مرآة العقول الجزء ١٢

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 594
المشاهدات: 44753
تحميل: 6429


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44753 / تحميل: 6429
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 12

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إنّ هذا العبد من الملائكة نعرفه بسمته وصفته غير أنّه كان أقربّ الملائكة إلى الله عزَّ وجلَّ مقاما فمن هناك ألبس من النور والجمال ما لم نلبس ثمَّ يجاوز حتّى ينتهي إلى ربّ العزة تبارك وتعالى فيخر تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى يا حجتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيرفع رأسه فيقول الله تبارك وتعالى كيف رأيت عبادي فيقول يا ربّ منهم من صانني وحافظ علي ولم يضيع شيئاً ومنهم من ضيعنّي واستخفّ بحقّي وكذب بي وأنا حجتك على جميع خلقك فيقول الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأثيبن عليك اليوم أحسن الثواب ولأعاقبن عليك اليوم أليم العقاب قال فيرجع - القرآن رأسه في صورة أخرى قال فقلت له يا أبا جعفر في أي صورة يرجع قال في صورة رجل شأحبَّ متغيّر يبصره أهل الجمع فيأتي الرّجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول ما تعرفني فينظر إليه الرّجل فيقول ما أعرفك يا عبد الله قال فيرجع في صورته الّتي كانت في الخلق الأوّل ويقول ما تعرفني فيقول نعم فيقول القرآن أنا الذي أسهرت ليلك وأنصبت

_________________________________________________

نيته أن يأتي بأحسن منه وإنما يشفع لمكان النيّة ، ولعلّ رجوعه في صورة الرّجل الشأحبَّ لسماعة الوعيد الشديد ، وهو وإن كان لمستحقيه إلّا أنّه لا يخلو من تأثير لمن يطلع عليه انتهى. وفي الصحاح السمت الطريق ويستعار لهيئة أهل الخير يقال ما أحسن سمت فلان وقال في النهاية قد تكرر ذكر الشفاعة في الحديث فيما يتعلّق بأمور الدنيا والآخرة وهي السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم يقال شفع يشفع شفاعة فهو شافع وشفيع والمشفع بكسر الفاء المشددة الذي يقبل الشفاعة وبالفتح الذي يقبل شفاعته « شاحب متغيّر » في الصحاح شحب جسمه بالفتح يشحب بالضمّ شحوبا إذا تغيّر ولعلّ تغيّر صورته للغضب على المخالفين ، أو للاهتمام بشفاعة المؤمنين كما في قولهعليه‌السلام يقوم السقط محبنطئاً على باب الجنّة وسهر بالكسر وأسهره وغيره وفي الصحاح نصب الرّجل بالكسر نصباً تعب وأنصبه غيره « إنّهم أهل تسليم » أي لا يشككون

٤٨١

عيشك سمعت الأذى ورجمت بالقول فيَّ إلّا وإنَّ كلّ تاجر قد استوفى تجارته - وأنا وراءك اليوم قال فينطلق به إلى ربّ العزة تبارك وتعالى فيقول يا ربّ يا ربّ عبدك وأنت أعلم به قد كان نصبا في مواظبا علي يعادى بسببي ويحب في ويبغض فيقول الله عزَّ وجلَّ أدخلوا عبدي جنتي واكسوه حلة من حلل الجنّة وتوجوه بتاج فإذا فعل به ذلك عرض على القرآن فيقال له هل رضيت بما صنع بوليك فيقول يا ربّ إني أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله فيقول وعزتي وجلالي وعلوي وارتفاع مكاني لأنحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته إلّا إنهم شباب لا يهرمون وأصحاء لا يسقمون وأغنياء لا يفتقرون وفرحون لا يحزنون وأحياء لا يموتون ثمَّ تلا هذه الآية : «لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إلّا الْمَوْتَةَ الْأُولى » قال قلت جعلت فداك يا أبا جعفر وهل يتكلّم القرآن فتبسم ثمَّ قال رحم الله الضعفاء من شيعتنا إنهم أهل تسليم ثمَّ قال نعم يا سعد والصّلاة تتكلّم ولها صورة وخلق تأمرّ وتنهى قال سعد فتغيّر لذلك لوني وقلت هذا شيء لا أستطيع أنا أتكلّم به

