مرآة العقول الجزء ١٢

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 594
المشاهدات: 44779
تحميل: 6429


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44779 / تحميل: 6429
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 12

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

والبحر ويستقل به الفلك حين يتكلّم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل وهو اسمك الأعظم الأعظم الأجل الأجل النور الأكبر الذي سميت به نفسك واستويت به على عرشكّ وأتوجه إليك بمحمّد وأهل بيته أسألك بك وبهم أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا وكذا.

١٨ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن عمرو بن أبي المقدام قال أملى علي هذا الدّعاء - أبو عبد اللهعليه‌السلام وهو جامع للدنيا والآخرة تقول بعد حمد الله والثناء عليه :

« اللّهمّ أنت الله لا إِلهَ إلّا أَنْتَ الحليم الكريم وأنت الله لا إله إلّا أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وأنت الله لا إله إلّا أنت الواحد الْقَهَّارُ وأنت الله لا إله إلّا أنت الملك الجبّار وأنت الله لا إله إلّا أنت الرحيم الغفار وأنت الله لا إله إلّا أنت شَدِيدُ الْمِحالِ وأنت الله لا إله إلّا أنت الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ وأنت الله لا إله إلّا أنت السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وأنت الله لا إله إلّا أنت المنيع القدير وأنت الله لا إله إلّا أنت الغفور الشكور وأنت الله لا إله إلّا أنت الحميد المجيد وأنت الله لا إله إلّا أنت الْغَفُورُ الْوَدُودُ وأنت الله لا إله إلّا أنت الحنان المنان وأنت الله لا إله إلّا أنت الحليم الديان

_________________________________________________

الفرقة من الشيء ، « ويستقل به الفلك » قال في الصحاح الفلك السفينة واحد وجمع يذكر ويؤنث ، ويمكن أن يقرأ بفتحتين أيضاً ولعلّ المراد على هذا موج الهواء وعلى تقدير الضم يظهر منه أنّه تعالى وكلّ ملكاً بالسفينة.

الحديث الثامن عشر : ضعيف أو مجهول.

« الشديد المحال » قال البيضاوي : أي شديد المماحلة والمكايدة لأعدائه من محل بفلان إذا كاده وعرضه للهلاك ، ومنه تمحل إذا تكلف استعمال الحلية ، ولعلّ أصله المحل بمعنى القحط ، وقيل : فعال بمعنى القوّة ، وقيل : مفعل من الحول والحيلة أعل على غير قياس ، ويعضده أنّه قرأ بفتح الميم من حال يحول إذا احتال ، ويجوز أن يكون بمعنى الفعال فيكون مثلاً في القوّة والقدرة وفي القاموس المحال

٤٦١

وأنت الله لا إله إلّا أنت الجواد الماجد وأنت الله لا إله إلّا أنت الواحد الأحد وأنت الله لا إله إلّا أنت الغائب الشاهد وأنت الله لا إله إلّا أنت الظاهر الباطن وأنت الله لا إله إلّا أنت بِكلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ تم نورك فهديت وبسطت يدك فأعطيت ربّنا وجهك أكرم الوجوه وجهتك خير الجهات وعطيتك أفضل العطايا وأهنؤها تطاع ربّنا فتشكر وتعصى ربّنا فتغفر لمن شئت تجيب المضطرين وتكشف السوء وتقبّل التوبة وتعفو عن الذنوب لا تجازى أياديك ولا تحصى نعمك ولا يبلغ مدحتك قول قائل اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد وعجل فرجهم وروحهم وراحتهم وسرورهم - وأذقني طعم فرجهم وأهلك أعداءهم من الجنّ والإنس وآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّار واجعلنا من الذين لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ واجعلني من الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ وثبتني بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وبارك لي في المحيا والممات والموقف والنشور والحساب والميزان وأهوال يوم القيامة وسلمنّي على الصراط وأجزني عليه وارزقني علـماً نافعاً ويقيناً صادقاً وتقى وبراً وورعاً وخوفاً منك وفرقا يبلغني منك زلفى ولا يباعدني عنك

_________________________________________________

الكيد والمكر والقدرة ، وقال في مصباح الّلغة : يقال : أزال منعة الطائر أي قوته الّتي يمتنع بها على من يريده ، والمناعة بالفتح مثل المنعة ومنع مناعة ومنعة فهو منيع ، وقال الجزري والفيروزآبادي في أسماء الله تعالى المانع هو الذي يمنع عن أهل طاعته ويحوطهم وينصرهم ، وقيل يمنع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد وفيه اللّهمّ من منعت ممنوع أي من حرمته فهو محروم لا يعطيه أحد غيرك يقال منعه يمنعه ضد أعطاه كمنعه فهو مانع ومناع ومنوع ، وجمع الأوّل منعة محركه وتسكن أي معه من يمنعه ، ومنع ككرم صار منيعا ، وقال الجوهري الدين الجزاء والمكافاة يقال دأنّه ديناً أي جازاه ومنه الديان في صفة الله تعالى والجهة مثلّثة الناحية والجانب والآخرة أي عند سؤال القبر وعند سؤال الله تعالى في القيامة وقال في الصحاح الفرق بالتحريك الخوف والفزع ، وقال حذافير الشيء أعاليه

٤٦٢

وأحببني ولا تبغضني وتولني ولا تخذلني وأعطني من جميع خير الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم وأجرني من السوء كله بحذافيره ما علمت منه وما لم أعلم.

