مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 43565
تحميل: 6779


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43565 / تحميل: 6779
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٠ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن فضيل ، عن طاهر ، عن أبي عبد الله قال :كان أبو عبد اللهعليه‌السلام يلوم عبد الله ويعاتبه ويعظه ويقول ما منعك أن تكون مثل أخيك فو الله إني لأعرف النور في وجهه فقال :عبد الله لم أليس أبي وأبوه وأحداً وأمي وأمه واحدة فقال :له أبو عبد الله أنّه من نفسي وأنت ابني.

١١ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن محمّد بن سنان ، عن يعقوب السرّاج قال :دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى وهو في المهد فجعل يُسارَّه طويلاً فجلست حتّى فرغ فقمت إليه فقال :لي ادن من مولاك فسلم فدنوت فسلمت عليه فرد عليّ السلام بلسان فصيح ثم

________________________________________________________

الحديث العاشرّ : مجهول أو حسن كما مرّ.

قوله : وأمي وأمه واحدة ، فيه : أنّه لم تكن أمهما واحدة فيحتمل أن يكون المراد بها الأم العليّاً فاطمةعليه‌السلام ، فإن الانتساب إليها سبب الإمامة وفي ربيع الشيعة وأعلام الورى وإرشاد المفيد : وأصلي وأصله وأحداً وهو أظهر « أنّه من نفسي » أي من طينتي وفيه خلقي وخلقي شمائلي ، وهذه العبارة تطلق لبيان كمال الاتحاد في الكمالات والفضائل والدّرجات ، ونهاية الاختصاص كما قال :النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّ مني وأنا من علي.

والحاصل أن انتسابك إلى بالنسب الجسداني وانتسابه إلى بالروابط الجسمانية والروحانية والعقلانية معاً ، وإذا كان هو بهذه المنزلة منهعليهما‌السلام فكان أولى بالإمامة من سائر الأولاد فهو نص على إمامته.

الحديث الحادي عشرّ : ضعيف على المشهور.

« فجعل » أي فشرع « ويساره » أي يناجيه ويتكلّم معه سرا « طويلا » أي في زمان طويل وهو نائب المفعول المطلق أي أسرارا طويلا « مولاك » أي من هو أولى بك من

٣٤١

قال :لي اذهب فغيّر اسم ابنتك التي سمّيتها أمس ، فأنّه اسم يبغضه الله ، وكان ولدت لي ابنة سميتها بالحميراء فقال :أبو عبد اللهعليه‌السلام انته إلى أمره ترشد فغيرت اسمها.

١٢ - أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد قال :دعا أبو عبد اللهعليه‌السلام أبا الحسنعليه‌السلام يوماً ونحن عنده فقال :لنا عليكم بهذا فهو والله صاحبكم بعدي.

١٣ - عليّ بن محمّد ، عن سهل أو غيره ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس ، عن داود بن زربي ، عن أبي أيّوب النحوي قال :بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته فدخلت عليه وهو جالس على كرسي وبين يديه شمعة وفي يده كتاب قال :فلـمّا سلمت عليه رمى بالكتاب إلي وهو يبكي فقال :لي هذا كتاب محمّد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمّد قد مات فـ «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » ثلاثا وأين مثل جعفر ثمّ قال :لي اكتب قال :فكتبت صدر الكتاب ثمّ قال :اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه قال :فرجع إليه الجواب أنّه قد أوصى إلى خمسة واحدهم أبو جعفر المنصور ومحمّد بن سليمان وعبد الله وموسى وحميدة.

________________________________________________________

نفسك من بعدي ، والحميراء لقب عائشة ولذا أبغض الله الاسم « انته إلى أمره » أي هذا الأمر أو مطلقا « ترشد » على بناء المفعول جواب الأمر أي تهتد.

الحديث الثاني عشرّ : صحيح.

« وعليكم » اسم فعل بمعنى ألزموا والباء « في بهذا » زائدة للتقوية.

الحديث الثالث عشرّ : ضعيف.

وفي غيبة الطوسي (ره) أبو أيّوب الخوزي ، وقيل : النحوي نسبة إلى بطن من الأزد ، والمعنى المتبادر أظهر ، ومحمّد بن سليمان وإلى المدينة من قبل المنصور ، وقوله : ثلاثا ، كلام الراوي أي استرجع ثلاثا « واحدهم » الواو للعطف أو هو على وزن فاعل وعبد الله هو الأفطح ، وحميدة على التصغير أو التكبير على فعلية اسم أم

٣٤٢

١٤ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد بنحو من هذا إلّا أنّه ذكر أنّه أوصى إلى أبي جعفر المنصور وعبد الله وموسى ومحمّد بن جعفر ومولى لأبي عبد اللهعليه‌السلام قال :فقال :أبو جعفر ليس إلى قتل هؤلاء سبيل.

١٥ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن عليّ بن الحسن ، عن صفوان الجمّال قال :سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن صاحب هذا الأمر فقال :إن

________________________________________________________

موسىعليه‌السلام ، ووجه التقية في تشريك هؤلاء ظاهر ومع ذلك أوضح الأمر إذ معلوم أن ذكر منصور بن سليمان للتقية ، ومعلوم أيضاً أن حميدة لم تكن قابلة للإمامة فبقي الأمر مترددا بين الوالدين ، ولو كان الأكبر قابلاً للإمامة لم يضم إليه الأصغر فبينعليه‌السلام بذلك أنّه غير قابل لذلك ، فتعين موسىعليه‌السلام .

ويؤيد ما ذكرنا ما رواه ابن شهرآشوب عن داود بن كثير الرقي قال : أتى أعرابي إلى أبي حمزة الثمالي فسأله خبرا فقال : توفي جعفر الصادقعليه‌السلام فشهق شهقة وأغمي عليه ، فلـمّا أفاق قال : هل أوصى إلى أحد؟ قال : نعمّ أوصى إلى ابنيه عبد الله وموسى وأبي جعفر المنصور ، فضحك أبو حمزة وقال : الحمد لله الذي هدانا إلى الهدي وبين لنا عن الكبير ، ودلنا على الصغير وأخفى عن أمر عظيم فسئل عن قوله؟ فقال : بين عيوب الكبير ودل على الصغير لإضافته إياه ، وكتم الوصيّة للمنصور لأنّه لو سأل المنصور عن الوصيّ لقيل : أنت.