_________________________________________________

في الأشياء وكلـمّا سمعوا شيئاً يعتقدونه كلام القرآن ، قيل : تكلّم القرآن عبارة عن إلقائه إلى السمع ما يفهم منه المعنى وهذا هو معنى حقيقة الكلام لا يشترط فيه أن يصدر من لسان لحيُّ وكذا تكلّم الصّلاة فإن من أتى بالصّلاة بحقها وحقيقتها نهته الصّلاة عن متابعة أعداء الدين وغاصبي حقوق الأئمّة الراشدين الذين من عرفهم عرف الله ومن ذكرهم ذكر الله « إِنَّ الصّلاة تَنْهى » قد وردت الأخبار في أن المراد بالصّلاة أمير المؤمنينعليه‌السلام والفحشاء والمنكر أبو بكر وعمرّ وذكر الله رسول الله فقولهعليه‌السلام الصّلاة رجل ، يمكن أن يكون على سبيل التنظير أي لا استبعاًد في أن يكون للقرآن صورة كما أن في بطن هذه الآية المراد بالصّلاة رجل أو يكون المراد أن للصلاة صورة ومثإلّا يترتب عليه وينشأ منه آثار الصّلاة فكذا القرآن ويحتمل أن يكون صورة القرآن في القيامة أمير المؤمنينعليه‌السلام فأنّه حامل علمه والمتخلق بأخلاقه كما قالعليه‌السلام أنا كلام الله الناطق فإن كلّ من كمل فيه صفة أو

٤٨٢

في الناس فقال أبو جعفر وهل الناس إلّا شيعتنا فمن لم يعرف الصّلاة فقد أنكر حقنا ثمَّ قال يا سعد أسمعك كلام القرآن قال سعد فقلت بلى صلّى الله عليك فقال : « إِنَّ الصّلاة تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ » فالنهي كلام والفحشاء والمنكر رجال ونحن ذكر الله ونحن أكبر.

٢ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أيّها الناس إنكم في دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسّير بكم سريع وقد رأيتمّ الّليل والنهار والشمس والقمرّ يبليان كلّ جديد ويقربان كلّ بعيد ويأتيان بكلّ موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز - قال فقام المقداد بن الأسود فقال يا رسول الله وما دار الهدنة قال دار بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الّليل المظلم فعليكم بالقرآن فأنّه شافع

_________________________________________________

عمل أو حالة فكأنّه جسد لتلك الصفة وشخص له فأمير المؤمنينعليه‌السلام جسد للقرآن وللصلاة وللزكاة ولذكر الله ، لكمالها فيه فيطلق عليه هذه الأسامي في بطن القرآن ويطلق على مخالفيه الفحشاء والمنكر والبغي ، والكفر والفسوق والعصيان لكمالها فيهم فإنهم أجساد لتلك الخصال الذميمة وتلك أرواحهم كذا أفاض الله علي في حل هذا الخبر وبه ينحل كثير من غوامض الأخبار.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية الهدنة السكون والصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كلّ متحاربين يقال هدنت الرّجل وأهدنته إذا أسكنته يتعدّى ولا يتعدّى وأعدوا الجهاز وفي بعض النسخ الجهاد ، وقال في النهاية : تجهيز الغازي تجميله وإعداد ما يحتاج في غزوة ومنه تجهيز العروس والميت ، وفي الحديث هي أزادك وأعد جهازك انتهى ، والجهاد المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أو فعل يقال جهد الرّجل في الشيء أي جد فيه وبالغ« وما دار الهدنة » لعلّ الهدنة كناية عن المهلة وقال في النهاية منه حديث ابن مسعود القرآن شافع مشفع وماحل مصدق

٤٨٣

مشفّع وماحل مصدَّق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ومن جعله خلفه ساقه إلى النّار وهو الدَّليل يدلّ على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص.