١٩ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن عمّار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إلّا تخصني بدعاء قال بلى قال قل - يا واحد يا ماجد يا أحد يا صمد يا من لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كفواً أحد يا عزيز يا كريم يا حنان يا منان يا سامع الدعوات يا أجود من سئل ويا خير من أعطى يا الله يا الله يا الله قلت وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ثمَّ قال أبو عبد اللهعليه‌السلام كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « [ نعم ] لنعم المجيب أنت ونعم المدعو ونعم المسئول أسألك بنور وجهك وأسألك بعزتك وقدرتك وجبروتك وأسألك بملكوتك ودرعك الحصينة وبجمعك وأركانك كلّها وبحقّ محمّد وبحقّ الأوصياء بعد محمّد أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا وكذا ».

٢٠ - عنه ، عن بعض أصحابه ، عن حسين بن عمارة ، عن حسين بن أبي سعيد المكاري وجهم بن أبي جهمة ، عن أبي جعفر رجل من أهل الكوفة كان يعرف بكنيته

_________________________________________________

ونواحيه يقال أعطاه الدنيا بحذافيرها أي بأسرها وتمامها واحدها حذفار.

الحديث التاسع عشر : صحيح.

و « يجمعك » قيل : المراد جمعك للكمالات ، ويحتمل أن يكون المراد الجيش ، أو يكون الجمع بمعنى المجموع أي بمجموع صفاتك ولعلّ المراد بالأركان مطلق الصفات أو الصفات الذاتية أو أركان الخلق والعظمة من السّماوات والكرسي والعرش والله يعلم. وفي الصحاح الجمع الجماعة تسمية بالمصدر ، يقال : رأيت جمعاً من الناس ، وفي النهاية وأركان كلّ شيء جوانبه الّتي يستند إليها ويقوم بها.

الحديث العشرون : مجهول.

وروى السيّد في كتاب الإقبال ، عن علي بن محمّد البرسي ، عن الحسين بن

٤٦٣

قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام علّمنّي دعاء أدعو به فقال نعم قل يا من أرجوه لكلّ خير - ويا من آمن سخطه عند كلّ عثرة ويا من يعطي بالقليل الكثير يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صلّ على محمّد وآل محمّد وأعطني بمسالّتي من جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة فأنّه غير منقوص ما أعطيتني وزدني من سعة فضلك يا كريم.

٢١ - وعنه رفعه إلى أبي جعفرعليه‌السلام أنّه علم أخاه عبد الله بن علي هذا الدّعاء اللّهمّ ارفع ظنّي صاعداً ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا واحفظنّي قائما و

_________________________________________________

أحمد بن شيبان ، عن حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، عن محمّد بن عبد الله بن عمران البرقي ، عن محمّد بن علي الهمداني ، عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن السجاد في حديث طويل قال : قلت : لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك هذا رجب ، علّمنّي فيه دعاء ينفعنّي الله به ، قال : فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : اكتب بسم الله الرحمن الرحيم ، وقل في كلّ يوم من رجب صباحا ومساء وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك يا من أرجوه إلى قوله يا كريم قال ، ثمَّ مد أبو عبد اللهعليه‌السلام يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدّعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى ، ثمَّ قال بعد ذلك يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود يا ذا المن والطول حرم شيبتي على النّار ، وفي حديث آخر ، ثمَّ وضع يده على لحيته ولم يرفعها إلّا وقد امتلأ ظهر كفه دموعاً ، وذكر أبو عمرو الكشي هذا الدّعاء وأسند نقله إلى محمّد بن زيد الشحّام هكذا ، قلت له علّمنّي دعاء قال اكتب بسم الله الرحمن الرحيم يا من أرجوه إلى قوله وأعطني بمسالّتي إياك الدّعاء « سخطه » لعلّه محمول على السخط الذي يوجب الخلود في النّار ، أو المراد بالأمن رجاء العفو أو محض العثرة بالصغائر « غير منقوص » أي عطاؤك كامل غير ناقص أو لا يصير ما تعطيني سبباً لنقص خزائنك أي منقوصاً من شيء فتأمل.

الحديث الحادي والعشرون : مرفوع.

« اللّهمّ ارفع ظنّي » لعلّ المراد ارفع ظنّي عن المخلوقين واجعله صاعداً إليك

٤٦٤

قاعداً ويقظاناً وراقداً ، اللّهمّ اغفر لي وارحمنّي واهدني سبيلك الأقوم وقني حر جهنّم واحطط عنّي المغرم والمأثمَّ واجعلني من خير خيار العالم.

٢٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى وهارون بن خارجة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول : « ارحمنّي ممّا لا طاقة لي به ولا صبر لي عليه ».

٢٣ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن حفص ، عن محمّد بن مسلم قال قلت له علّمنّي دعاء فقال فأين أنت عن دعاء الإلحاح قال قلت وما دعاء الإلحاح فقال اللّهمّ ربّ السّماوات السبع وما بينهن وربّ العرش العظيم وربّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وربّ القرآن العظيم وربّ محمّد خأتمّ النبيين إني أسألك بالذي تقوم به السّماء وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الجمع وبه تجمع بين المتفرق وبه ترزق الأحياء وبه أحصيت عدد الرمال ووزن الجبال وكيل البحور ثمَّ تصلّي على محمّد وآل محمّد ثمَّ تسأله حاجتك وألح في الطلب.

٢٤ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن كرام ، عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه كان يقول اللّهمّ املأ قلبي حبا لك وخشية منك وتصديقا وإيماناً بك وفرقا منك وشوقاً إليك يا ذا الجلال والإكرام اللهم

_________________________________________________

فتكون أنت موضع رجائي ، أو ارفع ظنّي عن الانحطاط أي اجعل ظنّي بك كاملاً والله يعلم ، وفي الصحاح الغرامة ما يلزم أداؤه وكذلك المغرم والغرم.

الحديث الثاني والعشرون : مجهول.

الحديث الثالث والعشرون : صحيح.

الحديث الرابع والعشرون : حسن ، أو موثّق ، وكرام لقب عبد الكريم ابن عمرو.

