مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 43544
تحميل: 6778


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43544 / تحميل: 6778
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يزيد ثمَّ قال :لي أبو إبراهيمعليه‌السلام إنّي أوخذ في هذه السنة والأمر هو إلى ابني عليّ سمي عليّ وعليّ فأما عليّ الأوّل فعليّ بن أبي طالب وأما الآخر فعليّ بن الحسينعليه‌السلام أعطي فهم الأوّل وحلمه ونصره ووده ودينه

________________________________________________________

بإمامة أخيهم وخلافته ، وقيل : أي فأشهده عليهم أي اجعله إماما وشاهداً على ولدك ، وفي العيون : فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك وأفرغ ممّا أردت فإنك منتقل عنه ومجاور غيره ، فاجمع ولدك واشهد الله عليهم وكفى بالله شهيداً.

« إني أوخذ » على بناء المجهول بقلب الهمزة واواً ، ويقال : هو سمي فلان إذا وافق اسمه اسمه ، وقيل : في قوله تعالى : «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا »(١) أي نظيراً يستحقّ مثل اسمه.

« أعطي فهم الأوّل » أي أمير المؤمنينعليه‌السلام « ووده » أي الحب الذي جعل الله له في قلوب المؤمنين كما روي أن قوله تعالى : «إِنَّ الذّين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا »(٢) أنزل في أمير المؤمنينعليه‌السلام .

قال :الطّبرسيرحمه‌الله : فيه أقوال :

أحدها : أنها خاصة في أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فما من مؤمن إلّا وفي قلبه محبّة لعليّعليه‌السلام عن ابن عباس ، وفي تفسيّر أبي حمزة الثمالي حدّثني أبو جعفر الباقرعليه‌السلام قال : قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعليّعليه‌السلام : قل : الّلهم اجعل لي عندك عهداً واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا ، فقالهما عليّعليه‌السلام ، فنزلت هذه ، وروي نحوه عن جابرّ بن عبد الله.

والثاني : أنّها عامة في جميع المؤمنين يجعل الله لهم المحبّة والألفة والمقة(٣) في قلوب الصالحين.

__________________

(١) سورة مريم : ٦٥.

(٢) سورة مريم : ٦٩.

(٣) مقة كعدَّة : المحبّة وأصله من « ومق » يقال : ومقه أي أحبّه.

٣٦١

ومحنته ومحنة الآخر وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلّم إلّا بعد موت هارون بأربع سنين.

ثمَّ قال :لي يا يزيد وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنّه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك وسيعلمك أنك قد لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أم إبراهيم فإن قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل قال :يزيد فلقيت

________________________________________________________

والثالث : أنّ معناه يجعل الله لهم محبّة في قلوب أعدائهم ومخالفيهم.

والرابع : يجعل بعضهم يحبّ بعضاً.

والخامس : يحبّ بعضهم بعضاً في الآخرة.

ويؤيد الأوّل ما صح عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنّه قضى فانقضى على لسان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق ، انتهى.

« ومحنته » أي امتحأنّه وابتلاؤه بأذى المخالفين ومخالفتهم وخذلان أصحابه له.

ثمّ اعلم أنّه قد ثبت مساواة جميع الأئمّة في جميع الكمالات كما مر فتخصيص بعضهم ببعضها لظهور هذا البعض منه أكثر من غيره بسبب المصالح المختصة بزمانه ، كظهور الغزوات والشجاعة والفصاحة من أمير المؤمنينعليه‌السلام ، والدعوات عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، لفراغه وانتشار العلوم من الباقر والصادقعليهما‌السلام لقلة التقية في زمانهما ، وهكذا.

« وليس له أن يتكلّم » أي بالحجج ودعوى الإمامة جهارا ، وفي العيون بعد ذلك : فإذا مضت أربع سنين فسله عمّا شئت يجبك إن شاء الله تعالى ، وستلقاه فيه إعجاز وتصريح بما علم من « إذا » الدالة على وقوع الشرط بحسب الوضع.

« فلقيت » أي في المدينة والمضي بضم الميم وكسر الضاد وتشديد الياء ، أي وفاته

٣٦٢

بعد مضيّ أبي إبراهيمعليه‌السلام عليّاًعليه‌السلام فبدأني فقال :لي يا يزيد ما تقول في العمرّة فقلت بأبي أنت واُمّي ذلك إليك وما عندي نفقة فقال :سبحان الله ما كنّا نكلفك ولا نكفيك فخرجنا حتّى انتهينا إلى ذلك الموضع فابتدأني فقال :يا يزيد إن هذا الموضع كثيراً ما لقيت فيه جيرتك وعمومتك قلت نعمّ ثمّ قصصت عليه الخبر فقال :لي أما الجارية فلم تجئ بعد فإذا جاءت بلغتها منه السلام فانطلقنا إلى مكّة فاشتراها في تلك السنة فلم تلبث إلّا قليلاً حتّى حملت فولدت ذلك الغلام قال :يزيد وكان إخوة عليّ يرجون أن يرثوه فعادوني إخوته من غير ذنب فقال :لهم إسحاق بن جعفر والله لقد رأيته وأنّه ليقعد من أبي إبراهيم بالمجلس الذي لا أجلس فيه أنا.

١٥ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي الحكم قال :حدّثني عبد الله بن

________________________________________________________

عليه‌السلام « ما تقول » ما استفهاميّة والمقصود تكليفه بالعمرّة « إليك » أي مفوّض إليك « ولا تكفيك(١) » الواو عاطفة أو حاليّة « جيرتك » أي مجاوريك في المعاشرة أو في الدار « وعمومتك » أراد بهم أبا عبد الله وأبا الحسنعليهما‌السلام وأولادهما ، وسمّاهم عمومته لأن يزيد كان من أولاد زيد بن عليّ وولد العمّ في حكم العمّ « بلغتها » بصيغة المتكلم ويحتمل الخطّاب أيضاً.

