مرآة العقول الجزء ١٧

مرآة العقول14%

مرآة العقول مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 417

المقدمة الجزء ١ المقدمة الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦
  • البداية
  • السابق
  • 417 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24889 / تحميل: 4715
الحجم الحجم الحجم
مرآة العقول

مرآة العقول الجزء ١٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

يلب لم يحج.

٧ ـ عنه ، عن سعيد بن جناح ، عن عدة من أصحابنا ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كانت الكعبة على عهد إبراهيمعليه‌السلام تسعة أذرع وكان لها بابان فبناها عبد الله بن الزبير فرفعها ثمانية عشر ذراعا فهدمها الحجاج فبناها سبعة وعشرين ذراعا.

٨ ـ وروي ، عن ابن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال كان طول الكعبة يومئذ تسعة أذرع ولم يكن لها سقف فسقفها قريش ثمانية عشر ذراعا فلم تزل ثم كسرها الحجاج على ابن الزبير فبناها وجعلها سبعة وعشرين ذراعا.

٩ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد والحسين بن محمد ، عن عبدويه بن عامر جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير أنه سمع أبا جعفر وأبا عبد اللهعليه‌السلام يذكران أنه لما كان يوم التروية قال جبرئيل لإبراهيمعليه‌السلام تروه من الماء فسميت التروية ثم أتى منى فأباته بها ثم غدا به إلى عرفات فضرب خباه بنمرة دون عرفة فبنى مسجدا بأحجار بيض وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلي الإمام يوم عرفة فصلى بها الظهر والعصر ثم عمد به إلى عرفات فقال هذه

الخطاب العام.

الحديث السابع : مرسل كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « تسعة أذرع » كونه تسعة أذرع أما بأذرع ذلك الزمان أو بدون الرخامة الحمراء التي هي الأساس لئلا ينافي ما مر.

الحديث الثامن : موثق كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « فسقفها قريش » قيل : المراد بقريش ابن الزبير لأنه كان منهم.

الحديث التاسع : موثق كالصحيح.

قوله عليه‌السلام : « تروه » الهاء للسكت.

٤١

عرفات فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمي عرفات ثم أفاض إلى المزدلفة فسميت المزدلفة لأنه ازدلف إليها ثم قام على المشعر الحرام فأمره الله أن يذبح ابنه وقد رأى فيه شمائله وخلائقه وأنس ما كان إليه فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى فقال لأمه زوري البيت أنت وأحتبس الغلام فقال يا بني هات الحمار والسكين حتى أقرب القربان فقال أبان فقلت لأبي بصير ما أراد بالحمار والسكين قال أراد أن يذبحه ثم يحمله فيجهزه ويدفنه قال فجاء الغلام بالحمار والسكين فقال يا أبت أين القربان قال ربك يعلم أين هو يا بني أنت والله هو إن الله قد أمرني بذبحك «فَانْظُرْ ما ذا تَرى ـ قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ » قال فلما عزم على

وقال الفيروزآبادي :« المزدلفة » موضع بين عرفات ومنى لأنه يتقرب فيها إلى الله تعالى ، أو لاقتراب الناس إلى منى بعد الإفاضة ، أو لمجيء الناس إليها في زلف من الليل ، أو لأنها أرض مستوية مكنوسة وهذا أقرب ، وتزلفوا تقدموا كازدلفوا.

قوله عليه‌السلام : « ثم قام » قيل : الأظهر نام.

قوله عليه‌السلام : « وأنس ما كان إليه » أي كان أنسهعليه‌السلام ما كان أي دائما إليه أي إلى إسحاق لأنه كان معه غالبا وإنما كان يلقي إسماعيلعليه‌السلام نادرا « فما » بمعنى ما دام و « كان » تامة.

ويحتمل على بعد : أن يكون المراد « أنس إليه ما كان » أي غاية ما كان الأنس ونهايته.

ويحتمل أن يكون : « ما » موصولة و « كان » ناقصة و « إليه » خبرا له ، أي أنس ما كان منسوبا إليه من علومه وأخلاقه وسائر ما يتعلق به ، ثم الظاهر أن يكون ضمير فيه راجعا إلى الابن.

ويحتمل على بعد : أن يكون راجعا إلى النوم أي كان رأى في النوم شمائل الغلام وأخلاقه لئلا يشتبه عليه و « أنس » على بناء الأفعال أي أبصر و « أعلم » ما كان إليه أي إلى إبراهيمعليه‌السلام من كيفية الذبح ومكانه وغير ذلك.

٤٢

الذبح قال يا أبت خمر وجهي وشد وثاقي قال يا بني الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم قال أبو جعفرعليه‌السلام فطرح له قرطان الحمار ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه قال فأقبل شيخ فقال ما تريد من هذا الغلام قال أريد أن أذبحه فقال سبحان الله غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه فقال نعم إن الله قد أمرني بذبحه فقال بل ربك نهاك عن ذبحه وإنما أمرك بهذا الشيطان في منامك قال ويلك الكلام الذي سمعت هو الذي بلغ بي ما ترى لا والله لا أكلمك ثم عزم على الذبح فقال الشيخ يا إبراهيم إنك إمام يقتدى بك فإن ذبحت ولدك ذبح الناس أولادهم فمهلا فأبى أن يكلمه قال أبو بصير سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول فأضجعه عند الجمرة الوسطى ثم أخذ المدية فوضعها على حلقه ثم رفع رأسه إلى السماء ثم انتحى عليه فقلبها جبرئيلعليه‌السلام عن حلقه فنظر إبراهيم فإذا هي مقلوبة فقلبها إبراهيم على خدها وقلبها جبرئيل على قفاها ففعل ذلك مرارا ثم نودي من ميسرة مسجد الخيف يا إبراهيم «قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا » واجتر الغلام من تحته وتناول جبرئيل الكبش من قلة ثبير ـ فوضعه تحته وخرج الشيخ الخبيث حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت والبيت في وسط

والأول : هو الصواب وسائر المحتملات وإن خطرت بالبال فهي بعيدة.

قوله عليه‌السلام : « قرطان الحمار » قال الجوهري : القرطاط بالضم البرذعة وكذلك القرطان بالنون ، قال الخليل : هي الحلس الذي يلقى تحت الرجل انتهىوالمدية : مثلثة الشفرة.

قوله عليه‌السلام : « هو الذي بلغ بي » أي كان ما رأيت من جنس الوحي الذي أعلم حقيقته وصار سببا لنبوتي وليس من جنس المنام الذي يمكن الشك فيه ، وقال الجوهري : قولهممهلا يا رجل ، بمعنى أمهل وقال الانتحاء والاعتماد والميل في كل وجه وانتحيت لفلان ، أي عرضت له وأنحيت على حلقه بالسكين أي عرضت وقال« ثبير » جبل بمكة يوازي حراء ، عن ابن حبيب يقال أشرق ثبير كيما نفير.

قوله عليه‌السلام : « والبيت في وسط الوادي » أي لم تكن هناك عمارة وإنما نظرت

٤٣

الوادي فقال ما شيخ رأيته بمنى فنعت نعت إبراهيم قالت ذاك بعلي قال فما وصيف رأيته معه ونعت نعته قالت ذاك ابني قال فإني رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه قالت كلا ما رأيت إبراهيم إلا أرحم الناس وكيف رأيته يذبح ابنه قال ورب السماء والأرض ورب هذه البنية لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه قالت لم قال زعم أن ربه أمره بذبحه قالت فحق له أن يطيع ربه قال فلما قضت مناسكها فرقت أن يكون قد نزل في ابنها شيء فكأني أنظر إليها مسرعة في الوادي واضعة يدها على رأسها وهي تقول رب لا تؤاخذني بما عملت بأم إسماعيل قال فلما جاءت سارة فأخبرت الخبر قامت إلى ابنها تنظر فإذا أثر السكين خدوشا في حلقه ففزعت واشتكت وكان بدء مرضها الذي هلكت فيه وذكر أبان عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام قال أراد أن يذبحه في الموضع الذي حملت أم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند الجمرة الوسطى فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر حتى كان آخر من ارتحل منه علي بن الحسينعليه‌السلام في شيء كان بين بني هاشم وبين بني أمية فارتحل فضرب بالعرين.

١٠ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد والحسن بن محبوب ، عن

إلى البيت من بعيد.

قوله عليه‌السلام : « فما وصيف » أي عبد وإنما قال ذلك تجاهلا وإشعارا بأنه لا ينبغي أن يكون ولده وهو يريد ذلك به.

قوله عليه‌السلام : « يتوارثون به » والأظهر يوارثونه. وقال الجوهري : قولهم توارثوه كابرا عن كابر ، أي كبيرا عن كبير في العز والشرف.

وقال في النهاية : فيه « أن بعض الخلفاء دفنبعرين مكة » أي بفنائها وكان دفن عند بئر ميمون(١) .

الحديث العاشر : حسن :

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٣ ص ٢٢٣.

٤٤

العلاء بن رزين ، عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفرعليه‌السلام أين أراد إبراهيمعليه‌السلام أن يذبح ابنه قال على الجمرة الوسطى وسألته عن كبش إبراهيمعليه‌السلام ما كان لونه وأين نزل فقال أملح وكان أقرن ونزل من السماء على الجبل الأيمن من مسجد منى وكان يمشي في سواد ويأكل في سواد وينظر ويبعر ويبول في سواد.

١١ ـ الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الوشاء ، عن حماد بن عثمان ، عن الحسن بن نعمان قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عما زادوا في المسجد الحرام فقال إن إبراهيم وإسماعيلعليهما‌السلام حدا المسجد الحرام بين الصفا والمروة.

قوله عليه‌السلام : « أملح » قال في النهاية : « الأملح » هو الذي بياضه أكثر من سواده ، وقيل :(١) هو النقي البياض(٢)

قوله عليه‌السلام : « من مسجد منى » كلمة من للنسبة كقولهم أنت مني كنفسي.

