مرآة العقول الجزء ٤

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 380

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 380
المشاهدات: 19613
تحميل: 7979


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 380 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19613 / تحميل: 7979
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 4

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المسجد ، فهمَّ الناس أن يقتلوه ، فأرسل أمير المؤمنينعليه‌السلام أن كفّوا ، فكفوا وأقبل الثعبان ينساب حتّى انتهى إلى المنبر فتطأوّل فسلم على أمير المؤمنينعليه‌السلام فأشار أمير المؤمنينعليه‌السلام إليه أن يقف حتّى يفرغ من خطبته ولـمّا فرغ من خطبته أقبل عليه فقال : من أنت فقال : عمرو بن عثمان خليفتك على الجنّ وإنَّ أبي مات وأوصأنّي أن آتيك فأستطلع رأيك وقد أتيتك يا أمير المؤمنين فما تأمرني به وما ترى ؟ فقال : له أمير المؤمنينعليه‌السلام أوصيك بتقوى الله وانّ تنصرف فتقوم مقام أبيك في الجنّ ، فإنك خليفتي عليهم قال : فودع عمرو أمير المؤمنين وانصرف فهو خليفته على الجن فقلت له جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه ؟ قال : نعم.

٧ - عليُّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن محمّد بن أورمة ، عن أحمد بن النضر ، عن النعمان بن بشير قال : كنت مزاملاً لجابر بن يزيد الجعفيّ ، فلـمّا أن كنّا بالمدينة دخل على أبي جعفرعليه‌السلام فودَّعه وخرج من عنده وهو مسرورٌ حتّى وردنا الأخيرجة أوّل منزل نعدل من فيد إلى المدينة - يوم جمعة فصلينا الزوال

________________________________________________________

« أن كفّوا » أي أمسكوا ، وانّ مصدريّة وانّ الثانية مفسّرة لأن الإرسال يتضمّن معنى القول ، والانسباب مشي الحيّة وما أشبهها ، وفي القاموس : ساب جرى ومشى مسرعاً كأنساب ، انتهى.

« فتطاول » أي قام على ذنبه « فأشار » كانّه بعد رد السلام « أن يقف » أن مصدريّة بتأويل بأن « خليفتك » بالجر ّنعت أو بدل لعثمان ، وفي القاموس : استطلع رأي فلان : نظر ما عنده ، وما الّذي يبرز إليه من أمره « فيأتيك »؟ بتقدير الاستفهام ، أي للسؤال عن المشكلات « وذاك الواجب عليه » أي الإتيان إليك أمرّ واجب عليه

الحديث السابع : ضعيف أو مجهول.

والمزامل في المحمل ، وفي القاموس : أخرجه : بئر في أصل جبل ، انتهى ، وكذا في بعض النسخ ، وفي أكثرها الأخيرجة وكأنها تصغيرها و « أوّل » منصوب بدل الأخيرجة أو مرفوع بالخبريّة ، أي هي أوّل منزل يعدل من فيد ، ولعلّ المعنى أنّ

٣٠١

فلـمّا نهض بنا البعير إذا أنا برجل طوال آدم معه كتاب فناوله جابراً فتناوله فقبّله ووضعه على عينيه وإذا هو من محمّد بن عليّ إلى جابر بن يزيد وعليه طين أسود رطب ، فقال : له متى عهدك بسيّدي فقال : الساعة فقال : له قبل الصلاة أو بعد الصّلاة فقال : بعد الصّلاة ففك الخاتم وأقبل يقرؤه ويقبض وجهه حتّى أتى على آخره ثمَّ أمسك الكتاب فما رأيته ضاحكاً ولا مسروراً حتّى وافى الكوفة فلـمّا وافينا الكوفة ليلاً بتُّ ليلتي ، فلـمّا أصبحت أتيته إعظاماً له فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب قد علقها وقد ركب قصبة وهو يقول : « أجد منصور بن جمهور أميراً غير مأمور » وأبياتاً من نحو هذا فنظر في وجهي ونظرت في وجهه فلم يقل

________________________________________________________

فيداً منزل مشترك بين من يذهب من الكوفة إلى مكّة أو إلى المدينة ، وكذا ما قبله من المنازل ، فإذا خرج المسافر من فيد يفترق الطّريقان فإذا ذهب إلى المدينة فأوّل منزل ينزله الأخيرجة ، وقيل : أراد به أن المسافة بين الأخيرجة وبين المدينة كالمسافة بين فيد والمدينة ، وقيل : كانت المسافة بينها وبين الكوفة مثل ما بين فيد والمدينة وما ذكرنا أظهر كما لا يخفى ، وفي القاموس : الفيد : قلعة بطريق مكّة.

« يوم جمعة » ظرف لقوله : وردنا ، وفي القاموس : طال طولا امتد فهو طويل ، وطوال كغراب ، وقال : الأدمة ما فيها السّمرة ، أدم كعلم وكرم فهو أدم ، انتهى.

« قبل الصّلاة » أي صلاة الزوّال « ويقبض وجهه » أي كان كلـمّا يقرأ يزداد إنقباضاً وعبوساً « حتّى أتى على آخره » أي قرأه جميعاً « حتّى وافى الكوفة » أي دخلها « أجدّ » بصيغة المتكلّم من الوجدان أي أعلمه ، وقيل : أمرّ من الإجادة أي أحسن الضراب والقتل وهو بعيد « غير مأمور » أي لأحد في الكوفة ، كناية عن استقلاله وكان هذا ممّا سمعه من الإمامعليه‌السلام من الأخبار الآتية ، ومنصور بن جمهور كان واليا من قبل بنيّ اميّة على الكوفة ولاه يزيد بن وليد بعد عزل يوسف بن عمرّ في سنة ستّ وعشرين ومائة ، بعد وفاة الباقرعليه‌السلام باثنتي عشر سنة « وأقبلت » أي

٣٠٢

لي شيئاً ولم أقل له وأقبلت أبكي لـمّا رأيته واجتمع عليّ وعليه الصبيان والناس وجاء حتّى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون جن جابر بن يزيد جن فو الله ما مضت الأيّام حتّى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه أن انظر رجلاً يقال : له - جابر بن يزيد الجعفيّ فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه فالتفت إلى جلسائه فقال : لهم من جابر بن يزيد الجعفيّ ؟ قالوا أصلحك الله كان رجلاً له علم وفضل وحديث وحج فجنَّ وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم قال : فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب فقال : الحمد لله الّذي عافأنّي من قتله قال : ولم تمض الأيّام حتّى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر.

