مرآة العقول الجزء ٨

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 437

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 437
المشاهدات: 18760
تحميل: 8660


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 437 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 18760 / تحميل: 8660
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 8

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٧ - عنه ، عن محمّد بن عليّ ، عن الحكم بن مسكين ، عن محمّد بن مرّوان قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ما يمنع الرّجل منكم أن يبرّ والديه حيّين وميّتين ؛ يصلّي

_________________________________________________

الموحّدين المخلصين.

ومنها قوله تعالى بعد ذلك تأكيداً وتكريراً : «ثُمَّ إِلَيَّ مرّجِعُكُمْ » فأوفي الظالم والمظلوم والمحسن والمسيء ما يستحقّون.

ومنها قوله سبحانه بعد ذلك : «فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ » تصريحاً بمجازاة الأعمال ومكافأة الأفعال ، وإشارة إلى أنّ الكلّ حيث يجازون بأعمالهم لا يضره كفرهما.

ومنها قوله تعالى بعد ذلك : «يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ » الآية على إحاطة علمه سبحانه بكلّ شيء وأنه يأتي بكلّ شيء جليل وحقّير فيحاسب عليها وهو مناسب للغرض السابق.

ومنها تخلل الآيتين في أثناء مواعظ لقمان واعتراضهما في تضاعيف وصإيّاه فإنه ورد ذلك تأكيداً لـمّا فيها من النهي عن الشرك كأنه قال وقد وصينا بمثل ما وصى به ، وذكر الوالدين للمبالغة في ذلك فإنهما مع أنّهما تلوا الباري تعالى في استحقّاق الطّاعة والتعظيم لا يجوز أن يستحقّا الطّاعة في الشرك فما ظنك بغيرهما ، فكأنه تعالى بعد ما ذكر أن الشرك لظلم عظيم ، وبالغ في استعظام الشرك بأنه لا يجوز متابعة الوالدين فيه فبلغ عظم أمرّه إلى حيث لا يطاع الوالدان فيه ، وإن جاهدا عليه ، وفيه من المبالغة في استعظام أمرّ الوالدين ما لا يخفى على المتدبر الفطن.

وإنّما أطنبنا الكلام في ذلك ليظهر لك أنّه عليه الصلاة والسّلام لم خصّ آية لقمان بالذكر من بين سائر الآيات لـمّا فيه من التأكيدات والمبالغات.

الحديث السابع : ضعيف.

« يصلّي عنهما » بيان للبرّ بعد الوفاة فكأنّه قيل : كيف يبرهّما بعد موتهما؟ قال :

٤٢١

عنهما ويتصدّق عنهما ؛ ويحج عنهما ويصوم عنهما ؛ فيكون الّذي صنع لهما وله مثل ذلك فيزيده الله عزَّ وجلَّ ببرّه وصلته خيراً كثيراً.

٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمرّ بن خلّاد قال قلت

_________________________________________________

يصلّي عنهما قضاءاً ونافلة ، وكذا الحجّ والصوّم ، ويمكن شموله لاستيجارها من مال الميّت أو من ماله ، وتجب قضاء الصّلاة والصّوم على أكبر الأولاد وستأتي تفاصيل ذلك إنشاء الله في محلّه.

ويدلّ على أن ثواب هذه الأعمال وغيرها يصل إلى الميت وهو مذهب علمائنا ، وإمّا العامة فقد اتفقوا على أن ثواب الصدقة يصل إليه ، واختلفوا في عمل الأبدان فقيل : يصل قياساً على الصّدقة ، وقيل : لا يصل لقوله تعالى : «وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إلّا ما سَعى »(١) إلّا الحجّ لأن فيه شائبة عمل البدن وإنفاق المال ، فغلب المال.

قوله : فيزيده الله ، أي يعطي ثوابان ، ثواب لأصل العمل ، وثواب آخر كثير للبر في الدّنيا والآخرة.

الحديث الثامن : صحيح.

ويدلّ على جواز الدّعاء والتصدق للوالدين المخالفين للحقّ بعد موتهما والمداراة معهما في حياتهما ، والثاني قد مرّ الكلام فيه ، وإمّا الأوّل فيمكن انتفاعهما بتخفيف عذابهما ، وقد ورد الحجّ عن الوالد إن كان ناصبا وعمل به أكثر الأصحاب بحمل الناصب على المخالف ، وأنكر ابن إدريس النيابة عن الأب أيضاً.

