مرآة العقول الجزء ١٢

مرآة العقول10%

مرآة العقول مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 31959 / تحميل: 5344
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١٢

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

له : أين تريد يا ابن رسول الله؟ قال : أريد هذا المصر فعرّفه بقتل مسلم ، وما كان من خبره ، ثمّ قال : ارجع فانّى لم أدع خلفى خيرا أرجوه لك فهمّ بالرجوع ، فقال له اخوة مسلم : والله لا نرجع حتّى نصيب ثارنا أو نقتل كلّنا ، فقال الحسين : لا خير فى الحياة بعدكم(١) .

١٠ ـ قال الطبرى : حدّثت عن هشام ، عن أبى مخنف ، قال : حدّثنى أبو جناب ، عن عدىّ بن حرملة ، عن عبد الله بن سليم ، والمذرى بن المشمعل الأسديين ، قالا : أقبل الحسينعليه‌السلام حتّى نزل شراف فلمّا كان فى السحر أمر فتيانه ، فاستقوا من الماء ، فاكثروا ، ثمّ ساروا منها فرسموا صدر يومهم حتّى انتصف النهار ، ثمّ انّ رجلا قال : الله أكبر! فقال الحسين : الله أكبر ما كبّرت قال : رأيت النخل ، فقال له الاسديان : إنّ هذا المكان ما رأينا به نخلة قطّ قالا : فقال لنا الحسين فما تريانه قلنا : نراه هوادى الخيل فقال : وأنا والله رأى ذلك.

فقال الحسين : أما لنا ملجأ نلجأ إليه ، نجعله فى ظهورنا ، ونستقبل القوم من وجه واحد؟ فقلنا له : بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك فان سبقت القوم إليه فهو كما تريد ، قالا فأخذ إليه ذات اليسار ، قالا : وصلنا معه ، فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادى الخيل ، فتبيّناها وعدنا ، فلمّا رأونا وقد عدلنا عن الطريق ، عدلوا إلينا كأن أسنّتهم اليعاسيب وكأنّ راياتهم أجنحته الطير قال : فاستبقنا الى ذى حسم ، فسبقناهم إليه.

فنزل الحسين فأمر بأبنيته فضربت وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحرّ بن يزيد التميمى اليربوعى ، حتى وقف هو وخيله ، مقابل الحسين فى حرّ الظهيرة والحسين وأصحابه معتمّون متقلّد وأسيافهم ، فقال الحسين لفتيانه : اسقوا القوم ،

__________________

(١) مروج الذهب : ٣ / ٧٠.

٤٨١

وأرووهم من الماء ورشفوا الخيل ترشيفا فقام فتيانه فرشفوا الخيل ترشيفا فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتّى أرووهم وأقبلوا يملئون القصاع ، والاتوار ، والطساس من الماء ، ثمّ يدنونها من الفرس فاذا عبّ فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه ، وسقوا آخر حتّى سقوا الخيل كلّها(١) .

١١ ـ عنه قال هشام : حدّثنى لقيط ، عن علىّ بن الطعان المحاربى ، قال كنت مع الحرّ بن يزيد ، فجئت فى آخر من جاء من أصحابه فلمّا رأى الحسين ما بي وبفرسى من العطش ، قال : أنخ الراوية ـ والراوية عندى السقاء ـ ثمّ قال : يا ابن أخ أنخ الجمل فأنخته ، فقال : اشرب فجعلت كلّما شربت سال الماء من السقاء ، فقال الحسين : اخنث السقاء ـ اى أعطفه ـ قال : فجعلت لا أدرى كيف افعل؟ قال : فقام الحسين فخنثه فشربت وسقيت فرسى.

قال : وكان مجيء الحرّ بن يزيد ومسيره الى الحسين من القادسيّة وذلك ، أنّ عبيد الله بن زياد لمّا بلغه اقبال الحسين بعث الحصين بن تميم التميمى ـ وكان على شرطه ـ فأمره أن ينزل القادسية وأن يصنع المسالح فينظم ما بين القطقطانة إلى خفّان ، وقدم الحرّ بن يزيد بين يديه فى هذه الالف من القادسيّة فيستقبل حسينا ، قال : فلم يزل موافقا حسينا حتّى حضرت الصلاة صلاة الظهر.

فأمر الحسين الحجّاج بن مسروق الجعفى ، أن يؤذّن ، فأذّن ، فلمّا حضرت الاقامة خرج الحسين فى ازار ورداء ، ونعلين فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها الناس انها معذرة الى اللهعزوجل وإليكم انّى لم آتكم حتّى أتتنى كتبكم وقدمت علىّ رسلكم ، أن أقدم علينا فانّه ليس لنا امام لعلّ الله يجمعنا بك على الهدى ، فان كنتم على ذلك فقد جئتكم ، وان لم تفعلوا وكنتم لمقدمى كارهين انصرفت عنكم الى

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٠.

٤٨٢

المكان الذي أقبلت منه إليكم ، قال : فسكتوا عنه وقالوا للمؤذّن : أقم فأقام الصلاة.

فقال الحسينعليه‌السلام للحرّ أتريد أن تصلّى بأصحابك؟ قال : لا بل تصلّى أنت ونصلّى بصلاتك ، قال : فصلّى بهم الحسين ، ثمّ انه دخل واجتمع إليه أصحابه ، وانصرف الحرّ الى مكانه الّذي كانوا فيه ، فأعادوه ، ثمّ أخذ كلّ رجل منهم ، بعنان دابّته وجلس فى ظلّها فلمّا كان وقت العصر أمر الحسين أن يتهيئوا للرحيل.

ثمّ انّه خرج فأمر مناديه فنادى بالعصر وأقام فاستقدم الحسين فصلّى بالقوم ثمّ سلّم ، وانصرف الى القوم بوجهه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أمّا بعد أيّها النّاس فانّكم ان تتقوا وتعرفوا الحقّ لأهله يكن أرضى لله ، ونحن أهل البيت أولى بولاية هذا الامر عليكم ، من هؤلاء المدّعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالجور والعدوان ، وان كنتم كرهتمونا وجهلتم حقنا ، وكان رأيكم غير ما أتتنى كتبكم ، وقدمت به علىّ رسلكم انصرفت عنكم ، فقال له الحرّ بن يزيد ، انّا والله ما ندرى ما هذه الكتب التي تذكر.

فقال الحسين : يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللّذين فيهما كتبهم الىّ فأخرج خرجين مملوءين صحفا فنشرها بين أيديهم ، فقال الحرّ : فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا إليك ، وقد أمرنا إذا نحن لقيناك ألّا نفارقك حتّى نقدمك على عبيد الله بن زياد ، فقال له الحسين : الموت أدنى إليك من ذلك ، ثمّ قال لأصحابه : قوموا فاركبوا وانتظروا حتّى ركبت نساؤهم فقال لأصحابه : انصرفوا بنا فلمّا ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم وبين الانصراف.

فقال الحسين للحرّ : ثكلتك امّك ما تريد؟ قال : أما والله لو غيرك من العرب يقولها لى وهو على مثل الحال الّتي أنت عليها ، ما ترك ذكر أمّه بالثكل ، أن أقوله كائنا من كان ، ولكن والله ما لي فى ذكر امّك من سبيل الّا بأحسن ما يقدر عليه ، فقال له الحسين فما تريد؟ قال الحرّ : أريد والله أن أنطلق بك الى عبيد الله بن زياد

٤٨٣

قال له الحسين اذن والله لا أتّبعك ، فقال له الحرّ : اذن والله لا أدعك فترادّا القول ثلاث مرّات.

ولمّا كثر الكلام بينهما قال له الحرّ : إنّى لم أو مر بقتالك وإنمّا أمرت ألّا أفارقك حتّى أقدمك الكوفة فاذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة ولا تردّك إلى المدينة ، تكون بينى وبينك ، نصفا حتّى أكتب الى ابن زياد ، وتكتب أنت إلى يزيد بن معاوية أردت أن تكتب إليه أو الى عبيد الله بن زياد إن شئت فلعلّ الله إلى ذلك أن يأتى بأمر يرزقنى فيه العافية ، من أن ابتلى بشيء من أمرك ، قال : فخذها هنا فتياسر عن طريق العذيب والقادسيّة ، وبينه وبين العذيب ثمانية وثلاثون ميلا ، ثمّ انّ الحسين سار فى أصحابه والحرّ يسايره(١) .

١٢ ـ عنه قال أبو مخنف : عن عقبة بن أبى العيزار ، انّ الحسين خطب أصحابه وأصحاب الحرّ بالبيضة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها النّاس انّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رأى سلطانا جائرا مستحلّا لحرم الله ناكثا لعهد الله ، مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل فى عباد الله بالاثم والعدوان ، فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول ، كان حقّا على الله أن يدخله مدخله.

