مرآة العقول الجزء ١٢

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 594
المشاهدات: 44749
تحميل: 6429


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44749 / تحميل: 6429
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 12

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

(باب)

(الحرز والعوذة)

١ - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن غير واحد ، عن أبان ، عن ابن المنذر قال ذكرت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام الوحشة فقال إلّا أخبركم بشيء إذا قلتموه لم تستوحشوا بليل ولا نهار : « بسم الله وبالله وتوكلت على الله وأنّه مَنْ يَتَوَكلّ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكلّ شَيْءٍ قدراً » اللّهمّ اجعلني في كنفك وفي جوارك واجعلني في أمانك وفي منعك فقال بلغنا أن رجلاً قالها ثلاثين سنة وتركها ليلة فلسعته عقرب.

٢ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محسن بن أحمد ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قل أعوذ بعزة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بعفو الله وأعوذ بمغفرة الله وأعوذ برحمة الله وأعوذ بسلطان الله الذي هُوَ عَلى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وأعوذ بكرم الله وأعوذ بجمع الله من شرّ كل

_________________________________________________

باب الحرز والعوذة

وفي الصحاح الحرز الموضع الحزين الحصين ويسمى التعويذ حرزا وقال العوذة والمعاذة والتعويذ كله بمعنى.

الحديث الأول : مجهول.

وقال في القاموس : الوحشة الهم والخلوة والخوف « إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ » أي يبلغ ما يريد ولا يفوته مراد ، وقال في القاموس يقال : أنت في كنف الله محرّكة أي في حرزه وستره.

الحديث الثاني (١) .

« لكلّ شيء قدراً » أي تقديراً أو مقداراً أو أجلا لا يتأتى غيره.

____________________

(١) هكذا في النسخ.

٤٤١

جبار عنيد وكلّ شيطان مريد - وشرّ كلّ قريب أو بعيد أو ضعيف أو شديد ومن شرّ السأمّة والهأمّة والعامّة ومن شرّ كلّ دابة صغيرة أو كبيرة بليل أو نهار ومن شرّ فساق العربّ والعجم ومن شرّ فسقة الجن والإنس.

٣ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن القدَّاح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام رقى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله حسناً وحسيناً فقال أعيذكما بكلمات الله التامات وأسمائه الحسنى كلّها عأمّة من شرّ السأمّة والهأمّة ومن شرّ كلّ عين لأمّة وَمِنْ شرّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ » ثمَّ التفت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلينا فقال هكذا كان يعوذ إبراهيم - إسماعيل وإسحاقعليهم‌السلام .

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن بكير ، عن سليمان الجعفري قال سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول إذا أمسيت فنظرت إلى الشمس في غروب وإدبار فقل : « بسم الله وبالله والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحبة ولا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكبيراً والحمد لله الذي يصف ولا يوصف ويعلم ولا يعلم يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وأعوذ بوجه الله الكريم وباسم الله العظيم من شرّ ما برأ وذرأ ومن شرّ ما تحت الثرى ومن شرّ ما بطن وظهر ومن شرّ ما وصفت وما لم أصف وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعالَمِينَ » ذكر أنها أمان من كلّ سبع ومن الشيطان

_________________________________________________

الحديث الثالث : مجهول.

وقال في الصحاح عند يعند بالكسر عنوداً أي خالف ورد الحقّ وهو يعرفه فهو عنيد ، وقال : والمارد العاتي ، ومرد الرّجل بالضمّ مرادة فهو مارد ومريد وقال في مجمع البحار فيه من كلّ ساعة هي ما يسم ولا يقتل كالعقربّ والزنبور وقال الهامّة كلّ ذات سم يقتل « والعامّة» أي الّتي تعم الناس.

الحديث الرابع : مرسل.

« بكلمات الله » قيل المراد بكلمات الله علمه ، وقيل : كلامه ، وقيل : القرآن وقيل : أسماؤه الحسنى ، وقيل : كتبه المنزلة لخلوها عن النواقص والعوارض

٤٤٢

الرَّجيم وذرّيته وكلّ ما عضّ أو لسع ولا يخاف صاحبها إذا تكلّم بها لصّاً ولا غولا قال قلت له إني صاحب صيد السبع وأنا أبيت في الّليل في الخرابات وأتوحش فقال لي قل إذا دخلت بسم الله أدخل وأدخل رجلك اليمنى وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى وسم الله فإنّك لا ترى مكروهاً.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن قتيبة الأعشى قال علّمنّي أبو عبد اللهعليه‌السلام قال : قل : « بسم الله الجليل أعيذ فلاناً بالله العظيم من الهامّة والسامّة واللامّة والعامّة ومن الجن والإنس ومن العربّ والعجم ومن

_________________________________________________

بخلاف كلمات الناس ، والمراد إمّا كل كلماته فإن جميعها تامّة خالية عن النقص أو بعضها فالمراد بالتمام أنّها تنفع المتعوذ بها كالمعوّذتين وأمثالها ، وقد وردت الكلمات في الأدعية والآيات بمعنى تقديرات الله وبمعنى مواعيده ، وبمعنى صفاته ، وفي أخبارنا أن المراد بها في الآيات الأئمّةعليهم‌السلام ، وقال في النهاية : اللم طرف من الجنون يلم بالإنسان ويقربّ منه ويعتريه ، ومنه حديث الدّعاء من كلّ عين لأمّة أي ذات لمم ، ولذلك لم يقل ملمة وأصلها من ألممت بالشيء لزواج قوله من شرّ كلّ سأمّة ، وقال في القاموس : العين اللامّة الّتي تصيب بسوء. وقال في النهاية : الغول واحد الغيلان وهو جنس من الجن والشياطين كانت العربّ تزعم أن الغول يتراءى في الفلاة فيتغول تغولا أي يتلون تلونا في صور شتى ، ويغولهم أي يضلهم من الطريق ومهلكهم « صاحب صيد » أي أصيد السبع.

