مرآة العقول الجزء ٩

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 439

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 439
المشاهدات: 21923
تحميل: 8820


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 439 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21923 / تحميل: 8820
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 9

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أهل عمله لأبي عبد اللهعليه‌السلام إنّ في ديوان النجاشي عليُّ خراجاً وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتاباً قال فكتب إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام «بِسْمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحِيمِ » سرّ أخاك يسرُّك الله قال فلـمّا وردّ الكتاب عليه دخل عليه

_________________________________________________

بتشديد الياء وبتخفيفها أفصح وتكسر نونها أو هو أفصح ، وفي المصباح الدهقان معرّب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر ، وعلى من له مال وعقار ، ودالة مكسورة وفي لغة تضم والجمع دهاقين ، ودهقن الرّجل وتدهقن كثر ماله ، وفي القاموس : الأهواز تسع كور بين البصرة وفارس ، لكلّ كورة منها اسم ويجمعهن الأهواز ، ولا تفردّ واحدة منها بهوز ، وهي : رامهرمز ، وعسكر مكرم ، وتستر ، وجندي سابور ، وسوس ، وسرق ، ونهرتيري وإيذج ، ومناذر ، انتهى.

« فقال بعض أهل عمله » أي بعض أهل المواضع التي كان تحت عمله ، وكان عاملا عليها ، والديوان الدفتر الذي فيه حساب الخراج ومرّسوم العسكر ، قال في المصباح : الديوان جريدة الحساب ثمَّ أطلق على موضع الحساب ، وهو معرب وأصله دوان فأبدل من إحدى المضعفين ياء للتخفيف ، ولهذا يردّ في الجمع إلى أصله ، فيقال دواوين ، ودونت الديوان وضعته وجمعته ، ويقال : إن عمر أول من دون الدواوين في العرب ، أي رتب الجرائد للعمال وغيرها ، انتهى.

والخراج بالفتح ما يأخذه السلطان من الأراضي وأجرة الأرض للأراضي المفتوحة عنوة ، « يدين بطاعتك » أي يعبد الله بطاعتك ويعدّ طاعتك عبادة أو يعتقد فرض طاعتك أو يعبد الله متلبسّاً باعتقاد فرض طاعتك « فإن رأيت » جزاء الشرط محذوف ، أي فعلت أو نفعني ويدلّ الخبر على استحباب افتتاح الكتاب بالتسمية « فلـمّا وردّ الكتاب عليه » أي أشرف حامله على الدخول عليه ، وإسناد الورود إليه مجاز ، وكان الأظهر فلـمّا وردّ بالكتاب ، قال في المصباح : وردّ البعير وغيره الماء يرده وروداً بلغه ، ووافاه من غير دخول ، وقد يكون دخولا ، وورد زيد علينا حضر ، ومنه وردّ الكتاب على الاستعارة ، وفي القاموس : الورود الإشراف على الماء وغيره

١٠١

وهو في مجلسه فلـمّا خلا ناوله الكتاب وقال هذا كتاب أبي عبد اللهعليه‌السلام فقبله ووضعه على عينيه وقال له ما حاجتك قال خراج عليُّ في ديوانك فقال له وكم هو قال عشرة آلاف درهم فدعا كاتبه وأمرّه بأدائها عنه ثمَّ أخرجه منها وأمرّ أن يثبتها له لقابل ثمَّ قال له سررتك فقال نعم جعلت فداك ثمَّ أمرّ له بمرّكب وجارية وغلام وأمرّ له بتخت ثياب في كل ذلك يقول له هل سررتك فيقول نعم جعلت فداك فكلـمّا قال نعم زاده حتّى فرغ ثمَّ قال له احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك قال ففعل وخرج الرّجل فصار إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام بعد

_________________________________________________

دخله أو لم يدخله ، انتهى.

والضمير في دخل راجع إلى بعض أهل عمله وأمرّه بأدائها عنه أي من ماله أو من محلّ آخر إلى الجماعة الذين أحالهم عليه أو أعطاه الدراهم ليؤدّي إليهم لئلا يشتهر أنه وهب له هذا المبلغ تقية ، وعلى الوجه الأوّل إنّما أعطاها من ماله لأن اسمه كان في الديوان ، وكان محسوبا عليه « ثمَّ أخرجه منها » أي أخرج اسمه من دفاتر الديوان لئلّا يحال عليه في سائر السنين.

« وأمرّ أن يثبتها له » أي أمرّ أن يكتب له أن يعطى عشرة آلاف في السنة الآتية سوى ما أسقط عنه أو لابتداء السنة الآتية إلى آخر عمله ، وقيل : أعطى ما أحاله في هذه السنة من ماله ثمَّ أخرجه منها أي من العشرة آلاف ، وقوله : وأمرّ ، بيان للإخراج أي كان إخراجه منها بأن جعل خراج أملاكه وظيفة له لا يحال عليه في سائر السنين ، واللام في قوله : لقابل ، بمعنى من الابتدائيّة كما مرّ ، وفي القاموس التخت وعاء يصان فيه الثياب.