٣ - علي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة ، عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن العزيز الجبّار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البار فيه

_________________________________________________

أي خصم مجادل مصدق ، من قولهم محل بفلان إذا سعى به إلى السلطان يعنّي من اتبعه وعمل بما فيه فأنّه شافع له مقبول الشفاعة ومصدوق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل بما فيه وفي صفة القرآن هو الفصل أي الفاصل بين الحقّ والباطل والأنيق الشيء المعجب ، والأنق بالفتح الفرح والسرور « على نجومه نجوم » لعلّ المراد له نجوم أي آيات تدلّ على أحكام الله تهتدي بها وفيه آيات تدلّ على هذه الآيات وتوضحها أو المراد بالنجوم الثالث السنة فإن السنة توضح القرآن أو الأئمّةعليهم‌السلام العالمون بالقرآن أو المعجزات فإنها تدلّ على حقيقة الآيات لمن عرف الصفة أي الصفات الّتي توجب المغفرة من القرآن أو صفة التعرف والاستنباط فتأمل « والعطب » الهلاك « ونشب » في الشيء إذا وقع فيما لا مخلص له منه والتربص الانتظار.

الحديث الثالث : حسن أو موثق.

« ولو أتاكم » أي لو أتاكم من يخبر عمّا في القرآن من غرائب العلوم والحكم لتعجبتم ويمكن أن يكون المراد لو أتاكم رجل يخبركم بمثل ما في القرآن

٤٨٤

خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السّماء والأرض ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن أبي الجارود قال قال أبو جعفرعليه‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا أوّل وافد على العزيز الجبّار - يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثمَّ أمتي ثمَّ أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكّر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

٦ - علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جميلة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام كان في وصية أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه اعلموا أن القرآن هدى النهار ونور الّليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة.

٧ - علي ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد الله ، عن آبائهعليهم‌السلام قال شكا رجل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وجعاً في صدره فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : استشف بالقرآن فإن الله عزَّ وجلَّ يقول : «وَشِفاءٌ لـمّا فِي الصُّدُورِ ».

_________________________________________________

يتعجبون وكيف لا يتعجبون من القرآن وفيه علم ما يكون وما كان ، والله يعلم.

الحديث الرابع : ضعيف.

الحديث الخامس : ضعيف كالموثّق « والدجى » الظلمة.

الحديث السادس : ضعيف.

« ما كان من جهد » لعلّ المراد أنّه ينفعك ولو كنت على غاية المشقة والفاقة.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

ويدلّ على أن ما في الصّدور أعم من الأمراض الظاهرة والباطنة والجسمانية والروحانية.

٤٨٥

٨ - أبو علي الأشعري ، عن بعض أصحابه ، عن الخشاب رفعه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لا والله لا يرجع الأمرّ والخلافة إلى آل أبي بكر وعمرّ أبداً ولا إلى بني أمية أبداً ولا في ولد طلحة والزبير أبداً وذلك أنهم نبذوا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الأحكام وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - القرآن هدى من الضلال وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم وما عدل أحد عن القرآن إلّا إلى النّار

٩ - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن القرآن زاجر وآمرّ يأمرّ بالجنّة ويزجر عن النّار

١٠ - علي بن إبراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن سعد الإسكاف قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أعطيت السور الطوال مكان التوراة

_________________________________________________

الحديث الثامن : مرسل « لا يرجع الأمرّ » يمكن أن يكون المراد بطلان خلافتهم أو أنّه لا يرجع إليهم بعد ذلك والأخير أظهر فتدبر « من الأحداث » أي البدع و « الهلكة » محرّكة الهلاك.

الحديث التاسع : موثق.

الحديث العاشر : مجهول.

وقال في مجمع البيان قد شاع في الخبر عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال أعطيت مكان التوراة السبع الطوال ، ومكان الإنجيل المثاني ، ومكان الزبور المائين وفضلت بالمفصّل ، وفي رواية واثلة بن الأسقع وأعطيت مكان الإنجيل المائين ومكان الزبور المثاني ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش لم يعطها نبي قبلي. وأعطاني ربّي المفصّل نافلة والسبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال مع التوبة لأنّهما تدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل

٤٨٦

وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصّل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب والتوراة لموسى والإنجيل لعيسى والزبور لداود.

