تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم 8%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 683

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 683 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 13230 / تحميل: 1626
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

٢٥ ـ زبدة الأسرار : في الحكمة. للسيد عبد الله الحسيني في ثلاثة آلاف بيت(١) .

٢٦ ـ زواهر الحكم الزاهر نجومها في غياهب الظلم : في الحكمة ، للميرزا حسن ابن المولى عبد الرزاق اللاهجي (ت ١١٢١ هـ) ، مرتّب على مقدمة فيها ثلاثة مقاصد في تعريف الحكمة وموضوعها وأقسامها في مقدمة وثلاثة أبواب ، تأريخ كتابتها ١١٢٤ هـ وعليها حواش بإمضاء السيِّد محمد(٢) .

٢٧ ـ سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد : للشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق (ت ١١٨٦ هـ)(٣) .

٢٨ ـ شرح ألفية الشهيد : للمحقق الكركي الشيخ نور الدين أبي الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي (ت ٩٤٠ هـ) ، وهو موجود في مجموعة من رسائله عند السيِّد جعفر بان السيِّد باقر بحر العلوم في النجف الأشرف ، لكنَّه ناقص(٤) .

٢٩ ـ الصحيفة السجادية : للإمام علي بن الحسينعليه‌السلام ، أوقفها حسن خان الفيلي ، قطع وزيري ، أهداها له جدّه السيِّد علي آل بحر العلوم صاحب البرهان القاطع ، ذكرها الأخير في وصية له ، رأيتها مخطوطة.

__________________

(١) ينظر : الذريعة ١٢ : ١٨ رقم ١١٢.

(٢) ينظر : الذريعة ١٢ : ٦٢ رقم ٤٥٧.

(٣) ينظر : ماضي النجف وحاضرها : ١ : ١٦٨ ، موسوعة العتبات المقدَّسة : ٧ : ٢٩٨.

(٤) ينظر : الذريعة ١٣ : ١١٣ رقم ٣٥٧.

٤١

٣٠ ـ العجالة الموجزة : في فروض الناسك التي لا يعذر في الجهل بجهالتها ناسك ، للسيد مُحَمَّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (ت ١٢١٢ هـ) أوله : [الحمد لله ما طاف طائف بالمسجد الحرام إلى قوله هذه عجالة موجزة ...] وهو مرتب على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة. تأريخ كتابتها ١٢٣٩ هـ ، ومعها جواب سؤالات عن بعض مسائل الحج ، أيضا لسيدنا بحر العلوم(١) .

٣١ ـ العزية : للمحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن بن سعيد الهذلي (ت ٦٧٦ هـ) وهي عشر مسائل كتبها لعزّ الدين عبد العزيز. والنسخة مخرومة الآخر عند السيِّد جعفر بن باقر بن علي بحر العلوم صاحب (البرهان) ، والموجود منها إلى المسألة التاسعة في وطء دبر المرأة(٢) .

٣٢ ـ الغراء : رسالة في أسرار الصلاة. للشيخ أبي الحسن سليمان بن عبد الله بن علي بن الحسن بن أحمد السراوي الماحوزي (ت ١١٢١ هـ) ، رتبها على عشرة فصول ، أولها في الوضوء وعاشرها في التسليم(٣) .

٣٣ ـ الفوائد الرجالية : للسيد مُحَمَّد رضا السيِّد مُحَمَّد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ، ابتدأ البحث في أصحاب الإجماع ، ثم في حال أبي بصير ، ثم في بيان أن تكويل الأئمةعليهم‌السلام يفيد المدح ، ثم وجوه الحاجة إلى علم الرجال

__________________

(١) ينظر : الذريعة ١٥ : ٢٢٣ رقم ١٤٦١ ، المفصّل في تاريخ النجف : ١٩ : ٣٢٦.

(٢) ينظر : الذريعة ١٥ : ٢٦٢ رقم ١٧٠٢.

(٣) ينظر : الذريعة ١٦ : ٢٩ رقم ١١٧.

٤٢

وعدمه ، وذكر الخلاف والأقوال البالغة إلى ثمانية في المسألة ، من النفي المطلق والإثبات كذلك والتفاصيل(١) .

٣٤ ـ الفوائد الغروية والدرر النجفية : للمولى الشريف أبي الحسن الفتوني العاملي (ت ١١٣٨ هـ) ، موجود في النجف في خزانة الشيخ علي ابن الشيخ مُحَمَّد رضا آل كاشف الغطاء ، واستنسخه السيِّد جعفر بن باقر بن علي آل بحر العلوم بخطه عن نسخة الأصل بخط مؤلّفه ، الموجودة في بيت آل الجواهر في النجف(٢) .

٣٥ ـ قانون السياسة ودستور الرئاسة : مرتَّب على ثلاثة قوانين : ١ ـ تهذيب الأخلاق. ٢ ـ تدبير الأموال. ٣ ـ تقويم الرعايا وسياستهم. وبنى كل واحد منها على قاعدتين ، وبيّن فروع كل قاعدة مختصرا على نحو التشجير ، حتى يسهل ضبطها. ألفه باسم سيد أركان الخلافة المعتضدية ، جلال الدين شاه شجاع ، كما يظهر من (روضة الصفا) ، كان حيّاً في (٧٨٥ هـ)(٣) .

٣٦ ـ قواعد الشكوك : في شكوك الصلاة ، عناوينه : قاعدة ـ قاعدة ، للسيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي (ت ١٢١٢ هـ) في ثلاثمائة بيت(٤) .

٣٧ ـ لبُّ التواريخ : فارسي ، للسيد الأمير يحيى بن عبد اللطيف الحسيني القزويني الشيعي بتصريح كشف الظنون (ت ٩٦٠ هـ) ، رتّبه على أقسام أربعة وفيها فصول : أوها في سير النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة الاثني عشر(١) .

__________________

(١) ينظر : الذريعة ٢ : ١٢٠ رقم ٤٨١ ، و ١٠ : ١١٦ و ١٦ : ٣٣٨ رقم ١٥٦٨.

(٢) ينظر : الذريعة ١٦ : ٣٥٣ رقم ١٦٣٩.

(٣) ينظر : الذريعة ١٧ : ٢٢ رقم ١٣٦.

(٤) ينظر : الذريعة ١٧ : ١٨٤ رقم ٩٧٣.

٤٣

٣٨ ـ اللمعة المحمدية في مدح خير البرية : بديعية ميمية نظير بديعية الصفي الحلي ، لمُحَمَّد بن عبد الحميد بن عبد القادر حكيم زاده ، بالحروف المهملة(٢) .

٣٩ ـ مآثر الملوك : لغياث الدين مُحَمَّد بن مُحَمَّد خواند مير البلخي (ت ٩٤٢ هـ) ، فارسي في تاريخ ومآثر الملوك والسلاطين والخلفاء الراشدين والأئمة الطاهرين والوزراء وبعض العلماء والحكماء وذكر مخترعاتهم وآثارهم ، بدأ بملوك العجم(٣) .

٤٠ ـ محبوب القلوب : الملمّع بالفارسي نثرا ونظما للمولى الفاضل العارف قطب الدين مُحَمَّد ابن الشيخ علي الشريف ابن المولى عبد الوهاب بن پيله فقيه بالبا الفارسي اللاهجي الأشكوري تلميذ المحقق الداماد ، علق على الكتاب حواشياً نفيسة وتأريخها سنة ١٠٧٨ هـ قريبا من عصر المؤلف(٤) .

٤١ ـ مجمل الحكمة : ترجمة (رسائل إخوان الصفاء) بالاختصار ، لم يعرف المترجم. عليها تملك الشاهزاده فرهاد ميرزا ابن نائب السلطنة عباس ميرزا ابن فتح علي شاه في ١٢٨٢ هـ(٥) .

__________________

(١) ينظر : الذريعة ١٨ : ٢٨٥ رقم ١٢٧.

(٢) ينظر : الذريعة ١٨ : ٣٥٤ رقم ٤٥٠.

(٣) ينظر : الذريعة١٩ : ٧ رقم ٢٤ ، ذيل كشف الظنون : ٨٥ ، ماضي النجف وحاضرها : ١ : ١٦٨ ، موسوعة العتبات المقدَّسة : ٧ : ٢٩٨ ، المفصل في تاريخ النجف : ١٩ : ٣٢٥.

(٤) ينظر : ماضي النجف وحاضرها : ١ : ١٦٧ ، موسوعة العتبات المقدَّسة : ٧ : ٢٩٨ ، المفصل في تاريخ النجف : ١٩ : ٣٢٦.

(٥) ينظر : الذريعة ٢٠ : ٥١ رقم ١٨٧٢.

٤٤

٤٢ ـ المطالب المظفّرية : في شرح ( الرسالة الجعفرية) في فقه الصلاة ، للسيد الأمير مُحَمَّد بن أبي طالب الموسوي الحسيني الأسترآبادي الغروي ، تلميذ المحقق الكركي المصنف للمتن ، بخط عاشور بن حسن ، كتبه ١٠٨٣ هـ(١) .

٤٣ ـ مطلع السعدين ومجمع البحرين : لكمال الدين عبد الرزاق ابن جلال الدين إسحاق السمرقندي (٨١٦ ـ ٨٨٧ هـ) ، وهو تاريخ التيمورية إلى سنة ٨٧٥ هـ في دفترين. أوّلهما من ولادة السلطان أبي سعيد أولجايتو في ٧٠٤ هـ إلى وفاة الامير تيمور الگوركاني في ٨٠٧ هـ والثاني في حكومة شاهرخ في هرات في ٨٠٧ هـ إلى حكومة السلطان حسين في ٨٧٥ هـ(٢) .

٤٤ ـ مفتاح أبواب الشريعة في شرح مفاتيح أحكام الشيعة : للسيد مُحَمَّد بن عبد الكريم جد بحر العلوم الطباطبايئ البروجردي ، شرح مزجي لم يتم ، والنسخة بخط المصنّف وخاتم سبطه وحفيده آية الله بحر العلوم وأولاده(٣) .