الحديث الحادي عشر : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « ما بين الصفا » (٣) لعل المعنى أن المسجد في زمانهعليه‌السلام كان محاذيا لما بين الصفا والمروة متوسطا بينهما وإن لم يكن مستوعبا لما بينهما فيكون الغرض بيان أن ما زيد من جانب الصفا حتى جازه كثيرا ليس من البيت ، أو المعنى إن عرض المسجد في ذلك الزمان كان أكثر حتى كان ما بين الصفا والمروة داخلا في المسجد ويؤيده ما رواه في التهذيب عن الحسين بن نعيم بسند صحيح فذكر بعد ذلك فكان الناس يحجون من المسجد إلى الصفا أي يقصدون ولا يلزم من ذلك أن يكون للزائد حكم المسجد ، ويحتمل أن يكون المراد أن المسجد في زمانهعليه‌السلام كان حد منها ما يحاذي الصفا وحد منها ما يحاذي المروة فيكون أكثر مما في هذا الزمان من جانب المروة ، وقيل : أي كان المسجد الحرام بشكل الدائرة وكان

__________________

(١) القائل هو ابن الأعرابي كما ذكر في حاشية النهاية.

(٢) النهاية لابن الأثير : ج ٤ ص ٣٥٤ ـ.

(٣) هكذا في الأصل : ولكن في الكافي بين الصفا والمروة.

٤٥

١٢ ـ وفي رواية أخرى ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال خط إبراهيم بمكة ما بين الحزورة إلى المسعى فذلك الذي خط إبراهيمعليه‌السلام يعني المسجد.

١٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن إسماعيل دفن أمه في الحجر وحجر عليها لئلا يوطأ قبر أم إسماعيل في الحجر.

١٤ ـ بعض أصحابنا ، عن ابن جمهور ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل.

مسافة المحيط بقدر ما بين الصفا والمروة فيكون من مركز الكعبة إلى منتهى المسجد من كل جانب بقدر سدس ما بينهما لأن قطر الدائرة قريب من ثلث المحيط

وأما قوله : في الرواية الأخرىإلى المسعى أي إلى مبدء السعي يعني الصفا.

الحديث الثاني عشر : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « ما بين الحزورة » قال في النهاية هو موضع بمكة على باب الحناطين وهو بوزن قسورة قال الشافعي : الناس يشددون الحزورة والحديبية وهما مخففتان(١) .

وقال الشهيد (ره) في الدروس : روي أن حد المسجد ما بين الصفا والمروة ، وروي أن خط إبراهيم ما بين الحزورة إلى المسعى.

وروى جميل أن الصادقعليه‌السلام سئل عما زيد في المسجد أمن المسجد؟ قال : نعم إنهم لم يبلغوا مسجد إبراهيم وإسماعيل ، وقال : الحرم كله مسجد.

الحديث الثالث عشر : حسن.

الحديث الرابع عشر : ضعيف :

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ١ ص ٣٨٠.

٤٦

١٥ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيوب ، عن معاوية بن عمار قال سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن الحجر أمن البيت هو أو فيه شيء من البيت فقال لا ولا قلامة ظفر ولكن إسماعيل دفن أمه فيه فكره أن توطأ فحجر عليه حجرا وفيه قبور أنبياء.

١٦ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي ، عن معاوية بن عمار قال قال أبو عبد اللهعليه‌السلام دفن في الحجر مما يلي الركن الثالث عذارى بنات إسماعيل.

١٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال لم يزل بنو إسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر حتى كان زمن عدنان بن أدد «فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ » وأفسدوا وأحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا فمنهم من خرج في طلب المعيشة ومنهم من خرج كراهية القتال وفي أيديهم أشياء كثيرة من الحنيفية من تحريم الأمهات والبنات وما حرم الله في النكاح إلا أنهم كانوا يستحلون امرأة الأب وابنة الأخت والجمع بين الأختين وكان في أيديهم الحج والتلبية والغسل من الجنابة إلا ما أحدثوا في تلبيتهم وفي حجهم من الشرك وكان فيما بين إسماعيل وعدنان بن أدد موسىعليه‌السلام .

الحديث الخامس عشر : صحيح. ويدل على عدم دخول الحجر في البيت وهو الأصح ، واختلف الأصحاب فيه.

وقال في الدروس : المشهور أنه داخل في البيت ولم نقف على رواية تدل عليه وكونه داخلا في الطواف لا يستلزم كونه من البيت كما دلت عليه الرواية.

الحديث السادس عشر : ضعيف.

الحديث السابع عشر : موثق كالصحيح.

٤٧

١٨ ـ وروي أن معد بن عدنان خاف أن يدرس الحرم فوضع أنصابه وكان أول من وضعها ثم غلبت جرهم على ولاية البيت فكان يلي منهم كابر عن كابر حتى بغت جرهم بمكة واستحلوا حرمتها وأكلوا مال الكعبة وظلموا من دخل مكة وعتوا وبغوا وكانت مكة في الجاهلية لا يظلم ولا يبغي فيها ولا يستحل حرمتها ملك إلا هلك مكانه وكانت تسمى بكة لأنها تبك أعناق الباغين إذا بغوا فيها وتسمى بساسة كانوا إذا ظلموا فيها بستهم وأهلكتهم وتسمى أم رحم كانوا إذا لزموها رحموا فلما بغت جرهم واستحلوا فيها بعث الله عز وجل عليهم الرعاف والنمل وأفناهم فغلبت خزاعة و

الحديث الثامن عشر : مرسل. وقال في القاموس :« جرهم » كقنفذ حي من اليمن تزوج فيهم إسماعيلعليه‌السلام .

وقال في النهاية : في حديث مجاهد « في(١) أسماء مكةبكة » قيل(٢) موضع البيت ومكة سائر البلد(٣) .

وقيل : هما اسم البلدة ، والباء والميم يتعاقبان ، وسميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة أي تدقها.

وقيل : لأن الناس يبك بعضهم بعضا في الطواف ، أي يزحم ويدفع.

وقال من أسماء مكةالبساسة سميت بها لأنها تحطم من أخطأ فيها ، والبس الحطم ، ويروى بالنون من النس وهو الطرد ، وقال :« الرحم » بالضم الرحمة ومنة حديث مكة هي أم رحم أي أصل الرحمة.

قوله عليه‌السلام : « بعث الله عز وجل عليهم الرعاف » كذا في أكثر النسخ بالراء والعين المهملتين.

قال في القاموس : رعف كنصر ومنع وكرم وعنى وسمع خرج من أنفه الدم

__________________

(١) هكذا في الأصل : ولكن في النهاية من.

(٢) هكذا في الأصل : وفي النهاية بكّة : موضع البيت.

(٣) النهاية لابن الأثير : ج ١ ص ١٥٠.

٤٨

اجتمعت ليجلوا من بقي من جرهم عن الحرم ورئيس خزاعة عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو ورئيس جرهم عمرو بن الحارث بن مصاص الجرهمي فهزمت خزاعة جرهم وخرج من بقي من جرهم إلى أرض من أرض جهينة فجاءهم سيل أتي فذهب بهم ووليت خزاعة البيت فلم يزل في أيديهم حتى جاء ـ قصي بن كلاب وأخرج خزاعة من الحرم وولي البيت وغلب عليه.

١٩ ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار قال أخبرني محمد بن إسماعيل ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن العرب لم يزالوا على شيء من الحنيفية يصلون الرحم ويقرون الضيف ويحجون البيت ويقولون اتقوا مال اليتيم فإن مال اليتيم عقال ويكفون عن أشياء من المحارم مخافة العقوبة و

رعفا ورعافا كغرابا ، والرعاف أيضا الدم بعينه ، وربما يقرأ بالزاي المعجمة والعين المهملة يقال زعاف : أي سريع فيكون كناية عن الطاعون.

قيل : ويحتمل أن يكون بالزاي والقاف والزعاق كغراب الماء المر الغليظ لا يطاق شربه.

وقال الفيروزآبادي :النملة قروح في الجنب كالنمل و « بثر » يخرج في الجسد بالتهاب واحتراق ويرم مكانها يسيرا ويدب إلى موضع آخر كالنملة انتهى ، فيحتمل أن يكون المراد بالنمل هذا الداء وأن يكون المراد به الحيوان المعروف ، وربما يؤيده ما سيأتي من ذكر النمل في حديث حفر زمزم.

قوله عليه‌السلام : « سيل أتي » هو بالتشديد على وزن فعيل ، سيل جاءك ولم يصبك مطره ، وسيل الآتي أيضا الغريب.

الحديث التاسع عشر : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « عقال » أي يصير سببا لعدم تيسر الأمور وانسداد أبواب الرزق والعقال معروف.

وقال في النهاية : بالتشديد داء في رجلي الدواب وقد يخفف(١) .

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٣ ص ٢٨٢.

٤٩

كانوا لا يملى لهم إذا انتهكوا المحارم وكانوا يأخذون من لحاء شجر الحرم فيعلقونه في أعناق الإبل فلا يجترئ أحد أن يأخذ من تلك الإبل حيثما ذهبت ولا يجترئ أحد أن يعلق من غير لحاء شجر الحرم أيهم فعل ذلك عوقب وأما اليوم فأملي لهم ولقد جاء أهل الشام فنصبوا المنجنيق على أبي قبيس فبعث الله عليهم سحابة كجناح الطير فأمطرت عليهم صاعقة فأحرقت سبعين رجلا حول المنجنيق.

(باب)

(حج الأنبياءعليه‌السلام )

١ ـ محمد بن يحيى ، عن بعض أصحابه ، عن الوشاء ، عن علي بن أبي حمزة قال

قوله عليه‌السلام : « لا يملي لهم » قال الجوهري : أملى الله لهم ، أي أمهله وطول له ، و « اللحاء » ممدودا ومقصورا ما على العود من القشر.

قوله عليه‌السلام : « أهل الشام » كان المراد بهم أصحاب الحجاج حيث نصبوا المنجنيق لهدم الكعبة على ابن الزبير أي مع أنه أملى لهم لم تكن تلك الواقعة خالية عن العقوبة وهذا غريب لم ينقل في غير هذا الخبر.

ويحتمل أن يكون إشارة إلى واقعة أخرى لم ينقل وإن كان أبعد.

وقال الفيروزآبادي :المنجنيق وبكسر الميم : آلة يرمى بها الحجارة ، معربة وقد يذكر فارسيتها « من چه نيك » أي ما أجودني.

باب حج الأنبياءعليهم‌السلام

الحديث الأول : ضعيف على المشهور.

٥٠

قال لي أبو الحسنعليه‌السلام إن سفينة نوح كانت مأمورة طافت بالبيت حيث غرقت الأرض ثم أتت منى في أيامها ثم رجعت السفينة وكانت مأمورة وطافت بالبيت طواف النساء.