« فعادوني إخوته » بدل من الضمير المرفوع ، والمعاداة إمّا لزعمهم أن التبشير كان سببا لشراء الجارية وما كان لي ذنب لأني كنت مأمورا بذلك ، أو لزعمهم أني توسطت في شراء الجارية ولم يكن كذلك « فقال :لهم إسحاق » أي عمّ الرضاعليه‌السلام « وأنّه » الواو للحال والحاصل أن موسىعليه‌السلام كان يكرمه ويجلسه قريباً منه في مجلس ما كنت أجلس منه بذلك القرب ، مع أني كنت أخاه ، وإنما قال :ذلك إصلاحا بينه وبينهم وحثا لهم على بره ورعايته.

الحديث الخامس عشرّ : ضعيف على المشهور ويزيد بن سليط الأنصاري كأنه

__________________

(١) في المتن « ولا نكفيك » بالنون.

٣٦٣

إبراهيم الجعفري وعبد الله بن محمّد بن عمارة ، عن يزيد بن سليط قال :لـمّا أوصى أبو إبراهيمعليه‌السلام أشهد إبراهيم بن محمّد الجعفري وإسحاق بن محمّد الجعفري وإسحاق بن جعفر بن محمّد وجعفر بن صالح ومعاوية الجعفري ويحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ وسعد بن عمران الأنصاري ومحمّد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن سليط الأنصاري ومحمّد بن جعفر بن سعد الأسلمي وهو كاتب الوصيّة الأولى أشهدهم أنّه يشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله «وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ » وأن البعث بعد

________________________________________________________

غير الزيدي الراوي.

« وهو كاتب الوصيّة الأولى » أي وصيّة أخرى غير هذه الوصيّة لقوله بعد ذلك : هذه وصيتي بخطي.

وقيل : الوصيّة الأولى هي الشهادات والعقائد ، والوصيّة الثانية هي قوله : وإني قد أوصيت ، إلى آخر الوصية. وقوله : إن هذه وصيتي بخطي ، يعني أن هذه الشهادات هي وصيتي التي كتبتها بخطي قبل ذلك ، وهي محفوظة عندي ، قال : وأراد بقوله : « وقد نسخت وصيّة جدي » إلى قوله : « مثل ذلك » أن هذه الشهادات هي بعينها وصيّة آبائي وقد نسختها قبل ذلك ، وأراد بمحمّد بن عليّ أبا جعفرعليه‌السلام « على مثل ذلك » يعني كانت على مثل هذه الوصيّة من الشهادات.

وأقول : يمكن : أن يكونعليه‌السلام كتب وصايأهمّعليهم‌السلام في صدر الكتاب قبل هذه الوصيّة أو في المختوم تحت الكتاب أو في كتاب آخر.

ويؤيده ما رواه الصدوق (ره) في العيون عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : بعث إلى أبو الحسنعليه‌السلام بوصيّة أمير المؤمنينعليه‌السلام وبعث إلى بصدقة أبيه مع أبي إسماعيل مصادف وذكر صدقة جعفر بن محمّدعليه‌السلام وصدقة نفسه : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به موسى بن جعفر إلى آخر الخبر ، والمصنف أيضاً أورد نحوه في كتاب الوصايا.

وقيل ضمير هو لأبي إبراهيمعليه‌السلام ، والوصيّة الأولى عبارة عن المتعلقة بالإيمان

٣٦٤

الموت حقّ وأن الوعد حقّ وأن الحساب حقّ والقضاء حقّ وأن الوقوف بين يدي الله حقّ وأن ما جاء به محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حقّ وأن ما نزل به الروح الأمين حقّ على ذلك أحيا وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله وأشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصيّة جدي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ووصيّة محمّد بن عليّ قبل ذلك نسختها حرفاً بحرف ووصيّة جعفر بن محمّد على مثل ذلك وإني قد أوصيت إلى عليّ وبني بعد معه إن شاء وآنس منهم رشدا وأحب أن يقرهم فذاك له وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذاك له ولا أمر لهم معه وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذّين خلفت

________________________________________________________

من الشهادتين ونحوهما إلى قوله : وعليه ابعث إنشاء الله ، فكاتب الوصيّة الثانية غيرهعليه‌السلام ، وقوله : وأشهدهم ، إلى قوله : مثل ذلك ، ليس داخلا في الوصيّة الأولى ولا في الثانية بل كلام بين الوصيتين ، والأوسط الذي خطر بالبال أظهر.

والوعد : الإخبار بالثواب للمطيع وكونه حقّاً أنّه يجب الوفاء به ، أو أنّه لا يجوز تركه ، والقضاء : الحكم بمقتضى الحساب من ثواب المطيع وعقاب العاصي بشروطهما ، ويحتمل أن يكون المراد القضاء والقدر المتعلق بجميع الأمور.

« وبني » عطف على « عليّ » بعد « أي بعد عليّ في المنزلة » معه « أي مشاركين معه في الوصيّة » وأحب أن يقرهم « أي في الوصيّة » وأحب أن يخرجهم « أي من الوصيّة وقيل » بني « مبتدأ و » معه خبر ، أي هم ساكنون معه إلى الآن في داري إن شاء يبقيهم في الدار وإن شاء يخرجهم منها ، وفي العيون : وبنى بعده إن شاء ، إلخ.

« ولا أمر لهم معه » أي ليس لهم أن يخالفوه « وأموالي » أي ضبط حصص الصغار والغيب منها ، أو بقدر الثلث أو بناء على أن الإمام أولى بالمؤمنين من أنفسهم « وموالي » أي عبيدي وإمائي أو عتقائي لحفظهم ورعايتهم أو أخذ ميراثهم « وولدي » أي أوصيت إليه مع ولدي أو وإلى ولدي فيكون « إلى إبراهيم » بدلا من ولدي بتقدير إلى ، وقيل : الأظهر تقدّم « إلى » على « ولدي » وأنّه اشتبه على النساخ ، وقيل : وولدي أي وسائر ولدي ، وإلى بمعنى حتّى و « أم أحمد » عطف على صدقاتي ، انتهى ، وفي العيون : وولدي وإلى إبراهيم وهو أصوب.