( باب )

( في الأئمّةعليهم‌السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود )

( ولا يسألون البينةعليهم‌السلام [ والرحمة والرضوان ] )

١ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور ، عن فضل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذَّاء قال : كنّا زمان أبي جعفرعليه‌السلام حين قبض نتردُّد

________________________________________________________

شرعت « لـما رأيته » بكسرّ اللام وتخفيف الميم والضمير لـمّا ، أو بفتح اللام وشدّ الميم والضمير لجابر ، والرحبة فضاء واسع كان بالكوفة كالميدان ، وفي القاموس : رحبة المكان - ويسكن - : ساحته ، ومتسعه ، والرحبة محلّة بالكوفة ، انتهى.

« أن أنظر » أنّ مفسّرة لتضمّن الكتاب معنى القول ، وقيل : مصدريّة ذكره ابن هشام.

باب في الأئمّةعليهم‌السلام أنّهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود وآل داود

ولا يسئلون البينةعليهم‌السلام والرحمة والرض وان

الحديث الأوّل : حسن أو موثق.

« كنّا زمان أبي جعفرعليه‌السلام » فيه توسّع بأن سمّي الزمان المتصل بزمانّهعليه‌السلام

٣٠٣

كالغنم لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : لي يا أبا عبيدة من إمامك فقلت : أئمّتي آل محمّد فقال : هلكت وأهلكت أما سمعت أنا وأنت أبا جعفرعليه‌السلام يقول من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهليّة ؟ فقلت : بلى لعمري ولقد كان قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فرزق الله المعرفة فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنَّ سالـماً قال لي كذا وكذا ، قال : فقال : يا أبا عبيدة انّه لا يموت

________________________________________________________

زمانه ، وربّما يحمل حين قبض على أنّ المعنى حين أشرف على قبض روحه ، ولعلّ ما ذكرنا أقرب « نتردّد » أي لمعرفة الإمام « فلقينا » على صيغة الغائب أو المتكلّم ، وسالم زيدي بتري لعنه الصادق وكذّبه وكفّره ، وكانّه كان يريد أن يدعو أبا عبيدة إلى زيد ، ويمكن أن يكون هذا قبل ضلالته لانّه كان لم يخرج زيد بعد « أئمّتي آل محمّد » الظّاهر أن أبا عبيدة انّما قال : ذلك للتقيّة أو لمصلحة ، لقوله « وقد كان قبل ذلك(١) » أي قبل مكالمة سالم « بثلاث » أي بثلاث ليال « دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام ورزق الله المعرفة(٢) » أي معرفته بالإمامة.

« فقلت » أي ثمَّ دخلت بعد ذلك على أبي عبد الله فقلت له ، وقيل : ضمير كان لمعرفة الإمام وذلك إشارة إلى لقاء سالم وكلامه « ودخلنا » استئناف بيانيّ وقال : المحدث الأسترآبادي : المناسب ثمَّ دخلنا ، وقال : غيره : دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام كلام مستأنف ، ويحتمل أن يكون قد سقط من صدره كلمة ثمَّ ، وانّ يكون متعلقا بكنا زمان أبي جعفر حين قبض ، ويكون ما بينهما معترضا ، وقال : آخر : أي وقد كان السماع قبل قبض أبي جعفر أو قبل لقاء سالم بثلاث سنين أو نحوها ، ودخلنا استئناف كانّه قيل : ما فعلت؟ فقال : دخلنا.

وأقول : لا يخفى بعد تلك الوجوه بالنظر إلى ما ذكرنا ، وفي البصائر : قلت : بل لعمري لقد كان ذاك ثمَّ بعد ذلك ونحوها دخلنا ، فلا يحتاج إلى تكلّف أصلا.

__________________

(١) وفي المتن « وقد كان ».

(٢) وفي المتن « دخلت على أبي عبد الله فرزق الله المعرفة ».

٣٠٤

منّا ميت حتّى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بسيرته ويدعو إلى ما دعا إليه يا أبا عبيدة انّه لم يمنع ما اُعطي داود أن أعطي سليمان ثمَّ قال : يا أبا عبيدة إذا قام قائم آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حكم بحكم داود وسليمان لا يسأل بيّنة.

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن أبان قال : سمعت

________________________________________________________

« حتى يخلّف » على بناء التفعيل ، قال : الجوهري : خلّف فلاناً تخليفا جعله خليفة كاستخلفه.

وفي البصائر : دخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام فرزق الله لنا المعرفة فدخلت عليه فقلت له : لقيت سالـماً فقال لي كذا وكذا ، وقلت له كذا وكذا ، فقال : له أبو عبد الله : يا ويل لسالم ثلاث مرّات أما يدري سالم ما منزلة الإمام؟ الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا با عبيدة انّه لم يمت منّا ميّت حتّى يخلف من بعده من يعمل بمثل عمله ويسير بمثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الّذي دعا إليه ، يا با عبيدة انّه لم يمنع الله ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل ما أعطى داود ، ثمَّ قال : «هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ »(١) قال : قلت : ما أعطاه الله جعلت فداك؟ قال : نعم يا با عبيدة انّه إذا قام قائم آل محمّد حكم بحكم داود وسليمان ، لا يسئل الناس بيّنة.

