تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم 8%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 683

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 683 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13252 / تحميل: 1626
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

بعضها على بعض ، كطبقات البصلة يمسّ سطحها المقعَّر من كلّ طبقة السطح المحدّب للآخر الَّذي في جوفه.

الأوّل : فلك الأفلاك المحيط بجميع الأفلاك ، ويقال له : الفلك الأعظم ؛ لكونه أوسع الأفلاك ، والفلك الأطلس ؛ لكونه خالياً عن الكواكب كالأطلس الخالي عن النقش ، وهو الفلك المحيط بجميع الأجسام لتناهي الأبعاد ، ووجوب وجود جسم محيط بجميع الأجسام محدّد للجهات بناءً على ما قاله بطليموس : إنّا لا نثبت في السماوات فصلاً لا يحتاج إليه ، وليس وراء هذا الفلك شيء ، لا خلا لامتناعه ، ولا ملأ لما عرفت من كلام بطليموس.

الثاني : فلك البروج ، وفيه الثوابت وهي ما عدا السيّارة.

الثالث : فلك زحل المسمّى بكيوان أيضاً ، وهو النحس الأكبر.

الرابع : فلك المشتري وهو السعد الأكبر.

الخامس : فلك المريخ المسمّى بالأحمر أيضاً ، وهو النحس الأصغر.

السادس : فلك الشمس وهي النيِّر الأعظم.

السابع : فلك الزهرة الملقَّب بالسعد الأصغر.

الثامن : فلك عطارد المسمّى بالكاتب أيضاً.

التاسع : فلك القمر وهو المنيّر الأصغر.

والمشهور بينهم مبدأ حساب الأفلاك من فلك القمر ، فيكون فلك الأفلاك هو الفلك التاسع ، وتنتهي إلى فلك القمر.

ومن الأرض مثلهن ، قيل : في الخلق لا في العدد. وقيل : في العدد فإنّ الأرض سبع طبقات ، بعضها فوق بعض لا فرجة بينها.

١٨١

وقيل : بينها فرجة مسيرة خمسمائة عام.

وفي كلّ طبقة مخلوقات ، ﴿وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ(١) ، واستيعاب الكلام فيما يتعلّق بشرح هذه الآية يتوقف على رسم اُمور :

الأمر الأوّل : اعلم أنّ ما ذكرناه من وضع الأفلاك ما يختاره علماء الهيئة ، وأمّا ما دلّت عليه الأخبار ونطقت به الآثار الواردة عن الأئمة الأطهارعليهم‌السلام فهو على خلاف ما ذكروا ، فقد روى العياشي بإسناده عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال : «بسط كفَّه اليسرى ، ثُمَّ وضع اليمنى عليها ، فقال : هذه الأرض الدنيا والسماء الدنيا فوقها قُبَّة ، والأرض الثانية فوق السماء الدنيا ، والسماء الثانية فوقها قُبَّة ، والأرض الثالثة فوق السماء الثانية ، والسماء الثالثة فوقها قُبَّة ، حَتَّى ذكر الرابعة ، والخامسة ، والسادسة ، فقال : والأرض السابعة فوق السماء السادسة ، والسماء السابعة فوقها قُبَّة ، وعرش الرحمن فوق السماء السابعة. وهو قوله : ﴿سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ(٢) »(٣) .

إذا قالَتْ حَذامِ فصدِّقوها

فإنّ القولَ ما قالَتْ حَذامِ(٤)

ولذا قال الطبرسي : (لا خلاف في السماوات أنّها سماء فوق سماء.

__________________

(١) سورة المدثر : من آية ٣١.

(٢) سورة الطلاق : من آية ١٢.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ٢٠٣ ح ٣ والرواية فيها غير تامة ، عنه مجمع البيان ٩ : ٢٥٤ والرواية فيه تامة ، وعنه بحار الأنوار ٥٧ : ٧٤.

(٤) البيت لِلُجَيمْ بن صعب. (ينظر : العقد الفريد ٣ / ٣٢٩ ، ومجمع الأمثال ١ / ٣٩٧)

١٨٢

وأمّا الأرضون فقال قوم : إنّها سبع أرضين طباقاً بعضها فوق بعض كالسماوات ؛ لأنها لو كانت مصمتة لكانت أرض واحدة ، وفي كلّ أرض خلقٌ خلقهم الله كما شاء.

وروى أبو صالح عن ابن عبَّاس : «إنّها سبع أرضين ليست بعضها فوق بعض ، تفرق بينهنّ البحار وتضلّ جميعهن السماء ، والله سبحانه أعلم بصحَّة ما استأثر بعلمه ، واشتبه على خلقه»)(١) .

الأمر الثاني : لا ريب في حقّية علم الهيئة أعني ما يتعلق الكلام فيه بالأجرام من الكواكب والأفلاك ، وكيفية أجسامها وكمِّيتها ، وترتيب علو بعضها على بعض ، وسرعة حركاتها وبطئها ، وسائر كيفياتها وأوضاعها ، ومحالّ الكواكب ، وتشخُّص حالاتها المختلفة بالاعتبارات المختلفة من المقارنة والتربيع ، والتثليث ، والمقابلة ، والهبوط ، والصعود إلى غير ذلك ممَّا هو من قبيل تشخيص حالاتها وكيفياتها وأوضاعها ، وهو المسمّى بعلم الكلّ في اصطلاحهم ، وربّما يسمّى بعلم الهيئة.

ولا مجال لإنكاره ودعوى عدم حقيّته بالمرَّة ؛ فإنّه راجح تعلّمه ومحتاج إليه في كثير من المسائل الشرعيّة ، كالوقت والقبلة والقمر في العقرب والنيروز ـ بمعنى تحويل الشمس إلى برج الحمل ـ وحقيّته في البعض مستلزم لحقيّة أغلبها ضرورة.

إنّ حقيّة تحويل الشمس في ساعة كذا إلى برج الحمل مستلزم لحقيّة ترتيب البروج ، وسير الشمس فيها إلى حركة التوالي ، وتعيين مقدار حركة

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ : ٥٠.

١٨٣

الشمس في الليل والنهار ، ودرجات البروج ومساحتها المتوقّف ذلك على صحَّة التعديلات الموقوفة على ثبوت الأفلاك المعدّة لها من الممثل وخارج المركز والحامل والتدوير ونحوها ، وجملة من اُصولها مبرهن عليها في الكتب الهندسية بالأدلة العقليّة.

ونرى صدق ما أثبتوه في الزيج المستخرج من الرصد المشخص لترتيباتها بالعيان في حكمهم بمقتضى تلك الحسابات والتراصيد بالخسوف والكسوف والأهلّة ، وتعيين الفصول المرتبطة بتحويلات الشمس إلى البروج المعيَّنة ، ولو كان شيء من قواعده على غير ما ذكروه لامتنعت الموافقة في شيء منها أو أكثرها ؛ لارتباط بعضها ببعض كما لا يخفى على ممارسه ، وتخلف حكمهم أحياناً في نحو الهلال والكسوف ناشئ من غلط المحاسب الَّذي يستخرج التقويم من الزيج ، بل مثل السيِّد المرتضى والكراجكي المشنّعين على القول بحقيّة النجوم ، أجابا عن استناد المثبتين لذلك بالإصابة في الحكم بالخسوف ووقته ومقداره والأهلَّة.

ولا فرق بين ذلك وغيرها من أحكام النجوم بأنّ الكسوفات واقترانات الكواكب وانفصالاتها من تسيير الكواكب له اُصول صحيحة وقواعد سديدة.

وبالجملة ، استعمال هذا العلم متعارف لدى العلماء المتشرّعين من السلف والخلف.

١٨٤

قال شيخنا المفيدرحمه‌الله فيما حكي عنه : (إنّ الاستدلال بحركات النجوم على كثير ممَّا سيكون لا يمنع العقل منه ، ولسنا نمنع أن يكون الله عزَّ وجلَّ علّمه بعض أنبيائه ، وجعله علماً على صدقه ) ، انتهى(١) .

قال شيخ المتكلِّمين محمود بن علي الحمصيرحمه‌الله في ذكر علم النجوم : (إنّا لا نردّ علمهم فيما يتعلق بالحساب في تسيير النجوم واتصالاتها التي يذكرونها ، فإنّ ذلك ممَّا لا يهمّنا ، ولا هو ممَّا يقابل بإنكار ورد ) ، انتهى(٢) .

وستسمع من العلّامة في (المنتهى) و (التحرير) ومن الشهيدرحمه‌الله في (الدروس) التصريح بعدم المنع من ذلك ، بل في الأخير التصريح باستحباب تعلّمه لما فيه من الاطّلاع على حكم الله وعظم قدرته(٣) .