الحديث الخامس : صحيح.

وقال في النهاية : فيه سألت الله ربّي أن لا يهلك أمتي بسنة بعامّة أي بقحط عام يعم جميعهم والباء في بعامّة زائدة كما في قوله تعالى( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ ) (١) وقال النفث بالفم وهو شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل لأن التفل لا يكون إلّا ومعه ريق ، وفي الحديث أعوذ بالله في نفخه ونفثه ، وقد جاء تفسيره بالشعر لأنّه ينفث

____________________

(١) الحج : ٢٥.

٤٤٣

نفثهم وبغيهم ونفخهم وبآية الكرسي » ثمَّ تقرؤها ثمَّ تقول في الثانية : « بسم الله أعيذ فلاناً بالله الجليل » - حتّى تأتي عليه -.

٦ - عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك إني أخاف العقاربّ فقال انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة الوسطى منها بجنبه كوكب صغيرٌ قريبٌ منه تسميّه العربّ السّها » ونحن نسميّه « أسلم » أحد النظر إليه كلّ ليلة وقل ثلاث مرَّات : « اللّهمّ ربّ أسلم صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وسلمنا » قال إسحاق فما تركته منذ دهري إلّا مرّة واحدة فضربتني العقرب.

٧ - أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحسن ، عن العبّاس بن عامرّ ، عن أبي جميلة ، عن سعد الإسكاف قال سمعته يقول من قال هذه الكلمات فأنا ضامن له إلّا يصيبه عقربّ ولا هامّة حتّى يصبح : « أعوذ بكلمات الله التّامّات الّتي لا يجاوزهنَّ برُّ ولا فاجر من شرّ

_________________________________________________

من الفمحتّى تأتي عليه أي تحذف الجليل في الأوّل ، ويأتي به مكان العظيم أو قبله فتأمل.

الحديث السادس : حسن ، أو موثق.

« الوسطى » مبتدأ وبجنبه خبره ، أو بدل عن بنات نعش وبجنبه جملة مستأنفة والأوّل أظهر.

الحديث السابع : ضعيف.

« التامات » قال في النهاية وصفها بالتمام إمّا باعتبار عدم النقص فيها كما في كلام الآدمييّن ، أو باعتبار تماميّتها في النفع للمتعوذ بها « لا يجاوزهنّ » إذا كان المراد بالكلمات علم الله تعالى فالمعنى أنّه يشمل علمه البر والفاجر ويحيط بهما ، وإذا كان المراد القرآن فالمراد إن أوامره ونواهيه ووعده ووعيده يشملهما وإذا كان المراد الأسماء فالمراد أنّها تؤثر في البر والفاجر ولهما وفي القرآن أيضاً يحتمل ذلك وإذا كانت الأسماء فالمراد بها الّتي يشمل مدلولها المؤمن والكافر كالرحمن

٤٤٤

ما ذرأ ومن شرّ ما برأ ومن شرّ كلّ دابّة هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ ربّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض مغازيه إذا شكوا إليه البراغيث أنّها تؤذيهم فقال إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقلّ أيّها الأسود الوثاب الذي لا يبالي غلقاً ولا باباً عزمت عليك بأم الكتاب إلّا تؤذيني وأصحابي إلى أن يذهب الّليل ويجيء الصبح بما جاء والذي نعرفه إلى أن يئوب الصبح متى ما آب.

٩ - علي بن محمّد ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام إذا لقيت السبع فقل : « أعوذ بربّ دانيال والجب من شرّ كلّ أسد مستأسد ».

١٠ - محمّد بن جعفر أبو العبّاس ، عن محمّد بن عيسى ، عن صالح بن سعيد ، عن إبراهيم بن محمّد بن هارون أنّه كتب إلى أبي جعفرعليه‌السلام يسأله عوذة للرياح التي

_________________________________________________

والرّازق والخالق ، وكذا إذا كان المراد الصّفات والله يعلم.

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

- والّذي نعرفه - هذا كلام الراوي أي عليّ بن الحكم يقول المشهور بيننا هذه العبارة مكان إلى أن يذهب الّليل إلى آخره لكن هذه الرّواية هكذا جاءت ، وقيل : هو كلام ابن أبي حمزة إعتراضاً على الإمام عليه‌السلام لكونه واقفيا بناء على أن المراد بأبي الحسن الرّضا ولا يخفى ما فيه.

الحديث التاسع : ضعيف. وكان دانيال محبوساً في الجبّ في زمن بخت نصر وطرحت معه السباع فلم تدن منه ، وفي النهاية يقال : أسد واستأسد إذا اجترأ.

الحديث العاشر : مجهول.