« حتّى فرغ » بفتح الراء وكسرها أي النجاشي من العطاء « ففعل » أي حمل

١٠٢

ذلك فحدّثه الرّجل بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل فقال الرّجل يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي فقال إي والله لقد سر الله ورسوله.

١٠ - أبو عليُّ الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن الحسن بن عليُّ بن فضّال ، عن منصور ، عن عمّار بن أبي اليقظان ، عن أبان بن تغلب قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام - عن حقّ المؤمن على المؤمن قال فقال حقّ المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك لو حدثتكم لكفرتم إن المؤمن إذاً خرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له أبشر بالكرامة من الله والسّرور فيقول له بشرك الله بخير قال ثمَّ يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذاً مرّ بهول قال ليس هذا لك وإذاً مرّ بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه ممّا يخاف ويبشّره بما يحبّ حتّى يقف معه بين يدي الله عز وجلَّ فإذا أمرّ به إلى الجنّة قال له المثال أبشر فإن الله عز وجلَّ قد أمرّ بك إلى الجنّة قال فيقول من أنت رحمك الله تبشّرني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبرتني عن ربي قال فيقول أنا السّرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لأبشرك وأونس وحشتك :

_________________________________________________

الفرش وتنازع هو وخرج في الرّجل « فجعل » أي شرع الإمام « يسر » عليُّ بناء المجهول.

الحديث العاشر : مجهول بسنديه.

قوله : من ذلك ، لـمّا استشعرعليه‌السلام من سؤال السائل أو ممّا علم من باطنه أنه يعدّ هذا الحقّ سهلا يسيراً قال : حقّ المؤمن أعظم من ذلك ، أي ممّا تظن ، أو لـمّا ظهر من كلام السائل أنّه يمكن بيانه بسهولة أو أنّه ليس ممّا يترتّب على بيانه مفسدة قال ذلك « لكفرتم » قد مرّ بيانه ، وقيل : يمكن أن يقرأ بالتشديد على بناء التفعيل ، أي لنسبتم أكثر المؤمنين إلى الكفر لعجزكم عن أداء حقوقهم اعتذاراً لتركها أو بالتخفيف من باب نصر أي لسترتم الحقوق ولم تؤدّوها ، أو لم تصدّقوها

١٠٣

محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال مثله.

١١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليُّ بن الحكم ، عن مالك بن عطيّة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أحبّ الأعمّال إلى الله سرور [ الذي ] تدخله على المؤمن تطردّ عنه جوعته أو تكشف عنه كربته.

١٢ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن مسكين ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أدخل على مؤمن سروراً خلق الله عز وجلَّ من ذلك السّرور خلقا فيلقاه عند موته فيقول له أبشر يا ولي الله بكرامة من الله ورضوان - ثمَّ لا يزال معه حتّى يدخله قبره [ يلقاه ] فيقول له مثل ذلك فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل ذلك ثمَّ لا يزال معه عند كلّ هول يبشّره ويقول له مثل ذلك فيقول له من أنت رحمك الله فيقول أنا السّرور الذي أدخلته على فلان.

١٣ - الحسين بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سعدان بن مسلم ، عن عبد الله بن سنان قال كان رجل عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فقرأ هذه الآية «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ

_________________________________________________

لعظمتها ، فيصير سبباً لكفركم.

وأقول : قد عرفت أنّ للكفر معان منها ترك الواجبات ، بل السنن الأكيدة أيضاً.

الحديث الحادي عشر : صحيح.

والطردّ الإبعاد ، والجوع بالضمّ ضد ّالشبع ، وبالفتح مصدر أي بأن تطردّ ، وذكرهما على المثال.

الحديث الثّاني عشر : مجهول.

« من ذلك السّرور » أي بسببه وهذا يؤيّد ما ذكرنا في الخبر الثامن فتفطّن.

الحديث الثالث عشر : مجهول.

١٠٤

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً »(١) قال فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام فما ثواب من أدخل عليه السّرور فقلت جعلت فداك عشر حسنات فقال إي والله وألف ألف حسنة.

١٤ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أورمة ، عن عليُّ بن يحيى ، عن الوليد بن العلاء ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أدخل السّرور على مؤمن فقد أدخله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن أدخله على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقد وصل ذلك إلى الله وكذلك من أدخل عليه كرباً.

_________________________________________________

«بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا » أي بغير جناية استحقّوا بها الإيذاء «فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً » أي فقد فعلوا ما هو أعظم الإثمَّ مع البهتان وهو الكذب على الغير يواجهه به ، فجعل إيذاءهم مثل البهتان ، وقيل : يعني بذلك أذية اللسان فيتحقق فيها البهتان «وَإِثْماً مُبِيناً » أي معصية ظاهرة كذا ذكره الطبرسي (ره) وقال البيضاوي : قيل : أنها نزلت في المنافقين يؤذون عليّاًعليه‌السلام وكان الغرض من قراءة الآية إعداد المخاطب للإصغاء والتنبيّه على أن إيذاءهم إذاً كان بهذه المنزلة كان إكرامهم وإدخال السّرور عليهم بعكس ذلك ، هذا إذاً كان القاري الإمامعليه‌السلام ويحتمل أن يكون القاري الراوي وحكم السائل بالعشر لقوله تعالى : «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها »(٢) وتصديقهعليه‌السلام إمّا مبني على أن العشر حاصل في ضمن ألف ألف أو على أن أقل مرّاتبه ذلك ، ويرتقي بحسب الإخلاص ومرّاتب السّرور إلى ألف ألف ، لقوله تعالى : «وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ »(٣) .