٣٦٥

وولدي إلى إبراهيم والعبّاس وقاسم وإسماعيل وأحمد وأم أحمد وإلى عليّ أمر نسائي دونهم وثلث صدقة أبي وثلثي يضعه حيث يرى ويجعل فيه ما يجعل ذو المال في ماله فإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق بها على من سميت له وعلى غير من سميت فذاك له وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي وإن يرى أن يقر إخوته الذّين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وإن كره فله أن يخرجهم غير مثرب عليه ولا مردود فإن آنس

________________________________________________________

« وإلى عليّ » أي ومفوّض إلى عليّ وهو خبر مقدم « أمر نسائي » أي اختيارهن وهو مبتدأ « دونهم » أي دون سائر ولدي « وثلث صدقة أبي » مبتدأ وضمير « يضعه » راجع إلى كلّ من الثلاثين ، والمراد التصرف في حاصلهما بالبيع والهبة والنحلة بناء على أنهما حقّ التولية ، ويحتمل أن يكون المراد بيع أصلهما بناء عليّ أنهما كانا من الأموال التي للإمام التصرف فيها كيف شاء ولم يمكنهما إظهار ذلك تقية فسمياها صدقة ، أو بناء على جواز بيع الوقف في بعض الصور ، ويحتمل أن يكون « ثلث صدقة أبي » عطفا على قوله « أمر نسائي » ويكون « ثلثي » مبتدأ و « يضعه » خبره ويكون المراد ثلث غير الأوقاف.

« يجعل » أي يضع ، في القاموس جعله كمنعه صنعه ، والشيء وضعه ، وبعضه على بعض ألقاه ، وفي المصباح المنير : نحلته أنحله بالفتح نحلا أعطيته شيئاً من غير عوض بطيب نفس ، ونحلت المرأة مهرها أعطيتها نحلة ، وضمير « بها » راجع إلى الصدقة أو إلى الثلث بتأويل الأموال أو الصدقة.

« وهو أنا » أي هو بعد وفاتي مثلي في حياتي.

وقولهعليه‌السلام : وإن رأى أن يقر(١) تأكيد لـمّا مر ، بحمل الأوّل على الإقرار في الدار ، وهذا على الإقرار في الصدقة ، و « غير » منصوب بالحاليّة عن فاعل يخرجهم ، والتثريب التعيير واللوم ، وفي العيون : غير مردود عليه :

« فإن آنس منهم » الضمير للمخرجين وفيه إيماء إلى أنهم في تلك الحال التي

__________________

(١) وفي المتن « وإن يرى » بصيغة المضارع.

٣٦٦

منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب أن يردهم في ولاية فذاك له وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلّا بإذنه وأمره فأنّه أعرف بمناكح قومه وأي سلطان أو أحد من النّاس كفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء ممّا ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت فهو من الله ومن رسوله بريء والله ورسوله منه برآء وعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والنبيّين والمرسلين وجماعة المؤمنين وليس لأحد من السلاطين أن يكفه عن شيء وليس لي عنده تبعة ولا تباعة

________________________________________________________

فارقهم عليها مستحقون للإخراج في ولاية أو تولية وتصرف في الأوقاف وغيرها ، وربّما يقرأ فارقتهم بصيغة الغائبة بأن يكون الضمير المستتر راجعا إلى المعيشة من الصدقة وعلى في « عليه » تعليلية والضمير للذي ، وفي قوله « في ولاية » بمعنى مع تابعية من كلّ وجه ، ولا يخفى شدّة تكلفه.

« أخته » أي من أمه ، والمراد بالمناكح محال النكاح وما يناسب ويليق من ذلك وفي القاموس : المناكح : النساء.

« كفه عن شيء » كأنّه ناظر إلى السلطان أي صرفه ومنعه قهرا ، وقوله : أو حال ناظر إلى قوله : أحد من النّاس ، ويحتمل إرجاع كلّ إلى كلّ واحد عطف على « شيء ممّا ذكرت » من النساء والأولاد والموالي ، ويحتمل عطفه على أحد من النّاس فالمراد بالنّاس الأجانب وبمن ذكرت الأخوة والأوّل أظهر ، وفي العيون : وأي سلطان كشفه عن شيء أو حال بينه وبين شيء ممّا ذكرت في كتابي فقد برأ من الله ومن رسوله والله ورسوله منه بريئان ، وفي نسخ الكتاب في الثاني برآء بفتح الباء والراء والمد ، قال :في القاموس : أنا براء منه لا يثني ولا يجمع ولا يؤنث.

« وليس لأحد » تكرار للتأكيد وفي القاموس : التبعة كفرحة وكتابة : الشيء الذي لك فيه تبعة شبه ظلامة ونحوها ، انتهى ، وقيل : التبعة ما تطلبه من غيرك من حقّ تريد أن تستوفيه منه ، والتباعة : الحقّ الذي لك على غيرك ولا تريد أن تستوفيه منه ، ولم أجد هذا الفرق في اللّغة ، والتباعة بالفتح مصدر تبعه إذا مشى خلفه وهو مناسب.

٣٦٧

ولا لأحد من ولدي له قبلي مال فهو مصدّق فيما ذكر فإن أقل فهو أعلم وإن أكثر فهو الصادق كذلك وإنما أردت بإدخال الذّين أدخلتهم معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف لهم وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها فلها ما كان يجري عليها في حياتي إن رأى ذلك ومن خرجت منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى محواي(١) إلّا أن يرى عليّ غير ذلك وبناتي بمثل ذلك ولا يزوج بناتي أحد من إخوتهن من أمهاتهن ولا سلطان ولا عمّ إلّا برأيه ومشورته فإن فعلوا غير ذلك فقد خالفوا الله ورسوله وجاهدوه في ملكه وهو أعرف بمناكح قومه فإن أراد أن يزوج زوج وإن أراد أن يترك ترك وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت في كتابي هذا وجعلت الله عزّ وجلّ عليهن شهيدا وهو وأم أحمد شاهدان وليس لأحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها وهو

________________________________________________________

« فإن أقل » أي أظهر المال قليلاً أو أعطى حقهم قليلاً وكذا « أكثر » بالمعنيين في القاموس : أقله جعله قليلاً كقلله ، وصادفه قليلاً وأتى بقليل ، وقال :« أكثر » أتى بكثير « كذلك » أي كما كان صادقا عند الإقلال أو أمره وشأنّه كذلك ، وفي العيون :

وليس لأحد من السلاطين أن يكشفه عن شيء عنده من بضاعة ، ولا لأحد من ولدي ولي عنده مال ، وهو مصدّق فيما ذكر من مبلغه إن أقل وأكثر فهو الصادق.