ألا وان هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن ، وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود ، واستأثروا بالفىء وأحلّوا حرام الله ، وحرّموا حلاله ، وأنا أحقّ من غيّر قد أتتنى كتبكم وقدمت علىّ رسلكم ببيعتكم ، أنّكم لا تسلمونى ولا تخذلونى ، فان تمّمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم فأنا الحسين بن على وابن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

نفسى مع أنفسكم وأهلى مع أهليكم فلكم فى أسوة وان لم تفعلوا ونقضتم

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠١.

٤٨٤

عهدكم ، وخلعتم بيعتى من أعناقكم ، فلعمرى ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبى وأخى وابن عمّى مسلم والمغرور من اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ، ونصيبكم ضيعتم ، ومن نكث فانّما ينكث على نفسه ، وسيغنى الله عنكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(١) .

١٣ ـ عنه قال عقبة بن أبى العيزار ، قام حسينعليه‌السلام بذى حسم ، فحمد الله واثنى عليه ، ثمّ قال : إنّه قد نزل من الامر ما قد ترون وانّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرّت جدّا ، فلم يبق منها الّا صبابة كصبابة الاناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحقّ لا يعمل به ، وأنّ الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن فى لقائه الله محقّا فانّى لا أرى الموت إلّا شهادة ولا الحياة مع الظالمين إلّا برما.

قال : فقام زهير بن القين البجلى فقال لأصحابه : تكلّمون أم أتكلّم قالوا لا بل تلكم ، فحمد الله فأثنى عليه ثمّ قال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنّا فيها مخلّدين ، إلّا أن فراقها فى نصرك ومواساتك لآثرنا الخروج معك على الاقامة فيها.

قال : فدعا له الحسين ، ثمّ قال له خيرا وأقبل الحرّ يسايره وهو يقول له : يا حسين إنّى أذكرك الله فى نفسك ، فانّى أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ولئن قوتلت لتهلكنّ فيما أرى فقال له الحسين : أفبالموت تخوّفنى وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلونى؟ ما أدرى ما أقول لك ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ، ولقيه وهو يريد نصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له : أين تذهب؟ فانّك مقتول فقال :

سأمضى وما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٣.

٤٨٥

وآسى الرجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا يغش ويرغما

قال فلمّا سمع ذلك منه الحرّ تنحّى عنه ، وكان يسير بأصحابه فى ناحية وحسين فى ناحية اخرى حتّى انتهوا إلى عذيب الهجانات ، وكان بها هجائن النعمان ، ترعى هناك ، فاذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة على رواحلهم ، يجنبون فرسا لنافع بن هلال ، يقال له الكامل ومعهم دليلهم الطرّماح بن عدى على فرسه وهو يقول :

يا ناقتى لا تذعرى من زجرى

وشمرى قبل طلوع الفجر

بخير ركبان وخير سفر

حتّى تحلى بكريم النجر

الماجد الحرّ رحيب الصدر

أتى به الله لخير أمر

ثمّت أبقاه بقاء الدهر

قال : فلمّا انتهوا إلى الحسين أنشدوه هذه الأبيات ، فقال : أما والله انّى لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا ، قال : وأقبل إليهم الحرّ بن يزيد ، فقال : إن هؤلاء النفر الّذين من أهل الكوفة ليسوا ممّن أقبل معك وأنا حابسهم أو رادّهم ، فقال له الحسين : لأمنعنّهم ممّا أمنع منه نفسى ، إنّما هؤلاء أنصارى وأعوانى وقد كنت أعطيتنى ألّا تعارض لى بشيء حتّى يأتيك كتاب من ابن زياد.

فقال : أجل لكن لم يأتوا معك قال : هم أصحابى وهم بمنزلة من جاء معى ، فان تممت على ما كان بينى وبينك وإلا ناجزتك ، قال : فكفّ عنهم الحرّ قال : ثمّ قال لهم الحسين : أخبرونى خبر الناس وراءكم ، فقال له مجمع بن عبد الله العائذى ، وهو أحد النفر الأربعة الذين جاءوه : أمّا أشراف الناس ، فقد أعظمت رشوتهم وملئت غرائزهم يستمال ودّهم ويستخلص به نصيحتهم فهم ألب واحد عليك ، وأمّا سائر الناس بعد ، فان أفئدتهم تهوى إليك ، وسيوفهم غدا مشهورة عليك.

قال : أخبرونى فهل لكم برسولى إليكم؟ قالوا : من هو؟ قال : قيس بن مسهر

٤٨٦

الصيداوى ، فقالوا : نعم أخذه الحصين بن تميم ، فبعث به إلى ابن زياد ، فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك فصلّى عليك وعلى أبيك ولعن ابن زياد ، وأباه ودعا إلى نصرتك ، وأخبرهم بقدومك ، فأمر به ابن زياد فألقى من طمار القصر ، فترقرقت عينا حسينعليه‌السلام ولم يملك دمعه ثمّ قال : منهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا ، اللهمّ اجعل لنا ولهم الجنّة نزلا واجمع بيننا وبينهم فى مستقرّ من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك(١) .

٣٨ ـ باب نزولهعليه‌السلام بكربلاء

١ ـ قال الصدوق : ثمّ صار حتّى نزل كربلا ، فقال : أىّ موضع هذا فقيل كربلا يا ابن رسول الله ، فقال : هذا والله يوم كرب وبلاء ، وهذا الموضع الذي يهراق فيه دماؤنا ويباح فيه حريمنا(٢) .

٢ ـ قال المفيد : فلمّا أصبح نزل فصلّى الغداة ثمّ عجّل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم فيأتيه الحرّ بن يزيد ، فيردّه وأصحابه فجعل إذا ردّهم نحو الكوفة ردّا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتّى انتهوا الى نينوى المكان الّذي نزل به الحسينعليه‌السلام فاذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة فوقفوا جميعا ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ وأصحابه ولم يسلّم على الحسين وأصحابه ودفع الى الحرّ كتاب من عبيد الله بن زياد ، فاذا فيه.

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٣.

(٢) أمالى الصدوق : ٩٤.

٤٨٧

أمّا بعد فجعجع بالحسينعليه‌السلام حين يبلغك كتابى ، ويقدم عليك رسولى ، ولا تنزله إلّا بالعراء فى غير خضر وعلى غير ماء ، فقد أمرت رسولى أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتينى بانفاذك أمرى والسلام فلمّا قرء الكتاب قال لهم الحرّ هذا كتاب الأمير عبيد الله يأمرنى أن أجعجع بكم فى المكان الّذي يأتى كتابه ، وهذا رسوله وقد أمره أن لا يفارقنى حتّى أنفذ أمره فيكم.

فنظر يزيد بن المهاجر الكندى ، وكان مع الحسينعليه‌السلام ، الى رسول ابن زياد فعرفه فقال له يزيد ثكلتك امّك ما ذا جئت فيه قال : اطعت امامى ووفّيت ببيعتى ، فقال له ابن المهاجر عصيت ربّك واطعت امامك فى هلاك نفسك وكسبت العار والنار ، وبئس الامام إمامك قال الله تعالى( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) فامامك منهم ، وأخذهم الحرّ بالنزول فى ذلك المكان على غير ماء ولا فى قرية.

فقال له الحسينعليه‌السلام : دعنا ويحك ننزل فى هذه القرية ، وهذه يعنى نينوى والغاضريّة أو هذه يعنى شفيّة قال : والله لا استطيع ذلك هذا رجل قد بعث الىّ عينا علىّ ، فقال زهير بن القين إنّى والله ما أراه يكون بعد الّذي ترون إلّا أشدّ ممّا ترون يا ابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء القوم الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم فلعمرى ليأتينا بعدهم ما لا قبل لنا به.

فقال الحسينعليه‌السلام : ما كنت لأبدأهم بالقتال ، ثمّ نزل وذلك يوم الخميس وهو الثانى من المحرّم ، سنة إحدى وستّين(١) .

٣ ـ قال ابن شهرآشوب : فساقوا إلى كربلا يوم الخميس ، الثانى من المحرّم سنة إحدى وستّين ، ثمّ نزل وقال هذا موضع الكرب والبلاء هذا مناخ ركابنا و

__________________

(١) الارشاد : ٢٠٩ واعلام الورى : ٢٣٠.

٤٨٨

محطّ رحالنا ، ومقتل رجالنا ، وسفك دماءنا ، ثمّ أقبل عمر بن سعد فى أربعة آلاف حتّى نزل بالحسينعليه‌السلام ، وبعث من غده قرة بن قيس الحنظلى يسأله ما الّذي جاء به ، فلمّا بلّغ رسالته ، قال الحسين كتب الىّ أهل مصركم أن أقدم ، فأمّا إذا كرهتمونى ، فأنا أنصرف عنكم فلمّا سمع عمر جوابه كتب إلى ابن زياد بذلك فلمّا رأى ابن زياد كتابه قال : الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص(١) .