الحديث الرابع عشرّ : إما مرسل بناء على أن النضر أرسل الحديث ، أو مجهول إن اتصل بالسند السابق إما بيونس أو بداود ، ويحتمل أن يكون الاختلاف من الرواة أو يكونعليه‌السلام أوصى مختلفا ليعلم أن الأمر مبني على التقية ، مع أن فيه زيادة تبهيم للأمر لشدّة التقية ، وذكر الخبرين في هذا الباب مبني على ما أومأنا إليه في الخبر السابق.

الحديث الخامس عشرّ : ضعيف على المشهور ، والعناق كسحاب : الأنثى من أولاد المعز ما لم يتمّ لها سنة ، والحاصل أن الإمام « لا يلهو » أي لا يغفل عن ذكر الله

٣٤٣

صاحب هذا الأمر لا يلهو ولا يلعب وأقبل أبو الحسن موسى وهو صغير ومعه عناق مكية وهو يقول لها اسجدي لربك فأخذه أبو عبد اللهعليه‌السلام وضمه إليه وقال :بأبي وأمي من لا يلهو ولا يلعب.

١٦ - عليُّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن عبيس بن هشام قال :حدّثني عمر الرماني ، عن فيض بن المختار قال :إني لعند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ أقبل أبو الحسن موسىعليه‌السلام وهو غلامٌ فالتزمته وقبّلته فقال :أبو عبد اللهعليه‌السلام أنتم السفينة

________________________________________________________

« ولا يلعب » أي لا يفعل ما لا فائدة فيه لا في صغره ولا في كبره ، وإن صدر منه شيء يشبه ظاهراً فعل الصبيان ففي الواقع مبني على أغراض صحيحة ، ولا يغفل عند ذلك عن ذكره سبحانه كما أنّهعليه‌السلام في حالة اللعب الظاهري كان يأمر العناق بالسجود لربه تعالى.

الحديث السادس عشر : مرسل « أنتم السفينة » شبهعليه‌السلام الدنيا ببحرّ عميق فيها مهالك كثيرة والنفس في سيرها إلى الله تعالى بالسفينة ، وما معها من الكمالات بالأمتعة التي فيها والقرب إلى الحقّ سبحانه والوصول إلى الدّرجات العالية والمثوبات الأخروية بالساحل والإمام الهادي إلى ما يوجب النجاة من مهالك الدنيا بالملاح ، فكما أن السفينة لا تصل إلى الساحل سالمة من الآفات إلّا بالملاح ، فكذلك الأنفس لا تصل إلى الدّرجات العالية والمثوبات الأخروية ولا تنجو من مهالك هذه الدار إلّا بالإمامعليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون المراد بقولهعليه‌السلام « أنتم » رواة الأخبار لا مطلق الشيعة فإنهم الحاملون لأمتعة الروايات والعلوم والمعارف إلى ضعفاء الشيعة في بحرّ الدنيا الزخار ، مع وفور أمواج فتن المخالفين والأشرار ، وفي بحرّ العلوم والأسرار الذي يرقب سفنها الأئمّة الذّين يدعون إلى النار.

كما روي عن عبد الله بن زرارة قال : قال :أبو عبد اللهعليه‌السلام : اقرأ مني إلى والدك السلام وقل له : إنما أعيبك دفاعا مني عنك ، فإن النّاس يسارعون إلى كلّ من قربناه

٣٤٤

وهذا ملّاحها قال :فحججت من قابل ومعي ألفا دينار فبعثت بألف إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وألف إليه فلـمّا دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام قال :يا فيض عدلته بي قلت إنما فعلت ذلك لقولك فقال :أما والله ما أنا فعلت ذلك بل الله عزّ وجلّ فعله به.

________________________________________________________

وحمدنا مكأنّه لإدخال الأذى فيمن نحبّه ونقرّبه ويذمّونه لمحبّتنا له وقربه ودنوة ، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله ، ويحمدون كلّ من عيبناه نحن وإن نحمد أمره فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا ، وأنت في ذلك مذموم عند النّاس غير محمود الأثر لمودتك لنا ولميلك إلينا ، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ، وتكون بذلك منّا دافع شرهم [ منك ] يقول الله عزّ وجلّ : «أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحرّ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كلّ سَفِينَةٍ غَصْباً »(١) هذا التنزيل من عند الله صالحة ، لا والله ما عابها إلّا لكي تسلم من الملك ولا تعطب على يديه ، ولقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مساغ والحمد لله ، فافهم المثل يرحمك الله فإنك والله أحب النّاس إلى وأحب أصحاب أبيعليه‌السلام إلى حياً وميتاً فإنك أفضل سفن ذلك البحرّ القمقام الزاخر ، وإن من ورائك ملكاً ظلوماً غصوباً يرقب عبور كلّ سفينة صالحة ترد من بحرّ الهدى ليأخذها غصبا فيغصبها وأهلها فرحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوأنّه عليك ميتا ، إلى آخر الخبر.

وما أشبه التمثيل في الخبرين وما أقربهما فتدبر.

« عدلته بي » استفهام على المدح والتقرير ، أي جعلته معادلي حيث سويت بيني وبينه في الهدية.

__________________

(١) سورة الكهف : ٧٩.

٣٤٥

( باب )

( الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام )

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحاف قال :كنت أنا وهشام بن الحكم وعليّ بن يقطين ببغداد فقال :عليّ بن يقطين كنت عند العبد الصالح جالسا فدخل عليه ابنه عليّ فقال :لي يا عليّ بن يقطين هذا عليّ سيد ولدي أما إني قد نحلته كنيتي فضرب هشام بن الحكم براحته جبهته ثمّ قال :ويحك كيف قلت فقال :عليّ بن يقطين سمعت والله منه كما قلت فقال :هشام أخبرك أن الأمر فيه من بعده.

أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحسين بن نعيم الصحاف قال :كنت عند العبد الصالح - وفي نسخة الصفواني قال :كنت أنا ثمّ ذكر مثله.

________________________________________________________

باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام

الحديث الأوّل : صحيح بهذا السند ، ضعيف بالسند الآتي.

« فقال :لي » في بعض النسخ « له » فالقائل الصحاف ، والضمير راجع إلى ابن يقطين ، وقيل : الضمير لابنه على واللام بمعنى في وهو بعيد « نحلته » أي أعطيته والراحة الكف والضرب للتعجّب ولعلّه كان ظنّ أنّه القائم كما توهم غيره ، أو للتأسف لإشعار الكلام بقرب وفاتهعليه‌السلام ، لا سيما مع نحلة الكنية « ويحك » قيل : منصوب بتقدير حرف النداء للتعجّب ، وقال :الجوهري : ويح كلمة رحمة ، وويل كلمة عذاب ، وقال :الزبيدي(١) : هما بمعنى واحد ، تقول : ويح لزيد وويل لزيد ترفعهما على الابتداء ولك أن تقول : ويحا لزيد وويلا لزيد فتنصبهما بإضمار فعل.

__________________

(١) وهو أبوبكر محمّد بن الحسن بن عبد الله القرطبي صاحب طبقات النحويين واللغويين المتوفى سنة ٣٧٩ وفي نسخة « اليزيدي » وهو أيضاً من علماء النحو واللّغة واسمه يحيى بن المبارك المتوفى بخراسان سنة ٣٠٢ ويطلق على حفيده الفضل بن محمّد أيضاً وعلى محمّد ابن العبّاس النحوى.

٣٤٦

٢ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن معاوية بن حكيم ، عن نعيم القابوسي ، عن أبي الحسنعليه‌السلام أنّه قال :إنَّ ابني عليّاً أكبرّ ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلّا نبيّ أو وصيّ نبي.

٣ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن سنان وإسماعيل بن عباد القصري جميعاً ، عن داود الرقي قال :قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام جعلت فداك إني قد كبرّ سني فخذ بيدي من النار قال :فأشار إلى ابنه أبي الحسنعليه‌السلام فقال :هذا صاحبكم من بعدي.

________________________________________________________

الحديث الثاني : موثق.

« إن ابني على »(١) خبر إن وكان حقه « إن عليّاً ابني » فقدم لإفادة الحصر مبالغة أي لشدّة اختصاصه بي ومحبتي له كأنّه ابني دون غيره ، أو المراد بالابن الابن الذي يعرف فيه أبوه خلقه وخلقه وشمائله « وأكبرّ » خبر مبتدإ محذوف ، والجملة استيناف بيان للسابق ، وفي إرشاد المفيد ابني عليّ بدون « إن » فعليّ عطف بيان لابني وأكبرّ خبره وهو أظهر « وأبرهم بي » أي أوصلهم بي وأشدهم إحسانا.

الحديث الثالث : ضعيف ، والقصري نسبة إلى موضع وفي القاموس : القصر علم لسبعة وخمسين موضعا ، والرقي بفتح الراء وشد القاف نسبة إلى رقة وهي بلد على الفرات. « قد كبرّ سني » أي طال عمري وأخاف أن أموت قبل أن أعرف الإمام بعدك ، أو أخاف أن لا أتمكن من المجيء إلى بلدك بعد سماع خبر وفاتك ، وفي الصحاح والقاموس والنهاية : السن الضرس ومقدار العمر ، مؤنثة ، في النّاس وغيرهم ، انتهى.

ولكن تأنيثها لـمّا لم يكن حقيقيا يجوز في النسبة إليه التذكير والتأنيث ، فلذا ورد في هذا الخبر على التذكير ، وفي الخبر الآتي على التأنيث ، وفي الإرشاد هنا أيضاً كبرت.

__________________

(١) كذا في النسخ لكن في المتن « عليّاً » وهو الظاهر كما صرّح به الشارحرحمه‌الله وعليه فيسقط ما ذكرهرحمه‌الله من الاحتمالات.

٣٤٧

٤ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن الحسن ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار قال :قلت لأبي الحسن الأوّلعليه‌السلام : إلّا تدلني إلى من آخذ عنه ديني فقال :هذا ابني عليّ إن أبي أخذ بيدي فأدخلني إلى قبرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :يا بني إن الله عزّ وجلّ قال :«إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً » وإن الله عزّ وجلّ إذا قال :قولا وفى به.

٥ - أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن يحيى بن عمرو ، عن داود الرقي قال :قلت لأبي الحسن موسىعليه‌السلام إني قد كبرت سني ودق عظمي وإني سألت أباكعليه‌السلام فأخبرني بك فأخبرني من بعدك فقال :هذا أبو الحسن الرضا.

٦ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن زياد بن مروان القندي وكان من الواقفة قال :دخلت على أبي إبراهيم وعنده ابنه أبو الحسنعليه‌السلام فقال :لي يا زياد هذا ابني فلان كتابه كتابي وكلامه كلامي ورسوله رسولي وما قال :فالقول قوله.

________________________________________________________

الحديث الرابع : ضعيف.

« إلّا » للعرض « إلى من آخذ » أي بعد وفاتك « فقال :هذا » خبر مبتدإ محذوف أي هو هذا ، أو مبتدأ خبره ابني أي ابني حقيقة القابل للإمامة كما مر « إلى قبرّ رسول الله » أي إلى ما يجاور قبره ويدلّ على أن قوله تعالى : «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً »(١) معناه أني أجعل ذلك أبداً ولا أخلي الأرض من خليفة إلى يوم القيامة.

الحديث الخامس : مجهول « ودق عظمي » أي ذبل من كبرّ سني والنحولة.

الحديث السادس : ضعيف.