« ونصراً في دينك » في بعض الكتب - بصيرة في خلقك - في بعض الكتب -

٤٦٥

حبب إليَّ لقاءك واجعل لي في لقائك خير الرَّحمة والبركة وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ولا تؤخرني مع الأشرار وألحقني بصالح من مضى واجعلني مع صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين وأعنّي على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه يا ربّ العالمين أسألك إيماناً لا أجل له دون لقائك تحييني وتميتني عليه وتبعثني عليه إذا بعثتني وابرأ قلبي من الرياء والسمعة والشكّ في دينك اللّهمّ أعطني نصرا في دينك وقوّة في عبادتك وفهما في خلقك وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك اللّهمّ إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغفلة والقسوة والفترة والمسكنة وأعوذ بك يا ربّ من نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن صلاة لا تنفع وأعيذ بك نفسي وأهلي وذريتي من الشّيطان الرجيم اللّهمّ أنّه لا يجيرني منك أحد ولا أجد من دونك ملتحدا فلا تخذلني ولا تردني في هلكة ولا تردني بعذاب أسألك الثبات على دينك والتصديق بكتابك واتباع رسولك اللّهمّ اذكرني برحمتك ولا تذكرني بخطيئتي وتقبّل منّي وزدني من فضلك إني إليك راغب اللّهمّ اجعل ثواب منطقي وثواب مجلسي رضاك عنّي واجعل عملي ودعائي خالصاً لك واجعل ثوابي الجنّة برحمتك واجمع لي جميع ما سألتك وزدني من فضلك إني إليك راغب اللّهمّ غارت النجوم ونامت العيون وأنت

_________________________________________________

في حكمك - « وكفلين. » أي النعمة الظاهرة والباطنة أو الدنيا والآخرة أو ضاعف رحمتك وقال في القاموس : الكفل بالكسر الضعف والنصيب والحظ ، وقال : الكسل التثاقل من الشيء والفتور فيه ، وقال : الهرم محرّكة أقصى الكبر ، وقال في الصحاح الملتحدّ الملجإ لأن اللاجئ يميل إليه ، وقال في مصباح الّلغة : الهلك مثل قفل والهلكة مثال قصبة بمعنى الهلاك ، ولا تردني عن الرد أو من الإرادة فتدبر ذات أبراج أي مزينة بالكواكب وقد مرّ تفسير هذه الفقرات في باب الدّعاء عند النوم والانتباه فارجع إليه « تدلج الرَّحمة » لعلّ فيه حذفاً وإيصالاً أو الرحمة

٤٦٦

الحيُّ القيّوم لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد - ولا بحر لجي ولا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ تدلج الرَّحمة على من تشاء من خلقك تعلم خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ أشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك وأولو العلم لا إله إلّا أنت العزيز الحكيم ومن لم يشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك وأولو العلم فاكتب شهادتي مكان شهادتهم اللّهمّ أنت السلام ومنك السلام أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تفك رقبتي من النّار.

٢٥ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن أبا ذر أتى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جبرئيلعليه‌السلام في صورة دحية الكلبي وقد استخلاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلـمّا رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيلعليه‌السلام يا محمّد هذا أبو ذر قد مرّ بنا ولم يسلم علينا أما لو سلم لرددنا عليه يا محمّد إن له دعاء يدعو به معروفاً عند أهل السّماء فسله عنه إذا عرجت إلى السّماء فلـمّا ارتفع جبرئيل جاء أبو ذر إلى النبيّ فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما منعك يا أبا ذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا فقال ظننت يا رسول الله أن الذي كان معك - دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك فقال ذاك جبرئيلعليه‌السلام يا أبا ذر وقد قال أما لو سلم علينا لرددنا عليه فلـمّا علم أبو ذر أنّه كان جبرئيلعليه‌السلام دخله من الندأمّة حيث لم يسلم عليه ما شاء الله فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما هذا الدّعاء الذي تدعو به فقد أخبرني جبرئيلعليه‌السلام أن لك دعاء تدعو به معروفاً في السماء

_________________________________________________

منصوب بنزع الخافض أو هو مرفوع بالفاعلية إذ الإدلاج لازم « مكان شهادته » أي ضاعف لي الثواب بعدد كلّ من جحدّ ما أقررت به « أنت السلام » أي السالم من النقائص أو مسلم الخلق من الآفات « ومنك السلام » أي سلامة كلّ أحد من العيوب أو البلايا من فضلك.

الحديث الخامس والعشرون : حسن أو موثق.

٤٦٧

فقال نعم يا رسول الله أقول اللّهمّ إني أسألك الأمن والإيمان بك والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار الناس.

٢٦ - علي ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة قال أخذت هذا الدّعاء عن أبي جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام قال وكان أبو جعفر يسميه الجامع : « بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ » أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله آمنت بالله وبجميع رسله وبجميع ما أنزل به على جميع الرسل وأن وعد الله حق ولقاءه حق وصدق الله وبلغ المرسلون وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ الْعالَمِينَ وسبحان الله كلـمّا سبح الله شيء وكما يحب الله أن يسبّح والحمد لله كلـمّا حمد الله شيء وكما يحب الله أن يحمد ولا إله إلّا الله كلـمّا هلل الله شيء وكما يحب الله أن يهلل والله أكبر كلـمّا كبر الله شيء وكما يحب الله أن يكبر اللّهمّ إني أسألك مفاتيح الخير وخواتيمه وسوابغه وفوائده وبركاته وما بلغ علمه علمي وما قصر عن إحصائه حفظي اللّهمّ انهج إلي أسباب معرفته وافتح لي أبوابه وغشني ببركات رحمتك ومن علي بعصمة عن الإزالة عن دينك وطهر قلبي من الشكّ ولا تشغل قلبي بدنياي وعاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبّل منّي جهله وذلل لكلّ خير لساني وطهر قلبي من الرياء ولا تجره في مفاصلي واجعل عملي خالصاً لك اللّهمّ إني أعوذ بك من الشرّ وأنواع الفواحش كلّها ظاهرها وباطنها وغفلاتها وجميع ما يريدني به الشّيطان الرجيم وما يريدني به السلطان العنيد ممّا أحطت بعلمه وأنت