الأمر الثالث : (الظاهر أنّه لا يحرم الإخبار عن الأوضاع الفلكيّة المبتنية على سير الكواكب ـ كالخسوف الناشئ عن حيلولة الأرض بين النيِّرين ، والكسوف الناشئ عن حيلولة القمر أو غيره ـ ممَّا سمعت ، بل يجوز الإخبار بذلك جزماً أو ظناً حسب ما يحصل للمخبر ، وكذا لا يحرم الإخبار بحدوث الأحكام عن الاتصالات المذكورة ، بأن يحكم بنزول المطر في المستقبل عند الوضع المعيَّن من القرب والبعد والمقابلة والاقتران ، إذا كان على وجه الظن المستند إلى تجربة محصّلة ، أو منقولة في وقوع تلك الحادثة بإرادة الله عند الوضع الخاص من دون اعتقاد ربط بينهما أصلاً ، بل الظاهر جواز الأخبار على وجه القطع إذا استند إلى تجربة قطعيّة ؛ إذ لا حرج ولا

__________________

(١) حكاه العلّامة المجلسيّ عن الشيخ الكراجكيرحمه‌الله في بحار الأنوار ٥٥ : ٢٩٧.

(٢) بحار الأنوار ٥٥ : ٢٩٨.

(٣) منتهى المطلب ٢ : ١٠١٤ ، تحرير الأحكام ١ : ١٦١ ، الدروس ٣ : ١٦٥.

١٨٥

مانع شرعاً في ذلك ، بل على ما ستعرف من معنى التنجيم يكون ذلك خارجاً منه ) ، كما صرَّح بذلك كلّه العلامة الأنصاريرحمه‌الله (١) .

مسألة التنجيم

إذا عرفت ذلك فنقول : التنجيم هو الإخبار عن أحكام النجوم باعتبار الحركات الفلكيّة ، والاتصالات الكوكبيّة التي مرجعها إلى القياس والتخمين.

وحاصله : هو البحث عمّا يتعلّق بالحكم بآثار معتبرة من الخير والشر ، والنفع والضرر ، لعموم الخلق أو لخصوص بعضهم في العالم السفليّ بحصول حالات معينة للكواكب والأجسام الفلكيّة ، باعتقاد أنّ الأجرام العلويّة مؤثرات بنحو الإرادة والاختيار في الكوت ، بحيث تمنع التخلف عنها امتناع تخلُّف المعلول عن العلّة العقليّة المقتضي لثبوت الحياة لها ، والتنجيم بهذا المعنى هو محل البحث ، والظاهر حرمته بل كفر من يعتقد ذلك وهو المشار إليه في جملة من الأخبار المصرِّحة بالنهي عن تصديق المنجمين.

[في جملة من الأخبار المصرحة بالنهي عن تصديق المنجمين]

فعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مرسلاً : «أنّه من صدّق منجِّماً أو كاهناً فقد كفر بما أنزل الله على محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله »(٢) .

وفي رواية نصر بن قابوس المروية في الخصال ، قال : سمعت أبا عبد الله يقول : «المنجّم ملعون ، والكاهن ملعون ، والساحر ملعون ، والمغنيّة ملعونة ، ومن آواها وأكل كسبها ملعون »(١) .

__________________

(١) المكاسب ١ : ٢٠١ ـ ٢٠٤.

(٢) المكاسب ١ : ٢٠٥.

١٨٦

وقالعليه‌السلام : «المنجّم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار »(٢) .

وفي الخصال أيضاً بإسناده إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «أربعة لا تزال في اُمَّتي إلى يوم القيامة : الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب ، والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة ، وإنّ النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب »(٣) .

وفيه أيضاً مسنداً : «أنّه نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن خصال إلى أن قال : وعن النظر في النجوم »(٤) .

وفيه أيضاً مسنداً ، قال : «دخل رجل على عليّ بن الحسينعليه‌السلام فقال له علي بن الحسينعليه‌السلام : من أنت؟ قال : أنا منجّم.

قال : فأنت عرّاف؟ قال : فنظر إليه ثُمَّ قال : هل أدلُّك على رجل قَدْ مرّ مذ دخلت علينا في أربعة عشر عالماً أكبر من الدنيا ثلاث مرات ، ولم يتحرك من مكانه؟

قال : من هو؟ قال : أنا ، وإن شئت أنبأتك بما أكلت ، وما ادَّخرت في بيتك»(٥) .

__________________

(١) الخصال : ٢٩٧ ح ٦٧.

(٢) الخصال : ٢٩٧ ح ٦٧.

(٣) الخصال : ٢٢٦ ح ٦٠.

(٤) الخصال : ٤١٧ ح ١٠.

(٥) ليس في الخصال ، وهو في بصائر الدرجات ٤٢٠ ح ١٣ ، الاختصاص : ٣١٩ ، دلائل الإمامة : ٢١٠ ح ١٣٣ / ٢٣.

١٨٧

وفي مجالس الصدوقرحمه‌الله بإسناد عن عبد الله بن عوف بن الأحمر ، قال : «لمّا أراد أمير المؤمنينعليه‌السلام المسير إلى النهروان أتاه منجّم ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، لا تسر في هذه الساعة ، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار.

فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ولمَ ذاك؟ قال : لأنّك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضرّ شديد ، وإن سرت في الساعة التي أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلّما طلبت.

فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : تدري ما في بطن هذه الدابة ، أذكرٌ أم أنثى؟

قال : إن حسبت علمت.

قال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : من صدّقك على هذا القول كذّب بالقرآن ، قال الله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(١) .

ما كان محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله يدّعي ما ادّعيت ، أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، والساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟

من صدّقك بهذا استغنى بقولك عن الاستعانة بالله عزَّ وجلَّ في ذلك الوجه ، وأحوج إلى الرغبة إليك في دفع المكروه عنه ، وينبغي له أن يوليك الحمد دون ربّه عزَّ وجلَّ ، فمن آمن لك بهذا فقد اتَّخذك من دون الله ندّاً وضدّاً.

ثُمَّ قالعليه‌السلام : اللهُمَّ لا طير إلّا طيرك ، ولا ضير إلّا ضيرك ، ولا خير إلّا

__________________

(١) سورة لقمان : ٣٤.

١٨٨

خيرك ، ولا إله غيرك. ثُمَّ التفت إلى المنجم ، فقال : بل نكذِّبك ونخالفك ، ونسير في الساعة التي نَهيت عنها»(١) .

ويقال : إنّ الَّذي قال له ذلك هو عفيف بن قيس أخو الأشعث ، وكان يتعاطى علم النجوم(٢) .

وفي رواية عبد الملك بن أعين المروية في الفقيه : «قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنّي قَدْ ابتليت بهذا العلم فاُريد الحاجة ، فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم أذهب فيها ، وإذا رأيت الطالع الخير ذهبت في الحاجة ، فقال لي : تقضي؟ قلت : نعم. قال : احرق كتبك »(٣) .

قال في البحار : (قولهعليه‌السلام : (تقضي) على بناء المعلوم أي : تحكم بالحوادث وتخبر بالأُمور الآتية والغائبة ، وتحكم بأنّ للنجوم تأثيراً ، أو أنّ لذلك الطالع أثراً ، أو بناء على المجهول ، أي : إذا ذهبت في الطالع تٌقضى حاجتك وتعتقد ذلك؟ ثُمَّ قال : والأوّل عندي أظهر.

ثمّ قال : هذا خبر معتبر يدل على أظهر الوجوه ، على أنّ الإخبار بأحكام النجوم ، والاعتناء بسعادة النجوم والطوالع محرَّم يجب الاحتراز عنه) ، انتهى(٤) .

وفي نهج البلاغة من كلام لهعليه‌السلام لبعض أصحابه لمّا عزم على المسير إلى الخوارج ، وقد قال له : «إن سرت يا أمير المؤمنين في هذا الوقت خشيت أن لا

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٥٠٠ ح ٦٨٧ / ١٦.

(٢) فرج المهموم : ٥٨.

(٣) من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٦٧ ح ٢٤٠٢.

(٤) بحار الأنوار ٥٥ : ٢٧٢.

١٨٩

تظفر بمرادك عن طريق علم النجوم ، فقال عليه‌السلام : أتزعم أنّك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صُرف عنه السوء ، وتخوف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟ فمن صدق بهذا فقد كذّب القرآن ، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه ، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربّه ؛ لأنّك بزعمك أنّك هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضرّ؟ ثُمَّ أقبل عليه‌السلام على الناس ، فقال : أيُّها الناس إيَّاكم وتعلّمَ النجوم إلّا ما يُهتَدَى به في برٍّ أو بحر ؛ فإنّها تدعو إلى الكهانة ، والمنجِّم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار ، سيروا على اسم الله »(١) .