« وكان من الواقفة » أي مع أنّه كان واقفيا وروى هذا الحديث الذي ينقض قوله ، فيكون أتم في الحجّة ، أو مع أنّه روى هذا الحديث كان واقفيا على التعجّب « فلان » كناية من الرضا إذ لم يقل أحد بإمامة غيره من أولاده ، ولم يدعها منهم

__________________

(١) سورة البقرة : ٣٠.

٣٤٨

٧ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن الفضيل قال :حدّثني المخزومي وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام قال :بعث إلينا أبو الحسن موسىعليه‌السلام فجمعنا ثمّ قال :لنا أتدرون لم دعوتكم فقلنا لا فقال :اشهدوا أن ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعدي من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا ومن كانت له عندي عدَّة فلينجزها منه ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلّا بكتابه.

________________________________________________________

غيرهعليه‌السلام ، وروى الكشيّ عن يونس بن عبد الرحمن قال : مات أبو الحسنعليه‌السلام وليس عنده من قوّامه إلّا وعنده المال الكثير ، وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته ، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار.

الحديث السابع : ضعيف ، والمخزومي المذكور في اختيار الكشي هو المغيرة بن نوبة ، وروى فيه عن حمّاد بن عثمان عن المغيرة بن نوبة المخزومي ، قال : قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : قد حملت هذا الفتى في أمورك؟ فقال : إنّي حملته ما حملنيه أبيعليه‌السلام .

لكن روى الصدوق في العيون هذا الخبر عن محمّد بن الحسن بن الوليد عن محمّد بن الحسن الصفار عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب عن محمّد بن الفضيل عن عبد الله بن الحارث وأمه من ولد جعفر بن أبي طالب ، وذكر الخبر.

فيدلّ على أن المخزومي اسمه عبد الله بن حارث ، وعلى التقديرين مجهول « أن ابني هذا » المراد الرضاعليه‌السلام ، وفي العيون : إن عليّاً ابني هذا ، وعلى تقدير عدم معلومية المشار إليه يعلم منه إمامة الرضاعليه‌السلام إذ يدلّ على وفاة موسىعليه‌السلام وأن أحد أولاده إمام بعده ، ولم يقل أحد بإمامة غيره بعده كما مر والتنجز طلب الوفاء بالوعد ، واللقاء بالفتح مصدر لقي من باب علم.

« إلّا بكتابه » الضمير راجع إلى الرضاعليه‌السلام ، أي إلّا مع كتابه الدالّ على الإذن لشدّة التقيّة والخوف ، ولأنّه أعلم بمن ينبغي دخوله علىّ ومن لا ينبغي ،

٣٤٩

٨ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن سنان وعليّ بن الحكم جميعاً ، عن الحسين بن المختار قال :خرجت إلينا ألواح من أبي الحسنعليه‌السلام وهو في الحبس عهدي إلى أكبرّ ولدي أن يفعل كذا وأن يفعل كذا وفلان لا تنله شيئاً حتّى ألقاك أو يقضي الله عليَّ الموت.

٩ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن الحسين بن المختار قال :خرج إلينا من أبي الحسنعليه‌السلام بالبصرة ألواح مكتوب فيها بالعرض عهدي إلى أكبرّ ولدي يعطى فلان كذا وفلان كذا وفلان كذا وفلان لا يعطى حتّى أجيء أو يقضي الله عزّ وجلّ عليّ الموت «إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ ».

________________________________________________________

ويحتمل رجوع الضمير إلى الموصول أي يبعث إلى كتابه ولا يدخل عليّ فيكون إطلاق اللقاء عليه مجازا ولكن لا يخلو من بعد.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

واللوح ما يكتب فيه من خشب أو كتف أو قرطاس ، والعهد : الوصيّة والتقدّم إلى المرء في الشيء والظرف لغو متعلق بعهدي أو مستقر خبر المبتدأ ، وعلى الأوّل إن مصدرية ، والمصدر خبر المبتدأ ، وعلى الثاني إن مفسرة لتضمن العهد معنى القول ، وجملة « فلان » عطف على عهدي أو على مدخول إن المفسرة ، ولعلّ المراد بفلان بعض أولاده ، ويحتمل غيرهم « لا تنله » أي لا تعطه وهذا أيضاً يدلّ على النص كناية وبتقريب ما مر للإخبار بالموت.

الحديث التاسع : موثق.

وهذا مبني على ما روي أن الرشيد لعنه الله قبض عليهعليه‌السلام من المدينة وبعثه إلى أمير البصرة عيسى بن أبي جعفر وكان في حبسه زماناً ثمّ حمل سرّاً إلى بغداد ، فحبس حتّى سمه السندي بن شاهك كما سيأتي إنشاء الله « بالعرض » أي كتب في عرض اللوح لا في طوله ، ويحتمل على بعد أن يكون بالتحريك ، أي كتب الكتاب ظاهراً لأمر آخر وكتب فيه هذا بالعرض تقية.

٣٥٠

١٠ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن محرز ، عن عليّ بن يقطين ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال :كتب إلي من الحبس أن فلانا ابني سيد ولدي وقد نحلته كنيتي.

١١ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي عليّ الخزاز ، عن داود بن سليمان قال :قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام إني أخاف أن يحدث حدث ولا ألقاك فأخبرني من الإمام بعدك فقال :ابني فلان يعني أبا الحسنعليه‌السلام .

١٢ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن سعيد بن أبي الجهم ، عن النصر بن قابوس قال :قلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام إنّي سألت أباكعليه‌السلام من الذي يكون من بعدك فأخبرني أنك أنت هو فلـمّا توفي أبو عبد اللهعليه‌السلام ذهب النّاس يمينا وشمإلّا وقلت فيك أنا وأصحابي فأخبرني من الذي يكون من بعدك من ولدك فقال :ابني فلان.

١٣ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن الضحاك بن الأشعث ، عن داود بن زربي قال :جئت إلى أبي إبراهيمعليه‌السلام بمال فأخذ بعضه وترك بعضه فقلت أصلحك الله لأي شيء تركته عندي قال :إن صاحب هذا الأمر يطلبه منك فلـمّا جاءنا نعيه بعث إلي أبو الحسنعليه‌السلام ابنه فسألني ذلك المال فدفعته إليه.

