مرآة العقول الجزء ٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 403

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 403
المشاهدات: 43528
تحميل: 6778


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 403 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43528 / تحميل: 6778
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

داخلٌ في اللّحم ، ثمّ قال :أترى هذا ؟ كان مثله في هذا الموضع من أبيعليه‌السلام .

٩ - عنه ، عن محمّد بن عليّ ، عن أبي يحيى الصنعانيّ قال :كنت عند أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فجيء بابنه أبي جعفرعليه‌السلام وهو صغيرٌ ، فقال :هذا المولود الذي لم يولد مولودٌ أعظم بركة على شيعتنا منه.

١٠ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن صفوان بن يحيى قال :قلت للرضاعليه‌السلام قد كنّا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفرعليه‌السلام فكنت تقول يهب الله لي غلاماً فقد وهبه الله لك فأقرَّ عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من فأشار بيده إلى أبي جعفرعليه‌السلام وهو قائمٌ بين يديه فقلت جعلت فداك هذا ابن

________________________________________________________

سواء من جملة ما بينهما ، ولا يخفى ما فيهما ، ولا يبعد أن يكون البين زيد في البين من النّساخ.

ثمّ اعلم أن الخبر يومئ إلى أن للأئمّةعليهم‌السلام أيضاً أو بعضهم علامة للإمامة كخاتم النبوة.

الحديث التاسع ضعيف ، وتخصيصهعليه‌السلام بعظم البركة لرفاهية الشيعة في زمانه أو لكثرة جوده وسخائه ، أو يكون الحصر إضافيا بالنسبة إلى غير الأئمّةعليهم‌السلام .

الحديث العاشر : صحيح.

« فأقرّ عيوننا » يقال : قرّت عينه إذا سرّ وفرح ، وأقر الله عينه أي جعله مسروراً وحقيقته أبرد الله دمعة عينه ، لأن دمعة الفرح والسرور باردة ، وقيل : معنى أقر الله عينه بلغه أمنيته حتّى ترضى نفسه وتسكن عينه فلا تستشرف إلى غيره.

« يومك » أي يوم موتك « فإن كان كون » أي حادثة الموت « فإلى من » وصيتك؟ أو نفزع من أمور ديننا وقوله : هذا ابن ثلاث سنين ، هذا الاستبعاد من صفوان بعيد من وجوه ، ولعلّه كان سمع منهعليه‌السلام قرب وفاته أو أنّه لـمّا قال :عليه‌السلام في كلّ وقت يتحقق الموت تتعلق به الإمامة ، وكان يمكن تحققه قريباً فأراد استعلام ذلك ، وما استفهام إنكار والضمير المستتر في يضره لـمّا ، والبارز لأبي جعفرعليه‌السلام ، ومن للتعليل أو

٣٨١

ثلاث سنين ؟! فقال :وما يضرُّه من ذلك فقد قام عيسىعليه‌السلام بالحجّة وهو ابن ثلاث سنين.

١١ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن معمر بن خلاد قال :سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضاعليه‌السلام إن ابني في لسأنّه ثقل فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه وتدعو له فأنّه مولاك فقال :هو مولى أبي جعفر فابعث به غداً إليه.

١٢ - الحسين بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد النهديّ ، عن محمّد بن خلاد الصيقل ، عن محمّد بن الحسن بن عمّار قال :كنت عند عليّ بن جعفر بن محمّد جالساً بالمدينة وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني أبا الحسنعليه‌السلام - إذ دخل

________________________________________________________

للتبعيض ، وذلك إشارة إلى كونه ابن ثلاث سنين ، والباء في قوله : « بالحجّة » للتعدية أو للملابسة.

واعلم أنّ عيسىعليه‌السلام كانت نبوّته في المهد قرب الولادة ورسالته بعد ثلاث سنين من عمره كما هو ظاهر هذا الخبر ، أو بعد سبع سنين كما يدلّ عليه خبر آخر سيأتي ، ويمكن أن يكون المعنى في هذا الخبر أنّه كان في ثلاث سنين قائماً بالحجّة أي بحجّة النبوَّة ، ولا ينافي ذلك كونه قبل ذلك أيضاً كذلك ، ويؤيده أن في إعلام الورى نقلاً عن الكليني وهو ابن أقلّ من ثلاث سنين.

الحديث الحادي عشر : ضعيف « هو مولى أبي جعفرعليه‌السلام » أي لا أبقى أنا إلى زمان بلوغه وولايته للإمام فهو مولى لوصيّيي.

الحديث الثانيعشر مجهول ، وقيل : ضعيف

« يسمع » على بناء المجرّد أي كان يسمع أو على بناء الأفعال أو التّفعيل أي يروي ، وربّما يقرأ تسمع بالتاء على بناء التفعيل.

٣٨٢

عليه أبو جعفر محمّد بن عليّ الرضاعليه‌السلام المسجد - مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوثب عليّ بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظمه فقال :له أبو جعفرعليه‌السلام يا عمّ اجلس رحمك الله فقال :يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم فلـمّا رجع عليُّ بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل فقال :اسكتوا إذا كان الله عزّ وجلّ وقبض على لحيته لم يؤهّل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله ممّا تقولون بل أنا له عبد.

١٣ - الحسين بن محمّد ، عن الخيرانيّ ، عن أبيه قال :كنت واقفا بين يدي أبي الحسنعليه‌السلام بخراسان فقال :له قائل يا سيدي إن كان كون فإلى من قال :إلى أبي جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبي جعفرعليه‌السلام فقال :أبو الحسنعليه‌السلام إن الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولاً نبيّاً صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفرعليه‌السلام .

