مرآة العقول الجزء ١٣

مرآة العقول0%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 358

مرآة العقول

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي ( العلامة المجلسي )
تصنيف: الصفحات: 358
المشاهدات: 46030
تحميل: 7645


توضيحات:

المقدمة الجزء 1 المقدمة الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 358 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 46030 / تحميل: 7645
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء 13

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٩ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سنان ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كان فيما ناجى به موسى ربّه أن قال يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الأجر فقال الله عزّ وجلّ أوكل به ملكاً يعوده في قبره إلى محشره.

١٠ - عليَّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدَّة بن صدقة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من عاد مريضاً ناداه مناد من السماء باسمّه يا فلان طبت وطاب لك ممشاك بثواب من الجنة.

(باب)

(تلقين الميت)

١ - عليَّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا حضرت الميّت قبل أن يموت فلقنه شهادة أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأن محمّداً عبده ورسوله.

___________________________________________________

الحديث التاسع : ضعيف.

قوله « من عيادة المريض » يحتمل أن يكون كلمة « من » زائدة ، ويحتمل أن يكون سببيّة والضمير المرفوع في بلغ راجعاً إلى الإنسان ، ومفعوله الضمير الراجع إلى - ما - ، و « من » في قوله « من الأجر » بيانية.

الحديث العاشر : ضعيف.

والممشى مصدر ميمي.

قولهعليه‌السلام : « بثواب » أي بسبب ثواب.

باب تلقين الميّت

الحديث الأول : حسن.

٢٨١

٢ - عنه ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفرعليه‌السلام وحفص بن البختري ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إنكم تلقنون موتاكم عند الموت لا إله إلّا الله ونحن نلقن موتانا محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٣ - عليَّ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال إذا أدركت الرّجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج - لا إله إلّا الله الحليم الكرّيم لا إله إلّا الله العليَّ العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » قال فقال أبو جعفرعليه‌السلام لو أدركت عكرمة عند الموت لنفعته فقيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام بما ذا كان ينفعه قال يلقنه ما أنتم عليه.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن داود بن سليمان الكوفي ، عن أبي بكرّ الحضرمي قال مرض رجل من أهل بيتي فأتيته عائدا فقلت له يا ابن أخي إن لك عندي نصيحة أتقبلها فقال نعم فقلت قل - أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له فشهد بذلك فقلت إن هذا لا تنتفع به إلّا أن يكون منك على يقين فذكرّ أنه منه على يقين فقلت قل أشهد أن محمدا عبده ورسوله فشهد بذلك فقلت

___________________________________________________

الحديث الثاني : حسن.

قولهعليه‌السلام : « إنكم » أي من عندكم من العامّة يكتفون في التلقين بالشهادة بالتوحيد ، ونحن نضم إليها الشهادة بالرسالة أو نكتفي بذلك لتضمنها لشهادة التوحيد أيضاً ، أو لأنّ أهل البيتعليهم‌السلام لا يغفلون عن التوحيد ، ويحتمل أن يغفلوا عن الرسالة لشدة قربهم بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وربمّا يقال : إنكم تلقنون أمر في صورة الخبر تقية لأنهم يكتفون بالتهليل للخبر الّذي ورد « من كان آخر كلامه لا إله إلّا الله دخل الجنة » ونحن لا نحتاج إلى التقية ، ولا يخفى بعد ما سوى الأول.

الحديث الثالث : حسن.

الحديث الرابع : حسن.

٢٨٢

إن هذا لا تنتفع به حتّى يكون منك على يقين فذكرّ أنه منه على يقين فقلت قل أشهد أن عليا وصيه وهو الخليفة من بعده والإمام المفترض الطاعة من بعده فشهد بذلك فقلت له إنك لن تنتفع بذلك حتّى يكون منك على يقين فذكرّ أنه منه على يقين ثمَّ سميت الأئمّة رجلاً رجلاً فأقر بذلك وذكرّ أنه على يقين فلم يلبث الرّجل أن توفي فجزع أهله عليه جزعاً شديداً قال فغبت عنهم ثمَّ أتيتهم بعد ذلك فرأيت عراء حسناً فقلت كيف تجدونكم كيف عزاؤك أيتها المرأة فقالت والله لقد أصبنا بمصيبة عظيمة بوفاة فلانرحمه‌الله وكان ممّا سخا بنفسي لرؤيا رأيتها الليلة فقلت وما تلك الرؤيا قالت رأيت فلاناَ تعني الميّت حيا سليما فقلت فلان قال نعم فقلت له امّا كنت مت فقال بلى ولكنّ نجوت بكلمات لقنيها أبو بكرّ ولو لا ذلك لكدت أهلك.