_________________________________________________

بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم وقيل أن السابعة سورة يونس ، والطوال جمع الطولى تأنيث الأطول ، وإنما سميت هذه السور الطوال لأنّها أطول سور القرآن ، وأمّا المثاني فهي السورة التالية للسبع الطوال فأولها سورة يونس وآخرها سورة النحل ، وإنّما سميت مثاني لأنّها ثنيت الطوال أي تلتها فكان الطوال المبادئ والمثاني لها ثواني ، وقال الفراء واحدها مثناة وقيل : مثنّى ومثاني. كمعنى ومعاني ، وقيل : المثاني سور القرآن كلّها طوالها وقصارها من قوله تعالى( كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ ) ووجه التسميّة أنّه يثني فيه الحدود والأمثال ، وقيل : للثاني سورة الحمد وهو المرويّ عن الأئمّةعليهم‌السلام وأمّا المئون فهي كلّ سورة تكون نحوا من مائة آية أو فويق ذلك أو دوينه وهي سبع أولها سورة بني إسرائيل وآخرها المؤمنون ، وقيل : إن المائين ما ولي السبع الطوال ثمَّ المثاني بعدها ، وهي الّتي يقصر عن المائين ويزيد على المفصّل ، وسميت مثاني لأن المائين مباديها ، أما المفصّل فما بعد الحواميم إلى آخر القرآن ، وطوالها من سورة محمّد إلى النبأ ومتوسطاته منه إلى الضحى ، وقصاره منه إلى آخر القرآن ، وسميّت مفصلاً لكثرة الفصول بين سورها ببسم الله الرحمن الرحيم انتهى ، وعلى ما ذكره المفسرون من التفسير الطوال والمئين والمثاني والمفصّل يخرج كثير من السور عن الأقسام ، والسبع غير مذكور في هذا الخبر فيمكن أن يكون عند كلّ من الثلاثة الأوّل أزيد من السبع ولا يمكن إدراجها في المفصّل لأن العدد مذكور فيه والمراد بالمفصّل من سورة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى آخر القرآن ثمان وستون سورة و « هو مهيمن » أي شاهد.

٤٨٧

١١ - أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمرّ ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال يجيء القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة فيمرّ بالمسلمين فيقولون هذا الرّجل منا فيجاوزهم إلى النبيين فيقولون هو منا فيجاوزهم إلى الملائكة المقرّبين فيقولون هو منا حتّى ينتهي إلى ربّ العزة عزَّ وجلَّ فيقول يا ربّ فلان بن فلان أظمأت هواجره وأسهرت ليله في دار الدنيا وفلان بن فلان لم أظمئ هواجره ولم أسهر ليله فيقول تبارك وتعالى أدخلهم الجنّة على منازلهم فيقوم فيتبعونه فيقول للمؤمن اقرأ وارقه قال فيقرأ ويرقى حتّى يبلغ كلّ رجل منهم منزلته الّتي هي له فينزلها.

١٢ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن يونس بن عمّار قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة ديوان فيه النعم وديوان فيه الحسنات وديوان فيه السيئات فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق النعم عأمّة الحسنات ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول يا ربّ أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي ويطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضاني قال فيقول العزيز الجبّار عبدي ابسط يمينك فيملؤها من رضوان الله العزيز

_________________________________________________

الحديث الحادي عشر : ضعيف.

وقال في مغرب الّلغة رقي في السلم رقيا من باب لبس ، وفي القرآن ( أو يرقى في السّماء ) وارتقى فيه مثله.

الحديث الثاني عشر : مجهول.

والديوان جريدة الحساب ولعلّ ملؤ اليمين والشمال كناية عن تضعيف جزاء ديوان الحسنات ومحو ديوان السيئات ، أو عن إعطاء كتاب دخول الجنّة بيمينه ،

٤٨٨

الجبّار ويملأ شماله من رحمة الله ثمَّ يقال هذه الجنّة مباحة لك فاقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة.

١٣ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمّد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال قال علي بن الحسينعليه‌السلام لو مات من بين المشرق والمغربّ لـمّا استوحشت بعد أن يكون القرآن معي وكانعليه‌السلام إذا قرأ « مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ » يكررها حتّى كاد أن يموت.

١٤ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن إسحاق بن غالب قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا جمع الله عزَّ وجلَّ الأولين والآخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم ير قط أحسن صورة منه فإذا نظر إليه المؤمنون وهو القرآن قالوا هذا منا هذا أحسن شيء رأينا فإذا انتهى إليهم جازهم ثمَّ ينظر إليه الشهداء حتّى إذا انتهى إلى آخرهم جازهم فيقولون هذا القرآن فيجوزهم كلهم حتّى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولون هذا القرآن فيجوزهم حتّى ينتهي إلى الملائكة فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ثمَّ ينتهي حتّى يقف عن يمين العرش فيقول الجبّار وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمن اليوم من أكرمك ولأهينن من أهانك.