٤٥ ـ مقالة في سجدات القرآن وأحكامها وآدابها : للشيخ البهائي (ت ١٠٣١ هـ) ، مختصرة تقرب من ٤٠ بيتاً ، مع بعض مقالات أُخر(٤) .

٤٦ ـ مقالة فيما لا تتم به الصلاة من الحرير : للشيخ البهائي (ت ١٠٣١ هـ)(٥) .

__________________

(١) ينظر : الذريعة ٢١ : ١٤٠ رقم ٤٣٢٦.

(٢) ينظر : مجلة بهارستان : ٨ : ٩٣٣.

(٣) ينظر : الذريعة ٢١ : ٣١٤ رقم ٥٢٤٦.

(٤) ينظر : الذريعة ٢١ : ٤٠١ رقم ٥٦٧٩.

(٥) ينظر : الذريعة ٢١ : ٤٠٤ رقم ٥٦٩٨.

٤٥

٤٧ ـ مقالة في وجه التغليب في قوله تعالى : (ما كنا أصحاب السعير) : في سورة الملك ، للشيخ البهائي (ت ١٠٣١ هـ) ، تعرض فيه لكلام البيضاوي ، ولعله جزء حاشيته على البيضاوي(١) .

٤٨ ـ مناظرة السيِّد مهدي بحر العلوم مع يهودي في ذي الكفل : من إملاء تلميذه السيِّد مُحَمَّد جواد العاملي ، صاحب (مفتاح الكرامة) كما يظهر من آخر كتاب متاجره(٢) .

٤٩ ـ منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان : للشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني (ت ١٠١١ هـ) ، خرجت منه أبواب العبادات إلى آخر الحج ، بخط السيِّد حبيب زوين النجفي ، تلميذ الشيخ جعفر كاشف الغطاء(٣) .

٥٠ ـ النية : لنور الدين علي بن عبد العالي الكركي (ت ٩٤٠ هـ) ، مختصرة في خمسين بيتا ضمن مجموعة من رسائله(٤) .

٥١ ـ وجوب الاجتهاد على جميع العباد عند عدم المجتهدين : لنور الدين علي بن عبد العالي الكركي (ت ٩٤٠ هـ) ، والنسخة في مجموعة من رسائله(٥) .

٥٢ ـ وجوب الجهر بالتسبيحات في الأخيرتين : أو رجحانه لا أقل ، ردّاً على من حرّمه من الأُصوليين. لمُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم الدرازي البحراني(١) .

__________________

(١) ينظر : الذريعة ٢١ : ٤٠٧ رقم ٥٧١٤.

(٢) ينظر : الذريعة ٢٢ : ٣٠٣ رقم ٧١٩٨.

(٣) ينظر : الذريعة ٢٣ : ٥ رقم ٧٨٢١.

(٤) ينظر : الذريعة ٢٤ : ٤٤٠ رقم ٢٣٠٥.

(٥) ينظر : الذريعة ٢٥ : ٢٩ رقم ١٣٦.

٤٦

٥٣ ـ وجوب الذكر في سجدتي السهو وتعيين الذكر الواجب : لسليمان بن عبد الله الماحوزي (ت ١١٢١ هـ)(٢) .

٥٤ ـ الوسائل إلى النجاة : أو (الوسائل الحائرية) ؛ لأنّه ألَّفه بالحائر ، أو (وسائل الأُصول) ، أو (الوسائل إلى معرفة أُصول المسائل) للسيد المجاهد مُحَمَّد بن علي الطباطبائي الإصفهاني الحائري (ت ١٢٤٢ هـ) ، وهذا أوصل تصانيفه مجلد واحد منه إلى مبحث ترك الاستفصال(٣) .

٥٥ ـ الهداية : فقه عملي مقتصرٌ على لبّ الفتوى. خرج منه قسم من الطهارة لسيدنا بحرالعلوم مهدي بن مرتضى بن مُحَمَّد الطباطبائي البروجردي النجفي (ت هـ) ، ذكره ميرزا محمود في (المواهب السنيّة) في شرح الدرَّة. قال الشيخ الطهرانيرحمه‌الله : (رأيت النسخة عند حفيده السيِّد جعفر بن باقر بن علي إلى غسل الجنابة وعناوينه : (هداية هداية) ، وهو غير (المشكاة) و (المصابيح) اللَّذين له ، ذكر فيه أنه كتبه بالتماس جمع ، وهو في العبادات إلى آخر الحج ، قال السيِّد جعفر بحر العلوم : (وقد شرح الهداية الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، ونسخة الشرح موجودة في مكتبة علي بن مُحَمَّد رضا آل كاشف الغطاء)(٤) )(٥) .

__________________

(١) ينظر : الذريعة ٢٥ : ٣٢ رقم ١٥٠.

(٢) ينظر : الذريعة ٢٥ : ٣٢ رقم ١٥٧.

(٣) ينظر : الذريعة ٢٥ : ٧٠ رقم ٣٧٩.

(٤) ذكر الشيخ حسين الحليرحمه‌الله في مجموعة فقهية له رأيتها ضمن مخطوطات تلميذه الشهيد السيِّد علاء الدين آل بحر العلوم أنه رآها عند السيِّد جعفر آل بحر العلوم وقال : (انها رسالة مختصرة في أحكام الحج للمرحوم السيِّد بحر العلومقدس‌سره مذيلة ببعض الأسئلة المتعلقة بأحكام الحج ، ومصححة على يد السيِّد حسين آل بحر العلوم).

(٥) ينظر : الذريعة ٢٥ : ١٦٧ رقم ٨٣.

٤٧

وفاته وموضع دفنه :

توفيقدس‌سره يوم الإثنين ٥ ربيع الأول سنة ١٣٧٧ هـ فأثر فقده في الأُفق العلمي تأثيراً بالغاً بحيث عُطّلت لفقده الدروس والأبحاث الخارجية ثلاثة أيام وشيِّع بأفخم تشييع ، ودفن في مقبرة الأُسرة الملاصقة لمسجد الطوسيقدس‌سره ، وأقيمت له الفواتح العديدة من عامّة طبقات النجفيين(١) .

رثاؤه:

وجدت في كتاب الرحيق المختوم المخطوط رثاءً له نظمه السيِّد مُحَمَّد الحلي النجفي مؤرِّخاً عام وفاته ، وهو :

عَزّ عَلى الإِسلامِ مُذْ

أَوْدَى الهُمَامَ الأَطهَرُ

لِذَاكَ أرّخْتُ كَمَا

مَضَى الإِمَامُ جَعْفَرُ

(١٣٧٧ هـ)(٢) .

مصادر ترجمته :

الإجازة الكبيرة للمرعشي : ١٥٨ رقم ١٩٦ ، أسرار العارفين (تحقيق فارس حسون) : ١٧ ـ ١٩ ، أسرار العارفين (تحقيق الربيعي) : ٧ ـ ٢٢ ، الأعلام ٢ : ١٢٩ ، تحفة الطالب (تحقيق الباقري) : ١٤ ـ ٢٨ ، تحفة العالم (ط ٢) : أ ـ د المقدمة ، الدرر البهية (مخطوط)(٣) : ضمن ترجمة والده ، علماى معاصر : ٤١٧ ـ ٤١٩ رقم ١٦٧ ،

__________________

(١) مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤.

(٢) الرحيق المختوم في ما قيل في آل بحر العلوم (مخطوط) : ٦٧٨.

(٣) للسيد مُحَمَّد صادق بحر العلومرحمه‌الله ونصّ ما ذكره فيه عند ترجمة والده آثرنا ذكره هنا للفائدة ، وهو : (وخلّف من العلوية بنت عمّه السيِّد حسين ولده العالم الفاضل السيِّد جعفر سلّمه الله تعالى ولد في ٢٩ محرم سنة ١٢٨٩ ، كما رأيت بخط جدّه السيِّد علي على ظهر مجموعة مخطوطة من الأدعية.

٤٨

فهرس التراث ٢ : ٤٢٢ الفوائد الرجالية ١ : ١٥٣ ـ ١٥٥ ، المسلسلات في الإجازات ٢ : ١٤٣ ، مشهد الإمام ٣ : ٥٨ ، مصفّى المقال : ١٠٩ ، ماضي النجف وحاضرها ١ : ١٦٧ ، معارف الرجال ١ : ١٨٢ رقم ٨١ ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف ١ : ٢١٤ ، معجم المؤلفين ٣ : ١٤٥ ، معجم المؤلفين العراقيين ١ : ٢٥٣ ، المفصل في تاريخ النجف ١٩ : ٣٢٥ ـ ٣٢٩ ، منار الهدى : ٥٤ رقم ١٠٨ ، موسوعة طبقات الفقهاء ١٤ : ١٥١ رقم ٤٥٠٢ نقباء البشر : ٢٨١ رقم ٥٩٣ ، وغيرها من المصادر الكثيرة(١) .

حول الكتاب :

اسمه :

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

والمعالم : هو مقدمة في اُصول الفقه ، لكتاب (معالم الدين وملاذ المجتهدين) في الفقه ، تأليف الشيخ الجليل جمال الدين أبي منصور الحسن بن زين الدين المعروف بالشهيد الثاني ، المتوفّى (١١٠١ هـ) وهو أشهر تصانيفه ، حتى أنه يعرف بصاحب المعالم ، دوَّنت تلك المقدمة مستقلة ، واستمرّت

__________________

وقد تلمّذ على علماء عصره وعمدة حضوره على الفقيه السيِّد مُحَمَّد كاظم الطباطبائي اليزدي ، وله إجازة منه بخطه. وقد ألّف مؤلَّفات عديدة منها تحفة العالم ـ شرح مقدمة المعالم ـ ، وشرح دعاء كميل ، ورسالة تحفة الطالب في حكم حلق اللحلة طُبعت هذه في النجف ، وشرح نجاة العباد في مجلدين : الأول في الصلاة والثاني في المواريث ، وكشكول جمع فيه فوائد علمية ثمينة ، أطال الله بقاه ونفع بوجوده).

(١) وقد أراني سماحة السيِّد أحمد الحسيني الأشكوري دام عزّه عدة أوراق من ترجمة السيِّد جعفررحمه‌الله في منزله كان قد أعدها لكتاب له في الرجال ، كان ذلك في شهر ذي القعدة سنة ١٤٣٢ هـ.