فظهر أنّ الخبر مختصر ، و « ما » في ما أعطى داود إما مصدريّة أي لم يمنع إعطاء الأب إعطاء الابن ، بل اجتمعا معاً ، أو موصولة أي لم تمنع تلك الفضائل التي أعطيت داود أن أعطي مثلها سليمان ، والمراد نفي الاستبعاد من إعطاء الإمامة لهم بعد أن أعطيت آباؤهم ، والتنبيه على أن الإمامة لا تكون إلّا مع شرائطها التي منها العلم بأحوال الخلق ودواعيهم ، وما هو الحقَّ في دعاويهم حتّى يمكنه الحكم بحكم داود وسليمان ، ردّاً على سالم وأضرابه القائلين بإمامة زيد مع عدم اتّصافه بتلك الكمالات.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) سورة ص : ٣٩.

٣٠٥

أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : لا تذهب الدُّنيا حتّى يخرج رجل منّي يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل بيّنة ، يعطي كلَّ نفس حقّها.

________________________________________________________

« رجل منّي » أي من أولادي وهو القائمعليه‌السلام ، والمراد بآل داود أهل بيته فيشمل داود أيضاً.

واعلم أنّ الظاهر من هذه الأخبار أن القائمعليه‌السلام إذا ظهر يحكم بما يعلم في الواقعة لا بالبينة ، وأما من تقدمه من الأئمّةعليهم‌السلام فقد كانوا يحكمون بالظّاهر ، وقد كانوا يظهرون ما كانوا يعلمون من باطن الأمر بالحيل ، كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يفعله في كثير من الموارد ، وهذا الاختلاف في سيرهمعليهم‌السلام ليس من قبيل النسخ حتّى يرد أن لا نسخ بعد نبينا ، بل إما باعتبار التقية في بعضها ، أو اختلاف الأوضاع والأحوال في الأزمان فانّه يمكن أن يكون النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمرّ الإمام بالحكم بالواقع إذا لم يصر سبباً لتفرق الناس ورجوعهم عن الحقَّ وبالحكم بالظّاهر إذا صار سبباً لذلك ، أو يقال : انّهعليه‌السلام أمرّ بأمرّ الله سبحانّه كل إمام بحكم يخصه كما مرّ في خبر الصحيفة النازلة من السماء فإذا كان جميع ذلك بأخبار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في وقت واحد لم يكن نسخاً ، وانّما النسخ تجدد حكم يوجب رفع حكم ظاهره الاستمرار.

قال : الشيخ المفيدقدس‌سره في كتاب المسائل : للإمامعليه‌السلام أن يحكم بظاهر الشهادات ومتى عرف من المشهود عليه ضد ما تضمنته الشهادة أبطل بذلك شهادة من شهد عليه ، وحكم فيه بما أعلمه الله تعالى ، وقد يجوز عندي أن تغيب عنه بواطن الأمور فيحكم فيها بالظواهر وانّ كانت على خلاف الحقيقة عند الله تعالى ، ويجوز أن يدله الله تعالى على الفرق بين الصادقين من الشهود وبين الكاذبين فلا تغيب عنه حقيقة الحال ، والأمور في هذا الباب متعلقة بالألطاف والمصالح التي لا يعلمها على حال إلّا الله عزَّ وجل.

ولأهل الإمامة في هذه المقالة ثلاثة أقوال : فمنهم من يزعم أن أحكام الأئمّة على الظواهر دون ما يعلمونه على كل حال ، ومنهم من يزعم أنّ أحكامهم انّما هي

٣٠٦

________________________________________________________

على البواطن دون الظواهر الّتي يجوز فيها الخلاف ، ومنهم من يذهب إلى ما اخترته أنا من المقال : ، ولم أر لبنيّ نوبخترحمهم‌الله فيه ما أقطع على إضافته إليهم على يقين بغير ارتياب ، انتهى.

وقال : الشيخ الجليل أمين الدّين أبو علي الطّبرسي طاب مرقده في كتاب إعلام الورى :

فإن قيل : إذا حصل الإجماع على أن لا نبيّ بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنتم قد زعمتم أن القائمعليه‌السلام إذا قام لم يقبل الجزية من أهل الكتاب وانّه يقتل من بلغ عشرين ولم يتفقه في الدّين ، ويأمرّ بهدم المساجد والمشاهد ، وانّه يحكم بحكم داود لا يسأل بينة وأشباه ذلك ممّا ورد في آثاركم ، وهذا يكون نسخاً في الشريعة وإبطالاً لأحكامها فقد أثبتم معنى النبوة ، وانّ لم تتلفظوا باسمها فما جوابكم عنها؟.

الجواب : إنا لم نعرف ما تضمنه السؤال من انّهعليه‌السلام لا يقبل الجزية من أهل الكتاب ، وانّه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدّين ، فإن كان ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به ، فأمّا هدم المساجدّ والمشاهد فقد يجوز أن يختص بهدم ما بنيّ من ذلك على غير تقوى الله تعالى وعلى خلاف ما أمرّ الله سبحانّه به ، وهذا مشروع قد فعله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأما ما روي انّه يحكم بحكم آل داود ولا يسأل عن بينة فهذا أيضاً غير مقطوع به ، وانّ صح فتأويله أن يحكم بعلمه فيما يعلمه ، وإذا علم الإمام أو الحاكم أمرا من الأمور فعليه أن يحكم بعلمه ولا يسأل عنه وليس في هذا نسخ الشريعة على أن هذا الّذي ذكروه من ترك قبول الجزية واستماع البينة إن صح لم يكن نسخاً للشريعة لأن النسخ هو ما تأخّر دليله عن الحكم المنسوخ ولم يكن مصطحبا فأمّا إذا اصطحب الدليلان فلا يكون ذلك ناسخاً لصاحبه وانّ كان مخالفه في المعنى ، ولهذا اتّفقنا على أن الله سبحانّه لو قال : ألزموا السّبت إلى وقت كذا ثمَّ لا تلزموه لا يكون نسخاً لأن الدليل الرافع مصاحب للدليل الموجب ، وإذا صحّت هذه الجملة

٣٠٧

٣ - محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمّار الساباطي قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : بما تحكمون إذا حكمتم ؟ قال : بحكم الله

________________________________________________________

وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أعلمنا بأن القائم من ولده يجب اتّباعه وقبول أحكامه ، فنحن إذا صرنا إلى ما يحكم فينا وانّ خالف بعض الأحكام المتقدّمة غير عاملين بالنسخ لأنّ النسخ لا يدخل فيما يصطحب الدّليل.