١٤ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعليّ بن محمّد القاساني جميعاً ، عن زكريا بن

________________________________________________________

« وقبض » جملة معترضة من كلام الراوي « لم يؤهل » على بناء التفعيل خبر كان « هذه الشيبة » أي صاحبها « أنكر » بتقدير الاستفهام الإنكاري « عبد » أي مطيع بكلّ وجه ، ويدلّ على جلالة قدر عليّ كما تدلّ عليه أخبار كثيرة أخرى مذكورة في كتب الرجال.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

« استصغر » أي عد صغيراً « في أصغر » أي في سبع سنين كما سيأتي باب حالات الأئمّةعليهم‌السلام في السّن ، وهذا الكلام كان في قرب وفاتهعليه‌السلام كما سيظهر من سنّ أبيجعفرعليه‌السلام .

الحديث الرابع عشر : مجهول

٣٨٣

يحيى بن النعمان الصيرفيّ قال :سمعت عليّ بن جعفر يحدّث الحسن بن الحسين بن عليّ بن الحسين فقال :والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضاعليه‌السلام فقال :له الحسن إي والله جعلت فداك لقد بغى عليه إخوته فقال :عليُّ بن جعفر :إي والله ونحن عمومته بغينا عليه فقال :له الحسن جعلت فداك كيف صنعتم فإنّي لم أحضركم ؟ قال :قال :له إخوته ونحن أيضاً : ما كان فينا إمامٌ قطُّ حائل اللّون فقال :لهم الرضاعليه‌السلام هو ابني قالوا فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد قضى بالقافة فبيننا وبينك.

________________________________________________________

« ونحن عمومته » لعلّهرضي‌الله‌عنه أدخل نفسه لأنّه كان بينهم لا أنّه كان شريكاً في هذا القول « فإنّي لم أحضركم » لأنّ البغي الذي كان الحسن يقوله هو بغي إخوته عليه في دعوى الميراث كما مرّ وهذا شيء آخر ، والحائل : المتغيّر إشارة إلى سمرتهعليه‌السلام ، والقافّة جمع القائف وهو الذي يتبع الآثار ويعرفها ويعرف شبه الرّجل بأخيه وأبيه ويحكم بالنسب.

والقيافة غير معتبرة في الشريعة وجوّز أكثر الأصحاب العمل بها لرد الباطل مستدلين بهذه القصة وقصة أسامة بن زيد وهي ما رواه مسلم في صحيحه بإسناده عن عائشة قالت : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل عليّ مسروراً تبرق أسارير(١) وجهه فقال : ألم تر أن مجززاً نظر آنفاً إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد فقال : إن بعض هذه الأقدام لمن بعض وفي رواية أخرى قال : يا عائشة ألم تر أن مجززاً المدلجي دخل عليّ فرأى أسامة وزيداً وعليهما قطيفة قد غطيّا رؤسهما وبدت إقدامهما ، فقال : إن هذه الأقدام بعضها من بعض قال :عياض : المجزز بفتح الجيم وكسر الزاي الأولى ، سمي بذلك لأنّه إذا أخذ أسيراً جز ناصيته ، وقيل : [ حلق ] لحيته ، وكان من بني مدلج وكانت القافة فيهم وفي بني أسد ، وقال :الآبي : كانت علوم العرب ثلاثة : الشيافة ، والعيافة والقيافة ، فالشيافة شم تراب الأرض ليعلم بها الاستقامة على الطريق والخروج عنها ، والعيافة زجر الطيّر والطيّرة والتفّأل ونحوه ، والقيافة اعتبار الشبه

__________________

(١) الأسارير : محاسن الوجه ، وسيأتى معنى المجزز وترجمته في كلام الشارح (ره).

٣٨٤

القافة ، قال :ابعثوا أنتم إليهم فأمّا أنا فلا ، ولا تُعلموهم لـما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم.

________________________________________________________

بالخلق للولد ، وقال :محيي الدين : قيل : إنّ أسامة كان شديد السّواد وكان أبوه زيد أبيض من القطن ، فكانت الجاهلية تطعن في نسبه لذلك فلـمّا قال :القائف ذلك وكانت العرب تصغي لقول القائف سر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّه كاف لهم عن الطعن.

« قال :ابعثوا أنتم إليه فأمّا أنا فلا » أي فلا أبعث ، إنّما قال :ذلك لعدم اعتقاده بقول القافة لابتناء قولهم على الظنّ والاستنباط بالعلامات والمشابهات التي يتطرق إليها الغلط ، ولكن الخصوم لـمّا اعتقدوا به ألزمهم بما اعتقدوه.

وقد أنكر التمسك بقول القافة أبو حنيفة وأثبته الشافعي ، والمشهور عن مالك إثباته في الإماء دون الحرائر ، ونقل عنه إثباته ، واعترض عليه ابن الباقلاني بأنّه إنما لم ينكره لأنّه وافق الحقّ الذي هو كان معلوما عندهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنما استسر لأن المنافقين كانوا يطعنون في نسب أسامة لسواده وبياض زيد ، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يتأذى من قولهم ، فلـمّا قال :القائف ذلك وهم كانوا يعتقدون حكمه استسر لإلزامهم أنّه ابنه وتبين كذبهم على ما يعتقدون من صحّة العمل بالقافة ، انتهى.

وسيأتي الكلام في حكمه في كتاب النكاح إنشاء الله وكان كلامهم في النسب للطمع في الميراث أو الإمامة أو الأعم.

« لـمّا دعوتموهم » ما للاستفهام ويحتمل فتح اللام وتشديد الميم ، والنهي عن الإعلام والأمر بكونهم في بيوتهم لعدم معرفة القافّة خصوص الواقعة فيكون أبعد من التهمة كما أن أكثر الأمور المذكورة بعد ذلك [ لذلك ].