ويمكن حمل الخبر على المستضعفّ ، لأنّ الناصب المعلن لعداوة أهل البيتعليهم‌السلام كافر بلا ريب ، والمخالف غير المستضعفّ أيضاً مخلد في النّار أطلق عليه الكافر والمشرك في الأخبار المستفيضة ، واسم النفاق في كثير منها ، وقد قال سبحانه في شأن المنافقين : «لا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أبداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَ

____________________

(١) سورة النجم : ٣٩.

٤٢٢

لأبي الحسن الرّضاعليه‌السلام أدعو لوالديّ إذا كانا لا يعرفان الحقّ قال ادع لهما وتصدّق عنهما وإن كانا حيين لا يعرفان الحقّ فدارهما فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال

_________________________________________________

رَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ »(١) وقال المفسّرون وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ ، أي لا تقف على قبره للدعاء وقال في شأن المشركين : «ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ، وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إلّا عَنْ مَوْعدّة وَعَدَها إيّاه فلـمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ »(٢) فإن التعليل بقوله : من بعد ما تبين ، يدلّ على عدم جواز الاستغفار لمن علم أنه من أهل النار وإن لم يطلق عليهم المشرك ، وكون المخالفين من أهل النار معلوم بتواتر الأخبار ، وكذا قوله : فلـمّا تبين له أنه عدو لله ، يدلّ على عدم جواز الاستغفار لهم ، لأنه لا شك أنهم أعداء الله.

فإن قيل : استغفار إبراهيم لأبيه يدلّ على استثناء الأب؟ قلت : المشهور بين المفسرين أن استغفار إبراهيمعليه‌السلام كان بشرط الإيمان لأنه كان وعده أن يسلّم ، فلـمّا مات على الكفّر وتبين عداوته لله تبرأ منه ، وقيل : الموعدّة كان من إبراهيم لأبيه قال له : إني سأستغفر لك ما دمت حيا ، وكان يستغفر له مقيداً بشرط الإيمان فلـمّا آيس من إيمانه تبرأ منه.

وإمّا قولهعليه‌السلام في سورة مرّيم : «سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي »(٣) فقال الطبرسي (ره) سلام توديع وهجر على ألطف الوجوه ، وهو سلام متاركة ومباعدّة منه ، وقيل سلام إكرام وبرّ تأدية لحقّ الأبوة.

وقال في «سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ » فيه أقوال : أحدها : أنه إنما وعده الاستغفار على مقتضى العقل ولم يكن قد استقر بعد قبح الاستغفار للمشركين « وثانيها » أنه قال سأستغفر لك عليّ ما يصحّ ويجوز من تركك عبادة الأوثان وإخلاص العبادة لله

____________________

(١) سورة التوبة : ٨٤.

(٢) سورة التوبة : ١١٤.(٣) الآية : ٤٧.

٤٢٣

إنّ الله بعثني بالرحّمة لا بالعقوق.

٩ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال جاء رجل إلى النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا رسول الله من أبر قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أُمّك قال ثمّ من ؟ قال : أباك.

_________________________________________________

« وثالثها » أنّ معناه سأدعو الله أن لا يعذّبك في الدنيا ، انتهى.

وأقول : لو تمت دلالة الآية لدلّت على جواز الاستغفار والدّعاء لغير الأب أيضاً من الأقارب لأنّه على المشهور بين الإماميّة لم يكن آزر أباهعليه‌السلام بل كان عمه ، والأخبار تدل على ذلك.

ثمّ إنّ من جوّز الصّلاة على المخالف من أصحابنا صرّح بأنّه يلعنه في الرّابعة أو يترك ولم يذكروا الدّعاء للوالدين ، وقال الصّدوقرضي‌الله‌عنه : إن كان المستضعفّ منك بسبيل فاستغفر له على وجه الشفاعة لا على وجه الولاية ، لرواية الحلبي عن الصادقعليه‌السلام ، وفي مرسل ابن فضّال عنه الترحم على جهة الولاية والشفاعة كذا قال في الذكرى.

وأقول : هذا يؤيّد الحمل على المستضعفّ وإمّا الاستدلال بالآية المتقدمة على جواز السلام على الأب إذا كان مشركا فلا يخفى ما فيه ، إمّا أوّلاً فلـمّا عرفت أنه لم يكن أبا إلّا أن يستدل بالطريق الأولى ، فيدلّ على الأعمّ من الوالدين ، وإمّا ثانياً فلـمّا عرفت من أن بعضهم بل أكثرهم حملوه على سلام المتاركة والمهاجرة ، نعم يمكن إدخاله في المصاحبة بالمعروف ، مع ورود تجويز السلام على الكافر مطلقا كما سيأتي في بابه إنشاء الله تعالى.