_________________________________________________

الحديث السادس والعشرون : حسن ما أنزل به أي أنزل الملك بسببه ، وفي التهذيب ، والمصباح أنزلت به جميع وهو الصواب « والذل » بالكسر ضد الصعب وقال في النهاية : فيه نهي المسافر أن يأتي أهله طروقاً أي ليلا وكلّ آت بالّليل طارق ، وقيل : أصل الطروق من الطرق وهو الدق وسمّي الآتي بالّليل طارقاً لحاجته إلى دق الباب ، وفي نسخ المصباح هكذا - من طوارق الإنس والجنّ وزوابعهم وتوابعهم وحسدهم ومكائدهم ومشاهدة الفسقة منهم وفي القاموس الزوبعة اسم

٤٦٨

القادر على صرفه عنّي اللّهمّ إني أعوذ بك من طوارق الجنّ والإنس وزوابعهم وبوائقهم ومكايدهم ومشاهد الفسقة من الجنّ والإنس وأن أستزل عن ديني فتفسد علي آخرتي وأن يكون ذلك منهم ضرراً علي في معاشي أو يعرض بلاء يصيبني منهم لا قوّة لي به ولا صبر لي على احتماله فلا تبتلني يا إلهي بمقاساته فيمنعنّي ذلك عن ذكرك ويشغلني عن عبادتك أنت العاصم المانع الدافع الواقي من ذلك كله أسألك اللّهمّ الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني معيشة أقوى بها على طاعتك وأبلغ بها رضوانك وأصير بها إلى دار الحيوان غداً ولا ترزقني رزقاً يطغيني ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيقاً علي أعطني حظا وافرا في آخرتي ومعاشا واسعاً هنيئا مريئا في دنياي ولا تجعل الدنيا علي سجنا ولا تجعل فراقها علي حزنا أجرني من فتنتها واجعل عملي فيها مقبولا وسعيي فيها مشكورا اللّهمّ ومن أرادني بسوء فأرده بمثله ومن كادني فيها فكده واصرف عنّي هم من أدخل علي همه وامكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين وافقأ عنّي عيون الكفرة الظلمة والطغاة والحسدة اللّهمّ وأنزل علي منك السكينة وألبسني درعك الحصينة واحفظنّي بسترك الواقي وجللني عافيتك النافعة وصدق قولي وفعالي وبارك لي في ولدي وأهلي ومالي اللّهمّ ما قدمت وما أخرت وما أغفلت وما تعمدت وما توانيت وما أعلنت وما أسررت فاغفره لي يا أرحم الراحمين.

٢٧ - أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قل اللّهمّ أوسع علي في رزقي وامدد لي في عمري واغفر لي ذنبي واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل

_________________________________________________

شيطان أو رئيس الجنّ « وبوائقهم » في النهاية أي غوائلهم وشرورهم وأحدهما بائقة وهي الداهية ، وقال في الصحاح وقاساه أي كابده ، وقال : الكبد الشدّة وكابدت الأمرّ إذا قاسيت شدته ، وقال والفعل بالكسر الاسم والجمع فعال والفعال أيضاً مصدر ، وقال وتوانى في حاجته قصر.

الحديث السابع والعشرون : صحيح.

٤٦٩

بي غيري ».

٢٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه كان يقول « يا من يشكر اليسير ويعفو عن الكثير وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ اغفر لي الذنوب الّتي ذهبت لذتها وبقيت تبعتها ».

٢٩ - وبهذا الإسناد ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان من دعائه يقول - يا نور يا قدّوس يا أوّل الأولين ويا آخر الآخرين يا رحمان يا رحيم اغفر لي الذنوب الّتي تغيّر النعم واغفر لي الذنوب الّتي تحل النقم واغفر لي الذنوب الّتي تهتك العصم واغفر لي الذنوب الّتي تنزل البلاء واغفر لي الذنوب الّتي تديل الأعداء واغفر لي الذنوب الّتي تعجل الفناء واغفر لي الذنوب الّتي تقطع الرجاء واغفر لي الذنوب الّتي تظلم الهواء واغفر لي الذنوب الّتي تكشف الغطاء واغفر لي الذنوب الّتي ترد الدّعاء واغفر لي الذنوب الّتي ترد غيث السماء.

٣٠ - عنه ، عن محمّد بن سنان ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام يا عدتي في كربتي ويا صاحبي في شدتي ويا وليي في نعمتي ويا غياثي في رغبتي قال وكان

_________________________________________________

الحديث الثامن والعشرون : ضعيف على المشهور.

وفي النهاية : في أسمائه الشكور وهو الذي يزكو عنده القليل من أعمال العباد يضاعف لهم الجزاء وشكره لعباده مغفرته لهم والشكور من أبنية المبالغة يقال شكرت الله وشكرتك والأوّل أفصح.

الحديث التاسع والعشرون : ضعيف على المشهور وقال في الصحاح قدّوس اسم من أسماء الله تعالى وهو فعول من القدس وهو الطهارة وسيبويه يقول قدّوس وسبّوح بفتح أوائلهما وقال الإدالة الغلبة يقال اللّهمّ أدلني على فلان أي انصرني عليه.

الحديث الثلاثون : ضعيف على المشهور.

