مرآة العقول الجزء ٤

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 380

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 380
المشاهدات: 19615
تحميل: 7979


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 380 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19615 / تحميل: 7979
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 4

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

( باب )

( أن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمةعليهم‌السلام )

١ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عمر الحلال أو غيره ، عن الرضاعليه‌السلام قال : قلت له أنّهم يحاجونا يقولون إن الإمام لا يغسله إلّا الإمام قال : فقال : ما يدريهم من غسله فما قلت لهم قال : فقلت جعلت فداك قلت لهم إنّ قال : مولاي انّه غسله تحت عرش ربي فقد صدق وانّ قال : غسله في تخوم الأرض فقد صدق قال : لا هكذا قال : فقلت فما أقول لهم قال : قل لهم أنّي غسلته فقلت أقول لهم إنك غسّلته فقال : نعم.

________________________________________________________

باب أن الإمام لا يغسله إلا إمام من الأئمةعليهم‌السلام

الحديث الأوّل : ضعيف على المشهور.

« أنّهم » أي الواقفيّة ، والمحاجّة المغالبة بالحجّة ، وحاصل احتجاجهم أنّ الإمام لا يغسله إلّا إمام ، ومن تدّعون انّه إمام لم يكن حاضراً في بغداد ليغسله فهذا دليل على انّهعليه‌السلام لم يمت ، ويحتمل أن يكون الاحتجاج من المخالفين إلزاماً بأنّكم تعتقدون أن الإمام لا يغسله إلّا إمام ، ولم يغسل موسى الإمام بزعمكم ، فيدلّ على نفي إمامة أحد الإمامين.

« إن قال : » مولاي(١) أي الرضاعليه‌السلام وفي القاموس : التخوم بالضمّ الفصل بين الأرضين من المعالم والحدود مؤنثة ، والجمع تخوم أيضاً وتخم كعنق ، أو الواحد تخم بالضمّ وتخم وتخومة بفتحهما ، انتهى.

« قل لهم أنّي غسّلته » لـمّا كان جوابه على سبيل الفرّض والشك أمرهعليه‌السلام بالقول بالجزم واليقين وبعض الأفاضل حمل هذا الغسل على الغسل حال الحياة كما مرّ ، ولا يخفى بعده ، والأحاديث الصريحة واردة بانّهعليه‌السلام حضر بغداد عند غسل أبيه والصلاة عليه ودفنه.

__________________

(١) كذا في النسخ وليست هذه الجملة في المتن ويظهر منه أنّها كانت في نسخة الشارح (ره) كما هو موجودة في بعض النسخ التي عندنا من الكافي أيضاً.

٢٦١

٢ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور قال : حدّثنا أبو معمرّ قال : سألت الرضاعليه‌السلام عن الإمام يغسله الإمام ، قال : سنّة موسى بن عمرانعليه‌السلام .

________________________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف ولعلّ سؤال السّائل أيضاً مبنيّ على الاعتراض أو رفع الشبهة في أمرّ الكاظمعليه‌السلام وغسله ، وقوله : سنّة موسى بن عمران ، أي غسله وصيّه في التيه ، وحضر حين موته أو المراد أنّ الملائكة غسّلوه كما هو المشهور في الكليمعليه‌السلام وظاهر الخبر الآتي.

روى الصدوق في المجالس بإسناده عن محمّد بن عمارة عن أبيه قال : قلت للصادق جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أخبرني بوفاة موسى بن عمرانعليه‌السلام ؟ فقال : انّه لـمّا أتاه أجله واستوفى مدته وانقطع أكله أتاه ملك الموت فقال : له : السلام عليك يا كليم الله ، فقال : موسى : وعليك السلام من أنت؟ فقال : أنا ملك الموت ، فقال : ما الّذي جاء بك؟ قال : جئت لأقبض روحك ، فقال : له موسىعليه‌السلام : من أين تقبض روحي؟ قال : من فمك ، قال : له موسى : كيف وقد كلمت ربي جلّ جلاله؟ قال : فمن يديك ، قال : كيف وقد حملت بها التوراة؟ قال : فمن رجليك ، قال : كيف وقد وطئت بهما على طور سيناء؟ قال : فمن عينيك قال : كيف ولم تزل إلى ربي بالرجاء ممدودة ، قال : فمن أذنيك؟ قال : كيف وقد سمعت بهما كلام ربي تعالى؟ قال : فأوحى الله إلى ملك الموت أن لا تقبض روحه حتّى يكون هو الّذي يريد ذلك وخرج ملك الموت.

فمكث موسىعليه‌السلام ما شاء الله أن يمكث بعد ذلك ، ودعى يوشع بن نون فأوصى إليه وأمره بكتمان أمره بأن يوصيُّ بعده إلى من يقوم بالأمر ، وغاب موسى عن قومه فمرّ في غيبته برجلّ وهو يحفر قبراً فقال : له : إلّا أعينك على حفر هذا القبر؟ فقال : له الرجلّ : بلى ، فأعانه حتّى حفر القبر وسوّى اللّحد ، ثمَّ اضطجع فيه موسى بن عمران لينظر كيف هو ، فكشف له عن الغطاء فرأى مكانه من الجنة ، فقال : يا رب اقبضني إليك فقبض ملك الموت روحه مكانه ودفنه في القبر وسوى عليه التراب ، وكان الّذي يحفر القبر ملك في صورة بشر ، وكان ذلك في التيه ، فصاح صائح من السماء : مات موسى بن

٢٦٢

٣ - وعنه ، عن معلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور ، عن يونس ، عن طلحة قال : قلت للرضاعليه‌السلام إنَّ الإمام لا يغسله إلّا الإمام فقال : أما تدرون من حضر لغسله قد حضره خير ممّن غاب عنه الّذين حضروا يوسف في الجبّ حين غاب عنه أبواه وأهل بيته.