٤ ـ قال ابن طاوس : ثمّ إنّ الحسينعليه‌السلام ، قام وركب وسار وكلّما أراد المسير ، يمنعونه تارة ويسايرونه أخرى حتّى بلغ كربلاء ، وكان ذلك فى اليوم الثانى من المحرّم فلمّا وصلها قال : ما اسم هذه الارض فقيل كربلا فقالعليه‌السلام : اللهمّ إنّى أعوذ بك من الكرب والبلاء ، ثمّ قال هذا موضع كرب وبلاء انزلوا ، هاهنا محطّ رحالنا ، ومسفك دمائنا ، وهنا محلّ قبورنا ، بهذا حدثني جدّى رسول إلهصلى‌الله‌عليه‌وآله فنزلوا جميعا ونزل الحرّ وأصحابه ناحية وجلس الحسينعليه‌السلام يصلح سيفه ويقول :

يا دهر اف لك من خليل

كم لك بالاشراق والأصيل

من طالب وصاحب قتيل

والدهر لا يقنع بالبديل

وكلّ حىّ سالك سبيل

ما اقرب الوعد من الرحيل

وإنّما الأمر إلى الجليل

قال الراوى : فسمعت زينب بنت فاطمةعليها‌السلام ، ذلك ، فقالت يا أخى هذا كلام من أيقن بالقتل ، فقالعليه‌السلام : نعم يا اختاه فقالت زينب : وا ثكلاه ينعى الحسينعليه‌السلام إلى نفسه ، قال : وبكى النسوة ولطمن الخدود وشققن الجيوب ، وجعلت أمّ كلثوم تنادى وا محمّداه وا عليّاه وا أماه وأخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله قال : فعزّاها الحسينعليه‌السلام وقال لها يا أختاه تعزى بعزاء الله.

__________________

(١) المناقب : ٢ / ٢١٤.

٤٨٩

فان سكان السموات يفنون وأهل الأرض كلّهم يموتون وجميع البرية يهلكون ، ثمّ قال يا أختاه يا أمّ كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب انظر إذا أنا قتلت فلا تشققنّ عليه جيبا ، ولا تخمشنّ عليه وجها ، ولا تقلن هجوا(١) .

٥ ـ عنه روى من طريق آخر ان زينب لمّا سمعت مضمون الأبيات وكانت فى موضع آخر ، منفردة مع النساء والبنات خرجت حاسرة تجرّ ثوبها ، حتّى وقفت عليه وقالت وا ثكلاه ليت الموت أعدمنى الحيات اليوم ماتت أمّى فاطمة وأبى علىّ وأخى الحسن ، يا خليفة الماضين وثمال الباقين ، فنظر إليها الحسينعليه‌السلام .

فقال يا اختاه لا يذهبنّ بحلمك الشيطان ، فقالت بأبى وأمّى ستقتل ، نفسى لك الفداء فردّت غصته وترقرقت عيناه بالدموع ، ثمّ قال : لو ترك القطا ليلا لنام ، فقالت يا ويلتاه فتغتصب نفسك اغتصابا ، فذلك أقرح لقلبى وأشدّ على نفسى ، ثمّ اهوت الى جيبها فشقته ، وخرّت مغشية عليها ، فقام فصبّ عليها الماء ، حتّى افاقت ثمّ عزاها صلوات الله عليها بجهده وذكرها المصيبة بموت أبيه وجدّه صلوات الله عليهم أجمعين.

وممّا يمكن أن يكون سببا لحمل الحسينعليه‌السلام لحرمه وعياله أنّه لو تركهنّعليه‌السلام بالحجاز أو غيرها من البلاد كان يزيد بن معاوية عليه لعائن الله قد أنفذ ليأخذهنّ إليه وصنع بهنّ من الاستيصال وسيئ الأعمال ما يمنع الحسينعليه‌السلام من الجهاد والشهادة ويمتنععليه‌السلام بأخذ يزيد بن معاويه لهنّ عن مقامات السعادة(٢) .

٦ ـ قال الدينورى : وسار الحسينعليه‌السلام من قصر بنى مقاتل ، ومعه الحرّ بن يزيد ، كلّما أراد أن يميل نحو البادية منعه ، حتّى انتهى الى المكان الذي يسمّى

__________________

(١) اللهوف : ٣٥.

(٢) اللهوف : ٣٦.

٤٩٠

«كربلاء» فمال قليلا متيامنا حتّى انتهى الى «نينوى» فاذا هو براكب على نجيب مقبل من القوم ، فوقفوا جميعا ينتظرونه ، فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ ولم يسلّم على الحسين ، ثمّ ناول الحرّ كتابا من عبيد الله بن زياد ، فقرأ فاذا فيه : أمّا بعد فجعجع بالحسين بن على ، وأصحابه بالمكان الذي يوافيك كتابى ، ولا تحلّه إلّا بالعراء على غير خمر ولا ماء وقد أمرت حامل كتابى هذا أن يخبرنى بما كان منك فى ذلك والسلام.

فقرأ الحرّ الكتاب ثمّ ناوله الحسين ، وقال : لا بدّ من إنفاذ أمر الأمير ، عبيد الله ابن زياد ، فانزل بهذا المكان ولا تجعل للأمير علىّ علّة ، فقال الحسينعليه‌السلام «تقدّم بنا قليلا الى هذه القرية التي هى منا على غلوة وهى الغاضرية أو هذه الاخرى الّتي تسمّى «السبقة» فنزل فى إحداهما.

قال الحرّ : إنّ الأمير كتب إلىّ أن أحلّك على غير ماء ولا بدّ من الانهاء إلى أمره ، فقال زهير بن القين للحسين : بأبى وأمّى يا ابن رسول الله والله لو لم يأتنا غير هؤلاء لكان لنا فيهم كفاية ، فكيف بمن سيأتينا من غيرهم ، فهلمّ بنا نناجز هؤلاء فانّ قتال هؤلاء أيسر علينا من قتال من يأتينا من غيرهم ، قال الحسينعليه‌السلام فانّى أكره أن أبدأهم بقتال حتّى يبدءوا.

فقال زهير فههنا قرية بالقرب منا على شطّ الفرات وهى فى عاقول حصينة الفرات يحدق بها إلّا من وجه واحد ، قال الحسين : وما اسم تلك القرية؟ قال : العقر قال الحسين : نعوذ بالله من العقر ، فقال الحسين للحرّ : سربنا قليلا ثمّ ننزل ، فسار معه حتّى كربلاء فوقف الحرّ وأصحابه أمام الحسين ومنعوهم من المسير وقال : انزل بهذا المكان ، فالفرات منك قريب قال الحسين وما اسم هذا المكان؟ قالوا له : كربلاء.

قال : ذات كرب وبلاء ولقد مرّ أبى بهذا المكان عند مسيره الى صفّين ، وأنا

٤٩١

معه فوقف ، فسأل عنه فأخبر باسمه ، فقال : هاهنا محطّ ركابهم وهاهنا مهراق دما ، هم ، فسئل من ذلك فقال : ثقل لآل بيت محمّد ينزلون هاهنا.

ثمّ أمر الحسين بأثقاله ، فحطّت بذلك المكان يوم الأربعاء غرّة المحرّم من سنة إحدى وستّين وقتل بعد ذلك بعشرة أيّام وكان قتله يوم عاشورا(١) .

٧ ـ قال الطبرى : فلمّا أصبح نزل فصلى الغداة ، ثمّ عجّل الركوب ، فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفرّقهم ، فيأتيه الحرّ بن يزيد فيردّهم فيردّه ، فجعل إذا ردّهم الى الكوفة ردّا شديدا امتنعوا عليه ، فارتفعوا ، فلم يزالوا يتسايرون حتّى انتهوا إلى نينوى ؛ المكان الذي نزل به الحسين ، قال : فاذا راكب على نجيب له وعليه السلاح متنكّب قوسا مقبل من الكوفة ، فوقفوا جميعا ينتظرونه.

فلمّا انتهى إليهم سلّم على الحرّ بن يزيد وأصحابه ، ولم يسلّم على الحسينعليه‌السلام وأصحابه ، فدفع الى الحرّ كتابا من عبيد الله بن زياد ، فإذا فيه : أمّا بعد ، فجعجع بالحسين حين يبلغك كتابى ، ويقدم عليك رسولى ، فلا تنزله إلّا بالعراء فى غير حصن وعلى غير ماء ، وقد أمرت رسولى أن يلزمك ولا يفارقك حتّى يأتينى بإنفاذك أمرى ، والسلام.