« تعرض للصبيان » يقولون في الفارسيّة ( باد جن ) وهو أم الصّبيان وسمّاه

٤٤٥

تعرض للصبيان فكتب إليه بخطّه بهاتين العوذتين وزعم صالح أنّه أنفذهما إلي إبراهيم بخطه الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلّا الله أشهد أن محمداً رسول الله الله أكبر الله أكبر لا إِلهَ إلّا اللهُ ولا ربّ لي إلّا الله لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ لا شَرِيكَ لَهُ سبحان الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن اللّهمّ ذا الجلال والإكرام ربّ موسى وعيسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لا إله إلّا أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك وبعظمتك وبما سألك به النبيون وبأنك ربّ الناس كنت قبل كلّ شيء وأنت بعد كلّ شيء أسألك باسمك الذي تمسك به السماوات أن تقع على الأرض إلّا بإذنك وبكلماتك التامات الّتي تحيي به الموتى أن تجير عبدك فلاناً من شرّ ما ينزل من السّماء وما يعرج إليها وما يخرج من الأرض وما يلج فيها وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعالَمِينَ وكتب إليه أيضاً بخطه بسم الله وبالله وإلى الله وكما شاء الله وأعيذه بعزة الله وجبروت الله وقدرة الله وملكوت الله هذا الكتاب من الله شفاء لفلان بن فلان ، [ ابن ] عبدك وابن أمتك عبدي الله صلّى الله على محمّد وآله.

_________________________________________________

الشيخ في القانون ريح الصّبيان ، وقال في النهاية : في حديث صمام إنّي أعالج هذه الأرواح والأرواح هنا كناية عن الجنّ سمّوا أرواحاً لكونّهم لا يرون بمنزلة الأرواح - أنفذهما إلى - الظاهر أنّه بتشديد الياء ورفع إبراهيم وهو كلام محمّد بن عيسى وقيل المعنى أنّه قال صالح أنّهعليه‌السلام أرسلهما مع خادمه إلى إبراهيم ولم يعتمدَّ على رسول إبراهيم ولا يخفى بعده « مع ما عددت » لعلّه معطوف على موسى أو على مقدّر أي أسألك بهم ما عددت كما يومئ إليه ما بعده ، وقيل ظرف للتسبيح أي أسبحّك وأنزهك عن التركب في ذاتك مع ما عددت من أسمائك وصفاتك فإنّها ممّا يوهم التركيب والواو في قوله « وبعظمتك » للاستئناف لا للعطف وفي القاموس الملكوت العزَّ والسّلطان.

٤٤٦

١١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن محمّد ، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل له عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وعزيمة سليمان بن داودعليهما‌السلام وعزيمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام والأئمّة الطاهرين من بعده فأنّه ينصرف عنك إن شاء الله قال فخرجت فإذا السّبع قد اعترض فعزمت عليه وقلت له إلّا تنحيّت عن طريقنا ولم تؤذنا قال فنظرت إليه قد طأطأ [ بـ ] رأسه وأدخل ذنبه بين رجليه وانصرف.

١٢ - عنه ، عن جعفر بن محمّد ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي الجارود ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من قال في دبر الفريضة - أستودع الله العظيم الجليل نفسي وأهلي وولدي ومن يعنيني أمره وأستودع الله المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كلّ شيء نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن يعنيني أمره حف بجناح من أجنحة جبرئيلعليه‌السلام وحفظ في نفسه وأهله وماله.

١٣ - عنه رفعه قال من بات في دار وبيت وحده فليقرأ آية الكرسي وليقل : « اللّهمّ آنس وحشتي وآمن روعتي وأعنّي على وحدتي ».

_________________________________________________

الحديث الحاديعشر : ضعيف.

« بعزيمة الله » لعلّ المراد بالعزيمة ما يقسم به أي أقسمت عليك بالله أو بأسمائه أو بعهود الله أو حقوقه اللازمة عليك وكذا البواقي.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

وقال في الصحاح ضعضعه أي هدمه حتّى الأرض وتضعضعت أركانه أي اتضعت وضعضعه الدَّهر فتضعضع أي خضع وذلّ « ومن يعنيني أمره » أي اهتم بشأنه وفي القاموس حف بالشيء أحاط به.

الحديث الثالث عشر : مرفوع.

٤٤٧

١٤ - أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمرّ ، عن يزيد بن مرَّة ، عن بكير قال سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي إلّا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة أو بليّة ؟ فقل « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله العليّ العظيم » فإن الله عزَّ وجلَّ يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء.

(باب)

(الدعاء عند قراءة القرآن)

١ - قال كان أبو عبد اللهعليه‌السلام يدعو عند قراءة كتاب الله عزَّ وجلَّ : « اللّهمّ ربّنا لك الحمد أنت المتوحّد بالقدرة والسّلطان المتين ولك الحمد أنت المتعالي بالعزَّ والكبرياء وفوق السّماوات والعرش العظيم ربّنا ولك الحمد أنت المكتفي بعلمك والمحتاج إليك كلّ ذي علم ربّنا ولك الحمد يا منزل الآيات والذكر العظيم ربّنا فلك الحمد بما علمتنا من الحكمة والقرآن العظيم المبين اللّهمّ أنت

_________________________________________________

الحديث الرابع عشر : ضعيف.

وفي القاموس الورطة الهلكة وكلّ أمر تعسر منه النجاة.

باب الدعاء عند قراءة القرآن

الحديث الأول : مرسل.