ويحتمل أن يكون المراد بكونهم في بيوتهم أنّ القافّة إذا دخلوا المدينة لم يخرجوا من بيوت هؤلاء إلى أن يحضروا للإلحاق لئلّا يسئلوا أحداً عن الواقعة

٣٨٥

فلـمّا جاؤوا أقعدونا في البستان واصطفّ عمومته وإخوته وأخواته وأخذوا الرضاعليه‌السلام وألبسوه جبّة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له ادخل البستان كأنك تعمل فيه ثمَّ جاءوا بأبي جعفرعليه‌السلام فقالوا ألحقوا هذا الغلام بأبيه فقالوا ليس له هاهنا أبٌ ولكن هذا عمّ أبيه وهذا عمُّ أبيه ، وهذا عمّه وهذه عمته وإن يكن له هاهنا أبٌ فهو صاحب البستان فإنَّ قدميه وقدميه واحدة فلـمّا رجع أبو الحسنعليه‌السلام قالوا هذا أبوه.

قال :عليّ بن جعفر فقمت فمصصت ريق أبي جعفرعليه‌السلام ثمّ قلت له أشهد أنك إمامي عند الله فبكى الرضاعليه‌السلام ثمّ قال :يا عمّ ألم تسمع أبي وهو يقول قال :رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأبي ابن خيرة الإماء ابن النوبية الطيبة الفم المنتجبة الرحم

________________________________________________________

« فلـمّا جاءوا » كلام عليّ بن جعفر أي جاءوا معنا من بيوتنا ، إلى موضع الحكم وهو البستان « أقعدونا » القافّة أو العمومة والأخوال كما أن ضمير « أخذوا » راجع إليهم. قولهم « فإن قدميه » لعلهم رأوا نقش قدمي الرضاعليه‌السلام في الطين حين دخل البستان ، فلـمّا رجع أيقنوا أنّه هو « فمصصت ريق أبي جعفرعليه‌السلام » أي قبلت فاه شفقة وشوقاً بحيث دخل بعض ريقه فمي ، وأعجب ممن قال : أي أشربت ونشفت بثوبي الريق بالفتح والمراد به هنا العرق من الحياء والبكاء لبغيهم حزنا ، أو لظهور الحقّ سرورا « وهو يقول » الواو للحال « بأبي » أي فدى بأبي وهو خبر وابن مبتدأ ، وفي بعض النسخ : يأتي(١) .

والمراد بابن خيرة الإمام المهديعليه‌السلام والمراد بخيرة الإماء أم الجوادعليه‌السلام فإنها أمه بواسطة لأن أمه بلا واسطة كانت بنت قيصر ولم تكن نوبية ، فضمير يقتلهم راجع إلى الابن ، وقيل : المراد به الجوادعليه‌السلام وضمير يقتلهم راجع إلى الله تعالى أو مبهم يفسّره قوله : وهو الطريد ، والقتل في الرجعة ، لتشفي قلوب الأئمّة والمؤمنين يعذبهم سنين وشهورا وأياما بقدر زمان استيلائهم وجورهم على أئمّة الحقّ ، وقيل : الضمير المرفوع في يقتلهم راجع إلى الأعيبس وذرّيّته بتأويل ما ذكر ،

__________________

(١) أي بدل « بأبي ».

٣٨٦

ويلهم لعن الله الاُعيبس وذرّيّته صاحب الفتنة ، ويقتلهم سنين وشهوراً وأيّاماً يسومهم خسفاً ويسقيهم كأساً مصبرة ، وهو الطريد الشريد الموتور بأبيه و جدّه صاحب الغيبة يقال :مات أو هلك أي واد سلك أفيكون هذا يا عمُّ إلّا منّي فقلت صدقت جعلت فداك.

________________________________________________________

أو يقرأ تقتلهم بالتّاء فيرجع الضمير إلى الذريّة وضمير الجمع إلى الأئمةعليهم‌السلام ، وضمير « هو » راجع إلى الابن ولا يخفى بعده ، وفي القاموس النّوبة بالضمّ بلاد واسعة للسودان بجنب السعيد منها بلال الحبشي ، انتهى.

وطيب الفم ّالمراد به الطيّب الظاهري وحسن الرائحة ، أو المعنوي بكثرة الذكر والتلاوة وصدق القول ، وفي الصحاح : امرأة منجبة ومنجاب : تلد النجباء ، وضمير « ويلهم » راجع إلى بني العبّاس كما يدلّ عليه ما بعده.

والأعيبس مصغّر الأعبس كما هو في بعض النسخ وهو كناية عن العبّاس لاشتراكهما في معنى كثرة العبوس ، وقيل : المراد بعض ذريّة العبّاس « يسومهم خسفا » جملة حالية يقال : سامه الخسف إذا أذله ، وفي بعض النسخ : ليسومهم ، والمصبرة بفتح الميم وسكون الصاد اسم مكان للكثرة من الصبرّ بكسر الباء وهو المر المعروف أو بضم الميم وكسر الباء أي ذات صبرّ ، أو بفتح الباء من الأفعال أو التفعيل أي أدخل فيه الصبرّ ولا يبعد أن يكون في الأصل مكان « صاحب الفتنة » « صاحب الغيبة » فيكون مبتدأ ويقتلهم خبره ، وعلى الأصل المراد بصاحب الفتنة الأعيبس لأنّه أصلهم أو ذرّيّته بإرادة الجنس ، أو يكون بدلا عن ذرّيّته بتخصيص بعضهم لكونهم أفسد ، وعلى التقادير لا يخلو من شيء.