٢ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن صالح ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يحدث عطاء قال كان طول سفينة نوح ألف ذراع ومائتي ذراع وعرضها ثمانمائة ذراع وطولها في السماء مائتين ذراعا وطافت بالبيت وسعت بين الصفا والمروة سبعة أشواط ثم «اسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِ ».

٣ ـ علي ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول مر موسى بن عمران في سبعين نبيا على فجاج الروحاء عليهم العباء القطوانية يقول لبيك عبدك ابن عبدك.

قوله عليه‌السلام : « وطافت بالبيت حيث غرقت » (١) أي للعمرة المتمتع بها وإنما خص مع طواف النساء بالذكر ردا على العامة فيهما.

الحديث الثاني : مجهول. لاشتراكصالح بين جماعة فيهم ضعفاء وثقات ومجاهيل ، وإن كان صالح بن رزين أظهر فإنه أيضا مجهول ، وفي بعض النسخ عن حسن بن صالح فالخبر ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « على الجودي » قال الفيروزآبادي : هو جبل بالجزيرة ويظهر من بعض الأخبار أنه كان في موضع الغري.

الحديث الثالث : حسن موثق.

قوله عليه‌السلام : « فجاج الروحاء » الفجاج : جمع فج وهو الطريق الواسع بين الجبلين والروحاء : موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلا من المدينة ، وقال الجوهري : « كساء قطواني وقطوان » موضع بالكوفة.

__________________

(١) هكذا في الأصل ولكن في الكافي : طافت بالبيت « بدون واو ».

٥١

٤ ـ علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال مر موسى النبيعليه‌السلام بصفاح الروحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيتان وهو يقول ـ لبيك يا كريم لبيك قال ومر يونس بن متى بصفاح الروحاء وهو يقول ـ لبيك كشاف الكرب العظام لبيك قال ومر عيسى ابن مريم بصفاح الروحاء وهو يقول لبيك عبدك ابن أمتك لبيك ومر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بصفاح الروحاء وهو يقول لبيك ذا المعارج لبيك.

٥ ـ محمد بن يحيى ، عن علي بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن المفضل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال أحرم موسىعليه‌السلام من رملة مصر قال ومر بصفاح الروحاء محرما يقود ناقته بخطام من ليف عليه عباءتان قطوانيتان يلبي وتجيبه الجبال.

٦ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن علي بن عقبة ، عن أبيه ، عن زرارة ، عن أبي جعفرعليه‌السلام أن سليمان بن داود حج البيت في الجن والإنس

الحديث الرابع : حسن.

وقال الفيروزآبادي :الصفح الجانب ومن الجبل مضطجعة والجمع صفاح والصفائح حجارة عراض رقاق ، وقال :الخطام ككتاب كل ما وضع في أنف البعير لتنقاد به.

الحديث الخامس : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « ورملة مصر (١) » قال الجوهري : ورملة مدينة بالشام ، ويحتمل أن يكون نسبتها إلى مصر لكونها في ناحيتها ، أو يكون في المصر أيضا رملة أخرى.

قوله عليه‌السلام : « وتجيبه الجبال » أي حقيقة بالإعجاز أو هو كناية عن رفع الصوت والأول أظهر.

الحديث السادس : حسن موثق.

__________________

(١) هكذا في الأصل ولكن في الكافي من رملة مصر.

٥٢

والطير والرياح وكسا البيت القباطي.

٧ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن المفضل ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال صلى في مسجد الخيف سبعمائة نبي وإن ما بين الركن والمقام لمشحون من قبور الأنبياء وإن آدم لفي حرم الله عز وجل.

٨ ـ أحمد بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن زيد الشحام عمن رواه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال حج موسى بن عمرانعليه‌السلام ومعه سبعون نبيا من بني إسرائيل خطم إبلهم من ليف يلبون وتجيبهم الجبال وعلى موسى عباءتان قطوانيتان يقول لبيك عبدك ابن عبدك.

٩ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبي بلال المكي قال رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام دخل الحجر من ناحية الباب فقام يصلي على قدر ذراعين من البيت فقلت له ما رأيت أحدا من أهل بيتك يصلي بحيال الميزاب فقال هذا مصلى شبر وشبير ابني هارون.

١٠ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي ، عن معاوية بن عمار الدهني ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال دفن ما بين الركن اليماني والحجر الأسود سبعون نبيا أماتهم الله جوعا وضرا.

قوله عليه‌السلام : « القباطي » هي بضم القاف وكسرها جمع قبطية لثياب منسوبة إلى مصر.

الحديث السابع : ضعيف على المشهور.

قوله عليه‌السلام : « لفي حرم الله » لعل المراد أنه دفن أولا في حرم الله لئلا ينافي ما ورد في الأخبار الكثيرة من أن نوحاعليه‌السلام نقل عظامهعليه‌السلام إلى الغري.

الحديث الثامن : مرسل.

الحديث التاسع : مجهول.

الحديث العاشر : ضعيف.

قوله عليه‌السلام : « جوعا » قيل : هو جمع جائع وهو بعيد لفظا وإن كان قريبا معنى.

٥٣

١١ ـ أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن علي بن مهزيار ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان عمن رواه ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن داود لما وقف الموقف بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم فصعد الجبل فأقبل يدعو فلما قضى نسكه أتاه جبرئيلعليه‌السلام فقال له يا داود يقول لك ربك لم صعدت الجبل ظننت أنه يخفى علي صوت من صوت ثم مضى به إلى البحر إلى جدة فرسب به في الماء مسيرة أربعين صباحا في البر فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة فقال له يا داود يقول لك ربك أنا أسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر فظننت أنه يخفى علي صوت من صوت.

الحديث الحادي عشر : مرسل.

قوله عليه‌السلام : « ظننت » لعلهعليه‌السلام إنما فعل ذلك لظنه أن الأدب يقتضي ذلك وتابعه على ذلك من ظن ذلك الظن السوء فعوتب بذلك لأنه صار سببا لذلك الظن ونسب إليه مجازا ولما كان فعله مظنة ذلك عوتب بذلك ، أو ظن أنه يخفى ذلك على الملائكة الحافظين للأعمال ، وعلى أي حال لا يستقيم الخبر بدون تأويل.

قوله عليه‌السلام : « فرسب » قال الجوهري : رسب الشيء في الماء رسوبا سفل فيه.

٥٤

(باب)

(ورود تبع وأصحاب الفيل البيت وحفر عبد المطلب زمزم وهدم قريش)

(الكعبة وبنائهم إياها وهدم الحجاج لها وبنائه إياها)

١ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار قال حدثني إسماعيل بن جابر قال كنت فيما بين مكة والمدينة أنا وصاحب لي فتذاكرنا الأنصار فقال أحدنا هم نزاع من قبائل وقال أحدنا هم من أهل اليمن قال فانتهينا إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو جالس في ظل شجرة فابتدأ الحديث ولم نسأله فقال إن تبعا لما أن جاء من قبل العراق وجاء معه العلماء وأبناء الأنبياء فلما انتهى إلى هذا الوادي ـ لهذيل أتاه أناس من بعض القبائل فقالوا إنك تأتي أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا حتى اتخذوا بلادهم حرما وبنيتهم ربا أو ربة فقال إن كان كما تقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذريتهم وهدمت بنيتهم قال فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه قال فدعا العلماء وأبناء الأنبياء فقال انظروني وأخبروني لما أصابني هذا قال فأبوا أن يخبروه حتى عزم عليهم قالوا حدثنا بأي شيء حدثت نفسك قال حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم وأسبي ذريتهم وأهدم بنيتهم فقالوا إنا لا نرى الذي أصابك إلا لذلك قال ولم هذا قالوا لأن البلد حرم الله والبيت بيت الله وسكانه ذرية إبراهيم خليل الرحمن فقال صدقتم فما مخرجي مما وقعت فيه قالوا تحدث نفسك

باب ورود تبع وأصحاب الفيل البيت وحفر عبد المطلب زمزم وهدم قريش الكعبة وبنائهم إياها وهدم الحجاج لها وبنائه إياها

الحديث الأول : حسن موثق.

قوله عليه‌السلام : « هم نزاع » هو بضم النون وتشديد الزاي جمع نزيع ، أو نازع وهو الغريب.

قوله عليه‌السلام : « أو ربة » الترديد من الراوي و« الجفنة » القصعة والجمع جفان

٥٥

بغير ذلك فعسى الله أن يرد عليك قال فحدث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتى ثبتتا مكانهما قال فدعا بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم ثم أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مائة جزور حتى حملت الجفان إلى السباع في رءوس الجبال ونثرت الأعلاف في الأودية للوحوش ثم انصرف من مكة إلى المدينة فأنزل بها قوما من أهل اليمن من غسان وهم الأنصار في رواية أخرى كساه النطاع وطيبه.

٢ ـ عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن حمران وهشام بن سالم ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال لما أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بإبل لعبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد إبله عليه فاستأذن عليه فأذن له وقيل له إن هذا شريف قريش أو عظيم قريش وهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه ثم قال لترجمانه سله ما حاجتك فقال له إن أصحابك مروا بإبل لي فاستاقوها فأحببت أن تردها علي قال فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال هذا الذي زعمتم أنه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع أن يسألني أن أنصرف عن بيته الذي يعبده أما لو سألني أن أنصرف عن هده لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك فقال له عبد المطلب إن لذلك البيت ربا يمنعه وإنما سألتك رد إبلي لحاجتي إليها فأمر بردها عليه ومضى عبد المطلب حتى لقي الفيل على طرف الحرم فقال له محمود فحرك رأسه فقال له أتدري لما جيء بك فقال برأسه لا فقال جاءوا بك لتهدم بيت ربك أفتفعل فقال برأسه لا قال فانصرف عنه عبد المطلب وجاءوا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها فكانت تحاذي برأس

وجفنات.

الحديث الثاني : صحيح.

٥٦

الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد إلا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما رأى إذا طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال هذا الطير منها وجاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.

٣ ـ محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد بن عبد الله الأعرج ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن قريشا في الجاهلية هدموا البيت فلما أرادوا بناءه حيل بينهم وبينه وألقي في روعهم الرعب حتى قال قائل منهم ليأتي كل رجل منكم بأطيب ماله ولا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام ففعلوا فخلي بينهم وبين بنائه فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود فتشاجروا فيه أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه حتى كاد أن يكون بينهم شر فحكموا أول من يدخل من باب المسجد فدخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما أتاهم أمر بثوب فبسط ثم وضع الحجر في وسطه ثم أخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه ثم تناولهصلى‌الله‌عليه‌وآله فوضعه في موضعه فخصه الله به.