وقال :الجوهري : نوهته تنويها إذا رفعته ونوهت باسمه إذا رفعت ذكره.

وفي القاموس الحواء ككتاب والمحوي كالمعكى جماعة البيوت المتدانية.

« ولا يزوج بناتي » لعلّ ظاهر هذا الكلام على التقية لئلّا يزوج أحد من الأخوة أخواتها بغير رضاها بالولاية المشهورة بين المخالفين ، وأما هوعليه‌السلام فلم يكن يزوجهن إلّا برضاهن أو هو مبني على أن الإمام أولى بالأمر من كلّ أحد ، وحمله على تزويج الصغار بالولاية بعيد.

« وهو وأم أحمد » أي شهيدان أيضاً أو شريكان في الولاية ، أو الواو فيه كالواو في كلّ رجل وضيعته ، فالمقصود وصيته بمراعاة أم أحمد وليست هذه الفقرة في العيون « أن يكشف وصيتي » أي يظهرها « وهو منها » الواو للحال ومن النسبية مثل أنت

__________________

(١) كذا في النسخ والظاهر « محوي » كما في الشرح أو « محاوي ». راجع كتب اللغة.

٣٦٨

منها على غير ما ذكرت وسميت فمن أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه «وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ » وصلى الله على محمّد وعلى آله وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه الأسفل فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين وجماعة المرسلين والمؤمنين من المسلمين وعليّ من فض كتابي هذا وكتب وختم أبو إبراهيم والشهود وصلى الله على محمّد وعلى آله قال :أبو الحكم فحدّثني عبد الله بن آدم الجعفري - عن يزيد بن سليط قال :كان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة فلـمّا مضى موسى قدمه إخوته إلى الطلحي القاضي فقال :العبّاس بن موسى أصلحك الله

________________________________________________________

مني بمنزلة هارون ، والضمير للوصيّة « ما ذكرت » أنّه وصيّ وإليه الاختيار وسميته باسمه أو أعليت ذكره «وَما رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ » لأن من أعطي الجزاء خيراً وشرا غير من يستحقه فهو ظلام في غاية الظلم.

« الأسفل » صفة كتابي وإنهما كانتا وصيتين طوى السفلى وختمها ، ثمّ طوى فوقها العليّاً كما مر في الوصيّة النازلة من السماء.

قوله : « وعلى من فض كتابي هذا » ليست هذه الفقرة في العيون ، وعلى تقديره يمكن أن يقرأ عليّ بالتشديد اسما أي هو الذي يجوز أن يفض كتابي هذا أو يكون حرفاً ويكون المعنى : وعلى كلّ من فض كتابي هذا لعنة الله ، ويكون هذا إشارة إلى الوصيّة الفوقانية وقد يقرأ الأوّل يفض على بناء الأفعال للتعويض أي يمكن من الفض فاللعنة الأولى على الممكن والثانية على الفاعل ، والفض كسر الخاتم.

« وكتب وختم » هذا كلامه على سبيل الالتفات ، أو كلام يزيد ، والمراد أنّهعليه‌السلام كتب شهادته على هامش الوصيّة الثانية وهذا الختم غير الختم المذكور سابقاً وكذا الشهود كتبوا شهادتهم على الهامش وختموا ، ويحتمل أن يكون الختم على رأس الوصيّة الثانية كالأولى ، والطلحي نسبة إلى طلحة وكان من أولاده ، وقيل : إلى موضع بين المدينة وبدر « قدمه » على بناء التفعيل أي كلفه القدوم « وأمتع بك » أي جعل الناس

٣٦٩

وأمتع بك إن في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا ولم يدع أبونارحمه‌الله شيئاً إلّا ألجأه إليه وتركنّا عالة ولو لا أني أكف نفسي لأخبرتك بشيء على رءوس الملإ.

فوثب إليه إبراهيم بن محمّد فقال :إذا والله تخبر بما لا نقبله منك ولا نصدقك عليه ثمّ تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا وكان أبوك أعرف بك لو كان فيك خيراً وإن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر والباطن وما كان ليأمنك على تمرتين ثمّ وثب إليه إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال :له إنك لسفيه ضعيف أحمق اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك وأعأنّه القوم أجمعون

________________________________________________________

متمتعين منتفعين بك « في أسفل هذا الكتاب » أي الوصيّة الأولى المختوم عليها « كنزا وجوهرا » أي ذكر كنز وجوهر لأنفسهما « إلّا الجاه » أي فوضه إليه و « عالة » جمع عائل وهو الفقير أو الكثير العيال « لأخبرتك بشيء » أي ادعاء الإمامة والخلافة وغرضه تخويفهعليه‌السلام وإغراء أعدائه به ، والملأ بالتحريك الجماعة من الأشراف « إذا » بالتنوين أي حين تخبر بشيء وهي من نواصب المضارع ، ويجوز الفصل بينها وبين منصوبها بالقسم « وتخبر » منصوب بها ، والمدحور المطرود.

« نعرفك » استئناف لبيان السابق ، « ولو » للتمني أو الجزاء مقدر « وإن » مخففة من المثقلة « ليأمنك » اللام المكسورة زائدة لتأكيد النفي وفي النهاية يقال :لببت الرجل ولببته إذا جعلت في عنقه ثوبا أو غيره وجررته به ، وأخذت بتلبيب فلان إذا جمعت ثوبه الذي هو لابسه وقبضت عليه تجره ، والتلبيب : مجمع ما في موضع اللب من ثياب الرجل ، انتهى.

« اجمع » بصيغة الأمر « هذا » أي ما وقع منك في هذا اليوم من سوء الأدب والخصومة « مع ما كان بالأمس منك » يدلّ على أنّه كان قد صدر منه بالأمس أمر شنيع آخر ، ويمكن أن يقرأ أجمع على صيغة المتكلم وقيل : أجمع على أفعل تأكيد وقيل : الهمزة للاستفهام التوبيخي وجمع بالفتح أي مجموع وهو مبتدأ ومضاف إلى

٣٧٠

فقال :أبو عمران القاضي لعليّ قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليوم وقد وسع لك أبوك ولا والله ما أحد أعرف بالولد من والده ولا والله ما كان أبوك عندنا بمستخف في عقله ولا ضعيف في رأيه فقال :العبّاس للقاضي أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ما تحته فقال :أبو عمران لا أفضه حسبي ما لعنني أبوك اليوم فقال :العبّاس فأنا أفضه فقال :ذاك إليك ففض العبّاس الخاتم فإذا فيه إخراجهم وإقرار عليّ لها وحده وإدخاله إيأهمّ في ولاية عليّ إن أحبوا أو كرهوا وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها وكان فتحه عليهم بلاء وفضيحة وذلة ولعليّعليه‌السلام خيرة وكان في الوصيّة التي فض العبّاس تحت الخاتم هؤلاء الشهود إبراهيم بن محمّد وإسحاق بن جعفر وجعفر بن

________________________________________________________

هذا ، ومع ما كان خبر ، والأظهر ما ذكرنا أولا.