_________________________________________________

وكتاب البراءة من النّار بشماله أو الجميع استعارة تمثيلية لبيان غاية الإكرام والإنعام.

الحديث الثالث عشر : ضعيف.

الحديث الرابع عشر : حسن ، أو موثق.

ويمكن الجمع بين هذا الخبر وبين ما مرّ بأنّ يكون فاعل يقولون غير أرباب الصفوف ، أو هم بعد التفتيش والتعريف أو يكون هذا مروراً آخر بعد المرور الأوّل.

٤٨٩

(باب)

(فضل حامل القرآن)

١ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم فإن لهم من الله العزيز الجبّار لمكانا عليا.

٢ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة.

٣ - وبإسناده ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تعلموا القرآن فأنّه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له

_________________________________________________

باب فضل حامل القرآن

الحديث الأوّل : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني : صحيح.

وقال في النهاية : وفيه مثل الماهر بالقرآن مثلالسفرة هم الملائكة جمع سافر وهو الكاتب لأنّه يبين الشيء ، ومنه ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال النووي هو جمع سافر بمعنى رسول يريد أنّه يكون في الآخرة رفيقا لهم في منازله أو هو عامل بعملهم ، قال الطّيبي : أو بمعنى مصلح بين قوم أي الملائكة النازلون لأصلاًح مصالح العباد من دفع الآفات والمعاصي والبررة جمع بار.

الحديث الثالث : صحيح.

« والشاحب » المتغيّر اللون والجسم لعارض من مرض أو سفر ونحوهما

٤٩٠

القرآن أنا الذي كنت أسهرت ليلك وأظمأت هواجرك وأجففت ريقك وأسلت دمعتك أئول معك حيثما ألت وكلّ تاجر من وراء تجارته وأنا اليوم لك من وراء تجارة كلّ تاجر وسيأتيك كرأمّة من الله عزَّ وجلَّ فأبشرّ فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الأمان بيمينه والخلد في الجنان بيساره ويكسى حلتين ثمَّ يقال له اقرأ وارقه فكلـمّا قرأ آية صعد درجة ويكسى أبواه حلتين إن كانا مؤمنين ثمَّ يقال لهما هذا لـمّا علمتماه القرآن.

٤ - ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن منهال القصاب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عزَّ وجلَّ مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة يقول يا ربّ إن كلّ عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاياك قال فيكسوه الله العزيز الجبّار حلتين من حلل الجنّة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثمَّ يقال له هل أرضيناك فيه فيقول القرآن يا ربّ قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الأمن بيمينه والخلد بيساره ثمَّ يدخل الجنّة فيقال له اقرأ واصعد درجة ثمَّ يقال له هل بلغنا به وأرضيناك فيقول نعم قال ومن قرأه كثيراً وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عزَّ وجلَّ أجر هذا مرتين.

٥ - أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي بن عبد الله وحميد بن زياد ، عن الخشاب جميعاً ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن معاذ بن ثابت ، عن عمرو

_________________________________________________

« تجارة كلّ تاجر » لعلّ المراد أحصل لك تجارة كلّ تاجر أو أنا لك بعوض تجارة كلّ تاجر فتأمل « في الجنان بيساره » قال في النهاية أي يجعلان في ملكيته فاستعار اليمين والشمال لأنّ القبض والأخذ بهما.

الحديث الرابع : مجهول ، « حجيزاً » أي مانعاً.

الحديث الخامس : ضعيف.

وقال في الصحاح قولهم نولك أي تفعل كذا أي حقّك وينبغي لك وأصله

٤٩١

ابن جميع ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إن أحق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن وإن أحق الناس في السر والعلانية بالصّلاة والصوم لحامل القرآن ثمَّ نادى بأعلى صوته يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله به ولا تزين به للناس فيشينك الله به من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه ومن جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه ولا يغضب فيمن يغضب عليه ولا يحدّ فيمن يحدّ ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن ومن أوتي القرآن فظن أن أحداً من الناس أوتي أفضل ممّا أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله.