وفي إرشاد المفيد وكشف الغمة وغيرهما يكون من ولده الطريد ، فالمراد بابن خيرة الإماء الجوادعليه‌السلام ، والطريد : المطرود المبعد خوفاً من الظالمين ، والشريد : الفأر من بين النّاس ، والموتور : من قتل حميمه وأفرد ، يقال : وترته إذا قتلت حميمه وأفردته فهو وتر موتور.

٣٨٧

( باب )

( الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث عليه‌السلام )

١ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مهران قال :لـمّا خرج أبو جعفرعليه‌السلام من المدينة إلى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه قلت له عند خروجه جعلت فداك إني أخاف عليك في هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك فكر بوجهه إلي ضاحكا وقال :ليس الغيبة حيث ظننت في هذه السنة فلـمّا اُخرج به الثانية إلى المعتصم صرت إليه فقلت له جعلت فداك أنت خارج فإلى من هذا الأمر من بعدك فبكى حتّى اخضلت لحيته ثمّ التفت إلي فقال :عند هذه يخاف عليّ الأمر من بعدي إلى ابني علي.

٢ - الحسين بن محمّد ، عن الخيرانيّ ، عن أبيه أنّه قال :كان يلزم باب أبي جعفر

________________________________________________________

باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث (ع)

أقول : المراد بالإشارة النص الخفي ، وبالنصّ النصّ الجلي.

الحديث الأول حسن ، والخرجة المرّة من الخروج « في هذا الوجه » يعني في هذا الجانب وهو جانب بغداد ، وأنّهعليه‌السلام أخرج مرّتين إلى بغداد ففي المرّة الأولى طلبه المأمون وزوّجة اُمّ الفضل فحملها إلى المدينة وكان فيها إلى أن توفي المأمون وقام أخوه محمّد بن هارون الملّقب بالمعتصم مقامه ، فطلبهعليه‌السلام من المدينة وقتله بالسم بتوسط أم الفضل ، كما يدلّ عليه بعض الأخبار التي أوردتها في البحار « فكر بوجهه » أي التفت « حتّى اخضلّت » بتشديد اللّام أي ابتلت ولعلّ البكاء للشفقة على الدين وأهله ، واستيلاء أهل الباطل عليهم « يخاف » على بناء المجهول.

الحديث الثاني مجهول ، والخيرانيّ لعلّه ابن خيران الخادم بواسطة أو بلا

٣٨٨

عليه‌السلام للخدمة الّتي كان وكلّ بها وكان أحمد بن محمّد بن عيسى يجيء في السحرّ في كلّ ليلة ليعرف خبر علّة أبي جعفرعليه‌السلام وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفرعليه‌السلام وبين أبي إذا حضر قام أحمد وخلا به أبي فخرجت ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول واستدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام فقال :الرسول لأبي إن مولاك يقرأ عليك السلام ويقول لك إني ماض والأمر صائر إلى ابني عليّ وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثمّ مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه وقال :لأبي ما الّذي قد قال :لك ؟ قال :خيراً قال :قد سمعت ما قال :فلم تكتمه وأعاد ما سمع فقال :له أبي قد حرَّم الله عليك ما فعلت لأن الله تعالى يقول «وَلا تَجَسَّسُوا »(١) فاحفظ الشهادة لعلّنا نحتاج إليها يوماً ما وإيّاك أن تظهرها إلى وقتها.

فلـمّا أصبح أبي كتب نسخة الرّسالة في عشر رقاع وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة وقال :إن حدث بي حدث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها وأعلموا بما فيها فلـمّا مضى أبو جعفرعليه‌السلام ذكر أبي أنّه لم يخرج من منزله حتّى قطع على يديه نحو من أربعمائة إنسان واجتمع رؤساء العصابة عند محمّد بن الفرج يتفاوضون

________________________________________________________

واسطة والأخير أظهر وضمائر « أنّه » و « قال :» و « كان » و « يلزم » لأبيه أو الأولان للخيرانيّ وعلى الأوّل وضع : كان يلزم ، موضع : كنت ألزم ، من قبيل تغليب حال الحكاية على حال المحكيّ ، وأيضاً وضع : بين أبي ، موضع بينه ، من قبيل وضع الظاهر موضع المضمر.

« أنّه لم يخرج » أي خيرانيّ ويمكن أن يقرأ على بناء المجهول من باب الأفعال فالضمير لأبي جعفرعليه‌السلام « حتّى قطع عليّ يديه » أي أقرّ وجزم بإمامة الهاديعليه‌السلام بسببه ، أو مسح يده على أيديهم بالبيعة لهعليه‌السلام على الجزم والقطع ، ومحمّد بن الفرج من ثقات أصحاب الرضا والجواد والهاديعليهم‌السلام .

والمفاوضة : المكالمة والمحاورة والمشاورة ، وفي المصباح المنير : تفاوض القوم الحديث أخذوا فيه.

__________________

(١) سورة الحجرات : ١٢.

٣٨٩

هذا الأمر ، فكتب محمّد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده وأنّه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم إليه ويسأله أن يأتيه ، فركب أبي وصار إليه ، فوجد القوم مجتمعين عنده ، فقالوا لأبي : ما تقول في هذا الأمر ؟ فقال :أبي لمن عنده الرّقاع : أحضروا الرّقاع فأحضروها ، فقال :لهم هذا ما اُمرت به ، فقال :بعضهم قد كنّا نحبُّ أن يكون معك في هذا الأمر شاهدٌ آخر ؟ فقال :لهم قد أتاكم الله عزّ وجلّ به هذا أبو جعفر الأشعريّ يشهد لي بسماع هذه الرّسالة وسأله أن يشهد بما عنده فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا شيئاً فدعاه أبي إلى المباهلة فقال :لـمّا حقق عليه قال :قد سمعت ذلك وهذا مكرمة كنت اُحبُّ أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم فلم يبرح القوم حتّى قالوا بالحقّ جميعاً.