الحديث الرابع عشر : ضعيف.

« فقد وصل ذلك » أي السرور مجازاً كما مرّ أو هو على بناء التفعيل فضمير

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٥٨. (٢) سورة الأنعام : ١٦٠.

(٣) سورة البقرة : ٢٦١.

١٠٥

١٥ - عنه ، عن إسماعيل بن منصور ، عن المفضّل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أيما مسلم لقي مسلـماً فسّره سره الله عزّ وجلّ.

١٦ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من أحبُّ الأعمّال إلى الله عزّ وجلّ إدخال السّرور على المؤمن إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه.

(باب)

(قضاء حاجة المؤمن)

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ ، عن بكار بن كردم ، عن المفضّل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال لي يا مفضّل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحقّ وافعله وأخبر به علية إخوانك قلت جعلت فداك وما علية إخواني قال الرّاغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال ثمَّ قال ومن قضى

_________________________________________________

الفاعل راجع إلى المدخل « وكذلك من أدخل عليه كرباً » أي يدخل الكرب على الله وعلى الرسول.

الحديث الخامس عشر : كالسابق ، والمرّاد بالمسلم المؤمن.

الحديث السادس عشر : حسن كالصحيح.

وإسناد الإشباع إلى الجوعة على المجاز ، وتنفيس الكرب كشفها

باب قضاء حاجة المؤمن

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

وكردم كجعفر وهو في الأصل بمعنى القصير ، والعلية بكسر العين وسكون اللام قال الجوهري : فلان من علية الناس جمع رجل عليّ أي شريف رفيع مثل

١٠٦

لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عزّ وجلّ له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أولها الجنّة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنّة بعد أن لا يكونوا نصابا وكان المفضّل إذاً سأل الحاجة أخاً من إخوانه قال له إمّا تشتهي أن تكون من علية الإخوان.

٢ - عنه ، عن محمّد بن زياد قال حدّثني خالد بن يزيد ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الله عزّ وجلّ خلق خلقاً من خلقه انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنّة فإن استطعت أن تكون منهم فكن ثمَّ قال لنا والله ربُّ نعبده لا نشرك به شيئاً.

_________________________________________________

صبيّ وصبية ، وفي القاموس : علية النّاس وعليهم مكسورين جلتهم « من ذلك أولها » أولها مبتدأ ومن ذلك خبر والجنّة بدل أو عطف بيان لأولها أو خبر مبتدء محذوف ، ويحتمل أن يكون أولها بدلاً لقوله من ذلك.

قوله : بعد أن لا يكونوا نصّاباً ، أقول : الناصب في عرف الأخبار يشمل المخالفين المتعصبين في مذهبهم فغير النصاب هم المستضعفون وسيأتي تحقيقه إنشاء الله ، مع أن الخبر ضعيف وتعارضه الأخبار المتواترة بالمعنى.

الحديث الثّاني : كالأوّل بسنديه.

والمنتجب المختار ، قوله : ثمَّ قال : لنا والله رب ، الظاهر أنه تنبيّه للمفضّل وأمثاله لئلا يطيروا إلى الغلوّ أو لتطيرهم إليه لـمّا ذكره جماعة من علماء الرجال أن المفضّل كان يذهب مذهب أبي الخطّاب في القول بربوبيّة الصادقعليه‌السلام وقد أوردّ الكشيّ روايات كثيرة في ذمه وأخباراً غزيرة في مدحه ، حتّى روي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال : هو والد بعد الوالد ، وفي إرشاد المفيد ما يدلّ على ثقته وجلّالته ، ومدحه عندي أقوى ، وهذا الخبر مع أنه يحتمل وجوهاً أخر على هذا الوجه أيضاً لا يدلّ على ذمه بل يحتمل أن يكونعليه‌السلام قال ذلك لئلّا يزل لغاية محبّته ومعرفته

١٠٧

٣ - عنه ، عن محمّد بن زياد ، عن الحكم بن أيمن ، عن صدقة الأحدب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله.

عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن زياد مثل الحديثين.

٤ - عليُّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن زياد ، عن صندل ، عن أبي الصّباح الكناني قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لقضاء حاجة امرّئ مؤمن أحبُّ إلى [ الله ] من عشرين حجّة كل حجّة ينفق فيها صاحبها مائة ألف.

٥ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارون بن

_________________________________________________

بفضائلهم فينتهي حاله إلى الغلوّ والارتفاع ، وقيل : إنمّا قالعليه‌السلام ذلك لبيان وجه تخصيص الفقراء بالشيعة ، وتعريضاً بالمخالفين أنّهم مشركون لإشراكهم في الإمامة ، وقيل : إشارة إلى أن ترك قضاء حوائج المؤمنين نوع من الشرك ولا يخفى ما فيهما ، وقيل : هو بيان أنهمعليهم‌السلام لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى الله سبحانه وأنّهم منزّهون عن ذلك.