٤ ـ علي بن إبراهيم وغيره بأسانيد مختلفة رفعوه قالوا إنما هدمت قريش الكعبة لأن السيل كان يأتيهم من أعلى مكة فيدخلها فانصدعت وسرق من الكعبة غزال من ذهب رجلاه من جوهر وكان حائطها قصيرا وكان ذلك قبل مبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بثلاثين سنة فأرادت قريش أن يهدموا الكعبة ويبنوها ويزيدوا في عرصتها ثم أشفقوا من ذلك وخافوا إن وضعوا فيها المعاول أن تنزل عليهم عقوبة فقال الوليد بن المغيرة

الحديث الثالث : صحيح.

قوله عليه‌السلام : « في روعهم » الروع بالضم : القلب أو موضع الفزع منه ، أو سواده والذهن والعقل.

الحديث الرابع : مرفوع.

قوله عليه‌السلام : « بثلاثين سنة » هذا مخالف لما هو المشهور بين أرباب السير ، إن هذا البناء للكعبة كان في خمس وثلاثين من مولدهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيكون قبل البعثة بخمس سنين ، وحمله على أن عمره في ذلك الوقت كان ثلاثين سنة بعيد.

٥٧

دعوني أبدأ فإن كان لله رضا لم يصبني شيء وإن كان غير ذلك كففنا فصعد على الكعبة وحرك منه حجرا فخرجت عليه حية وانكسفت الشمس فلما رأوا ذلك بكوا وتضرعوا وقالوا اللهم إنا لا نريد إلا الإصلاح فغابت عنهم الحية فهدموه ونحوا حجارته حوله حتى بلغوا القواعد التي وضعها إبراهيمعليه‌السلام فلما أرادوا أن يزيدوا في عرصته وحركوا القواعد التي وضعها إبراهيمعليه‌السلام أصابتهم زلزلة شديدة وظلمة فكفوا عنه وكان بنيان إبراهيم الطول ثلاثون ذراعا والعرض اثنان وعشرون ذراعا ـ والسمك تسعة أذرع فقالت قريش نزيد في سمكها فبنوها فلما بلغ البناء إلى موضع الحجر الأسود تشاجرت قريش في وضعه فقال كل قبيلة نحن أولى به نحن نضعه فلما كثر بينهم تراضوا بقضاء من يدخل من باب بني شيبة فطلع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا هذا الأمين قد جاء فحكموه فبسط رداءه وقال بعضهم كساء طاروني كان له ووضع الحجر فيه ثم قال يأتي من كل ربع من قريش رجل فكانوا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس والأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى وأبو حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم وقيس بن عدي من بني سهم فرفعوه ووضعه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في موضعه وقد كان بعث ملك الروم بسفينة فيها سقوف وآلات وخشب وقوم من الفعلة إلى الحبشة ليبنى له هناك بيعة فطرحتها الريح إلى ساحل الشريعة فبطحت فبلغ

قوله عليه‌السلام : « الطول » مرفوع بالابتداء واللام للعهد فهو مكان العائد أي طوله ، والجملة خبر « كان ».

قوله عليه‌السلام : « طاروني » في القاموس « الطرن » بالضم الخز ، والطاروني ضرب منه.

قوله عليه‌السلام : « سقوف » أي قطعات أخشاب للسقف.

قوله عليه‌السلام : « فبطحت » بالباء الموحدة على بناء المجهول أي استقرت في الطين.

قال الفيروزآبادي : بطحه كمنعه ألقاه على وجهه فانبطح ، وقرأ بعض الأفاضل « فنطحت » بالنون كناية عن الكسر.

٥٨

قريشا خبرها فخرجوا إلى الساحل فوجدوا ما يصلح للكعبة من خشب وزينة وغير ذلك فابتاعوه وصاروا به إلى مكة فوافق ذرع ذلك الخشب البناء ما خلا الحجر فلما بنوها كسوها الوصائد وهي الأردية.

٥ ـ علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ساهم قريشا في بناء البيت فصار لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من باب الكعبة إلى النصف ما بين الركن اليماني إلى الحجر الأسود.

وفي رواية أخرى كان لبني هاشم من الحجر الأسود إلى الركن الشامي

قوله عليه‌السلام : « ذرع ذلك الخشب » بدل من قوله ذلك والبناء مفعول وافق ، أي وافق ذرع الأخشاب المعدة للسقف عرض البناء إلا الحجر الملصق على ظاهر الكعبة للتسوية لئلا تظهر أطراف الأخشاب من ظاهر البيت.

ويمكن أن يقرأالحجر بالكسر لبيان أن الحجر لم يكن داخلا في البيت.

قوله عليه‌السلام : « الوصائد » هي ثياب حمر مخططة يمانية ومنه الحديث « إن أول من كسا الكعبة كسوة كاملة تبع كساها الأنطاع ثم كساها الوصائل » أي حبر اليمن كذا في النهاية(١) وفي أكثر نسخ هذا الكتاب الوصائد بالدال المهملة وكأنه تصحيف وإلا فيمكن أن يكون من الوصد محركة ، وهو كما قال في القاموس : النسج.

الحديث الخامس : حسن.

قوله عليه‌السلام : « إلى النصف » أي إلى منتصف الضلع الذي بين اليماني والحجر ولا يخفى أنها تنافي الرواية الأخرى إلا أن يقال : إنهم كانوا أشركوهصلى‌الله‌عليه‌وآله مع بني هاشم في هذا الضلع وخصوه بالنصف من الضلع الآخر فجعل بنو هاشم لهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين الحجر والباب.

__________________

(١) النهاية لابن الأثير : ج ٥ ص ١٩٢.

٥٩

٦ ـ علي بن إبراهيم وغيره رفعوه قال كان في الكعبة غزالان من ذهب وخمسة أسياف فلما غلبت خزاعة ـ جرهم على الحرم ألقت جرهم الأسياف والغزالين في بئر زمزم وألقوا فيها الحجارة وطموها وعموا أثرها فلما غلب قصي على خزاعة لم يعرفوا موضع زمزم وعمي عليهم موضعها فلما غلب عبد المطلب وكان يفرش له في فناء الكعبة ولم يكن يفرش لأحد هناك غيره فبينما هو نائم في ظل الكعبة فرأى في منامه أتاه آت فقال له احفر برة قال وما برة ثم أتاه في اليوم الثاني فقال احفر طيبة ثم أتاه في اليوم الثالث فقال احفر المصونة قال وما المصونة ثم أتاه في اليوم الرابع فقال احفر زمزم لا تنزح ولا تذم تسقي الحجيج الأعظم عند الغراب الأعصم عند قرية النمل وكان عند زمزم حجر يخرج منه النمل فيقع عليه الغراب الأعصم في كل يوم يلتقط النمل فلما رأى عبد المطلب هذا عرف موضع زمزم فقال لقريش إني أمرت في أربع ليال في حفر زمزم وهي مأثرتنا وعزنا فهلموا نحفرها فلم يجيبوه إلى ذلك فأقبل يحفرها هو بنفسه وكان له ابن واحد وهو الحارث وكان يعينه على الحفر فلما صعب ذلك عليه تقدم إلى باب الكعبة ثم رفع يديه ودعا الله عز وجل ونذر له إن رزقه عشر بنين أن ينحر أحبهم إليه تقربا إلى الله عز وجل فلما حفر وبلغ الطوي طوي إسماعيل وعلم أنه قد وقع على الماء كبر و

الحديث السادس : مرفوع.

قوله عليه‌السلام : « وعموا أثرها » أي أخفوا ، ولبسوا من قولهم عمي عليه الأمر أي التبس.

قوله عليه‌السلام : « أتاه آت » وهو مفعول رأى.

وقال : الجزري في حديث زمزم أتاه آت فقال : احفر برة ، سماها برة لكثرة منافعها وسعة مائها.

وقال الفيروزآبادي« طيبة » بالكسر اسم زمزم.

وقال الجزري :فيه أحفر المضمونة أي التي يضيق بها لنفاستها وعزتها وقال

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

قال أبو موسى في «الذيل» : إسناده عجيب.

قلت : أصل القصّة في الصّحيحين من حديث أبي هريرة من غير تسمية الرّجل ولا الزّيادة التي في آخره.

واستدركه ابن فتحون أيضا من هذا الوجه.

٤٢١٨ ز ـ ضمضم بن مالك (١) : بن المضرّب بن عمرو بن وهب بن عمرو بن حجر ابن عمرو بن معيص القرشيّ العامريّ. من مسلمة الفتح. وقتل أخوه شيبة بن مالك يوم أحد كافرا. ومن ولد ضمضم عبد الرّحمن بن بشر بن ضمضم. ذكر له(٢) الزّبير بن بكّار قصّة ، كأنها في خلافة معاوية.

٤٢١٩ ـ ضميرة (٣) : بالتّصغير ، ابن أنس. وقيل ابن جندب. وقيل ابن حبيب.

تقدّم في جندع في حرف الجيم.

٤٢٢٠ ـ ضميرة بن سعد (٤) : تقدم في ضمرة بن ربيعة.

٤٢٢١ ز ـ ضميرة (٥) : بن أبي ضميرة الليثي. قال ابن حبّان : له صحبة.

٤٢٢٢ ز ـ ضميرة ، غير منسوب : يحتمل أنه الّذي قبله.

روى إبراهيم الحربيّ في غريب الحديث من طريق عبد الله بن حسن بن حسن ، قال : جاء ضميرة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، جئت أحالفك. قال : «حالف عليّا». قال : فإنني أحالفه ما دام الصّالف(٦) مكانه. قال : «بل حالفه ما دام أحد مكانه فهو خير».

قال عبد الله بن حسين : الصّالف جبل ، كانوا يتحالفون عنده في الجاهلية.

٤٢٢٣ ز ـ ضميرة ، آخر : وهو جد حسين بن عبد الله. وقيل إنه ابن سعيد الحميريّ.

وقال ابن حبّان : ضميرة بن أبي ضميرة الضميريّ اللّيثيّ.

__________________

(١) في أالنصر.

