها » اللام للظرفية كقولهم : مضى لسبيله ، أو للتعليل أو للتعدية أي أمضى ما فيها ، أو يضمن فيه معنى الامتثال والأداء ، والضمير للوصية.

« أن قاتل » أن مفسرة عند أبي حيان ، ومصدرية عند غيره ذكره ابن هشام ، والباء في « بأقوام » للمصاحبة أو التعدية ، واللام في قوله « للشهادة » للعاقبة ، وجملة « لا شهادة » استئنافية أو قوله : للشهادة ولا شهادة كلاهما نعت لأقوام ، أي بأقوام خلقوا للشهادة.

« فلـمّا مضي » أي أشرف على المضي من الدنيا « قبل ذلك » أي قبل المضي.

١٩٤

بن الحسينعليه‌السلام قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لـمّا حجب العلم فلـمّا توفي ومضى دفعها إلى محمّد بن عليّعليه‌السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسّر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحقّ الله عزّ وجلّ وقل الحقّ في الخوف والأمن ولا تخش إلّا الله ففعل ثمّ دفعها إلى الذي يليه قال :قلت له جعلت فداك فأنت هو ؟ قال :فقال :ما بي إلّا أن تذهب يا معاذ فتروي عليّ قال :فقلت أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن

________________________________________________________

« وأطرق » قال :الجوهري : أطرق الرجل : سكت فلم يتكلّم ، وأطرق أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض ، انتهى. فعلى الأوّل تأكيد وعلى الثاني كناية عن عدم الالتفات إلى ما عليه الخلق من آرائهم الباطلة وأفعالهم الشنيعة.

« لما حجب » بفتح اللام وتشديد الميم أو بكسر اللام وتخفيف الميم ، فكلمة « ما » مصدريّة « واصطنع الأمة » أي أحسن إليهم وربهم بالعلم والعمل ، قال :الفيروزآبادي : هو صنيعي أي اصطنعته وربيته ، وصنعت الجارية كعني : أحسن إليها حتّى سمنت كصنعت بالضمّ تصنيعا ، وصنع الجارية بالتشديد أي أحسن إليها وسمنها ، وقال :الجزري : فيه اصطنع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتماً من ذهب أي أمر أن يصنع له ، والطاء بدل من تاء الافتعال لأجل الصاد ، ومنه حديث آدمعليه‌السلام قال :لموسىعليه‌السلام : أنت كليم الله الذي اصطنعك لنفسه ، هذا تمثيل لـمّا أعطاه الله من منزلة التقريب والتكريم ، والاصطناع افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والإحسان ، انتهى.

« وقم بحقّ الله » من نشرّ العلم وهداية الأمة « وقل الحقّ في الخوف والأمن » الظرف متعلق بقل ، والمعنى أنّه لا حاجة لك إلى التقية ، فإن الله يعصمك من النّاس ، وقيل : متعلق بالحقّ أي بين لهم وجوب التقية في الخوف وأنها الحقّ حينئذ ، ووجوب ترك التقية في الأمن وهو بعيد.

« فقال :ما بي » ما نافية ، والباء للإلصاق ، نحو بزيد داء ، أي ما بي بأس وضرر و « إلّا » للاستثناء المفرغ ، و « على » للإضرار ، أي أن تروي عند المخالفين ويضرني ،

١٩٥

يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات قال :قد فعل الله ذلك يا معاذ قال :فقلت فمن هو جعلت فداك قال :هذا الراقد وأشار بيده إلى العبد الصالح وهو راقد.