________________________________________________________

الحديث العاشرّ : ضعيف على المشهور ، ودلالته على النص على التعيين للتصريح بالكنية زائداً على ما مر.

الحديث الحادي عشرّ : ضعيف.

« إن يحدث حدث » بالتحريك أي حادثة كالحبس والقتل والموت ، و « يعني » كلام الراوي أو راوي الراوي ، والأخير أظهر إذ الظاهر أن الكناية من الراوي.

الحديث الثاني عشرّ : ضعيف على المشهور وفي العيون ورجال الكشي قال : ابني عليّ « يمينا وشمإلّا » ، أي إلى جهات مختلفة غير الصراط المستقيم.

الحديث الثالث عشرّ : كالسابق ، وزربي بضم الزاء ، والنعي : الإخبار بالموت.

٣٥١

١٤ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي الحكم الأرمني قال :حدّثني عبد الله بن إبراهيم بن عليّ بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن يزيد بن سليط الزيدي قال :أبو الحكم وأخبرني عبد الله بن محمّد بن عمارة الجرمي ، عن يزيد بن سليط قال :لقيت أبا إبراهيمعليه‌السلام ونحن نريد العمرّة في بعض الطريق فقلت جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه قال :نعمّ فهل تثبته أنت قلت نعمّ إني أنا وأبي لقيناك هاهنا وأنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعه إخوتك فقال :له أبي بأبي أنت وأمي أنتم كلكم أئمّة مطهرون والموت لا يعرى منه أحد فأحدث إلي شيئاً أحدث به من يخلفني من بعدي فلا يضل قال :نعمّ يا أبا عبد الله هؤلاء ولدي وهذا سيدهم وأشار إليك وقد علم الحكم والفهم والسخاء والمعرفة

________________________________________________________

الحديث الرابع عشرّ : كالسابق أيضاً ، وفي القاموس إرمينية بالكسر وقد يشد الياء الأخيرة : كورة بالروم ، أو أربعة أقاليم أو أربع كور متصل بعضها ببعض ، يقال :لكلّ كورة منها : إرمينية والنسبة إليها أرمني بالفتح ، انتهى.

وسليط بفتح السين وكسر اللام ، والزيدي نسبة إلى زيد من جهة النسب لا من جهة المذهب ، وعمارة بضم العين وتخفيف الميم ، والجرمي بالفتح نسبة إلى بطن من طيئ أو إلى بطن من قضاعة ، وفي القاموس أثبته عرفه حقّ المعرفة وأنت تأكيد للضمير المستتر المرفوع ، وأنا تأكيد للضمير المنصوب « لا يعرى » أي لا يخلو تشبيها للموت بلباس لا بد من أن يلبسه كلّ أحد « فأحدث إلى » على بناء الأفعال أي ألق أو حدث « أحدث » بالجزم جوابا للأمر أو بالرفع صفة لقوله شيئاً « من يخلفني » من باب نصر أي يبقى بعدي ، وفيه نوع من الأدب بإظهار أني لا أتوقع بقائي بعدك لكن أسأل ذلك لأولادي وغيرهم ممن يكون بعدي ، وأبو عبد الله كنية سليط ، وفي إعلام الورى يا أبا عمارة وما هنا أصوب.

« وقد علم » على بناء المعلوم المجرد أو بناء المجهول من التفعيل ، والحكم بالضمّ القضاء أو الحكمة ، والفهم : سرعة انتقال :الذهن إلى مقصود المتكلم عند

٣٥٢

بما يحتاج إليه النّاس وما اختلفوا فيه من أمر دينهم ودنيأهمّ وفيه حسن الخلق وحسن الجواب وهو باب من أبواب الله عزّ وجلّ وفيه أخرى خير من هذا كله.

فقال :له أبي وما هي بأبي أنت وأمي قال :عليه‌السلام يخرج الله عزّ وجلّ منه غوث هذه الأمة وغياثها وعلمها ونورها وفضلها وحكمتها خير مولود وخير ناشئ يحقن الله عزّ وجلّ به الدماء ويصلح به ذات البين ويلم به الشعث ويشعب

________________________________________________________

التحاكم وغيره « وهو باب » أي لا بد لمن أراد دين الله وطاعته ، والدخول في دار قربه ورضاه من أن يأتي إليه.

« وفيه أخرى » أي خصلة أخرى « خير من هذا » أي ممّا ذكرته كلّه ، والغوث العون للمضطر والغياث أبلّغ منه وهو اسم من الإغاثة ، والمراد بالأمة الشيعة الإماميّة أو الأعمّ « والعلم » بالتحريك سيد القوم والراية وما يهتدى به في الأسفار والطرق ، أو بالكسر على المبالغة أي ذا علمها ، والنور ما يصير سببا لظهور الأشياء عند الحس أو العقل ، والفضل ضد النقص ، والحكمة بالكسر العقل والفهم ، والإسناد في الكلّ على المبالغة.

« خير » منصوب أو مرفوع على المدح « مولود » أي في تلك الأزمان أو من غير المعصومين من هذه الأمة « والناشئ » الحدث الذي جاز حد الصغر ، أي هو خير في الحالتين « به الدماء » أي دماء الشيعة أو الأعمّ فإن بمسالمته حقنت دماء الكلّ ، ولعلّ إصلاح ذات البين عبارة من إصلاح ما كان بين ولد عليّعليه‌السلام وولد العبّاس من العداوة جهرة « ويلم » بشد الميم وضم اللام أي يجمع « به الشعث » بالتحريك أي المتفرق من أمور الدين والدنيا ، قال :الجوهري : لم الله شعثه أي أصلح وجمع ما تفرق من أموره ، وقال : الشعب الصدع في الشيء وإصلاحه أيضاً ،(١) وقال : الصدع الشق.