٤٩

المدارسة فيها فيما يزيد على مائتي سنة ، وقد عُلّقت عليها في هذه المدة حواش كثيرة مبسوطة ومختصرة(١) .

موضوعه :

قال الشيخ أقا بزرك الطهرانيرحمه‌الله في كتابه الذريعة : (هو في جزءين أوَّلهما في شرح نفس الخطبة وفيه ذكر تواريخ المعصومينعليهم‌السلام من الولادة إلى الوفاة ، وذكر مشاهدهم وقبورهم ، وتواريخ المشاهد وما طرأ عليها من العمارة والخراب وساكنيها وغير ذلك ، وذكر أولادهم وتواريخ أحوالهم.

والجزء الثاني في شرح الأحاديث المصدَّر بها كتاب المعالم بعد الخطبة ، وهي تسعة وثلاثون(٢) حديثاً في فضل العلم والعلماء ، تكلَّم أوَّلاً في أحوال كل واحد من رجال السند جرحاً وتعديلاً ، ثم بحث في دلالة متنه وما يستفاد منه ، فهو كتاب علمي تاريخي رجالي ، فرغ منه (٢٥ شوال ١٣٤٣)(٣) ، رأيت النسخة بخطه الجيد ثم طُبع في النجف سنة ١٣٥٥ في مطبعة الغري)(٤) .

وقال مؤلفهرحمه‌الله في المقدمة ما نصّه : (وقد أحببت أن أضع على مقدِّمَته التي تُضرب بها الأمثال ، وتلقتها بيد القبول حملة الفضل والكمال ، شرحاً ممّا سمعت فوعيت ، وجمعت فأوعيت من فوائد جمّة ، وقواعد مهمّة ، هي لشاردات المعاني أزمَّة : فلذا تجدني أتعمّد إلى ما يستطرد إليه الكلام من نكتة ، وأتعرض لجملة أذكرها بغتة ، ولم آل جهداً في إحكام اُصول هذا الشرح حسب ما يليق بزماني هذا وتسعه

__________________

(١) ينظر : الذريعة ٦ : ٢٠٤ ، وسيأتي الحديث عنه وعن شروحه في هامش مقدمة المؤلفرحمه‌الله .

(٢) كذا والصحيح أربعون حديثا.

(٣) وكذا جاء في مصفى المقال ، وفي نهاية المطبوع منه : فرغ منه سنة (١٣٤٢ هـ) ، فلاحظ.

(٤) الذريعة ٣ : ٤٥١ رقم ١٦٤٢.

٥٠

سنو عمري على قلة أعدادها ، فقد وفقني الله تعالى وله الحمد حتّى اقتبست كلّ ما احتجت إليه في هذا الباب من مظانّه وأخذت من معادنه ، وقد اشتهر في عرف المتأخرين أنَّ علم الأدب عبارة عن النكت والنوادر من الشعر والتواريخ ، وذكر الشيء بالشيء بالاستطراد وبالمناسبة مع مراعاة مقتضى الحال ...).

قالوا في الثناء عليه :

١ ـ الشيخ أقا بزرك الطهرانيرحمه‌الله : ( وهو كتاب نفيس)(١) ، ( كتاب علمي تاريخي رجالي)(٢) .

٢ ـ الشيخ جعفر محبوبةرحمه‌الله : ( وهو كتاب نفيس استعنا به كثيراً في كتابنا هذا)(٣) .

٣ ـ العلامة السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلومرحمه‌الله : ( جزءان ضخمان جامعان لكثير من المعلومات والمواضيع القيّمة بحيث لا غناء للباحث والعالم عنها)(٤) .

٤ ـ الشيخ مُحَمَّد صادق الجعفريرحمه‌الله : (يقع هذا الشرح لي في جزءين ، وهو بجزأيه غني عن التعريف ، وعُرْفُ المسك يغني عن تعريفه)(٥) .

ويكفي في مدح الكتاب وأهميته اعتماد جملة من أهل التحقيق عليه ، وليس هنا محلّ سردهم ، كما يكفينا أن سماحة المحقق السيِّد مُحَمَّد مهدي

__________________

(١) نقباء البشر ٢٨١.

(٢) الذريعة ٣ : ٤٥١ رقم ١٦٤٢.

(٣) ماضي النجف وحاضرها ١ : ١٦٧.

(٤) مقدمة الفوائد الرجالية ١ : ١٥٤.

(٥) مقدمة الطبعة الثانية من الكتاب.

٥١

السيِّد حسن الموسوي الخرسان (دام ظله) اقتبس شذرات منه فيما يتعلّق بأحوال إخوان الإمام موسى بن جعفر وأولادهعليه‌السلام استدرك فيها على كتاب بحار الأنوار(١) ، وكان تحقيقه لهذا الجزء من البحار في ٢٥ شهر شعبان سنة ١٣٨٥ في النجف الأشرف(٢) .

طبعاته :

أ ـ النجف الأشرف ، سنة ١٣٥٤ هـ ، مطبعة الغري ، الحجم وزيري ، الجزء الأول ٣٢٣ ص والثاني ٢٥٢ ص(٣) ، والجزءان في مجلد واحد ، في آخره ست صفحات لجدول الخطأ والصواب ، وكُتب في آخره ما نصّه : (اعتذار ، على الرغم من الجهد في تصحيح الكتاب وقعت فيه أغلاط نبهنا عليها في الجدول مع عدم خلوه بعد من الطفيف من الغلط الغير الخافي ، فالرجاء من القارئ تصحيحه قبل المراجعة). تم طبعه على نفقة عمدة التجار حضرة الحاج عبد الرسول الحاج آخوند علي التاجر المحترم دام عزّه.

وقد رأيت نسخة منها عليها إهداء المؤلّفرحمه‌الله بخطه إلى مكتبة الإمام كاشف الغطاء العامّة وهي بتسلسل (٩ / ١) ، ونصّ ما كتبه : (بسمه تعالى هدية إلى المكتبة الغروية الجعفرية الكاشفية شادها ربّ البرية بمُحَمَّد وآله أهل الجود والعطية. حرّره الأقل جعفر آل بحر العلوم الطباطبائي سنة ١٣٥٦).

__________________

(١) ينظر : بحار الأنوار : ٤٨ : ٢٩١ ـ ٣٢١.

(٢) فقد حقق دام ظله جملة من أجزاء بحار الأنوار ، فلاحظ.

(٣) معجم المطبوعات النجفية ١١٩ رقم ٣٢٥.

٥٢

ب ـ الطبعة الثانية : تقديم الشيخ مُحَمَّد صادق الجعفري ، طبع مكتبة الصادق في طهران ، سنة ١٤٠١ هـ ، أوفسيت على الطبعة الأُولى ، الحجم رقعي ، جزءان في مجلد واحد ، أدخلت عليها تصحيحات الطبعة الأولى.

أنا والكتاب :

قبل نحو من ثماني عشرة سنة اقتنيت هذا الكتاب ـ تحفة العالم ـ وطالعت جلّه ، وكنت أعجب من موسوعيَّته وغزارة مادته العلمية التاريخية ، وكنت أحدِّث أصحابي عن ذلك أحياناً ، وربما قرأت لهم فصولاً منه وخاصة ما يتعلق بتاريخ النجف الأشرف ، وكانت تؤلمني جداً كثرة الأغلاط التي فيه من جرّاء الطبع ، وأتذكر أنّي ذكرت إعجابي به إلى آية الله السيِّد حسين بن مُحَمَّد تقي آل بحر العلومرحمه‌الله (ت ١٤٢٢ هـ) ـ والذي كان له دور بارز في تربيتنا من طفولتنا إلى شبابنا ، وذلك بالإجابة عن أسئلتنا التي يكتنفها المزاح أحياناً والسؤال عنّا عند غيابنا ، وأحياناً بالشكوى ممّا كان يمر به من الآلام والاضطهاد في تلك الفترة العصيبة الظالمة ـ فروى لي بعض الشيء مما رآه من المؤلفرحمه‌الله لمعاصرته له ، وأشار لي عن محل جلوسه في مقبرة آل بحر العلوم ، وأذكر أنه قال لي ما مضمونه : إنه كان من عادة أهل النجف الأشرف أن جنازة العلماء فيهم تمرر في السوق الكبير ، وتعطل لذلك دكاكين السوق ، فأوصىرحمه‌الله أن لا تمرر جنازته بالسوق لئلا تتأذى الكسبة من جراء ذلك الفعل ، وما ذلك إلا من شدة تواضعه.

وفي شهر رمضان من سنة ١٤٢٩ هـ اقترح عليّ مشكوراً العلامة السيِّد مُحَمَّد علي بحر العلوم دام عزّه تحقيق الكتاب ، فشمرّت عن ساعد الجد وشرعت بالعمل من حينها في مجالس عديدة كنت أعاني فيها عدة أُمور ، منها :

٥٣

١ ـ عدم العثور على نسخة خطية للكتاب وهو أمر يزيد في العناء الذي لا يعرفه إلا ذوو الخبرة والاختصاص.

٢ ـ كثرة الأغلاط التي تكتنفها النسخة المطبوعة من الكتاب.

٣ ـ كثرة المصادر المعتمدة فيه ، وخصوصاً أن الكثير منها لم يشر إليها المؤلفرحمه‌الله .

فصرت اُمنّي النفس بين إكمال العمل وعدمه ، فأسمع من يُحيّيني ويحثني على إكماله ، وبالخصوص المهتمين بالكتاب وتحقيقه من العلماء والفضلاء وأخص بالذكر منهم : سماحة آية الله السيِّد مُحَمَّد رضا الخرسان (دام ظله) ؛ فقد أكَّد عليّ مراراً بذلك وبالخصوص في تحقيق حادثة مرّة بن قيس ، وإظهار أقدم من ذكرها من المؤرّخين(١) ، والعلامة السيِّد حسن نجل السيِّد عز الدين بحر العلوم دام عزه ، كما لا أنسى موقف صاحب المشروع معي سماحة العلامة السيِّد فاضل بحر العلوم دام عزه الذي صبر معي بكل أناة وسعة صدر وكرم نفس وطيب قلب ؛ فحالفني لذلك التوفيق والسعادة في إجابة أمرهم.