________________________________________________________

عمران كليم الله ، فأيّ نفس لا تموت؟

ويحتمل أن يكون المراد بسنّة موسىعليه‌السلام انّه غسله معصوم ، فلا بدّ أن يغسل الإمام معصوم ، وقيل : المراد تغسيل موسى بن عمران الشعيبعليهما‌السلام ولا يخفى ما فيه.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

ويظهر منه أنّ غاسلهعليه‌السلام كان جبرئيل مع الملائكة ، لـمّا ورد انّه الّذي حضر يوسف في الجبّ ، ولعلّه محمول عليّ التقيّة إما من أهل السّنة بقرينة أنّ الرّاوي عامي ، أو من نواقص العقول من الشيعة كما أن الخيرية أيضاً محمولة على أحد الوجهين ، لأنّهمعليهم‌السلام أفضل من الملائكة مع انّهعليه‌السلام لم ينف صريحاً حضور الإمامعليه‌السلام ، وحضور الملائكة لا ينافي حضوره ، وقد روى الصدوق (ره) وغيره أن الرضاعليه‌السلام حضر بغداد وغسل والدهعليه‌السلام وكفنه ودفنه ، ورووا عن أبي الصلت الهروي انّه حضر الجوادعليه‌السلام خراسان في يوم وفاة الرضاعليه‌السلام وغسله وصلّى عليه ، وعن هرثمة بن أعين أيضاً رووا ذلك ، وفي الأخير انّه قال : الرضاعليه‌السلام لهرثمة : انّه سيشرف عليك المأمون ويقول لك : يا هرثمة أليس زعمتم أن الإمام لا يغسله إلّا إمام مثله فمن يغسل أبا الحسن عليّ بن موسى ، وابنه محمّد بالمدينة من بلاد الحجاز ونحن بطوس؟ فإذا قال : ذلك فأجبه وقل له : إنا نقول إن الإمام يجب أن يغسله الإمام ، فإن تعدى متعدّ فغسل الإمام لم تبطل إمامة الإمام لتعدي غاسله ، ولا بطلت إمامة الإمام الّذي بعده بأن غاب عن غسل أبيه ، ولو ترك أبو الحسن عليّ بن موسى بالمدينة لغسله ابنه محمّد ظاهراً مكشوفاً ، ولا يغسله الآن أيضاً إلّا هو من حيث يخفى.

٢٦٣

( باب )

( مواليد الأئمةعليهم‌السلام )

١ - عليُّ بن محمّد ، عن عبد الله بن إسحاق العلويّ ، عن محمّد بن زيد الرزامي ، عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : حججنا مع أبي عبد اللهعليه‌السلام في السّنة الّتي ولد فيها ابنه موسىعليه‌السلام فلـمّا نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثر وأطاب قال : فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال : له إن حميدة تقول قد أنكرت نفسي وقد وجدت ما كنت أجدّ إذا حضرت ولادتي وقد أمرتني أن لا أستبقك بابنك هذا فقام أبو عبد اللهعليه‌السلام فانطلق مع الرّسول فلـمّا انصرف قال : له أصحابه سرك الله وجعلنا فداك فما أنت صنعت من حميدة قال : سلمها الله وقد وهب لي غلاماً وهو خير من برأ الله في خلقه ولقد أخبرتني حميدة عنه بأمرّ ظنت أنّي لا أعرفه ولقد كنت أعلم به منها فقلت جعلت فداك وما الّذي أخبرتك به حميدة عنه قال : ذكرت انّه سقط من بطنها حين سقط واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمارة الوصيُّ من بعده فقلت جعلت فداك وما هذا من أمارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

________________________________________________________

باب مواليد الأئمةعليهم‌السلام

الحديث الأول : ضعيف بسنديه.

ورزام أبو حيّ من تميم والأبواء بفتح الهمزة وسكون الباء : موضع بين الحرمين ، والغداء طعام الضحى ، وأطاب أي أتى بالطعام الطيب ، وإذ للمفاجاة « قد أنكرت نفسي » أي وجدتها متغيّرة كأنّي لا أعرف نفسي « أن لا أسبقك » أي لا أصنعه ولا أفعل به شيئاً قبل إعلامك وحضورك « من حميدة » كان من بمعنى الباء وقيل : من للسببيّة ، وفي محاسن البرقي ما صنعت حميدة « وهو خير من برأ الله » أي بعدي من أهل زمانه.

« إمارة رسول الله » أي علامة نبوتّه وإمامة الأوصياء من بعده ، « وما هذا » أي أيّ أمارة في موضع اليدين ورفع الرأس فأجاب بما سيجيء من قوله : فأمّا وضع يديه ، الخ ،

٢٦٤

وأمارة الوصيّ من بعده ؟ فقال لي : انّه لـمّا كانت الليلة التي علق فيها بجدّي أتى آت جدَّ أبي بكأس فيه شربة أرقُّ من الماء وألين من الزبد وأحلى من الشهد وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن فسقاه إيّاه وأمره بالجماع فقام فجامع فعلق بجدّي ولـمّا أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي أتى آت جدي فسقاه كما سقى جدّ أبي وأمره بمثل الّذي أمره فقام فجامع فعلق بأبي ولـمّا أن كانت الليلة التي علق فيها بي أتى آت أبي فسقاه بما سقاهم وأمره بالّذي أمرهم به فقام فجامع فعلق بي ولـمّا أن كانت الليلة التي علق فيها بابنيّ أتأنّي آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم فقمت بعلم الله وأنّي مسرور بما يهب الله لي فجامعت فعلق بابنيّ هذا المولود فدونكم فهو والله صاحبكم من بعدي إن نطفة الإمام ممّا أخبرتك وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكاً يقال : له حيوان فكتب

________________________________________________________

والباقي تمهيد وبيان لأسبابه أو معترضات « من إمارة » من تبعيضية مبنية على انّه ليست الأمارة منحصرة فيما ذكر « علق فيها » على بناء المجهول من باب علم ، يقال : علقت المرأة أي حبلت « بجدي » أي عليّ بن الحسينعليهما‌السلام « جدّ أبي » أي الحسين صلوات الله عليه ، وفي البصائر جدّ أبي وهو راقد فأتاه بكأس.