بيان :

قولهعليه‌السلام : «فقد كذّب القرآن» ؛ لأنّ المنجم إذا حكم لنفسه مثلاً بأن يصيب كذا في وقت كذا فقد ادّعى أنّ نفسه تعلم ما تكسب غداً وبأيّ أرضٍ تموت ، وقد قال الله تعالى : ﴿إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ﴾ الآية(٢) .

وأيضاً الأحكام النجوميّة إخبارات عن اُمور ستكون ، وهي تشبه الاطّلاع على الأُمور الغيبيّة وهو مختص به تعالى ، لقوله تعالى : ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ(٣) ولقوله تعالى : ﴿وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ(٤) .

__________________

(١) نهج البلاغة ١ : ١٢٨ ح ٧٩.

(٢) سورة لقمان : من آية ٣٤.

(٣) سورة النمل : من آية ٦٥.

(٤) سورة الأنعام : من آية ٥٩.

١٩٠

وقولهعليه‌السلام : «واستغنى إلخ » ، لأنّه يفزع إليه في كلّ أمر يهتم به ، ويجعله عمدة له ، فيعرض عن الفزع إلى الله ؛ إذ يعتمد على الكواكب والأوقات ، ويشتغل بالفزع إلى ما يستند إلى الكواكب وإلى ملاحظتها.

قولهعليه‌السلام : «أن يوليك الحمد إلخ » ، لأنّ كلّ من زعم ذلك أهّل نفسه لاستحقاق الحمد من مصدِّقه دون الله.

قولهعليه‌السلام : «تدعوا إلى الكهانة » ، أي إلى أن يُصيّر نفسه كالكاهن في دعوى الإخبار عمّا سيكون ، ثُمَّ أكَّد كونه داعية إلى التشبيه بالكاهن ، انتهى.

واعلم أنَّ الكاهن يتميَّز عن المنجِّم بكون ما يخبر عنه من الأُمور الكائنة إنّما هو عن نفسانيّة له ، وظاهر أنّ ذلك أدعى إلى ال فساد في أذهان الناس وإغوائهم لزيادة اعتقاداتهم فيه.

وأمّا الساحر فيتميّز عن الكافر بأنّ له قوة على التأثير في أمر خارج عن بدنه بآثار خارجة عن الشريعة مؤذية للناس كالتفريق بين الزوجين ونحوه ، وتلك زيادة شرٍّ آخر على الكاهن أدعى لفساد أذهان الناس ، وزيادة اعتقادهم وانفعالهم عنه خوفاً ورغبة.

وأمّا الكافر فيتميّز عن الساحر بالبعد الكثير عن الله وعن دينه ، وإن شاركه في أصل الانحراف عن سبيل الله ، وحينئذ صار الضلال والفساد في الأرض مشتركاً بين الأربعة ، إلّا أنه مقول عليهم بالتشكيك(١) .

__________________

(١) الفروق اللغوية : ٢٣٧ بتصرف.

١٩١

ولذا جعلعليه‌السلام الأقوى أصلاً في النسبة ، وقد لاح لك أيضاً أنّ وجه الشبه في الكلّ الانحراف عن طريق الله ، وهذا قياس مفصول النتائج يستنتج منه : أنّ المنجِّم في النار.

وعلى تقدير تفصيله ، فالنتيجة الأُولى كون المنجِّم كالساحر ، وهي مع قوله : «والساحر كالكافر » ينتج : أنَّ المنجِّم كالكافر وهذه النتيجة مع قوله : «والكافر في النار » ينتج المطلوب.

والقياسان الأوّلان من قياس المساواة ، وإذا حُمل على القياس الصحيح فتقديره : المنجم يشبه الكاهن المشبه للساحر ، ومشبه الكاهن المشبه للساحر مُشبه للساحر ، فينتج : أنّ المنجِّم يشبه الساحر.

وهكذا في القياس الثاني : المنجِّم يشبه الساحر المُشبه للكافر ، ومُشبه الساحر المشبه للكافر يشبه الكافر ، فالمنجم يشبه الكافر ، والكافر في النار. فالمنجم كذلك وهو القياس الثالث.

هذه هي الأخبار التي دلَّت على حرمة التنجيم بالمعنى المعروف ، ولذا أفتى به جملة من فقهائنا الأساطين من المتقدِّمين والمتأخّرين ، وإنَّ شئت الاطّلاع على كلماتهم ، فنحن نتلو عليك جملة ممَّا عثرنا عليه ممَّا هو صريح في ذلك ، وأقوى شاهد على ما هنالك :

[أ] ـ قال السيِّد المرتضى علم الهدىرحمه‌الله في كتاب الغرر والدرر في أجوبة المسائل السلارية :

(ما القول فيما يخبره المنجّمون من وقُوع حادث ، يضيفون ذلك إلى تأثيرات النجوم؟ وما المانع من أن تؤثّر الكواكب على حدّ تأثير الشمس الأُدْمةَ فينا؟ وإن كان

١٩٢

تأثير الكواكب مستحيلاً فما المانع من أن تكون التأثيرات من فعل الله تعالى بمجرَى العادة عند طلوع هذه الكواكب وانتقالها؟ فليُنْعم ببيان ذلك ، فإنّ الأنفسَ إليه منشوقة. وكيف نقول : إنّ المنجمين حادسون ، مع أنّه لا يفسد من أقوالهم إلا القليل حَتَّى أنهم يخبرون بالكسوف ووقته ومقداره فلا يكون إلّا على ما أخبروا به ، فأيّ فرق بين إخبارهم بحصول هذا التأثير في هذا الجسم ، وبين حصول تأثيرها في أجسامنا؟

الجواب : اعلم أنّ المنجمين يذهبون إلى أنّ الكواكب تفعل في الأرض ومَنْ عليها أفعالاً يُسندونها إلى طباعها ، وما فيهم أحدٌ يذهب إلى أنّ الله تعالى أجرى العادة بان يفعل عند قرب بعضها من بعض أو بعده أفعالاً من غير أن يكون للكواكب أنفسها تأثير في ذلك ، ومن ادّعى هذا المذهب الآن منهم فهو قائل بخلاف ما ذهبت القدماء في ذلك ، ومتجمِّل بهذا المذهب عند أهل الإسلام ، ومتقرب إليهم بإظهاره ، وليس هذا بقول أحد ممّن تقدّم.

وكأن الَّذي كان يجوز أن يكون صحيحاً ـ وإن دلّ الدليل على فساده ـ لا يذهبون إليه ، وإنّما يذهبون إلى المحال الَّذي لا يمكن صحَّته ، وقد فرغ المتكلِّمون من الكلام في أنّ الكواكب لا يجوز أن تكون فينا فاعلة.

وتكلّمنا نحن أيضاً في مواضع على ذلك ، وبيّنّا بطلان الطبائع للَّذين يهذون بذكرها ، وإضافة الأفعال إليها ، وبيّنّا أنّ الفاعل لابد أن يكون حيّاً قادراً ، وقد علمنا أنّ الكواكب ليست بهذه الصفة ، فكيف تفعل وما يصحح الأفعال مفقود فيها!؟ وقد سطّر المتكلِّمون طرقاً كثيرة في أنها ليست بحيّة ولا قادرة) ، انتهى(١) .

[ب] ـ وقال العلّامةرحمه‌الله في المنتهى :

__________________

(١) غرر الفوائد ٢ : ٣١٩ ، رسائل المرتضى ٢ : ٣٠١ رسالة رقم ٢٦.

١٩٣

(التنجيم حرام ، وكذا تعلُّم النجوم مع اعتقاد أنها مؤثرات أو أنّ لها مدخلاً في التأثير بالنفع والضرر ، وبالجملة كلّ من يعتقد ربط الحركات النفسانيّة والطبيعيّة بالحركات الفلكيّة والاتصالات الكوكبيّة كافر ، وأخذ الأُجرة على ذلك حرام. أمّا من يتعلّم النجوم وقدر سير الكواكب وبُعدها وأحوالها من التربيع والكسف وغيرها فإنّه لا بأس به) انتهى(١) .

ومثله في التحرير والقواعد(٢) .

[ج] ـ وقال الشهيدرحمه‌الله في القواعد :

(كلّ من اعتقد في الكواكب أنَّها مدبّرة لهذا العالم وموجدة ما فيه فلا ريب كافر ، وإن اعتقد أنها تفعل الآثار المنسوبة إليها ، والله سبحانه هو المؤثّر الأعظم كما يقوله أهل العدل فهو مخطئ ، إذ لا حياة لهذه الكواكب ثابتة بدليل عقلي ولا نقلي. وبعض الأشعرية يكفِّرون هذا كما يكفِّرون الأوّل.