قال : فلمّا قرأ الكتاب ، قال لهم الحرّ : هذا كتاب الأمير عبيد الله بن زياد ، يأمرنى فيه أن أجعجع بكم فى المكان الذي يأتينى فيه كتابه ، وهذا رسوله ، وقد أمره ، ألّا يفارقنى حتّى أنفذ رأيه وأمره ، فنظر إلى رسول عبيد الله يزيد ابن زياد بن المهاصر أبو الشعثاء الكندىّ ، ثمّ الهذلى فعنّ له ، فقال : أمالك بن النّسير البدىّ؟

قال : نعم ـ وكان أحد كندة ـ

فقال له يزيد بن زياد : ثكلتك أمك! ما ذا جئت فيه؟ قال : وما جئت فيه!

__________________

(١) الاخبار الطوال : ٢٥١.

٤٩٢

أطعت إمامى ، ووفيت ببيعتى ، فقال له أبو الشعثاء : عصيت ربّك ، وأطعت إمامك فى هلاك نفسك ، كسبت العار ، والنار ، قال اللهعزوجل :( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ ) ، فهو امامك. قال : وأخذ الحرّ بن يزيد القوم بالنزول فى ذلك المكان على غير ما ، ولا فى قرية.

فقالوا دعنا ننزل فى هذه القرية ، يعنون نينوى أو هذه القرية ـ يعنون الغاضرية ـ أو هذه الاخرى ـ يعنون شقيّة ـ فقال : لا والله ما أستطيع ذلك ، هذا رجل قد بعث إلىّ عينا ، فقال له زهير بن القين : يا ابن رسول الله ، إنّ قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم ، فلعمرى ، ليأتينا من بعد من ترى مالا قبل لنا به.

فقال له الحسين : ما كنت لأبدأهم بالقتال فقال له زهير بن القين : سربنا إلى هذه القرية حتّى ننزلها فانّها حصينة ، وهى على شاطئ الفرات ، فان منعونا قاتلناهم ، فقتالهم أهون علينا ، من قتال من يجىء من بعدهم ، فقال له الحسين : وأيّة قرية هى؟ قال : هى العقر ، فقال الحسين : اللهمّ إنّى أعوذ بك من العقر ، ثمّ نزل ، وذلك يوم الخميس ، وهو اليوم الثانى من المحرّم سنة إحدى وستّين(١) .

٨ ـ قال ابن عبد ربه : فلقيه الجيش على خيولهم ، وقد نزلوا بكربلاء ، قال حسين: أىّ أرض هذه؟ قالوا : كربلاء ، قال : أرض كرب وبلاء ، وأحاطت بهم الخيل(٢) .

٩ ـ الحافظ ابن عساكر باسناده قال : حدّثنى القاسم بن سلام ، حدّثنى حجّاج ابن محمّد ، عن أبى معشر ، عن بعض مشيخته قال : قال الحسين بن على حين نزل كربلا : ما اسم هذه الأرض؟ قالوا : كربلا. قال : كرب وبلاء(٣)

__________________

(١) تاريخ الطبرى : ٥ / ٤٠٨.

(٢) العقد الفريد : ٤ / ٣٧٩.

(٣) ترجمة الامام الحسين : ٢١٩.

٤٩٣

١٠ ـ قال سبط ابن الجوزى : ثمّ سار فلقيه أوائل خيل ابن زياد ، فلمّا رأى ذلك عدل إلى كربلا ، فأسند ظهره إلى قصب وحلف الا يقاتل الّا من وجه واحد ، فنزل وضرب ابنيته وكان فى خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل(١) .

٣٨ ـ باب اجتماع الجيوش حول الحسينعليه‌السلام

١ ـ قال الصدوق : فأقبل عبيد الله بن زياد بعسكره حتّى عسكر بالنخيلة ، وبعث إلى الحسينعليه‌السلام رجلا يقال له عمر بن سعد فى أربعة آلاف فارس وأقبل عبد الله بن الحصين التميمى فى ألف فارس ، يتبعه شبث بن ربعى فى ألف فارس ، ومحمّد ابن الاشعث بن قيس الكندى ، أيضا فى ألف فارس ، وكتب لعمر بن سعد على الناس وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه(٢) .

٢ ـ قال المفيد : فلمّا كان من الغد ، قدم عليهم عمر ابن سعد بن أبى وقّاص من الكوفة ، فى أربعة آلاف فارس فنزل بنينوى ، فبعث الى الحسينعليه‌السلام ، عروة بن قيس الأحمسى ، فقال له ائته فسله ما الذي جاء بك ، وما ذا تريد ، وكان عروة ممّن كتب الى الحسينعليه‌السلام ، فاستحيى منه أن يأتيه ، فعرض ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه ، فكلّهم أبى ذلك ، وكرهه ، فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبى ، وكان فارسا شجاعا لا يردّ وجهه شيء.

فقال له أنا أذهب إليه ، وو الله لئن شئت لأفتكنّ به ، فقال له عمر ما اريد ان تفتك به ، ولكن ائته ، فسله ما الّذي جاء به فأقبل كثير إليه فلمّا رآه أبو ثمامة

__________________

(١) تذكرة الخواص : ٢٤٥.

(٢) أمالى الصدوق : ٩٤.

٤٩٤

الصّائدى ، قال للحسينعليه‌السلام : أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شرّ أهل الارض وأجرأهم على دم وأفتكهم ، وقام إليه ، فقال له : ضع سيفك قال لا والله ولا كرامة إنّما أنا رسول ، فان سمعتم منّى بلّغتكم ما أرسلت به إليكم وإن أبيتم انصرفت عنكم.

قال فانّى آخذ بقائم سيفك ، ثمّ تكلّم بحاجتك ، قال لا والله لا تمسّه ، فقال له أخبرنى بما جئت به وأنا أبلّغه عنك ، ولا أدعك تدنو منه ، فانّك فاجر فاستبّا ، وانصرف الى عمر بن سعد ، فاخبره الخبر ، فدعى عمر قرّة بن قيس الحنظلى ، فقال له ويحك يا قرّة الق حسينا فسله ما جاء به وما ذا يريد ، فأتاه قرّة ، فلمّا رآه الحسينعليه‌السلام مقبلا.

قال : أتعرفون هذا فقال له حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن اختنا. وقد كنت أعرفه بحسن الرأى ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد ، فجاء حتّى سلّم على الحسينعليه‌السلام ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، فقال له الحسينعليه‌السلام كتب علىّ أهل مصركم ، هذا أن أقدم فامّا إذا كرهتمونى فانا أنصرف عنكم ، ثمّ قال له حبيب بن مظاهر ويحك يا قرّة أين ترجع إلى القوم الظّالمين انصر هذا الرّجل الّذي بآبائه ايّدك الله بالكرامة.

فقال له قرّة أرجع الى صاحبى بجواب رسالته وأرى رأيى ، فانصرف إلى عمر بن سعد ، فأخبره الخبر ، فقال عمر أرجو أن يعافينى الله من حربه وقناله وكتب الى عبيد الله بن زياد.

بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فانّى حيث نزلت بالحسين بن علىّ بعثت إليه من رسلى ، فسألته عمّا أقدمه ، وما ذا يطلب ، فقال : كتب الىّ أهل هذه البلاد وأتتنى رسلهم ، يسألونني القدوم ، ففعلت ، فأمّا إذا كرهتمونى ، وبدا لهم غير ما أتتنى به رسلهم ، فانا منصرف عنهم ، قال حسّان بن قائد العبسى : وكنت عند عبيد الله

٤٩٥

حين أتاه هذا الكتاب ، فلمّا قرأه.

قال : الآن اذ علقت مخالبنا به يرجوا النّجاة ، ولات حين مناص وكتب الى عمر بن سعد أمّا بعد ، فقد بلغنى كتابك وفهمت ما ذكرت فاعرض على الحسين ان يبايع ليزيد ، هو وجميع أصحابه ، فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا ، والسلام ، فلمّا ورد الجواب على عمر بن سعد قال قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية(١) .