(٢) في أذكر ذلك الزبير.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٨٦ ، الاستيعاب ت ١٢٦٦.

(٤) أسد الغابة ت ٢٥٨٧.

(٥) أسد الغابة ت ٣ / ٦٤ ـ الثقات ٣ / ١٩٩ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ التحفة اللطيفة ٢ / ٢٥٤ أسد الغابة ت ٢٥٨٨.

(٦) صائف : على لفظ فاعل من صاف يصيف ، من نواحي المدينة وقيل موضع حجازي قريب من ذي طوى. انظر : مراصد الاطلاع ٢ / ٨٣١.

الإصابة/ج ٣/م ٢٦

٤٠١

وروى البخاريّ في تاريخه والحسين بن سفيان(١) من طريق ابن أبي ذئب(٢) ، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة ، عن أبيه عن جدّه ضميرة ـ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بأمّ ضميرة وهي تبكي ، فقال : «ما يبكيك؟» قالت : يا رسول الله ، فرّق بيني وبين ابني ، فأرسل إلى الّذي عنده ضميرة فابتاعه منه ببكر.

ورويناه بعلو في الأول من حديث المخلص ، قال ابن صاعد : غريب ، تفرّد ، به ابن وهب عن ابن أبي ذئب.

قلت : ذكر ابن مندة أن زيد بن الحباب تابع ابن ذئب فرواه عن حسين أيضا وأخرجه ابن مندة من طريق وزّاد ، قال ابن أبي ذئب : أقرأني حسين كتابا فيه : «من محمّد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتقهم».

قلت : وللحديث شاهد عند ابن إسحاق بسند منقطع.

وقد تابع ابن أبي ذئب أيضا إسماعيل بن أبي أويس ، وأخرجه محمد بن سعد ، وأورده البغويّ عنه عن إسماعيل بن أبي أويس ، أخبرني حسين بن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة ، أنّ الكتاب الّذي كتبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى ضمرة(٣) فذكره كما تقدّم ، وفيه : أنهم كانوا أهل بيت من العرب ، وكان ممن أفاء الله على رسوله فاعتذر(٤) ، ثم خيّر أبا ضميرة إن(٥) أحبّ أن يلحق بقومه فقد أمّنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإن أحبّ أن يمكث مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكون من أهل بيته ، فاختار أبو ضميرة الله ورسوله ، ودخل في الإسلام ، فلا يعرض لهم أحد إلا بخير ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا. وكتب إلى أبي بن كعب.

انتهى.

وسيأتي لهم ذكر في أبي ضميرة ، ومن حديث(٦) ضميرة ما أخرجه البغويّ من رواية القعنبي(٧) عن حسين بن ضميرة عن أبيه عن جدّه أنّ رجلا جاء إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا نبيّ الله ، أنكحني فلانة. قال : «ما معك تصدقها إيّاه»(٨) ؟ قال : ما معي شيء. قال : «لمن هذا الخاتم»؟ قال : لي. قال : «فأعطها إيّاه». فأنكحه ، وأنكح آخر على سورة البقرة ، ولم يكن معه شيء.

__________________

(١) في أبن سفيان والبزار.

(٢) في أأبي ذؤيب.

(٣) في أأبي ضميرة.

(٤) في أأعتقه.

(٥) في أأني أحبه.

(٦) في أمن حديث أبي ضميرة.

(٧) في أالقعيني.

(٨) أخرجه الطبراني في الكبير ٨ / ٣٦٨ وأورده الهيثمي في الزوائد ٤ / ٢٨٤ عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده الحديث قال الهيثمي رواه الطبراني وحسين متروك.

٤٠٢

أورده البغويّ في ترجمة أبي ضميرة على ظاهر السّياق ، وإنما هو من رواية ضميرة. وقول القعنبي(١) عن حسين بن ضميرة تجوّز فيه ، فنسبه لجده وهو حسين بن عبد الله بن ضميرة ، فالحديث لضميرة لا لولده.

وزعم عبد الغني المقدسيّ في العمدة أنّ ضميرة هذا هو اليتيم الّذي صلّى مع أنس لما صلّى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتهم ، قال : فقمت أنا واليتيم وراءه والعجوز(٢) من ورائنا.

القسم الثاني

من حرف الضاد المعجمة

الضاد بعدها الحاء

٤٢٢٤ ـ الضّحاك بن قيس الفهري : تقدّم في الأول.

القسم الثالث

من حرف الضاد المعجمة

الضاد بعدها الألف

٤٢٢٥ ز ـ ضابىء بن الحارث : بن أرطاة بن شهاب بن عبيد بن حادل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ـ هكذا نسبه ابن الكلبيّ ، له إدراك ، وجنى جناية في خلافة عثمان فحبسه ، فجاء ابنه عمير بن ضابىء ، فأراد الفتك بعثمان ، ثم جبن عنه ، وفي ذلك يقول :

هممت ولم أفعل وكدت وليتني

تركت على عثمان تبكي حلائله

[الطويل]

وفيها يقول :

وقائلة لا يبعد الله ضابئا

ولا يبعدن أخلاقه وشمائله(٣)

[الطويل]

__________________

(١) في أالقعيني.

(٢) في أواليتيم.

(٣) ينظر البيت في الشعراء ٣١٠ ، الكامل : ٢١٧ ، خزانة الأدب ٩ / ٢٢٣ ، ٣٢٧ ، ولسان العرب ٥ / ١٢٥ (قير) ، ومعاهد التنصيص ١ / ١٨٧ ، وفي حماسة البحتري ص ١١. والطبراني ٤ / ٤٢

٤٠٣

ثم لما قتل عثمان وثب عمير بن ضابىء عليه فكسر ضلعين من أضلاعه ، فلما قدم الحجاج الكوفة أميرا ندب الناس إلى قتال الخوارج ، وأمر مناديا فنادى من أقام بعد ثلاثة قتل ، فجاءه بعد ثلاثة عمير بن ضابىء وهو شيخ كبير ، فقال : إني لا حراك بي ، ولي ولد أشبّ مني فأجزه بدلا مني ، فأجابه الحجاج لذلك ، فقال له عنبسة بن سعيد بن العاص : هذا عمير بن ضابىء القائل كذا ، وأنشده الشعر ، فأمر به فضرب عنقه ، فقال في ذلك عبد الله بن الزّبير الأسديّ من أبيات :

تجهّز فإمّا أن تزور ابن ضابىء

عميرا وإمّا أن تزور المهلّبا

[الطويل]

وكان الحجّاج قال له : ما حملك على ما فعلت بعثمان؟ قال : حبس أبي وهو شيخ كبير ، فقال : هلا بعثت أيها الشّيخ إلى عثمان بديلا.

وكان السّبب في حبس عثمان له أنه كان استعار من بعض بني حنظلة كلبا يصيد(١) به فطالبوه به فامتنع فأخذوه منه قهرا ، فغضب وهجاهم بقوله من أبيات :

وأمّكم لا تتركوها وكلبكم

فإنّ عقوق الوالدين كبير

[الطويل]

فاستعدوا عليه عثمان فحبسه.

روى القصّة بطولها الهيثم بن عديّ ، عن مجالد وغيره ، عن الشّعبي. وقال محمّد ابن قدامة الجوهريّ في أخبار الخوارج(٢) له : حدّثنا عبد الرّحمن بن صالح ، حدّثنا أبو بكر بن عياش ، قال : كان عثمان يحبس في الهجاء ، فهجا ضابىء قوما فحبسه عثمان ، ثم استعرضه فأخذ سكينا فجعلها في أسفل نعله ، فأعلم عثمان بذلك فضربه وردّه إلى الحبس.

قلت : من يكون شيخا في زمن عثمان ويكون له ابن شيخ كبير في أول ولاية الحجاج يكون له إدراك لا محالة.

الضاد بعدها الباء

٤٢٢٦ ز ـ ضبّة بن محصن : العنزي(٣) البصريّ. تابعيّ مشهور ، له إدراك ، وذلك في

__________________

(١) في أيتصيد به.

(٢) في أالجواهر.

(٣) طبقات ابن سعد ٧ / ١٠٣ ، وطبقات خليفة ١٩٨ ، والتاريخ الكبير ٤ / ٣٤٢ الجرح والتعديل ٤ / ٤٦٩ ، والثقات لابن حبّان ٤ / ٣٩٠ ، والإكمال لابن ماكولا ٥ / ٢١٤ ، والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٣٠ ،

٤٠٤

ترجمة زياد بن أميّة من تاريخ ابن عساكر. وقد روى ضبة عن عمر وأبي موسى وغيرهما. روى عنه عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، والحسن البصريّ. وأخرج له مسلم وأبو داود وغيرهما. قال ابن سعد : كان قليل الحديث. وذكره ابن حبّان في ثقات التّابعين.

الضاد بعدها الحاء ، والراء

٤٢٢٧ ـ الضّحاك (١) : بن قيس التميميّ ، هو الأحنف. تقدّم في حرف الألف على الصّواب.

٤٢٢٨ ـ ضرار بن الأرقم :

قال ابن عساكر : له إدراك. وذكر أبو حذيفة في المسند أنه استشهد بأجنادين.

٤٢٢٩ ز ـ ضريس القيسي : له ذكر في الفتوح ، وكان لأبي أرطبون ، فقطع أرطبون يده وقتله القيسي.

الضاد بعدها الغين

٤٢٣٠ ـ ضغاطر الرومي (٢) : الأسقف. ويقال اسمه تغاطر.

روى عبدان بن محمّد المروزيّ(٣) ، من طريق سلمة بن كهيل ، عن عبد الله بن شداد ، عن دحية الكلبيّ ، قال : بعثني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قيصر فذكر الحديث إلى أن قال : فأرسلني إلى الأسقف وهو صاحب أمرهم ، فأخبره ، وأقرأه الكتاب ، فقال : هذا النبيّ الّذي كنا ننتظر ، قال : فما تأمرني؟ قال : أما أنا فمصدّقه ومتّبعه. قال قيصر : أما أنا إن فعلت يذهب ملكي.

ورواه سعيد بن منصور ، من طريق حصين ، عن عبد الله بن شدّاد نحوه وأتمّ منه ، وفيه قصّة أبي سفيان ، وفيه : فقال تغاطر لهرقل : إنه والله للنّبيّ الّذي نعرف. فقال له : ويحك! إن اتبعته قتلني الروم. قال : لكني أتبعه. فذكر قصة قتله مطوّلا.