« وفوق السّماوات » أي حال كونك مستوليا ومتسلّطاً على السّماوات والعرش ، وقال في النّهاية : رب أوزعني أي ألهمني وأولعني ، وقال ترتيل القرآن التأنّي فيها. والتمهّل وتبيين الحروف والحركات تشبيها بالثغر المرتل وهو المشبّه بنور الأقحوان يقال رتل وترتلّ « عند الأحايين » وفي بعض النسخ الإجابين قال في القاموس فلان يفعل كذا أحياناً وفي الأحايين ، وقال الإجاب والإجابة والجابة والمجوبة والجيبة ، الجواب ، وقال في النهاية : الوسنان النائم الذي ليس بمستغرق

٤٤٨

علّمتناه قبل رغبتنا في تعلمه واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه اللّهمّ فإذا كان ذلك منّا منك وفضلاً وجوداً ولطفاً بنا ورحمة لنا وامتنانا علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا اللّهمّ فحبب إلينا حسن تلاوته وحفظ آياته وإيماناً بمتشابهه وعملاً بمحكمه وسبباً في تأويله وهدى في تدبيره وبصيرة بنوره اللّهمّ وكما أنزلته شفاء لأوليائك وشقاء على أعدائك وعمى على أهل معصيتك ونورا لأهل طاعتك اللّهمّ فاجعله لنا حصنا من عذابك وحرزا من غضبك وحاجزاً عن معصيتك وعصمة من سخطك ودليلا على طاعتك ونورا يوم نلقاك نستضيء به في خلقك ونجوز به على صراطك ونهتدي به إلى جنتك اللّهمّ إنا نعوذ بك من الشقوّة في حمله والعمى عن عمله والجور عن حكمه والعلو عن قصده والتقصير دون حقه اللّهمّ احمل عنا ثقله وأوجب لنا أجره وأوزعنا شكره واجعلنا نراعيه ونحفظه اللّهمّ اجعلنا نتبع حلاله ونجتنب حرامه ونقيم حدوده ونؤدي فرائضه اللّهمّ ارزقنا حلاوة في تلاوته ونشاطا في قيامه ووجلا في ترتيله وقوّة في استعماله في آناء الّليل وأطراف النهار اللّهمّ واشفنا من النوم باليسير وأيقظنا في ساعة الّليل من رقاد الراقدين ونبهنا عند الأحايين الّتي يستجاب فيها الدّعاء من سنة الوسنانين اللّهمّ اجعل لقلوبنا ذكاء عند عجائبه الّتي لا تنقضي ولذاذة عند ترديده وعبرة عند ترجيعه ونفعاً بينا عند استفهامه اللّهمّ إنا نعوذ بك من تخلفه في قلوبنا وتوسده عند رقادنا ونبذه وراء ظهورنا ونعوذ بك من قساوة قلوبنا لـمّا به وعظتنا اللّهمّ انفعنا بما صرفت

_________________________________________________

في نومه والوسن أوّل النوم ، وقد وسن يسن سنة والهاء فيه عوض من الواو المحذوفة كما في عدَّةٌ وقال في الصحاح الذكاء ممدود حدّة القلب وقد ذكي الرّجل يذكي ذكاء فهو ذكي وقال وقد لذذت الشيء بالكسر لذا ذا ولذاذة أي وجدته لذيذا « من تخلفه » لعلّ المراد أن يتخلف في قلوبنا فلا يظهر أثره على أعضائناوجوارحنا « وتوسّده » قال في النهاية وفي الحديث أنّه ذكر عنده شريح الحضرمي فقال ذلك رجل لا يتوسد القرآن هذا يحتمل مدحا وذمّا ، فالمدح أنّه لا ينام الّليل عن القرآن

٤٤٩

فيه من الآيات وذكّرنا بما ضربت فيه من المثلات وكفّر عنّا بتأويله السيّئات وضاعف لنا به جزاء في الحسنات وارفعنا به ثواباً في الدَّرجات ولقّنا به البشرى بعد الممات اللّهمّ اجعله لنا زاداً تقوّينا به في الموقف بين يديك وطريقاً واضحاً نسلك به إليك وعلـماً نافعاً نشكر به نعماءك وتخشّعا صادقاً نسبّح به أسماءك ، فإنّك اتّخذت به علينا حجّة قطعت به عذرنا واصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا اللّهمّ اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ودليلا يهديناً لصالح العمل وعوناً هادياً يقومنا من الميل وعوناً يقوينا من الملل حتّى يبلغ بنا أفضل الأمل اللّهمّ اجعله لنا شافعاً يوم اللقاء وسلاحاً يوم الارتقاء وحجيجاً يوم القضاء ونوراً يوم الظلماء يوم لا أرض ولا سماء يوم يجزى كلّ ساع بما سعى اللّهمّ اجعله لنا ريا يوم الظمإ وفوزاً يوم الجزاء من نار حامية قليلة البقيا على من بها اصطلى وبحرها تلظى اللّهمّ اجعله لنا برهانا على رءوس الملإ يوم يجمع فيه أهل