الحديث التاسع : حسن كالصحيح.

واستدل به عليّ أن للأم ثلاثة أرباع البرّ ، وقيل : لا يفهم منه إلّا المبالغة في بر الأم ولا يظهر منه مقدار الفضل ، ووجه الفضل ظاهر لكثرة مشقتها وزيادة تعبها وآية لقمان أيضاً تشعر بذلك كما عرفت ، واختلفت العامة في ذلك فالمشهور

٤٢٤

_________________________________________________

عن مالك أنّ الأمّ والأب سواء في ذلك ، وقال بعضهم : تفضيل الأم مجمع عليه ، وقال بعضهم : للأم ثلاثاً البرّ لـمّا رواه مسلم أنّه قال رجل : يا رسول الله من أحقّ النّاس بحسن الصّحبة؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أمّك ، قال : ثم من؟ قال : أمّك ، قال : ثمّ من؟ قال : أبوك.

وقال الشهيد طيّب الله رمسه بعد إيراد مضمون الروايتين فقال بعض العلماء : هذا يدلّ على أن للأم إمّا ثلثي الأب على الرواية الأولى أو ثلاثة أرباعه على الثانيّة وللأب إمّا الثلث أو الربع ، فاعترض بعض المستطيعين بأنّ هنا سؤالات :

الأول : أن السؤال بأحقّ عن أعلى رتب البرّ فعرف الرتبة العالية ، ثم سأل عن الرتبة التّي تليها بصيغة « ثم » التّي هي للتراخي الدالة على نقص رتبة الفريق الثاني عن الفريق الأوّل في البرّ ، فلا بدّ أن تكون الرتبة الثانيّة أخفض من الأولى ، وكذا الثالثة أخفض من الثانيّة فلا تكون رتبة الأب مشتملة على ثلث البرّ ، وإلّا لكانت الرتب مستوية ، وقد ثبت أنها مختلفة فتصيب الأب أقل من الثلث قطعاً أو أقل من الربع قطعاً ، فلا يكون ذلك الحكم صواباً.

الثاني : أن حرف العطف تقتضي المغايرة لامتناع عطف الشيء على نفسه ، وقد عطف الأم عليّ الأم.

الثالث : أن السائل إنما سأل ثانياً عن غير الأم فكيف يجاب بالأم والجواب يشترط فيه المطابقة؟

وأجاب عن هذين بأنّ العطف هنا محمول على المعنى كأنّه لـمّا أجيب أوّلاً بالأمّ قال : فلمن أتوجّه ببرّي بعد فراغي منها؟ فقيل له : للأم وهي مرّتبة ثانيّة دون الأولى كما ذكرنا أوّلاً ، فالأم المذكورة ثانياً هي المذكورة أوّلاً بحسب الذات وإن كانت غيرها بحسب الغرض وهو كونها في الرتبة الثانيّة من البرّ ، فإذا

٤٢٥

_________________________________________________

تغايرت الاعتبارات جاز العطف ، مثل زيد أخوك وصاحبك ومعلمك ، وأعرض عن الأوّل كأنّه يرى أن لا يجاب عنه ثمّ يتحجج به(١) .

قلت : قوله : السّؤال بأحقّ ، ليس عن أكثر النّاس استحقّاقا بحسن الصّحابة ، بل عن أعلى رتب الصحابة فالعلوّ منسوب إلى المبرور على تفسيره حسن الصّحابة بالبرّ لا إلى نفس البرّ ، مع أن قوله بنقص الفريق الثاني عن الفريق الأوّل مناف لكلامه الأوّل إن أراد بالفريق المبرورين ، وإن أراد بالفريق البرّ ورد عليه الاعتراض الأول.