٥ - عنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد ، عن عليَّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال كنا عنده وعنده حمران إذ دخل عليه مولى له فقال جعلت فداك هذا عكرمة في الموت وكان يرى رأي

___________________________________________________

قوله « ممّا سخي بنفسي لرؤيا » كأنه بالبناء للمعلوم من باب منع وعلم ، أو على البناء للمجهول من باب التفعيل لمكان الباء واللام لام التأكيد ، ومدخولة خبر كان أي تلك الرؤيا جعلتني سخياً في هذه المصيبة ، « فقلت فلان » أي أجدك أو أظنك أو أراك فلانا.

الحديث الخامس : ضعيف على المشهور. وقال الشيخ البهائي (ره) : عكرمة بكسر العين وإسكان الكاف وكسر الراء فقيه تابعي كان مولى ابن عباس مات سنة سبع ومائة.

٢٨٣

الخوارج وكان منقطعاً إلى أبي جعفرعليه‌السلام فقال لنا أبو جعفرعليه‌السلام أنظروني حتّى أرجع إليكم فقلنا نعم فما لبث أن رجع فقال امّا إني لو أدركت عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها ولكني أدركته وقد وقعت النفس موقعها قلت جعلت فداك وما ذاك الكلام قال هو والله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة أن لا إله إلّا الله والولاية.

٦ - عليَّ بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن محمّد بن عليَّ ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال ما من أحد يحضره الموت إلّا وكل به إبليس من شيطانه أن يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتّى تخرج نفسه فمن كان مؤمناّ لم يقدر عليه فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة أن لا إله إلّا الله وأن محمّداً رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى يموت.

وفي رواية أخرى قال فلقنه كلمات الفرج والشهادتين وتسمي له الإقرار بالأئمّةعليهم‌السلام وأحداً بعد واحد حتّى ينقطع عنه الكلام.

٧ - عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعري ، عن عبد الله بن ميمون القداح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان أمير المؤمنينعليه‌السلام إذا حضر أحداً من أهل بيته الموت قال له قل لا إله إلّا الله العليَّ العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما بينهما ورب العرش العظيم

___________________________________________________

قولهعليه‌السلام « أنظروني » على بناء المجرد بمعنى الانتظار أو على بناء الأفعال بمعنى الإمهال.

قولهعليه‌السلام : « فلقنوا » يحتمل أن يكون هذا التفريع باعتبار أنه إذا كان ينفع الكافر فالمسلم بطريق أولى ، أو أنّه لما كان نافعاً للاعتقادات فلقنوا لئلّا يذهب الشيطان بدينكم ، وشهادة الرسالة داخلة في الولاية

الحديث السادس : ضعيف.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

٢٨٤

«وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » فإذا قالها المريض قال اذهب فليس عليك بأس.

٨ - سهل بن زياد ، عن محمّد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن أبي بكرّ الحضرمي قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام والله لو أن عابد وثن وصف ما تصفون عند خروج نفسه ما طعمت النار من جسده شيئاً أبدا.

٩ - عليَّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو يقضي فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قل : لا إله إلّا الله العليَّ العظيم لا إله إلّا الله الحليم الكرّيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما بينهن ورب العرش العظيم «وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ » فقالها فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحمد لله الّذي استنقذه من النار.

١٠ - محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن أبي سلمة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال حضر رجلاً الموت فقيل يا رسول الله إن فلاناَ قد حضره الموت فنهض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه أناس من أصحابه حتّى أتاه وهو مغمى عليه قال فقال يا ملك الموت كف عن الرّجل حتّى أسأله فأفاق الرّجل فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ما رأيت قال رأيت بياضاً كثيراً وسوادا كثيراً قال فأيهما

___________________________________________________

الحديث الثامن : ضعيف على المشهور.

وحمل على عدم معاينة أحوال الآخرة.

الحديث التاسع : حسن قوله « وهو يقضي » على بناء المعلوم من قوله تعالى «فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ » ويحتمل المجهول أيضاً أي يقع عليه قضاء الله والأوّل هو الأظهر قال الجوهري : قضى فلان أي مات ومضى.

الحديث العاشر : ضعيف.

ولعلّ البياض عقائده وأعمّال الحسنة والسواد أعمّاله ، وفي بعض الأخبار أنه

٢٨٥

كان أقرب إليك فقال السواد فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قل اللّهمّ اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل مني اليسير من طاعتك فقاله ثمَّ أغمي عليه فقال يا ملك الموت خفف عنه حتّى أسأله فأفاق الرّجل فقال ما رأيت قال رأيت بياضا كثيراً وسوادا كثيراً قال فأيهما كان أقرب إليك فقال البياض فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله غفر الله لصاحبكم قال فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا حضرتم ميتا فقولوا له هذا الكلام ليقوله.