الحديث الثالث : موثق « بما تحكمون » قيل : إثبات ألف « بما » شاذّ أو بإشباع الفتحة « إذا حكمتم » على بناء المجرّد المعلوم أو على بناء التفعيل المجهول والمال واحد ، أي قدرتم على الحكم بين الناس وجعل الحكم إليكم « وحكم داود » أي الحكم بالواقع.

والّذي يظهر من الأخبار هو أن داودعليه‌السلام لم يستمرّ على هذا بل حكم به في بعض الوقائع ، وسيأتي في كتاب القضاء عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انّه قال : إن داودعليه‌السلام قال : يا ربّ أرني الحقَّ كما هو عندك حتّى أقضي به ، قال : إنك لا تطيق ذلك فألح على ربّه حتّى فعل ، فجاء رجلّ يستدعي على رجلّ فقال : إن هذا أخذ مالي فأوحى الله عزَّ وجلّ إلى داود أن هذا المستعدي قتل أبا هذا وأخذ ماله فأمرّ داود بالمستعدي فقتل وأخذ ماله ودفعه إلى المستعدى عليه ، قال : فعجب الناس وتحدثوا حتّى بلغ داودعليه‌السلام ودخل عليه من ذلك ما كره ، فدعا ربّه أن يرفع ذلك ففعل ، ثمَّ أوحى الله عزَّ وجلّ إليه أن احكم بينهم بالبيّنات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به.

وروى الراوندي (ره) في القصص بإسناده الصحيح إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله قال : كان على عهد داودعليه‌السلام سلسلة يتحاكم الناس إليها ، وانّ رجلاً أودع رجلا جوهراً فجحده فدعاه إلى السلسلة فذهب معه إليها وقد أدخل الجوهر في قناة(١) فلـمّا أراد أن يتنأوّل السلسلة قال : له : أمسك هذه القناة حتّى آخذ السلسلة فأمسكها ودنا الرجلّ من السلسلة فتناولها وأخذها وصارت في يده ، فأوحى الله إلى داودعليه‌السلام أن احكم بينهم بالبيّنات وأضفهم إلى اسمي يحلفون به ورفعت السلسلة.

__________________

(١) القناة : العصا.

٣٠٨

وحكم داود فإذا ورد علينا الشيء الّذي ليس عندنا ، تلقّانا به روح القدس.

٤ - محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن خالد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عمران بن أعين ، عن جعيد الهمدانّي ، عن عليّ بن الحسينعليه‌السلام قال : سألته بأي حكم تحكمون قال : حكم آل داود فإن أعيانا شيء تلقّانا به روح القدس.

٥ - أحمد بن مهرانرحمه‌الله ، عن محمّد بن عليّ ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما منزلة الأئمّة قال : كمنزلة ذي القرنين وكمنزلة يوشع وكمنزلة آصف صاحب سليمان قال : فبما تحكمون قال : بحكم الله وحكم آل داود وحكم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ويتلقّانا به روح القدس.

________________________________________________________

« فإذا ورد علينا الشيء الّذي ليس عندنا » أي من أصل الأحكام أو من خصوص الوقائع التي نحكم فيها.

الحديث الرابع : مجهول « فإن أعيانا شيء » أي أعجزنا حكم أو واقعة لا نعلم حقيقتها.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور ، وقد مرّ مثل جزئه الأوّل في باب أن الأئمّةعليهم‌السلام بمن يشبهون ، وكان فيه مكان يوشع وصاحب موسى ، أي في عدم النبوة وكونهم مؤيّدين بروح القدس ملهمين معصومين ، فيدلّ على عدم نبوة يوشع وآصف لكن المشهور كون الأوصيّاًء السابقين أنبياء فيمكن أن يكون التشبيه في محض متابعة نبي آخر وسماع الوحي ، أو يقال : في زمان موسى وسليمان لم يكونا نبيين ، والتشبيه في تلك الحالة ، والحقَّ انّه لم يثبت نبوتهما بل ظاهر أكثر الأخبار وصريح بعضها عدم نبوتهما ، إذ قد ورد في الأخبار الكثيرة الواردة في عدد الأنبياء وعدد الأوصيّاًء مقابلتهما وظاهر المقابلة المغايرة.

وروي في البصائر بسند صحيح عن بريد عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام : كصاحب موسى وذي القرنين ، كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

« وحكم محمّد » انّما نسب إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لئلا يتوهم أنّهم يعملون بشريعة داود

٣٠٩

( باب )

( أن مستقى العلم من بيت آل محمّدعليهم‌السلام )

١ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب قال : حدَّثنا يحيى بن عبد الله أبي الحسن صاحب الدّيلم قال : سمعت جعفر بن محمّدعليهما‌السلام يقول - وعنده أناس من أهل الكوفة - عجبا للناس أنّهم أخذوا علمهم كلّه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فعملوا به واهتدوا ويرون أنَّ أهل بيته لم يأخذوا علمه ، ونحن أهل بيته وذرّيّته

________________________________________________________

بل انّما يحكمون بالواقع بحكم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والنسبة إلى داود على التشبيه ، أو في كيفيّة الحكم يحكمون بحكم داود وفي أصل الحكم بشريعة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أو قد يحكمون بالواقع كداود ، وقد يحكمون بالظاهر كمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، باعتبار أن القائمعليه‌السلام يحكم بالواقع وسائرهمعليهم‌السلام غالباً بالظّاهر ، أو يقال : أن القائمعليه‌السلام قد يحكم بالواقع وقد يحكم بالظّاهر لكنّه مخالف لظاهر أكثر الأخبار.