وقوله : الرتبة الثانيّة أخفض من الأولى مبني على أمرّين فيهما منع : أحدهما : أن أحقّ هنا للزيادة على من فضل عليه لا للزيادة مطلقا كما تقرر في العربية من احتمال المعنيين ، والثاني : أن ثم لـمّا أتى بها السائل للتراخي كانت في كلام النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للتراخي ومن الجائز أن تكون للزيادة المطلقة بل هذا أرجح بحسب المقام لأنّه لا يجب بر النّاس بأجمعهم بل لا يستحبّ لأن منهم البرّ والفاجر فكأنه سأل عمّن له حقّ في البرّ فأجيب بالأم ، ثمّ سأل عمّن له حقّ بعدها فأجيب بها منبها على أنّه لم يفرغ من برّها بعد ، لأن قوله : ثم من؟ صريح في أنه إذا فرغ من حقّها في البرّ لمن يّبر فنبه على أنك لم تفرغ من برها بعد ، فإنها الحقّيقة بالبرّ فأفاده الكلام الثاني الأمر ببرها كما أفاده الكلام الأوّل وأنها حقّيقة بالبرّ مرّتين ولا يلزم من إتيان السائل بثم الدالة على التراخي كون البرّ الثاني أقل من البرّ الأوّل لأنّه بناه على معتقده من الفراغ من البرّ ثم ظنّ الفراغ من البرّ فأجيب بأنك لم تفرغ من البرّ بعد ، عليك ببرها فإنهّا حقّيقة به فكأنه أمرّه ببرها مرّتين وببرّ الأب مرّة في الرواية الأولى وأمرّه ببرها ثلاثاً وببرّ الأب مرّة في الرواية الثانيّة ، وذلك

____________________

(١) كذا.

٤٢٦

١٠ - أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرّو بن شمرّ ، عن جابر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أتى رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله إنّي راغب في الجهاد نشيط قال : فقال له النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله : فجاهد في سبيل الله

_________________________________________________

يقتضي أن يكون للأب مرّة من ثلاث أو مرّة من أربع ، وظاهر أن تلك الثلث أو الربع وبهذا يندفع السؤالان الآخران لأنه لا عطف هنا إلّا في كلام السائل.

سلّمنا أنّ أحقّ للأفضليّة على من أضيفت إليه ، وأنّ من جملة من أضيفت إليه الأب لكنّ نمنع أن الأحقّية الثانيّة ناقصّة عن الأولى ، لأنه إنّما استفدنا نقصها من إتيان السائل بثم معتقداً أن هناك رتبة دون هذه فسأل عنها ، فأجاب النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله : أمك ، وكلامهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قوّة أحقّ النّاس بحسن صحابتك أمك ، أحقّ النّاس بحسن صحابتك أمك ، فظاهر أنّ هذه العبارة لا تفيد إلّا مجرّد التأكيد لا أن الثاني أخفض من الأولى.

فالحاصل عليّ التقديرين الأمر ببرّ الأمّ مرّتين أو ثلاثاً والأمر ببرّ الأب مرّة واحدة ، سواء قلنا أن أحقّ بالمعنى الأوّل أو بالمعنى الثاني ، انتهى كلامه رفع مقامه.

وأقول : هذا المضمون ورد في الرواية أيضاً كما روى الصّدوق في مجالسه بإسناده عن جابر عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : قال موسى بن عمرانعليه‌السلام : يا ربّ أوصني قال : أوصيك بأمّك ، قال : يا ربّ أوصني ، قال : أوصيك بأمّك ، قال : أوصني قال : أوصيك بأبيك قال : فكان يقال لأجل ذلك أن ّللأم ثلاثاً البرّ ، وللأب الثلث ، وإن احتمل أن يكون المرّاد أن التأكيد في بر الأم مضاعفّ بالنسبة إلى الأب ولم يرد بذلك مقدار البرّ لكنّه بعيد.

الحديث العاشر : ضعيف.

وفي المصباح : نشط في عمله من باب تعب خفّ وأسرع فهو نشيط.

٤٢٧

فإنّك إن تقتل تكن حيّاً عند الله ترزق ، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإنّ رجعت رجعت من الذّنوب كما ولدت قال : يا رسول الله إنّ لي والدين كبيرين يزعمان أنّهما يأنسان بي ويكرهان خروجي فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقرِّ مع والديك فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوماً وليلة خير من جهاد سنة.

١١ - عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن زكريا بن إبراهيم قال كنت نصرانيّاً فأسلمت وحججت

_________________________________________________

« تكن حيّاً » إشارة إلى قوله تعالى في آل عمران : «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ »(١) .

قوله : فقد وقع أجرك ، إشارة إلى قوله سبحانه في سورة النّساء : «وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهأجراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ »(٢) قال البيضاوي : الوقوع والوجوب متقاربان ، والمعنى ثبت أجره عند الله بثبوت الأمر الواجب ، انتهى.