« أرق » أي ألطف ، والزبد بالضمّ ما يستخرج من اللبن بالمخض ، والشهد بالفتح العسل « وأبيض » أي أشدّ بياضاً وهو نادر لانّه من الألوان وضمير إيّاه لشربة والتذكير بتأويل المشروب.

« فقمت بعلم الله » أي بإذنه وتقديره ، أو بأمره وإلهامه أو متلبسا بما علمني الله من انّه يصير سبباً لحصول هذا الولد ، ويؤيّد الأخير ما في البصائر فقمت فرحا مسروراً بعلم الله بما وهب لي ، وفي المحاسن : فقمت بعلم الله مسروراً بمعرفتي بما يهب الله لي ، ويحتمل أن يكون قسماً.

« فكتب » الكتابة إمّا حقيقة أو كناية عن جعله مستعداً للإمامة والخلافة ، ومحلّا لإفاضة العلوم الربانيّة ومستنبطاً منه آثار العلم من جميع جهاته وحركاته

٢٦٥

على عضده الأيمن «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعاً يديه على الأرض رافعاً رأسه إلى السماء فأمّا وضعه يديه على الأرض فانّه يقبض كل علم لله أنزله من السماء إلى الأرض وأما رفعه رأسه إلى السماء فإنَّ منادياً ينادي به من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان اثبت تثبت ، فلعظيم ما

________________________________________________________

وسكناته.

ثمَّ انّه لا ينافي هذا الخبر ما ورد في أخبار أخر من الكتابة على مواضع أخرى في أزمنة أخرى إذ يحتمل وقوع الجميع حقيقة ، أو تجوّزاً ويدلّ الخبر على أن المراد بالكلمة والكلمات في الآية الأئمّةعليهم‌السلام كما ورد في الأخبار الكثيرة تأويلها بهم في أكثر المواضع التي وردت فيها.

وقال : بعض المفسرين الكلمة هنا القرآن ، وقيل : دين الله وقيل : حجّة الله ، وقيل : أخباره وأحكامه ، صدقاً في الإخبار والمواعيد ، وعدلا في الأقضية والأحكام «لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ » قيل أي لا مغيّر لأحكامه ، أو لا نبيّ ولا كتاب بعد القرآن بغير أحكامه ، وهو على ما أوّلهعليه‌السلام في المعنى ، لا يقدر أحد على نصيب إمام آخر وعزل الإمام الّذي نصبه الله سبحانّه وتغييره.

« فأمّا وضعه » لعلّ تقديره فأمّا معنى وضعه فانّه بفتح الهمزة ، والتقدير فأمّا وضعه فانّه إشارة إلى انّه وقس عليه وأما رفعه ، ففي البصائر فإذا وضع يده عليّ الأرض فانّه يقبض وأما رفعه « من بطنان العرش » في النهاية أي من وسطه ، وقيل : من أصله وقيل : البطنان جمع بطن وهو الغامض من الأرض ، يريد من دواخل العرش من قبل رب العزة أي من جانبه والأفق بالضمّ وبضمتين الناحية.

« أثبت » أمرّ من باب نصر أي كن على علم ويقين ثابتا على الحقَّ في جميع أقوالك وأفعالك « تثبت » جواب للأمرّ ، وهو إمّا على بناء الفاعل من التفعيل ، أي لتثبت غيرك على الحقَّ ، أو على بناء المفعول منه أي يثبتك الله عليها ، أو على بناء المفعول من الأفعال لتثبت

٢٦٦

خلقتك أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي ومنحت جنأنّي وأحللت جواري ثمَّ وعزتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدَّ عذابي وانّ وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي فإذا انقضى الصوت - صوت المنادي - أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول «شَهِدَ اللهُ انّه لا إِلهَ إلّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إلّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ » قال : فإذا قال : ذلك أعطاه الله العلم الأوّل والعلم الآخر واستحقَّ زيارة الروح في ليلة القدر قلت جعلت فداك الروح ليس هو جبرئيل قال : الروح هو أعظم من جبرئيل إن جبرئيل من الملائكة وانّ الروح هو خلق أعظم من الملائكة أليس يقول الله تبارك وتعالى «تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ ».

محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن الحسن ، عن المختار بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير مثله.

________________________________________________________

إمامتك بذلك عند الناس ، والإثبات أيضاً المعرفة ، أي تكن معروفاً بالإمامة بين الناس.

« فلعظيم » بالتنوين وما للإبهام و التّفخيم ، والصفوة مثلثة الصافي الخالص ، والعيبة ما يجعل فيها الثياب ، وهنا كناية عن موضع السرّ ، ومنحت أي أعطيت ، وأحللت أي جعلته حلالاً وقال : الجوهري : يقال : صليت الرجلّ نارا إذا أدخلته النار ، وجعلته يصليها ، فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته بالألف وصليته تصلية ، وصلّى فلان النار بالكسرّ يصلّي صليا احترق ، انتهى.

ولعلّ المراد بالعلم الأوّل علوم الأنبياء والأوصيّاًء السابقين ، وبالعلم الآخر علوم خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم ، أو بالأوّل العلم بأحوال المبدأ وأسرار التوحيد وعلم ما مضى وما هو كائن في النشأة الأولى ، والشرائع والأحكام ، وبالآخر العلم بأحوال المعاد والجنة والنار وما بعد الموت من أحوال البرزخ وغير ذلك ، والأوّل أظهر ، ويؤيّده ما في البصائر علم الأوّل وعلم الآخر ، وفي بعض الروايات علم الأوّل علم رسول الله وعلم الآخر علم أمير المؤمنينعليه‌السلام .

« أليس يقول الله » استدلعليه‌السلام بأنّ ظاهر العطف المغايرة كما مرّ.