٣ ـ قال الطبرسى : فلمّا كان من الغد قدم عمر بن أبى وقاص ، فى أربعة آلاف قارس ، فنزل نينوى فبعث الى الحسينعليه‌السلام عروة بن قيس الاحمسى ، فإنه سأله ما الذي جاء بك؟ وكان عروة ممن كتب الى الحسينعليه‌السلام ، فاستحيى منه أن يأتيه فعرض ذلك على الرؤساء فكلهم أبى ذلك لمكان أنهم كاتبوه ، فدعا عمر بن سعد ، قرة بن قيس الحنظلى ، فبعثه فجاء فسلم على الحسينعليه‌السلام ، فبلغه رسالة ابن سعد ، فقال الحسينعليه‌السلام : كتب الىّ أهل مصركم هذا أن أقدم ، فأما اذا كرهونى فأنا أنصرف عنكم

فلما سمع عمر هذه المقالة قال : أرجو أن يعافينى الله من حربه وقتاله ، وكتب الى عبيد الله بن زياد : أما بعد فانى حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولى فسألته عما أقدمه وما ذا يطلب ، فقال : كتب الىّ أهل هذه البلاد ، وأتتني رسلهم فسألونى القدوم ، فأما اذا كرهونى فانى منصرف عنهم ، فلما قرأ ابن زياد الكتاب قال : الآن اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص

كتب الى عمر بن سعد أما بعد فقد بلغنى كتابك وفهمته فأعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه ، فاذا هو فعل ذلك رأينا رأينا ، والسلام ، فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد : قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية(٢)

__________________

(١) الارشاد : ٢١٠.

(٢) اعلام الورى : ٢٣١.

٤٩٦

٤ ـ قال الفتال : ثم نزل يوم الخميس وهو اليوم الثانى من المحرم سنة احدى وستين ، فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبى وقاص من الكوفة فى أربعة آلاف فارس ، فنزلت نينوى فبعث الى الحسينعليه‌السلام عروة بن قيس الاحمسى ، فقال ائته ، فاساله ما الذي جاء بك وما الذي تريد ، وكان عروة ممن كتب الى الحسينعليه‌السلام فاستحيا منه أن يأتيه ، فعرض ذلك على الرؤسا الذين كاتبوه وكلهم أبى ذلك ، وكرهه

فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبى ، وكان فارسا شجاعا لا يردّ وجهه شىء ، فقال أنا اذهب إليه والله لئن شئت لا فتكنّ به فقال عمر ما أريد ان تفتك به ، ولكن ائته فاسأله ما الذي جاء بك ، فأقبل كثير إليه ، فلما رآه أبو ثمامة الصائدى قال : أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شرّ خلق الله وأجراه على دم وأفتكه ، وقام إليه وقال له ضع سيفك ، قال لا ولا كرامة انما أنا رسول فان سمعتم منى أبلغتكم ما أرسلت به ، إليكم ، فان أبيتم انصرفت عنكم.

قال فانى آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك ، قال لا والله لا تمسه فقال له : أخبرنى ما جئت به وأنا أبلغه عنك ولا أدعك تدنوا منه فانك فاجر فأبى وانصرف الى عمر بن سعد ، فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلى ، فقال له ويحك يا قرّة ألق حسينا فسئله ما جاء به وما ذا يريد فأتا قرة فلما رآه الحسينعليه‌السلام مقبلا قال أتعرفون هذا ، فقال حبيب بن مظاهر ، نعم هذا رجل من حنظلة تميم ، وهو ابن اختنا وقد كنت أعرفه بحسن الراى وما كنت اراه يشهد هذا المشهد.

فجاء حتى سلم على الحسينعليه‌السلام ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد ، فقال له الحسينعليه‌السلام : كتب الىّ اهل مصركم هذا أن اقدم ، وأما اذا كرهتمونى فانى أنصرف عنكم ، ثم قال له حبيب بن مظاهر : ويحك يا قرة اين ترجع الى القوم الظالمين ، انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة ، فقال له قرة : أرجع الى صاحبنا

٤٩٧

بجواب رسالته فأرى رأيى ، قال فانصرف الى عمر بن سعد فاخبره الخبر.

فقال عمر أرجوان يعافينى الله من حربه وقتاله وكتب الى عبيد الله بن زياد ، لعنهم الله بسم الله الرحمن الرحيم : أما بعد فانى حيث نزلت بالحسين ، وبعثت إليه برسولى فسألته عما تقدمه وما ذا يطلب ، فقال : كتب الىّ أهل هذه البلاد ، واتتنى رسلهم ، يسألونى القدوم ففعلت ، فاما اذا كرهونى وبدا لهم غير ما أتتنى به رسلهم فانا منصرف عنهم.

قال حسان بن فائد العبسى ، وكنت عند عبيد الله حين أتاه هذا الكتاب ، فلما قرأه قال : الآن اذ علقت مخالبنا به ، يرجوا النجاة ، ولات حين مناص وكتب الى عمر بن سعد أما بعد بلغنى كتابك ، وفهمت ما ذكرت ، فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد ، هو وجميع أصحابه ، فاذا هو فعل رأينا رأينا والسلام ، فلما ورد الجواب قال عمر بن سعد قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية(١) .

٥ ـ قال ابن شهرآشوب : فساقوا الى كربلا يوم الخميس الثانى من المحرم سنة احدى وستين ، ثم نزل ، وقال هذا موضع الكرب والبلاء هذا مناخ ركابنا ومحطّ رحالنا ، وسفك دماءنا ، ثم أقبل عمر بن سعد فى أربعة آلاف حتى نزل بالحسينعليه‌السلام ، وبعث من غده قرة بن قيس الحنظلى يسأله ما الذي جاء به ، فلما بلغ رسالته قال الحسينعليه‌السلام كتب الىّ أهل مصركم أن أقدم ، فاما اذا كرهتمونى ، فأنا أنصرف عنكم ، فلما سمع عمر جوابه ، كتب الى ابن زياد بذلك فلما راى ابن زياد كتابه قال : الآن اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص(٢)

٦ ـ قال ابن طاوس : قال الراوى : وندب عبيد الله بن زياد أصحابه الى قتال الحسينعليه‌السلام ، فاتّبعوه واستخف قومه فأطاعوه واشترى من عمر بن سعد

__________________

(١) روضة الواعظين : ١٥٥.

(٢) المناقب : ٢ / ٢١٤.

٤٩٨

آخرته بدنياه ودعاه الى ولاية الحرب فلبّاه وخرج لقتال الحسينعليه‌السلام ، فى أربعة آلاف فارس ، وأتبعه ابن زياد بالعساكر ، لعنهم الله حتّى تكملت عنده إلى ستّ ليال خلون من محرم عشرون ألف فارس فضيّقوا على الحسينعليه‌السلام حتّى نال منه العطش ومن أصحابه.

فقامعليه‌السلام واتكى على قائم سيفه ونادى بأعلى صوته ، فقال : انشدكم الله هل تعرفوننى؟ قالوا نعم ، أنت ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسبطه قال : أنشدكم الله هل تعلمون انّ جدّى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قالوا اللهمّ نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبى علىّ بن أبى طالبعليه‌السلام قالوا اللهمّ ، نعم ، قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن امّى فاطمة الزهراء بنت محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا اللهمّ نعم.

قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جدّتى خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الامّة إسلاما قالوا : اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ حمزة سيّد الشهداء عمّ أبى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون أنّ جعفر الطيّار فى الجنّة عمّى قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون انّ هذا سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنا متقلّده ، قالوا : اللهمّ نعم ، قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله أنا لابسها قالوا : اللهمّ نعم.

قال أنشدكم الله هل تعلمون انّ عليّاعليه‌السلام كان أوّل القوم إسلاما ، وأعلمهم علما ، وأعظمهم حلما ، وانّه ولىّ كلّ مؤمن ومؤمنة قالوا اللهمّ نعم قال فيم تستحلّون دمى وأبى صلوات الله عليه الذائد ، عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ولواء الحمد فى يد أبى يوم القيامة.

قالوا قد علمنا ذلك كلّه ونحن غيرتا ركيك حتّى تذوق الموت عطشا ، فلمّا خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن ، وارتفعت أصواتهنّ فوجه إليهنّ أخاه العبّاس وعليا ابنه وقال لهما اسكتاهنّ فلعمرى

٤٩٩

ليكثرنّ بكائهنّ(١) .

٧ ـ قال أبو الفرج : وكان عبيد الله بن زياد ـ لعنه الله ـ قد ولى عمر بن سعد الرى ، فلمّا بلغه الخبر وجّه إليه ان سر الى الحسين أوّلا فاقتله ، فاذا قتلته رجعت ومضيت الى الرى ، فقال له : اعفنى أيّها الأمير ، قال : قد أعفيتك من ذلك ومن الرى قال : اتركنى أنظر فى أمرى ، فتركه فلمّا كان من الغد غدا عليه فوجه معه بالجيوش لقتال الحسين(٢) .

٨ ـ قال الدينورى : فلمّا كان اليوم الثانى من نزوله كربلاء ، وافاه عمر بن سعد فى أربعة آلاف فارس ، وكانت قصة خروج عمر بن سعد ، أنّ عبيد الله بن زياد ، ولّاه الرى وثغر دستبى والديلم ، وكتب له عهدا عليها ، فعسكر للمسير إليها ، فحدث أمر الحسين ، فأمره ابن زياد أن يسير إلى محاربة الحسين ، فاذا فرغ منه سار إلى ولايته ، فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد ، وكره محاربة الحسين.