« والآثار » الأعمال الصالحة والسيئة قوله تعالى( وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ )

٤٧٠

من دعاء أمير المؤمنينعليه‌السلام - اللّهمّ كتبت الآثار وعلمت الأخبار واطلعت على الأسرار فحلت بيننا وبين القلوب فالسر عندك علانية والقلوب إليك مفضاة وإنما أمرك لشيء إذا أردته أن تقول له كُنْ فَيَكُونُ فقل برحمتك لطاعتك أن تدخل في كلّ عضو من أعضائي ولا تفارقني حتّى ألقاك وقل برحمتك لمعصيتك أن تخرج من كلّ عضو من أعضائي فلا تقربني حتّى ألقاك وارزقني من الدنيا وزهدني فيها ولا تزوها عنّي ورغبتي فيها يا رحمان.

٣١ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن العلاء بن رزين ، عن عبد الرحمن بن سيابة قال أعطاني أبو عبد اللهعليه‌السلام هذا الدّعاء الحمد لله ولي الحمد وأهله ومنتهاه ومحلّه أخلص من وحده واهتدى من عبده وفاز من أطاعه وأمن المعتصم به اللّهمّ يا ذا الجود والمجد والثناء الجميل والحمد أسألك مسألة من خضع لك برقبته ورغم لك أنفه وعفر لك وجهه وذلل لك نفسه وفاضت من خوفك دموعه وترددت عبرته واعترف لك بذنوبه وفضحته عندك خطيئته وشانته عندك جريرته وضعفت عند ذلك قوته وقلت حيلته وانقطعت عنه أسباب خدائعه واضمحل عنه كلّ باطل وألجأته ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك وخضوعه لديك وابتهاله إليك أسألك اللّهمّ سؤال من هو بمنزلته أرغب إليك كرغبته وأتضرّع إليك كتضرّعه - وأبتهل إليك كأشد ابتهاله اللّهمّ فارحم استكانة منطقي وذل مقامي ومجلسي

_________________________________________________

وفي الصحاح أفضيت على فلان سري وأقضى بيده إلى الأرض إذا مسها بباطن راحته ، وفي القاموس يقال زويت عنّي ما أحبَّ أي صرفته عنّي وقبضته ، وفي النهاية وما زوى الله عنكم أي ما نحى عنكم من الخير والفضل.

الحديث الواحد والثلاثون : مجهول أو حسن ، والسّند الآخر حسن.

« ولي الحمد» يطلق الولي على المتولي بأمرّ ، وعلى الأولى بأمرّ ، فعلى الأوّل المراد أنّه هو الحامد لنفسه كما يستحقه ، أو هو الموفق لكلّ من حمده ، وعلى الثاني المراد أنّه أولى بالحمد من كلّ أحد ، ونقل المعنيين في مجمع البيان « أخلص »

٤٧١

وخضوعي إليك برقبتي أسألك اللّهمّ الهدى من الضلالة والبصيرة من العمى والرشد من الغواية وأسألك اللّهمّ أكثر الحمد عند الرخاء وأجمل الصبر عند المصيبة - وأفضل الشكر عند موضع الشكر والتسليم عند الشبهات وأسألك القوّة في طاعتك والضعف عن معصيتك والهربّ إليك منك والتقربّ إليك ربّ لترضى والتحري لكلّ ما يرضيك عنّي في إسخاط خلقك التماسا لرضاك ربّ من أرجوه إن لم ترحمنّي أو من يعود علي إن أقصيتني أو من ينفعنّي عفوه إن عاقبتني أو من آمل عطاياه إن حرمتني أو من يملك كرامتي إن أهنتني أو من يضرني هوأنّه إن أكرمتني ربّ ما أسوأ فعلي وأقبح عملي وأقسى قلبي وأطول أملي وأقصر أجلي وأجرأني على عصيان من خلقني ربّ وما أحسن بلاءك عندي وأظهر نعماءك علي كثرت علي منك النعم فما أحصيها وقل منّي الشكر فيما أوليتنيه فبطرت بالنعم وتعرضت للنقم وسهوت عن الذكر وركبت الجهل بعد العلم وجزت من العدل إلى الظلم وجاوزت البر إلى الإثمَّ وصرت إلى الهربّ من الخوف والحزن فما أصغر حسناتي وأقلها في كثرة ذنوبي وما أكثر ذنوبي وأعظمها على قدر صغر خلقي وضعف ركني ربّ وما أطول أملي في قصر أجلي وأقصر أجلي في بعد أملي وما أقبح سريرتي وعلانيتي ربّ لا حجة لي إن احتججت ولا عذر لي إن اعتذرت ولا شكر عندي إن ابتليت وأوليت إن لم تعنّي على شكر ما أوليت

_________________________________________________

لعلّه إشارة إلى أن من لم يخلص العمل له فهو مشترك فتدبر وقال في القاموس : شأنّه ضد زأنّه ، وقال العبرة بالفتح الدمعة قبل أن تفيض ، أو تردَّد البكاء في الصدر أو الحزن بلا بكاء ، والجمع عبرات وعبّر ، وقال في الصحاح : الابتهال التضرّع ويقال في قوله تعالى( ثمَّ نَبْتَهِلْ ) أي تخلص في الدّعاء وقال فلان يتحرى الأمرّ أي يتوخاه ويقصده « إن أقصيتني » أي أبعدتني وقال في الصحاح البطر الأشرّ وهو شدة المرح وقد بطر بالكسر يبطر وقال ركن الشيء جانبه الأقوى والابتلاء الاختبار « وهدت » أي كسرت « كيف اطلب » إلى آخره في المصباح هكذا كيف لي طلب وشهوات الدنيا أو أبكي على حميم فيها ولا أبكي على نفسي وتشتد إلى آخره « وأبكي على