قال عبدان : وحدّثني عمّار ـ يعني ابن رجاء ، عن سلمة ـ هو ابن الفضل ، عن ابن إسحاق ، قال : حدّثني بعض أهل العلم أنّ هرقل قال لدحية : ويحك! إني والله لأعلم أن

__________________

والكامل في التاريخ ٣ / ٤٧ ، وتهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٢ ، ٤٤٣ ، وتقريب التهذيب ١ / ٣٧٢ ، وخلاصة تذهيب التهذيب ١٧٨ ، ورجال مسلم ١ / ٣٢٦ تاريخ الإسلام ٣ / ٩٢.

(١) أسد الغابة ت ٢٥٦٠.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٦٨.

(٣) في أالدوري.

٤٠٥

صاحبك نبيّ مرسل ، وإنه للذي كنا ننتظر ونجده في كتابنا ، ولكني أخاف الرّوم على نفسي ، ولو لا ذلك لا تبعته ، فاذهب إلى ضغاطر الأسقف ، فاذكر له أمر صاحبكم فهو أعظم في الرّوم مني وأجوز قولا. فجاءه دحية فأخبره ، فقال له : صاحبك والله نبيّ مرسل نعرفه بصفته واسمه ، ثم دخل فألقى ثيابه ولبس ثيابا بيضا ، وخرج على الرّوم فشهد شهادة الحق ، فوثبوا عليه فقتلوه. وهكذا ذكره يحيى بن سعيد الأمويّ في المغازي والطّبريّ عن ابن إسحاق.

الضاد بعدها الواو

٤٢٣١ ـ ضوء اليشكريّ :

له إدراك ، وله ذكر في الفتوح لسيف ، قال : كان باليمامة رجال يكتمون إسلامهم منهم ضوء اليشكريّ ، وقال في ذلك من أبيات :

إنّ ديني دين النّبيّ وفي القوم

رجال على الهدى أمثالي

أهلك القوم محلّم(١) بن طفيل

ورجال ليسوا لنا برجال(٢)

[الخفيف]

القسم الرابع

من حرف الضاد المعجمة

الضاد بعدها الباء

٤٢٣٢ ـ ضب بن مالك :

له وفادة ، ذكره المدائني ، كذا استدركه صاحب التجريد في أول حرف الضّاد المعجمة ، وهو خطأ نشأ عن تصحيف وتغيير ، وإنما هو ضمام بن مالك الماضي في الأول.

الضاد بعدها الحاء

٤٢٣٣ ـ الضّحاك : بن أبي جبيرة الأنصاريّ. وقع ذكره عند أبي يعلى والبغويّ وابن السّكن ، وهو مقلوب ، قال أبو نعيم : قلبه حماد بن سلمة ، عن داود ، عن الشّعبي ، عنه بحديث الألقاب. وقال ابن عليّة غيره عن داود عن الشّعبي ، عن أبي جبيرة بن الضّحاك ، وهو الصّواب ، وزاد فيه حفص بن غياث ، عن داود ، فقال : عن أبي جبيرة عن أبيه وعمومته.

__________________

(١) في أبحكم.

(٢) البيتان في الآمدي ٢١٥٠

٤٠٦

قلت : فأبوه هو الضّحاك بن خليفة الماضي ، وروى البغويّ وابن السكن من طريق هدبة ، عن حماد بهذا الإسناد حديثا آخر في نزول قوله تعالى :( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) [البقرة : ١٩٥].

قال ابن السّكن : تفرد به هدبة بن خالد.

٤٢٣٤ ـ الضّحاك : بن عبد الرّحمن الأشعريّ(١) .

ذكره ابن قانع واستدركه في «التّجريد» ، فقال : ذكره الدّارقطنيّ ، روى عنه محمد بن زياد الألهانيّ لم يصح خبره.

قلت : وهو غلط نشأ عن سقط ، أما ابن قانع ، فأخرج له من طريق الوليد بن مسلم(٢) ، عن عبد الله بن العلاء ، سمعت الضّحاك بن عبد الرّحمن الأشعريّ يقول : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أوّل ما يسأل العبد عنه يوم القيامة : ألم أصح جسمك ، وأروك من الماء البارد»(٣) ! وهذا سقط منه ذكر الصّحابي ، فقد أخرج الحديث المذكور ابن حبّان والحاكم من طريقين آخرين ، عن الوليد بن الوليد بن مسلم. وأخرجه التّرمذي من طريق شبابة بن سوّار كلاهما عن عبد الله بن العلاء بن زبر ، عن الضّحاك بن عبد الرّحمن بن عرزم الأشعريّ ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أوّل ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النّعيم أن يقال له» فذكره. وقال : غريب.

ويقال له عرزب وعرزم ، وبالميم أصح.

وهكذا رواه زيد بن يحيى ، عن عبد الله بن العلاء ، وكذا رواه إبراهيم بن عبد الله بن العلاء عن أبيه ، وذكره ابن عساكر في ترجمته من طرق في جميعها : عن الضّحاك ، عن أبي هريرة. وذكره في التّابعين البخاري وابن أبي حاتم وابن سعد والعجليّ ووثّقه. وذكره أبو زرعة في الطبقة الثالثة وأنه صحابيّ.

__________________

(١) تاريخ البخاري ٤ / ٣٣٣ ، الجرح والتعديل ق ١ م ٢ ٤٥٩ تاريخ ابن عساكر ٨ / ٢٠٣ ، تهذيب الكمال ص ٦١٦ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١٢٤ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٣٢٤ ، تذهيب التهذيب ٢ / ٩٧ ، تهذيب التهذيب ٤ / ٤٤٦ ، خلاصة تذهيب التهذيب ١٧٦ ، تهذيب ابن عساكر ٧ / ٦.

(٢) في أمسلمة.

(٣) أورده الهيثمي في الزوائد ١ / ٢٩٦ وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه القسم بن عثمان قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ ، ورواه الطبراني أيضا في الأوسط وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي والدارقطنيّ وقال ابن عدي عامة حديثه تابعه عليه غيره أ. ه أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١٨٨٨٤ ، ١٨٨٨٦.

٤٠٧

روى عنه أبو موسى الأشعريّ ، ومع ذلك فقال أبو حاتم : إن روايته عنه مرسلة ، ورجّح أبو حاتم عرزب بالموحدة.

وقال أبو الحسن بن سميع : ولاه عمر بن عبد العزيز ولاية دمشق ، وكذلك يزيد بن عبد الملك وهشام.

وقال الأوزاعيّ : حدّثني مكحول ، عن الضّحّاك بن عبد الرّحمن ، وكان عمر بن عبد العزيز ولّاه دمشق ومات وهو عليها ، وكان من خير الولاة.

وقال خليفة بن خيّاط : مات سنة خمس ومائة ، وعلي قول ابن سميع يكون تأخر بعد ذلك.

٤٢٣٥ ـ الضّحاك بن عرفجة : أصيب أنفه يوم الكلاب. قال ابن عرادة ، عن عبد الرّحمن بن طرفة بن عرفجة : إنه الضّحاك بن عرفجة. والصّواب عرفجة بن أسعد ، هكذا ذكره ابن مندة. وقال أبو نعيم : ذكره بعض المتأخّرين ، فساق كلامه ولم يزد عليه سوى قوله : وهو وهم ذكرها قبل قوله والصّواب.

قلت : وهي غفلة عجيبة ، فإن الاختلاف إنما وقع في اسم التّابعي وهو طرفة لا في اسم جدّه ، وقول ابن عرادة عن عبد(١) الرحمن بن الضّحاك غلط فاحش ، وإنما هو عبد الرّحمن بن طرفة ، وطرفة هو ابن عرفجة بن أسعد(٢) ، والّذي أصيب أنفه هو عرفجة.

وسيأتي حديثه على الصّواب في حرف العين فيمن اسمه عرفجة إن شاء الله تعالى.

٤٢٣٦ ـ الضّحّاك بن قيس : قال النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أمّ عطيّة ، اخفضي ولا تنهكي»(٣) . أخرجه البيهقيّ.

وقال يحيى بن معين : الضّحّاك هذا ليس بالفهريّ ، كذا استدركه في التجريد ، وهذا تابعي أرسل هذا الحديث ، وقد أخرجه الخطيب في المتفق من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن رجل من أهل الكوفة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن الضّحاك بن قيس ، قال :

كان بالمدينة خافضة يقال لها أم عطيّة فذكر الحديث. ثم أخرج من طريق المفضل بن

__________________

(١) في أعن عبد الرحمن.

(٢) في أأسور.

(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٨ / ٣٢٤ وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٤٥٣١٣ ، ٤٥٣١٥ وعزاه للطبراني في الأوسط ، وابن عدي والبيهقي والخطيب عن أنس بن مالك وابن مندة وابن عساكر عن الضحاك بن قيس.

٤٠٨

غسان العلائيّ في تاريخه ، قال : سألت ابن معين عن حديث حدّثناه عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله فذكر هذا ، فقال الضّحاك بن قيس هذا ليس هو بالفهري.

قلت : وقد أخرج الحديث المذكور أبو داود من طريق مروان بن معاوية ، عن محمد ابن حسّان الكوفي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أم عطيّة بالمتن ، ولم يذكر الضّحاك ، قال : ورواه عبيد الله بن عمرو بن عبد الملك بمعناه : وليس بقويّ. ومحمد بن حسّان مجهول ، وقد روي مرسلا.

وأخرجه البيهقيّ من الطريقين معا ، وظهر من مجموع ذلك أن عبد الملك دلّسه على أم عطيّة ، والواسطة بينهما ، وهو الضّحاك بن قيس المذكور.

٤٢٣٧ ـ الضّحاك بن قيس : عامل النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

ذكره الطّبرانيّ ، وأخرج هو والحارث من طريق جرير بن حازم ، قال : جلس إلينا شيخ عليه جبّة صوف ، فقال : حدّثني مولاي قرّة بن دعموص ، قال : قدمت المدينة فناديت : يا رسول الله ، استغفر للغلام النميري. قال : غفر الله لك(١) . وبعث الضّحاك بن قيس ساعيا على قومي لحديث. ورواه(٢) أبو مسلم الكجّي من هذا الوجه ، فقال : الضّحاك بن سفيان. وهكذا أخرجه ابن قانع عن أبي مسلم ، وهو الصّواب.