الحديث الثالث : مجهول بسنديه.

وفي القاموس : حمله يحمله حملا وحملانا والحملان بالضمّ ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة ، انتهى.

والمراد هنا المصدر بمعنى حمل الغير على الفرس وبعثه إلى الجهاد أو الأعمّ منه ومن الحج والزيارات ، قال في المصباح : حملت الرجل على الدابّة حملا.

الحديث الرابع : كالسابق.

« مأة ألف » أي من الدراهم أو من الدنانير أي إذاً أنفقها في غير حوائج الإخوان لئلّا يلزم تفضيل الشيء على نفسه.

الحديث الخامس : حسن.

١٠٨

الجهم ، عن إسماعيل بن عمّار الصيرفي قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن ؟ قال : نعم ، قلت : وكيف ذاك قال أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنّما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسببها له فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها فإنّما ردّ عن نفسه رحمة من الله جل وعزّ ساقها إليه وسبّبها له وذخر الله عزّ وجلّ تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتّى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه وإن شاء صرفها إلى غيره يا إسماعيل فإذا كان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها قلت لا أظنّ يصرفها عن نفسه قال لا تظنّ ولكن استيقن فإنه لن يردّها عن نفسه يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعاً ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة

_________________________________________________

« وسبّبها له » أي جعلها سبباً لغفران ذنوبه ورفع درجاته أو أوجد أسبابها له « قد شرعت له » أي أظهرت أو سوّغت أو فتحت أو رفعت له ، في المصباح شرع الله لنا كذا يشرعه أظهره وأوضحه ، وشرع الباب إلى الطريق اتصل به وشرعته أنا يستعمل لازماً ومتعدّياً ، وفي الصحاح : شرع لهم يشرع شرعاً سنّ.

قوله : لا أظنّ يصرفها ، كأنّه بمعنى أظنّ أنّه لا يصرفها ، لقولهعليه‌السلام في جوابه : لا تظن ولكن استيقن ، أي يحصل لك اليقين بسبب قولي ، فإن التكليف باليقين مع عدم حصول أسبابه تكليف بالمحال ، وفي القاموس : الشجاع كغراب وكتاب الحية أو الذكر منها أو ضرب منها صغير ، والجمع شجعان بالكسر والضم وقال : نهشه كمنعه نهسه ولسعة وعضه أو أخذه بأضراسه وبالسين أخذه بأطراف الأسنان ، وفي المصباح : نهسه الكلب وكل ذي ناب نهسا من بابي ضرب ونفع عضه ، وقيل : قبض عليه ثمَّ نتره فهو نهاس ، ونهست اللحم أخذته بمقدم الأسنان للأكل ، واختلف في جميع الباب فقيل بالسين المهملة واقتصر عليه ابن السكيت ، وقيل

١٠٩

مغفوراً له أو معذّباً.

٦ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحكم بن أيمن ، عن أبان بن تغلب قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من طاف بالبيت أسبوعا كتب الله عزّ وجلّ له ستّة آلاف حسنة ومحا عنه ستّة آلاف سيئة ورفع له ستّة آلاف درجة قال وزاد فيه إسحاق بن عمّار - وقضى له ستّة آلاف حاجة قال ثمَّ قال وقضاء

_________________________________________________

جميع الباب بالسين والشين نقله ابن فارس عن الأصمعي ، وقال الأزهري : قال الليث النهش بالشين المعجمة تناول من بعيد كنهش الحيّة وهو دون النهس ، والنهس بالمهملة القبض على اللحم ونتره ، وعكس تغلب فقال : النهس بالمهملة يكون بأطراف الأسنان ، والنهش بالمعجمة بالأسنان والأضراس ، وقيل : يقال نهشته الحيّة بالشين المعجمة ونهسه الكلب والذئب والسبع بالمهملة ، انتهى.

وفي الإبهام إبهام ، يحتمل اليد والرّجل ، وكأنّ الأوّل أظهر ، وقيل : صيرورة الإبهام ترابا لا يأبى عن قبول النهش لأن تراب الإبهام كالإبهام في قبوله العذاب ، ولعلّ الله تعالى يخلق فيه ما يجد به الألم ، انتهى.

وأقول : يحتمل أن يكون النهش في الأجساد المثالية أو يكون النهش أولا وبقاء الألم للروح إلى يوم القيامة « مغفوراً له أو معذّباً » أي سواء كان في القيامة مغفوراً أو معذّباً.

الحديث السادس : مجهول.

والدرجات إمّا درجات القرب المعنويّة أو درجات الجنّة لأن في الجنّة درجات بعضها فوق بعض كما قال الله تعالى : «لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ »(١) قال القرطبي : من العامّة أهل السفل من الجنّة ينظرون إلى من فوقهم على تفاوت منازلهم كما ينظر من بالأرض دراري السماء وعظام نجومها فيقولون : هذا فلان وهذا فلان ، كما يقال

__________________

(١) سورة الزمرّ : ٣٩.

١١٠

حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتّى عدّ عشراً.