قال : وأمّا ما يقال من أنّ إسناد الأفعال إليها كاستناد الإحراق إلى النار وغيرها ، ومن العاديّات ، بمعنى أنّ الله أجرى عادته أنها إذا كانت على شكل مخصوص ، أو وضع مخصوص يفعل ما ينسب إليها ، ويكون ربط المسببّات بها كربط مسبِّبات الأدوية والأغذية بها مجازاً ، باعتبار الربط العادي لا الفعلي الحقيقي ، فهذا لا يكفر معتقده ، ولكنَّه مخطئ أيضاً ، وإن كان أقل خطاً من الأوّل ؛ لأنَّ وقوع هذه الآثار عندنا ليس بدائم ولا أكثري) ، انتهى(٣) .

[د] ـ وقال في الدروس :

__________________

(١) منتهى المطلب ٢ : ١٠١٤.

(٢) تحرير الأحكام ١ : ١٦١ ، قواعد الأحكام ٢ : ٩.

(٣) القواعد والفوائد ٢ : ٣٥.

١٩٤

(ويحرم اعتقاد تأثير النجوم مستقلة ، أو بالشركة والإخبار عن الكائنات بسببها. أمّا لو أخبر بجريان العادة أنّ الله تعالى يفعل كذا عند كذا لم يحرم ، وإن كره على أنّ العدة فيها لا تطَّرد إلا فيما قلّ ، أمّا علم النجوم فقد حرّمه بعض الأصحاب ولعلّه لما فيه من التعرض للمحظور من اعتقاد التأثير ، أو لأنّ أحكامه تخمينيّة ، وأمّا علم هيئة الأفلاك فليست حراماً ، بل ربّما كان مستحبّاً لما فيه من اطّلاع على حِكَمِ الله ، وعِظَمِ قدرته) ، انتهى(١) .

[هـ] ـ وقال المحقِّق الكركي :

(اعلم أنّ التنجيم مع اعتقاد أنّ للنجوم تأثيراً في الموجودات السفلية ولو على جهة المدخلية حرام. وكذا تعلُّم النجوم على هذا الوجه ، بل هذا الاعتقاد كفر بنفسه ، نعوذ بالله.

أمّا التنجيم لا على هذا الوجه مع التحرّز عن الكذب فإنّه جائز ، فقد ثبت كراهية التزويج وسفر الحج في العقرب وذلك من هذا القبيل ، نعم ، هو مكروه ، ولا ينجرُّ إلى الاعتقاد الفاسد ، وقد ورد النهيُّ عنه مطلقاً حسماً للمادة) ، انتهى(٢) .

[و] ـ وقال في البحار :

(لا نزاع بين الأمَّة في أنّ من اعتقد أنّ الكواكب هي المدبِّرة لهذا العالم ، وهي الخالقة لما فيه من الحوادث والخيرات والشرور، فإنّه يكون كافراً على الإطلاق) ، انتهى(٣) .

__________________

(١) الدروس ٣ : ١٦٥.

(٢) جامع المقاصد ٤ : ٣٢.

(٣) بحار الأنوار ٥٦ : ٣٠٠.

١٩٥

وقال في موضع آخر : (بل القول بكونها علَّة فاعلية بالإرادة والاختيار ـ وإن توقَّف تأثيرها على شرائط اُخر ـ كفرٌ) ، انتهى(١) .

[ز] ـ وقال في الوسائل :

(قَدْ صرّح علماؤنا بتحريم علم النجوم والعمل به ـ ويكفر من اعتقد تأثيرها أو مدخليتها في التأثير ، وذكروا أنّ بطلان ذلك من ضروريات الدين) ، انتهى(٢) .

[ح] ـ وقال شيخنا البهائيرحمه‌الله في رسالته (الحديقة الهلاليّة) :

(ما يدّعيه المنجِّمون من ارتباط بعض الحوادث السفلية بالأجرام العلويّة ، إن زعموا أنّ تلك الأجرام هي العلّة المؤثرة في تلك الحوادث بالاستقلال ، أو أنها شريكة في التأثير فهذا لا يحل للمسلم اعتقاده ، وعلم النجوم المبتني على هذا كفرٌ والعياذ بالله. وعلى هذا يُحمل ما ورد في الحديث من التحذير عن علم النجوم والنهي عن اعتقاد صحَّته.

وإن قالوا : إنّ اتصالات تلك الأجرام وما يعرض لها من الأوضاع علامات على بعض هذا العالم ممَّا يوجده الله سبحانه بقدرته وإرادته ، كما أنّ حركات النبض واختلافات أوضاعه علامات يستدلّ بها الطبيب على ما يعرض للبدن من قرب الصحَّة واشتداد المرض ونحو ذلك ، وكما يستدل باختلاج بعض الأعضاء على بعض الأحوال المستقبلة ، فهذا لا مانع منه ، ولا حرج في اعتقاده ، وما رُوي من صحَّة علم النجوم وجواز نقله محمول على هذا المعنى) ، انتهى(٣) .

__________________

(١) بحار الأنوار ٥٥ : ٣٠٨.

(٢) وسائل الشيعة ١٧ : ١٤١.

(٣) الحديقة الهلالية : ١٣٩.

١٩٦

بل يظهر من ابن أبي الحديد في شرحه أنّ الحكم كذلك عند علماء العامّة أيضاً(١) .

[الأخبار الدالة على صحّة علم النجوم]

وما أشار إليه شيخنا البهائيرحمه‌الله من الأخبار الدالة على صحَّة علم النجوم كثيرة منها :

[أ] ـ ما هو المروي في روضة الكافي عن عبد الرحمن بن سيابة ، قال : «قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت لك الفداء ، إنّ الناس يقولون : إنّ النجوم لا يحل النظر فيها ، وهي تعجبني فإن كانت تضرّ بديني فلا حاجة لي في شيء يضرّ بديني ، وإن كانت لا تضرّ بديني فو الله إنّي لأشتهيها وأشتهي النظر فيها؟

فقالعليه‌السلام : ليس كما يقولون : لا تضرّ بدينك ، ثُمَّ قال : إنّكم تنظرون في شيء منها كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به ، تحسبون على طالع القمر.

ثُمَّ قال : أتدري كم بين المشتري والزهرة من دقيقة؟ قلت : لا والله.

قال : أفتدري كم بين الزهرة وبين القمر من دقيقة؟ قلت : لا.

قال : أفتدري كم بين الشمس وبين السكينة من دقيقة؟

قلت : لا والله ما سمعته من أحد من المنجِّمين قطُّ.

فقال : أفتدري كم بين السكينة واللوح المحفوظ من دقيقة؟ قلت : لا ، ما سمعته من منجِّم قطُّ.

قال : ما بين كلّ منهما إلى صاحبه ستون دقيقة.

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٦ : ٢٠٠ وما بعدها.

١٩٧

ثُمَّ قال : يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقع عليه عرق القصبة التي وسط الأجمة ، وعدد ما عن يمينها ، وعدد ما عن يسارها ، وعدد ما عن خلفها ، وعدد ما عن أمامها ، حَتَّى لا يخفى عليه من قصب الأجمة واحدة»(١) .

قال المجلسيرحمه‌الله : (تحسبون على طالع القمر : يظهر منه أنّه كان مدار أحكام هؤلاء على حركات القمر وأوضاعه. وكانوا لا يلتفتون إلى أوضاع سائر الكواكب ، كم بين المشتري والزهرة ، أي بحساب الدرجات والأوضاع الحاصلة من الحركات ، أو بعد فلك أحدهما عن الآخر ، والأوّل أظهر.

وبين السكينة : هو اسم كوكب غير معروف عند المنجِّمين ، له مدخل في الأحكام وفي بعض النسخ السنبلة ، والأوّل أنسب بقوله : «ما سمعته من منجِّم »(٢) .

[ب] ـ وعن محمّد بن يحيى الخثعمي ، قال : «سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن النجوم حقّ؟ قال لي : نعم ، قلت له : وفي الأرض من يعلمها؟ قال : نعم ، وفي الأرض من يعلمها »(٣) .

[ج] ـ وفي المناقب لابن شهر آشوب عن أبي بصير قال : «رأيت رجلاً يسأل أبا عبد اللهعليه‌السلام عن النجوم ، فلمَّا خرج من عنده قلت له : هذا علْمٌ له أصل؟ قال له : نعم. قلت : حدثني عنه. قال : اُحدِّثك بالسعد ، ولا اُحدِّثك بالنحس ، إنّ الله جلّ اسمه فرض صلاة الفجر لأوّل ساعة ، فهي فرض وهي

__________________

(١) الكافي ٨ : ١٩٥ ح ٢٣٣.