وكسوة العاري وإشباع الجائع ، وإيمان الخائف(٢) مستمرا إلى الآن في جوار

__________________

(١) أي أنّه من الأضداد.

(٢) وفي نسخة « وأمان الخائف ».

٣٥٣

به الصدع ويكسو به العاري ويشبع به الجائع ويؤمن به الخائف وينزل الله به القطر ويرحم به العباد خير كهل وخير ناشئ قوله حكم وصمته علم يبيّن للناس ما يختلفون فيه ويسود عشيرته من قبل أوان حلمه فقال :له أبي بأبي أنت.

________________________________________________________

روضته المقدسة صلوات الله عليه.

والقطر بالفتح : المطر ، ويستعار أيضاً للبركة والسخاء ، وقال :الجوهري : الكهل من الرجال الذي جاوز الثلاثين ووخطه الشيب ، وقال :الفيروزآبادي : من وخطه الشيب أو من جاوز الثلاثين أو أربعا وثلاثين إلى إحدى وخمسين ، وفي النهاية من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين ، وقيل : من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين انتهى.

ولعلّ تكرار « خيرنا شيء » تأكيد لغرابة الخبرية في هذا السن دون سن الكهولة وعدم ذكر سن الشيب لعدم وصولهعليه‌السلام إلى سن الشيب ، وهو الذي غلب البياض على الشعر لأنّهعليه‌السلام كان له عند شهادته أقل من خمسين سنة كما سيأتي ، وقيل : تكرار خير ناشئ باعتبار أن المقصود هنا وصف أبيه بأنّه خير كهل ، ووصفه بأنّه يدرك كهولة أبيه حين شبابه ، ولذا قدم كهل على ناشئ ، قالوا : وهنا كالواو في كلّ رجل وضيعته في احتمال كون مدخولها منصوبا لكونها بمعنى مع ، وتقدير خبر المبتدأ قبلها وهو مقرون ، وكونها مرفوعا وكونها عاطفة ، وتقدير خبر المبتدأ بعد مدخولها أي مقرونان ولا يخفى بعده.

قوله : حكم ، أي حكمة وصواب أو حكم وقضاء بين النّاس ، والأوّل أظهر « وصمته علم » أي مسبب عن العلم ، لأنّه يصمت للتقية والمصلحة لا للجهل بالكلام وقيل : سبب للعلم لأنّه يتفكر والأوّل أظهر « يسود » كيقول أي يصير سيدهم ومولأهمّ وأشرفهم ، والعشيرة الأقارب القريبة « قبل أوان حلمه » بالضمّ أي احتلامه وهو الجماع في النوم ، وهو كناية عن بلوغ السن الذي يكون للناس فيها ذلك ، فإن الإمام لا يحتلم أو بالكسر وهو العقل ، وهو أيضاً كناية عن البلوغ لأن النّاس عنده يكمل عقلهم

٣٥٤

وأمي وهل ولد قال :نعمّ ومرت به سنون قال :يزيد فجاءنا من لم نستطع معه كلاما.

قال :يزيد فقلت لأبي إبراهيمعليه‌السلام فأخبرني أنت بمثل ما أخبرني به أبوكعليه‌السلام فقال :لي نعمّ إن أبيعليه‌السلام كان في زمان ليس هذا زمانه فقلت له فمن يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله قال :فضحك أبو إبراهيم ضحكا شديدا ثمّ قال :أخبرك يا أبا عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه

________________________________________________________

وإلّا فهم كاملون عند الولادة بل قبلها « فقال :» أي يزيد على الالتفات أو هو كلام راوي يزيد والمسؤول موسىعليه‌السلام ولا يحتمل أن يكون المراد سليطا ويكون المسؤول الصادقعليه‌السلام ، إذ ولادة الرضاعليه‌السلام إما في سنة وفاة الصادقعليه‌السلام أو بعدها بخمس سنين كما ستعرف ، وهذا على ما في بعض النسخ حيث لم يكن فيه أبي ، وفي أكثر النسخ « فقال :له أبي : بأبي أنت » فلا يجري فيه ما ذكرنا إلّا يقال :أن سليطا سأل أبا إبراهيمعليه‌السلام بعد ذلك بسنين.

وفي العيون هكذا قال : فقال :أبي : بأبي أنت وأمي ، فيكون له ولد بعده؟ قال : نعمّ ، ثمّ قطع الكلام وهو لا يحتاج إلى تكلف.

« قال :يزيد فقلت » أي لأبي إبراهيمعليه‌السلام (١) .

« في زمان » أي في زمان حسن لا تلزم التقية فيه كثيراً « ليس هذا زمانه » استئناف أي زمان الإخبار أو صفة لزمان وإضافة الزمان إلى ضمير الزمان على المجاز أي ليس هذا مثله ، وقيل : أي زمانا مثله ، وفي العيون كان أبيعليه‌السلام في زمن ليس هذا مثله وهو أظهر ، وأبو عمارة كنية يزيد.

« ابني فلان » أي الرضاعليه‌السلام ، والتكنية من الراوي ، وفي العيون : يا با عمارة إني خرجت من منزلي فأوصيت في الظاهر إلى بني وأشركتهم مع عليّ ابني وأفردته

__________________

(١) كذا في النسخ وكأنّ جملة « لأبي إبراهيم » غير موجودة في نسخة الشارح ولذا فسّره بقوله « أي لأبي إبراهيم » لكنّها موجودة في نسخة الأصل من الكافي.

٣٥٥

بني في الظاهر وأوصيته في الباطن فأفردته وحده ولو كان الأمر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه ورأفتي عليه ولكن ذلك إلى الله عزّ وجلّ يجعله حيث يشاء ولقد جاءني بخبره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ أرانيه وأراني من يكون معه وكذلك لا يوصى إلى أحد منّا حتّى يأتي بخبره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجدي عليّ صلوات الله عليه ورأيت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خاتما وسيفاً وعصا وكتاباً وعمامة فقلت ما هذا

________________________________________________________

بوصيتي في الباطن.