« حسبي » أي كاف لي ، خبر « ما لعنني » ما مصدرية والمصدر مبتدأ « اليوم » ظرف حسبي « لا » تمهيد للنفي بما المشبهة بليس ، والمستخف على بناء المفعول من يعد خفيفا « منذ اليوم(١) » إشارة إلى أنّه يلزم القاضي اللعن أبداً ولحوق اللعن باعتبار إحضاره والتفتيش عن حاله ، مع أنّه لم يكن له ذلك ، أو بناء على أنّهعليه‌السلام لعن من فض الكتاب الأوّل أيضاً على ما مر احتماله ، وقيل : لـمّا رأى القاضي مكتوبا في أعلى الكتاب لعن من فضه خاف على نفسه أن يلجئه إلى الفض فقال : قم يا أبا الحسن فإني أخاف أن أفض الكتاب فينالني لعن أبيك وكفاني ذلك شقاء وبعدا ، وهو بعيد لكنه موافق لـمّا في العيون ، إذ فيه فقال : لا أفضه لا يلعنني أبوك.

قوله : « فإذا فيه » الضمير لـمّا تحته ، وضمير لها للوصيّة باستقلاله في جميع الأمور « في ولاية عليّ » أي في كونه وليا وواليا عليهم ، أو في كونهم تابعين له « عن حد الصدقة(٢) » أي حكمها وولايتها أو عن طرفها فضلا عن داخلها ، وفي العيون : فإذا فيه إخراجهم من الوصيّة وإقرار عليّ وحده وإدخاله إيأهمّ في ولاية عليّ إن أحبوا أو كرهوا ، وصاروا كالأيتام في حجره وأخرجهم من حد الصدقة وذكرها.

__________________

(١) لفظة « منذ » غير موجودة في المتن.

(٢) وفي المتن « من حد الصدقة ».

٣٧١

صالح وسعيد بن عمران وأبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي وادعوا أنها ليست إياها حتّى كشفوا عنها وعرفوها فقالت عند ذلك قد والله قال :سيدي هذا إنك ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس فزجرها إسحاق بن جعفر وقال :اسكتي فإن النساء إلى الضعف ما أظنه قال :من هذا شيئاً ثمّ إن عليّاًعليه‌السلام التفت إلى العبّاس فقال :يا أخي إني أعلم أنّه إنما حملكم على هذه الغرائم والديون التي عليكم فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثمّ اقض عنهم ولا والله لا أدع مواساتكم

________________________________________________________

وفي أكثر النسخ هنا سعيد بالياء ، وفي صدر الخبر سعد بدونه ، وأحدهما تصحيف ، وفي كتب الرجال وفي العيون سعد بدون الياء ، وأم أحمد من أمهات أولاده وكانت أعقلهن وأورعهن وأحظاهن عنده ، وكان يسرّ إليها الأسرار ، ويودعها الأمانات كما ستعرف وكان إبراز وجه أم أحمد ، لا دعاء الأخوة عندها شيئاً ثمّ إنكارهم أنها هي ، أو ادعائهم أنّهعليه‌السلام ظلم أم أحمد ، وأحضروها ، فلـمّا أنكرت قالوا : إنها ليست هي « قال :سيدي » أي موسىعليه‌السلام « هذا » إشارة إلى الكلام الذي بعده ، وما قيل : أن المراد به الرضا وهذا إشارة إليه فهو بعيد ، وإنما زجرها لأن في هذا الإخبار إشعارا بأنهم يدعون شيئاً من علم الغيب ، وهذا ينافي التقية.

« فإن النساء إلى الضعف » أي مائلات إلى الضعف ، وضمير « أظنه » لموسىعليه‌السلام والغرائم جمع غرامة وهي ما يلزم أداؤه ، وسعيد كأنّه ابن عمران المتقدّم ، وفي العيون سعد.

« فتعين لي ما عليهم » أي حول ما عليهم على ذمتي لأعطيه بعد زمان ، وسيأتي تحقيق العينة وهي من حيل الربا(١) مثل أن يكون لزيد عليهم ألف دينار فيشتري سعيد بوكالته

__________________

(١) قال :الطريحي (ره) : العينة - بالكسر - السلعة وقد جاء ذكرها في الحديث واختلف في تفسيرها ، فقال :ابن إدزيس في السرائر : العينة معناها في الشريعة هو أن يشتري سلعة بثمن مؤجل ثمّ يبيعها بدون ذلك الثمن نقدا ليقضي دينا عليه لمن قد حلّ له عليه ويكون الدين الثاني وهو العينة من صاحب الدين الأوّل ، مأخوذ ذلك من العين وهو النقد الحاضر وقال :في.

٣٧٢

وبركم ما مشيت على الأرض فقولوا ما شئتم فقال :العبّاس ما تعطينا إلّا من فضول

________________________________________________________

من زيد متاعا يسوي ألف دينار على أن يؤديها بعد سنة ، ثمّ يبيعه هذا المتاع بألف دينار ويحسبه من الدين الذي له عليهم فيبرؤون من ديونهم ويبقى لزيد في ذمتهعليه‌السلام مائتان وألف دينار يعطيه بعد سنة ، وقد وردت الأخبار بجواز ذلك وهذا منها ، وقد تطلق العينة على مطلق النسيئة والسلف فيمكن إرادة القرض أيضاً بأن يحيلوا ديونهم عليهعليه‌السلام أو يستقرض سعيد من الغرماء أو غيرهم ويؤدى ديون الأخوة.