(باب)

(إذا عسر على الميّت الموت واشتد عليه النزع)

١ - عليَّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن عثمان ، عن ذريح قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول قال عليَّ بن الحسينعليه‌السلام إن أبا سعيد الخدري كان من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان مستقيما فنزع ثلاثة أيّام فغسله أهله ثمَّ حمل إلى مصلاه فمات فيه.

___________________________________________________

قال : رأيت أبيضين وأسودين فيمكن أن يكون الأبيضان الملكان ، والأسودان شيطانان يريدان إغواءه ، أو أتاه الملائكة بصور حسنة وقبيحة لأنّه إذا صادفوه من السعداء توجه إليه ملائكة الرحمة وإن كان من الأشقياء توجه إليه ملائكة الغضب.

باب إذا عسر على الميّت الموت واشتد عليه النزع

الحديث الأوّل : حسن.

والظّاهر أن التغسيل ليس غسل الميّت ، بل المراد امّا الغسل من النجاسات ، أو غسل استحبّ لذلك ولم يذكره الأصحاب.

٢٨٦

٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إذا عسر على الميّت موته ونزعه قرب إلى مصلاه الّذي كان يصلّي فيه.

٣ - عليَّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن زرارة قال إذا اشتدت عليه النزع فضعه في مصلاه الّذي كان يصلّي فيه أو عليه.

٤ - الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن ليث المرادي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال إن أبا سعيد الخدري قد رزقه الله هذا الرأي وإنه قد اشتد نزعه فقال احملوني إلى مصلاي فحملوه فلم يلبث أن هلك.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن موسى بن الحسن ، عن سليمان الجعفري قال رأيت أبا الحسن يقول لابنه القاسم قم يا بني فاقرأ عند رأس أخيك «وَالصَّافَّاتِ صَفًّا » حتّى تستتمها فقرأ فلما بلغ «أَهُمْ أشدّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا » قضى الفتى فلما سجي

___________________________________________________

الحديث الثاني : صحيح.

ويدلّ على أن التقريب من المصلي أيضاً كاف في ذلك. ويمكن حمل هذا على ما إذا خيف تلويث المصلي.

الحديث الثالث : حسن.

قولهعليه‌السلام : « فيه أو عليه » أي المكان الّذي يصلّي فيه أو الثوب الّذي يصلّي عليه ، والحمل على ترديد الراوي بعيد.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

وينبغي حمل الخبر الأوّل على هذا ليصح استشهادهعليه‌السلام بقوله « لأنه من الصحابة » وإلّا فالاستشهاد بفعل أهله بعيد.

الحديث الخامس : صحيح.

وفي الصحّاح : سجيت الميّت تسجية إذا مددت عليه ثوباً.

قولهعليه‌السلام : « إذا نزل به » بالبناء للمفعول أيضاً أي إذا حضره الموت ، وفي

٢٨٧

وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له كنا نعهد الميّت إذا نزل به يقرأ عنده «يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ » وصرت تأمرنا بالصافات فقال يا بني لم يقرأ عند مكروب من موت قط إلّا عجل الله راحته.

(باب)

(توجيه الميّت إلى القبلة)

١ - عليَّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الشعيري وغير واحد ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال في توجيه الميّت تستقبل بوجهه القبلة وتجعل قدميه ممّا يلي القبلة.

٢ - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد ، عن محمّد بن أبي حمزة ، عن معاوية بن عمّار قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الميّت فقال استقبل بباطن قدميه القبلة.

___________________________________________________

بعض النسخ إذا نزل به الموت فهو على البناء للفاعل. ثمَّ اعلم أن تخصيص الصافات لتعجيل الفرج لا ينافي استحباب قراءة يس عند الميّت ، وإن كان أكثر الأخبار الواردة في ذلك عامية ، ويؤيده العمومات الواردة في بركة القرآن مطلقاً وعند تلك الحالة.

باب توجيه الميّت في القبلة

الحديث الأوّل : حسن.

قولهعليه‌السلام : « وتجعل قدميه » الظّاهر أن هذا بيان الاستقبال بالوجه ، ويحتمل أن يكون الاستقبال برفع رأسه حتّى يستقبل وجهه القبلة.

الحديث الثاني : موثق.

وظاهر هذا الخبر وما قبله وما بعده التوجيه بعد الموت ، وحمله الأكثر على حال الاحتضار ويمكن تعممه بحيث يشمل الحالتين ، والله يعلم.