٤٧٢

ربّ ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه وأزل لساني إن لم تثبته وأسود وجهي إن لم تبيضه ربّ كيف لي بذنوبي الّتي سلفت منّي قد هدت لها أركاني ربّ كيف أطلب شهوات الدنيا وأبكي على خيبتي فيها ولا أبكي وتشتد حسراتي على عصياني وتفريطي ربّ دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعاً وركنت إليها طائعا ودعتني دواعي الآخرة فتثبطت عنها وأبطأت في الإجابة والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد وهشيمها البائد وسرابها الذاهب ربّ خوفتني وشوقتني واحتججت علي برقي وكفلت لي برزقي فأمنت من خوفك وتثبطت عن تشويقك ولم أتكلّ على ضمانك وتهاونت باحتجاجك اللّهمّ فاجعل أمنّي منك في هذه الدنيا خوفاً وحول تثبطي شوقاً وتهاوني بحجتك فرقا منك ثمَّ رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم يا كريم أسألك باسمك العظيم رضاك عند السخطة والفرجة عند الكربة والنور عند الظلمة والبصيرة عند تشبه الفتنة ربّ اجعل جنتي من خطاياي حصينة ودرجاتي في الجنان رفيعة وأعمالي كلّها متقبلة وحسناتي مضاعفّة زاكية وأعوذ بك من الفتن كلّها ما ظهر منها وما بطن ومن رفيع المطعم والمشربّ ومن شرّ ما أعلم ومن شرّ ما لا أعلم وأعوذ بك من أن أشتري الجهل بالعلم والجفاء بالحلم والجور بالعدل والقطيعة بالبر والجزع

_________________________________________________

حبيبي « أي أرى أحبائي يموتون وأبكي عليهم أي كيف أبكي وكيف أطلب والحال إني أبكي على معاصي وهي أشد ، أو يقدّر كيف في قوله ولا أبكي ، ويكون قوله وأبكي جملة حاليّة أي كيف أطلب الدنيا وأرى موت إحيائي وكيف لا أبكي على ذنوبي والحال أنّه تشتد حسراتي عليها وقال في القاموس التثبط التوقف ولتعود عن الأمرّ والشغل عنه » والحطام « ما تكسر من اليبيس » وهمد « الثوب يهمد هموداً بلى ونبات هامد يابس والهامد البالي المسود المتغيّر واليابس من النبات و » الهشيم « من النبات اليابس المتكسر والشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف يشاء و » باد « هلك وذهب وانقطع » والفرجة « مثلّثة التقضي من الأمرّ » أو الهدى

٤٧٣

بالصبر والهدى بالضلالة والكفر بالإيمان.

ابن محبوب ، عن جميل بن صالح أنّه ذكر أيضاً مثله وذكر أنّه دعاء علي بن الحسين صلوات الله عليهما وزاد في آخره آمين ربّ العالمين.

٣٢ - ابن محبوب قال حدثنا نوح أبو اليقظان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ادع بهذا الدّعاء - اللّهمّ إني أسألك برحمتك الّتي لا تنال منك إلّا برضاك والخروج من جميع معاصيك والدّخول في كلّ ما يرضيك والنجاة من كلّ ورطة والمخرج من كلّ كبيرة أتى بها منّي عمد أو زل بها منّي خطأ أو خطر بها علي خطرات الشّيطان أسألك خوفاً توقفني به على حدود رضاك وتشعب به عنّي كلّ شهوة خطر بها هواي واستزل بها رأيي ليجاوز حدّ حلالك أسألك اللّهمّ الأخذ - بأحسن ما تعلم وترك سيئ كلّ ما تعلم أو أخطأ من حيث لا أعلم أو من حيث أعلم أسألك السعة في الرّزق والزهد في الكفاف والمخرج بالبيان من كلّ شبهة والصواب في كلّ حجة والصدق في جميع المواطن وإنصاف الناس من نفسي فيما علي ولي والتذلل في إعطاء النصف من جميع مواطن السخط والرّضا وترك قليل البغي وكثيره في القول منّي والفعل وتمام نعمتك في جميع الأشياء والشكر لك عليها لكي ترضى وبعد الرّضا وأسألك الخيرة في كلّ ما يكون فيه الخيرة بميسور الأمور كلّها لا بمعسورها يا كريم يا كريم يا كريم وافتح لي باب الأمرّ الذي فيه العافية والفرج وافتح لي بابه ويسر لي مخرجه ومن قدرت له علي مقدرة من خلقك فخذ عنّي بسمعه وبصره ولسأنّه ويده وخذه عن يمينه وعن يساره ومن خلفه ومن قدامه وامنعه أن يصل إلي بسوء عزَّ جارك وجلَّ ثناء وجهك ولا إله غيرك أنت ربّي وأنا عبدك اللّهمّ أنت رجائي في كلّ كربة وأنت ثقتي في كلّ شدة وأنت لي في كلّ أمرّ نزل بي ثقة وعدَّةٌ فكم من كربّ يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويشمت فيه

_________________________________________________

بالضلالة » وفي المصباح أو الضلالة بالهدي وهو الظاهر ، ولعلّه من النساخ.

الحديث الثاني والثلاثون : حسن.

٤٧٤

العدو وتعيا فيه الأمور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمّن سواك قد فرجته وكفيته فأنت ولي كلّ نعمة وصاحب كلّ حاجة ومنتهى كلّ رغبة فلك الحمد كثيراً ولك المن فاضلا.