__________________

(١) ونقل لي بعض الأمور عن المؤلفرحمه‌الله منها : (أنه كان بصحبته في السفر إلى سامراء للزيارة وتحدث عن خلقه وسعة معلوماته ، وأنه يوماً ما نقل له الوجيه صالح شمسة أن السيِّد جعفر أشار له إلى محل مكان قبر تيمورلنك في النجف الاشرف ، وهو في مقبرة كان محلها قبل الدخول إلى فرع براني السيِّد الخوئيقدس‌سره ، وقد أزيلت في أواخر القرن الخامس عشر الهجري).

كما نقل لي الخطيب الشيخ شاكر القرشي حفظه الله : (أنهرحمه‌الله كتب بخطه على نسخته من تحفة العالم أن قبر تيمورلنك يقع قبالة مسجد الطوسي في سرداب آل فلان). ونسيت ما ذكرهرحمه‌الله كتابةً ؛ لكون تلك النسخة فقدت من مكتبتي العامة.

٥٤

وممّا شجعني لإتمامه أيضا عدم تحقيق الكتاب سابقاً(١) ، ومع هذا وذاك كان لابد لي أن أعترف بدوري القاصر في تحقيق الكتاب ؛ إذ إن المهمة صعبة وتحتاج إلى مؤسسة لا لفرد واحد يعيش في ظروف قاسية في بلد مثل العراق ، فأحمد الله على إتمام العمل بالصورة التي يراها القارئ بين يديه ، وأظن أن اعتذاري مقبول بقول القدماء : (الميسور لا يترك بالمعسور).

النسخة المعتمدة :

لعدم عثورنا على النسخة الخطية للكتاب والتي كتبها المؤلفرحمه‌الله بخطه الجيد كما وصفها الشيخ الطهرانيرحمه‌الله في الذريعة ؛ اعتمادنا على الطبعة الثانية من الكتاب كلونها امتازت بإدخال التصويبات التي كتبت في جدول الخطأ والصواب في آخر الطبعة الأُولى والتي طُبعت في حياة المؤلّفرحمه‌الله ، كما وجدت نسخة مصححة من الطبعة الأُولى في ممتلكات السيِّد مُحَمَّد صادق بحر العلومرحمه‌الله ، صُححت بمباشرة المؤلّفرحمه‌الله ، وكتب المؤلّف في آخرها ما نصّه : (بلغ مقابلته بحسب الجهد والطاقة من أوله إلى آخره بمباشرة الاقلّ مؤلّفه جعفر آل بحر العلوم عفي عنه سنة ١٣٦٣ هـ)(٢) ، فاستفدت من تصحيحاته الزائدة عما موجود في جدول الخطأ والصواب.

__________________

(١) فقد حدّثني الدكتور مُحَمَّد سعيد الطريحي : (أنه اتفق هو والمرحوم السيِّد عبد الزهراء الحسيني على تحقيق الكتاب سويةً ولم يحالفهم التوفيق في ذلك) ، وحدثني السيِّد هاشم الميلاني دام عزّه : (أنه أراد أن يشرع بتحقيقه لكن الاستخارة لم تساعده في ذلك).

(٢) فهرس مخطوطات مكتبة السيِّد مُحَمَّد صادق آل بحر العلوم : ٣١٢ رقم ٣٤٩.

٥٥

منهج التحقيق :

اتبعنا في تحقيق الكتاب المنهج الآتي :

١ ـ اعتمدت الطبعة الثانية من الكتاب وقمت بتنضيدها ومقابلتها.

٢ ـ ضبطت النصّ ، وأثبتُّ ما سقط منه ، كما صحّحت تصحيفاته وأخطاءه ـ غير القليلة ـ المطبعية والإملائية ؛ على الطريقة المألوفة وبحسب مصادر الكتاب.

٣ ـ إبراز فقرات مقدِّمة المعالم ـ أصل الشرح ـ بالترقيم وتمييزها باللون الغامق ، واحتوى الجزء الأول منه على (٦٢) فقرة ، والثاني على (٥٢) فقرة ، ومجموعهما (١١٤).

٤ ـ تخريج الآيات القرآنيّة وحصرها بين الأقواس المزهّرة.

٥ ـ إرجاع جميع الأحاديث الشريفة والأقوال التي في الأصل إلى مصادرها وإلّا فإلى بعض المصادر المتضمّنة لها ، وربّما استخدمتُ اُسلوب التلفيق بين المصدر والأصل ، مع الإشارة إلى مورد الاختلاف في الهامش.

٦ ـ ما وضعناه بين المعقوفين [ ] إن كان في كلام منقول من مصدرٍ بعينه فهو من ذلك المصدر ، وإلّا فهو من عندنا لضرورةٍ أو لزيادةِ إيضاح.

٧ ـ علّقنا بعض ال تعليقات الضرورية في الهوامش لرفع غموض أو بيان مطلب أو ما شابه ذلك.

٨ ـ وحيث إن الأصل يخلو من وجود أيّ عنوان سوى العنوان الرئيسي للكتاب ، أدخلت العناوين التي في فهرس الكتاب عليه ، عند تقطيعي لنصوصه.

٩ ـ أوضحتُ ما استُبهم من غريب اللغة مع ذكر المصدر.

٥٦

١٠ ـ صرّحت في الهامش بالنصوص التي لم أعثر عليها ، وكذا الكتب التي لم أقف عليها ، وذلك للأمانة العلمية.

شكر وعرفان :

عرفاناً بالجميل المسدى إليَّ وإيماناً بالحديث الوارد عن الإمام الرضاعليه‌السلام : «من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل»(١) .

رأيت أن أشكر من آزرني لتحقيق هذا الكتاب ، فجزاهم الله جميعاً أفضل جزاء المحسنين ، وهم :

أ ـ سماحة العلّامة السيِّد فاضل آل بحر العلوم دام عزّه ؛ لتبنّي مشروع تحقيق هذا الكتاب ونشره.

ب ـ سماحة العلّامة السيِّد مُحَمَّد علي آل بحر العلوم دام عزّه ؛ لتشجيعي ومراجعة بعض الكتاب ، والسماح لي بقراءة النسخ الخطية في مكتبة العلمين عند تحقيقي الكتاب.

ج ـ سماحة العلّامة السيِّد حسن آل بحر العلوم دام عزّه ؛ لتشجيعي وحثّي لإتمام العمل.

د ـ إدارة المكتبة الحيدرية في الحرم الطهَّر وإدارة مكتبة الإمام الحكيمرحمه‌الله ، وإدارة مكتبة الإمام مُحَمَّد الحسين آل كاشف الغطاءرحمه‌الله العامّة في النجف الأشرف ، حيث فتحت الثلاث أبوابها لي ـ وبعناية خاصّة ـ ولتزويدي بمصادر التحقيق.

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٧ ح ٢.

٥٧

هـ ـ كل من ساهم معي في مقابلة الكتاب ، وأخصُّ بالذكر الأخوين الشيخ رافد الكعبي ، وحسين هادي ونّاس ، وزوجي التي صبرت معي كثيراً.

و ـ الأُستاذ الأخ علي حبيب العيداني ؛ المصحِّح اللُّغوي للكتاب.

ز ـ الأخ الأُستاذ عبد العزيز آل عبد العال ؛ لتوفيره بعض مستلزمات العمل.

فإليهم منّي جميعاً أسمى آيات الشكر والعرفان.

وختاماً

ألتمس من إخواني المؤمنين ، ولا سيما أهل البحث والتحقيق ، أن ينبّهوني على ما قد يجدونه من الخطأ غير المقصود ممّا جرى به القلم وزاغ عنه البصر ، فإنّ الإنسان موضع الغلط والنسيان ، والكمال لله والعصمة لأهلها والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.

وكَتَبَ محقّق الكتاب أحمد علي مجيد الحلّي مولداً

النجفي منشأ ومسكناً ومدفناً إن شاء الله تعالى

في النجف الأشرف في جوار الروضة العلوية المقدَّسة

يوم ١٥ من شهر ربيع الآخر سنة ١٤٣٢ هـ

٥٨

بسم الله الرحمن الرحيم

[ مقدمة المؤلّفرحمه‌الله ]

حسن ابتدائي بحمد لله الَّذي شرح صدورنا بمعالم الدين(١) ، ونوّر قلوبنا بأنوار الهداية واليقين ، وأردف علينا فواضل النّعم ، وَعلَّمنا من العلوم ما لم نعلَم ، سبحانه وبحمده أوجدنا بعد أن لم نكن شيئاً مذكورا ، ورزقنا من مشاهدة آياته هدايةً ونورا ، جمع لكسب آدابنا جميع المُعدّات ، وفتح لنا سبل الخيرات ، ثُمَّ الصلاة على أصبح مَن سبق إلى عالم الإيجاد ، وأفصح من نطق بالضاد ، محمّد الَّذي صدع بما اُمرَ من الرسالة ، فأزال عنّا غياهب الجهالة ، وشيّد الأحكام ، وبالغ في الإحكام ، وعلى آله الَّذين حازوا لذّة العلم والعمل ، وانحازوا عن سلوك جادة الزيغ والزلل.

وبعد ، فيقول الغريق في بحر العصيان ، الراجي من رحمة ربِّه صوب الغفران ، جعفر نجل المرحوم السيِّد محمّد باقر آل بحر العلوم الطباطبائي : إنَّ كتاب (معالم الدين وملاذ المجتهدين) الَّذي هو من مصنَّفات الشيخ الفاضل النحرير(٢) ، والمحقّق الكامل الَّذي ليس له نظير، حسن ابن الشيخ الشهيد السعيد العلّامة ركن الإسلام والمسلمين زين الملّة والدين العاملي(٣) ـ أحسن الله إليهما ـ

__________________

(١) لمّا كان اسم صاحب المعالمرحمه‌الله : (حسن) ؛ ابتدأ الشارح في مقدمته بكلمة : (حسن) ، وهو من براعة الاستهلال.