٧ - الحسين بن محمّد ، عن أحمد [ بن محمّد ] بن إسحاق ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلّا ناداه الله تبارك وتعالى عليُّ ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنّة.

٨ - عنه ، عن سعدان بن مسلم ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال من طاف بهذا البيت طوافا واحداً كتب الله عزّ وجلّ له ستّة آلاف حسنة ومحا عنه ستّة آلاف سيئة ورفع الله له ستّة آلاف درجة حتّى إذاً كان عند الملتزم فتح الله له سبعة أبواب من أبواب الجنّة قلت له جعلت فداك هذا الفضل كله في

_________________________________________________

هذا المشتري وهذا الزهرة ، ويدلّ عليه ما روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : إنّ أهل الجنّة ليتراؤن الغرفة كما تراءون الكوكب في السماء.

الحديث السابع : صحيح ، والمرّاد بالمسلم المؤمن فيهما.

الحديث الثامن : مجهول.

والملتزم : المستجار مقابل باب الكعبة سمّي به لأنّه يستحبّ التزامه وإلصاق البطن به ، والدعاء عنده ، وقيل : المرّاد به الحجر الأسود أو ما بينه وبين الباب ، أو عند الباب وكأنه أخذ بعضه من قول صاحب المصباح حيث قال : التزمته اعتنقته فهو ملتزم ، ومنه يقال لـمّا بين الباب والحجر الأسود الملتزم ، لأن النّاس يعتنقونه أي يضمونه إلى صدورهم ، انتهى.

وهو إنّما فسّره بذلك لأنّهم لا يعدّون الوقوف عند المستجار مستحبّاً وهو من خواصّ الشيعة ، وما فسّره به هو الحطيم عندنا ، وبالجملة هذه التفاسير نشأت من عدم الأنس بالأخبار ، ولا يبعدّ أن يكون المرّاد بالكون عند الملتزم بلوغه في الشوط السابع ، فإن الالتزام فيه آكد ، فيكون فتح سبعة أبواب لتلك المناسبة.

وفي ثواب الأعمّال بسند آخر عن إسحاق هكذا : حتّى إذاً صار إلى الملتزم

١١١

الطواف ؟ قال نعم وأخبرك بأفضل من ذلك قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف وطواف وطواف حتّى بلغ عشراً.

٩ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الخارقي قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتّى تقضى له كتب الله عزّ وجلّ له بذلك مثل أجر حجّة وعمرّة مبرورتين وصوم شهرين من أشهر الحرَّم واعتكافهما في المسجد الحرام ومن مشى فيها بنية ولم تقض كتب الله له بذلك مثل حجّة مبرورة فارغبوا في الخير.

١٠ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن أورمة ، عن الحسن بن

_________________________________________________

فتح الله له ثمانية أبواب الجنّة ، يقال له : ادخل من أيها شئت ، وهو أظهر ، وتأنيث العشر لتقدير المرّات.

الحديث التاسع : مجهول.

« حتّى تقضي » بالتاء على بناء المفعول ، أو بالياء على بناء الفاعل ، وفي بعض النسخ حتّى يقضيها « شهرين من أشهر الحرَّم » أي متواليين ففيه تجوز أي ما سوى العيد وأيام التشريق لمن كان بمنى ، ومع عدم قيد التوالي لا إشكال ويدلّ على استحباب الصوم في الأشهر الحرَّم وفضله ، والأشهر الحرَّم هي التي يحرَّم فيها القتال وهي رجب وذو القعدَّةٌ وذو الحجّة والمحرَّم ويدلّ على فضل الاعتكاف فيها أيضاً ، وعدم اختصاص الاعتكاف بشهر رمضان ، فإن قيل : الفرق بين القضاء وعدمه في الثواب مشكل إذ السعي مشترك والقضاء ليس باختياره؟ قلت : يمكن حمله على ما إذاً لم يبذل الجهد ولذلك لم يقض لا سيما إذاً قرأ الفعلان على بناء المعلوم مع أنه يمكن أن يكون مع عدم الاختلاف في السعي أيضاً الثواب متفاوتا فإن الثواب ليس بالاستحقّاًق بل بالتفضل وتكون إحدى الحكم فيه أن يبذلوا الجهد في القضاء ولا يكتفوا بالسعي القليل.

الحديث العاشر : ضعيف.

١١٢

عليّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله فإن للجنة بابا يقال له - المعروف لا يدخله إلّا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عزّ وجلّ به ملكين واحداً عن يمينه وآخر عن شماله يستغفران له ربه ويدعوان بقضاء حاجته ثمَّ قال والله لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسر بقضاء حاجة المؤمن إذاً وصلت إليه من صاحب الحاجة.

١١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن بعض أصحابه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال والله لأن أحج حجّة أحبُّ إلي من أن أعتق رقبة ورقبة ورقبة ومثلها ومثلها حتّى بلغ عشراً ومثلها ومثلها حتّى بلغ السبعين ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أسد جوعتهم وأكسو عورتهم فأكفّ وجوههم عن النّاس أحب

_________________________________________________

وقال في النهاية : التنافس من المنافسة وهي الرغبة في الشيء والانفراد به وهو من الشيء النفيس الجيد في نوعه ، ونافست في الشيء منافسة ونفاساً إذاً رغب فيه ، وقال : المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى ، والتقرّب إلى الله والإحسان إلى النّاس وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس.