فقال له ابن زياد : فاردد علينا عهدنا قال : فأسير إذن ، فسار فى أصحابه اولئك الذين ندبوا معه الى الرى ودستبى ، حتّى وافى الحسين ، وانضمّ إليه الحرّ بن يزيد فيمن معه. ثمّ قال عمر بن سعد : لقرّة بن سفيان الحنظلى ، انطلق إلى الحسين ، فسله ما أقدمك فأتاه ، فأبلغه ، فقال الحسين : أبلغه عنّى أن أهل هذا المصر كتبوا الىّ يذكرون أن لا إمام لهم ، ويسألوننى القدوم عليهم ، فوثقت بهم ، فغدروا بى ، بعد أن بايعنى منهم ثمانية عشر ألف رجل.

فلمّا دنوت ، فعلمت غرور ما كتبوا به إلىّ اردت الانصراف الى حيث منه أقبلت ، فمنعنى الحرّ بن يزيد ، وسار حتّى جعجع بى فى هذا المكان ، ولى بك قرابة قريبة ، ورحم ماسّة ، فأطلقنى حتّى انصرف ، فرجع قرّة الى عمر بن سعد بجواب

__________________

(١) اللهوف : ٣٧.

(٢) مقاتل الطالبييّن : ٧٤.

٥٠٠

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

به على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو يعني به ما قد مضى في القرآن مثل قوله :( وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ) عنى بذلك غيره.

١٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن جندب ، عن سفيان بن السمط قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ـ عن تنزيل القرآن قال اقرءوا كما علمتم.

١٦ ـ علي بن محمد ، عن بعض أصحابه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال دفع إلي أبو الحسنعليه‌السلام ـ مصحفا وقال لا تنظر فيه ففتحته وقرأت فيه : « لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا » فوجدت فيها اسم سبعين رجلا من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم قال فبعث إلي ابعث إلي بالمصحف.

١٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن حسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أبيعليه‌السلام : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر.

_________________________________________

وقيل :قوله « يعني به ما قد مضى ـ إلى قوله ـ قليلا » من كلام الراوي ، وهو جملة معترضة بين المبتدأ والخبر وقعت مفسرة للمبتدإ تقدير الكلام ما عاتب الله به نبيه فهو عنى بذلك غيره.

أقول : هذا على نسخة يكون عنى بدون الواو ومع الواو أيضا يمكن تأويله بنحو مما ذكره ، وعلى النسختين يمكن أن يكون من قوله ـ فهو يعني ـ إلى آخر الخبر جميعا كلام الراوي أو المصنف بل هذا أظهر فيكون المعنى محل هذا الكلام ما عتب الله به نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الحديث الخامس عشر : ضعيف.

الحديث السادس عشر : مرسل.

الحديث السابع عشر : مجهول.

« بعضه ببعض » أفيد أن المراد تفسير القرآن والجمع بين آيها واستنباط

٥٢١

١٨ ـ عنه ، عن الحسين بن النضر ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سمعته يقول وقع مصحف في البحر فوجدوه وقد ذهب ما فيه إلا هذه الآية «أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ».

١٩ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن أبان ، عن ميمون القداح قال قال لي أبو جعفرعليه‌السلام اقرأ قلت من أي شيء أقرأ قال من السورة التاسعة قال فجعلت ألتمسها فقال اقرأ من سورة يونس قال فقرأت «لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ » قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.

٢٠ ـ علي بن محمد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحجال عمن ذكره ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال سألته عن قول الله عز وجل : «بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ » قال يبين الألسن ولا تبينه الألسن.

_________________________________________

الأحكام ، فإنه لا يعلم ذلك غير المعصوم ، ويحتمل أن يكون المراد المعنى الظاهر بتقدير الاستخفاف أو ارتكاب التجوز في الكفر ، وقال الصدوق (ره) في كتاب معاني الأخبار بعد نقل هذا الخبر ، وسألت محمد بن الحسن (ره) عن معنى هذا الحديث فقال هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى انتهى ، ويمكن أن يكون مراده نحوا مما ذكرنا أولا.

الحديث الثامن عشر : مجهول.

الحديث التاسع عشر : ضعيف والقتر والقترة محركتين الغبرة.

الحديث العشرون : ضعيف.

« يبين الألسن » أفيد أن المراد أنه لا يحتاج القرآن إلى الاستشهاد بإشعار العرب وكلامهم ، بل الأمر بالعكس لأن القرآن أفصح الكلام وقد أذعن به جميع الأنام فتأمل.

٥٢٢

٢١ ـ أحمد بن محمد بن أحمد ، عن محمد بن أحمد النهدي ، عن محمد بن الوليد ، عن أبان ، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما من عبد يقرأ آخر الكهف إلا تيقظ في الساعة التي يريد.

٢٢ ـ أبو علي الأشعري وغيره ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن عثمان بن عيسى ، عن سعيد بن يسار قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ـ سليم مولاك ذكر أنه ليس معه من القرآن إلا سورة يس فيقوم من الليل فينفد ما معه من القرآن أيعيد ما قرأ قال نعم لا بأس.

٢٣ ـ محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن سلمة قال قرأ رجل على أبي عبد اللهعليه‌السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائمعليه‌السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه عليعليه‌السلام وقال أخرجه عليعليه‌السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد جمعته من اللوحين فقالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه.

_________________________________________

الحديث الحادي والعشرون : مجهول.

الحديث الثاني والعشرون : موثق.

الحديث الثالث والعشرون : ضعيف.

« من اللوحين » لعلهعليه‌السلام في زمان الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتبه على لوحين فجمع منها ، أو المراد لوح الخاطر ولوح الدفاتر ، أو المراد اللوح المحفوظ ولوح المحو والإثبات ، أو الأرضى والسماوي والله يعلم.

٥٢٣

٢٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن سعيد بن عبد الله الأعرج قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الرجل يقرأ القرآن ثم ينساه ثم يقرأه ثم ينساه أعليه فيه حرج فقال لا.

٢٥ ـ علي ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أبيعليه‌السلام : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر.

٢٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن ابن محبوب ، عن جميل ، عن سدير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب بها من الغافلين وإني لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس وإن والديعليه‌السلام كان يقرأها في يومه وليلته ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم علي فيقرأ سورة الملك في كل يوم وليلته وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد أوعاني ـ سورة الملك وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ بي في كل يوم وليلة سورة الملك.

٢٧ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن عبد الله بن فرقد والمعلى بن خنيس قالا كنا عند أبي عبد اللهعليه‌السلام ومعنا ربيعة الرأي فذكرنا فضل القرآن فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال فقال ربيعة ضال فقال نعم ضال ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام أما نحن فنقرأ على

_________________________________________

الحديث الرابع والعشرون : حسن.

الحديث الخامس والعشرون : مجهول.

الحديث السادس والعشرون : حسن.

الحديث السابع والعشرون : مجهول ولعلهعليه‌السلام اتقى ربيعة.

٥٢٤

قراءة أبي.

٢٨ ـ علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن

_________________________________________

الحديث الثامن والعشرون : موثق. وفي بعض النسخ عن هشام بن سالم موضع هارون بن مسلم ، فالخبر صحيح ولا يخفى أن هذا الخبر وكثير من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره ، وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى ، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأسا بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر.

فإن قيل : إنه يوجب رفع الاعتماد على القرآن لأنه إذا ثبت تحريفه ففي كل آية يحتمل ذلك وتجويزهمعليهم‌السلام على قراءة هذا القرآن والعمل به متواتر معلوم إذ لم ينقل من أحد من الأصحاب أن أحدا من أئمتنا أعطاه قرانا أو علمه قراءة ، وهذا ظاهر لمن تتبع الأخبار ، ولعمري كيف يجترئون على التكلفات الركيكة في تلك الأخبار مثل ما قيل في هذا الخبر إن الآيات الزائدة عبارة عن الأخبار القدسية أو كانت التجزية بالآيات أكثر وفي خبر لم يكن أن الأسماء كانت مكتوبة على الهامش على سبيل التفسير والله تعالى يعلم وقال السيد حيدر الآملي في تفسيره أكثر القراء ذهبوا إلى أن سور القرآن بأسرها مائة وأربعة عشر سورة وإلى أن آياته ستة آلاف وستمائة وست وستون آية وإلى أن كلماته سبعة وسبعون ألفا وأربعمائة وسبع وثلاثون كلمة ، وإلى أن حروفه ثلاثمائة آلاف واثنان وعشرون ألفا وستمائة وسبعون حرفا وإلى أن فتحاته ثلاثة وتسعون ألفا ومائتان وثلاثة وأربعون فتحة ، وإلى أن ضماته أربعون ألفا وثمان مائة وأربع ضمات وإلى أن كسراته تسع وثلاثون ألفا وخمسمائة وستة وثمانون كسرة ، وإلى أن تشديداته تسعة عشر ألفا ومائتان وثلاثة وخمسون تشديدة ، وإلى أن مداته ألف وسبعمائة وأحد وسبعون مده وإلى أن همزاته ثلاث آلاف ومائتان وثلاث وسبعون همزة

٥٢٥

القرآن الذي جاء به جبرئيلعليه‌السلام إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله سبعة عشر ألف آية.