باب أن مستقى العلم من بيت آل محمّدعليهم‌السلام

أقول : الاستقاء إخراج الماء من البئر ونحوها ، أو طلب الماء للشرب والمستقي إما مصدر ميمي أو اسم مفعول ، وعلى الأوّل الإضافة من إضافة المصدر إلى المفعول ، وعلى الثاني من إضافة الصفة إلى الموصوف والأوّل أظهر ، وعلى التقديرين مبنيّ على تشبيه العلم بالماء في أنّ العلم حياة للأرواح كما أنّ الماء حياة للأجساد.

الحديث الأوّل : مجهول.

« صاحب الديلم » ، وهو يحيى بن عبد الله الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام وقد أوردنا بعض أحواله في باب ما يفصل به بين دعوى المحقَّ والمبطل ، ويقال : له صاحب الديلم لالتجائه إليهم كما مرّ « عجباً للناس » أي عجبت عجباً أو هو بتقدير حرف النداء والمراد بالناس المخالفون « أنّهم » بالفتح أي من أنّهم ، وقيل : بدل لقوله عجبا « ويرون » الجملة حاليّة أي يظنّون أن أهل بيته الذين هم أخصّ

٣١٠

في منازلنا نزل الوحي ومن عندنا خرج العلم إليهم أفيرون أنّهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا إنّ هذا لمحال.

________________________________________________________

النّاس به وأشبههم خلقاً وخلقاً وطينة به ، وقد قال : فيهم : إنّي مخلف فيكم الثقلين الخبر وغيره.

« لم يأخذوا علمه ونحن » أي أنا وآبائي وذريتي وهو مبتدأ خبره « أهل بيته ».

« في منازلنا » استئناف بيانّي والمقصود أنا أعلم بما نزل في منازلنا « أفيرون » استفهام توبيخي « لمحال » بضم الميم اسم مفعول من باب الأفعال أي لممتنع.

قال : السيد بن طاوسرضي‌الله‌عنه في كتاب الطرائف : قال : ابن الخطيب وهو أعلم علماء الأشعرية في كتاب الأربعين في بيان أن علياعليه‌السلام أعلم الصّحابة : أن عليا كان في أصل الخلقة في غاية الذكاء والفطنة والاستعداد للعلم ، وكان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الفضلاء وأعلم العلماء وكان عليّعليه‌السلام في غاية الحرص في طلب العلم ، وكان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في غاية الحرص في تربيته وإرشاده إلى اكتساب الفضائل.

ثمَّ إن عليّاًعليه‌السلام ربي في صغره في حجر محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كبره صار ختنا له وكان يدخل إليه في كل الأوقات ، ومن المعلوم أن التلميذ إذا كان في غاية الذكاء والحرص في التعلم وكان الأستاد في غاية الفضل وفي غاية الحرص على التعليم ، ثمَّ اتفق لمثل هذا التلميذ أن يتصل بخدمة هذا الأستاد من زمان الصغر وكان ذلك الاتصال بخدمته حاصلا في كل الأوقات ، فانّه يبلغ ذلك التلميذ مبلغا عظيما وهذا بيان إجمالي في أن علياعليه‌السلام كان أعلم الصّحابة ، فأمّا أبو بكر فانّه انّما اتصل بخدمته في زمان الكبر ، وأيضاً ما كان يصل إلى خدمته في اليوم والليلة إلّا مرّة واحدة زمانا يسيراً ، وأما عليّ فانّه اتصل بخدمته في زمان الصغر ، وقد قيل : العلم في الصغر كالنقش في الحجر ، والعلم في الكبر كالنقش في المدر ، فثبت لـمّا ذكرنا أن علياعليه‌السلام كان أعلم من أبي بكر ، انتهى.

٣١١

٢ - عليًّ بن محمّد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمرّ ، عن عبد الله بن حمّاد ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة ، عن الحكم بن عتيبة قال : لقي رجلّ الحسين بن عليّعليه‌السلام بالثعلبيّة وهو يريد كربلاء فدخل عليه فسلمّ عليه فقال : له الحسينعليه‌السلام من أيّ البلاد أنت ؟ قال : من أهل الكوفة قال : أما والله يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيلعليه‌السلام من دارنا ونزوله بالوحي على جدّي يا أخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا فعلموا وجهلنا هذا ما لا يكون.

( باب )

( انه ليس شيء من الحق في يد الناس إلّا ما خرج من عند الأئمة )

(عليهم‌السلام وان كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل )

١ - عليُّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول ليس عند أحد من الناس حقٌ ولا صوابٌ ولا أحدٌ من الناس يقضي بقضاء حقَّ إلّا ما خرج منّا أهل البيت وإذا تشعّبت

________________________________________________________

الحديث الثاني : ضعيف ، والمزني : بضمّ الميم وفتح الراء نسبة إلى مزينة قبيلة.

وقال : الجوهري : الثعلبية موضع بين الكوفة ومكّة « أثر جبرئيل » أي الموضع الّذي كان يقف فيه جبرئيل ويستأذن على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو معروف الآن ، ويقال : للباب القريب منه باب جبرئيل ، أو كان في أصل الدار موضع معروف بانّه موضع جبرئيل ، أو كان بقي أثر منه كمقام إبراهيم « ونزوله » عطف على جبرئيل أي أثر نزوله.

باب انه ليس شيء من الحق في أيدي الناس إلا ما خرج من عند الأئمة

عليهم‌السلام وان كل شيء لم يخرج من عندهم فهو باطل

الحديث الأوّل : صحيح.

« إلَّا ما خرج » استثناء عن كلّ من الثلاثة المذكورة « وإذا تشعبّت » أي

٣١٢

بهم الأمور كان الخطاء منهم والصواب من عليّعليه‌السلام .

٢ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن مثنّى ، عن زرارة قال : كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام فقال : له رجلّ من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنينعليه‌السلام سلوني عمّا شئتم فلا تسألوني عن شيء إلّا أنبأتكم به قال : انّه ليس أحد عنده علم شيء إلّا خرج من عند أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فو الله ليس الأمر إلّا من ههنا ، وأشار بيده إلى بيته.