٦ - أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي بن عبد الله ، عن عبيس بن هشام قال حدثنا صالح القمّاط ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الناس أربعة فقلت جعلت فداك وما هم فقال رجل أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن ورجل أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان ورجل أوتي القرآن وأوتي الإيمان ورجل لم يؤت القرآن ولا الإيمان قال قلت جعلت فداك فسر لي حالهم فقال أما الذي أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن فمثله كمثل التمرّة طعمها حلو ولا ريح لها وأمّا الذي أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان فمثله كمثل الآس ريحها طيب وطعمها مرّ وأمّا من أوتي القرآن والإيمان فمثله كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب وأمّا الذي لم يؤت الإيمان ولا القرآن فمثله كمثل الحنظلة طعمها مرّ ولا ريح لها.

٧ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمّد القاساني جميعاً ، عن القاسم بن

_________________________________________________

من التناول « ولا يغضب فيمن » أي معه « فيمن يجد» من الوجد الغضب.

الحديث السادس : مجهول.

الحديث السابع : ضعيف.

٤٩٢

محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري قال قلت لعلي بن الحسينعليه‌السلام أي الأعمال أفضل قال الحال المرتحل قلت وما الحال المرتحل قال فتح القرآن وختمه كلـمّا جاء بأوله ارتحل في آخره وقال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من أعطاه الله القرآن فرأى أن رجلاً أعطي أفضل ممّا أعطي فقد صغر عظيماً وعظم صغيرا.

٨ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمّار قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام من قرأ القرآن فهو غني ولا فقر بعده وإلّا ما به غنى.

٩ - أبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا معاشرّ قراء القرآن اتقوا الله عزَّ وجلَّ فيما حملكم من كتابه فإني مسئول وإنكم مسئولون

_________________________________________________

« الحال المرتحل » أي عمله ، وفي النهاية فيه أنّه سئل أي الأعمال أفضل فقال : الحال المرتحل ، قيل : وما ذلك قال الخاتم المفتتح هو الذي يختم القرآن بتلاوته ثمَّ يفتتح التلاوة من أوله شبهه بالمسافر يبلغ المنزل فيحلّ فيه ثمَّ يفتتح السّير أي يبتدأ به وكذلك قراءة مكة إذا ختموا القرآن بالتلاوة ابتدءوا وقرءوا الفاتحة وخمس آيات من أوّل سورة البقرة إلى قوله( هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ثمَّ يقطعون القراءة ويسمون فاعل ذلك الحال المرتحل أي أنّه ختم القرآن وابتدأ بأوله ولم يفصل بينهما بزمان.

الحديث الثامن : مجهول.

« والإمابة عنّي » أي الاهتمام وفي بعض النسخ والأمانة عنّي وفي بعضها إلّا ما به غنى أي إن لم يكن قرأ القرآن فليس هو بغني وإن جمع الأموال أو إن لم يرض بغني القرآن فلا يحصل له بعده غنى والله يعلم.

الحديث التاسع : ضعيف.

٤٩٣

إنّي مسؤول عن تبليغ الرَّسالة وأمّا أنتم فتسألون عمّا حملتم من كتاب الله وسنتي.

١٠ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص قال سمعت موسى بن جعفرعليه‌السلام يقول لرجل أتحب البقاء في الدنيا فقال نعم فقال ولم قال لقراءة قُلْ هُوَ اللهُ أحد فسكت عنه فقال له بعد ساعة يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته فإن درجات الجنّة على قدر آيات القرآن يقال له اقرأ وارق فيقرأ ثمَّ يرقى قال حفص فما رأيت أحداً أشد خوفاً على نفسه من موسى بن جعفرعليه‌السلام ولا أرجى الناس منه وكانت قراءته حزناً فإذا قرأ فكأنّه يخاطب إنسانا.

١١ - علي ، عن أبيه ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حملة القرآن عرفاء أهل الجنّة والمجتهدون قواد أهل الجنّة والرسل سادة أهل الجنّة.

_________________________________________________

الحديث العاشر : ضعيف.

الحديث الحاديعشر : ضعيف على المشهور.

وقال في النهاية العرفاء هو جمع عريف ، وهو القيم بأمور القبيلة والجماعة يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم « قواد » أي يقودونهم إليها ، وفي النهاية وفيه أن قريشا قادة زادة أي يقودون الجيوش وهو جمع قائد.