وفي بعض النسخ بعد قوله ثمّ اقض عنهم : واقبض زكاة حقوقهم ، وخذلهم البراءة فالمراد بزكاة حقوقهم الصكوك التي تنمو يوماً فيوماً بسبب الأرباح المكتوبة فيها ، ويحتمل أن يكون بالهمز قال :الفيروزآبادي : زكاة ألفا كمنعه نقده ، أو عجل نقده وإليه لجأ واستند ، ورجل زكا كصرد وهمز ، وزكاء النقد موسر عاجل النقد ، وازدكا منه حقه أخذه ، وفي العيون ذكر حقوقهم ، أي الصك الذي ذكر فيه حقوقهم ، والبراءة القبض الذي يدلّ على براءتهم من حقوق الغرماء ، والمواساة بالهمز : المعاونة بالمال مطلقا ، أو بمقدار يساوي المعطي المعطي في المال ، قال :في النهاية : الأسوة بكسر الهمزة وضمها القدرة ، والمواساة المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ، وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا وفي المغرب آسيته بما لي أي جعلته أسوة أقتدي به ويقتدي هو بي وواسيته لغة ضعيفة ، انتهى.

والبرّ : الاتساع في الإحسان والصلة « ما مشيت(١) » قيل : ما مصدرية ، والمصدر نائب ظرف الزمان.

« فقولوا ما شئتم » أي فلا أبالي قبيح قولكم « فالعرض عرضكم » بالكسر فيهما

__________________

التحرير : العينة جائزة فقال :(ص) هي السلف وقال :بعض الفقهاء هي أن يشتري السلعة ثمّ إذا جاء الأجل باعها على بايعها بثمن المثل أو أزيد ، وفي الحديث عن أبي عبد اللهعليه‌السلام وقد سأله رجل زميل لعمر بن حنظلة عن الرجل يعين عينة إلى أجل فإذا جاء الأجل تقاضاه فيقول لا والله ما عندي ولكن عيّنّي أيضاً حتّى أقضيك؟ قال : لا بأس ببيعه ، ومنه تفهم المغايرة للمعنيين الأوّلين.

(١) هذا هو الظاهر الموافق للمتن لكن في الأصل « ما شئت » ولعلّه من تصحيف النساخ.

٣٧٣

أموالنا وما لنا عندك أكثر فقال :قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم فإن تحسنوا فذاك لكم عند الله وإن تسيئوا «فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ » والله إنكم لتعرفون أنّه ما لي يومي هذا ولد ولا وارث غيركم ولئن حبست شيئاً ممّا تظنون أو ادخرته فإنما هو لكم ومرجعه إليكم والله ما ملكت منذ مضى أبوكمرضي‌الله‌عنه شيئاً إلّا وقد سيبته حيث رأيتمّ فوثب العبّاس فقال :والله ما هو كذلك وما جعل الله لك من رأي علينا ولكن حسد أبينا لنا وإرادته ما أراد ممّا لا يسوغه الله إياه ولا إيّاك وإنك لتعرف أني أعرف

________________________________________________________

أي هتك عرضي يوجب هتك عرضكم ، وفي بعض النسخ بالغين المعجمة المفتوحة فيهما وفتح الراء أيضاً أي غرضي ما هو غرضكم ، وهو رضاكم عني ، والفضول جمع فاضل وهي الزيادات المتفرعة على الأصول ، أي من أرباح أموالنا وما لنا بفتح اللام أو ضمها والعرض بالكسر جانب الرجل الذي يصونه من نفسه وحسبه من أن ينتقض « يومي » أي في يومي « غيركم » مرفوع ولعلّ الحبس فيما يتعلق بنصيبهم بزعمهم ، والادخار فيما يتعلق بنصيبه باعترافهم.

« فإنما هو لكم » أي إذا بقيت بلا ولد ممّا تزعمون ، وهذا كلام على سبيل التورية للمصلحة « ومرجعه » مصدر ميمي « فقد سيبته(١) » أي ما حبسته بل أطلقته وصرفته « حيث رأيتمّ » أي على الأقارب والمستحقين أستعير من قولهم سيبت الدابة أي تركتها لترعى ، والسائبة الذي ليس لأحد عليه ولاء وفي بعض النسخ شتته ، أي فرقته وفي بعض النسخ شيته بقلب الثاني من المضاعف ياء.

« ما هو » الضمير راجع إلى الأمر أو المال أو الشيء والأوّل أظهر ، أي ليس الأمر والحال كما قلت وظهر من كلامك أن الأموال لك وأنت تعطيها لنا ولغيرنا على العفو والفضل « من رأى علينا » أي اختيار وولاية « ولكن حسد أبينا » حسد خبر مبتدإ محذوف أي الواقع حسد والدنا ، ومن في « ممّا » للبيان ، ويحتمل كونه(٢) مبتدأ

__________________

(١) وفي المتن « وقد سيبته » بالواو.

(٢) وفي نسخة « ويحتمل كون حسد مبتداء ».

٣٧٤

صفوان بن يحيى بياع السابري بالكوفة ولئن سلمت لأغصصنه بريقه وأنت معه فقال :عليّعليه‌السلام لا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم أما إني يا إخوتي فحريص على مسرتكم الله يعلم الّلهم إن كنت تعلم أني أحب صلاحهم وأني بار بهم واصل لهم رفيق عليهم أعنى بأمورهم ليلا ونهارا فاجزني به خيراً وإن كنت على غير ذلك فـ «أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ » فاجزني به ما أنا أهله إن كان شرا فشرا وإن كان خيراً فخيراً الّلهم أصلحهم وأصلح لهم واخسأ عنا وعنهم الشيطان وأعنهم على طاعتك ووفقهم لرشدك أما أنا يا أخي فحريص على مسرتكم جاهد على صلاحكم «وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ » فقال :العبّاس ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين فافترق

________________________________________________________

وممّا لا يسوغه خبره ، فمن للتبعيض ، والتسويغ التجويز.

« إياه ولا إيّاك » أي له ولا لك ، وصفوان كان وكيلا للرضا وللجوادعليهما‌السلام ويومئ الخبر إلى أنّه كان وكيلا للكاظمعليه‌السلام أيضاً والسابري بضم الباء ثوب رقيق يعمل بسابور موضع بفارس « ولئن سلمت » بكسر اللام ، والإغصاص بريقه جعله بحيث لا يتمكن من إساقة ريقه أي ماء فمه كناية عن تشديد الأمر عليه وأخذ أموال أبيه وأموالهعليهما‌السلام منه.