الضاد بعدها الراء

٤٢٣٨ ـ ضريح بن عرفجة (٣) : أو عرفجة بن ضريح. ذكره ابن شاهين من طريق ليث بن أبي سليم عن زياد بن علاقة عنه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّها ستكون هنات وهنات ، فمن رأيتموه يريد أن يفرّق أمر أمّة محمّد ـ وأمرها جميع ـ فاقتلوه كائنا من كان». هكذا قال ليث. والمشهور عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن ضريح(٤) ، كذلك أخرجه مسلم.

الضاد بعدها الميم

٤٢٣٩ ـ ضمرة (٥) : بن أنس الأنصاريّ. استدركه ابن الأثير على من تقدّمه ، وهو خطأ

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٦١ ، ٥ / ٧٢ والحاكم في المستدرك ٣ / ٧٤ وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه والطبراني في الكبير ١٩ / ٣٤ ، والدارقطنيّ في السنن ١ / ٤١٣ والطبراني في الصغير ٢ / ٢٤ ، والهيثمي في الزوائد ٣ / ٨٥ ، ١٠ / ١٢٦.

(٢) في أورواية.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٦٧.

(٤) في أ : شريح.

(٥) أسد الغابة ت ٢٥٧٢.

٤٠٩

نشأ عن تصحيف ، فإنه ساق عن جزء بن أبي ثابت بإسناده عن قيس بن سعد ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : كان المسلمون إذا صلّوا العشاء الآخرة حرم عليهم الطّعام والشّراب والنّساء ، وإن ضمرة بن أنس الأنصاري غلبته عينه فنام الحديث : في نزول قوله تعالى :( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ) [البقرة : ١٨٧] الآية. هكذا قال. والصّواب صرمة بن أنس ، وقد مضى القول فيه في القسم الأوّل ، وبيان الاختلاف فيه ، وبالله التوفيق.

٤١٠

حرف الطاء المهملة

القسم الأول

الطاء بعدها الألف

٤٢٤٠ ـ طارق بن أحمر (١) :

ذكره ابن قانع ، وأخرج من طريق ابن علاثة ، عن أخيه عثمان ، عن طارق بن أحمر ، قال : رأيت مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم [٣٢١] كتابا : من محمّد رسول الله «لا تبيعوا الثّمر حتّى يينع ...» الحديث.

قلت : وطارق ذكره ابن أبي حاتم وابن حبّان وغيرهما في التّابعين ، ولم يذكروا له رواية إلا عن ابن عمر ، فالله أعلم. وكذا ذكر الدّارقطنيّ أنه إنما روى عن ابن عمر. فالله أعلم.

وأظن قوله مع رسول الله غلط ، وإنما كانت مع صحابي ، ولعلي أقف عليه بعد هذا إن شاء الله تعالى.

٤٢٤١ ـ طارق بن أشيم (٢) : بن مسعود الأشجعيّ ، والد أبي مالك.

قال البغويّ : سكن الكوفة. قال مسلم : تفرد ابنه بالرّواية عنه ، وله عنده حديثان.

قلت : وفي ابن ماجة أحدهما ، وصرّح فيه بسماعه من النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم . وفي السّنن حديث.

__________________

(١) أسد الغابة ت ٢٥٨٩ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٠ ، الاستيعاب ت ١٢٧٠. الثقات ٣ / ٢٠٢ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ٢ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ خلاصة تذهيب ٢ / ٨ ـ الطبقات ٤٧ ، ١٥٩ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ الرياض المستطابة ١٣٩ ـ الكاشف ٢ / ٤٠ ـ تهذيب الكمال ٢ / ٦٢١ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٧٣ ، ٣٦٨ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨٠.

٤١١

آخر عن أبي مالك الأشجعي : قلت لأبي : يا أبت ، قد صليت الصّبح خلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعليّ هاهنا بالكوفة نحوا من خمس سنين ، أكانوا يقنتون؟ قال : يا بني ، محدث.

وصححه التّرمذيّ. وأغرب الخطيب ، فقال في كتاب «القنوت» : في صحبته نظر ، وما أدري أيّ نظر فيه بعد هذا التّصريح ، ولعله رأى ما أخرجه ابن مندة من طريق أبي الوليد عن القاسم بن معن ، قال : سألت آل أبي مالك الأشجعي ، أسمع أبوهم من النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟ قالوا : لا ، وهذا نفي يقدم عليه من أثبت ، ويحتمل أنه عنى بقوله : أبوهم أبا مالك ، وهو كذلك لا صحبة له ، إنما الصّحبة لابنه. والله أعلم.

٤٢٤٢ ز ـ طارق : بن رشيد الجعفيّ.

قال ابن حبّان : له صحبة ، أفرده(١) عن طارق بن سويد الحضرميّ ، وأظنّه هو ، وقوله رشيد : أظنه غلطا من النّاسخ ، وإنما هو سويد كما جزم به ابن السّكن. وسأذكره في القسم الأخير.

٤٢٤٣ ـ طارق بن سويد : الحضرميّ(٢) ، أو الجعفيّ. ويقال سويد بن طارق.

قال ابن مندة : وهو وهم. وقال ابن السكن والبغويّ : له صحبة. وروى البخاريّ في تاريخه ، وأحمد ، وابن ماجة ، والبغويّ ، وابن شاهين ، من طريق حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن علقمة بن وائل ، عن طارق بن سويد ، قال : قلت يا رسول الله : إن بأرضنا أعنابا نعتصرها فنشرب منها؟ قال : لا.

وأخرجه أبو داود ، من طريق شعبة عن سماك ، فقال : سأل سويد بن طارق ، أو طارق بن سويد.

وقال البغويّ : رواه غير حماد. فقال : سويد بن طارق. والصّحيح عندي طارق بن سويد.

وقد أخرجه ابن شاهين من طريق إبراهيم بن طهمان ، عن سماك كما قال حماد بن سلمة سواء ، ونسبه جعفيا.

__________________

(١) في أأورده.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٢ ، الاستيعاب ت ١٢٧٢ ـ الثقات ٣ / ٢٠١ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ٣٠ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ خلاصة تذهيب ٢ / ٨ ـ الطبقات ١٣٤ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ الكاشف ٢ / ٤٠ ـ الطبقات الكبرى ٦ / ٦٤ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨١ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨١ ـ بقي بن مخلد ٨٣٣.

٤١٢

وقال أبو زرعة : طارق بن سويد أصحّ. وقال ابن مندة : سويد بن طارق وهم ، وجزم أبو زرعة والتّرمذيّ أيضا وابن حبّان بأنه طارق بن سويد ، عكس أبو حاتم.

وقال البخاريّ : قال شريك عن سماك : طارق بن زياد ، أو زياد بن طارق. وقال أبو النضر : عن شعبة ، عن سماك ، عن علقمة ، عن أبيه : سأل سويد بن طارق ، وجعله من مسند وائل ، وجزم بأنه سويد بن طارق.

وأخرجه ابن قانع من رواية شريك عن سماك ، فقال : طارق بن زياد ، ولم يشك. ورواه ابن مندة من طريق وهب بن جرير ، عن شعبة كذلك ، لكن قال : عن أبيه وائل الحضرميّ ، عن سويد بن طارق أو طارق بن سويد : رجل من جعفي.

ورواه ابن السّكن والبغويّ ، من طريق غندر ، عن شعبة ، فقال : عن علقمة بن طارق بن سويد سأل.

قال ابن السّكن : قال أسامة(١) وأبو عامر وأبو النّضر عن شعبة : إنّ سويد بن طارق.

وقال وهب وأبو داود : عن شعبة إن سويد بن طارق أو طارق بن سويد ، قال : والصّواب قول غندر.

رواه إسرائيل عن سماك ، فاختلف عليه : هل هو طارق بن سويد ، أو سويد بن طارق؟ وفيه اختلاف آخر على سماك ذكرته في القسم الأخير. والله أعلم.

٤٢٤٤ ـ طارق بن شريك (٢) : في شريك بن طارق.

٤٢٤٥ ـ طارق بن شهاب : بن عبد شمس بن سلمة بن هلال بن عوف بن جشم بن عمرو بن لؤيّ بن رهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس البجليّ الأحمسيّ ، أبو عبد الله(٣) .

__________________

(١) في أشبانة.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٣ ، الاستيعاب ت ١٢٧٣. تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨١.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٩٤ ، الاستيعاب ت ١٢٧٤. طبقات خليفة ت ٧٣٥ ، ٩٥٨ ـ التاريخ الكبير ٤ / ٣٥٢ ـ الجرح والتعديل ٤ / ٤٨٥ ، مشاهير علماء الأمصار ت ٣١٩ جهرة أنساب العرب ٣٨٩ ، الجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٢٣٤ ـ تاريخ ابن عساكر ٨ / ٢٤٢ ، ـ تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١ / ٢٥١ ـ تهذيب الكمال ٦٢٢ ، تاريخ الإسلام ٣ / ٢٥٩ ـ تذهيب التهذيب ٢ / ١٠١ ، البداية والنهاية ٩ / ٥١ ، تهذيب التهذيب ٥ / ٣ ، طبقات ابن سعد ٦ / ٦٦ ، التاريخ لابن معين ٢ / ٢٧٥ ، التاريخ الكبير ٤ / ٣٥٢ ، ٣٥٣ ، وتاريخ الثقات للعجلي ٣٣ ، مقدمة بقي بن مخلد ١٤٤ تاريخ أبي زرعة ١ / ٥٤٦ و ٥٦٧ ، وتاريخ الطبري ٢ / ٤٣٤ ، المراسيل ٩٨ الثقات لابن حبان ٣ / ٢٠١ ، رجال الطوسي ٤٦ ، سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٦ ، الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨٠ تاريخ الإسلام ٣ / ٩٣ ، خلاصة تذهيب الكمال ١٥١.

٤١٣

رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو رجل. ويقال : إنه لم يسمع منه شيئا. قال البغويّ : ونزل الكوفة.

قال ابن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليست له صحبة. والحديث الّذي رواه مرسل.

قلت : قد أدخلته في الوحدان ، قال : لقوله : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

قلت : إذا ثبت أنه لقي النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فهو صحابيّ على الرّاجح ، وإذا ثبت أنه لم يسمع منه فروايته عنه مرسل صحابيّ ، وهو مقبول على الرّاجح.

وقد أخرج له النّسائيّ عدّة أحاديث ، وذلك مصير منه إلى إثبات صحبته.