٢ - أحمد بن محمّد ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي الحسن الكناني ، عن جعفر بن نجيح الكندي ، عن محمّد بن أحمد بن عبيد الله العمري ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :إن الله عزّ وجلّ أنزل على نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتاباً قبل وفاته فقال :يا محمّد هذه وصيّتك إلى النجبة من أهلك قال :وما النجبة يا جبرئيل فقال :عليّ بن أبي طالب وولدهعليه‌السلام وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام وأمره أن يفك خاتماً منه ويعمل بما فيه ففك أمير المؤمنينعليه‌السلام خاتما وعمل بما فيه ثمّ دفعه إلى ابنه الحسنعليه‌السلام ففك خاتما وعمل بما فيه ثمّ دفعه إلى الحسينعليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة لهم إلّا معك واشرّ نفسك لله عزّ وجلّ ففعل ثمّ دفعه إلى عليّ بن الحسينعليه‌السلام ففك خاتماً فوجد فيه أن أطرق واصمت والزم منزلك

________________________________________________________

وضمير « مثلها » لهذه المنزلة و العبد الصالح موسىعليه‌السلام .

الحديث الثاني : مجهول ، وأحمد في أوّل السند هو العاصمي ، وتحير فيه كثير من الأصحاب فلم يعرفوه.

والنجبة بضم النون وفتح الجيم مبالغة في النجيب ، أو بفتح النون جمع ناجب بمعنى نجيب ، قال :الفيروزآبادي : النجيب وكهمزة الكريم الحسيب ، انتهى.

والظاهر أن الخواتيم كانت متفرقة في مطاوي الكتاب بحيث كلـمّا نشرت طائفة من مطاويه انتهى النشرّ إلى خاتم يمنع من نشرّ ما بعدها من المطاوي ، إلّا أن يفض الخاتم.

« وأشرّ نفسك » أي بعها من الشراء بمعنى البيع ، إشارة إلى قوله تعالى : «وَمِنَ النّاس مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ »(١) .

__________________

(١) سورة البقرة : ٢٠٧.

١٩٦

وَاعْبُدْ رَبَّكَ حتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ففعل ثمّ دفعه إلى ابنه محمّد بن عليّعليه‌السلام ففك خاتما فوجد فيه حدث النّاس وأفتهم ولا تخافن إلّا الله عزّ وجلّ فأنّه لا سبيل لأحد عليك ففعل ثمّ دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه حدث النّاس وأفتهم وانشرّ علوم أهل بيتك وصدق آباءك الصالحين ولا تخافن إلّا الله عزّ وجلّ وأنت في حرز وأمان ففعل ثمّ دفعه إلى ابنه موسىعليه‌السلام وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ثمّ كذلك إلى قيام المهدي صلى الله عليه.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس الكناسيّ ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال :قال :له حمران جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر عليّ والحسن والحسينعليه‌السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عزّ وجلّ وما أصيبوا من قتل الطواغيت إيأهمّ والظفر بهم حتّى قتلوا وغلبوا فقال :أبو جعفرعليه‌السلام يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه ثمّ أجراه فبتقدّم علم ذلك إليهم من رسول الله قام عليّ والحسن والحسين وبعلم صمت من صمت منا.

________________________________________________________

«حتّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ » أي الموت المتيقّن لحاقه كلّ حي « ثمّ دفعه ابنه » كأنّه قال :عليه‌السلام : ثمّ ادفعه إلى ابني فغيره الراوي ، وكذا قوله : ثمّ دفعه إلى ابنه جعفر ، كان ثمّ دفعه إلى فغيّره الراوي ، ويحتمل أن يكون التفاتا.

وقيل في الأوّل : ظاهره أن هذا الكلام صدر عنه في آخر عمره بعد دفع الوصية إلى ابنه ولا يخفى بعده.

« إلى قيام المهدي » أي بالإمامة لا ظهوره وخروجه بالسيف.

الحديث الثالث صحيح ، وهو جزء من حديث مر في باب - أن الأئمّةعليهم‌السلام يعلمون علم ما كان وما يكون - وفيه : وحتمه على سبيل الاختيار ، وفيه : فبتقدّم علم إليهم ، وقد مضى شرحه هناك.