« في الظاهر » أي فيما يتعلق بظاهر الأمر من الأموال ونفقة العيال ونحوهما « في الباطن » أي فيما يتعلق بالإمامة من الوصيّة بالخلافة وإيداع الكتب والأسلحة وسائر الأمانات المتعلقة بها ، أو في الظاهر أي عند عامة الخلق ، وفي الباطن أي عند الخواص أو بغير حضور أحد ، أو المراد بالظاهر بادي الفهم ، وبالباطن ما يظهر علمه للخواص بعد التأمل فأنّهعليه‌السلام في الوصيّة الآتية وإن أشرك بعض الأولاد معه لكن قرن ذلك بشرائط يظهر منها أن اختيار الكلّ إليهعليه‌السلام ، أو المراد بالظاهر الوصيّة الفوقانية ، وبالباطن الوصيّة التحتانية فإنك ستعرف أن في الأخيرة كان يظهر عزل الجميع واختصاصهعليه‌السلام بالوصية.

« ولقد جاءني بخبره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » المجيء والإرادة إما في المنام أو في اليقظة بأجسادهم المثالية أو بأجسادهم الأصلية على قول بعض ، وقيل : للأرواح الكاملة أن يتمثلوا في صور أجسادهم أحيانا لمن شاءوا في هذه النشأة الدنيوية كما تمثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأبي بكر حين أنكر حقّ عليّعليه‌السلام .

وأقول : في العيون تصريح بالأوّل إذ فيه هكذا : ولقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في المنام وأمير المؤمنينعليه‌السلام معه.

قوله : وأراني من يكون معه ، أي من يكون في زمانه من خلفاء الجور أو من شيعته ومواليه أو الأعمّ ، ولـمّا كان في المنام وما يشبهه من العوالم ترى الأشياء بصورها المناسبة لها ، أعطاه العمامة فإنها بمنزلة تاج الملك والسلطنة ، وسيأتي أن العمائم

٣٥٦

يا رسول الله فقال :لي أما العمامة فسلطان الله عزّ وجلّ وأما السيف فعز الله تبارك وتعالى وأما الكتاب فنور الله تبارك وتعالى وأما العصا فقوة الله وأما الخاتم فجامع هذه الأمور ثمّ قال :لي والأمر قد خرج منك إلى غيرك فقلت يا رسول الله أرنيه أيهم هو فقال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما رأيت من الأئمّة أحداً أجزع على فراق هذا الأمر منك ولو كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك ولكن ذلك من الله عز وجل.

________________________________________________________

تيجان العرب ، وكذا السيف سبب للعز والغلبة ، وصورة لها ، والكتاب نور الله وسبب لظهور الأشياء على العقل ، والمراد به جميع ما أنزل الله على الأنبياءعليهم‌السلام ، والعصا سبب للقوة وصورة لها إذ به يدفع شرّ العدي ، ويحتمل أن يكون كناية عن اجتماع الأمة عليه من المؤالف والمخالف ، ولذا يكنى عن افتراق الكلمة بشق العصا.

والخاتم جامع هذه الأمور لأنّه علامة الملك والخلافة الكبرى في الدين والدنيا.

وقيل : المراد بالخاتم المهديعليه‌السلام فأنّه خاتم الأوصياء إشارة أن المهدي من صلبه دون إخوته.

« قد خرج منك » أي قرب انتقال :الإمامة منك « إلى غيرك » أو خرج اختيار تعيين الإمام من يدك ، وقيل : منك أي ممن تحبه إلى غيرك ، أي غير من تحبه ، والأوّل أظهر ، وفي العيون : والأمر يخرج إلى عليّ ابنك.

ولعلّ جزعهعليه‌السلام لعلمه بمنازعة إخوته واختلاف شيعته فيه ، وقيل : لأنّه كان يحب أن يجعله في القاسم ، والفراق بكسر الفاء وفتحها المفارقة ، ولعلّ حبهعليه‌السلام للقاسم كناية عن اجتماع أسباب الحب فيه لكون أمه محبوبة له وغير ذلك ، أو كان الحب واقعاً بحسب الدواعي البشرية ، أو من قبل الله تعالى ليعلم النّاس أن الإمامة ليست تابعة لمحبّة الوالد ، أو يظهر ذلك لهذه المصلحة.

٣٥٧

ثمّ قال :أبو إبراهيم ورأيت ولدي جميعاً الأحياء منهم والأموات فقال :لي أمير المؤمنينعليه‌السلام هذا سيدهم وأشار إلى ابني عليّ فهو مني وأنا منه والله مع المحسنين قال :يزيد ثمّ قال :أبو إبراهيمعليه‌السلام يا يزيد إنها وديعة عندك فلا تخبر بها إلّا عاقلا أو عبداً تعرفه صادقا وإن سئلت عن الشهادة فاشهد بها وهو قول الله عزّ وجلّ «إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها »(١) وقال :لنا أيضاً «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ »(٢) قال :فقال :أبو إبراهيمعليه‌السلام فأقبلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

________________________________________________________

« فهو مني » كلام أبي إبراهيم أو كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وقد عرفت أن هذه العبارة تستعمل في إظهار غاية المحبّة والاتحاد والتشارك في الكمالات.

« إنها وديعة » أي الشهادة أو الكلمات المذكورة « أو عبداً تعرفه صادقا » أي في دعواه التصديق بإمامتي بأن يكون فعله موافقا لقوله ، والمراد بالعاقل من يكون ضابطا حصينا وإن لم يكن كامل الأيمان ، فإن المانع من إفشاء السر إما كمال العقل والنظر في العواقب أو الديانة والخوف من الله ، وكون الترديد من الراوي بعيد.

وفي العيون : إلّا عاقلا أو عبداً امتحن الله قلبه للإيمان أو صادقا ولا تكفر نعمّ الله تعالى.

وقوله : وإن سئلت كأنّه استثناء عن عدم الإخبار ، أي لا بد من الإخبار عند الضرورة وإن لم يكن المستشهد عاقلا وصادقا ، ويحتمل أن يكون المراد أداء الشهادة لهما لقوله تعالى : « إلى أهلها ».