(٢) بحار الأنوار ٥٥ : ٢٤٢.

(٣) فرج المهموم : ٩١.

١٩٨

سعد ، وفرض الظهر لسبع ساعات ، وهو فرض وهي سعد ، وجعل العصر لتسع ساعات وهو فرض وهي سعد ، وجعل المغرب لأوّل ساعة من الليل ، وهو فرض وهو سعد ، والعتمة لثلاث ساعات ، وهو فرض وهي سعد»(١) .

بيان : لعلّ غرضهعليه‌السلام أنّ ذلك العلم له أصل ، لكن لا ينبغي لك أن تطلب منه إ لّا بقدر ما تعلم به أوقات الفرائض. أو المعنى : أنّ أوقات الفرائض لها سعادة لوقوع عبادة الله فيها(٢) .

[د] ـ وعن عليعليه‌السلام : «من اقتبس علماً من علم النجوم من حملة القرآن ازداد به إيماناً ويقيناً ثُمَّ تلا : ﴿إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ(٢) »(٣) .

[هـ] ـ وفي ربيع الأبرار : عن ميمون بن مهران : «إيّاكم والتكذيب بالنجوم ، فإنّه علم من علوم النبوّة »(٥) .

[و] ـ وفيه أيضاً عن عليعليه‌السلام : «يكره أن يسافر الرجل أو يتزوّج في محاق الشهر ، وإذا كان القمر بالعقرب »(٦) .

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٧٧.

(٢) بحار الأنوار ٥٥ : ٢٥٠.

(٣) سورة يونس : من آية ٦.

(٤) فرج المهموم : ١١٢.

(٥) ربيع الأبرار ١ : ١٠٠ ح ٧٤ ، عنه فرج المهموم : ١١٢.

(٦) ربيع الأبرار ١ : ١٠٠ ح ٧٥ ، عنه فرج المهموم : ١١٢.

١٩٩

[ز] ـ وذكر الخطيب في تاريخ بغداد حديثاً أسنده إلى تميم بن الحارث ، عن أبيه ، عن عليعليه‌السلام : «أنّه يكره أن يتزوّج الرجل أو يسافر إذا كان القمر في محاق الشهر ، أو العقرب »(١) .

[ح] ـ وفي ربيع الأبرار أيضاً ، فيما رواه عن مولانا عليعليه‌السلام ، ويُروى أنّ رجلاً قال له : «إني اُريد الخروج في تجارة لي وذلك في محاق الشهر ، فقال : أتريد أن يمحق الله تجارتك ، تستقبل هلال الشهر بالخروج »(٢) .

[ط] ـ وفيه : (كان علماء بني إسرائيل يسترون من العلوم علمين : علم النجوم ، وعلم الطب. فلا يعلّمونها أولادهم ؛ لحاجة الملوك إليهما ؛ لئلا يكونا سبباً في صحبة الملوك والدنو منهم ، فيضمحل دينهم )(٣) .

[ي] ـ وروى عبد الله بن الصلت في كتاب التواقيع ـ من اُصول الأخبار ـ أنّه : كتب مصقلة بن إسحاق إلى عليّ بن جعفرعليه‌السلام رقعة يُعلمه فيها أنّ المنجِّم كتب ميلاده ، ووقّت عمره وقتاً ، وقد قارب ذلك الوقت وخاف على نفسه ، فأحبّ أن يسأله أن يدلَّه على عملٍ يعمله يتقرّب به إلى الله عزَّ وجلَّ. فأمره بما يقدر عليه من الصيام وصلاة الليل والاستغفار ، وقراءة القرآن وأن يجعل أبواباً في الصدقة والعتق(٤) .

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ : ٣٠٧ رقم ٣٨٠٥ في ترجمة الحسن بن الحسين النحوي ، عنه فرج المهموم : ١١٣.

(٢) ربيع الأبرار ١ : ١٠٠ ح ٧٥ ، عنه فرج المهموم : ١١٣.

(٣) ربيع الأبرار ١ : ١٠٢ ح ٧٩ ، عنه فرج المهموم : ١١٣.

(٤) فأمره : أي إمام زمانه موسى بن جعفرعليه‌السلام بعد إيصال الرقعة إليه من قبل أخيه علي بن جعفرعليه‌السلام ، والحديث أورده المؤلِّف مختصراً وهو في : مسائل علي بن جعفرعليه‌السلام : ٣٤٦ ح ٨٦٤ ، فرج المهموم ؛ ١١٤ ، عنه بحار الأنوار ٥٥ : ٢٥٥ ح ٤٦.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي في الزنا ست خصال: ثلاث منها في الدنيا وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق وأما التي في الآخرة فسوء الحساب وسخط الرحمن، والخلود في النار.

٤ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن ابن فضال، عن عبدالله بن ميمون، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: للزاني: ست خصال، ثلاث في الدنيا: وثلاث في الآخرة، فأما التي في الدنيا فإنه يذهب بنور الوجه، ويورث الفقر، ويعجل الفناء، وأما التي في الآخرة فسخط الرب جل جلاله، وسوء الحساب، والخلود في النار.

قول النبي صلّى الله عليه وآله تقبلوا لي بست خصال أتقبل لكم بالجنة

٥ - حدثنا أبوالعباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوجعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي في داره بمدينة السلام قال: حدثنا علي بن يزيد الصدائي(١) ، عن أبي شيبة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة: إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا وعدتم فلا تخلفوا، وإذا ائتمنتم فلا تخونوا. وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم وألسنتكم.

ست خصال من فعلهن دخل الجنة

٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن محمد ابن جمهور الحمادي الحبال قال: حدثنا أبوعلي صالح بن محمد البغدادي ببخارى قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي(٢) قال: حدثنا إسماعيل

______________

(١) بضم المهملة وتخفيف الدال بمد. فيه لين (التقريب).

(٢) هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير القرشي مولاهم أبوحفص الحمصى. صدوق مات سنة ٢٥٠ كما في التقريب.

٣٢١

ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم(١) ومحمد بن زياد قالا: سمعنا أبا امامة يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: أيها الناس إنه لا نبي بعدي، ولا امة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ولاة أمركم تدخلوا جنة ربكم.

ستة من الانبياء عليهم السلام لكل واحد منهم اسمان

٧ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد ابن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي ابن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال: أخبرني عن ستة من الانبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل، ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حلقيا(٢) ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم أجمعين.

ستة لم يركضوا في رحم

٨ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر

______________

(١) في جميع النسخ « شرجيل » وهو تصحيف، والصواب ما في المتن وهو شرحبيل ابن مسلم بن حامد الخولاني الشامي صدوق فيه لين، يروى عن أبي أمامة الباهلي وروى عنه اسماعيل بن عياش بن سلم العنسي أبوعتبة الحمصى، وأما محمد بن زياد هو محمد بن زياد الالهاني أبوسفيان الحمصي.

(٢) في بعض النسخ « مليقا » وفي بعضها والعيون « ملقيا ».

٣٢٢

الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثنا موسى بن - جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله عزّوجلّ.

ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته

٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن - عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب الصيرفي، عن الهيثم أبي كهمس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرء فيه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنة حسنة يؤخذ بها بعده.

ست كلمات مكتوبة على باب الجنة

١٠ - حدثنا أبوعلي الحسن بن علي بن محمد بن [ علي بن ] عمرو العطار ببلخ، وكان جده علي بن عمرو صاحب علي بن محمد العسكري عليه السلام وهو الذي خرج على يده لعن فارس بن حاتم بن ماهويه(١) قال: حدثنا سليمان بن أيوب المطلبي قال: حدثنا محمد بن محمد المصري(٢) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن - جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن آبائه، عن

______________

(١) فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزيل العسكر من أصحاب الرضا عليه السلام غال ملعون فسد مذهبه وقتله بعض أصحاب أبي محمد العسكري، لا يلتف إلى حديثه، له كتب كلها تخليط (صه وجش).

(٢) هو محمد بن محمد بن الاشعث أبوعلي الكوفي ثقة من أصحابنا سكن مصر (جش).

٣٢٣

علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: ادخلت الجنة فرأيت على بابها مكتوبا بالذهب لا إله إلا الله، محمد حبيب الله، علي ولي الله، فاطمة أمة الله، الحسن والحسين صفوة الله، على مبغضيهم لعنة الله.

ست خصال من المروءة

١١ - حدثنا أبومنصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي قل: حدثنا محمد ابن زيد بن محمد البغدادي قال: حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال: حدثني أبي قال: حدثني أبوالحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: ست من المروءة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر، فأما التي في الحضر: فتلاوة كتاب الله عزّوجلّ، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الاخوان في الله عزّوجلّ، وأما التي في السفر: فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير المعاصي.