(٢) النحرير : الرجل الفطن المتقن البصير بكل شيء. (لسان العرب ٥ : ١٩٧).

(٣) هو جمال الدين أبو منصور الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني بن علي بن أحمد العامليّ الجعبيّ ، قدّس الله روحه ، واشتهر بصاحب المعالم ، نسبةً إلى كتابه الذي ألّفه في الفقه مع مقدمة في أصول الفقه وسمّاه معالم الدين وملاذ المجتهدين.

وكان من فطاحل العلم وعشّاق المعرفة ، وقد سما إلى المقام الأسنى في مختلف العلوم ، حيث انّه دخل ميادين العلم دخول المحترف القدير ، فكان يدأب في أخذ العلم ونشره طيلة عمره ليله ونهاره ، وكان علمه يتقاطر من أنامله ، ومعالمه هذه رشحة من بحار فضائله ، فكان لسان الثناء بذكره نطوق في الأصول والفروع ، فقد كان

٥٩

أجلّ ما ألَّف في الفقه والأُصول ، وأحسن ما جمع فيه بين الدليل والمدلول ، من حيث إيجاز اللفظ وإشباع المعنى ، وتقصير العبارة وإطالة المغزى ، فكم قيَّدَ فيه من الأوابد(١) ما أطلقه المحقّقون ، واقتصّ(٢) من الشوارد ما لم يصبه المدقّقون ؛ ولذا تداول سيره في البلاد فتداولوه ، وانتظم في سلك المصاحف المكَرَّمة فتناقلوه ، وتصدّى لكشف غوامضه رجال من أهل العلم شكر الله تعالى سعيهم(٣) ، وقد أحببت أن أضع على مقدِّمته التي تُضرب بها الأمثال ، وتلقتها بيد القبول حملة الفضل والكمال ، شرحاً ممَّا سمعت فوعيت ، وجمعت فأوعيت ، من فوائد

__________________

محقّقاً عالماً درس المعقول والمنقول والفروع والأصول والمنطق والبلاغة والرياضيّات. وأمّا الأدب فهو روضة الأريض ومالك زمام السجع منه والقريض ، والناظم لقلائده وعقوده ، والمميّز عروضه من نقوده فهو النجم الزاهر في سماء العلم والمعرفة.

وقد وُلد في أُسرة ساهمت مساهمة فعّالة في تقدّم العلوم الإسلامية حيث تقلّدت شرف المرجعيّة والزعامة الدينيّة ، وعلى رأسها الشهيد الثاني قدس‌سره ، وكانت ولادته لعشرة بقين من شهر رمضان المبارك عام ٩٥٩ هـ في قرية (جُبَع) من قرى جبل عامل بلبنان.

وكان عمره حين استشهاد والده سبع سنين حيث اشتغل في تلك النواحي المقدّسة واخذ بتحصيل العلوم على يد جملة من فضلائها البارعين وطلبة والده الشهيد ، توفي سنة ١٠١١ هـ من آثاره : كتاب (معالم الدين وملاذ المجتهدين) الذي اشتهر به شهرة عظيمة وفي مقدّمته خطبة نفيسة في فضل العلم والعلماء وكتابنا الذي بين يديك ـ عزيزي القاري ـ هو شرح لهذه الخطبة.

وكتاب (التحرير الطاوسي) ، وغيره من الكتب التي خدم بها الإسلام والمذهب الحقّ فسلام عليه يوم ولد ويوم انتقل إلى الرفيق الأعلى ، ويم يُبعث حياً.

(١) الأوابد : جمع آبدة ، وهي التي قَدْ توحشت ونفرت من الإنس ، والآبدة : الكلمة أو الفعلة الغربية ، ويقال للكلمة الوحشية : آبدة ، وجمعها الأوابد. (لسان العرب ٣ : ٦٩).

(٢) كذا ، واقتض الجارية واقتضها ، بالقاف وبالفاء ، أي افترعها ، والسياق يقتضي : (واقتنص).

(٣) ينظر : الذريعة ٦ : ٢٠٤ ـ ٢١٢ فقد عدَّ مؤلّفها الشيخ أغا بزرك الطهرانيرحمه‌الله لكتاب (معالم الدين) ٥٨ حاشية عليه ، أوّلها رقم ١١٣٤ وآخرها رقم ١١٩٢.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

[هـ] ـ «والخَتل » : بفتح الخاء المعجمة ، والتاء المثناة من فوق : الخُدعة ، يقال : ختله يختله من باب ضرب إذا خدعه وراوغه(١) ، وختل الدنيا بالدين إذا طلبها بعمل الآخرة.

[و] ـ «وصنفٌ يطلبه للفقه والعقل » : يطلب العلم لتحصيل البصيرة الكاملة في الدين ، والتطلُّع إلى أحوال الآخرة ، وحقارة الدنيا ، ولتكمیل عقله الفطري.

ولمّا ذكر الأصناف الثلاثة وغاية مقاصدهم من طلب المال أراد أن يذكر جملة من أوصاف كل واحد منهم ليعرفوا بها فقالعليه‌السلام : «فصاحب الجهل والمِراء مؤذ ، ممار» ، أي : مؤذ لغيره لخبث باطنه ، وقدرته على التكلُّم بالأقوال الخشنة عند المباحثة ، والمحاورة في كيفية النزاع والجدل ، يريد بذلك الاستطالة والتفوّق على صاحبه ، أو لمجرد التذاذه بالغلبة كما هو دأب الأكثرين(٢) .

«والممار » اسم فاعل من (ماراه).

[ز] ـ «استطال عليه » : أي : تطاول وتفاخر.

[من أخلاق العلامة السيِّد رضا آل بحرالعلوم]

نقل جدّي العلّامة السيِّد آل بحر العلوم (طاب ثراه)(٣) : (أنَّ يوماً من الأيام كان هو مع أخيه جدّي السيِّد علي آل بحر العلوم صاحب البرهان القاطع (طاب ثراه)

__________________

(١) مجمع البحرين ١ : ٦٢١.

(٢) شرح اُصول الكافي ٢ : ١٨٢.

(٣) غفل مؤلف الكتاب السيِّد جعفر بن محمّد باقر بن علي بن السیِّد رضا آل بحر العلومرحمه‌الله عن ذكر اسم راوي الحكاية ، والراوي هو أحد أولاد السيِّد الرضارحمه‌الله ، غير السيِّد عليرحمه‌الله ، والسيد الرضارحمه‌الله انجب من الأولاد سبعة وهم : السيِّد جواد ، السيِّد حسين ، السيِّد عبد الحسين ، السيِّد علي ـ جدّ المؤلف المذكور في الحكاية ـ ، السيِّد كاظم ، السيِّد محمّد تقي ، السيِّد محمّد علي ، فيكون الراوي احد الستة الباقون.

٢٢١

بخدمة والدهما السيِّد رضا بحر العلوم (طاب ثراه) ، فأمرهما السيِّد والدهما المذكور بمصاحبتهما اله إلى عيادة شخص من أكابر بیوت العلم المعروفين بالنَّجف.

قال : وبالاتفاق لمّا دخلنا على صاحب الدار لم نجد في مجلسه من أهل العلم أحداً ، وكان الحاضرون كلهم من السواد السوقية ، فلمَّا استقر بنا الجلوس وأدّى كلٌّ منّا مع صاحبه الوظائف والرسوم العادية ، سأل الشيخ صاحب المنزل والدي عن مسألة فقهية وادّعى الاشتباه فيها على الأصحاب ، وأخذ يقرر إشكاله على الأصحاب لوالدي ، فلمَّا أتمّ كلامه أجابه والدي : بأنك مشتبه في فهم مرادهم ، وإن الإشكال غير وارد عليهم بعد فهم المراد ، وأخذ في بيان مرادهم بأحسن تقریر ، وأوفی بيان وتعبیر ، فلمَّا فرغ من الكلام لم يتقبل الشيخ منه ذلك وأخذ في التثبُّت بالمناقشات ، فكرَّر الوالد عليه الكلام بأوفى من المرة الأولى ، فلم يقنع الشيخ بذلك ، فکرَّر عليه الكلام ثالثاً وبالغ في الايضاح ، فلم يقنع الشيخ بذلك ، فسكت الوالد ولم يتكلَّم بعده بكلمة واحدة ، وحين رأي الشيخ من والدي ذلك قوي عزمه على الكلام وأخذ بإقامة ما عنده من البراهين على صحَّة ما ادّعاه من الغثّ والسمين ، والوالد ساكت لا يتكلَّم بحيث تحقَّق عند العام الحاضرين في ذلك المجلس تفوق الشيخ على السيِّد الوالد وإقحامه بما لا مزيد عليه.

قال : ونحن حاضرون وأدركنا ذلك المعنى من أهل المجلس ، وكنا نقدر على إعانة الوالد ومساعدته في الكلام وإقعاد كلمته على حسب الواقع والمرام ، ولكنّا تأدُّباً اللوالد ، وتوقيراً لصاحب المنزل سكتنا ، ولمّا قمنا وخرجنا من المنزل تقدم أخي السيِّد علي إلى جنب السيِّد الوالدرحمه‌الله وقال له : يا والدي ، ما الَّذي دعاك إلى السكوت عن إحقاق الحق وقمع الباطل حَتَّى فضحت نفسك ، وفضحت جدَّنا بحر العلوم ، بل وأسأت جعفر بن محمّدعليه‌السلام بهذا السكوت ، لِمَ سكتّ وأنت محقٌّ في کلامك؟ وبالغ في انزعاجه من تلك الحالة ، ولمّا سكن قال له والديرحمه‌الله : مع العلم

٢٢٢

بأن الطرف المقابل ـ يعني الشيخ ـ فهم كلامي ؛ لأنه ليس بتلك الدرجة من الغباوة بحيث لم يفهم ما قلته ، ولاسيَّما مع تكراري عليه ذلك مرّات ، فالمجادلة معه أكثر من ذلك ما هو إلا لأجل إقعاد الكلمة والالتذاذ بالغلبة ، وهو ممقوت عند صاحب الشرع).