وفي نسخة الصفوانيّ :

٣ - محمّد بن جعفر الكوفيّ ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن الحسين الواسطيّ أنّه سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر يحكي أنّه أشهده على هذه الوصيّة المنسوخة - شهد أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام أشهده أنّه

________________________________________________________

« لـمّا حقّق عليه » أي ألزم الدّعاء إلى المباهلة عليه ورأى أنّه لا مفر له منه والمكرمة بضم الراء : الشرف ، وهذا ذم عظيم لأحمد لكن لجهالة الخيراني(١) واشتهار فضله وعلو شأنّه لم يعتن الأصحاب به.

الحديث الثالث مجهول « وفي نسخة الصفوانيّ » أي هذا الخبر لم يكن في رواية غير الصفواني كما مرّ ، والصفواني هو محمّد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال.

وقوله : أبي(٢) بعد ذلك لعلّه زيد من النسّاخ وأوّل الحديث محمّد بن جعفر

__________________

(١) وفي المخطوطتين « لجهالة الخبر ».

(٢) كذا في النسخ ومنه يظهر وجود كلمة « أبي » بعد « الصفوانيّ » في نسخة الشارح ولكنّها غير موجودة في المتن كما تراه.

٣٩٠

أوصى إلى عليّ ابنه بنفسه وأخواته وجعل أمر موسى إذا بلّغ إليه وجعل عبد الله بن المساور قائماً على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك إلى أن يبلغ عليَّ بن محمّد ، صيّر عبد الله بن المساور ذلك اليوم إليه يقوم بأمر نفسه وأخواته ويصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها وذلك يوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجّة سنة عشرين ومائتين وكتب

________________________________________________________

وجملة « سمع » استئناف بيانيّ وضمير أنّه لأبي جعفرعليه‌السلام « بنفسه » أي بأمور نفسه ، والضمير لعليّعليه‌السلام ، والمراد بإخوأنّه موسى وثلاث بنات أبي جعفرعليه‌السلام بتغليب المذكر على المؤنّث ، ولا يبعد أن يكون أخواته فصحف.

« وجعل أمر موسى إذا بلغ » أي موسى « إليه » أي إلى موسى وهو موسى المبرقع المدفون بقم ، أو ضمير بلّغ راجع إلى عليّعليه‌السلام وكذا ضمير إليه فيكون التقييد ، بالبلوغ للتقية ، والمراد به واقعا البلوغ إلى حد الإمامة ، أو ضمير بلّغ راجع إلى موسىعليه‌السلام و « إليه » إلى أبي جعفرعليه‌السلام أي أمره بعد البلوغ إليه فكيف قبله ، ولعلّ الأوسط أظهر كما يدلّ عليه ما بعده فيكون القيد لتوهم أنّه متعلق بجميع ما تقدّم تقيّة.

« وجعل » أي أبو جعفرعليه‌السلام « عبد الله بن المساور قائماً على تركته من الضياع والأموال والنفقات » أي على الضياع وغيرها « والرقيق » أي حفظهم والإنفاق عليهم وبعثهم إلى الضياع وغيرها « صيّر عبد الله » أي بعد بلوغ الإمامعليه‌السلام صيره عبد الله مستقلاً في أمور نفسه ووكلّ أمور إخوأنّه إليه « ويصيّر » على التفعيل أي عبد الله أو الإمامعليه‌السلام « أمر موسى إليه » أي إلى موسى « بعدهما » أي بعد فوت عبد الله والإمام ، ويمكن أن يقرأ يصير بالتخفيف وقوله : على شرط أبيهما ، متعلّق بيقوم في الموضعين.

وقيل : ضمير بلّغ لموسى وضمير إليه لعليّ كما مرّ ، وصير فاعله ضمير مستتر راجع إلى أبي جعفر ، وعبد الله منصوب بالمفعوليّة.

و « ذلك » بدل اشتمال لعبد الله وإشارة إلى القيام على تركته « إليه » أي مفوّضاً إلى

٣٩١

أحمد بن أبي خالد شهادته بخطّه وشهد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن الحسن بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام وهو الجوّاني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب وكتب شهادته بيده وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده.

( باب )

( الإشارة والنص على أبي محمّد عليه‌السلام )

١ - عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد النهديّ ، عن يحيى بن يسار القنبريّ قال :أوصى أبو الحسنعليه‌السلام إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي.

٢ - عليُّ بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد الكوفيّ ، عن بشّار بن أحمد البصريّ ، عن

________________________________________________________

عليّ وهذه الجملة استئناف لبيان الجملة السابقة ، وهي قوله : جعل عبد الله بن المساور إلى آخره ، والمراد أن عبد الله في القيام على تركته مأمور بأمر عليّعليه‌السلام لا استقلال له أصلا ، والقرينة كون صير ماضيا بدون واو العطف وجملة يقوم استئناف لبيان الاستئناف السابق ، ويصير من باب ضرب عطف على يقوم وضمير إليه لعليّ وضمير يقوم لعليّ وضمير لنفسه لموسى. و « بعد » مبنيّ على الضم أي بعد بلوغ موسى أيضاً وهذه الجملة استيناف لبيان قوله يصير أمر موسى إليه وهذا مبني على أن الإمام كالنبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وهما مبتدأ والضمير راجع إلى عليّ وموسى ، والظرف خبر المبتدأ.

وأقول : ارتكاب التقية في الكلام أحسن من ارتكاب هذه التكلفات البعيدة.