« لا حول ولا قوة إلّا بالله » تفويض للأمر إلى الله وتعجّب من حال المخاطب « على مسرتكم » أي ما فيه سروركم « الله يعلم » بمنزلة القسم « رفيق » أي لين أو رحيم وتعديته بعلى لتضمين معنى الإشفاق والمحافظة « أعني » على بناء المجهول أو المعلوم أي اعتنى واهتم بأمورهم.

« وأصلح » أي أمورهم « لهم » ويقال :خسأت الكلب من باب منع : طردته وأبعدته « أما أنا » بالتشديد « جاهد » أي جاد « وكيل » أي شاهد « ما أعرفني » صيغة التعجّب « بلسانك » أي إنك قادر على حسن الكلام وتزويقه لكن ليس موافقا لقلبك.

« وليس لمسحاتك عندي طين » هذا مثل سائر بين العرب يضرب لمن لا تؤثر حيلته

٣٧٥

القوم على هذا وصلى الله على محمّد وآله.

١٦ - محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عليّ وعبيد الله بن المرزبان ، عن ابن سنان قال :دخلت على أبي الحسن موسىعليه‌السلام من قبل أن يقدم العراق بسنة وعليّ ابنه جالس بين يديه فنظر إلي فقال :يا محمّد أما أنّه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع لذلك قال :قلت وما يكون جُعلت فداك فقد أقلقني ما ذكرت فقال :أصير إلى الطاغية أما أنّه لا يبدأني منه سوء ومن الذي يكون بعده قال :قلت وما يكون جُعلت فداك قال :«يُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ » قال :قلت وما ذاك جعلت فداك قال :من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم عليّ بن أبي طالب حقه وجحده إمامته بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال :قلت :

________________________________________________________

في غيره ، وقال :الميداني : لم يجد لمسحاته طيناً مثل يضرب لمن حيل بينه وبين مراده

الحديث السادس عشر : ضعيف على المشهور.

« أقلقني » أي أزعجني وأدهشني ، والتاء في الطاغية للمبالغة ، وفي القاموس : الطاغية الجبّار والأحمق المتكبرّ ، انتهى. والمراد به المهدي العباسي وبالذي يكون بعده الهادي.

قوله : وما يكون ، لعله لـمّا أشعر كلامه (ره) بأنّه يصدر من غيرهما شيء سأل السائل عمّا يحدث بعد التخلص منهما فأجملعليه‌السلام الجواب بأن الله يسلب التوفيق عن شقي بعدهما وهو هارون ويقتلني سرا ويصير سبباً لضلالة كثير من الواقفية ويحتمل أن يكون إشارة إلى الأخير فقط ، وقيل : ضمير « منه » راجع إلى الهادي ، والمراد بقوله : من الذي يكون بعده أنّه يصل إلى منه سوء وهو بعيد ، وفي الإرشاد وإعلام الورى : ولا من الذي ، فلا يحتمل ذلك.

ثمّ أنّه في أكثر النسخ يبدأني بالنون أي لا يصل إلىّ منه ابتداءاً سوء ، وفي بعض النسخ بالباء فيقرأ يبداً على بناء المجهول والظرف نائب مناب الفاعل ، يقال :بدأه وأبداًه إذا فعله ابتداء ، وقيل : هو من البدو بمعنى الظهور وهو بعيد.

٣٧٦

والله لئن مدَّ الله لي في العمر لأسلّمنَّ له حقّه ولأقرَّنَّ له بإمامته قال :صدقت يا محمّد يمدُّ الله في عمرك وتسلّم له حقّه وتقرّ له بإمامته وإمامة من يكون من بعده قال :قلت ومن ذاك قال :محمّد ابنه قال :قلت له الرضا والتسليم.

( باب )

( الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام )

١ - عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن الوليد ، عن يحيى بن حبيب الزيّات قال :أخبرني من كان عند أبي الحسن الرّضاعليه‌السلام جالساً ، فلـمّا نهضوا قال :لهم القوا أبا جعفر فسلموا عليه وأحدثوا به عهداً فلـمّا نهض القوم التفت إلي فقال :يرحم الله المفضل أنّه كان ليقنع بدون هذا.

________________________________________________________

وفي العيون : وروي عن محمّد بن سنان قال : دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام قبل أن يحمل إلى العراق بسنة وعليّ ابنه بين يديه ، فقال :لي : يا محمد! قلت : لبيك ، قال : أنّه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها ، ثمّ أطرق ونكت بيده في الأرض ورفع رأسه إلى وهو يقول : ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ، قلت : وما ذاك جعلت فداك؟ قال : من ظلم ابني هذا ، الخبر.

باب الإشارة والنص على أبي جعفر الثاني (ع)

الحديث الأول ضعيف.

« إنه كان ليقنع بدون هذا » أشار به إلى أمرهم به من إحداث العهد به ، والتسليم عليه ، أي أنّه كان يقنع بأقل من ذلك في فهم أن المراد به النص على إمامته فنبههم بذلك على أن غرضهعليه‌السلام ذلك أو لام بعضهم على عدم فهم مقصوده الذي لم يمكنه التصريح به تقيّة واتقّاء عليه.

والعجب من بعض الناظرين في هذا الخبر أنّه بعد هذا التنبيّه أيضاً لم يفهم

٣٧٧

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن معمر بن خلاد قال :سمعت الرضاعليه‌السلام وذكر شيئاً فقال :ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلس.ي وصيرته مكاني وقال :إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة

________________________________________________________

المراد لأنّا لم ننبّه عليه بعد في حواشي كتابنا التي أخذها وأدخلها في شرحه ، فقال : أي بدون الأمر بالتسليم وإحداث العهد بل كان يكفيه في إحداثه الإشارة ، أو كان يحدث بدونها أيضاً فإن النّاس يسلّمون على ولد العزيز الشريف ويحدّثون به عهداً بدون أمر أبيه بذلك ، قال : ويحتمل أن يكون سبب لومهم أنهم تركوا التسليم وإحداث العهد بعد الأمر ، وليس في الحديث دلالة عليّ أنهم فعلوا ذلك بعده ويحتمل أن يكون اللوم متعلقا بالمخبر وهو من كان جالساً عندهعليه‌السلام ، فإن الظاهر أنّه لم ينهض ولم يسلم ، انتهى(١) .