(ولعمري) لتلك حالة لا توجد إلا عند الأوحدين من الناس ، ولاسيَّما بمحضر جماعة من العوام الَّذين هم كالأنعام ، ولا يعرفون الموازين العلمية للأشخاص إلّا بما يشاهدونه بأعينهم من المفاوضات والمكالمات ، ولكن ربَّما كان السكوت جواباً ، قال أبو العبَّاس الناشئ :

وإذا بُليتُ بِجاهلٍ مُتَحامِلٍ

حَسِبَ(١) المَحالَ من الأُمورِ صَوابا

أوليتُهُ منِّي السكوتَ ورُبَّما

كانَ السُكوتُ عنِ القبیحِ(٢) جَوابا(٣)

وقيل لبعض : (ما لكم لا تعاتبون الجهّال ليعلموا؟ فقال : إنّا لا نكلّف العُمْيَ بأن يبصروا ، ولا الصُمَّ بأن يسمعوا )(٤) .

وقال آخر : (ليس على العالم شيء أصعب ولا أتعب من جاهل يغالطه بالجهل إذا لم يكن عندَهُ عالم يفقه کلامه )(٥) .

__________________

(١) في الوفيات : (يجد).

(٢) في الوفيات : (الجواب).

(٣) وفيات الأعيان ٣ : ٣٧١ ، وانشده الإمام الرضاعليه‌السلام كما في عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٨٧ ويدل ذلك أنه لغير الناشئ الصغير المتوفی سنة ٣٦٦ هـ ، فلاحظ.

(٤) فيض القدير ٢ : ٢٢.

(٥) لم أهتد إلى مصدر هذا القول.

٢٢٣

(رجع)

[ح] ـ «متعرّض للمقال » : لأن غرض إظهار التفوُّق والغلبة والتفاخُر والجاه ، ولا يحصل إلا بجلاله ومقاله.

[ط] ـ «في أندية الرجال » : الأندية ، جمع النادي وهو : مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه فإذا تفرقوا فليس بناد(١) .

[ي] ـ «قد تسربل الخشوع » : السِّربال بالكسر : القميص ، وسربلته : أي ألبسته السربال ـ أعني القميص(٢) .

والخشوع : التذلُّل والخضوع ، يعني : أظهر الخشوع بالتشبُّه بالخاشعين ، والتزييّ بزيهم مع أنه خال من الورع اللازم للخشوع.

[مراتب الورع]

(واعلم أنّ الورع على مراتب :

الأول : ورع التائبين ، وهو ما يخرج به الإنسان عن الفسق ويوجب قبول شهادته.

الثاني : ورع الصالحين ، وهم ترك الشبهات خوفاً من سقوط المنزلة بارتكابها.

الثالثة : ورع المتَّقين ، وهم ترك الحلال الَّذي يُتخوَّف منه أن ينجرّ إلى الحرام ، كترك التكلُّم بأحوال الناس خوفاً من الوقوع في الغيبة.

الرابع : ورع السالكين ، وهم الإعراض عما سواه تعالی خوفاً من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه)(٣) .

[ك] ـ «فدقَّ الله من هذا » ، أي من أجل عمله هذا العمل.

__________________

(١) ينظر : لسان العرب ١٥ : ٣١٧ ، مادة (ن. د. ي).

(٢) الصحاح ٥ : ١٧٢٩.

(٣) بحار الأنوار ٦٧ : ١٠٠.

٢٢٤

[ل] ـ «خيشومه » : أي أعلى أنفه ، وهو كناية عن إذلاله وجعله خائباً خاسراً عمّا قصده من العمل.

[م] ـ «وقطع منه حيزومه » : الحَيزوم بفتح الحاء المهملة والياء المثناة من تحت ، والزاي المعجمة : وسط الصدر ، وفي القاموس : هو ما استدار من الظهر والبطن(١) .

وكيف كان فهو أيضاً كناية عن إهلاکه واستيصاله بالمرَّة ، لقطع ما هو مناط الحياة.

[ن] ـ «ذو خِبّ ومَلَق » : الخب بكسر الخاء المعجمة والباء الموحدة المشددة ، مصدر بمعنى : الخدعة والغش(٢) .

والملق بالتحريك : اللُّطف الشديد ، والتودُّد فوق ما ينبغي باللسان من غير أن يكون له أثر في القلب(٣) .

[س] ـ «يستطيل على مثله » : من أشباهه أي على من يشابهه في رتبة العلم

والفضل.

[ع] ـ «ويتواضع للأغنياء من دونه » : أي ممَّن هو دونه في الرتبة والمنزلة ، والاستطالة على المماثل ، والتواضع للأدون من أقبح الأفعال ، ودليل على ركاكة الذات وشناعة الصفات.

__________________

(١) القاموس المحيط ٤ : ٩٦.

(٢) مجمع البحرين ١ : ٦١٦ ، والخب بالفتح : الخداع ، وهو الجريز الَّذي يسعى بين الناس بالفساد. (ينظر : النهاية في غريب الحديث ٢ : ٤).

(٣) ينظر : العين ٥ : ١٧٤ ، الصحاح ٤ : ١٥٥٦.

٢٢٥

[ف] ـ «فهو الحلوانهم هاضم » : الحلوان هو الرشوة ، فكأن ما يأخذه منهم اُجرة لما يعمله ، وفي بعض النسخ لحلوائهم بالهمزة وهي الأطعمة اللَّذيذة.

[ص] ـ «ولدينه » : بإفراد الضمير كما هو المتَّفق عليه في نسخ الكافي.

[ق] ـ «حاطم » : أي كاسر ؛ لأنه باع دينه بدنياه ، بل بلقمة من مائدتهم تبعاً لقوَّة الشهوة ، فهو معط لهم فوق ما يأخذ منهم ؛ لأنه يأخذ منهم ما يطعمون ، ومعط إياهم من دينه ، فلا جرم كان عادماً لإيمانه ويقينه ، أو لأنه يحلّ لهم بفتواه ما يشتهون ، ويحطم دينه بما يُدهن فيدهنون.

وبناءً على ما في المتن من ضمير الجمع فله وجه ، فإن فعله ذلك يوجب تجرّيهم على الحرام ، واعطاءهم إيّاه بالرشوة عند ما يتوقعون منه ما يوافق طباعهم ، فهو حاطم لدينهم ، ثُمَّ دعا عليه بالاستیصال بحيث لم يبق له خبر ولا أثر.

[ر] ـ «عمي عليه الخبر » : أي خفي ، كناية عن عمى البصر.

[ش] ـ «وقطع من آثار العلماء أثره » : أي ما بقی من أثار علمه بين الناس ، فلا يُذكر به كما يُذكر به غيره في الدهور ، وتوجب اشتهاره وحسن ذكره ، وإنما دعا على الصنفين للحوق ضررهما على العلماء المحقّين ، أكثر من ضرر الكفّار المتمرِّدين.

[ت] ـ «وصاحب الفقه والعقل » : وهو الصنف الَّذي يطلب العلم لتکميل القوَّة النظرية والقوَّة العلمية والتخلُّق بالأخلاق الحسنة.

[ث] ـ «قد تحنّك في برنسه » : التحنُّك إدارة طرف العمامة تحت حنکه ، أي ما تحت ذقنه ، وفيه استحباب التحنُّك.

٢٢٦

وقال المجلسيرحمه‌الله في (مرآة العقول) في شرح هذا الخبر (عند قوله : تحنُّك في برنسه) : (يومين إلى استحباب التحنُّك في الصلاة)(١) .

وفيه ما فيه ، نعم ، يدل على ذلك من النصوص ما رواه صاحب العوالي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من صلّى بغير حنك فأصابه داء لا دواء له ، فلا يلومنّ إلّا نفسه »(٢) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من صلّی مقتطعاً (٣) فأصابه داء لا دواء له ، فلا يلومنّ إلّا نفسه »(٤) .

وفي (شرح المفاتيح) : (أن الأوّل مروي في العوالي في مكانين عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله )(٥) .

ورواه عنه أيضاً في (المستدرکات)(٦) .

والثاني رواه مستقلاً فخر الإسلام في (شرح الإرشاد)(٧) ، فلا دغدغة في ذلك.

(والبرنس) : قلنسوة طويلة ، كان يلبسها النُسَّاك في صدر الإسلام(٨) .

__________________

(١) مرآة العقول ١ : ١٦٢.

(٢) يأتي تخريج الحديث.

(٣) (مقتطعاً) هي تصحيف (مقتعطاً) كما في مجمع البحرين ٣ : ٥٣٣ وهو : شدّ العمامة على الرأس من غير إدارة على الحنك.

(٤) يأتي تخريج الحديث.

(٥) شرح المفاتيح مخطوط لم أقف عليه ، وفي العوالي الحديثان موجودان في مكانين وليس الأول منه ، فلاحظ (ينظر : عوالي اللئالي ٢ : ٢١٦ ح ٦ للأول ، و ٤ : ٣٧ ح ١٢٨ للثاني).

(٦) مستدرك الوسائل ٣ : ٢١٥ ح ٣٤٠٢ / ٢.

(٧) عنه کشف اللثام ٣ : ٢٦٢ في لباس المصلي.

(٨) الصحاح ٣ : ٩٠٨.

٢٢٧

أو كل ثوب رأسه منه [ملترق به ، من](١) درّاعة كان أوجبّة أو ممطر ، معرَّب یوناني(٢) .

ويكفي في كراهة ترك التحنُّك أو السدل مطلقاً ولو في غير الصلاة المرسل أن الطبقية عِمة إبليس ؛ ولذا لم يتوقَّف أحد في كراهة عدم التحنُّك مطلقاً ، كما صرّح به جدّي صاحب البرهان (طاب ثراه)(٣) .

[خ] ـ «وجِلاً ، خائفاً » : من عدم قبول عمله ؛ لعلمه بأن الله إنَّما يتقبل أعمال المتَّقين ، ولعلَّه لا يكون منهم ، أو لعلمه بأنَّ المقبول إنَّما هو العمل الصالح ولا يعلم صلاح عمله ، أو يخاف من سوء الخاتمة وانقلاب العاقبة وعدم الاستمرار كما انعكست حالة كثير من العُبَّاد في آخر عمره.