« فأشهد بها » أي بالإمامة أو المراد بالشهادة شهادة الإمام والضمير راجع إليها وهو قول الله ، أي أداء هذه الشهادة داخل في المأمور به في الآية.

« وقال :لنا » أي لأجلنا وإثبات إمامتنا « من الله » صفة شهادة ، ويدلّ على أن

__________________

(١) سورة النساء : ٥٨.

(٢) سورة البقرة : ١٤٠.

٣٥٨

فقلت قد جمعتهم لي بأبي وأمي فأيهم هو فقال :هو الذي ينظر بنور الله عزّ وجلّ ويسمع بفهمه وينطق بحكمته يصيب فلا يخطئ ويعلم فلا يجهل معلـماً حكما وعلـماً هو هذا وأخذ بيد عليّ ابني ثمّ قال :ما أقل مقامك معه فإذا رجعت من سفرك فأوص وأصلح أمرك وافرغ ممّا أردت فإنك منتقل عنهم ومجاور غيرهم فإذا أردت فادع عليّاً فليغسلك وليكفنك فأنّه طهر لك ولا يستقيم

________________________________________________________

هذه الشهادة منهعليه‌السلام من قبل الله وبأمره « فأيهم هو » لعلّ هذا السؤال لزيادة الاطمئنان كما قال :إبراهيمعليه‌السلام : «وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي »(١) أو أرادعليه‌السلام أن يعين النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له كما عين أمير المؤمنينعليه‌السلام ليخبر النّاس بتعيينهما إياه ، ويحتمل أن يكون هذا تفصيلا لـمّا أجمل سابقا.

« ينظر بنور الله » أي ينظر بعينه وبقلبه بالنور الذي جعله الله فيهما ، والباء للآلة كما قال :النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتّقوا فراسة المؤمن فأنّه ينظر بنور الله ، وهذا إشارة إلى ما يظهر له من الأسرار والمعارف بتوسط روح القدس وبالإلهام وغيرهما « ويسمع بفهمه » إلى ما سمعه من آبائه « فلا يجهل » أي شيئاً ممّا يحتاج إليه الأمة « معلـماً » اسم مفعول من باب التفعيل إيماء إلى قوله تعالى : «وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعلـماً »(٢) .

« فإذا رجعت » أي إلى المدينة « من سفرك » أي الذي تريده أو أنت فيه ، وهو السفر إلى مكّة « فإذا أردت » يعني الوصيّة وقيل : أي مفارقتهم في السفر الأخير متوجها من المدينة إلى بغداد ، والأوّل أظهر لأن السفر لم يكن باختيارهعليه‌السلام وبعد أخذهم له حبسوه ولم يكن له مجال هذه الأمور ، ويمكن أن يقرأ أردت على بناء المجهول أي أرادك الرشيد لأن يأخذك.

« فأنّه طهر لك » أي تغسيله لك في حياتك طهر لك ، وقائم مقام غسلك من غير حاجة إلى تغسيل آخر بعد موتك « ولا يستقيم إلّا ذلك » أي لا يستقيم تطهيرك

__________________

(١) سورة البقرة : ٢٠٦.

(٢) سورة الأنبياء : ٧٩.

٣٥٩

إلّا ذلك وذلك سنة قد مضت فاضطجع بين يديه وصف إخوته خلفه وعمومته ومره فليكبرّ عليك تسعاً فأنّه قد استقامت وصيّته ووليك وأنت حي ثمّ اجمع له ولدك من بعدهم فأشهد عليهم وأشهد الله عزّ وجلّ «وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً » قال

________________________________________________________

إلّا بهذا النحو ، وذلك لأنّ المعصوم لا يجوز أن يغسله إلّا معصوم مثله ، ولم يكن غير الرضاعليه‌السلام ، وهو غير شاهد إذ حضره الموت ، ويرد عليه أنّه ينافي ما سيأتي من أن الرضاعليه‌السلام حضر غسل والده صلوات الله عليهما في بغداد ، ويمكن أن يكون هذا لرفع شبهة من لم يطلّع عليّ حضورهعليه‌السلام ، أو يكون يلزم الأمران جميعاً في الإمام الذي يعلم أنّه يموت في بلد آخر غير بلد ولده ، كما أنّه يؤمر المصلوب بالغسل ، وقيل : المقصود أنّه سيولي طهرك بعد وفاتك سرا ولا يخفى بعده.

« وصفّ إخوته » أي أقمهم خلفه صفا ، قال :الفيروزآبادي : صفت القوم : أقمتهم في الحرب وغيرها صفا ، وربّما يقرأ « صف » جملة اسمية حالية.

والظاهر أن التسع تكبيرات من خصائصهمعليهم‌السلام كما يظهر من غيره من الأخبار أيضاً وقيل : أنّهعليه‌السلام أمره بأن يكبرّ عليه أربعا ظاهراً للتقية وخمساً سرّاً ولا يخفى ما فيه ، إذ إظهار مثل هذه الصلاة في حال الحياة كيف يمكن إظهارها عند المخالفين.

« فأنّه قد استقامت وصيته » تعليل لجميع ما تقدّم « ووليك » معلوم باب رضي أي قام بأمورك من التغسيل والتكفين والصلاة والواو للحال « من تعدهم(١) » بدل : من ولدك ، بدل كلّ أي جميعهم أو بدل بعض أي من تعتني بشأنهم كان غيرهم لا تعدهم من الأولاد وقيل : أي من تحصيهم من المميزين وهو احتراز عن الأطفال ، وفي بعض النسخ بالباء الموحدّة بصيغة الاسم فكأنّه بالضمّ أي أحضرهم وإن كانوا بعداء عنك ، ومنهم من قرأ بفتح الباء وقال : أي من بعد جمع العمومة.

« فأشهد عليهم » أي اجعل غيرهم من الأقارب شاهدين عليهم بأنهم أقروا

__________________

(١) وفي المتن « من بعدهم » وسيأتي الإشارة إليه في كلام الشارح (ره).

٣٦٠