وعلى التقادير الظاهر أنّه المفضّل بن عمر ، ويدلّ على مدحه وعلوّ فهمه ودرجته ، وإن احتمل غيره أيضاً.

الحديث الثاني صحيح.

« وذكر شيئاً » أي من علامات الإمام أو من كون الإمامة في الأولاد بعد الحسنينعليهما‌السلام دون الأخوة وأمثال ذلك ممّا يتعلق بالإمامة ، وربّما يقرأ « ذكر » عليّ بناء المجهول من التفعيل ، أي ذكر عنده أمر إمامة الأخوين ، وعلى التقديرين الواو للحال وحاصل الجواب أني عيّنت لكم الإمام ، فلا حاجة لكم إلى استعلام العلامات والصفات ، والأصاغر جمع الأصغر أو الصّغير كالأباعر جمع البعير ، وكذا الأكابر. وقال :في النهاية : القذذ ريش السهم واحدتها قذة ومنه الحديث : لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة أي كما تقدر كلّ واحدة منهما على قدر صاحبتها وتقطع ، يضرب مثلاً للشيئين يستويان ولا يتفاوتان ، انتهى.

__________________

(١) قاله المولى محمّد صالح المازندرانيّ (ره) في شرحه.

٣٧٨

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه محمّد بن عيسى قال :دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فناظرني في أشياء ثمّ قال :لي يا أبا عليّ ارتفع الشكٌّ ما لأبي غيري.

٤ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن جعفر بن يحيى ، عن مالك بن أشيم ، عن الحسين بن بشار قال :كتب ابن قياما إلى أبي الحسنعليه‌السلام كتاباً يقول فيه كيف تكون إماما وليس لك ولد فأجابه أبو الحسن الرضاعليه‌السلام شبه المغضب وما علمك أنّه لا يكون لي ولد والله لا تمضي الأيّام واللّيالي حتّى يرزقني الله ولدا ذكراً يفرق به بين الحقّ والباطل.

٥ - بعض أصحابنا ، عن محمّد بن عليّ ، عن معاوية بن حكيم ، عن ابن أبي نصر قال :قال :لي ابن النجاشي من الإمام بعد صاحبك فأشتهي أن تسأله حتّى أعلم فدخلت على الرضاعليه‌السلام فأخبرته قال :فقال :لي الإمام ابني ثمّ قال :هل يتجرّي

________________________________________________________

وهي هنا إمّا بالنصب نائباً عن المفعول المطلق لفعل محذوف أي متساويان تساوي القذة بالقذة أو منصوب بنزع الخافض أي كالقذّة بالقذّة ، أو مرفوع على أنّه مبتدأ والظرف خبره ، أي القذة يقاس ويعرف مقداره بالقذة فإن من رأى أحد القذتين عرف بها مقدار القذّة الأخرى لأنّهما متطابقتان ، وقيل : القذّة مفعول « يتوارث » بحذف المضاف وإقامتها مقامه.

الحديث الثالث : صحيح.

« في أشياء » أي في الإمامة « ما لأبي غيري » أي ابن غيري ليتوّهم كونه إماماً.

الحديث الرابع : مجهول ، وابن قياما بالكسر هو الحسين وكان واقفيّاً.

« يفرق » على بناء المعلوم أو المجهول من باب نصر.

الحديث الخامس : ضعيف

« بعد صاحبك » أي إمامك يعني الرضاعليه‌السلام وكان ذلك قبل ولادة الجوادعليه‌السلام وزاد في إرشاد المفيد في آخر الخبر : ولم يكن ولد أبو جعفرعليه‌السلام ، فلم تمض الأيام

٣٧٩

أحد أن يقول ابني وليس له ولد.

٦ - أحمد بن مهران ، عن محمّد بن عليّ ، عن معمر بن خلاد قال :ذكرنا عند أبي الحسنعليه‌السلام شيئاً بعد ما ولد له أبو جعفرعليه‌السلام فقال :ما حاجتكم إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيّرته في مكاني.

٧ - أحمد ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن قياما الواسطي قال :دخلت على عليّ بن موسىعليه‌السلام فقلت له أيكون إمامان قال :لا إلّا وأحدهما صامت فقلت له هو ذا أنت ليس لك صامت ولم يكن ولد له أبو جعفرعليه‌السلام بعد فقال :لي والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحقّ وأهله ويمحقّ به الباطل وأهله فولد له بعد سنة أبو جعفرعليه‌السلام وكان ابن قياما واقفيّاً.

٨ - أحمد ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحسن بن الجهم قال :كنت مع أبي الحسنعليه‌السلام جالساً فدعاً بابنه وهو صغير فأجلسه في حجري فقال :لي جرده وانزع قميصه فنزعته فقال :لي انظر بين كتفيه فنظرت فإذا في أحد كتفيه شبيه بالخاتم

________________________________________________________

حتّى ولدعليه‌السلام .

الحديث السادس : ضعيف وقد مرّ باختلاف في أوّل السند.

الحديث السابع : ضعيف.

واعتراض هذا الملعون في هذا الخبر والخبر السابق يرجع إلى أنّه لو لم يكن موسىعليه‌السلام القائم وآخر الأئمّة وكان كما تقولون إن المهدي هو الإمام الثاني عشرّ فلا بد أن يكون بعدك إمام من ولدك وليس لك ولد ، والجواب ظاهر.

الحديث الثامن ضعيف « بابنه » الباء زائدة أو للمصاحبة ، أي دعاء من يأتيه بابنه « بين كتفيه » لعله أمر بذلك ليقع نظره على الخاتم ولا يعلم أنّه كان الغرض ذلك أو كان الخاتم بين الكتفين مائلا إلى أحدهما أو المراد ببينهما أحدهما أو مجموعهما مجازاً وربّما يقرأ بين بتشديد الياء المكسورة وهو البرهان المتضح أو أحد بتشديد الدالّ من الحد بمعنى المنع أو الدفع ، ويكون عبارة عن الموضع الذي بعده من الكتفين

٣٨٠