_________________________________________________

ولم يتهجد إلّا به فيكون القرآن متوسدا معه بل يداوم قراءته ويحافظ عليها ، والذم معناه لا يحفظ من القرآن شيئاً ولا يديم قراءته فإذا نام لم يتوسد معه القرآن وأراد بالتوسد النوم ، ومن الأوّل الحديث لا توسدوا القرآن وأتلوه حق تلاوته وفيه أيضاً من قرأ ثلاث آيات في ليلة لم يكن متوسدا للقرآن ، ومن الثاني حديث أبي الدرداء قال له رجل إني أريد أن أطلب العلم وأخشى أن أضيعه فقال لأن تتوسد العلم خير لك من أن تتوسد الجهل ، وقال الطّيبي في شرح المشكاة هو كناية عن التكاسل أي لا تجعلوه وسادة تنكبون وتنامون عليه ، أو عن التغافل عن تدبر معانيه وقال في القاموس رجل توسد القرآن يحتمل كونه مدحا أي لا يمتهنه ولا يطرحه بل يجله ويعظمه وذماً أي لا يكب على تلاوته إكباب النائم على وسادته ، ومن الأوّل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا توسدوا القرآن ، وقال تصريف الآيات تبيينها ، وقال في الصحاح الميل بالتحريك ما كان خلقه يقال منه رجل أميل العاتق في عنقه ميل.

« وحجيجاً » قال في النهاية : في حديث الدجال أن يخرج وأنا فيكم فأنا

٤٥٠

الأرض وأهل السّماء اللّهمّ ارزقنا منازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الأنبياء إِنَّكَ سَمِيعُ الدّعاء ».

(باب)

(الدعاء في حفظ القرآن)

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد عمّن ذكره ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال تقول اللّهمّ إني أسألك ولم يسأل العباد مثلك أسألك بحقّ محمّد نبيك ورسولك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيسى كلمتك وروحك وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وقرآن محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكلّ وحيُّ أوحيته وقضاء أمضيته وحق قضيته وغني أغنيته وضال هديته وسائل أعطيته وأسألك باسمك الذي وضعته على الّليل فأظلم وباسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وباسمك الذي وضعته على الأرض فاستقرّت ودعمّت به السماوات فاستقلت ووضعته

_________________________________________________

حجيجه أي محاججه ومغالبة بإظهار الحجّة عليه والحجّة الدليل والبرهان يقال حاججته فأنا محاج وحجيج فعيل بمعنى فاعل ، وقال في حديث الدّعاء لا يبقى على من تضرّع إليها يعنّي النّار يقال أبقيت عليه أبقى إبقاء إذا رحمته وأشفقت عليه والاسم البقيا كدنيا.

باب الدعاء في حفظ القرآن

الحديث الأوّل : مرسل.

وفي القاموس الخليل الصّادق أو من أصفى المودّة « وعيسى كلمتك » قال في مجمع البيان إنّما سمّي المسيح كلمة لأنّه حصل بكلام الله من غير أب ، وقيل إنّما سمّي به لأنّ الناس يهتدون به كما يهتدون بكلام الله ، وروحك قال في مجمع - البيان إنّما سماه الله روحاً لأنّه حدث عن نفخة جبرائيلعليه‌السلام في درع مريم بأمر

٤٥١

على الجبال فرست وباسمك الّذي بثثت به الأرزاق وأسألك باسمك الّذي تحيي به الموتى وأسألك بمعاقد العزَّ من عرشكّ ومنتهى الرَّحمة من كتابك أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن ترزقني حفظ القرآن وأصناف العلم وأن تثبتها في قلبي وسمعي وبصري وأن تخالط بها لحمي ودمي وعظامي ومخّي وتستعمل بها ليلي ونهاري برحمتك وقدرتك فأنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك يا حيُّ يا قيّوم قال وفي حديث آخر زيادة وأسألك باسمك الذي دعاك به عبادك الذين استجبت لهم وأنبياؤك فغفرت لهم ورحمتهم وأسألك بكلّ اسم أنزلته في كتبك وباسمك الذي استقرَّ به عرشكّ وباسمك الواحد الأحد الفرد الوتر المتعال الذي يملأ الأركان كلّها الطاهر الطهر المبارك المقدَّس الحيُّ القيّوم نور السماوات والأرض الرحمن الرحيم الكبير المتعال وكتابك المنزل بالحقّ وكلماتك التامات ونورك التام وبعظمتك وأركانك وقال في حديث آخر : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أراد أن

_________________________________________________

الله وإنّما نسبه إليه لأنّه كان بأمره ، وقيل إنّما أضافه إلى نفسه تفخيماً لشأنّه كما قال : - الصوم لي وأنا أجزي به - وقد يسمى النفخ روحاً ، وقيل سمّي به لأنّه يحيي الله به الناس في دينهم كما يحيون بالأرواح فيكون المعنى أنّه جعله نبيّاً يقتدى به وقيل : لأنّه أحياه الله بتكوينه بلا واسطة من جماع أو نطفة ، وقيل : معناه ورحمة منه كما قال في موضع. آخر وأيدهم بروح منه أي برحمته فجعل الله عيسى رحمة على من أمن به « باسمك الذي » يمكن أن يكون لأسماء الله تعالى تأثيرات جعلها الله لها وأن يكون المراد بالأسماء الصفات والله يعلم قيل دعمه كمنعه أقامه ، وفي الصحاح رسى الشيء يرسو ثبت « من عرشكّ » أي الخصال الّتي استحق بها لعرش العزَّ أو بموضع انعقادها منه وحقيقة معناه بعزَّ عرشكّ وأصحاب أبي حنيفة يكرهون هذا اللّفظ في الدّعاء « ومنتهى الرَّحمة » أي منتهى الرَّحمة الّتي يظهر من كتابك أي القرآن أو اللّوح المحفوظ ويحتمل على بعد أن يكون من بيانيّة يملأ الأركان كلّها أي أركان

٤٥٢

يوعيه الله عزَّ وجلَّ القرآن والعلم فليكتب هذا الدُّعاء في إناء نظيف بعسل ماذي ثمَّ يغسله بماء المطر قبل أن يمسَّ الأرض ويشربّه ثلاثة أيّام على الرّيق فأنّه يحفظ ذلك إن شاء الله.