٢٦٧

٢ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن الحسن بن رأشدّ قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الله تبارك وتعالى إذا أحبَّ أن يخلق الإمام أمر ملكاً فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه فمن ذلك يخلق الإمام فيمكث أربعين يوماً وليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت ثمَّ يسمع بعد ذلك الكلام فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ

________________________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف. « فأخذ شربة من الماء » قيل : لعلّ الماء إشارة إلى مادّة الغذاء الّذي يكون منه النّطفة ، وانّما نسبه إلى ما تحت العرش لكونه ملكوتيّاً عذباً طيّباً من طيب إلى طيب ، والملك هو الموكل بالغذاء المبلغ له إلى كماله اللائق بحاله ، وانّما لم يسمع الصّوت قبل كمال الأربعين ليلة لانّه بعد في مقام النبات لم يلجه حياة الحيوان « ثمَّ يسمع بعد ذلك الكلام » أي الكلام النفسأنّي الإلهامي ، ويحتمل اختصاص الإمام باستماع الكلام الحسي أيضاً في بطن أمه قبل بلوغه الأوانّ الّذي يحصل فيه السمع لسائر الناس والكتابة بين العينين كأنها كناية عن ظهور نور العلم والولاية من ناصيته ، بل من جميع جهاته وفي كل حركاته وسكناته يسعى نورهم بين أيديهم وبإيمأنّهم ، فلا تناقض بين الأخبار وإطلاق الكلمة على أرواح الكمل أمرّ شائع في عرف الكتب المنزلة والأنبياءعليهم‌السلام ، كما ورد في شأن المسيحعليه‌السلام ، ومنار النور عبارة عن حدسه وفراسته وتوسمه ، كما قال : عزَّ وجلّ : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ »(١) انتهى.

وأقول : إنكار ماء السّماء مبنيّ على الاعتقاد بقواعدّ الفلاسفة ، وأما المنار فسيأتي في بعض الأخبار انّه ملك ، وورد في بعضها انّه روح القدس ، وقيل : كناية عن جعله محلاللإ لهامات الربانيّة والإفاضات السبحانية ، وقال : الجوهري : المنارة موضع النور كالمنار ، والمسرجة والمأذنة ، والمنار العلم وما يوضع بين الشيئين من الحدود ومحجّة الطريق.

__________________

(١) سورة الحجر : ٧٥.

٢٦٨

رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » فإذا مضى الإمام الّذي كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق فبهذا يحتجُّ الله على خلقه.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الله عزَّ وجلّ إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكاً فأخذ شربة من ماء تحت العرش ثمَّ أوقعها أو دفعها إلى الإمام فشربها فيمكث في الرحم أربعين يوماً لا يسمع الكلام ثمَّ يسمع الكلام بعد ذلك فإذا وضعته أمه بعث الله إليه ذلك الملك الّذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ » فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كل بلدة مناراً ينظر به إلى أعمال العباد.

٤ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الرّبيع بن محمّد المسلي ، عن محمّد بن مروان قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إنّ الإمام ليسمع في

________________________________________________________

قولهعليه‌السلام : فبهذا يحتج الله ، أي بمثل هذا الرجلّ المتّصف بهذه الأوصاف يحتج الله على خلقه ، ويوجب على الناس طاعته ، لا بمثل الضلال الفسقة الجهلة الّذين يسميهم المخالفون أئمّة وخلفاء ، أو المراد انّه لـمّا اطلع الله الإمام على أعمال خلقه احتج به عليهم يوم القيامة ، ليكون شاهداً عليهم كما مرّ ، ويؤيّده أن في تفسير عليّ بن إبراهيم فلذلك يحتجّ به عليهم.

الحديث الثالث : ضعيف.

« أوقفها » أي حبسها عند الإمام ليشرب « أو دفعها » التردّيد من الرّاوي ، وقيل : المنار القرآن لأنّ فيه تبيان كل شيء ، وقوله : في كلّ بلد ، من قبيل قوله تعالى : «وَهُوَ الّذي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ » وقد مضى الكلام فيه.

الحديث الرابع : مجهول والمسلي بالضمّ نسبة إلى مسلية كمحسنة وهو أبو بطن.

٢٦٩

بطن اُمّه فإذا ولد خطّ بين كتفيه «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة.

٥ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن ابن مسعود ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال : سمعت إسحاق بن جعفر يقول سمعت أبي يقول الأوصيّاًء إذا حملت بهم أمّهاتهم أصابها فترة شبه الغشية فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهاراً أو ليلتها إن كان ليلاً ثمَّ ترى في منامها رجلاً يبشرها بغلام عليم حليم فتفرح لذلك ثمَّ تنتبه من نومها فتسمع من جانبها الأيمن في جانب البيت صوتا يقول حملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت بخير أبشري بغلام حليم عليم وتجدّ خفة في بدنها ثمَّ لم تجدّ بعد ذلك امتناعاً من جنبيها وبطنها فإذا كان لتسع من شهرها سمعت في البيت حّساً شديداً ، فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها

________________________________________________________

« خطّ » على بناء المجهول أي كتب ، والمراد بالعمود الجنس ، أو بتأويل كلّ بلدة في الخبر السابق أو هذا العمود وغير تلك العمد ، فإنّ جهات علومهمعليهم‌السلام كثيرة.

الحديث الخامس : ضعيف

« أصابها » الضمير لكلّ واحدة من أمهاتهم ، والفترة الضعف والانكسار ، والشبه بالكسرّ وبالتحريك المشابه ، والغشية بالفتح الإغماء ، وضمير كان لمصدر أصابها. « أبشري » على بناء الأفعال أي كوني مسرورة « لم تجدّ » أي لا تجدّ بعد ذلك « من جنبيها وبطنها امتناعا » من تحمل ذلك المولود المبارك لارتفاع ثقله عنها ، وفي بعض النسخ ثمَّ تجدّ بعد ذلك اتساعا والمعنى واحد.