٣٣ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام فقال قل اللّهمّ إني أسألك قول التوابين وعملهم ونور الأنبياء وصدقهم ونجاة المجاهدين وثوابهم وشكر المصطفين ونصيحتهم وعمل الذاكرين ويقينهم وإيمان العلماء وفقههم وتعبدّ الخاشعين وتواضعهم وحكم الفقهاء وسيرتهم وخشية المتقين ورغبتهم وتصديق المؤمنين وتوكلهم ورجاء المحسنين وبرهم اللّهمّ إني أسألك ثواب الشاكرين ومنزلة المقرّبين ومرافقة النبيين اللّهمّ إني أسألك خوف العاملين لك وعمل الخائفين منك وخشوع العابدين لك ويقين المتوكلين عليك وتوكلّ المؤمنين بك اللّهمّ إنك بحاجتي عالم غير معلم وأنت لها واسع غير متكلف وأنت الذي لا يحفيك سائل ولا ينقصك نائل ولا يبلغ مدحتك قول قائل أنت كما تقول وفوق ما نقول اللّهمّ اجعل لي فرجاً قريباً وأجراً عظيماً وستراً جميلاً اللّهمّ إنك تعلم أني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم أتخذ لك ضدا ولا ندا ولا صاحِبَةً وَلا وَلَداً يا من لا تغلطه المسائل يا من لا يشغله شيء عن شيء ولا سمع عن سمع ولا بصر عن بصر ولا يبرمه إلحاح الملحين أسألك أن تفرج عنّي في ساعتي هذه من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب إنك تحيي الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ وإِنَّكَ عَلى كلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يا من قل شكري له فلم يحرمنّي وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ورآني على المعاصي فلم يجبهني وخلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له فنعم

_________________________________________________

الحديث الثالث والثلاثون : حسن « والنجاة من كلَّ ورطة » في المصباح النجاة بدون الواو في موضع وفي موضع كما في المتن وعلى ما في المتن يكون المقصود بالسّؤال الرَّحمة وبدون الواو يكون الباء للقسم أو للسّببية والمقصود بالسؤال النجاة ويكون قولهعليه‌السلام والخروج معطوفاً على قوله رضاك ، ولعلّ ما في المتن أظهر

٤٧٥

المولى أنت يا سيّدي وبئس العبد أنا وجدتني ونعم الطالب أنت ربّي وبئس المطلوب [ أنا ] ألفيتني عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ما شئت صنعت بي اللّهمّ هدأت الأصوات وسكنت الحركات وخلا كلّ حبيب بحبيبه وخلوت بك أنت المحبوب إلي فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النّار يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس لمخلوق دونه منعة يا أوّل قبل كلّ شيء ويا آخر بعد كلّ شيء يا من ليس له عنصر ويا من ليس لآخره فناء ويا أكمل منعوت ويا أسمح المعطين ويا من يفقه بكلّ لغة يدعى بها ويا من عفوه قديم وبطشه شديد وملكه مستقيم أسألك باسمك الذي شافهت به موسى - يا الله يا رحمان يا رحيم يا لا إله إلّا أنت اللّهمّ أنت الصمّد أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تدخلني الجنّة برحمتك.

٣٤ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونس قال قلت للرضاعليه‌السلام : علّمنّي دعاء وأوجز فقال قل يا من دلني على نفسه وذلل قلبي

_________________________________________________

لورود تعدية السؤال بالباء كما في قوله تعالى( سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ ) (١) « والورطة » كلّ غامض والهلكة وكلّ أمرّ تعسر النجاة منه وشعبت الشيء فرقته « والزهد في الكفاف » أي مع الكفاف وفي التهذيب والمصباح هكذا والزهد فيما هو وبال وأسألك المخرج ، وقال في النهاية : الكفاف هو الذي لا يفضل عن الشيء ويكون بقدر الحاجة ، وفي الحديث أبداً بمن يقول ولا تلام على كفاف أي إذا لم يكن عندك كفاف لم تلم على أن لا تعطى أحداً ، وقال النصف بالكسر الانتصاف وقال في القاموس الإنصاف العدل والاسم منه النصف والنصفة محركتين.

الحديث الرابع والثلاثون : حسن ، أو موثق.

« وحكم الفقهاء » أي الحكمة أو القضاء « لا يحفيك سائل » قيل مشتق من الحفو بمعنى المنع أي لا يمنعك كثرة سؤال السؤال عن العطاء ، وقيل : بمعنى المبالغة في السؤال أي كلـمّا ألحوا في السؤال لم يصلّوا إلى حدّ المبالغة في السؤال بل يحسن

____________________

(١) المعارج : ١.

٤٧٦

بتصديقه أسألك الأمن والإيمان ».

٣٥ - علي بن أبي حمزة ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن رجلاً أتى أمير المؤمنينعليه‌السلام فقال يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته ولم أنفق منه درهما في طاعة الله عزَّ وجلَّ ثمَّ اكتسبت منه مألّا فلم أنفق منه درهما في طاعة الله فعلّمنّي دعاء يخلف علي ما مضى ويغفر لي ما عملت أو عملاً أعمله قال قل قال وأي شيء أقول يا أمير المؤمنين قال قل كما أقول - يا نوري في كلّ ظلمة ويا أنسي في كلّ وحشة ويا رجائي في كلّ كربة ويا ثقتي في كلّ شدة ويا دليلي في الضلالة أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاء فإن دلالتك لا تنقطع ولا يضل من هديت أنعمت علي فأسبغت ورزقتني فوفرت وغذيتني فأحسنت غذائي وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل منّي ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك فتقويت بكرمك على معاصيك وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما لا تحب فلم يمنعك جرأتي

_________________________________________________

منهم الأكثر ، والأظهر أن المراد لا ينقص عطاياك كثرة سؤال السائلين لسعة خزائن رحمتك من الإحفاء بمعنى المبالغة في أخذ الشيء كما في قولهعليه‌السلام أحفوا الشواربّ « والبرم » السامّة والضجر « والجبة » الاستقبال بالمكروه « ألفيتني » أي وجدتني والهداءة والهدء السكون من الحركات ليست لعالم فوقه صفة لعلّ المراد ليس لعالم صفة في العلم تكون فوقه أي ليس أحد أعلم منه أو لا يمكن للعلماء أن يبالغوا في صفة حتّى يكون أكثر ممّا هو عليه بل كلـمّا بالغوا فيه فهم مقصرون والأخير أظهر ، وقيل المراد به أنّه ليس لعالم يكون فوقه صفة أي وجود إذ كلـمّا له وجود فله صفة ، والفقرة الثانية يمكن أن يكون المراد بها أنّه ليس لـمّا دونه من المخلوقات امتناع من أن يصل إليهم مكروه ، أو ليس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعه ، وقال في النهاية : يقال : قوم ليست لهم منعة أي قوّة تمنع من يريدهم بسوء وقد يفتح النون وقال والعنصر بضمّ العين وفتح الصاد الأصل وقد يضم والنون زائدة فيه عند سيبويه.