يقسم الخمس ستة أسهم

١٢ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله ابن مسكان، عن أبي العباس، عن زكريا بن مالك الجعفي، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه سأله عن قول الله عزّوجلّ:( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ) (١) قال: أما خمس الله عزّوجلّ فللرسول يضعه حيث يشاء، وأما خمس الرسول فلاقاربه، وخمس ذوي القربى فهم أقرباؤه، واليتامى يتامى أهل بيته، فجعل هذه الاربعة الاسهم فيهم، وأما المساكين وأبناء السبيل فقد علمت أنا لا نأكل الصدقة، ولا تحل لنا فهي للمساكين وأبناء السبيل(٢) .

______________

(١) الانفال: ٤١.

(٢) يعني السهمان الاخران لنا أيضا، راجع في توضيح ذلك كتاب الزكاة من مصباح الفقيه للهمداني ص ١٤٥ ففيه بيان لطيف وتحقيق دقيق.

٣٢٤

ستة اشياء ليس للعباد فيها صنع

١٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي، عن أبي عبدالله الاصبهاني، عن درست، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع: المعرفة، والجهل، والرضا، والغضب والنوم، واليقظة.

ان الله عزّوجلّ يعذب ستة بست خصال

١٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أسلم الجبلي باسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال: إن الله عزّوجلّ يعذب ستة بستة: العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل(١) .

ست خصال لا تكون في المؤمن

١٥ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن - عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ستة لا تكون في المؤمن: العسر، والنكد،(٢) واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي.

______________

(١) الرستاق معرب روستا بمعنى ده.

(٢) في بعض النسخ « النكر ». والنكد - بضم النون -. البخل، وقلة العطاء و - بفتحها - منع الخير.

٣٢٥

ستة لا يسلم عليهم

١٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن بنان بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: ستة لا يسلم عليهم: اليهودي، والنصراني والمجوسي، والرجل على غائطه وعلى موائد الخمر، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهين بسب الامهات.

ست عجيبات

١٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن إسحاق الضحاك، عن منذر الجوان(١) عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال سلمان رحمة الله عليه: عجبت بست: ثلاث أضحكتني وثلاث أبكتني، فأما التي أبكتني: ففراق الاحبة محمد وحزبه، وهول المطلع، والوقوف بين يدي الله عزّوجلّ، وأما التي أضحكتني: فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أرضي الله أم سخط.

النهي عن قتل ستة

١٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن إبراهيم بن إسحاق، عن الحسين بن زياد(٢) ، عن داود بن كثير الرقى قال: بينما نحن قعود عند أبي عبدالله صلّى الله عليه واله إذ مر بنا رجل بيده خطاف مذبوح، فوثب إليه أبوعبدالله عليه السلام حتى أخذه من يده، ثم دحى به الارض، ثم قال: أعالمكم

______________

(١) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا ولم أجدهما ولعل الصواب اسحاق الجلاب فصحف.

(٢) عنونه الشيخ وقال: هو من أصحاب الرضا عليه السلام لكن حاله مجهول.

٣٢٦

أمركم بهذا أم فقيهكم لقد أخبرني أبي، عن جدي عليهما السلام أن رسول الله صلّى الله عليه واله نهى عن قتل ستة: النحلة، والنملة، والضفدع، والصرد، والهدهد، والخطاف. فأما النحلة فإنها تأكل طيبا وتضع طيبا وهي التي أوحى الله عزّوجلّ إليها، ليست من الجن ولا من الانس، وأما النملة فإنهم قحطوا على عهد سليمان بن داود عليهما السلام فخرجوا يستسقون فإذا هم بنملة قائمة على رجليها، مادة يدها إلى السماء وهي تقول: اللهم أنا خلق من خلقك، لا غنى بنا عن فضلك، فارزقنا من عندك، ولا تؤاخذنا بذنوب سفهاء ولد آدم، فقال لهم سليمان: ارجعوا إلى منازلكم فإن الله تبارك وتعالى قد سقاكم بدعاء غيركم، وأما الضفدع فانه لما أضرمت النار على إبراهيم شكت هوام الارض إلى الله عزّوجلّ واستأذنته أن تصب عليها الماء، فلم يأذن الله عزّوجلّ لشئ منها إلا الضفدع فاحترق منه الثلثان وبقي منه الثلث، وأما الهدهد فانه كان دليل سليمان عليه السلام إلى ملك بلقيس، واما الصرد فإنه كان دليل آدم عليه السلام من بلاد سرانديب إلى بلاد جدة شهرا، وأما الخطاف، فان دورانه في السماء أسفا لما فعل بأهل بيت محمد صلّى الله عليه واله وتسبيحه قراءة الحمد لله رب العالمين، ألا ترونه وهو يقول: ولا الضالين.

ست خصال كرهها الله عزّوجلّ لنبيه صلّى الله عليه وآله

والاوصياء من ولده وأتباعهم عليهم السلام

١٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن غياث بن إبراهيم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي - عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: إن الله عزّوجلّ كره لي ست خصال و كرههن للاوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة، وإتيان المسجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور.

٣٢٧

المحمدية السمحة ست خصال

٢٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن - أحمد، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس ابن ظبيان قال: قال [ لي ] أبوعبدالله عليه السلام يا يونس اتقوا الله وآمنوا برسوله، قال: قلت: آمنا بالله وبرسوله، فقال: المحمدية السمحة إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، و صيام شهر رمضان، وحج البيت الحرام والطاعة للامام، وأداء حقوق المؤمن، فإن من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية، ثم ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه، قال: فيوبخ أربعين عام. ثم يؤمر به إلى نار جهنم.

ستة لا ينجبون

٢١ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سعيد بن جناح يرفعه(١) إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: ستة لا ينجبون: السندي، والزنجي، والتركي، والكردي، والخوزي، ونبك الري(٢) .

لا بأس بالعزل في ستة وجوه

٢٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى،

______________

(١) قيل لعل الواسطة مطرف مولى معن لما سيأتي نظير هذا الخبر عنه في المجلد الثاني وسعيد بن جناح يروى عنه، ومطرف مهمل وعلى فرض صحة الصدور يحمل على الغالب أو هو ناظر إلى الزمان لان في ذلك الزمان أهالي هذه البلدان اما كفار مشركون أو ناصبون لاهل بيت العصمة عليهم السلام بقرينة رواية تأتي في باب ستة عشر. (٢) النبك - بتقديم النون على الموحدة -: المكان المرتفع ولعل الاضافة إلى الري بيانية. ويمكن أن يقرء « بنك الري » والبنك - بالضم - خالص كل شئ.

٣٢٨

عن القاسم بن يحيى، عن جده(١) عن يعقوب الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا بأس بالعزل في ستة وجوه: المرأة التي أيقنت أنها لا تلد، والمسنة، والمرأة السليطة، والبذية والمرأة، التي لا ترضع ولدها، والامة.

الحكرة في ستة أشياء

٢٣ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: الحكرة في ستة أشياء: في الحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، والسمن، والزيت.

التعوذ من ست خصال

٢٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله ابن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلّى الله عليه واله يتعوذ في كل يوم من ست [ خصال ] من الشك، والشرك، والحمية، والغضب، والبغي، والحسد.

ستة اشياء من السحت

٢٥ - حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: السحت ثمن الميتة، وثمن الكلب، وثمن الخمر، ومهر البغي، والرشوة في الحكم، واجرة الكاهن.

٢٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن عمار بن مروان قال: قال

______________

(١) يعني أبا علي الحسن بن راشد وكان ثقة.

٣٢٩

أبو عبدالله عليه السلام: السحت أنواع كثيرة، منها ما اصيب من أعمال الولاة الظلمة، ومنها اجور القضاة وأجور الفواجر، وثمن الخمر، والنبيذ المسكر(١) والربا بعد البينة، فأما الرشا يا عمار في الاحكام فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله.

اول ما عصى الله تبارك وتعالى به ست خصال

٢٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبدالله بن القاسم، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: أول ما عصي الله تبارك وتعالى بست خصال(٢) حب الدنيا وحب الرئاسة، وحب الطعام، وحب النساء، وحب النوم، وحب الراحة.

للدابة على صاحبها ست خصال

٢٨ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن - محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: للدابة على صاحبها ست خصال: يبدء بعلفها إذا نزل، ويعرض عليها الماء إذا مر به، ولا يضرب وجهها، فإنها تسبح بحمد ربها، ولا يقف على ظهرها إلا في سبيل الله عزّوجلّ، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا يكلفها من المشي إلا ما تطيق.

ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم وستة لا ينبغي لهم أن يأموا وستة أشياء

في هذه الامة من اخلاق قوم لوط

٢٩ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد

______________

(١) يعني الشراب الذي يعمل من التمر، وقيده بالمسكر لاخراج الماء المالح الذي نفذت فيه شئ من التمر ليطيب طعمه.

(٢) في بعض النسخ « اول ما عصى الله به ست خصال ».

٣٣٠

ابن عيسى، عن العباس بن معروف، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ ابن نباتة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ستة لا ينبغي أن يسلم عليهم، وستة لا ينبغي [ لهم ] أن يأموا، وستة في هذه الامة من أخلاق قوم لوط، فأما الذين لا ينبغي أن يسلم عليهم: فاليهود، والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج، وأصحاب الخمر، والبربط والطنبور، والمتفكهون بسب الامهات، والشعراء. وأما الذين لا ينبغي أن يأموا من الناس فولد الزنا، والمرتد، والاعرابي بعد الهجرة(١) وشارب الخمر والمحدود، والاغلف(٢) . وأما التي من أخلاق قوم لوط فالجلاهق وهو البندق والحذف(٣) ، ومضغ العلك، وإرخاء الازار خيلاء، وحل الازرار من القباء والقميص(٤) .

تفسير كلمات هن أصل الهجاء

٣٠ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن الحسن بن - علي بن فضال، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن زيد قال: حدثني محمد بن سالم(٥) رفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يارسول الله ما تفسير أبجد فقال رسول الله صلّى الله عليه واله: تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الاعاجيب كلها، ويل لعالم جهل تفسيره، فقال: يارسول الله صلّى الله عليه وآله ما تفسير أبجد قال: أما الالف فآلاء الله، حرف من أسمائه. وأما الباء فبهجة الله. وأما الجيم فجنة الله وجمال الله وجلال الله. و أما الدال فدين الله. وأما هوز فالهاء هاء الهاوية: فويل لمن هوى في النار. وأما

______________

(١) أي المتعرب بعد الهجرة.

(٢) المحدود من ارتكب شيئا مما يوجب الحد فيحد. والاغلف هو غير المختون.

(٣) الجلاهق - بضم الجيم وكسرها -: جسم صغير كروي من طين أو رصاص يرمى به إلى الناس وهو بمعنى الحذف. وفي بعض النسخ « الخذف » وهو بمعناه، والبندق - بضم الباء والدال -: جسم كروي صغير أيضا يعملونه من الطير ويرمون الناس به. والعلك: صمغ يعلك.

(٤) الازرار عروة القميص وما يقال له بالفارسية (دكمه).

(٥) هو مشترك ولا تميز وفي المعاني يروى عن الاصبغ عنه عليه السلام.

٣٣١

الواو فويل لاهل النار. وأما الزاي فزاوية في جهنم نعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم. وأما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر، وما نزل به جبرئيل عليه السلام مع الملائكة إلى مطلع الفجر، واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب، وهي شجرة غرسها الله عزّوجلّ بيده ونفخ فيها من روحه وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي والحلل والثمار، متدلية على أفواههم. وأما الياء فيد الله فوق خلقه، سبحانه وتعالى عما يشركون. وأما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله، ولن تجد من دونه ملتحدا. وأما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة والتحية والسلام، وتلاوم أهل النار فيما بينهم. وأما الميم فملك الله الذي لا يزول، ودوام الله الذي لا يفنى، وأما النون فنون والقلم وما يسطرون. فالقلم قلم من نور، وكتاب من نور، في لوح محفوظ، يشهده المقربون، وكفى بالله شهيدا، أما سعفص فالصاد صاع بصاع يعني الجزاء بالجزاء، كما تدين تدان، إن الله لا يريد ظلما للعباد، وأما قرشت يعني قرشهم فحشرهم ونشرهم إلى يوم القيامة، فقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون.

وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في تفسير حروف المعجم من كتاب معاني الاخبار.

المجنون من فيه ست خصال

٣١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني إبراهيم ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن محمد ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر ابن محمد، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: مر رسول الله صلّى الله عليه واله على جماعة فقال: على ما اجتمعتم؟ قالوا: يارسول الله هذا مجنون يصرع، فاجتمعنا عليه، فقال: ليس هذا بمجنون ولكنه المبتلى، ثم قال: ألا اخبركم بالمجنون حق المجنون؟ قالوا: بلى يارسول الله قال: [ ان المجنون حق المجنون ] المتبختر في مشيته، الناظر

٣٣٢

في عطفيه،(١) المحرك جنبيه بمنكبيه، يتمنى على الله جنته وهو يعصيه، الذي لا يؤمن شره، ولا يرجى خيره، فذلك المجنون، وهذا المبتلى.

من السنة التوجه في ست صلوات

٣٢ - قال أبي رضي الله عنه في رسالته إلي(٢) إن من السنة التوجه في ست صلوات وهي أول ركعة من صلاة الليل، والمفردة من الوتر، وأول ركعتي الزوال(٣) ، و أول ركعة من ركعتي الاحرام، وأول ركعة من نوافل المغرب، وأول ركعة من الفريضة.

ينزع عن الشهيد ستة أشياء ويترك عليه ما سوى ذلك

٣٣ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي ابن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي الجوزاء المنبه ابن عبدالله، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: ينزع عن الشهيد الفرو، والخف، والقلنسوة، والعمامة، و المنطقة، والسراويل إلا أن يكون أصابه دم فيترك، ولا يترك عليه شئ معقود إلا حل.

الناس على ست فرق

٣٤ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن سعيد الاهوازي عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الناس على ست فرق: مستضعف، ومؤلف، ومرجى، ومعترف بذنبه(٤) وناصب، ومؤمن.

______________

(١) يعني من نظر إلى الناس بجانب عينيه تكبرا كالمتهاون بهم.

(٢) كذا مضمرا.

(٣) اي ركعتي نافلة الزوال والمراد بالتوجه التكبيرات الست قبل تكبيرة الاحرام.

(٤) قوله « مستضعف » هو الذي لا يهتدي إلى الايمان سبيلا لعدم استطاعته كالصبي و =

٣٣٣

من أحب رجلا فليجتنب معه خصال ست

٣٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد عن أبي عبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن عثمان، عن أحمد بن نوح، عن رجل عن أبي عبدالله عليه السلام قال: الحارث الاعور لأميرالمؤمنين عليه السلام: يا أميرالمؤمنين أنا والله أحبك، فقال له: يا حارث أما إذا أحببتني فلا تخاصمني، ولا تلاعبني، ولا تجاريني(١) ولا تمازحني، ولا تواضعني، ولا ترافعني.

______________

= المجنون والابله ومن لم يصل الدعوة إليه، قوله ومؤلف: روى ان المؤلفة قلوبهم هم الذين وحدوا الله تعالى وخرجوا من الشرك ولم يدخل معرفة محمد صلّى الله عليه وآله وما جاء به قلوبهم فتألفهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وتألفهم المؤمنون بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله لكيما يعرفوا، قوله ومرجى - على بناء اسم المفعول - من الارجاء اي المؤخر حكمه إلى يوم القيامة وعن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّـهِ ) قال: قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين رحمة الله عليهم، ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنة ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فيجب لهم النار، وهم على تلك الحال أما يعذبهم واما يتوب عليهم «، وقوله: معترف بذنبه » وهو المؤمن الفاسق الذي خلط عملا صالحا وآخر سيئا، ثم اعترف بذنبه فعسى الله ان يتوب عليه وقوله « ناصب » وهو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت عليهم السلام أو مواليهم (كذا في هامش المطبوع).

(١) هي أن يجري الانسان مع غيره في المناظرة ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة وترفعا. في بعض النسخ « ولا تحاربني » وفي ثالث « ولا تجازيني » وفي رابع « ولا تجاربني » ثم انه على اختيار المتن أو بعض النسخ يجب كون اللفظ على صيغة النفي دون النهي لاقتضائه حذف الياء. وقوله « ولا تواضعني - اه » لعل المراد بالمواضعة والمرافعة هنا كون كل منهما في صدد وضع الاخر ورفعه بالمدح والذم. (كذا في هامش المطبوع).