٢٨٨

٣ - عليَّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا مات لأحدكم ميت فسجوه تجاه القبلة وكذلك إذا غسل يحفر له موضع المغتسل تجاه القبلة فيكون مستقبلاَ بباطن قدميه ووجهه إلى القبلة.

(باب)

(أن المؤمن لا يكره على قبض روحه)

١ - أبو عليَّ الأشعري ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أبي محمّد الأنصاري قال وكان خيراً قال حدَّثني أبو اليقظان عمّار الأسدي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لو أن مؤمناّ أقسم على ربّه أن لا يميته ما أماته أبدّاً ولكنّ إذا كان ذلك أو إذا حضر أجله بعث الله عزّ وجلّ إليه ريحين ريحا يقال لها :

___________________________________________________

الحديث الثالث : حسن.

قولهعليه‌السلام : « فسبحوه » قال الشيخ البهائي (ره) : كناية عن توجيهه إليها ، يقال : قعدت تجاه زيد أي تلقاءه والظّاهر أن المراد بموضع المغتسل الحفرة الّتي تجتمع فيها ماء الغسل ، والمستقبل بالبناء للمفعول بمعنى الاستقبال ، وقد دل الحديث على وجوب التوجيه إلى القبلة حال الغسل أيضاً وكثير من الأصحاب على استحباب ذلك.

باب أن المؤمن لا يكره على قبض روحه

الحديث الأوّل : مجهول.

قوله « أو إذا حضر » الترديد من الراوي وليس في بعض النسخ كلمة - أو - فهو بيان لما تقدم. والرّيحان تحتملان الحقيقة ، ويمكن أن يكونا مجازين عمّا يعرض له من ألطافه تعالى كتمثل أهله وما له وأولاده له بحيث يعلم أنّها

٢٨٩

المنسية وريحاً يقال لها المسخية فامّا المنسية فإنها تنسيه أهله وماله وامّا المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتّى يختار ما عند الله.

٢ - عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه قال لا والله إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت يا ولي الله لا تجزع فو الّذي بعث محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك افتح عينك فانظر قال ويمثل له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذريتهمعليهم‌السلام فيقال له هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّةعليهم‌السلام رفقاؤك قال فيفتح عينه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزّة فيقول : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » إلى محمّد وأهل بيته «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً » بالولاية.

___________________________________________________

لا تنفعه فهي المنسية ، ورؤية النبي والأئمّة صلوات الله عليهم ومكانه من الجنة فهي المسخية ، وفي الصحّاح : سخت نفسي عن الشيء إذا تركته.

الحديث الثاني : ضعيف على المشهور.

وقال في القاموس : السل انتزاعك الشيء وإخراجه في رفق كالاستلال ، انتهى. والتمثل بالأجساد المثالية لمن مضي منهم صلوات الله عليهم والإمام الحي بجسده المقدّس بحيث لا يراه غير الميّت كما نقل مثل ذلك في كثير من المعجزات ، والاستشكال بأنه يتفق في وقت واحد موت جماعة كثيرة فلا وجه له ، إذ يمكن أن لا يتفق ذلك في زمان واحد ، وعلى تقدير التسليم زمان الاحتضار ممتد غالباً فيمكن أن يحضروا عندهم جميعاً على التعاقب على أنه يمكن أن يروهم في مكانهم أو يحضروا بأجساد مثالية كثيرة في حياتهم أيضاً ، وما قيل من أن المراد تمثلهم في الحسّ المشترك فيظنون أنّهم يرونهم كالمبرسم فلا يخفى ما فيه ، والظّاهر أن

٢٩٠

مَرْضِيَّةً (بالثّواب )فَادْخُلِي فِي عِبادِي ( يعني محمّداً وأهل بيته )وَادْخُلِي جَنَّتِي » فما شيء أحبّ إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي.

(باب)

(ما يعاين المؤمن والكافر)

١ - عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن فضّال ، عن عليَّ بن عقبة ، عن أبيه قال قال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلّا هذا الأمر الّذي أنتم عليه وما بيّن أحدكم وبيّن أن يرى ما تقر به عينه إلّا أن تبلغ نفسه إلى هذه ثمَّ أهوى بيده إلى الوريد ثمَّ اتكأ وكان معي المعلّى فغمزني أن أسأله فقلت يا ابن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه أي شيء يرى فقلت له بضع عشرة مرّة أي شيء فقال في كلّها يرى ولا يزيد عليها ثمَّ جلس في آخرها فقال يا عقبة فقلت : لبيك وسعديك فقال أبيت إلّا أن تعلم فقلت نعم يا

___________________________________________________

الإيمان الإجمالي بأمثال ذلك أحوط وأولى ، والله يعلم.