« فإذا كان » أي الغلام « لتسع » اللام بمعنى في أي تسع ليال « من شهرها » أي شهر ولادتها ، وفي بعض النسخ من شهورها أي الشهر التاسع وعلى هذا التسعة أظهر ، والحسّ الصّوت ، وقيل : صوت حركة من لا يرى « فإذا كانت الليلة » كانّه على

٢٧٠

في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلّا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعداً وتفتّحت له حتّى يخرج متربعاً يستدير بعد وقوعه إلى الأرض فلا يخطئ القبلة حيث كانت بوجهه ثمَّ يعطس ثلاثاً يشير بإصبعه بالتحميد ويقع مسروراً مختونا ورباعيتاه من فوق وأسفل

________________________________________________________

المثال ، لأنّ الإمام قد يولد في النهار كما هو الظّاهر في الخبر الأوّل ، وقيل : ظهور النور في البيت للوالدّين دون غيرهما عبارة عن انكشاف الأشياء التي في البيت الظلماني بدون سراج لهما ، دون غيرهما ، نظير أن الخفاش يرى في الليل الظّلماني ما لا يراه في النهار والإنسان على العكس ، انتهى.

ويحتمل أن يكونا يشاهدان نوراً ظاهراً لا يشاهده غيرهما كما أنّ النبي يرى الملك ولا يراه غيره.

« قاعداً » أي على هيئة القاعد ليس يسبق برأسه « تفتحت » على بناء التفعل ثمَّ « يستدير ».

قيل : هذا مبنيّ على كون وجه أمّه إلى القبلة ، وكون وجهه إلى ظهر أمه فيستدير بقدر نصف الدائرة « حيث كانت بوجهه » الظرف متعلق بقوله : لا يخطئ ، أي لا يخطئ القبلة بوجهه حيث كانت القبلة ، وفي بعض النسخ حتّى كانت فهو غاية للاستدارة أي يستدير حتّى تصير القبلة محاذية لوجهه ، والأوّل أظهر.

« ثمَّ يعطس » من باب ضرب ونصر « يشير بإصبعه بالتحميد » أي بتحميده بالإشارة أو يجمع بينهما « مسروراً » أي مقطوع السرة ، قال : الجوهري سررت الصبيّ أسره سراً إذا قطعت سرّه ، والسرر بكسرّ السين وفتحها لغة في السرّ بالضمّ ، وهو ما تقطعه القابلة من سرة الصبيّ « مختونا » قيل : أي مقطوع الغلف وانّ لم يسقط الغلف ، فلا ينافي ما سيأتي في كتاب العقيقة من أن الأنبياء والأوصيّاًء من ولد إسماعيل تسقط غلفهم وبقية سرّتهم في اليوم السابع بدون حاجة إلى خيط وقطع ، بخلاف إسحاق وأولاده.

٢٧١

وناباه وضاحكاه ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهباً وكذلك الأنبياء إذا ولدوا وانّما الأوصياء أعلاق من الأنبياء.

٦ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن جميل بن دراج قال : روى غير واحد من أصحابنا انّه قال : لا تتكلموا في الإمام فإن الإمام يسمع الكلام وهو في بطن أمه فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » فإذا قام بالأمر رفع له في كل بلدة منار ينظر منه إلى أعمال العباد.

________________________________________________________

والرباعيّة كثمانية السنّ التي بين الثنيّة والناب ، وهو بين الرباعية والضاحك ، وتقدير الكلام ومعه رباعيتاه أو نابتة ، وكان نبات خصوص تلك لمزيد مدخليتها في الجمال ، وعدم نبات الثنايا لمزيد إضرارها بثدي الأم ، ويحتمل أن يكون المراد نبات كل الأسنان والتخصيص بالذكر على المثال لـمّا ذكر « مثل سبيكة الذهب » أي نور أصفر أو أحمرّ شبيه بها وسيلان الذهب عن يديه أيضاً كناية عن إضاءتهما ولمعانهما وبريقهما ، وسطوع النور الأصفر منهما « وكذلك الأنبياء » إشارة إلى الأوصاف التي ذكرت من أوّل الحديث إلى هنا ، قيل : فالظّاهر استثناء إسحاق وأولاده فأنّهم لم يكونوا مسرورين مختونين ، ويمكن كونه إشارة إلى ما ذكر بعد الوصفّين فلا حاجة إلى استثناء ، والأعلاق جمع علق بالكسرّ وهو النفيس من كلّ شيء أي أشرف أولادهم ، أو خلقوا من أشرف أجزائهم وطينهم ، أو هم أشرف شيء اختاروه لأممهم.

الحديث السادس : ضعيف.

« لا تكلموا في الإمام » أي في نصبه وتعيينه بآرائكم أو في نعته وتوصيفه ، لأن أمره أرفع ممّا يصل إليه عقولكم وأحلامكم وفي البصائر : وهو جنين في بطن أمه أي فضلاً عن أن يكون مولوداً « ينظر منه » من للسببيّة وفي البصائر : رفع الله له في كل بلد مناراً ينظر به إلى أعمال الخلائق.

٢٧٢

٧ - عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد قال : كنت أنا وابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس فقال : دخلت على أبي الحسن الرضاعليه‌السلام فقلت له جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود قال : فقال : لي يا يونس ما تراه أتراه عموداً من حديد يرفع لصاحبك قال : قلت ما أدري قال : لكنه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدة قال : فقام ابن فضّال فقبل رأسه وقال : رحمك الله يا أبا محمّد لا تزال تجيء بالحديث الحقَّ الّذي يفرّج الله به عنا.

٨ - عليّ بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن أبي عمير ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : للإمام عشر علامات يولد مطهّراً ، مختوناً ، وإذا وقع

________________________________________________________

الحديث السابع : صحيح ، وابن فضّال هو الحسن بن عليّ ، ويونس هو ابن عبد الرحمن.

و « جلوس » جمع جالس استعمل في الاثنين « قد أكثر الناس » أي القول أو الاختلاف « في العمود » أي في معنى العمود المذكور في الأخبار انّه يرفع للإمام ، وتسمية الملك عمودا على الاستعارة ، كانّه عمود نور ينظر فيه الإمام أو لأن اعتماده في كشف الأمور عليه « يا أبا محمّد » كنية ليونس « يفرج الله » أي الغم والكرب والحيرة.

الحديث الثامن : مرسل « يولد مطهرا مختونا » ، الظّاهر أن المختون تفسير للمطهر ، فإن إطلاق التطهير على الختان شائع ، والكلينيُّ عنون باب الختان بالتطهير. وروي عن الصادقعليه‌السلام قال : قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طهروا أولادكم يوم السابع فانّه أطيب وأطهر وأسرع لنبات اللحم ، وانّ الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين صباحا.