٢ - عنه ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى رفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعلمك دعاء لا تنسى القرآن : « اللّهمّ ارحمنّي بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني وارحمنّي من تكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عنّي وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عنّي اللّهمّ نوّر بكتابك بصري واشرح به صدري وفرح به قلبي وأطلق به لساني واستعمل به بدني وقوّني على ذلك وأعنّي عليه أنّه لا معين عليه إلّا أنت لا إله إلّا أنت ».

قال : ورواه بعض أصحابنا ، عن وليد بن صبيح ، عن حفص الأعور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

(باب)

(دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة)

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن سهل ، عن عبد الله بن جندب ، عن أبيه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قل : « اللّهمّ اجعلني

_________________________________________________

العرش أو أركان الخلق أي السّماوات والأرضين وغيرها ، وهو إما كناية عن عظمة الاسم تشبيها للمعقول بالمحسوس ، أو المراد أنه يملأ آثاره الأركان وتحيط لجميع الخلق والله يعلم والمأذي العسل الأبيض.

الحديث الثاني : مرفوع وآخره مرسل.

باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والآخرة

الحديث الأول : ضعيف.

« واجعلهما الوارثين » قيل : أي اجعل السّمع والبصر باقيين منّي والمراد

٤٥٣

أخشاك كأنّي أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بنشطي لمعاصيك وخر لي في قضائك وبارك [ لي ] في قدرك حتّى لا أحبَّ تأخير ما عجّلت ولا تعجيل ما أخّرت واجعل غناي في نفسي ومتعنّي بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين منّي وانصرني على من ظلمنّي وأرني فيه قدرتك يا ربّ « وأقرَّ بذلك عيني ».

٢ - أبو عليّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي سليمان الجصّاص ، عن إبراهيم بن ميمون قال : سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « اللّهمّ أعنّي على هول يوم القيامة وأخرجني من الدنيا سالـمّا وزوجني من الحور العين واكفني مئونتي ومئونة عيالي ومئونة الناس وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ ».

٣ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قل اللّهمّ إني أسألك من كلّ خير أحاط به علمك

_________________________________________________

ما يحصل بالسّمع والبصر وهو العلم أي وفقنا لحيازة العلم لا المال حتّى يكون العلم هو الباقي منّي يبقى بعد موتي فالنّسبة مجازية نسبة السبّب إلى المسبب ، ويحتمل أن يرجع الضمير إلى التمتيع وتثنيته باعتبار تمتيع السّمع ، بل هذا الاحتمال أرجح ، لأن السمع والبصر سببان لتحصيل العلم ، وخصوصاً إذا أريد بالبصر البصيرة ، وأولت العامّة ما نقلوه عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدّعاء اللّهمّ متعنا بأسماعنا وأبصارنا على هذا الاحتمال ، وقال في مجمع البحار فيه الوارث تعالى يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، ومنه اللّهمّ متعنّي بسمعي وبصري « واجعلهما الوارث منّي » أي أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت ، وقيل : أراد بقاء قوّتها عند الكبر وانحلال القوي النفسانية فيكون السّمع والبصر وارثي سائر القوي والباقيين بعدها ، وقيل : أراد بالسّمع ما يسمع والعمل به وبالبصر الاعتبار.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : حسن.

٤٥٤

وأعوذ بك من كلّ سوء أحاط به علمك اللّهمّ إنّي أسألك عافيتك في أموري كلّها وأعوذ بك من خزي الدُّنيا وعذاب الآخرة ».

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وعدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن علي بن زياد قال كتب علي بن بصير يسأله أن يكتب له في أسفل كتابه دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم به من الذنوب جامعاً للدنيا والآخرة فكتبعليه‌السلام بخطه : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، يا من أظهر الجميل وستر القبيح ولم يهتك الستر عنّي يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرَّحمة يا صاحب كلّ نجوى ويا منتهى كلّ شكوى يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئ كلّ نعمة قبل استحقاقها يا رباه يا سيداه يا مولاه يا غياثاه صلّ على محمّد وآل محمّد وأسألك أن لا تجعلني في النّار » ثمَّ تسأل ما بداً لك.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبد الله البرقي وأبي طالب ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كربة وأنت رجائي في كلّ شدة وأنت لي في كلّ أمرّ نزل بي ثقة وعدَّةٌ كم من كربّ يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو وتعنيني فيه الأمور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا فيه عمّن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولي كلّ نعمة وصاحب كلّ حاجة ومنتهى كلّ رغبة فلك الحمد كثيراً ولك المن فاضلاً ».

٦ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن أبان ، عن عيسى بن عبد الله القمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : قل : « اللّهمّ إني أسألك بجلالك وجمالك وكرمك أن تفعل بي كذا وكذا ».

_________________________________________________

الحديث الرابع : مجهول.

الحديث الخامس : صحيح.

الحديث السادس : حسن أو موثق.