قولهعليه‌السلام : « واللحوق بالمنادي » على بناء الفاعل ، ويحتمل بناء المفعول أي المنادي له ، من محمّد وأهل بيتهعليهم‌السلام والجنة.

باب ما يعاين المؤمن والكافر

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام « ديني مع دينك » لعلّ المراد أن ديني إنما يستقيم إذا كان تابعاً لدينك وموافقاً لما تعتقده فإذا ذهب ديني بسبب عدم علمي بما تعتقده كان ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي ، فذلك إشارة إلى ما هو المعلوم ممّا يترتب على من فسدت عقيدته ، ثمَّ قال : لا يتيسر لي السؤال عنك كل ساعة ، فالفرصة في تلك الساعة مغتنمة. وفي محاسن البرقي هكذا « إنّما ديني مع دمي فإذا ذهب دمي كان ذلك » فالمراد بالدّم الحياة مجازاً. أي لا أترك طلب الدين ما دمت حيّاَ ،

٢٩١

ابن رسول الله إنما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك كيف لي بك يا ابن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لي فقال يراهما والله فقلت بأبي وأمي من هما قال ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليَّعليه‌السلام يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدّاً حتّى تراهما قلت فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا فقال لا يمضي أمامه إذا نظر إليهما مضى أمامه فقلت له يقولان شيئاً قال نعم يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند رأسه وعليَّعليه‌السلام عند رجليه فيكب عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول يا ولي الله أبشر أنا رسول الله إني خير لك ممّا تركت من الدنيا ثمَّ ينهض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقوم عليَّعليه‌السلام حتّى يكب عليه فيقول يا ولي الله أبشر أنا عليَّ بن أبي طالب الّذي كنت تحبه امّا لأنفعنك ثمَّ قال إن هذا في كتاب الله عزّ وجلّ قلت أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله قال في يونس قول الله عزوجلّ هاهنا «الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ».

___________________________________________________

فإذا ذهب دمي أي مت كان ذلك أي ترك الطلب ، أو المعنى أنه إنما يمكنني تحصيل ما دمت حيا ، فقوله - فإذا ذهب دمي - استفهام إنكاري أي بعد الموت كيف يمكنني طلب الدين.

قوله تعالى : «لَهُمُ الْبُشْرى » يحتمل أن يكون هذه البشارة من بشرى الدنيا ، وأن يكون من بشرى الآخرة. وبشرى الدنيا المنامات الحسنة وأمثالها ، والأوّل أظهر ، ولا ينافي ذلك ما ورد من أن بشرى الدنيا المنامات المبشرة ، وما قيل : إنه ما ورد في الكتاب والسنة من البشارات والمثوباًت للصالحين والمؤمنين فإن هذا أحد أفراده ، وإثباته لا ينفى ما عداه وكلمات الله مواعيده ، وفسرت في الأخبار بالأئمّة الأطهارعليهم‌السلام .

٢٩٢

٢ - عليَّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن خالد بن عمّارة ، عن أبي بصير قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام إذا حيل بينه وبيّن الكلام أتاه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ومن شاء الله فجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن يمينه والآخر عن يساره فيقول له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله امّا ما كنت ترجو فهو ذا أمامك وامّا ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه ثمَّ يفتح له باب إلى الجنة فيقول هذا منزلك من الجنة فإن شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة فيقول لا حاجة لي في الدنيا فعند ذلك يبيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها فإذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد فتختار الآخرة فتغسله فيمن يغسله وتقلبه فيمن يقلبه فإذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشي بيّن أيدي القوم قدماً وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من

___________________________________________________

الحديث الثاني : مجهول وفي الصحّاح رشح رشحا أي عرق.

قولهعليه‌السلام : « إلى الجنة » أي جنة الدنيا ويحتمل الآخرة.

قولهعليه‌السلام : « فاكتف بها » أي في الشروع في الأعمّال المتعلقة بالاحتضار ، وإلّا فكثير منها يتخلف عنه الموت ، أو في العلم بأنه قد حضره النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة ، إن مات بعد ذلك.

قولهعليه‌السلام : « فيعرض عليها » أي على النفس الجسد ، أو الرجوع إلى الدنيا وهو أظهر كما عرض عليه أي على الشخصّ أو الروح ، والتذكير باعتبار الشخصّ لعدم مباينته عن البدن بعد. وفي القاموس القدم بضمتين أمام إمام. وفي النهاية نظر قدماً أمامه لم يعرج ولم ينثن.