وأقول : يشعر الخبر بأن المرّاد بالمهاجرة ما يشمل الجهاد أيضاً « فقر » بتثليث القاف من القرار ويدلّ على أن أجر القيام على الوالدين طلباً لرضاهما يزيد عليّ أجر الجهاد ، وإطلاقه يشمل الوالدين الكافرين وقيّد الأصحاب توقف الجهاد على إذن الوالدين بعدم تعيّنه عليه ، إذ لا يعتبر إذنهما في الواجبات العينيّة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

الحديث الحادي عشر : مجهول.

والآية هكذا : «وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمرّنا » قد مرّ أنّ المراد به الرّوح الذّي يكون مع الأنبياء والأئمّةعليه‌السلام ، وقيل : يعني ما أوحي إليه و

____________________

(١) الآية : ١٦٩.

(٢) الآية : ١٠٠.

٤٢٨

فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت : إنّي كنت على النصرانيّة وإنّي أسلمت فقال وأي شيء رأيت في الإسلام قلت قول الله عزَّ وجلَّ «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكنّ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ »(١) فقال لقد هداك الله ثم قال اللّهم اهده - ثلاثاً - سل عمّا شئت يا بني فقلت إنّ أبي وأمّي على النصرانيّة وأهل بيتي وأمّي مكفوفة البصر فأكون معهم وآكلّ في آنيّتهم فقال يأكلون لحم الخنزير فقلت لا ولا يمسونه فقال لا بأس فانظر أمّك فبرها فإذا ماتت

_________________________________________________

سمّاه روحاً لأنّ القلوب تحيي به ، وقيل : جبرئيلعليه‌السلام ، والمعنى أرسلناه إليك بالوحي «ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ » أي قبل الوحي «وَلكنّ جَعَلْناهُ نُوراً » أي الرّوح أو الكتاب أو الإيمان «نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا » بالتوفيق للقبول والنظر فيه ، وبعده : «وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ».

وكأنّ السائل أرجع الضمير في جعلناه إلى الإيمان ، وحمل الآية على أن الإيمان موهبي وهو بهداية الله تعالى وإن كان بتوسط الأنبياء والحججعليهم‌السلام .

والحاصل أنهعليه‌السلام لـمّا سأله عن سبب إسلامه ، وقال : أي شيء رأيت في الإسلام من الحجّة والبرهان صار سبباً لإسلامك؟ فأجاب بأن الله تعالى ألقى الهداية في قلبي ، وهداني للإسلام كما هو مضمون الآية الكريمة ، فصدقهعليه‌السلام وقال : لقد هداك الله ، ثم قال : اللّهم اهده ثلاثاً أي زد في هدايته أو يثبته عليها « وأهل بيتي » أي هم أيضاً على النصرانيّة.

وقولهعليه‌السلام : لا بأس ، يدلّ على طهارة النصارى بالذات وأن نجاستهم باعتبار مزاولة النجاسات ، ويمكن حمله على أن يأكلّ معهم الأشياء الجامدة واليابسة ، وربمّا يؤيده ذلك بعدم ذكر الخمرّ لأنّها بعد اليبس لا يبقى أثرها في أوانيهم بخلاف لحم الخنزير لبقاء دسومته : « فإذا ماتت » ظاهره أن هذا لعلمه بأنّها تسلم عند الموت

____________________

(١) سورة الشورى : ٤٢.

٤٢٩

فلا تكلها إلى غيرك كن أنت الذي تقوم بشأنها ولا تخبرن أحداً أنّك أتيتني حتّى تأتيني بمنى إن شاء الله قال فأتيته بمنى والنّاس حوله كأنه معلم صبيان هذا يسأله وهذا يسأله فلـمّا قدمت الكوفة ألطفت لأمي وكنت أطعمها وأفلي ثوبها ورأسها وأخدمها فقالت لي : يا بنيّ ما كنت تصنع بي هذا وأنت على ديني فما الذي أرى منك منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية فقلت رجل من ولد نبيّنا أمرّني بهذا فقالت هذا الرّجل هو نبي فقلت لا ولكنه ابن نبي فقالت يا بني إن هذا نبي إن هذه وصايا الأنبياء فقلت يا أمّه إنّه ليس يكون بعد نبينا نبي ولكنه ابنه فقالت يا بني دينك خير دين اعرضه عليّ فعرضته عليها فدخلت في الإسلام وعلمتها فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة ثم عرض لها عارض في الليل فقالت يا بني أعد عليّ ما علمتني فأعدته عليها فأقرت به وماتت فلـمّا أصبحت كان المسلمون الذين غسلوها وكنت أنا الذي صليّت عليها ونزلت في قبرها.