٤٥٥

٧ - عنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال قال لي أكثر من أن تقول : « [ اللّهمّ ] لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير قال قلت أما المعارين فقد عرفت فما معنى لا تخرجني من التقصير قال كلّ عمل تعمله تريد به وجه الله عزَّ وجلَّ فكن فيه مقصرا عند نفسك فإنّ الناس كلّهم في أعمالهم في ما بينهم وبين الله عزَّ وجلَّ مقصرون.

٨ - عنه ، عن ابن محبوب ، عن أبان ، عن عبد الرحمن بن أعين قال قال أبو جعفرعليه‌السلام لقد غفر الله عزَّ وجلَّ لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال : « اللّهمّ إن تعذبني فأهل لذلك أنا وإن تغفر لي فأهل لذلك أنت فغفر الله له.

٩ - عنه ، عن يحيى بن المبارك ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عمّه ، عن الرّضاعليه‌السلام قال يا من دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه أسألك الأمن والإيمان في الدنيا والآخرة ».

١٠ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن أبيه قال رأيت علي بن الحسينعليه‌السلام في فناء الكعبة في الّليل وهو يصلّي فأطال القيام حتّى جعل مرّة يتوكأ على رجله اليمنى ومرّة على رجله اليسرى ثمَّ سمعته

_________________________________________________

الحديث السابع : موثق.

« من المعارين » أي الذين لا تثبت لهم في الإيمان كان الدين عندهم عارية وقد سبق في باب الإيمان والكفر ، وقال السيّد الداماد (ره) : المعاري من يركب الفرس عريانا قال في القاموس : نحن نعاري نركب الخيل أعراء ، والمعنى بالمعارين هيهنا الذين يتعبدون لا على أسبغ الوجوه ويلزمون الطاعات لكن لا على قصيا المراتب بل على ضربّ من التقصير كالذين يركبون الخيل ولكن أعراء.

الحديث الثامن : حسن أو موثق.

الحديث التاسع : مجهول.

الحديث العاشر : حسن.

٤٥٦

يقول بصوت كأنّه باك : « يا سيّدي تعذّبني وحبّك في قلبي أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طال ما عاديتهم فيك ».

١١ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمرّ بن عبد العزيز ، عن بعض أصحابنا ، عن داود الرقي قال إني كنت أسمع أبا عبد اللهعليه‌السلام أكثر ما يلح به في الدّعاء على الله بحقّ الخمسة يعنّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.

١٢ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي أيّوب ، عن إبراهيم الكرخي قال علمنا أبو عبد اللهعليه‌السلام دعاء وأمرنا أن ندعو به يوم الجمعة - اللّهمّ إني تعمدت إليك بحاجتي وأنزلت بك اليوم فقري ومسكنتي فأنا اليوم لمغفرتك أرجى منّي لعملي ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي فتول قضاء كلّ حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسير ذلك عليك ولفقري إليك فإني لم أصب خيراً قط إلّا منك ولم يصرف عنّي أحد شراً قط غيرك وليس أرجو لآخرتي ودنياي سواك ولا ليوم فقري ويوم يفردني الناس في حفرتي وأفضي إليك يا ربّ بفقري.

١٣ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عطية ، عن زيد الصائغ قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ادع الله لنا فقال - اللّهمّ ارزقهم صدق الحديث وأداء الأمانة والمحافظة على الصلوات اللّهمّ إنهم أحق خلقك أن تفعله بهم اللّهمّ وافعله بهم.

_________________________________________________

الحديث الحاديعشر : ضعيف.

الحديث الثانيعشر : مجهول.

« وأفضى إليك » أفيد أنّه ينبغي أن يقرأ بضمّ الهمزة وفتح الضاد أي يوم أفضاني الخلق إليك إلى قبري متلبسا بالفقر والفاقة ، وفي بعض النسخ وأقضى قال في القاموس يقال : قضى إليه أنهاه وأعلمه ،

الحديث الثالث عشر : مجهول.

وفي الصحاح وأدى دينه تأدية أي قضاه والاسم الأداء.

٤٥٧

١٤ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : « اللّهمّ من علي بالتوكلّ عليك والتفويض إليك والرّضا بقدرك والتسليم لأمرك حتّى لا أحبَّ تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجّلت يا ربّ العالمين ».

١٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن سحيم ، عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول وهو رافع يده إلى السّماء - ربّ لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً لا أقل من ذلك ولا أكثر قال فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته ثمَّ أقبل علي فقال يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عزَّ وجلَّ إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب قلت فبلغ به كفرا أصلحك الله قال لا ولكن الموت على تلك الحال هلاك.

١٦ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد رفعه قال أتى جبرئيلعليه‌السلام إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له إن ربك يقول لك إذا أردت أن تعبدني يوما وليلة حق عبادتي فارفع يديك إلي وقل اللّهمّ لك الحمد حمداً خالدا مع خلودك ولك الحمد حمداً لا منتهى له دون علمك ولك الحمد حمداً لا أمد له دون مشيئتك

_________________________________________________

الحديث الرابع عشر : حسن كالصحيح.

الحديث الخامس عشر : ضعيف على المشهور.

وفي الصحاح تحدّر الدمع أي تنزّل « ذلك الذنب» أي ترك الأولى « هلاك » أي لا يليق بشأن الأنبياء.

الحديث السادس عشر : مرفوع.