قولهعليه‌السلام : « فيغسله » يحتمل أن يكون كناية عن حضورها واطلاعها ، مع أنه يحتمل الحقيقة ورد الروح إلى وركيه لعدم الاحتياج إلى ردهما إلى قدميه

٢٩٣

النعيم فإذا وضع في قبره رد إليه الروح إلى وركيه ثمَّ يسأل عمّا يعلم فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الّذي أراه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيّب ريحها.

قال قلت جعلت فداك فأين ضغطة القبر فقال هيهات ما على المؤمنين منها شيء والله إن هذه الأرض لتفتخر على هذه فيقول وطئ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الأرض والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فامّا إذا وليتك فستعلم ما ذا أصنع بك فتفسح له مد بصره.

٣ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن يونس بن

___________________________________________________

ويكفي هذا لجلوسه والسؤال عنه وجوابه. وربمّا يقال : إنه كناية عن أن تعلقها تعلّق ضعيف وهو تكلّف غير محتاج إليه.

قولهعليه‌السلام : « ثمَّ يسأل عمّا يعلم » على بناء المعلوم أو المجهول أي ما يجب أن يعلم ، والفتح مد بصره امّا في الموضع الّذي يكون فيه الروح في البرزخ ، ونسب إلى القبر لانتقاله منه إليه ، أو أنه يراه كذلك كما يرى النائم والأوّل أظهر.

قولهعليه‌السلام : « ما على المؤمنين » لا يخفى أن الجمع بيّن هذا الخبر وخبر فاطمة بنت أسد لا يخلوّ من إشكال ، ولا يمكن الجمع بحمل هذا على المؤمن الكامل لأنها كانت من أهل البيت وكانت مرضية كاملة كما يظهر من الأخبار ، إلّا أن يقال : أنّها كانت في ذلك الزمان فنسخت وارتفعت رحمة على هذه الأمة ، أو يقال : فعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك لها لزيادة الاحتياط والاطمئنان ، وخبر سعد بن معاذ أشكل من خبرها.

قولهعليه‌السلام : « وليتك » أي قربت منك من الولي بمعنى القرب أو توليت أمرك.

الحديث الثالث : موثق. وابنا سابور أحدهما زكريّا كما سيأتي ، والأخر

٢٩٤

يعقوب ، عن سعيد بن يسار أنه حضر أحد ابني سابور وكان لهما فضل وورع وإخبات فمرض أحدهما وما أحسبه إلّا زكريا بن سابور قال فحضرته عند موته فبسط يده ثمَّ قال ابيضت يدي يا عليَّ قال فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وعنده محمّد بن مسلم قال فلما قمت من عنده ظننت أن محمّداً يخبره بخبر الرّجل فأتبعني برسول فرجعت إليه فقال أخبرني عن هذا الرّجل الّذي حضرته عند الموت أي شيء سمعته يقول قال قلت بسط يده ثمَّ قال ابيضت يدي يا عليَّ فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام والله رآه والله رآه والله رآه.

٤ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان قال حدَّثني من سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول منكم والله يقبل ولكم والله يغفر إنه ليس بيّن أحدكم وبيّن أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا وأومأ بيده إلى حلقه ثمَّ قال إنه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليَّعليه‌السلام وجبرئيل وملك الموتعليهما‌السلام فيدنو منه عليَّعليه‌السلام فيقول يا رسول الله إن هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه ويقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جبرئيل إن هذا كان يحبّ الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه ويقول جبرئيل لملك الموت إن

___________________________________________________

يحيى كما سيأتي في خبر آخر وسيأتي مدحه في الروضة بسطام أو زياد أو حفص قال النجاشي : بسطام بن سابور أبو الحسين بن سابور الواسطي مولى ثقة ، وإخوته زكريا وزياد وحفص ثقات كلهم رووا عن الصادق ، والكاظمعليهما‌السلام .

قوله فأتبعني الصادقعليه‌السلام بعد قول محمّد ، أو بالإعجاز وهو أظهر. وفي القاموس « أخبت » خشع وتواضع.

الحديث الرابع : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « إن يغتبط » أي يصير مغبوطاً محسوداً ، أي يصير بحيث لو علم أحد حاله لأمله ورجاه واغتبطه ، وهو كناية عن حسن حاله. قال في القاموس : الغبطة بالكسر حسن الحال والمسرة وقد اغتبط.