٤٩٤

(باب)

(من يتعلم القرآن بمشقة)

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول إنّ الّذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقّة منه وقلّة حفظ له أجران.

٢ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن الصّباح بن سيابة قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من شدد عليه في القرآن كان له أجران ومن يسر عليه كان مع الأولين.

٣ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ، عن سليم الفراء ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتّى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه.

(باب)

(من حفظ القرآن ثمَّ نسيه)

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ؛ وأبو علي الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار جميعاً ، عن ابن فضّال ، عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون ، عن يعقوب

_________________________________________________

باب من يتعلم القرآن بمشقة

الحديث الأول : صحيح.

الحديث الثاني : مجهول.

ولعلّ المراد بالأولين السّابقون الذي سبقوا إلى الإيمان بالله ورسوله.

الحديث الثالث : مرسل.

باب من حفظ القرآن ثمَّ نسيه

الحديث الأول : موثق.

٤٩٥

الأحمر قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك إني كنت قرأت القرآن ففلت منّي فادع الله عزَّ وجلَّ أن يعلمنيه قال فكأنّه فزع لذلك فقال علمك الله هو وإيانا جميعاً قال ونحن نحو من عشرة ثمَّ قال السورة تكون مع الرّجل قد قرأها ثمَّ تركها فتأتيه يوم القيامة في أحسن صورة وتسلم عليه فيقول من أنت فتقول أنا سورة كذا وكذا فلو أنك تمسكت بي وأخذت بي لأنزلتك هذه الدرجة فعليكم بالقرآن ثمَّ قال إن من الناس من يقرأ القرآن ليقال فلان قارئ ومنهم من يقرأ القرآن ليطلب به الدنيا ولا خير في ذلك ومنهم من يقرأ القرآن لينتفع به في صلاته وليله ونهاره.

٢ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي المغراء ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنّة فإذا رآها قال ما أنت ما أحسنك ليتك لي فيقول أما تعرفني أنا سورة كذا وكذا ولو لم تنسني رفعتك إلى هذا.

٣ - ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن يعقوب الأحمرّ قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام إن علي ديناً كثيراً وقد دخلني ما كان القرآن يتفلت منّي فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام - القرآن القرآن إن الآية من القرآن والسورة لتجيء يوم القيامة حتّى تصعد ألف درجة يعنّي في الجنّة فتقول لو حفظتني لبلغت بك هاهنا.

٤ - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة وعدَّةٌ من أصحابنا ، عن

_________________________________________________

« وأفلت » الطائر وغيره إفلاتا تخلص.

الحديث الثاني : حسن.

الحديث الثالث : حسن ، أو موثق.

الحديث الرابع : مجهول.

« أو تركها » أي ترك قراءتها.

٤٩٦

أحمد بن محمّد جميعاً ، عن محسن بن أحمد ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الرّجل إذا كان يعلم السورة ثمَّ نسيها أو تركها ودخل الجنّة أشرفت عليه من فوق في أحسن صورة فتقول تعرفني فيقول لا فتقول أنا سورة كذا وكذا لم تعمل بي وتركتني أما والله لو عملت بي لبلغت بك هذه الدرجة وأشارت بيدها إلى فوقها.

٥ - أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي بن عبد الله ، عن العبّاس بن عامرّ ، عن الحجاج الخشاب ، عن أبي كهمس الهيثمَّ بن عبيد قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن رجل قرأ القرآن ثمَّ نسيه فرددت عليه ثلاثاً أعليه فيه حرج قال لا.

٦ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن عبد الله بن مسكان ، عن يعقوب الأحمرّ قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك أنّه أصابتني هموم وأشياء لم يبق شيء من الخير إلّا وقد تفلت منّي منه طائفة حتّى القرآن لقد تفلت منّي طائفة منه قال ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ثمَّ قال إن الرّجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتّى تشرف عليه من درجة من بعض الدَّرجات فتقول السلام عليك فيقول وعليك السلام من أنت فتقول أنا سورة كذا وكذا ضيعتني وتركتني أما لو تمسكت بي بلغت بك هذه الدرجة ثمَّ أشار بإصبعه ثمَّ قال عليكم بالقرآن فتعلموه فإن من الناس من يتعلم القرآن ليقال

_________________________________________________

الحديث الخامس : مجهول.