________________________________________________________

تفرّقت « بهم الأمور » الباء للتعدية والضمير للصحابة المعروفين وتابعيهم أي فرّقتهم وو أبانتهم الأمور « من عليّعليه‌السلام » وكذا أولاده المعصومينعليهم‌السلام ، وقد روت العامّة بطرق كثيرة أن علياعليه‌السلام مع الحقَّ والحقَّ مع عليّ حيثما دار ، واعترف ابن أبي الحديد وغيره بصحته ورووا بطرق مستفيضة : أقضاكم علىّ.

الحديث الثاني : حسن.

« سلوني عمّا شئتم » هذا مقام لم يقم فيه أحد غيرهعليه‌السلام إلّا افتضح كما اعترف به المخالف والمؤالف ، وقد روى ابن عبد البرّ في الاستيعاب عن جماعة من الرواة والمحدثين قالوا : لم يقل أحد من الصحابة : سلوني ، إلّا علي بن أبيطالب.

وقال : ابن أبي الحديد روى شيخنا أبو جعفر الإسكافي في كتاب نقض العثمانية عن عليّ بن الجعد عن ابن شبرمة قال : ليس لأحد من الناس أن يقول على المنبر سلوني إلّا عليّ بن أبي طالب.

وقال : السيد (ره) : في الطرائف روى أحمد بن حنبل في مسنده عن سعيد قال : لم يكن أحد من أصحاب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : سلوني إلّا عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

« عنده علم » قيل : أي بمتشابه القرآن ونحوه من المسائل المختلف فيها بين الصّحابة « فليذهب » أمر على التهديد نحو «اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ »(١) .

« ليس الأمر » أي العلم الحقّ الذي لا ريب فيه « إلى بيته » المراد بيت النبوة لا خصوص البيت.

__________________

(١) سورة فصلت : ٤٠.

٣١٣

٣ - عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي مريم قال : قال : أبو جعفرعليه‌السلام لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة شرّقا وغرّبا فلا تجدان علماً صحيحاً إلّا شيئاً خرج من عندنا أهل البيت.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن معلّى بن عثمان ، عن أبي بصير قال : قال لي : إن الحكم بن عتيبة ممّن قال : الله «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ » فليشرّق الحكم وليغرّب ، أما والله لا يصيب العلم إلّا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل.

________________________________________________________

الحديث الثالث : صحيح.

وسلمة كان زيدياً بتريّاً(١) ، وكذا الحَكَم ، وكانا من فقهاء العامة وقد ورد لعنهما وذمّهما في أخبار كثيرة عن أهل البيتعليهم‌السلام « شرّقا وغرّبا » على بناء التفعيل أمران للتهديد كما مرّ ، والتشريق والتغريب كنايتان عن الخروج عن الطريقة الوسطى والصراط المستقيم ، أو هما على المثال ، والمراد اذهبا حيث شئتما ، وأهل البيت منصوب على الاختصاص ، والمقصود إبطال طريقة فقهاء العامّة والزيديّة الموافقين لهم في أكثر الفروع والأصول ، وذكر الشهرستاني أنّ زيداً طلب العلم من عند وأصل بن عطاء رئيس المعتزلة.

الحديث الرابع : صحيح.

وضمير « قال » لأبي جعفرعليه‌السلام ، لـمّا رواه الكشّي عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : إنّ الحكم بن عتيبة وكثير النواء وأبا المقدام والتمار يعنّي سالـماً أضلّوا كثيراً ممن ضل هؤلاء وإنّهم ممّن قال : الله عزَّ وجلّ : «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ

__________________

(١) قال : الطريحي (ره) : البترية - بضم الموحدة فالسكون - فرق من الزيديّة ، قيل : نسبوا إلى المغيرة بن سعد ولقبه الأبتر ، وقيل البُترية هم أصحاب كثير النواء الحسن بن أبي صالح والحكم بن عتبة وسلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وهم الذين دعوا إلى ولاية عليّعليه‌السلام فخلطوها بولاية أبي بكر وعمرّ ، ويثبتون لهم الإمامة ويبغضون عثمان وطلحة وزبير وعايشة ويرون الخروج مع ولد عليّعليه‌السلام .

٣١٤

٥ - عليّ بن إبراهيم ، عن صالح بن السنديّ ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفرعليه‌السلام - عن شهادة ولد الزنا تجوز فقال : لا فقلت إن الحكم بن عتيبة يزعم أنّها تجوز فقال : اللّهمّ لا تغفر ذنبه ما قال : الله للحكم «انّه لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ »(١) فليذهب الحكم يميناً وشمالاً ، فو الله لا يؤخذ العلم إلّا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيلعليه‌السلام .

٦ - عدَّة من أصحابنا ، عن الحسين بن الحسن بن يزيد ، عن بدر ، عن أبيه قال : حدَّثني سلام أبو عليّ الخراساني ، عن سلام بن سعيد المخزومي قال : بينا أنا جالس عند أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة وابن شريح فقيه أهل مكّة وعند أبي عبد اللهعليه‌السلام ميمون القدّاح مولى أبي جعفرعليه‌السلام فسأله عباد بن كثير فقال : يا أبا عبد الله في كم ثوب كفّن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين وثوب حبرة وكان في البرد قلّة ، فكانّما ازورَّ عباد بن كثير من

________________________________________________________

يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ »(٢) .

الحديث الخامس : مجهول.

« ما قال : الله » ما نافية « للحكم » أي لأجلّ أن يدخل الحكم في المراد من قومك وضمير «انّه » للقرآن والخطاب للنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لَذِكْرٌ لَكَ » أي مفيد للعلم بكل ما تحتاج إليه «وَلِقَوْمِكَ » أي أوصيائهعليهم‌السلام .

الحديث السادس : مجهول.

« وابن شريح » قيل : اسمه محمّد أو معاوية أو ثابت ، والقداح بالتشديد من يبري القداح أي السّهام ، قال : في النهاية : فيه كفّن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ثوبين صحاريين صحار بالضمّ قرية باليمن نسب الثوب إليها ، وقيل : هو من الصحرة بالضمّ والسكون وهي حمرة خفيّة كالغبرة ، يقال : ثوب أصحر وصحاريّ ، انتهى.