تم كتاب فضل القرآن بمنه وجوده

[ويتلوه كتاب العشرة]

_________________________________________

وإلى أن ألفاته ثمانية وأربعون ألفا وثمان مائة واثنان وسبعون ألفا.

٥٢٦

بسم الله الرحمن الرحيم

كتاب العشرة

(باب)

( ما يجب من المعاشرة)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن حديد ، عن مرازم قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام عليكم بالصلاة في المساجد ـ وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز إنه لا بد لكم من الناس إن أحدا لا يستغني عن الناس حياته والناس لا بد لبعضهم من بعض.

٢ ـ محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان وأبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن معاوية بن وهب قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس قال فقال تؤدون الأمانة إليهم وتقيمون الشهادة لهم وعليهم وتعودون مرضاهم وتشهدون جنائزهم.

_________________________________________

كتاب العشرة

قال في مصباح اللغة العشرة بالكسر اسم عن المعاشرة والتعاشر وهي المخالطة.

باب ما يجب من المعاشرة

الحديث الأول : ضعيف.

الحديث الثاني : صحيح.

٥٢٧

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد جميعا ، عن القاسم بن محمد ، عن حبيب الخثعمي قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول عليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم مساجدكم وأحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم أما يستحيي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب قال قلت له كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا قال تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون فو الله إنهم ليعودون مرضاهم ويشهدون جنائزهم ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ويؤدون الأمانة إليهم.

٥ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي أسامة زيد الشحام قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يأمر بأداء الخيط والمخيط ـ صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا جعفري فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل هذا أدب جعفر وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل هذا أدب جعفر فو الله لحدثني

_________________________________________

الحديث الثالث : ضعيف.

الحديث الرابع : صحيح.

الحديث الخامس : صحيح.

٥٢٨

أبيعليه‌السلام أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة عليعليه‌السلام فيكون زينها آداهم للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث إليه وصاياهم وودائعهم تسأل العشيرة عنه فتقول من مثل فلان إنه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث.

(باب)

(حسن المعاشرة)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد ، عن حريز ، عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفرعليه‌السلام من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك العليا عليهم فافعل.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن إسماعيل بن مهران ، عن محمد بن حفص ، عن أبي الربيع الشامي قال دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق فلم أجد موضعا أقعد فيه فجلس أبو عبد اللهعليه‌السلام وكان متكئا ثم قال يا شيعة آل محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه يا شيعة

_________________________________________

وقال في الصحاحأدى دينه تأدية أي قضاه والاسم الأداء ، وقالالخيط السلك والمخيط الإبرة ، وقال وهوآدى منك للأمانة بمد الألف

باب حسن المعاشرة

الحديث الأول : حسن.

وقال في النهايةاليد العليا خير من السفلى هي المتعففة ، والسفلى السائلة ، وروي أنها المنفقة والسفلى الآخذة وقيل المانعة.

الحديث الثاني : مجهول.

٥٢٩

آل محمد اتقوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عمن ذكره ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل : «إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ » قال كان يوسع المجلس ويستقرض للمحتاج ويعين الضعيف.

٤ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن علاء بن الفضيل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أبو جعفرعليه‌السلام يقول عظموا أصحابكم ووقروهم ولا يتهجم بعضكم على بعض ولا تضاروا ولا تحاسدوا وإياكم والبخل كونوا عباد الله المخلصين الصالحين.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحجال ، عن داود بن أبي يزيد وثعلبة وعلي بن عقبة ، عن بعض من رواه ، عن أحدهماعليهما‌السلام قال الانقباض من الناس مكسبة للعداوة.

(باب)

(من يجب مصادقته ومصاحبته)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن حسين بن الحسن ، عن محمد بن

_________________________________________

وقال الفيروزآبادي : بيت ومنزلغاص بالقوم ممتلئ وقالخالقهم عاشرهم بحسن خلق وقالالممالحة المؤاكلة.

الحديث الثالث : حسن ،« كان » أي يوسفعليه‌السلام .

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

« لا يتهجم » أي لا يدخل عليهم بغير إذن قال في مصباح اللغة الهجوم على القوم الدخول عليهم وهجمت عليه هجوما من باب قعد دخلت بغتة على غفلة منه.

الحديث الخامس : مرسل.

باب من تجب مصادقته ومصاحبته

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

٥٣٠

سنان ، عن عمار بن موسى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله واحترس من سيئ أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ـ ولكن انتفع بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق.

٢ ـ عنه ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن محمد بن الصلت ، عن أبان ، عن أبي العديس قال قال أبو جعفرعليه‌السلام يا صالح اتبع من يبكيك وهو لك ناصح ولا تتبع من يضحكك وهو لك غاش وستردون على الله جميعا فتعلمون.

٣ ـ عنه ، عن محمد بن علي ، عن موسى بن يسار القطان ، عن المسعودي ، عن أبي داود ، عن ثابت بن أبي صخرة ، عن أبي الزعلى قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله انظروا من تحادثون فإنه ليس من أحد ينزل به الموت إلا مثل له أصحابه إلى الله إن كانوا خيارا فخيارا وإن كانوا شرارا فشرارا وليس أحد يموت إلا تمثلت له عند موته.

٤ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض الحلبيين ، عن

_________________________________________

وقال في النهايةالكريم الذي كرم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه ، والكريم الجواد ، ورجل كريم القوم أي شريفهم.

الحديث الثاني : مجهول وفي الصحاحغشه لم يمحضه بالنصح أو أظهر خلاف ما أضمر.

الحديث الثالث : مجهول ، أو ضعيف.

« فخيارا » أي يمثل له أصحابه في الدنيا أنه يحشر معهم فإن كانوا خيارا يفرح لذلك ، وإن كانوا شرارا يعلم أن مصيره إلى ما هم يصيرون إليه« تمثلت » أي أمير المؤمنينعليه‌السلام أو الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

الحديث الرابع : مرسل.

٥٣١

عبد الله بن مسكان ، عن رجل من أهل الجبل لم يسمه قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام عليك بالتلاد وإياك وكل محدث لا عهد له ولا أمان ولا ذمة ولا ميثاق وكن على حذر من أوثق الناس عندك.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي.

٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن الحسن ، عن عبيد الله الدهقان ، عن أحمد بن عائذ ، عن عبيد الله الحلبي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة فأولها أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة والثاني أن يرى زينك زينه وشينك شينه والثالثة أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته والخامسة وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات.

(باب)

(من تكره مجالسته ومرافقته)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عمرو بن عثمان ، عن

_________________________________________

والظاهر أن المرادبالتلاد الشيوخ ، وبالمحدث الشباب أو المراد بالتلاد الأصحاب القديمة الذين جربهم بالمعاشرة الطويلة ، وبالمحدث خلافه ، وفي الصحاح التألد المال القديم الأصلي الذي ولد عندك وهو نقيض الطارف وكذلك التلاد والاتلاد.

الحديث الخامس : مرفوع.

الحديث السادس : ضعيف« والنكبة » هي ما يصيب الإنسان من الحوادث.

باب من تكره مجالسته ومرافقته

٥٣٢

محمد بن سالم الكندي عمن حدثه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنينعليه‌السلام إذا صعد المنبر قال ينبغي للمسلم أن يتجنب مواخاة ثلاثة الماجن الفاجر والأحمق والكذاب فأما الماجن الفاجر فيزين لك فعله ويحب أنك مثله ولا يعينك على أمر دينك ومعادك ومقاربته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عار عليك وأما الأحمق فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه وربما أراد منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما أفنى أحدوثة مطرها بأخرى مثلها حتى إنه يحدث بالصدق فما يصدق ويفرق بين الناس بالعداوة فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله عز وجل وانظروا لأنفسكم.

٢ ـ وفي رواية عبد الأعلى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال أمير المؤمنينعليه‌السلام لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر فإنه يزين له فعله ويحب أن يكون مثله ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده ومدخله إليه ومخرجه من عنده شين عليه.