وحمل على الجواز والأخبار الأخر على الكراهة ، أو تلك على ما إذا كان على وجه الاستخفاف وعدم الاعتناء وهذا على الضرورة أو هلك على النسيان مع ترك العمل أو ترك العمل فقط وهذا على النسيان والله يعلم.

الحديث السادس : صحيح.

٤٩٧

فلان قارئ ومنهم من يتعلمه فيطلب به الصوت فيقال فلان حسن الصوت وليس في ذلك خير ومنهم من يتعلمه فيقوم به في ليله ونهاره لا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه.

(باب في قراءته)

١ - علي ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كلّ يوم خمسين آية.

٢ - علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعلي بن محمّد جميعاً ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود ، عن حفص بن غياث ، عن الزهري قال سمعت علي بن الحسينعليه‌السلام يقول آيات القرآن خزائن فكلـمّا فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها.

(باب)

(البيوت الّتي يقرأ فيها القرآن)

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن الفضيل بن عثمان ، عن ليث بن أبي سليم رفعه قال قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله نوروا بيوتكم

_________________________________________________

باب في قراءته

الحديث الأول : حسن.

الحديث الثاني : ضعيف.

باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن

الحديث الأول : مرفوع.

وقال في مجمع البحار ومنه ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً أي لا تجعلوها كالقبور فلا تصلّوا فيها كالميت لا يصلّي في قبره ، لقوله : واجعلوا من صلاتكم في بيوتكم

٤٩٨

بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى صلوا في الكنائس والبيع وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله وأضاء لأهل السّماء كما تضيء نجوم السّماء لأهل الدنيا.

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبيّ ، عن عبد الأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السّماء كما يتراءى أهل الدنيا الكوكب الدري في السماء.

٣ - محمّد ، عن أحمد وعدَّةٌ من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن جعفر بن محمّد بن عبيد الله ، عن ابن القدَّاح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزَّ وجلَّ فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السّماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عزَّ وجلَّ فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين.

_________________________________________________

ولا تجعلوها قبوراً ، وقيل : لا تجعلوها كمقابر لا يجوز الصّلاة فيها والأوّل أوجه ، وقال في شرح المصابيح ولا تتخذوها قبوراً معناه لا تجعلوا البيوت خالية عن الصّلاة شبه المكان الخالي عن العبادة بالقبر ، والغافل عنها بالميت ثمَّ أطلق القبر على مقره وقيل معناه النهي عن الدفن في البيوت.

الحديث الثاني : حسن ، أو مجهول.

وفي النهاية ومن أهل الجنّة يتراءون أهل عليين كما ترون الكوكب الدري أي ينظرون ويرون.

الحديث الثالث : مجهول.

٤٩٩

(باب)

(ثواب قراءة القرآن)

١ - عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وسهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن سنان ، عن معاذ بن مسلم ، عن عبد الله ابن سليمان ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال من قرأ القرآن قائما في صلاته كتب الله له بكلّ حرف مائة حسنة ومن قرأه في صلاته جالسا كتب الله له بكلّ حرف خمسين حسنة ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكلّ حرف عشرّ حسنات.

قال ابن محبوب وقد سمعته ، عن معاذ على نحو ممّا رواه ابن سنان.

٢ - ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتّى يقرأ سورة من القرآن فتكتب له مكان كلّ آية يقرؤها عشر حسنات ويمحى عنه عشرّ سيئات.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن سيف بن عميرة ، عن رجل ، عن جابر ، عن مسافر ، عن بشرّ بن غالب الأسدي ، عن الحسين بن عليعليه‌السلام قال من قرأ آية من كتاب الله عزَّ وجلَّ في صلاته قائما يكتب له بكلّ حرف مائة حسنة فإذا قرأها في غير صلاة كتب الله له بكلّ حرف - عشرّ حسنات وإن استمع القرآن كتب الله له بكلّ حرف حسنة وإن ختم القرآن ليلاً صلت عليه الملائكة حتّى يصبح وإن ختمه نهارا صلت عليه الحفظة حتّى يمسي وكانت له دعوة مجابة وكان خيراً له ممّا بين السّماء إلى الأرض قلت هذا

_________________________________________________

باب ثواب قراءة القرآن

الحديث الأول : مجهول.

الحديث الثاني : صحيح.

الحديث الثالث : مجهول.

٥٠٠