وعنهمعليهم‌السلام : اختنوا أولادكم يوم السابع يطهروا و ، منهم من حمل التطهر هنا على سقوط السرة ليكون قوله مختونا تأسيسا.

أقول : ويحتمل أن يكون المراد بالتطهر عدم التلوث بالدم والكثافات ، وعلى

٢٧٣

على الأرض وقع على راحته رافعاً صوته بالشهادتين ولا يجنب ، وتنام عيناه ولا ينام قلبه ، ولا يتثأب ولا يتمطّى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة

________________________________________________________

الأخيرين عدّا علامة واحدة لتشابههما ورجوعهما إلى معنى واحد ، هو تطهره عمّا ينبغي تطهيره عنه.

« وإذا وقع » هي الثانية ، والراحة بطن الكفّ « ولا يجنب » هي الثالثة.

قال : الشهيد الثانيقدس‌سره : أي ولا يحتلم إذ من خواصّ الإمام انّه لا يحتلم كما صرّح به في بعض الأخبار ، ويمكن حمله على ظاهره لا بمعنى انّه لا يجب الغسل بل بمعنى انّه لا يلحقه خبث الجنابة ، انتهى.

أقول : ويؤيّد الأول انّه روي عن الرضاعليه‌السلام مثل هذا الخبر ، وفيه مكان : لا يجنب لا يحتلم ، وفي كشف الغمّة : انّه كتب محمّد بن الأقرع إلى أبي محمّدعليه‌السلام يسأله عن الإمام هل يحتلم؟ فورد الجواب : الأئمّة حالهم في المنام حالهم في اليقظة ، لا يغير النوم منهم شيئاً ، وقد أعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان ، ويؤيد الثاني ما ورد في أخبار كثيرة أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لـمّا سدّ الأبواب عن المسجدّ وفتح باب عليّعليه‌السلام قال : لا يحلّ لأحد أن يقرب النساء في مسجدي ولا بيت فيه جنب إلّا على وذرّيته.

وعن الرضاعليه‌السلام قال : قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجدّ إلّا أنا وعلى وفاطمة والحسن والحسين ، ومن كان من أهلي فانّه مني.

وفي رواية أخرى عنهعليه‌السلام قال : قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إلّا إن هذا المسجدّ لا يحلّ لجنب إلّا لمحمّد وآله.

« وتنام عينه » هي الرّابعة أي لا يرى الأشياء في النوم ببصره ولكن يراه ويعلمه بقلبه ، ولا يغيّر النوم منه شيئاً كما مرّ ، والتثأب مهموزاً من باب التفعّل كسل يتفتح الفم عنده ولا يسمع صاحبه حينئذ صوتاً ، والتمطيّ التمدد باليدين طبعاً وهنا من الشيطان وعدّهما معاً الخامسة لتشابههما في الأسباب.

« ويرى من خلفه » هي السادسة ، ويمكن أن يقرأ من في الموضعين بالكسر

٢٧٤

المسك والأرض موكلّة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كانت عليه

________________________________________________________

حرف جرّ ، وبالفتح اسم موصول ، وعلى الأوّل مفعول يرى محذوف أي الأشياء ، والظاهر أنّ الرؤية في الأوّل بمعنى العلم ، فإن الرؤية الحقيقية لا يكون إلّا بشرائطها ، وما قيل : من أن الرؤية بمعنى العلم يتعدّى إلى مفعولين والرؤية بالعين يتعدّى إلى مفعول واحد ، وهنا تعدّي إلى مفعول واحد؟ فهو إذا استعمل في العلم حقيقة ، وأما إذا استعمل في الرؤية بالعين ثمَّ أستعير للعلم للدّلالة على غاية الظهور والانكشاف فيتعدى إلى مفعول واحد ، كما مرّ من قول أمير المؤمنينعليه‌السلام لم أكن لا عبد ربّاً لم أره ، ثمَّ قال : لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، وأمثال ذلك كثيرة.

وما قيل : منّ أن الله تعالى خلق له إدراكاً في القفا كما يخلق النطق في اليد والرّجل في الآخرة ، أو انّه كان ينعكس شعاع بصره إذا وقع على ما يقابله كالمرآة فهما تكلفان مستغنى عنهما ، والقول بأن يدرك بالعين ما ليس بمقابل لهما من باب خرق العادة بناء على أن شروط الإبصار انّما هي بحسب العادة فيجوز أن تنخرق فيخلق الله الإبصار في غير العين من الأعضاء فيرى المرئيّ ويرى بالعين ما لا يقابله فهو انّما يستقيم على أصول الأشاعرة المجوزّين للرؤية على الله سبحانّه ، وأما على أصول المعتزلة والإماميّة فلا يجري هذا الاحتمال ، والله أعلم بحقيقة الحال.

قال : الصدوقرضي‌الله‌عنه في كتاب الخصال : وأما رؤيته من خلفه كما يرى من بين يديه فذلك بما أوتي من التوسّم والتفرّس في الأشياء ، قال : الله عزَّ وجلّ «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ »(١) .

والسّابعة قولهعليه‌السلام : ونجوه كرائحة المسك ، والنجو الغائط ، وفيه تقدير مضاف : أي ورائحة نجوه ، والثامنة : « والأرض موكلة » ويمكن عدّه مع السابق علامة واحدة ، وعدّ التثأب ، والتمطّي والمطهّر والمختون على بعض الاحتمالات اثنتين.

« وإذا لبس » هي التاسعة « وفقا » أي موافقاً والظّاهر أن المراد بالدرع غير

__________________

(١) سورة الحجر : ٧٥.

٢٧٥

وفقاً وإذا لبسها غيره من النّاس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبراً ، وهو محدَّث إلى أن تنقضي أيّامه.