[ذ] ـ «داعياً لقبول » : عمله وحسن عاقبته ومغفرة ذنوبه.

[ض] ـ «مشفقاً » : من عدم استجابته ، فإنَّ الدعاء أيضاً من جملة الأعمال التي لا تقبل إلا الصالح منها ، أو من أن يكون قَدْ صدر منه ما يحبس دعاءه ، كما قالعليه‌السلام في دعاء كميل : «اللهُمَّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء »(٤) .

وكما في الحديث : «أعوذ بك من الذنوب التي تردّ الدعاء »(٥) .

وهي كما جاءت به الرواية عن الصادقعليه‌السلام : «سوءُ النيَّة والسريرة ، أو ترك التصديق بالإجابة ، والنفاق مع الإخوان ، وتأخير الصلاة عن وقتها »(٦) .

__________________

(١) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) النهاية في غريب الحديث ١ : ١٢٢.

(٣) البرهان القاطع : مخطوط لم أقف عليه.

(٤) دعاء کميل ورد في العديد من كتب الدعاء والزيارة ، ولا حاجة لذكرها.

(٥) ورد بهذا النص في مجمع البحرين ٢ : ٣٨.

(٦) مجمع البحرين ٢ : ٣٨.

٢٢٨

[ظ] ـ «مقبلاً على شأنه » : أي على إصلاح نفسه ، وتهذيب باطنه بالتخلية من الرذائل ، والتحلية بالفضائل.

[غ] ـ «عارفاً » : بأهل زمانه وبحركاتهم ومقاصدهم بالمكاشفات القلبية والمشاهدات العينية.

[أب] ـ «مستوحشاً » : من أوثق إخوانه ؛ لعلمه بأن مخالطتهم تُميتُ القلب ، وتُفسد الدين ، فيختار الاعتزال عنهم ؛ لما فيه السلامة ، إذ قَدْ خُصّ بالبلاء من عرفته الناس ؛ ولذا ورد : «فُرَّ من الناس فرارَكَ مِنَ الأسدِ »(١) .

وفي الشعر الفارسي :

دلا خو کن بتنهائي

که از تنها بلا خيزد

سعادت آنکسي دارد

که از مردم ببرهيزد

وإن شئت توسيع المخاض بأكثر من ذلك ، فنقول : لمّا عرفت أنه ليس الغرض من بعث الأنبياء إلا تهذيب الأخلاق البشرية ، كما قال سيد الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنَّما بعثتُ لأتَمِّمَ مكارِمَ الأخلاق »(٢) .

فلا بد من مباشرة الأعمال الشرعية بصورة توجب التحلّي بالفضائل ، والتخلّي عن الرذائل ، وتسبِّب التحصّل للأخلاق الفاضلة ، وتبديل الملكات الرذيلة ، وهذا الأمر لا محال يتوقَّفُ على تنبُّهٍ کامل واطّلاع وافر على أحوال النفس ، والأُمور الباطنية ، وتقلُّبات القلب ، ودقائق آفات النفس ، ويحتاج إلى

__________________

(١) شرح اُصول الكافي ٢ : ١٨٧.

(٢) تقدم ذكره.

٢٢٩

اهتمام عظيم في إيقاع العبادات على وجه الإخلاص المحض ، وخلوص النيَّة من جميع الشوائب ، والاهتمام بذلك كلّه ، وملاحظة هذه المعاني مع المعاشرة والمخالطة ، وارتكاب اللوازم والرسوم والعادات ، ومباشرة الأُمور الدنيوية مطلقاً متعسِّرٌ جداً ، بل يتعذَّر على أكثر النفوس.

فلا جرم أنَّ كثيراً من السالكين ، وعلماء الشريعة ، وحكماء الملَّة في كلّ زمان من الأزمان اختاروا العزلة ، وتقليل الخلطة بعد تحصيل العلوم اليقينية ، وحصول الملكات العلمية ، وتكميل القوَّة النظرية ، وكانوا يحثُّون تلاميذهم عليها ، وفي صدر السلف أيضاً كان شعار خلّص الصحابة وكمّل التابعين هو الانقطاع إلى الله ، والانفراد لجهة العبادة من غير تزيّ بزيٍّ خاص ، ولا تسمّ باسم مخصوص ، ولا وضع اصطلاح جدید.

قال مالك بن دينار : (من لم يأنس بمحادثة الله عن محادثة المخلوقين ، فقد قلّ علمه ، وعَمِيَ قلمه ، وضاع عمره )(١) .

قيل لبعضهم : (من معك في الدار؟

قال : الله تعالى معي ، ولا يستوحش من أنس به)(٢) .

ووصف بعض العارفين صفة أهل المحبة الواصلين ، فقال : (جدّد لهم الودّ في كلّ طرفة بدوام الاتصال ، وآواهم (٣) في كنفة بحقائق السكون إليه حَتَّى أنّت قلوبهم ، وحنّت أرواحهم شوقاً ، وكان الحبُّ والشوق منهم إشارة من الحق إليهم عن

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٠ : ٤٣.

(٢) لم أهتد إلى مصدر هذا القول.

(٣) في الأصل : (واوهم) وما في المتن من استظهارنا حَتَّى يستقيم النص.

٢٣٠

حقيقة التوحيد وهو الوجود بالله ، فذهبت مناهم ، وانقطعت آمالهم عنده ؛ لما بان منه لهم )(١) .

[أج] ـ «فشدّ الله من هذا أركانه » : المشار إليه بهذا هو العالم الَّذي هو صاحب الفقه والعقل ، أي : ثبّت الله تعالى ، وأحكم غاية الإحكام أركانه الظاهرة ، أعني جوارحه وأعضاءه الباطنة من عقله وفهمه ودينه.

__________________

(١) لم اهتد إلى مصدر هذا القول.

٢٣١

الحديث العاشر

منهومان لا يشبعان

[٧٦] ـ قالرحمه‌الله : عنه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسی ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، قال: سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : منهومان لا يشبعان : طالب دنيا وطالب علم ، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحلّ الله له سلم ، ومن تناولها من غير حلّها هلك ، إلا أن يتوب أو يراجع ، ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا ، ومن أراد به الدنيا فهي حظُّه »(١) .

أقول : واستيعاب المرام في موضعين :

الموضع الأول

فيما يتعلق برجال السند :

ومرجع الضمير كما عرفت.

[ترجمة عُمَر بن أذينة]

أمّا عُمَر بن أذينة : هو ابن محمّد بن عبد الرحمن بن اُذينة ، بضم الهمزة ، وفتح الذال المعجمة ، وسكون الياء المنقطة تحتها نقطتين ، وفتح النون.

ذكره النجاشي في (الفهرست) وعدّ نسبه إلى عدنان ، ثُمَّ قال : (شيخ أصحابنا البصريين ووجههم ، روى عن أبي عبد الله عليه‌السلام بمكاتبة (٢) ، له كتاب (الفرائض) )(٣) .

وزاد في (الخلاصة) : (أنه كان ثقة صحيحاً ).

__________________

(١) معالم الدين : ١٥ ، الكافي ١ : ٤٦ ح ١.

(٢) في رجال النجاشي : (بمکاتبه) ، وفي الخلاصة : (مکاتبة) ولعله الأصح ، فلاحظ.

(٣) رجال النجاشي : ٢٨٣ رقم ٧٥٢.

٢٣٢

ثُمَّ قال : (قال الكَشِّي : قال حمدويه : سمعت أشياخي منهم العبيدي وغيره ، أنَّ ابن اُذينة كوفي ، وكان هرب من المهدي ، ومات باليمن ؛ فلذلك لم يروِ عنه كثير ، ويقال : اسمه محمّد بن عُمَر بن اُذينة ، غلب عليه اسم أبيه )(١) .

وفي (المشتركات) : (ابن اُذينة ، الثقة ، روى عنه ابن أبي عمير ، وصفوان ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، وحريز ، وأحمد بن ميثم ، وأحمد بن محمّد بن عيسی ، وأبوه ، وعثمان بن عيسی ، وجميل بن درَّاج ، وحمّاد بن عيسی )(٢) .

[ترجمة أبان بن أبي عياش]

(وأمّا أبان : فهو ابن أبي عياش ـ بالعين المهملة ، والشين المعجمة ـ واسم أبي عياش : فيروز ـ بالفاء المفتوحة ، والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة وبعدها راء ، وبعد الواو زاي ـ تابعي ضعيف ، روى عن أنس بن مالك ، وروي عن علي بن الحسين عليهما‌السلام ، لا يُلتفت إليه ، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه )(٣) .

وفي (الخلاصة) : (الأقوى عندي التوقُّف فيما يرويه ؛ لشهادة ابن الغضائري عليه بالضعف )(٤) .

وقال الشيخ في رجاله : (إنه ضعيف )(٥) .

وحكم بتضعيفه خالنا المجلسيرحمه‌الله في (الوجيزة )(٦) .

__________________

(١) خلاصة الأقوال : ٢١١ رقم ٢ ، اختيار معرفة الرجال ٢ : ٦٢٦ رقم ٦١٢.

(٢) هداية المحدثين : ١٢٣.

(٣) خلاصة الأقوال : ٣٢٥ رقم ٢ ، شرح اُصول الكافي ٢ : ٣٠٧.

(٤) خلاصة الأقوال : ٣٢٥ رقم ٢ ، رجال ابن الغضائري : ٣٦ رقم ١.

(٥) رجال الطوسی : ١٣٦ رقم ١٢٦٤ / ٣٦.

(٦) الوجيزة في الرجال : ١١ رقم ٥.

٢٣٣

ولم يتعرَّض لذكره صاحب (البُلغة) ؛ بناءً على ما بنى عليه من إسقاط المجاهيل والضعفاء.

[ترجمة سليم بن قيس]

وأمّا سُلیم بن قيس : فقد صرّح السيِّد الداماد بأنه صاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن خواصّه ، روی عن السبطين والسجاد والباقر والصادقعليهم‌السلام وهو من الأولياء ، والحقّ فيه ـ وفاقاً للعلّامة وغيره من وجوه الأصحاب ـ تعديلُهُ(١) .