١٩٧

٤ - الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحارث بن جعفر ، عن عليّ بن إسماعيل بن يقطين ، عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال :حدّثني موسى بن جعفرعليهما‌السلام قال :قلت لأبي عبد الله أليس كان أمير المؤمنينعليه‌السلام كاتب الوصية ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربونعليهم‌السلام شهودٌ ؟ قال :فأطرق طويلاً ثمّ قال :يا أبا الحسن قد كان ما قلت ولكن حين نزل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمر نزلت الوصية من عند الله كتاباً مسجلاً نزل به جبرئيل مع أمناء

________________________________________________________

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور ، لكنّه معتبر أخذه من كتاب الوصية لعيسى بن المستفاد وهو من الأصول المعتبرة ذكره النجاشي والشيخ في فهرستيهما ، وأورد أكثر الكتاب السيد بن طاوسقدس‌سره في كتاب الطرف ، وما ذكره الكليني (ره) مختصر من حديث طويل قد أوردناه في الكتاب الكبير ، وفيه فوائد جليلة وأمور غريبة.

« أليس » اسمه ضمير الشأن « ورسول الله » الواو للحال ، والإملاء أن يقول أحد ويكتب آخر والإطراق النظر إلى الأرض مع السكوت و « طويلاً » مفعول فيه أي زمانا طويلا أو نائب المفعول المطلق أي إطراقا طويلا ، ولعلّ الإطراق لإفادة أن ما يذكر في الجواب صعب مستصعب لا يذعن به إلّا الخواص من الشيعة فيجب صونه عن غيرهم ما أمكن ، وقيل : راجع في ذلك روح القدس « قد كان ما قلت » يدلّ على أنّه كان الإملاء ونزول الكتاب معاً والمراد بالأمر الموت أو المرض المنتهى إليه ، أو أمر الله بالوصية وفيه بعد ، والمراد بالمسجل المكتوب تأكيداً أو المحكم(١) أو المختوم أو المرسل [ أ ] والمبذول للأئمّةعليهم‌السلام أو الكبير ، أو بسكن الجيم أي كثير الخير ، قال :في النهاية : في حديث ابن مسعود افتتح سورة النساء فسجلها أي قرئها قراءة متصلة ، من السجل الصب ، يقال : سجلت سجلا إذا صببته صبا متصلا ، وفي حديث ابن الحنفية قرأ : «هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إلّا الْإِحْسانُ » فقال : هي مسجلة للبرّ والفاجر ، أي هي مرسلة مطلقة في الإحسان إلى كلّ واحد برا كان أو فاجراً ، والمسجل : الماء المبذول ومنه

__________________

(١) وفي بعض النسخ « المحكوم ».

١٩٨

الله تبارك وتعالى من الملائكة.

فقال :جبرئيل : يا محمّد مر بإخراج من عندك إلّا وصيّك ، ليقبضها منّا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنّا لها يعني عليّاًعليه‌السلام فأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإخراج من كان في البيت ما خلا عليّاًعليه‌السلام وفاطمة فيما بين الستر والباب فقال :جبرئيل يا محمّد ربك يقرئك السلام ويقول هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمّد شهيدا قال :فارتعدت مفاصل

________________________________________________________

الحديث : ولا تسجّلوا أنعامكم أي لا تطلقوها في زروع النّاس ، وقال : السجل الكتاب الكبير ، وفي القاموس : السجل الكتاب الكبير ، وفي القاموس : أسجل : كثر خيره وأسجل الأمر للناس : أطلقه ، والمسجل : المبذول المباح لكلّ أحد ، وسجّل تسجيلاً : كتب ، السجل : الكتاب ، العهد ونحوه ، انتهى.

« ضامناً لها » حال عن ضمير إليه ، أي ملتزماً للعمل بمقتضاها كما هو حقّه « وفاطمة » الواو للحال وهو مبنيّ على أنّ ما بينهما خارج عن البيت.