وأخرج له أبو داود حديثا واحدا ، وقال : طارق رأى النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسمع منه شيئا.

قلت : المتن في غسل الجمعة وقد أخرجه الحاكم من طريقه ، فقال : عن طارق ، عن أبي موسى وخطئوه فيه.

وقال أبو داود الطّيالسيّ : حدّثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، قال رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر ، وهذا إسناد صحيح ، وبهذا الإسناد قال : قدم وفد بجيلة على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ابدءوا بالأحمسيّين»(١) . ودعا لهم.

وقال عليّ بن المدينيّ : هو أخو كثير بن شهاب الّذي روى عن عمر.

قلت : وحديث طارق عن الصّحابة(٢) في الكتب الستّة ، منهم الخلفاء الأربعة.

وأخرج البغويّ من طريق شعبة ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق ، قال : رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وغزوت في خلافة أبي بكر.

وروى عنه أيضا سماك ، ومخارق ، وعلقمة بن مرثد ، وإسماعيل بن أبي خالد.

مات سنة اثنتين وثمانين أو ثلاث أو أربع ، ووهم من أرّخه بعد المائة ، وجزم ابن حبّان بأنه مات سنة ثلاث وثمانين(٣) .

٤٢٤٦ ـ طارق بن عبد الله المحاربيّ (٤) : من محارب خصفة. صحابيّ آخر. نزل الكوفة.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٣١٥ عن طارق بن شهاب قال الهيثمي في الزوائد ١٠ / ٥٢ عن طارق بن شهاب الحديث رواه أحمد وروي الطبراني بعضه الا أنه قال ابدءوا بالأحمسيين قبل القيسيين ورجالهما رجال الصحيح.

(٢) في أالضحاك.

(٣) في أثلاث وثمانين.

(٤) أسد الغابة ت ٢٥٩٥ ، الاستيعاب ت ١٢٧٥. الثقات ٣ / ٢٠٢ ـ تهذيب التهذيب ٥ / ٤ ـ الطبقات ٤٩ ،

٤١٤

وروى عنه أبو الشّعثاء ، وربعيّ بن خراش ، وأبو ضمرة(١) ، قال ابن البرقيّ : له حديثان. وقال ابن السّكن : ثلاثة. حديثه في الكوفيّين ، وله صحبة.

ومن حديثه عند النّسائي وغيره : قدمت على النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم وإذا هو قائم على المنبر يخطب ويقول : «يد المعطي العليا ...» الحديث.

وروى التّرمذيّ من حديثه أنه رأى النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قبل الهجرة بذي المجاز ، وذكر له قصة مع عمه أبي لهب.

٤٢٤٧ ـ طارق بن عبيد : بن مسعود الأنصاريّ(٢) .

روى محمّد بن مروان السّدّي في تفسيره ، عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، قال : قال طارق بن عبيد بن مسعود ، وأبو اليسر ، ومالك بن الدّخشم يوم بدر : يا رسول الله ، إنك قلت : «من قتل قتيلا فله سلبه» ، وقد قتلنا سبعين الحديث ، في نزول قوله تعالى :( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ ) [الأنفال : ١].

وقال ابن مندة : هو الّذي أسر العبّاس ، ومعه أبو اليسر الأنصاريّ.

٤٢٤٨ ـ طارق بن علقمة : بن أبي رافع(٣) ، والد عبد الرّحمن.

قال البغويّ : سكن الكوفة ، وقال ابن مندة : له ذكر في حديث أبي إسحاق ، وله حديث مرفوع مختلف فيه ، فروى الطّبرانيّ ، وابن شاهين ، من طريق عمرو بن عليّ ، عن أبي عاصم ، عن ابن جريج ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، عن عبد الرّحمن بن طارق بن علقمة ، أخبره عن أبيه أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا حاذى مكانا عند دار يعلى بن أميّة استقبل البيت ودعا.

وهذا وهم ممن دون عمرو بن علي ، فقد أخرجه النّسائيّ عنه ، فقال عن أمه. ولم يقل عن أبيه. وكذا أخرجه البخاريّ في تاريخه ، عن أبي عاصم. وكذا أخرجه البغويّ والطّبريّ من طريق أبي عاصم. وكذا أخرجه عبد الرّزّاق عن ابن جريج ، وتابعه هشام بن يوسف.

__________________

١٣٠ ـ تقريب التهذيب ١ / ٣٧٦ ـ خلاصة تذهيب ٢ / ٨ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٤ ـ تهذيب الكمال ٢ / ٦٢٢ ـ الكاشف ٢ / ٤٠ ـ تلقيح فهوم أهل الأثر ٣٨١ ـ الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٨٠ ـ التمييز والفصل ٢ / ٥٤٦ ـ بقي بن مخلد ٢٤٢ ، ٦١٧.

(١) في أأبو صخر.

(٢) أسد الغابة ٢٥٩٦ ـ تجريد أسماء الصحابة ١ / ٧٤.

(٣) أسد الغابة ت ٢٥٩٧. تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٥.

٤١٥

وهو عند أبي داود ، واغتر الضّياء المقدسيّ [بنطاقة](١) السّند ، فأخرجه من طريق الطّبرانيّ في «المختارة» ، وهو غلط ، فقد أخرجه البغويّ وابن السّكن وابن قانع من طريق روح بن عبادة ، عن ابن جريج كالأول ، وأن البرساني رواه عن ابن جريج ، فقال : عن عمه ، فهذا اضطراب يعلّ به الحديث ، لكن يقوي أنه عن أمه لا عن أبيه ولا عن عمه أن في آخر الحديث عن أبي نعيم : فنخرج معه يدعو ونحن مسلمات.

وحكى البغويّ أنه قيل : إن رواية روح أصحّ.

٤٢٤٩ ـ طارق بن كليب :

ذكره الذّهبيّ في «التّجريد» مستدركا على من تقدّمه ، ونسبه لبقي بن مخلد ، وقال : يقال إنه ابن محاسن.

قلت : وطارق بن محاسن تابعيّ من الطّبقة الثّانية ، حديثه عند أبي داود والنّسائيّ ، فلعل ابن مخلد أخرج له إسنادا مما أرسله.

٤٢٥٠ ـ طارق (٢) : بن المرقّع الكنانيّ.

[له ذكر في حديث ميمونة بنت كردم ، أخرجه أبو داود وأحمد ، ومن حديثها قالت :

خرجت مع أبي في حجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فرأيته قد دنا إليه أبي ، فأخذ بقدمه فأقر له ، ووقفت عليه أستمع منه(٣) ، فقال له أبي : حضرت جيش عثران ، فقال طارق بن المرقّع : من يعطيني رمحا بثوابه؟ قلت : وما ثوابه؟ قال : أزوّجه أول بنت لي ، فأعطيته ، ثم غبت عنه ، ثم جئت فقلت : جهّز لي أهلي ، فحلف أن لا يفعل إلّا بصداق جديد الحديث.

قال أبو نعيم : طارق بن المرقّع زعم بعض النّاس أنه حجازي له صحبة ، ولم يذكر ما يدلّ على ذلك ، لأن الّذي خطب إليه كردم لا يعرف له إسلام ، وطارق بن المرقّع إن كان إسلاميا فهو آخر تابعيّ ، يروي عن صفوان بن أميّة. روى عن عطاء بن أبي رافع(٤) ، ثم ساق روايته.

قلت : أشار ابن مندة إلى ذلك ، لكن جعلهما واحدا ، فقال : ولطارق بن المرقّع حديث عن صفوان بن أميّة مسند.

__________________

(١) بياض في ج.

(٢) أسد الغابة ت ٢٥٩٨ ، الاستيعاب ت ١٢٧٦. تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٧٥.

(٣) في أووقف عليه وأسمع منه.

(٤) في أأبي رباح.

٤١٦

قلت : بل هما اثنان بلا مريّة ، فالصّحابي كان شيخا كبيرا في حجّة الوداع ، والّذي روى عن صفوان معدود في الطّبقة الثّانية من التّابعين ، وقصّة كردم ظاهرة في أنّ طارقا كان معهم في تلك الحجّة ، لأن كلامه يدل على أنه كان يطلب محاكمته إلى النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

وقال أبو عمر : طارق بن المرقّع روى عنه ابنه عبد الله بن طارق ، وعطاء. أخشى أن يكون حديثه في موات الأرض مرسلا.

قلت : وهذا هو التّابعيّ.

٤٢٥١ ز ـ طارق : بن المرتفع الكنانيّ](١) . عامل عمر بن الخطّاب على مكّة ، ومات في عهده.

ذكره الطّبريّ ، وروى الفاكهيّ من طريق ابن جريج ، عن عطاء ، قال : كان طارق بن المرتفع عاملا لعمر على مكة ، فأعتق سوائبه ، ومات ، ثم مات بعض أولئك ، فأعطى عمر ميراثه لذرية طارق. وقال الطّبري : ولّاه عمر على مكة لما عزل نافع بن عبد الحارث.

قلت : لم أر من ذكره في الصّحابة صريحا ، وهو صحابيّ لا محالة ، لأنه من جيران قريش ، ولم يبق بعد حجة الفتح إلى حجة الوداع أحد من قريش ومن حولهم إلا من أسلم. وشهد الحجّة كما(٢) تقدّم غير مرّة ، ولو لا صحبته لم يؤمّره عمر.

٤٢٥٢ ز ـ طارق الخزاعيّ :

جرى له ذكر في غزوة المريسيع. قال أبو سعيد العسكريّ ، عن أبي عمرو الشّيبانيّ : أصيب قوم من رهط بن الأسكر الليثي ، أصابهم أصحاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في غزوة المريسيع دلّهم عليه طارق الخزاعيّ ، وكانوا جيران بني المصطلق ، فقال أمية بن الأسكر(٣) :

لعمرك إنّي والخزاعيّ طارقا

كصيحة(٤) عاد حتفها يتحفّر

سمت بقوم من صديقك أهلكوا

أصابهم يوما من الدّهر أغبر

[الطويل]

فأجابه طارق :

عجبت لشيخ من ربيعة مهتر

أمرّ له يوم من الدّهر منكر

[الطويل]

في أبيات.

__________________

(١) سقط في ج.

(٢) في أشهد حجة الوداع.

(٣) في أالأشكر.

(٤) في أكنفخة وفي ب ، ج كنقمة.

الإصابة/ج ٣/م ٢٧

٤١٧