باب الإشارة والنص على أبي محمد (ع)

الحديث الأوّل مجهول ، وقيل : ضعيف « قبل مضيّه » أي وفاته أو خروجه إلى سرّ من رأى ، والأوّل أظهر والموالي العجم الملحقون بالعرب أو الشيعة المخلصون.

الحديث الثاني مجهول ، وبشّار : بفتح الباء وتشديد الشين ، والنّوفلي بفتح النون

٣٩٢

عليّ بن عمر النوفليّ قال :كنت مع أبي الحسنعليه‌السلام في صحن داره فمرُّ بنا محمّد ابنه فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك فقال :لا صاحبكم بعدي الحسن.

٣ - عنه ، عن بشّار بن أحمد ، عن عبد الله بن محمّد الإصفهانيّ قال :قال :أبو الحسنعليه‌السلام صاحبكم بعدي الذي يصلي عليّ قال :ولم نعرف أبا محمّد قبل ذلك قال :فخرج أبو محمّد فصلى عليه.

٤ - وعنه ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن عليّ بن جعفر قال :كنت حاضراً أبا الحسنعليه‌السلام لـمّا توفي ابنه محمّد فقال :للحسن يا بنيّ أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً.

٥ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله بن مروان الأنباري قال :كنت حاضرا عند مضي أبي جعفر محمّد بن عليّعليه‌السلام فجاء أبو الحسنعليه‌السلام فوضع له كرسيٌّ فجلس عليه وحوله أهل بيته وأبو محمّد قائم في ناحية فلمّا

________________________________________________________

والفاء. « فمرّ بنا محمّد ابنه » كان لهعليه‌السلام ثلاثة بنين : محمّد والحسن صلوات الله عليهما وجعفر ، ومات محمّد قبله وكان أكبرّ ولده ، وكانت الشيعة يزعمون أنّه الإمام لكونه أكبر فإخبارهعليه‌السلام بعدم إمامته معجز لعلمه بموته قبله ، وكان يكنّى أبا جعفرعليه‌السلام .

الحديث الثالث مجهول ، وضمير « عنه » راجع إلى جعفر بن محمّد « يصلّي علىّ » أي يؤم النّاس في الصلاة علىّ بعد موتي.

الحديث الرابع مجهول ، وضمير « عنه » راجع إلى جعفر أيضاً ، وعليّ بن جعفر الظاهر أنّه اليمانيّ الثقة الذي كان وكيلاً للهاديعليه‌السلام « فقد أحدث فيك أمراً » أي جعلك الله إماماً بموت أخيك الأكبر قبلك وبد الله فيك(١) .

الحديث الخامس ضعيف على المشهور.

« عندأبي جعفر » أي عند تجهيزه أو عند موته ، وفي إعلام الورى وإرشاد المفيد وكشف الغمة وغيرها « عند مضيّ أبي جعفر(٢) » وأبو جعفر هو محمّد « من أمر أبي جعفر »

__________________

(١) وقد مر معنى البداء وحقيقته في باب البداء في الجزء الثاني فراجع.

(٢) كما في بعض نسخ الكافي أيضاً.

٣٩٣

فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمّدعليه‌السلام فقال :يا بنيَّ أحدث لله تبارك وتعالى شكراً فقد أحدث فيك أمراً.

٦ - عليُّ بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد القلانسيّ ، عن عليّ بن الحسين بن عمرو ، عن عليّ بن مهزيار قال :قلت لأبي الحسنعليه‌السلام إن كان كونٌ - وأعوذ بالله - فإلى من ؟ قال :عهدي إلى الأكبر من ولدي.

٧ - عليُّ بن محمّد ، عن أبي محمّد الإسبارقينيّ ، عن عليّ بن عمرو العطّار قال :دخلت على أبي الحسن العسكريّعليه‌السلام وأبو جعفر ابنه في الأحياء وأنا أظنُّ أنّه هو ، فقلت له جعلت فداك من أخص من ولدك فقال :لا تخصوا أحداً حتّى يخرج إليكم أمري قال :فكتبت إليه بعد فيمن يكون هذا الأمر ؟ قال :فكتب إليَّ في الكبير من ولدي ، قال :وكان أبو محمّد أكبر من أبي جعفر.

٨ - محمّد بن يحيى وغيره ، عن سعد بن عبد الله ، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسن الأفطس أنّهم حضروا - يوم توفي محمّد بن عليّ بن محمّد - باب أبي الحسن يعزُّونه وقد بسط له في صحن داره والنّاس جلوسٌ حوله ، فقالوا : قدَّرنا أن يكون

________________________________________________________

أي تجهيزه.

الحديث السادس مجهول وقيل : ضعيف.

« من ولديّ » بصيغة التثنية وكان ذلك بعد وفاة أبي جعفر ، وفي إرشاد المفيد وإعلام الورى وغيرهما بعد ذلك يعني الحسنعليه‌السلام .

الحديث السابع مجهول ، وفي إعلام الورى عن أبي محمّد الأسترآبادي وضمير « أنّه » للإمام بعد أبي الحسن ، وضمير هو لأبي جعفر أو بالعكس « أخصّ » أي أعين للإمامة « بعدك » بعدُ بالبناء على الضمّ ، أي بعد فوت أبي جعفر « أكبر من جعفر » أي الكذّاب المشهور.

الحديث الثامن مجهول كالصحيح.

٣٩٤

حوله من آل أبي طالب وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلاً سوى مواليه وسائر النّاس إذ نظر إلى الحسن بن عليّ قد جاء مشقوق الجيب ، حتّى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه فنظر إليه أبو الحسنعليه‌السلام بعد ساعة فقال :يا بنيَّ أحدث لله عزَّ وجلَّ شكراً ، فقد أحدث فيك أمراً ، فبكى الفتى وحمد الله واسترجع وقال :«الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » وأنا أسأل الله تمام نعمه لنا فيك و «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » فسألنا عنه فقيل هذا الحسن ابنه وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو أرجح فيومئذ عرفناه وعلمنا أنّه قد أشار إليه بالإمامة وأقامه مقامه.