٢٩٥

هذا كان يحبّ الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه وارفق به فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا قال فيوفقه الله عزّ وجلّ فيقول نعم فيقول وما ذلك فيقول ولاية عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام فيقول صدقت امّا الّذي كنت تحذره فقد آمنك الله منه وامّا الّذي كنت ترجوه فقد أدركته أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليَّ وفاطمةعليها‌السلام ثمَّ يسل نفسه سلا رفيقا.

ثمَّ ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه من الجنة بمسك أذفر فيكفن بذلك الكفن ويحنط بذلك الحنوط ثمَّ يكسى حلة صفراء من حلل الجنة فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ثمَّ يفسح له عن أمامه مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره ثمَّ يقال له نم نومة العروس على فراشها أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ورب غير غضبان ثمَّ يزور آل محمّد في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم ويشرب من شراًبهم ويتحدث معهم في

___________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « أخذت » استفهام و « فكاك الرقبة » إشارة إلى قوله تعالى «فَكُّ رَقَبَةٍ » وفسر في أخبار كثيرة بالولاية إذ بها تفك الرقاب من النار « وأمان براءتك » أي ما يصير سبباً للأمان والبراءة من النار. وقوله « في الحياة الدنيا » متعلّق بالأفعال الثلاثة على التنازع.

قولهعليه‌السلام : « أبشر بالسلف » أي مرافقة السلف الصالح النبي والأئمّة فقوله « مرافقة » بدل أو عطف بيان للسلف الصالح ، ويمكن أن يقرأ مرافقة بالتنوين ليكون تميزا ورسول الله مجروراً لكونه بدلا أو عطف بيان للسلف ، وعدم رؤيتنا للكفن والحنوط كعدم رؤية الملائكة والجن لكونهم أجسامّا لطيفة يراهم بعض ولا يراهم بعض ، وربمّا يرتكب فيه التجوز و « رضوى » اسم الموضع الّذي فيه جنة الدنيا ، وفي القاموس : رضوى كسكرى جبل بالمدينة وموضع.

٢٩٦

مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت فإذا قام قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المحلون وقليل ما يكونون هلكت المحاضير ونجا المقربون من أجل ذلك قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لعليَّعليه‌السلام أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام قال وإذا احتضر الكافر حضره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليَّعليه‌السلام وجبرئيلعليه‌السلام وملك الموتعليه‌السلام فيدنو منه عليَّعليه‌السلام فيقول يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه ويقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يا جبرئيل إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه فيقول جبرئيل يا ملك الموت إن هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأبغضه واعنف عليه فيدنو منه ملك الموت فيقول يا عبد الله أخذت فكاك رهانك أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا فيقول لا فيقول أبشر يا عدو الله بسخط الله عزّ وجلّ وعذابه والنار امّا الّذي كنت تحذره فقد نزل بك ثم

___________________________________________________

قولهعليه‌السلام : « يلبون » من التلبية إجابة لهعليه‌السلام أو للرب تعالى ، وفي القاموس الزمرّة بالضمّ الفوج والجماعة ، وقال : رجل مزمر منتهك للحرام ، أو لا يرى للشهر الحرام حرمة ، وقال : الحضر بالضمّ ارتفاع الفرس في عدوه كالإحضار ، والفرس محضر لا محضاراً ولغته وقال في الصحّاح فرس محضير أي كثير العدو ، ولعلّ المراد ذم الاستعجال في طلب الفرج بقيام القائمعليه‌السلام والاعتراض على التأخير ، أي هلك المستعجلون ، وربمّا يقرأ بالصاد من حصر النفس وضيق الصدر كما قال تعالى «حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ » ونجا المقربون بفتح الراء فإنهم أهل التسليم والانقياد لا يعترضون على الله تعالى فيما يقضي عليهم أو بكسر الراء أي الذين يقولون الفرج قريب ولا يستبطئونه.

قولهعليه‌السلام : « وميعاد » ظاهر أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يرجع أيضاً في الرجعة ، كما تدل عليه أخبار أخر و « وادي السلام » النجف. ويحتمل أن يكون تلاحق الأرواح

٢٩٧

يسلّ نفسه سلاً عنيفاً ثمَّ يوكّل بروحه ثلاثمائة شيطان كلّهم يبزق في وجهه ويتأذّى بروحه ، فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النّار فيدخل عليه من قيحهاً ولهبها.

٥ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحيم قال قلت لأبي جعفرعليه‌السلام حدَّثني صالح بن ميثمَّ عن عباية الأسدي أنّه سمع علياعليه‌السلام يقول والله لا يبغضني عبد أبدّاً يموت على بغضي إلّا رآني عند موته حيث يكره ولا يحبني عبد أبدّاً فيموت على حبّي إلّا رآني عند موته حيث يحبّ فقال أبو جعفرعليه‌السلام نعم ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باليمين.