٣٣٤

اهبط الله عزّوجلّ إلى ابراهيم عليه السلام خاتما فيه ستة احرف(١)

٣٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد ابن أحمد، عن عبدالله بن أحمد، عن محمد بن علي الصيرفي، عن الحسين بن خالد، قال: قلت لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: ما كان نقش خاتم آدم؟ فقال: « لا إله إلا الله، محمد رسول الله » هبط به آدم معه من الجنة، وإن نوحا عليه السلام لما ركب السفينة أوحى الله عزّوجلّ إليه يا نوح إن خفت الغرق فهللني الفا، ثم سلني النجاة انجك من الغرق ومن آمن معك. قال: فلما استوى نوح ومن معه في السفينة [ و ] عصفت عليهم الريح فلم يأمن نوح من الغرق فأعجلته الريح فلم يدرك أن يهلل ألفا، فقال بالسريانية: هلوليا ألفا(٢) ألفا يا ماريا أتقن، قال: فاستوى القلس(٣) واستمرت السفينة. فقال نوح عليه السلام: إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني، فنقش في خاتمه « لا إله إلا الله - ألف مرة - يا رب أصلحني ». وكان نقش خاتم سليمان بن داود عليهما السلام « سبحان من ألجم الجن بكلماته » وإن إبراهيم عليه السلام لما وضع في المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام، فأوحى الله عزّوجلّ إليه يا جبرئيل ما يغضبك، قال: يا رب إبراهيم خليلك ليس على وجه الارض أحد يعبدك غيره سلطت عليه عدوك و عدوه، فأوحى الله إليه اسكت، فانما يعجل العبد الذي هو مثلك يخاف الفوت. فأما أنا فهو عبد آخذه إذا شئت، قال: فطابت نفس جبرئيل ثم التفت إلى إبراهيم عليه السلام فقال: هل لك من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، فأهبط الله عزّوجلّ عندها خاتما فيه ستة أحرف « لا إله إلا الله، محمد رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، أسندت ظهري إلى الله، حسبي الله » قال: فأوحى الله عزّوجلّ إليه بأن

______________

(١) في اكثر النسخ المخطوطة العنوان هكذا « اهبط الله عزّوجلّ إلى ابراهيم عليه السلام خاتما فيه ستة أحرف فتختم بها فجعل الله تعالى النار عليه بردا وسلاما ».

(٢) في بعض النسخ « هلويا ألفا ألفا ».

(٣) القلس: حبل عظيم من ليف أو خوص من قلوس السفن.

٣٣٥

تختم بهذا الخاتم فإني أجعل النار عليك بردا وسلاما.

أعفى الله عزّوجلّ الشيعة من ست خصال

٣٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبوسعيد الادمي، عن أحمد بن محمد السياري(١) ، عن محمد بن يحيى الخزاز، عمن أخبره، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله عزّوجلّ أعفى شيعتنا من ست خصال من الجنون والجذام، والبرص، والابنة وأن يولد له من زنا، وأن يسأل الناس بكفه.

٣٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، عن زرعة بن محمد الحضرمي، ومحمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ألا إن شيعتنا قد أعاذهم الله عزّوجلّ من ست [ من ] أن يطمعوا طمع الغراب أو يهروا هرير الكلاب(٢) أو ينكحوا في أدبارهم، أو يلدوا من الزنا أو يولد لهم من الزنا أو يتصدقوا على الابواب.

خاصم أميرالمؤمنين عليه السلام الناس بست خصال فخصمهم

٣٩ - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا أحمد ابن الفضل الاهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد القصري قال: حدثنا زيد بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: خرج أبوبكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف وغير واحد من الصحابة يطلبون النبي في بيت ام سلمة فوجدوني على الباب جالسا فسألوني عنه،

______________

(١) أحمد بن محمد السياري البصري من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمد عليه السلام ضعيف، فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ ورجال النجاشي وخلاصة الرجال للعلامة الحلي رحمهم الله. (٢) في بعض النسخ « الكلب ». والهرير. صوت الكلب.

٣٣٦

فقلت: يخرج الساعة، فلم يلبث أن خرج وضرب بيده على ظهري فقال: كبريا ابن أبي طالب(١) فإنك تخاصم الناس بعدي بست خصال فتخصمهم، ليست في قريش منها شئ، إنك أولهم إيمانا بالله، وأقومهم بأمر الله عزّوجلّ، وأوفاهم بعهد الله، وأرأفهم بالرعية، وأعلمهم بالقضية، وأقسمهم بالسوية، وأفضلهم عند الله عزّوجلّ.

حدثنا محمد بن أحمد البغدادي قال: حدثنا أحمد بن الفضل الاهوازي قال: حدثنا بكر بن أحمد القصري قال: حدثنا أبوأحمد جعفر بن محمد بن عبدالله بن موسى [ قال حدثنا أبي ](٢) قال: حدثنا أبي موسى، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام وساق الحديث بإسناده مثله.

ستة دعوتهم مردودة

٤٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الاعلى، عن نوف(٣) قال: بت ليلة عند أميرالمؤمنين علي عليه السلام فكان يصلي الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة فينظر إلى السماء و يتلو القرآن، قال: فمر بي بعد هدوء من الليل فقال: يا نوف أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق أرمقك ببصري يا أميرالمؤمنين، قال: يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، اولئك الذين اتخذوا الارض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا: والقرآن دثارا، والدعاء شعارا، وقرضوا من الدنيا تقريضا، على منهاج عيسى بن مريم عليه السلام، إن الله عزّوجلّ أوحى إلى عيسى بن مريم عليه السلام: قل للملا من بني إسرائيل: لا يدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب طاهرة، وأبصار خاشعة، وأكف نقية، وقل لهم: اعلموا أني غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي

______________

(١) في بعض النسخ « كن يا ابن أبي طالب ».

(٢) ما بين القوسين ساقط من النسخ.

(٣) يعني نوف البكالي.

٣٣٧

قبله مظلمة، يا نوف إياك أن تكون عشارا أو شاعرا، أو شرطيا، أو عريفا، أو صاحب عرطبة وهي الطنبور، أو صاحب كوبة وهو الطبل، فإن نبي الله صلّى الله عليه وآله خرج ذات ليلة فنظر إلى السماء فقال: إنها الساعة التي لا ترد فيها دعوة إلا دعوة عريف(١) أو دعوة شاعر أو دعوة عاشر أو شرطي أو صاحب عرطبة أو صاحب كوبة.

ستة ملعونون

٤١ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن - محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن - ميمون الخزاز قال: حدثنا عبدالله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي ابن الحسين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والتارك لسنتي، والمستحل من عترتي ما حرم الله والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذله الله، والمستأثر بفيئ المسلمين المستحل له.

كمال الرجل بست خصال

٤٢ - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي قال: حدثنا أبوالفضل محمد ابن أحمد الكاتب النيسابوري بإسناده يرفعه إلى أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: كمال الرجل بست خصال بأصغريه، وأكبريه، وهيئتيه: فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان، وإن تكلم تكلم ببيان، وإما أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله.

الناس على ست طبقات

٤٣ - حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن جعفر ابن بطة قال: حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى زرارة بن أوفى

______________

(١) العريف كامير: قيم القوم ومن يعرف أفراد القبيلة.

٣٣٨

قال: دخلت على علي بن الحسين عليهم السلام فقال: يا زرارة الناس في زماننا على ست طبقات: أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير وشاة، فأما الاسد فملوك الدنيا يحب كل واحد منهم أن يغلب ولا يغلب. وأما الذئب فتجاركم يذمو [ ن ] إذا اشتروا، و يمدحو [ ن ] إذا باعوا، وأما الثعلب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم، ولا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتهم، وأما الكلب يهر على الناس بلسانه ويكرمه الناس من شر لسانه. وأما الخنزير فهؤلاء المخنثون وأشباههم لا يدعون إلى فاحشة إلا أجابوا، وأما الشاة فالمؤمنون الذين تجز شعورهم ويؤكل لحومهم ويكسر عظمهم فكيف تصنع الشاة بن أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير.

تم الجزء الاول ويليه الجزء الثاني أوله باب السبعة.

٣٣٩

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العاملين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين

باب السبعة

ورد الامر بددفن سبعة أشياء

قال الشيخ الجليل أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه مصنف هذا الكتاب أعانه الله على طاعته ووفقه لمرضاته:

١ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوبكر مسعدة بن أسمع(١) قال: حدثنا أبوحامد أحمد بن إسحاق الهروي قال: حدثنا الفضل بن عبدالله الهروي قال: حدثنا مالك بن سليمان، عن داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه واله كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الانسان: الشعر والظفر، والدم، والحيض، والمشيمة، والسن، والعلقة(٢) .

نهي رسول الله صلّى الله عليه وآله عن سبع وامر بسبع

٢ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا أبوالعباس الثقفي قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث بن - أبي الشعثاء المحاربي، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وآله عن سبع وأمر بسبع: نهانا أن نتختم بالذهب، وعن الشرب في آنية

______________

(١) في بعض النسخ « سعد بن أسمع ». ولم أجده.

(٢) في بعض النسخ « والعظم ».

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683