« دون علمك » يحتمل أن يكون دون في الموضعين بمعنى عند وبمعنى سوى فعلى الأوّل فالمراد لا تعلم له نهاية ولم تكن له نهاية في علمك وإذا لم يكن له نهاية في علم الله لا يكون له نهاية

٤٥٨

ولك الحمد حمداً لا جزاء لقائله إلّا رضاك ، اللّهمّ لك الحمد كلّه ولك المنّ كلّه ولك الفخر كله ولك البهاء كله ولك النور كله ولك العزة كلّها ولك الجبروت كلّها ولك العظمة كلّها ولك الدنيا كلّها ولك الآخرة كلّها ولك الّليل والنهار كله ولك الخلق كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الأمرّ كله علانيته وسرّه اللّهمّ لك الحمد حمداً أبداً أنت حسن البلاء جليل الثناء سابغ النعماء عدل القضاء جزيل العطاء حسن الآلاء إله [ من ] في الأرض وإله [ من ] في السّماء اللّهمّ لك الحمد في السبع الشدّاد ولك الحمد في الأرض المهاد ولك الحمد طاقة العباد ولك الحمد سعة البلاد ولك الحمد في الجبال الأوتاد ولك الحمد في الّليل إِذا يَغْشى ولك الحمد في النَّهارِ إِذا تَجَلَّى ولك الحمد في الآخرة والأولى ولك الحمد في المثاني والقرآن العظيم وسبحان الله وبحمده والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة وَالسّماوات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبحانه وَتَعالى عمّا يُشْرِكُونَ سبحان الله وبحمده كلّ شَيْءٍ هالِكٌ إلّا وَجْهَهُ سبحانك ربّنا وتعاليت وتباركت وتقدست خلقت كلّ شيء بقدرتك وقهرت كلّ شيء بعزتك وعلوت فوق كلّ شيء بارتفاعك وغلبت كلّ شيء بقوتك وابتدعت كلّ شيء بحكمتك وعلمك وبعثت الرّسل بكتبك وهديت

_________________________________________________

أصلاً بخلاف علمنا ، وكذا في المشية أي لا تشاء له نهاية ، وأمّا على الثاني فيحتمل أن يكون كناية عن الكثرة كما يقال فمكث ما شاء الله ، أو كناية عن عدم التناهي أي يكون بعده معلومات الله تعالى ومقدوراته ، وهما غير متناهيين ، أو يكون الاستثناء لتأكيد العموم من باب أنا أفصحّ العربّ بيد أني من قريش ، أي لا يكون له نهاية إلّا علمك وهو لا نهاية له فلا يكون له نهاية أصلاً « لك الحمد في السبع الشدّاد » أي أنت محمود في السّماوات بحمدك أهلها ، أو أنت مستحق للحمد من أهلها ، أو أنت محمود بسبب خلق السبع الشدّاد ، وكذا في الثانية والله يعلم قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة قال في مجمع البيان القبضة في الّلغة ما قبضت عليه بجميع كفك أخبر الله تعالى عن كمال قدرته فذكر أن الأرض كلّها مع عظمها في مقدوره كالشيء يقبض

٤٥٩

الصالحين بإذنك وأيدت المؤمنين بنصرك وقهرت الخلق بسلطانك لا إله إلّا أنت وحدك لا شريك لك لا نعبد غيرك ولا نسأل إلّا إياك ولا نرغب إلّا إليك أنت موضع شكوانا ومنتهى رغبتنا وإلهنا ومليكنا.

١٧ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام ابتداء منه يا معاوية أما علمت أن رجلاً أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فشكا الإبطاء عليه في الجواب في دعائه فقال له أين أنت عن الدّعاء السريع الإجابة فقال له الرّجل ما هو قال قل اللّهمّ إني أسألك باسمك العظيم الأعظم الأجل الأكرم المخزون المكنون النور الحقّ البرهان المبين الذي هو نور مع نور ونور من نور ونور في نور و( نُورٌ عَلى نُورٍ ) ونور فوق كلّ نور ونور يضيء به كلّ ظلمة ويكسر به كلّ شدة وكلّ شيطان مريد وكلّ جبار عنيد لا تقر به أرض ولا تقوم به سماء ويأمن به كلّ خائف ويبطل به سحر كلّ ساحر وبغي كلّ باغ وحسد كلّ حاسد ويتصدع لعظمته البر

_________________________________________________

عليه القابض بكفيّه فيكون في قبضته وكذا قوله( وَالسّماوات مَطْوِيَّاتٌ ) أي يطويها بقدرته كما يطوي الواحد منا الشيء المقدور له طيبه بِيَمِينِهِ وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك ، وقيل : معناه أنّها محفوظات مصونات بقوته واليمين القوة.

الحديث السابع عشر : حسن.

« لا تقر به أرض » قال السيّد الداماد (ره) الجار والمجرور في - لا تقر به أرض ولا يقوم به سماء غير متعلّق بالفعل المذكور بل بفعل آخر مقدّر والتقدير إذا رعيت به لا تقر أرض ، وإذا رعيت به لا تقوم سماء ، أو الباء بمعنى مع أي لا تقر معه أرض ولا يقوم معه سماء ، وأمّا - لا يقوم له - باللام موضع الباء فمعناه لا تنهض لمقاومته ومعارضته سماء ، وفي القاموس الصدع الشق في الشيء الصلب و

٤٦٠