٣ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمد بن

_________________________________________

الحديث الأول : ضعيف.

وقال في الصحاحالمجون أن لا يبالي الإنسان ما صنع وقد مجن بالفتح يمجن مجونا ومجانة فهو ماجن ، وقال الحديث الخبر يقع على الواحد والكثير ويجمع على الأحاديث بغير قياس ، الفراء نرى أن واحد الأحاديث الأحدوثه ثم جعلوه جمعا للحديث ، وقال في القاموستمطرت الطير أسرعت في هويها كمطرت والخيل قد جاءت يسبق بعضها بعضا« والسخيمة » الحقد في النفس.

الحديث الثاني : مجهول.

الحديث الثالث : ضعيف.

٥٣٣

يوسف ، عن ميسر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا الكذاب.

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن أسباط ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال قال عيسى ابن مريمعليه‌السلام إن صاحب الشر يعدي وقرين السوء يردي فانظر من تقارن.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عمار بن موسى قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام يا عمار إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد والسفلة في أمرك ـ فإنك إن ائتمنتهم خانوك وإن حدثوك كذبوك وإن نكبت خذلوك وإن وعدوك أخلفوك.

٦ ـ قال وسمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار وبغض

_________________________________________

وفي النهايةأعداه الداء يعديه أعداء وهو أن يصيبه مثل ما يصاحب الداء وفي القاموسردي كرمي سقط في البئر وأراده غيره وردي كرضى ردي هلك وأراده غيره.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

« واستتب له الأمر » أي استقام واستمر.

الحديث الخامس : مرسل ، عن بعض أصحابنا ، وفي بعض النسخ أصحابهما ، قيل : أصحابهما تصحيف أصحابنا أو موضعه بعد محمد بن مسلم وأبي حمزة والأكلة المرة الواحد حتى تشبع والأكلة بالضم اللقمة.

الحديث السادس : صحيح على الظاهر.

وفي القاموسالنذل والنذيل الخسيس من الناس المحتقر في جمع أحواله الجمع أنذال ونذل.

٥٣٤

الأبرار للفجار خزي على الفجار.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن بعض أصحابهما ، عن محمد بن مسلم وأبي حمزة ، عن أبي عبد الله ، عن أبيهعليهما‌السلام قال : قال لي أبي علي بن الحسين صلوات الله عليهما يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق فقلت يا أبت من هم عرفنيهم قال إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك وإياك ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه ـ وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع قال الله عز وجل : «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ » وقال عز وجل : «الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ » وقال في البقرة «الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ ».

٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن موسى بن القاسم قال سمعت المحاربي يروي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

_________________________________________

الحديث السابع : مرسل.

لا تقرب أي كثيرا فإن كثرة الاختلاط يوجب سرعة انقضاء المحبة كما هو المجرب عند باغيه أي طالبه والزفت بالكسر كالقير.

الحديث الثامن : صحيح.

والظاهر أن المراد أنه عند الناسعلى دين خليله أي يتهم بذلك فيكون

٥٣٥

ثلاثة مجالستهم تميت القلب الجلوس مع الأنذال والحديث مع النساء والجلوس مع الأغنياء.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره قال قال لقمانعليه‌السلام لابنه : يا بني لا تقترب فتكون أبعد لك ولا تبعد فتهان كل دابة تحب مثلها وإن ابن آدم يحب مثله ولا تنشر بزك إلا عند باغيه كما ليس بين الذئب والكبش خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة من يقترب من الزفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه من يحب المراء يشتم ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ومن لا يملك لسانه يندم.

١٠ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن ابن أبي نجران ، عن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المرء على دين خليله وقرينه.

١١ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الحجال ، عن علي بن يعقوب الهاشمي ، عن هارون بن مسلم ، عن عبيد بن زرارة قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إياك ومصادقة الأحمق فإنك أسر ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك.

_________________________________________

استشهادا بقولهعليه‌السلام ، ويحتمل أن يكون المراد إفادة مفسدة أخرى بأنه يسري إليه دين خليله واقعا كما مر أن صاحب الشر يعدي.

الحديث التاسع : مجهول.

٥٣٦

(باب)

(التحبب إلى الناس والتودد إليهم)

١ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن أعرابيا من بني تميم أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له أوصني فكان مما أوصاه تحبب إلى الناس يحبوك.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال مجاملة الناس ثلث العقل.

٣ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه ويدعوه بأحب الأسماء إليه.

٤ ـ وبهذا الإسناد قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله التودد إلى الناس نصف العقل.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن حسان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال التودد إلى الناس نصف العقل.

_________________________________________

باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم

الحديث الأول : صحيح.

الحديث الثاني : موثق ،« والمجاملة » المعاملة بالجميل.

الحديث الثالث : ضعيف على المشهور.

الحديث الرابع : ضعيف.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور.

٥٣٧

٦ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن حذيفة بن منصور قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيديا كثيرة.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن صالح بن عقبة ، عن سليمان بن زياد التميمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال الحسن بن عليعليه‌السلام القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه والبعيد من بعدته المودة وإن قرب نسبه لا شيء أقرب إلى شيء من يد إلى جسد وإن اليد تغل فتقطع وتقطع فتحسم.

(باب)

(إخبار الرجل أخاه بحبه)

١ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن عمر

_________________________________________

الحديث السادس : ضعيف.

وقال في النهاية :الغلول الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة وكل من خان في شيء خفية فقد غل ، وسمي غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة مجعول فيها غل ، وقالحسمه أي قطع الدم عنه بالكي. ومنه الحديث أنه أتى بسارق فقال اقطعوه ثم احمسوه أي اقطعوا يده ثم اكووها ليقطع الدم منها انتهى ، ولعل المراد بالتشبيه مجرد التنبيه على أنه لا اعتماد على قرب القريب فإنه قد يبعد ، أو من حيث إن يد السارق عدوة خائنة لصاحبها فمع غاية القرب تقطع ويحسم موضعها لئلا تعود ، أو يحفظ الدم لمودته بالجسم أو المعنى أن الإنسان عدو يده فيصير سببا لقطعه والله يعلم.

باب إخبار الرجل أخاه بحبه

الحديث الأول : مجهول.

٥٣٨

بن أذينة ، عن أبيه ، عن نصر بن قابوس قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا أحببت أحدا من إخوانك فأعلمه ذلك فإن إبراهيمعليه‌السلام قال : «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ».

٢ ـ أحمد بن محمد بن خالد ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا ، عن علي بن الحكم ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما.

(باب التسليم)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله السلام تطوع والرد فريضة.

٢ ـ وبهذا الإسناد قال من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه وقال ابدءوا بالسلام قبل الكلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه.

٣ ـ وبهذا الإسناد قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام

_________________________________________

وهذا ينطبق أشد انطباق على ما روي في العيون في تفسير هذه الآية أن المراد بها ليطمئن قلبي على الخلة فارجع إليه تفهم.

الحديث الثاني : صحيح.

باب التسليم

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

الحديث الثاني : ضعيف.

فإن سلام الله أي لا تقولوا هذا ظالم لا نسلم عليه فإن سلام الله لا ينالهم.

الحديث الثالث : موثق.

٥٣٩

٤ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كان سلمانرحمه‌الله يقول أفشوا سلام الله فإن سلام الله لا ينال الظالمين.

٥ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إن الله عز وجل يحب إفشاء السلام.

٦ ـ عنه ، عن ابن فضال ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن الله عز وجل قال إن البخيل من يبخل بالسلام.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد الأشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا سلم أحدكم فليجهر بسلامه لا يقول سلمت فلم يردوا علي ولعله يكون قد سلم ولم يسمعهم فإذا رد أحدكم فليجهر

_________________________________________

الحديث الرابع : موثق.

من بخلبالسلام على المبالغة أي كأنه البخيل فقط.

الحديث الخامس : ضعيف.

ولعل الاشتراك اللفظي هنا ينفع في ترتب الثواب فتأمل ، وقال في النهاية : في أسماء الله تعالىالسلام ، قيل : معناه سلامته مما يلحق الخلق من العيب والفناء ، والسلام في الأصل السلامة ومنه سميت الجنة بدار السلام لأنها دار السلامة من الآفات ، وقيل : التسليم مشتق من السلام اسم الله تعالى لسلامته من العيب والنقص ، وقيل : معناه أن الله مطلع عليكم فلا تغفلوا ، وقيل : معناه اسم السلام عليكم أي اسم الله عليك إذ كان اسم الله تعالى يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيه وانتفاء عوارض العباد عنه ، وقيل معناه سلمت مني فاجعلني أسلم [ السلم ] منك.

الحديث السادس : صحيح.

الحديث السابع : مجهول.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594