الحديث الخامس والثلاثون : موثق.

٤٧٧

عليك وركوبي لما نهيتني عنه ودخولي فيما حرَّمت علي أن عدت علي بفضلك ولم يمنعنّي حلمك عنّي وعودك علي بفضلك أن عدت في معاصيك فأنت العواد بالفضل وأنا العواد بالمعاصي فيا أكرم من أقر له بذنب وأعزَّ من خضع له بذل لكرمك أقررت بذنبي ولعزك خضعت بذلّي فما أنت صانع بي في كرمك وإقراري بذنبي وعزّك وخضوعي بذلي افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله.

تمَّ كتاب الدًّعاء ويتلوه كتاب فضل القرآن

_________________________________________________

الحديث السادس والثلاثون : ضعيف على المشهور.

٤٧٨

بسم الله الرحمن الرحيم

(كتاب فضل القرآن)

١ - عليُّ بن محمّد ، عن علي بن العبّاس ، عن الحسين بن عبد الرحمن ، عن سفيان الحريري ، عن أبيه ، عن سعد الخفاف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال يا سعد تعلموا القرآن فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ثمانون ألف صفّ أمّة محمّد وأربعون ألف صفّ من سائر الأمم فيأتي على صفّ المسلمين في صورة رجل فيسلم فينظرون إليه ثمَّ يقولون لا إله إلّا الله الحليم الكريم إن هذا الرّجل من المسلمين نعرفه بنعته وصفته غير أنّه كان أشد اجتهادا منا في القرآن فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه

_________________________________________________

كتاب فضل القرآن

الحديث الأوّل : مجهول ، أو ضعيف.

وقال في النهاية : القرآن أصل هذا اللّفظ للجمع وكلّ شيء جمعته فقد قرأته ومنه سمّي القرآن لأنّه جمع القصص ، والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض ، وهو مصدر كغفران ، وقد يطلق على الصّلاة لأن فيها القراءة ، وعلى القراءة نفسها وقد يخفف الهمزة فيه تخفيفاً « نعرفه بنعته » لعلّه يجيء بصورة من يعرفونه أو المراد إنا نعرف بهذه الحلية والسيماء أنّه رجل من المسلمين لكن لا نعرفه باسمه أو العرفان لأنهم كانوا يقرءونه ويتلونه لكن لـمّا تغيرت الصورة ظنوا أنّه رجل كانوا يعرفونه ، وذهب عن بالهم اسمه ، وقيل : لـمّا كان المؤمن في نيته أن يعبد الله حق عبادته ويتلو كتابه حق تلاوته إلّا أنّه لا يتيسر له ذلك كما يريد ، وبالجملة لا

٤٧٩

ثمَّ يجاوز حتّى يأتي على صفّ الشهداء فينظرون إليه الشهداء ثمَّ يقولون لا إله إلّا الله الربّ الرحيم إن هذا الرّجل من الشهداء نعرفه بسمته وصفته غير أنّه من شهداء البحر فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نعطه قال فيتجاوز حتّى يأتي على صفّ شهداء البحر في صورة شهيد فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبهم ويقولون إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته وصفته غير أن الجزيرة الّتي أصيب فيها كانت أعظم هولا من الجزيرة الّتي أصبنا فيها فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه ثمَّ يجاوز حتّى يأتي صفّ النبيين والمرسلين في صورة نبي مرسل فينظر النبيون والمرسلون إليه فيشتد لذلك تعجبهم ويقولون لا إله إلّا الله الحليم الكريم إن هذا النبيّ مرسل نعرفه بسمته وصفته غير أنّه أعطي فضلاً كثيراً قال فيجتمعون فيأتون رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسألونه ويقولون يا محمّد من هذا فيقول لهم أوما تعرفونه فيقولون ما نعرفه هذا ممن لم يغضب الله عليه فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هذا حجة الله على خلقه فيسلم ثمَّ يجاوز حتّى يأتي على صفّ الملائكة في سورة ملك مقربّ فتنظر إليه الملائكة فيشتد تعجبهم ويكبر ذلك عليهم لـمّا رأوا من فضله ويقولون تعالى ربّنا وتقدس

_________________________________________________

يوافق عمله ما في نيته كما ورد في الحديث نية المؤمن خير من عمله ، فالقرآن يتجلى لكلّ طائفة بصورة من جنسهم إلّا أنّه أحسن في الجمال والبهاء ، وهي الصورة الّتي لو كانوا يأتون بما في نيتهم من العمل بالقرآن لكان لهم تلك الصورة وإنما لا يعرفونه كما ينبغي لأنهم لم يأتوا بذلك كما ينبغي وإنّما يعرفونه بنعته ووصفه لأنّهم كانوا يتلونه وإنما وصفوا الله بالحلم والكرم والرَّحمة حين رؤيتهم لـمّا رأوا في أنفسهم في جنبه من النقص والقصور الناشئين من تقصيرهم يرجون من الله العفو والكرم والرَّحمة ، وإنّما كان حجة الله على خلقه لأنّه أتى بما يجبّ عليهم الإتيان به والانتهاء عنه.

وأمّا قوله « فمنهم من صانني » فمعناه أنّه أتى بما كان في وسعه ومع ذلك كان في

٤٨٠