قوله : فإن العبد كان التعليل لفضل المعروف في الجملة لا لخصوص الدخول من باب المعروف ، وقيل : حاجته التي يدعو أن حصولها له هي الدخول من باب المعروف ، ولا يخفى بعده ، ويحتمل أن تكون الفاء للتعقيب الذكري أو بمعنى الواو وكونهعليه‌السلام أسر لأنّه أعلم بحسن الخيرات وعواقبها أو لأن سروره من جهتين من جهة القاضي والمقضي له معاً ، وكان الضمير في وصلت راجع إلى القضاء ، والتأنيث باعتبار المضاف إليه وقيل : راجع إلى الحاجة وإذاً للشرط لا لمحض الظرفيّة ، والغرض تقييد المؤمن بالكامل ، فإن حاجته حاجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أقول : هذا إذاً كان ضمير « إليه » راجعا إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويحتمل رجوعه إلى المؤمن.

الحديث الحادي عشر : مرّسل.

والظاهر أن ضمير مثلها في الأوّلين راجع إلى الرقبة وفي الأخيرين إلى

١١٣

إليّ من أن اعتق رقبه ورقبة [ ورقبة ] ومثلها ومثلها حتّى بلغ عشراً ومثلها ومثلها حتّى بلغ السبعين ولأن أهول أهل بيت من المسلمين أسد جوعتهم وأكسو عورتهم فاكفُّ وجوههم عن النّاس أحبُّ إلي من أن أحج حجّة وحجّة [ وحجّة ] ومثلها ومثلها حتّى بلغ عشراً ومثلها ومثلها حتّى بلغ السبعين.

١٢ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي عليّ صاحب الشعير ، عن محمّد بن قيس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : أوحى الله عزّ وجلّ إلى موسىعليه‌السلام أنّ من عبادي من يتقرَّب إليّ بالحسنة فاُحكّمه في الجنّة ، فقال موسى : يا ربّ وما تلك الحسنة ؟ قال : يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أو لم تقض.

١٣ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله ، عن

_________________________________________________

العشر ، وقوله : حتّى بلغ ، في الموضعين كلام الراوي أي قال مثلها سبع مرّات في الموضعين ، فصار المجموع سبعين ، ويحتمل كونه كلام الإمامعليه‌السلام ويكون بلغ بمعنى يبلغ ، وقيل : ضمير مثلها في الأوّل والثّاني راجع إلى ثلاث رقبات فيصير ثلاثين وضمير مثلها في الثالث والرابع راجع إلى الثلاثين ، فيصير الحاصل مضروب الثلاثين في السبعين ، فيصير ألفان ومائة ومجموع الثواب مضروب هذا في نفسه أي عتق أربعة آلاف ألف وأربعمائة ألف وعشرة آلاف رقبة.

قولهعليه‌السلام : لأن أعول ، قال الجوهري : عال عياله يعولهم عولا وعيالة أي قاتهم وأنفق عليهم يقال : علته شهرا إذاً كفيته معاشه « أسدّ جوعتهم » أي بأن أسد.

الحديث الثّاني عشر : مجهول.

قولهعليه‌السلام : قضيت أم لم تقض ، محمول على ما إذاً لم يقصر في السعي كما مر مع أنّ الاشتراك في دخول الجنّة والتحكيم فيها لا ينافي التفاوت بحسب الدرجات.

الحديث الثالث عشر : ضعيف على المشهور.

١١٤

عليّ بن جعفر قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنّما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله وإن ردّه عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلّط الله عليه شجاعاً من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفوراً له أو معذّباً ، فإن عذره الطالب كان

_________________________________________________

« فإن قبل ذلك فقد وصله » الضمير المنصوب في وصله راجع إلى مصدر قبل والولاية بالكسر والفتح المحبّة والإضافة في الموضعين إلى الفاعل ، ويحتمل الإضافة إلى المفعول أيضاً ، أي يصير سبباً لقبول ولايته لنا وكما لها ، ومغفوراً حال مقدّرة عن مفعول ينهشه.