والحبرة كعنبة ضرب من برود اليمن ذكره الفيروزآبادي ، وقال : البرد

__________________

(١) سورة الزخرف : ٤٣.

(٢) سورة البقرة : ٨.

٣١٥

ذلك ، فقال : أبو عبد اللهعليه‌السلام إنّ نخلة مريمعليها‌السلام إنّما كانت عجوة ونزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة وما كان من لقاط فهو لون فلـمّا خرجوا من عنده قال : عباد بن كثير لابن شريح والله ما أدري ما هذا المثل الّذي ضربّه لي أبو عبد الله ، فقال

________________________________________________________

بالضمّ ثوب مخطّط وكان المراد بالبرد هنا الحبرة وهو اعتذار عن عدم جعل الجميع حبرة فإنّها أفضل ، أو انّه مع قلتها كفن فيها لاستحبابها.

وقال الجوهري : الازورار عن الشيء العدول عنه ، وقد أزور عنه ازورارا وازوار عنه تزاوراً بمعنى عدل عنه وانحرف ، وازورار الملعون لا يعلم وجهه ، مع أنّهم أيضاً رووا هذا الخبر في كتبهم كما ذكره الجزري والزمخشري وغيرهما ، إلّا أن يكون لـمّا يفهم من كلامهعليه‌السلام من أن عدم جعل الجميع حبرة لقلتها.

وقيل : لما روي في طرقهم انّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كفن في ثلاثة أثواب سحولية وهو ضعيف ، ويمكن أن يكون عدم إذعانّه لعدم صحّة هذه الرواية عنده ، وانّه كان يزعم أن الأثواب كانت أكثر من ذلك كما يومئ إليه بعض الأخبار.

« انّما كانت عجوة » في النهاية : العجوة نوع من تمرّ المدينة أكبر من الصيحأنّي ، يضرب إلى السواد من غرس النبيّ ، وفي الصحاح ضرب من أجواد التمرّ بالمدينة ونخلتها تسمى لينة ، انتهى.

وقيل : اللقاط بالكسرّ جمع لقط بالتحريك وهو ما يلتقط من هيهنا وهيهنا من النوى ونحوه ، وبالضمّ الساقط الرديء ، وفي القاموس : لقطه أخذه من الأرض ، واللقاطة بالضمّ ما كان ساقطا ممّا لا قيمة له وكسحاب : السنبل الّذي تخطئه المناجلّ(١) والألقاط الأوباش.

وقال : اللون النوع والدقل من النخل ، وهو جماعة واحدتها لونة بالضمّ ولينة بالكسرّ ، وقال : الدقل محركة أردء التمرّ وفي المصباح المنير : اللون جنس من التمرّ وقال : بعضهم : أهل المدينة يسمون كله الألوان ما خلا البرني والعجوة.

__________________

(١) المناجل جمع المنجل : ما يحصد به الزرع ، وبالفارسية « داس ».

٣١٦

ابن شريح هذا الغلام يخبرك فانّه منهم يعنّي ميمون فسأله فقال : ميمون أما تعلم ما قال : لك قال : لا والله قال : انّه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك انّه ولد من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلم رسول الله عندهم ، فما جاء من عندهم فهو صواب وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط.

( باب )

( فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب )

١ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن جابر قال : قال : أبو جعفرعليه‌السلام قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إنّ حديث آل محمّد صعب مستصعب لا يؤمن به إلّا ملك مقرّب أو نبيُّ مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان ،

________________________________________________________

وميمون القدّاح هو المكّي وقال : الشيخ في الرّجال : انّه مولى بنيّ هاشم ، وقال : ابن داود : هو ملعون ولا عبرة به ، وهذا الخبر يدلّ على مدحه وانّه كان من العارفين بفضلهمعليهم‌السلام .

وقوله : فانّه منهم ، أي من مواليهم وموالي القوم منهم ، أو من خواصهم العارفين بأسرارهم.

باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب

الحديث الأوّل : ضعيف على المشهور معتبر عندي.

« صعب مستصعب » : الصعب بالفتح العسرّ الآبي ، والمستصعب بكسرّ العين ، أو بفتحها مبالغة في الصعب ، أو الصعب ما يكون صعبا في نفسه ، والمستصعب ما يعدّه الناس صعباً ، قال : الفيروزآبادي : الصعب العسرّ والآبي ، واستصعب الأمر صار صعباً ، والشيء وجدّه صعباً لازم متعدّ.

وقال : في بصائر الدرجات قال : عمير الكوفي : معنى حديثنا صعب لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل ، فهو ما رويتم أن الله تبارك وتعالى لا يوصف ، ورسوله لا يوصف ،

٣١٧

فما ورد عليكم من حديث آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزّت منه قلوبكم وأنكرتموه فردُّوه إلى الله وإلى الرّسول وإلى العالم من آل

________________________________________________________

والمؤمن لا يوصف ، فمن احتمل حديثهم فقد حدّهم ، ومن حدهم فقد وصفهم ، ومن وصفهم بكمالهم فقد أحاط بهم وهو أعلم منهم ، وقال : نقطع عمّن دونه فنكتفي بهم لانّه قال : صعب على كل أحد حيث قال : صعب ، فالصعب لا يركب ولا يحمل عليه ، لانّه إذا ركب وحمل عليه فليس بصعب.

وقال : المفضّل قال : أبو جعفرعليه‌السلام : إن حديثنا صعب مستصعب ذكوانّ أجود(١) لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، أما الصعب فهو الّذي لم يركب بعد ، وأما المستصعب فهو الّذي يهرب منه إذا رأى ، وأما الذكوانّ فهو ذكاء المؤمنين وأما الأجود فهو الّذي لا يتعلق به شيء من بين يديه ولا من خلفه ، هو قول الله : «نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ » فأحسن الحديث حديثنا ، لا يحتمل أحد من الخلائق أمره بكماله حتّى يحده ، لأن من حد شيئاً فهو أكبر منه ، وقد شرحنا الخبر في كتابنا الكبير.