_________________________________________________

فهو مشتمل على الإعجاز ، وإن احتمل استثناء الوالدين عدم جواز غسلهم والصلاة عليهم.

« ولا تخبرنّ أحداً » قيل : لعلّه إنّما نهاه عن إخباره بإتيانه إليه كيلا يصرفه بعض رؤساء الضلالة عنهعليه‌السلام ، ويدخله في ضلالته قبل أن يهتدي للحقّ.

وأقول : يحتمل أن يكون للتقية لا سيّما وقد اشتمل الخبر على الإعجاز أيضاً وكأنه لذلك طوى حديث اهتدائه في إتيانه الثاني أو الأولى ، ويحتمل أن يكون ترك ذلك لظهوره من سياق القصة.

قوله : كأنّه معلم صبيان ، كان التشبيه في كثرة اجتماعهم وسؤالهم ولطفهعليه‌السلام في جوابهم ، وكونهم عنده بمنزلة الصبيان في احتياجهم إلى المعلم وإن كانوا من الفضلاء وقبولهم ما سمعوا منه من غير اعتراض ، وفي القاموس : فلي رأسه يفليه كيفلوه : بحثه عن العمل كفلاه ، والحنيفيّة ملة الإسلام لميله عن الإفراط والتفريط

٤٣٠

١٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل بن مهران جميعاً ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن عمّار بن حيان قال خبرت أبا عبد اللهعليه‌السلام ببرّ إسماعيل ابني بي فقال لقد كنت أحبّه وقد ازددت له حبّاً إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أتته أخت له من الرضاعة فلـمّا نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليها ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها ثم قامت وذهبت وجاء أخوها فلم يصنع به ما صنع بها فقيل له يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل فقال لأنها كانت أبر بوالديها منه.

١٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن عبد الله بن مسكان ، عن إبراهيم بن شعيب قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن أبي قد كبر جدا وضعفّ فنحن نحمله إذا أراد الحاجة فقال إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فإنّه جنة لك غداً.

_________________________________________________

إلى الوسط ، أو الملة الإبراهيميّة لأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان ينتسب إليها « يا أمّة » أصله يا أمّاه.

الحديث الثانيعشر : مجهول.

والمذكور في رجال الشيخ من أصحاب الصادقعليه‌السلام عمّار بن جناب بالجيم والنون والباء الموحّدة ، وأخته وأخوهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة هما ولداً حليمة السعديّة ، وفي إعلام الورى كان لهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخوان من الرضاعة عبد الله وأنيسة ابنا الحارث بن عبد العزى ويدلّ على استحباب زيادة إكرام الأبرّ.

الحديث الثالث عشر : كالسابق.

« إن تلي ذلك » أي بنفسك « فإنّه جنّة » أي من النّار.

٤٣١

١٤ - عنه ، عن عليّ بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي الصبّاح ، عن جابر قال سمعت رجلاً يقول لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن لي أبوين مخالفين ؟ فقال برّهما كما تبرُّ المسلمين ممّن يتولّانا.

١٥ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطيّة ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال ثلاث لم يجعل الله عزَّ وجلَّ لأحد فيهنّ رخصة : أداء الأمانة إلى البرّ والفاجر والوفاء بالعهد للبر والفاجر وبرّ الوالدين برين كانا أو فاجرين.

١٦ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من السنة والبرّ أن يكنى الرّجل باسم أبيه.

_________________________________________________

الحديث الرابع عشر : صحيح.

« كما تبرّ المسلمين» بصيغة الجمع أي للأجنبي المؤمن حقّ الإيمان ، وللوالدين المخالفين حقّ الولادة فهما متساويان في الحقّ ، ويمكن أن يقرأ بصيغة التثنيّة أي كما تبرهما لو كانا مسلمين ، فيكون التشبيه في أصل البرّ لا في مقداره ، لكنّه بعيد.

الحديث الخامس عشر : ضعيف.