٦ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليَّ بن الحكم ، عن معاوية بن وهب ، عن يحيى بن سابور قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول في الميّت تدمع عينه عند الموت فقال ذلك عند معاينة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيرى ما يسره ثمَّ قال امّا ترى الرّجل يرى ما يسره وما يحبّ فتدمع عينه لذلك ويضحك.

٧ - حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد الكندي ، عن غير واحد ، عن أبان بن عثمان ، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعته يقول إن النفس إذا وقعت في الحلق أتاه ملك فقال له يا هذا - أو يا فلان - امّا ما

___________________________________________________

هناك بعد مفارقة الأبدان فإنّه ورد في الأخبار أنّ هناك مجتمعهم ، والأوّل أظهر ، وقال في النهاية : القيح سطوة الحرّ فورانه ويقال بالواو ، وفي القاموس : اللهب اشتعال النّار إذا خلص من الدخان.

الحديث الخامس : مجهول.

الحديث السادس : حسن.

الحديث السابع : مرسل ، مختلف فيه.

٢٩٨

كنت ترجو فأيس منه وهو الرجوع إلى الدنيا وامّا ما كنت تخاف فقد أمنت منه.

٨ - أبان بن عثمان ، عن عقبة أنّه سمع أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إن الرّجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى قلت جعلت فداك وما يرى قال يرى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول له رسول الله أنا رسول الله أبشر ثمَّ يرى عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام فيقول أنا عليَّ بن أبي طالب الّذي كنت تحبه تحبّ أن أنفعك اليوم قال قلت له أيكون أحد من الناس يرى هذا ثمَّ يرجع إلى الدنيا قال قال لا إذا رأى هذا أبدّاً مات وأعظم ذلك قال وذلك في القرآن قول الله عزّ وجلّ : «الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ».

٩ - عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز العبديّ ، عن ابن أبي يعفور قال كان خطاب الجهني خليطاً لنا وكان شديد النصب لآل محمّدعليهم‌السلام وكان يصحبّ نجدة الحروريّة قال فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقيّة فإذا هو مغمى عليه في حدَّ الموت فسمعته يقول : ما لي ولك يا علي ،

___________________________________________________

والمراد بالنفس نفس المؤمن أو مطلقاً فالمراد بقوله : « وامّا ما تخاف » أي من أمور الدنيا فلا ينافي خوف الكافر من عذاب الآخرة ، فيكون الغرض يأسه من الدنيا بالكليّة.(١)

الحديث الثامن : مرسل كالحسن.

قولهعليه‌السلام : « أبدّاً » أي هذا دائما لازم للموت.

قوله « وأعظم ذلك » يحتمل أن يكون هذا كلامهعليه‌السلام ، والمراد أن الميّت يعد ذلك أمراً عظيماً ، أو من كلام الراوي والمراد أنّهعليه‌السلام أعظم كلامي واستغرب ما قلت له من جواز الرجوع إلى الدنيا بعد رؤية ذلك ، وهو أظهر.

الحديث التاسع : ضعيف على المشهور.

__________________

(١) يونس : ٦٤.

٢٩٩

فأخبرت بذلك أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.

١٠ - سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبد الحميد بن عواض قال سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له امّا ما كنت تحذر من هم الدنيا وحزنها فقد أمنت منه ويقال له - رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليَّعليه‌السلام وفاطمةعليها‌السلام أمامك.

١١ - عدَّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عليَّ ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول إن آية المؤمن إذا حضره الموت يبياض وجهه أشدّ من بياض لونه ويرشح جبينه ويسيل من عينيه كهيئة الدموع فيكون ذلك خروج نفسه وإن الكافر تخرج نفسه سلاً من شدقه كزبد البعير أو كما تخرج نفس البعير.

١٢ - محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد والحسين بن سعيد جميعاً ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال قلت أصلحك الله من أحبّ لقاء الله أحبّ الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه قال نعم قلت فو الله إنا لنكره الموت فقال ليس ذلك حيث تذهب إنّما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحبّ فليس شيء أحبّ إليه من أن يتقدم

___________________________________________________

الحديث العاشر : ضعيف على المشهور.

قولهعليه‌السلام : « إمامك » أي ستلحق بهم ، أو انظر إليهم.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور.

وقال في الصحّاح ، الشدق جانب الفم ، يقال نفخ في شدقيه ، وقال الزبد زبد الماء والبعير والفضة وغيرها وزبد شدق فلان وتزبد بمعنى.

الحديث الثاني عشر : ضعيف.

٣٠٠