( باب )

( خلق أبدان الأئمّة وأرواحهم وقلوبهمعليهم‌السلام )

١ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : إنّ الله خلقنا من علييّن وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من عليّين وخلق أجسادهم من دون ذلك ، فمن أجلّ ذلك

________________________________________________________

ذات الفضول التي إستواؤها من علامات القائمعليه‌السلام كما مرّ ، أو المعنى أنّ هذه العشر علامات للأئمةعليهم‌السلام ، و إنكان بعضها مختصّاً ببعضهم ، والأوّل أظهر « وهو محدّث » هي العاشرة أي يحدثّه الملك كما مرّ تحقيقه.

باب خلق أبدان الأئمة وأرواحهم وقلوبهمعليهم‌السلام

الحديث الأوّل : مجهول.

« إنّ الله خلقنا » أي أبداننا « من عليّين » العليّ بكسر العين واللام المشددة وتشديد الياء مبالغة في العالي ، وقيل : عليّون اسم للسّماء السابعة ، وقيل : إسم لديوان الملائكة الحفظة ترفع إليه أعمال الصالحين من العباد ، وقيل : أعلى الأمكنة وأشرف المراتب ، وأقربها من الله تعالى ، وكأنّ الأخير هنا أنسب.

« من فوق ذلك » أي أعلى عليّين « من دون ذلك » أي أدنى عليين « فمن أجلّ ذلك » أي من أجل كون أبداننا وأرواحنا مخلوقة من عليين وكون أرواحهم وأجسادهم أيضاً مخلوقة من عليين ، ويحتمل أن يكون من فوق ذلك أي من مكان أرفع من عليّين ، ومن دون ذلك أي مكان أسفل من عليّين ، فالقرابة من حيث كون أرواحنا وأبدانهم من عليّين ، والقرابة مبتدأ والظرف المقدّم خبره ، وبيننا متعلق بالقرابة « تحنّ » أي تهوي كما قال : تعالى «فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ »(١) قال

__________________

(١) سورة إبراهيم : ٣٧.

٢٧٦

القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحنُّ إلينا.

٢ - أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن شعيب ، عن عمران بن إسحاق الزعفراني ، عن محمّد بن مروانّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : سمعته يقول إنَّ الله خلقنا من نور عظمته ثمَّ صوَّر خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش ، فأسكن ذلك النور فيه فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيّين

________________________________________________________

الجوهري : الحنين : الشوق وتوقان النفس ، تقول منه حنّ إليه يحنّ حنيناً فهو حانّ ، وفي البصائر : ومن أجل تلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم تحنّ ، وقيل : كان المراد بالعليينّ عالم الملكوت وما فوقه عالم الجبروت ، وبما دونه عالم الشهادة ، « فمن أجل ذلك » يعني من أجل أنّ أصل أجسادنا وأرواحهم واحد ، وانّما نسب أجسادهم إلى عليّين لعدم علاقتهمعليهم‌السلام إلى هذه الأبدان الحسيّة ، فكأنّهم بعد في هذه الجلابيب قد نفضوها وتجرّدوا عنها.

الحديث الثاني : مجهول.

« إنّ الله خلقنا » أي أرواحنا ، والضمير لمحمّد وأوصيائه صلوات الله عليهم « من نور عظمته » أي من نور يدلّ على كمال عظمته وقدرته « ثمَّ صور خلقنا » الناظرون في الخبر فسروا تصوير الخلق بخلق الأبدان الأصليّة ، والّذي أظنهّ أنّ المراد به انّه خلق لهم أجساداً مثالية شبيهة بالأجساد الأصلية فهي صور خلقهم ومثاله ، فيدلّ على أن لهمعليهم‌السلام أجساداً مثالية قبل تعلق أرواحهم المقدّسة بأجسادهم المطهّرة وبعد مفارقتها إياها بل معها أيضاً كما أن لنا بعد موتنا أجساداً مثالية تتعلّق بها أرواحنا كما سيأتي في كتاب الجنائز ، وبه ينحلّ كثير من الشبّه الواردة على الأخبار.

ويدلّ عليه قوله : فكنّا خلقاً وبشرا نورانيين فالخلق للروح والبشر للجسد المثالي فانّه في صورة البشر ، وكونهما نورانييّن بناء على كونهما جسمين لطيفين منوّرين من عالم الملكوت ، بناء على كون الروح جسماً وعلى القول بتجردّه

٢٧٧

لم يجعل لأحد في مثل الّذي خلقنا منه نصيباً ، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدأنّهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة ولم يجعل الله لأحد في مثل الّذي خلقهم منه نصيباً إلّا للأنبياء ، ولذلك صرنا نحن وهم النّاس ، وصارسائرالناس همجٌ ، للنار وإلى النّار.

٣ - عليُّ بن إبراهيم ، عن عليّ بن حسان ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن سلمة بن

________________________________________________________

كناية عن خلوّه عن الظلّمة الهيولانيّة ، وقبوله للأنوار القدسيّة والإفاضات الربانيّة.

« في مثل الّذي خلقنا » أي خلق أرواحنا منه « من طينتنا » أي طينة أجسادنا ، وقال : بعض الأفاضل : تعلق التصوير بالأبدان دون الأرواح مع كون الأرواح أيضاً أجساماً مبنيّ على أن الأبدان مرئية للناس بخلاف الأرواح ، فإنها كالملائكة وكالجنّ ، والطينة : المادّة ، وقوله : من تحت ، بدل من طينة وتحت العرش عبارة عن العليّين ، والعرش هنا عبارة من أعلى عليين.

وقوله : « فأسكن » مبنيّ على أن الأرواح أجسام « ذلك النور » أي المخلوق من نور عظمته « فيه » أي في خلقنا « فكنّا » خبر مقدّم « ونحن » مبتدأ « وخلقاً » منصوب بالاختصاص ، والبشر الإنسان يستوي فيه الواحد والجمع والنوراني نسبة إلى النّور بزيادة الألف والنون للمبالغة ، وقوله : لم يجعل ، استئناف بيأنّي ، انتهى.