٩ - عليُّ بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى بن درياب قال :دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام بعد مضيّ أبي جعفر فعزيته عنه وأبو محمّدعليه‌السلام جالس فبكى أبو محمّدعليه‌السلام ، فأقبل عليه أبو الحسنعليه‌السلام فقال :له إن الله تبارك وتعالى قد جعل فيك خلفاً منه فاحمد الله.

________________________________________________________

« وقال :الحمد لله » عطف تفسيري لـما تقدّم « فيك » أي في بقائك ، وفي الإرشاد : وإيّاه أسئل تمامه نعمه علينا ، وهو أظهر ، ويدلّ على جواز شقّ الجيب على الأخ كما ذكره الأصحاب ، وعلى جواز البكاء عند المصيبة ، وأنّه ليس بالجزع المذموم وإنّما هو قول يسخط الربّ ، وفعل ما نهى عنه ، والبكاء لا ينافي الرضا بالقلب «إِنَّا لِلَّهِ » إظهار للرّضا وإقرار بأنّا جميعاً عبيده مملوكون له جارفينا حكمه وقضاؤه ، وليس لنا الاعتراض عليه فيما يفعله «وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » إقرار بالهلاك والفناء وتسلية للنفس بأنا أيضاً نموت ولا نبقي في الدنيا فنجزع لموت غيرنا ، ونصل قريباً إلى من فارقناه ، وهذه أفضل كلمة تقال :عند المصيبة كما دلت عليه الآية الكريمة « أو أرجح » في الإرشاد « ونحوها » وليس في إعلام الورى شيء منهما.

الحديث التاسع : مجهول « قد جعل فيك خلفاً منه » الخلف بالتحريك ما يبقى بعد الشيء أي أنّه وإن ذهب عنك لكن انتقل منه إليك الإمامة ، أو يكون على سبيل التجريد أي جعلك خلفاً وقيل : المراد أنّه جعل في صلبك عوضاً منه وهو القائمعليه‌السلام وهو بعيد.

٣٩٥

١٠ - عليُّ بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن أبي هاشم الجعفريّ قال :كنت عند أبي الحسنعليه‌السلام بعد ما مضى ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنّهما أعني أبا جعفر وأبا محمّد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمّدعليهم‌السلام وإنّ قصّتهما كقصّتهما ، إذ كان أبو محمّد المرجى بعد أبي جعفرعليه‌السلام فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطق فقال :نعمّ يا أبا هاشم بداً لله في أبي محمّد بعد أبي جعفرعليه‌السلام ما لم يكن يعرف له كما بداً له في موسى بعد مضيّ إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدّثتك نفسك وإن كره المبطلون وأبو محمّد ابني الخلف من بعدي عنده علم ما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة.

١١ - عليُّ بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى بن درياب ، عن أبي بكر الفهفكيّ قال :كتب إليَّ أبو الحسنعليه‌السلام أبو محمّد ابني أنصح آل محمّد غريزة

________________________________________________________

الحديث العاشرّ : مجهول.

« كأبي الحسن » النّشر على غير ترتيب اللفّ « إذ كان أبو محمّد المرجئ » أي كان رجاء الإمامة في أبي محمّدعليه‌السلام إنما حدث بعد فوت أبي جعفر ، كما أن رجاء الإمامة في أبي الحسنعليه‌السلام إنّما حدث بعد وفاة إسماعيل ، وربّما يقرأ بالهمز أي المؤخر أجله وقد سبق معنى البداء في بابه ، وقد يقال : البداء الظهور ، واللام في لله للسببية « وما لم يكن » فاعل بداً « ويعرف » على بناء المجهول وضمير له لله أو لأبي محمّد ، و « ما » في كما مصدرية ، و « كشف » على المعلوم أو المجهول ، والحاصل أنّه ظهر للناس ما لم يكونوا يعرفونه فيهما ، وفيهما آلة الإمامة وشروطها ولوازمها من العلوم والعصمة والكمالات وكتب الأنبياء وآثارهم وأمثال تلك الأمور.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

« أنصح آل محمّد » أي أخلص وأصفى « غريزة » أي طبيعة أي في زمانه ، أو مخصّص بغير الأئمّةعليهم‌السلام ، وكذا « أوثقهم حجّة » ويحتمل أن تكون الأوثقيّة باعتبار ظهور بطلان معارضة ، وهو جعفر المشهور بالفسق والكذب والفجور ،

٣٩٦

وأوثقهم حجّة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه ينتهي عرى الإمامة وأحكامها فما كنت سائلي فسله عنه فعنده ما يحتاج إليه.

١٢ - عليُّ بن محمّد ، عن إسحاق بن محمّد ، عن شاهويه بن عبد الله الجلاب قال :كتب إلي أبو الحسن في كتاب أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر وقلقت لذلك فلا تغتم فإن الله عزّ وجلّ لا يضلِّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدأهمّ حتّى يبيّن لَهُمْ ما يَتَّقُونَ وصاحبك بعدي أبو محمّد ابني وعنده ما تحتاجون إليه يقدّم ما يشاء الله ويؤخّر ما يشاء الله «ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها » قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذي عقل يقظان.

________________________________________________________

والعروة ما يتمسّك به « وعرى الإمامة » دلائلها التي يتمسّك بها صاحبها من العلم والنصوص والمعجزات وكتب الأنبياء وآثارهم « ما يحتاج إليه » على المخاطب المعلوم أو الغائب المجهول.