قولهعليه‌السلام : فإن عذره الطالب ، قال في المصباح : عذرته فيما صنع عذراً من باب ضرب رفعت عنه اللوم فهو معذور ، أي غير ملوم ، وأعذرته بالألف لغة ، وقوله : كان أسوء حالاً ، يحتمل وجهين : الأوّل : أن يكون اسم كان ضميراً راجعاً إلى المعذور وكونه أسوأ حالاً لأنّه حينئذ يكون الطالب من كمّل المؤمنين وردّ حاجته يكون أقبح وأشدّ وبعبارة أخرى لـمّا كان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحقّ بقضاء الحاجة ممن لا يعذر فردّ حاجته أشنع ، والندم عليه أدوم والحسرة عليه أعظم ، أو لأنّه إذاً عذره لا يشكوه ولا يغتابه ، فيبقى حقّه عليه سالـماً إلى يوم الحساب ، ويروي عن بعض الفضلاء ممن كان قريبا من عصرنا أنه قال : المرّاد بالعذر إسقاط حقّ الآخرة وكونه أسوأ لأنه زيدت عليه المنة ولا ينفعه ، وقال بعض الأفاضل من تلامذته لتوجيه كلامه : هذا مبني على أن عذاب القبر لا يسقط بإسقاطه إذ هو حقّ الله كما صرّح به الشيخ قدس الله روحه في الاقتصاد ، حيث قال : كل حقّ ليس لصاحبه قبضه ليس له إسقاطه كالطفل والمجنون لـمّا لم يكن لهما استيفاؤه لم يكن لهما إسقاطه ، والواحد منّا لـمّا لم يكن له استيفاء ثوابه وعوضه في الآخرة لم يسقط بإسقاطه ، فعلم بذلك أنّ الإسقاط تابع للاستيفاء فمن لم يملك أحدهما لم يملك

١١٥

كان أسوأ حالاً.

١٤ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالح بن عقبة ، عن عبد الله بن محمّد الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إنّ المؤمن لتردّ عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتمُّ بها قلبه فيدخله الله تبارك وتعالى بهمّه الجنّة.

(باب)

(السعي في حاجة المؤمن)

١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليُّ بن الحكم ، عن محمّد بن مرّوان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال مشي الرُّجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيّئات ويرفع له عشر درجات قال ولا

_________________________________________________

الآخر ، انتهى.

والثاني : أن يكون الضمير راجعاً إلى الطالب كما فهمّه المحدث الأسترآبادي ، حيث قال : أي كان الطالب أسوأ حالاً لتصديقه الكاذب ولتركه النهي عن المنكر والأوّل أظهر وسيأتي الخبر في باب : من منع مؤمناً شيئاً.

الحديث الرابع عشر : ضعيف.

باب السعي في حاجة المؤمن

الحديث الأول : مجهول.

« يكتب له » على بناء المفعول والعائد محذوف أو عليُّ بناء الفاعل والإسناد على المجاز « ولا أعلمه » أي لا أظنّه واستدلّ به على جواز كون السنّة أفضل من الواجب لأنّ السعي مستحبّ غالباً والاعتكاف يشمل الواجب أيضاً ، مع أنّ المستحبّ

١١٦

أعلمه إلّا قال ويعدل عشر رقاب وأفضل من اعتكاف شهر في المسجد الحرام.

٢ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن معمر بن خلّاد قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول إنَّ لله عباداً في الأرض يسعون في حوائج النّاس هم الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سروراً فرح الله قلبه يوم القيامة.

٣ - عنه ، عن أحمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن رجل ، عن أبي عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفرعليه‌السلام من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك ولم يرفع قدماً إلّا كتب الله له حسنة و حطّ عنه بها سيّئة ويرفع له بها درجة فإذا فرغ من حاجته كتب الله عزّ وجلّ له بها أجر حاج ومعتمرّ.

_________________________________________________

أيضاً ينتهي إلى الواجب في كلّ ثالثة على المشهور كما سيأتي إنشاء الله تعالى ونظائره كثيرة.

الحديث الثاني : صحيح.

والظاهر أن الأجر مترتّب على السعي فقط ، ويحتمل ترتّبه على السعي والقضاء معاً ، والحصر المستفاد من اللام مع تأكيده بضمير الفصل على المبالغة أو إضافيّ بالنّسبة إلى من تركه أو إلى بعض النّاس وأعمالهم ، وتفريح القلب كشف الغمّ عنه وإدخال السّرور فيه.

الحديث الثالث : مرسل.

« أظّله الله » أي يجعلهم طائرين فوق رأسه حتّى يظلّوه لو كان لهم ظل ، أو يجعلهم في ظّلهم أي في كنفهم وحمايتهم « فإذا فرغ من حاجته » أي من السعي فيها قضيت أم لم تقض ، وربما يخصّ بعدم القضاء للخبر السابع الآتي ، وقيل : يدلّ ظاهره على أنّ الأجر المذكور قبله للمشي في قضاء الحاجة وجر الحاجّ والمعتمر لقضاء الحاجة.

١١٧

٤ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن هارون بن خارجة ، عن صدقة ، عن رجل من أهل حلوان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لأن أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحبّ إليَّ من أن أعتق ألف نسمة وأحمل في سبيل الله على ألف فرس مسرجة ملجمة.

٥ - عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجة إلّا كتب الله عزّ وجلّ له بكلّ خطوة حسنة وحطّ عنه بها سيّئة ورفع له بها درجة وزيد بعدّ ذلك عشر حسنات وشفّع في عشر حاجات.

٦ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيّوب الخزَّاز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب

_________________________________________________

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وفي المصباح حلوان بالضمّ بلد مشهور من سواد العراق ، وهي آخر مدن العراق وبينها وبين بغداد نحو خمس مرّاحل ، وهي من طرف العراق من الشرق والقادسيّة من طرفه من الغربّ ، قيل : سمّيت باسم بانيها وهو حلوان بن عمرّان بن الحارث بن قضاعة « واحمل في سبيل الله » أي اركب ألف إنسان على ألف فرس كل منها شدّ عليه السرج وألبس اللجام وأبعثها في الجهاد ، ومسرجة وملجمة اسما مفعول من بناءِ الأفعال.