ويدلّ على فضلهم على الأنبياءعليهم‌السلام ، بل يومئ إلى مساواة شيعتهم لهم ، والمراد بالناس أوّلا الناس بحقيقة الإنسانية ، وثانياً ما يطلق عليه الإنسان في العرف العام ، والهمج محرّكة ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والحمير ، ولعلّهعليه‌السلام شبّههم به لازدحامهم دفعة على كل ناعق ، ورواحهم عنه بأدنى سبب ، وفي أكثر النسخ همج بتقدير ضمير الشّأن وفي البصائر وفي بعض نسخ الكتاب همجاً وهو أصوب « للنّار » أي خلقوا للنار ، واللام للعاقبة « وإلى النار » أي مصيرهم إليها.

الحديث الثالث : مرفوع ، وآخره مجهول لرواية ابن رئاب عن أبي الحسنعليه‌السلام واشتراك عليّ بن حسان ، وقيل : ضمير قال : أوّلا في قوله : قال قال ، لأبي الحسن

٢٧٨

الخطّاب وغيره ، عن عليّ بن حسّان ، عن علي بن عطيّة ، عن عليّ بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : قال : أمير المؤمنينعليه‌السلام إن لله نهراً دون عرشه ودون النهر الّذي دون عرشه نور نورَّه وانّ في حافتي النهر روحين مخلوقين روح القدس وروح من أمره وانّ لله عشر طينات ، خمسة من الجنّة وخمسة من الأرض ، ففسرّ الجنان وفسّر الأرض ثمَّ قال : ما من نبيّ ولا ملك من بعده جبله إلّا نفخ فيه من

________________________________________________________

أي الكاظمعليه‌السلام ، والظاهر عوده إلى ابن رئاب.

« دون عرشه » أي عنده و « نورّه » ماضي باب التفعيل ، والمستتر فيه راجع إلى النّور ، والبارز إلى النهر أو العرش ، أو المستتر راجع إلى الله ، والبارز إلى النّور مبالغة في إضاءته ولمعانه ، وفي البصائر نور من نوره وكانّه أصوب ، أي من الأنوار التي خلقها الله سبحانّه ، وحافتا النهر بتخفيف الفاء جانباه.

« مخلوقين » إبطال لقول النصارى : إنّ عيسى روح الله غير مخلوق « روح القدس » أي هما روح القدس « وروح من أمره » أي الروح الّذي قال : الله فيه : «وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمرّ رَبِّي »(١) فقيل : المسؤول عنه الروح الّذي في بدن الإنسان فأبهم الأمر عليهم بانّه من أموره العجيبة ولم يبين لهم حقيقته ، لأنّهم لم يكونوا قابلين لفهمها ، وقيل : سألوه عن الروح أي مخلوقة محدثة أم ليست كذلك؟ فأجاب سبحانّه بانّه من أمره أي فعله وخلقه ، فعلى هذا الوجه يحتمل أن يكون المراد بالروح الروح الإنسأنّي أو جبرئيل أو ملك من الملائكة أو خلق أعظم من الملائكة كما دلّت عليه أخبارنا ، وقيل : الروح هو القرآن ، وظاهر الخبر إما الروح الإنساني أو الروح الّذي يؤيد الله به الأئمّةعليهم‌السلام كما مرّ في بابه.

« ففسّر الجنان » الظّاهر انّه كلام ابن رئاب ، والضمير المستتر لأمير المؤمنينعليه‌السلام وقيل : لأبي الحسنعليه‌السلام والتفسير إشارة إلى ما سيأتي في خبر أبي الصّامت « ثم قال : » أي أمير المؤمنينعليه‌السلام « ولا ملك » بالتحريك وقد يقرأ بكسر اللام أي إمام كما

__________________

(١) سورة الإسراء : ٨٥.

٢٧٩

إحدى الروحين وجعل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله من إحدى الطينتين قلت لأبي الحسن الأوّلعليه‌السلام ما الجبل فقال : الخلق غيرنا أهل البيت ، فإنّ الله عزَّ وجلّ خلقنا من العشر

________________________________________________________

قال : تعالى : «وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً »(١) وهو بعيد.

وجملة « من بعده جبله » نعت ملك ، وضمير بعده للنبي وضمير جبله للملك إشارة إلى أن النبيّ أفضل من الملك ، فالمراد بالبعديّة ما هي بحسب الرتبة ، وإرجاع ضمير بعده إلى الله كما توهم بعيد ، وفي البصائر : ولا ملك إلّا ومن بعد جبله نفخ.

« وجعل النبيّ » انّما لم يذكر الملك هنا لذكره سابقا ، وقوله : « ما الجبل » هو بفتح الجيم وسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم ، وهو كلام ابن رئاب ففسرهعليه‌السلام بالخلق ، قال : الفيروزآبادي : الجبلة مثلثة ، ومحركة وكطمرّة الخلقة والطبيعة ، وككتاب الجسد والبدن ، وجبلهم الله يجبل ويجبل خلقهم ، وعلى الشيء طبعه وجبره كأجبله ، انتهى.

والأظهر عندي : أن « غيرنا » تتمة للكلام السابق على الاستثناء المنقطع ، وانّما اعترض السؤال والجواب بين الكلام قبل تمامه ، لا تتمة لتفسير الجبل كما توهمه الأكثر ، قال : الشيخ البهائي (ره) يعنّي مادة بدننا لا تسمى جبلة بل طينة ، لأنها خلقت من العشر طينات.

وقال : المحدّث الأسترآبادي (ره) : توضيح المقام أن كل نبي وكل ملك خلقه الله تعالى جعل فيه إحدى الروحين ، وجعل جسد كل نبي من إحدى الطينتين ، ولم يذكر الملك هنا لانّه ليس للملك جسد مثل جسد الإنسان ، وقوله : ما الجبل بسكون الباء سؤال عن مصدر الفعل المتقدم ، وقوله : الخلق جواب له ، وحاصله أن مصداق الجبل في الكلام المتقدم خلق غيرنا أهل البيت ، لأن الله خلق طينتنا من عشر طينات ، ولأجلّ ذلك شيعتنا منتشرة في الأرضين والسماوات وجبل فينا

__________________

(١) سورة النساء : ٥٤.

٢٨٠