الحديث الثاني عشر : مجهول أيضاً.

« قلقت » كنصرت أي اضطربت « لذلك » أي لموت أبي جعفر لتوهمّك أنّه الخلف ، أو لعدم علمك بالخلف بعده « لا يضلّ قوماً » أي لا يجدهم ضالّين خارجين عن طريق الحق ، أو لا يسميّهم ضالّين ، أو لا يؤاخذهم مؤاخذتهم «بَعْدَ إِذْ هَدأهمّ » للإيمان «حتّى يبيّن لَهُمْ ما يَتَّقُونَ » أي ما يجب اتقاؤه وهو مخالفة الإمام ، ولا يعلم ذلك إلّا بهدايتهم أي خصوص الإمام أو جميع الأوامر والنواهي ، ولا يعلم إلّا من جهة الإمام ، فلا بد من تعيينه لهم ، وتدلّ على معذورية الجاهل وقد مر الكلام في تفسيّر الآية في باب البيان والتعريف « يقدم الله ما يشاء(١) » إشارة إلى البداء في أبي جعفر فأنّه قدم أبا محمّدعليه‌السلام وأخر أبا جعفر «ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ » كلمة « ما » شرطية وإنساؤها إذهابها عن القلوب ، أي أيّ شيء ننسخ من آية أو نذهبها عن القلوب «نَأْتِ » بما هو خير لهم «مِنْها أَوْ مِثْلِها » في النّفع فقد أنسي وأزيل عن قلوبهم ما ظنّوه من

__________________

(١) وفي المتن « يقدم ما يشاء الله ».

٣٩٧

١٣ - عليُّ بن محمّد عمّن ذكره ، عن محمّد بن أحمد العلويّ ، عن داود بن القاسم قال :سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول الخلف من بعدي الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت ولم جعلني الله فداك فقال :إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلُّ لكم ذكره باسمه فقلت فكيف نذكره فقال :قولوا الحجّة من آل محمّدعليهم‌السلام .

________________________________________________________

خلافة أبي جعفر بموته وأتى بمن هو خير لهم وهو أبو محمّدعليه‌السلام ، أو المراد أنّه إذا ذهب الله بي لا بدّ من أن يأتي بخير منّي أو مثلي ، وأبو جعفر لم يكن كذلك ، ومن هو كذلك هو أبو محمّدعليه‌السلام وعلى التقديرين هو مبني على ما مر من تأويل الآيات بالأئمّةعليهم‌السلام ، كما قال :أمير المؤمنينعليه‌السلام : ما لله آية أكبر منّي ، والقناع اسم مصدر باب الأفعال كالبلاغ.

الحديث الثالث عشر : مجهول أيضاً « فكيف لكم » أي يحصل العلم لكم بشخصه أو بمكأنّه أو يتمشىّ الأمر لكم « بالخلف » أي القائمعليه‌السلام « من بعد الخلف » أي أبي محمّدعليه‌السلام « لا ترون شخصه » أي عموماً أو في عموم الأوقات « ولا يحلُّ لكم ذكره » ويدلّ على حرمة تسميتهعليه‌السلام وسيأتي القول فيه.

٣٩٨

انتهى الجزء الثالث حسب تجزئتنا من هذه الطبعة ويليه الجزء

الرابع إن شاء الله تعالى وأوّله « باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدارعليه‌السلام »

وقد فرغ الفراغ من تصحيحه في ١٤ ذي قعدة الحرام من سنة ١٣٦٤ ق.

وأنا العبد المذنب الفاني

السيد هاشم الرسولي المحلاتي

٣٩٩

الفهرس

( باب) ( أن المتوسمين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه هم الأئمة ) عليهم‌السلام والسبيل فيهم مقيم باب أن المتوسمين الذين ذكرهم الله عزّ وجلّ في كتابه هم الأئمة عليهم‌السلام والسبيل فيهم مقيم ٦

( باب ) ( عرض الأعمال على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة عليهم‌السلام ) باب عرض الأعمال على النبي (ص) وعلى الأئمّة عليهم‌السلام ٩

( باب ) ( [ أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية ) ( علي عليه‌السلام] )(١) باب أن الطريقة التي حث على الاستقامة عليها ولاية علي ١١

( باب ) ( أن الأئمة معدن العلم وشجرة النبوة ومختلف الملائكة ) باب أن الأئمّة عليهم‌السلام معدن العلم وشجرة النبوَّة ومختلف الملائكة ١٣

( باب ) ( أن الأئمّة عليهم‌السلام ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم ) باب أن الأئمة عليهم‌السلام ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم ١٦

( باب ) ( أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياءِ ) ( الذّين من قبلهم ) باب أن الأئمّة عليهم‌السلام ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام الذّين من قبلهم ١٩

( باب ) ( أن الأئمة عليهم‌السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من ) ( عند الله عزّ وجلّ وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها ) باب أن الأئمّة عليهم‌السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عزّ وجلّ ، وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها ٢٩

( باب ) ( أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم‌السلام وأنهم ) ( يعلمون علمه كله ) باب أنّه لم يجمع القرآن كله إلّا الأئمّة عليهم‌السلام وأنهم يعلمون علمه كله ٣٥

باب ( ما أعطي الأئمّة عليهم‌السلام من اسم الله الأعظم ) باب ما أعطي الأئمّة عليهم‌السلام من اسم الله الأعظم ٤٠

باب ( ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم‌السلام ) باب ما عند الأئمّة من آيات الأنبياء عليهم‌السلام ٤٣

باب ( ما عند الأئمّة من سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومتاعه ) باب ما عند الأئمّة عليهم‌السلام من سلاح رسول الله (ص) ومتاعه ٤٦

٤٠٠