وهذه الأحاديث أكثرها في غرائب شؤونهم ونوادر أحوالهم ومعجزاتهم ، وبعضها في غوامض علوم المبدأ والمعاد وعويصات مسائل القضاء والقدر وأمثال ذلك ممّا تعجز عن إدراكها العقول.

« فما ورد عليكم » من كلام أبي جعفرعليه‌السلام ، وقال : الجوهري : اشمأز انقبض واقشعر « فردّوه » أي قولوا الله ورسوله والعالم من آل محمّد يعلمون معناه وما أرادوا به ، ولا يبلغ فهمنا إليه أو المعنى سلوا معناه عنهم حتّى تفهموا وتلين له قلوبكم إشارة إلى قوله تعالى : «وَلَوْ ردّوه إِلَى الرّسول وَإِلى أُولِي الأمر مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذين يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ »(٢) .

__________________

(١) سيأتي تفسيره.

(٢) سورة النساء : ٧٣.

٣١٨

محمّد وانّما الهالك أن يحدّث أحدكم بشيء منه لا يحتمله ، فيقول : والله ما كان هذا والله ما كان هذا ، والإنكار هو الكفر.

________________________________________________________

« وانّما الهالك » أي هلاك الهالك ، وفي بعض النسخ انّما الهلاك ، وهو أصوب ، وفي البصائر بسند آخر فإن الشقي الهالك الّذي يقول والله ما كان هذا.

« أن يحدّث » على بناء المجهول من التفعيل قوله : والإنكار هو الكفر ، أي إنكاره مع العلم بانّه من المعصومعليه‌السلام أو المراد بالكفر ما يقابل كمال الإيمان وهو التسليم التّام ، وعلى التقادير لعلّه محمول على ما إذا لم يعلم قطعا بطلانه وعدم صدوره عنهمعليهم‌السلام .

كما روي في البصائر بإسناده عن سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك إن الرجلّ ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيّق بذلك صدورنا حتّى نكذبه؟ فقال : أبو عبد اللهعليه‌السلام : أليس عنّي يحدثكم؟ قال : قلت : بلى ، قال : فيقول : لليل انّه نهار ولنهار انّه ليل؟ قال : فقلت له : لا ، قال : رده إلينا فإنك إن كذبت فانّما تكذبنا.

وروى الصدوق في العلل بإسناده الصحيح عن أبي بصير عن أحدهماعليهما‌السلام قال : لا تكذبوا بحديث أتاكم به مرجىء ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا ، فإنكم لا تدرون لعله شيء من الحقَّ فتكذبوا الله عزَّ وجلّ فوق عرشه.

ويؤيد التأويل الثاني ما رواه الصدوقرحمه‌الله في معأنّي الأخبار بإسناده عن عبد الغفار الجازي قال : حدَّثني من سأله يعنّي الصادقعليه‌السلام هل يكون كفر لا يبلغ الشرك؟ قال : إن الكفر هو الشرك ثمَّ قام فدخل المسجد فالتفت إلى وقال : نعم الرجلّ يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه فيرده عليه فهي نعمّة كفرها ولم يبلغ الشرك.

ويحتمل أن يكون المراد بالخبر التكذيب الّذي يكون بمحض الرأي من غير أن يعرضه على الآيات والأخبار المتواترة ، وأيضاً فرق بين عدم رد الخبر وتكذيبه

٣١٩

٢ - أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدَّة بن صدقة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : ذكرت التقيّة يوماً عند عليّ بن الحسينعليه‌السلام فقال : والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

________________________________________________________

وبين قبوله والعمل به ، كما روى الصدوقرحمه‌الله في معأنّي الأخبار بإسناده عن إبراهيم قال : قال : رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إلّا هل عسى رجلّ يكذبنيّ وهو على حشإيّاه(١) متكئ قالوا : يا رسول الله ومن الّذي يكذبك؟ قال : الّذي يبلغه الحديث فيقول : ما قال : هذا رسول الله قط ، فما جاءكم عنّي من حديث موافق للحقَّ فأنا قلته ، وما أتاكم عنّي من حديث لا يوافق الحقَّ فلم أقله ولن أقول إلّا الحق.

وروى الصفار في البصائر بإسناده عن أبي عبيدة قال : قال : أبو جعفرعليه‌السلام : من سمع من رجل أمراً لم يحط به علـمّا فكذب به ومن أمره الرضا بنا والتسليم لنا ، فإن ذلك لا يكفره.

ولعلّ المعنى انّه إذا كان تكذيبه للمعنى الّذي فهمه وعلم انّه مخالف لـمّا علم صدوره عنا وكان في مقام الرضا والتسليم ويقر بانّه بأي معنى صدر من المعصوم فهو الحقَّ فذاك لا يصير سبباً لكفره.

الحديث الثاني : ضعيف.

« ذكرت » على بناء المجهول « ما في قلب سلمان » أي من مراتب معرفة الله ومعرفة النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم وغيرها ممّا ذكرنا سابقاً فلو كان أظهر سلمان له شيئاً من ذلك كان لا يحتمله ويحمله على الكذب والارتداد ، أو العلوم والأعمال الغريبة التي لو أظهرها له لحملها على السحر فقتله ، أو كان يفشيه فيصير سبباً لقتل سلمان ، وقيل : الضمير المرفوع راجع إلى العلم والمنصوب إلى أبي ذر أي لقتل ذلك العلم أبا ذر أي كان لا يتحمله عقله فيكفر بذلك ، أو المعنى لو ألقى إليه تلك الأسرار وأمرّ بكتمانها لمات من شدة الصبر عليها ، أو لا يتحمل سرّه وصيانته فيظهره للناس

__________________

(١) الحشايا - جمع الحشية - الفراش المحشو أي المملو قطناً أو نحوه.

٣٢٠