ويدلّ على وجوب رد ما جعله صاحبه أميناً عليه برا أو كان فأجراً ، والفاجر يشمل الكافر ويشعر بعدم التقاصّ منه ، واختلف الأصحاب في الوديعة ويمكن أن يقال : التقاصّ نوع من الرد لأنه يبرئ ذمة صاحبه ، وسيأتي الكلام فيه في موضعه إنشاء الله ، وعلى وجوب الوفاء بالعهد ومنه الوعد للمؤمن والكافر ، لكنّ لا صراحة في تلك الفقرات بالوجوب والمشهور الاستحباب ما لم يكن مشروطاً في عقد لازم ، وقد مرّ الكلام في الوالدين.

الحديث السادس عشر : ضعيف على المشهور.

« أن يكني الرّجل » أقول : يحتمل وجوهاً : « الأوّل » أن يكون المعنى من

٤٣٢

١٧ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد وعليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد جميعاً ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة سالم بن مكرم ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال جاء رجل وسأل النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن برّ الوالدين فقال ابرر أمك ابرر أمّك ابرر أمّك ابرر أباك ابرر أباك ابرر أباك وبدأ بالأمّ قبل الأب

_________________________________________________

السنّة النبويّة أو الطريقة الحسنة والبرّ بالوالدين أن يكنّي الرّجل ولده باسم أبيه كما إذا كان اسم أبيه محمّد يكني ولده أبا محمّد ، أو يكون المرّاد بالتكنيّة أعمّ من التسمية.

الثاني : أن يقرأ على بناء المفعول أي من السنّة والبرّ بالنّاس أن يكني المتكلم الرّجل باسم أبيه بأن يقول له : ابن فلان ، وذلك لأنّه تعظيم وتكريم للوالد بنسبة ولده إليه ، وإشارة لذكره بين النّاس وتذكيره له في قلوب المؤمنين ، وربمّا يدعو له من سمع اسمه ، وفي بعض النّسخ ابنه بالنون أي يقال له أبو فلان آتيا باسم ابنه دون نفسه ، لأن ذكر الاسم خلاف التعظيم ولا سّيما حال حضور المسمى ، وعلى النسختين على هذا الوجه لا يكون الحديث مناسباً للباب ، لأنّه ليس في بر الوالدين بل في بر المؤمن مطلقاً ، إلّا أن يقال : إنّما ذكر هنا لشموله للوالد أيضاً إذا خاطبه الوالد.

الثالث : أن يقرأ يكنى بصيغة المعلوم ، أي يكنى عن نفسه باسم أبيه ، فهو من برّه بأبيه على الوجوه المتقدمة كما كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يعبّر عن نفسه بذلك كثيراً كقولهعليه‌السلام : والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمّه.

الحديث السابع عشر : ضعيف.

« أبرر أمّك » من باب علم وضرب « وبدأ بالأمّ » أي أشار بالابتداء بالأمّ إلى أفضلية برّها.

٤٣٣

١٨ - الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال جاء رجل إلى النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال إنّي قد ولدت بنتا وربيتها حتّى إذا بلغت فألبستها وحليتها ثم جئت بها إلى قليب فدفعتها في جوفه وكان آخر ما سمعت منها وهي تقول يا أبتاه - فما كفارة ذلك قال ألك أم حية قال لا قال فلك خالة حية قال نعم قال فابررها فإنها بمنزلة الأم يكفّر عنك ما صنعت قال أبو خديجة فقلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام متى كان هذا فقال كان في الجاهلية وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم آخرين.

١٩ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن حنان بن سدير ، عن أبيه قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام هل يجزي الولد والده فقال ليس له جزاء إلّا في خصلتين يكون الوالد مملوكا فيشتريه ابنه فيعتقه أو يكون عليه دين فيقضيه عنه.

٢٠ - عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن عمرّو بن شمرّ ، عن جابر قال أتى رجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال إني رجل شاب

_________________________________________________

الحديث الثامن عشر : كالسابق.

وفي القاموس : القليب البئر أو العادية القديمة منها ، وقوله : وهي تقول ، جملة حالية ومفعول تقول محذوف أي وهي تقول ما قالت ، أو ضمير راجع إلى « ما » وقوله : يا أبتاه خبر كان ، ويدلّ على فضل الأم وأقاربها في البرّ على الأب وأقاربه ، وعلى فضل البرّ بالخالة من بين أقارب الأم ، وفيه تفسير الوأد الذي كان في الجاهليّة كما قال تعالى : «وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ »(١) .

الحديث التاسع عشر : حسن موثق.

« ويكون » في الموضعين إمّا مرفوعان بالاستيناف أو منصوبان بتقدير أن.