« هذا كتاب ما كنت عهدت إليك » أي في ليلة المعراج كما ورد في الأخبار الكثيرة ، وقيل : إشارة إلى إملاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأمره تعالى.

أقول : ويظهر ممّا رواه في الطرف أنّ نزول الملائكة للوصية في مرضهعليه‌السلام كان مرّتين ، حيث روي من كتاب الوصيّة لابن المستفاد عن الكاظمعليه‌السلام عن أبيه عن جدّه قال : قال :أمير المؤمنين صلوات الله عليه : كنت مسنداً النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى صدري ليلة من الليالي في مرضه ، وقد فرغ من وصيته ، وعنده فاطمة ابنته وقد أمر أزواجه أن يخرجن من عنده ففعلن ، فقال : يا أبا الحسن تحول من موضعك وكن أمامي ، قال : ففعلت وأسنده جبرئيلعليه‌السلام إلى صدره ، وجلس ميكائيلعليه‌السلام على يمينه ، فقال : يا عليّ ضم كفيك بعضها إلى بعض ففعلت ، فقال :لي : قد عهدت إليك أحدث العهد لك بحضرة أميني رب العالمين : جبرئيل وميكائيل ، يا عليّ بحقّهما عليك إلّا أنفذت وصيّتي على ما فيها وعلى قبولك إياها بالصبرّ والورع ومنهاجي وطريقي لا طريق فلان وفلان ، وخذ ما آتاك الله

١٩٩

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال يا جبرئيل رّبي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام صدق

________________________________________________________

بقوّة ، وأدخل يده فيما بين كفّى - وكفّاي مضمومتان - فكانه أفرغ فيهما شيئاً ، فقال : يا عليّ [ قد ] أفرغت بين يديك الحكمة وقضاء ما يرد عليك ، وما هو وارد لا يعزب عنك من أمرك شيء ، وإذا حضرتك الوفاة فأوص وصيّتك من بعدك على ما أوصيك ، واصنع هكذا بلا كتاب ولا صحيفة.

وروي فيه أيضاً بهذا الإسناد قال : قال :عليّعليه‌السلام : كان في وصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أولها : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد محمّد بن عبد اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيّه عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وكان في آخر الوصية : شهد جبرئيل وميكائيل وإسرافيل على ما أوصى به محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وقبض وصيّه وضمن على ما فيها على ما ضمن يوشع بن نون لموسى بن عمرانعليه‌السلام وضمن وصيّ عيسى بن مريمعليهما‌السلام وعلى ما ضمن الأوصياء من قبلهم إلى آخر ما قال.

وبهذا الإسناد قال : قال :أمير المؤمنينعليه‌السلام : دعاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند موته وأخرج من كان عنده في البيت غيري ، والبيت فيه جبرئيل والملائكة أسمع الحسّ ولا أرى شيئاً ، فأخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتاب الوصيّة من يد جبرئيلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مختومة ، فدفعها إلى فأمرني أن أفضها(١) ففعلت ، وأمرني أن أقرأها فقرأتها ، فقال : إن جبرئيل عندي نزل بها الساعة من عند ربي ، فقرأتها فإذا فيها كلّ ما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوصيّ به شيئاً فشيئاً ما تغادر حرفا.

وارتعاد مفاصلهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمهابة تغليظ العهد إليه ، وإشهاد الملائكة والتسجيل عليه.

قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « ربّي هو السلام » أي السالم ممّا يلحقّ الخلق من العيب والعناء والبلاء ، وقيل : المسلم أوليائه والمسلم عليهم « ومنه السلام » أي كلّ سلامة من عيب وآفة فمنه سبحانه « وإليه يعود السلام » أي التحيات والأثنية وقيل : أي منه بدء السلام وإليه يعود في حالتي الإيجاد والإعدام ، وقيل : أي التقدّس والتنزّه

__________________

(١) فض الكتاب : كسره وفتحه.

٢٠٠