الحديث الخامس : حسن كالصحيح.

« وزيد بعد ذلك » أي لكلّ خطوة وقيل : للجميع ، وشفّع على بناء المجهول من التفعيل ، أي قبلت شفاعته أي استجيب دعاؤه في عشر حاجات من الحوائج الدنيويّة والأخرويّة.

الحديث السادس : موثق.

قوله : يغفر فيها ، أي بسبب تلك الحسنات فإنّها تذهب السيّئات وقد ورد

١١٨

وجه الله ، كتب الله عزَّ وجلَّ له ألف ألف حسنة ، يغفر فيها لأقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه ومن صنع إليه معروفاً في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل النّار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفاً في الدّنيا فأخرجه بإذن الله عزّ وجلّ إلّا أن يكون ناصباً.

٧ - عنه ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عزّ وجلّ له حجّة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وإن اجتهد فيها ولم يجر الله قضاءها على يديه كتب الله عزّ وجلّ له حجّة وعمرة.

٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليُّ ، عن جميل بن درّاج

_________________________________________________

في بعض الأخبار أنّها إذاً زيدت على سيّئاته تذهب سيّئات أقاربه ومعارفه ، أو المعنى يغفر معها فيكون علاوة للحسنات ، ويؤيّده بعض الروايات وكان الاختلافات الواردة في الروايات في أجور قضاء حاجة المؤمن محمولة على اختلاف النيات ومرّاتب الإخلاص فيها ، وتفاوت الحاجات في الشدّة والسهولة واختلاف ذوي الحاجة في مرّاتب الحاجة والإيمان والصّلاح ، واختلاف السعاة في الاهتمام والسعي وأمثال ذلك ، وعدم تضرّر المؤمن بدخول النار لأمره تعالى بكونها عليه برداً وسلاماً

الحديث السابع : كالسابق.

ويدلّ على أنّ مع قضاء الحاجة ثواب الساعي أكثر ممّا إذاً لم تقض وإن لم يتفاوت السعي ولم يقصر في الاهتمام ، ولا استبعاد في ذلك وقد مرّ مثله في حديث إبراهيم الخارقي في الباب السابق لكن لم يكن فيه ذكر العمرّة ، ويمكن أن يراد بالحجّة فيه الحجّة التي دخلت العمرّة فيها أي التمتع أو حجّة كاملة لتقييدها بالمبرورة أو يحمل على اختلاف العمل كما مرّ.

الحديث الثامن : موثق كالصحيح.

١١٩

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كفى بالمرّء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته.

٩ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن صفوان الجمّال قال :كنت جالساً مع أبي عبد اللهعليه‌السلام إذ دخل عليه رجلٌ من أهل مكّة يقال له : ميمون فشكا إليه تعذّر الكراء عليه فقال لي : قم فأعن أخاك ، فقمت معه فيسّر الله كراه ، فرجعت إلى مجلسي فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ما صنعت في حاجة أخيك ؟ فقلت : قضاها الله - بأبي أنت و امّي - فقال: أما إنّك أن تعين أخاك المسلم أحبّ إليّ من طواف أسبوع بالبيت مبتدئاً، ثمّ قال : إنّ رجلاً أتي الحسن بن عليّعليه‌السلام فقال :

_________________________________________________

« كفى بالمرّء » الظاهر أنّ الباء زائدة واعتماداً تميز ، وقوله : أن ينزل على بناء الأفعال بدل اشتمال للمرّء ، وقال بعض الأفاضل : الباء في قوله بالمرّء بمعنى في ، والظرف متعلّق بكفي واعتماداً تميز عن نسبة كفى إلى المرّء ، وأن ينزل فاعل كفى ، انتهى.

وأقول : له وجه لكن ما ذكرنا أنسب بنظائره الكثيرة الواردة في القرآن المجيد وغيره ، وبالجملة فيه ترغيب عظيم في قضاء حاجة المؤمن إذاً سأله قضاءها فإن إظهار حاجته عنده يدلّ على غاية اعتماده على إيمانه ووثوقه بمحبّته ، ومقتضى ذلك أن لا يكذبه في ظنّه ولا يخيبه في رجائه بردّ حاجته أو تقصيره في قضائها.

الحديث التاسع : مرسل.

« فشكا إليه تعذّر الكراء عليه» الكراء بالكسر والمدّ أجر المستأجر عليه وهو في الأصل مصدر كاريته والمرّاد بتعذّر الكراء إمّا تعذّر الدابة التي يكتريها أو تعذّر من يكتري دوابه بناء على كونه مكارياً أو عدم تيّسر أجرة المكاري له وكل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي ، وإمّا بالفتح والتخفيف ، و « أن » بالفتح مصدريّة وليس في بعض النسخ ، وقوله : مبتدئاً إمّا حال عن فاعل قال ، أي قالعليه‌السلام ذلك مبتدئا قبل أن أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه أو عن فاعل الطواف

١٢٠