الحديث العشرون : ضعيف.

وقد مرّ مضمونه عن جابر.

____________________

(١) سورة التكوير : ٨.

٤٣٤

نشيط وأحبُّ الجهاد ولي والدة تكره ذلك فقال له النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله ارجع فكن مع والدتك فو الذي بعثني بالحقّ [ نبيّاً ] لأنسها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة.

٢١ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ ، عن عبد الله بن سنان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن العبد ليكون بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما ديونهما ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقّاً ؛ وإنّه ليكون عاقّاً لهما في حياتهما غير بارّ بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عزَّ وجلَّ بارّاً.

_________________________________________________

الحديث الحادي والعشرون : كالسابق.

ويدلّ على أن البرّ والعقوق يكونان في الحياة ، وبعد الموت وأنّ قضاء الدّين والاستغفار أفضل البرّ بعد الوفاة.

* * *

إلى هنا تمّ الجزء الثامن - حسب تجزئتنا من هذه الطبعة - ويليه الجزء التاسع إنشاء الله تعالى وأوله « باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم » وقد وقع الفراغ من تصحيحه والتعليق عليه في ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر ربيع الأول سنة ١٣٧٩ والحمد لله أوّلاً وآخراً.

وأنا العبد الفاني

السيّد هاشم الرسولي المحلاتي

٤٣٥

الفهرس

(باب الرضا بالقضاء) باب الرّضا بالقضاء ٦

( باب ) ( التفويض إلى الله والتوكلّ عليه ) باب التفويض إلى الله والتوكلّ عليه ٢١

( باب الخوف والرجاء ) باب الخوف والرجاء ٣٤

( باب ) ( حسن الظن بالله عز وجل ) باب حسن الظن بالله عز وجلَّ ٤٨

( باب ) ( الاعتراف بالتقصير ) باب الاعتراف بالتقصير ٥٠

( باب ) ( الطاعة والتقوى ) ( باب الطاعة والتقوى ) ٥٣

( باب الورع ) باب الورع ٦٣

( باب العفة ) ٧١

( باب ) ( اجتناب المحارم ) باب اجتناب المحارم ٧٣

( باب ) ( أداء الفرائض ) باب أداء الفرائض ٨٣

( باب ) ( استواء العمل والمداومة عليه ) باب استواء العمل والمداومة عليه ٨٥

( باب ) ( العبادة ) باب العبادة ٨٨

( باب ) ( النية ) باب النية ٩٣

( باب ) باب ١١١

( باب ) ( الاقتصاد في العبادة ) باب الاقتصاد في العبادة ١١٣

( باب ) ( من بلغه ثواب من الله على عمل ) باب من بلغه ثواب من الله على عمل ١١٧

( باب الصبر ) باب الصبر ١٢٥

( باب الشكر ) باب الشكر ١٥٠

( باب ) ( حسن الخلق ) ( باب حسن الخلق ) ١٧١

( باب ) ( حسن البشر ) ١٨١

٤٣٦

( باب ) ( الصدق وأداء الأمانة ) ( باب الصدق وأداء الأمانة ) ١٨٥

( باب الحياء ) باب الحياء ١٩٢

( باب العفو ) باب العفو ١٩٧

( باب كظم الغيظ ) ( باب كظم الغيظ ) ٢٠٢

( باب الحلم ) ٢١٠

( باب ) ( الصمت وحفظ اللسان ) ٢١٥

( باب المداراة ) ٢٣١

( باب الرفق ) ٢٣٨

( باب التواضع ) ( باب التواضع ) ٢٤٨

( باب ) ( الحب في الله والبغض في الله ) باب الحب في الله والبغض في الله ٢٦٢

( باب ) ( ذم الدنيا والزهد فيها ) باب ذم الدنيا والزهد فيها ٢٧٢

( باب ) باب ٣٢١

( باب القناعة ) باب القناعة ٣٢٥

( باب الكفّاف ) ٣٣٢

( باب ) ( تعجيل فعل الخير ) باب تعجيل فعل الخير ٣٣٨

( باب ) ( الإنصاف والعدل ) باب الإنصاف والعدل ٣٤٥

( باب ) ( الاستغناء عن الناس ) ( باب الاستغناء عن الناس ) ٣٥٨

( باب ) ( صلة الرحم ) ( باب صلة الرحم ) ٣٦٣

( باب ) ( البر بالوالدين ) ٣٩٣

الفهرس ٤٣٦

٤٣٧