وقال ابن شهر آشوب : (سُليم بن قيس الهلالي صاحب الأحاديث ، له كتاب )(٢) .

وقال ابن طاووس : (تضمّن الكتاب ما يشهد بشكره [وصحَّة كتابه] ) ، انتهى(٣) .

وقال المجلسي : (وكتاب سُليم بن قيس في غاية الاشتهار ، وقد طعن فيه جماعة ، والحق أنه من الأُصول المعتبرة )(٤) .

وفي موضع من البحار ـ أظنُّه في كتاب الغيبة ـ عدّه من الثقات العظام(٥) .

__________________

(١) نسبه أبو علي الحائري في منتهى المقال إلى السيِّد الداماد في رواشحه ، ولم أعثر عليه في الرواشح السماوية ، وذكره المازندراني في شرح اُصول الكافي ٢ : ٣٠٧ عن بعض المحدثين من أصحابنا ، ولم يصرّحرحمه‌الله بأنه للسيد الداماد ، فلاحظ.

وينظر : خلاصة الأقوال : ١٦١ رقم ١ ، منتهى المقال ٣ : ٣٨٢.

(٢) معالم العلماء : ٩٣ رقم ٣٩٠.

(٣) التحرير الطاووسي : ٢٥٢ رقم ١٨٠ وما بين المعقوفين من المصدر.

(٤) بحار الأنوار ١ : ٣٢.

(٥) قال النعماني : (وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمّةعليهم‌السلام خلاف في أن كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأُصول التي رواها أهل العلم ومن حملة حديث أهل البيتعليهم‌السلام وأقدمها ، لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنينعليه‌السلام وسمع منهما ، وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها). (غيبة النعماني : ١٠٣).

٢٣٤

وقال الشيخ أبو علي : (ولقد طعن فيه الغضائري ، ولو حَكَمْنا بالطَّمْنِ لِطَعنهِ ، لَمّا سَلِمَ جليلٌ مِنَ الطَّعن)(١) .

الموضع الثاني

في شرح المتن :

ذُكر هذا الحديث في الكافي في باب (المستأكل بعلمه والمباهي به)(٢) ، والمراد بالمستأكل من يتخذ علمه رأس مال يأكل منه ويتوسَّع به في معاشه ، يقال : فلان ذو أكل ، إذا كان ذا حظّ من الدنيا ورزق واسع ، والمأكل : الكسب.

قال أبو جعفر الباقرعليه‌السلام : «ويحك يا أبا الربيع [لا تطلبنّ الرئاسة ، ولا تكن ذئباً ، و] لا تأكل بنا الناس ، فيفقرك الله »(٣) .

نهاه أن يجعل العلوم الشرعية التي أخذها منهمعليهم‌السلام آلة الأكل والأموال ، كما هو شأن قضاة الجور ، وأوعده بأن الله يفقره في الدنيا بتفويت المال ونقص العيش.

والحديث : مروي في التهذيب أيضاً(٤) .

[أ] ـ «والمنهوم » : من النَّهَم ، بالتحريك ، وهو إفراط الشهوة في الطعام(٥) .

__________________

وقال عنه في موضع من بحار الأنوار ٣٠ : ١٣٤ ما نصّه : (والحق أن بمثل هذا لا يمكن القدح في كتاب معروف بين المحدّثين اعتمد عليه الكليني والصدوق وغيرهما من القدماء ، وأكثر أخباره مطابقة لما رُوى بالأسانيد الصحيحة في الأُصول المعتبرة).

(١) منتهى المقال ٣ : ٣٨٢.

(٢) الكافي ١ : ٤٦ وفيه ستة أحاديث.

(٣) الكافي ٢ : ٣٩٨ ح ٦ ، وما بين المعقوفين من المصدر

(٤) تهذيب الأحكام ٦ : ٣٢٨ ح ٩٠٦ / ٢٧.

(٥) لسان العرب ١٢ : ٥٩٣.

٢٣٥

وليس فيه دلالة على ذمّ الحرص في تحصيل العلم حَتَّى يُحمل على أن المراد من العلم هو غير علم الآخرة ، بل المقصود أن (أنه ـ ظ) خاصية الدنيا والعلم(١) ذلك ، يعني : مَنْ ذاق طعم حلاوة العلم ، وحلاوة الدنيا لم يشبع منهما ، (أمّا الدنيا) فكلَّما تناول مرتبة من مراتبها حثَّهُ الحرص وطول الأمل إلى تناول ما فوق ذلك ، ولا يكاد يقنع بمرتبة من مراتب الدنيا ، فهو في ألم من تلك الأحوال حَتَّى يموت.

[ب] ـ «وأمّا طالب العلم » : فلأنَّ ساحة العلوم أوسع من أن يحوم حولها عقل أحد من أفراد البشر ، قال تعالى : ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ(٢) .

[ج] ـ «فمَنِ اقتصَرَ مِنَ الدُّنيا على ما أحَلًّ اللهَ لَهُ سَلِم » : أي وإن كان كثيراً في غاية الكثرة ، وكان فيه شهوة وميل إليها كما هو مقتضى العموم المستفاد من الموصول ؛ ولأنَّ جمع الدنيا من مَمَرّ الحلال حلال لا عقوبة فيه وإن بلغ ما بلغ ، ما لم يؤدِّ إلى حد الغرور ، وقطع علائق التوكُّل على الله تعالى ، والاستيثاق بما عنده من المال.

[د] ـ «إلا أن يتوب » : إلى الله تعالى بأن يندم على ما فعل فيما سبق ، ويعزم على الترك فيما يأتي ، أو يراجع من ظلمه ويرضيه.

وظاهر الحديث : أن كلّا من التوبة والمراجعة ناج (منجٍ ـ ظ) من العقاب ، وهو مشکل مع اشتغال الذمَّة بمال الناس المتناول له من غير حلّه ، فأمّا أن يجعل

__________________

(١) كذا والجملة غير مستقيمة ، إلا إذا قلنا : (خاصية الدنيا بالعلم).

(٢) سورة يوسف : من آية ٧٦.

٢٣٦

(أو) : بمعنى الواو للتفسير ، كما هو مذهب الكوفيين ، وابن مالك ، والأخفش ، والجرمي ، واختاره ابن هشام في المغني(١) .

أو للإضراب كما قال ابن مالك :

خَيَّر ، أبِحُ ، قَسِّمْ بِأَوْ وأبْهِمِ

وَاشْكُكْ وإضرابٌ بِها أيضاً نُمِي

والفرق بين الإباحة والتخيير جواز الجمع في تلك دونه ، واحتجوا له بقول توبة :

وقد زَعَمَتْ ليلى بِأنِّيَ فاجِرٌ

نَفسي تُقاها أو عَلَيْها فُجُورها(٢)

وله شواهد أخر.

(أو) : يجعل التوبة علاجاً لما وقع منه من الظلم في حق نفسه من غير تعلُّق بحقّ الغير ، والمراجعة علاجاً لما وقع منه من الاغتصاب لحق الغير ، فإن ذلك لا يرفع إلا مع إرضاء صاحب الحقّ.

ويحتمل تخصيص التوبة بما إذا لم يقدر على رد المال الحرام إلى صاحبه والمراجعة بما قدر عليه.

[هـ] ـ «ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا » : أهل العلم هم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة المعصومون ، والعلماء التابعون لهم ، يعني : من أخذ العلم منهم وعمل بما يقتضيه علمه نجا من العقوبات الأُخروية ، ومن كل ما يمنعه عن

__________________

(١) لم يذکر ابن هشام معنى التفسير كما لم يذكره غيره ، وإنما قال : (والخامس ـ أي من معاني (أو) ـ : الجمع المطلق كالواو ، قاله الكوفيون والأخفش والجرمي ...) ثُمَّ استغرب بعدها من ذهاب ابن مالك إلى هذا الرأي أيضاً واعترض عليه. (ينظر : المغني ١ : ٦٣).

(٢) البيت لتوبة من الحمير. (ينظر : أمالي القالي ١ : ١٣١ ، خزانة الأدب ١١ : ٦٨).

٢٣٧

التقرُّب إلى الله تعالی ؛ إذ اللازم لطريقتهم لاحق بهم لا محالة ، بل منهم ، كما ورد : «إنَّ سلمان منَّا أهلَ البيت »(١) .

ولا شك أن طريقتهم هي الطريقة الحقَّة التي لا يشوبها أدنی رائحة الباطل ، كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحق مع علي وهو مع الحق ، أينما دار »(٢) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللهُمَّ أدر الحق معه أينما دار »(٣) ، رواه العامَّة في صحاحهم ، وذكروا في ذلك خمسة عشر حديثاً ، ومن جملة من رواه ، إمام الحرمين في الجمع بين الصّحاح السَّتة) في الجزء الثالث منه ، والزمخشري في ربيع الأبرار(٤) .

وقال ابن أبي الحديد في شرحه عند قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : «إن الأئمّة من قريش غُرسوا في هذا البطن من هاشم لا تصلح على من سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم » :

(فإن قلت : إنَّك شرحت هذا الكتاب على مذهب المعتزلة ، فما قولك في هذا الكلام ، وهو تصريح بأن الإمامة لا تصلح من قريش إلا في بني هاشم خاصَّة ، وليس ذلك بمذهب المعتزلة.

قلت : هذا الموضع مشکل ، ولي فيه نظر ، وإن صحّ أن علياًعليه‌السلام قال ذلك ، قلت : كما قال ؛ لأنه ثبت عندي أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنه مع الحق وإن الحق يدور معه

__________________

(١) عیون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٧٠.

(٢) ذكر المؤلفينرحمه‌الله الحديث بالمعنى ونصّه : «علي مع الحق والحق مع علي ، يدور معه حيثما دار ». (شرح نهج البلاغة ١٨ : ٧٢).

(٣) ذكر المؤلفرحمه‌الله الحديث بالمعنى ونصّه : «اللهمّ أدر الحق مع على حيث دار ». (خصائص الوحي المبین ٣١).

(٤) ينظر : مصادر هذا الحديث الشريف من كتب أهل السنة في كتاب الغدير ٣ : ١٧٦ ـ ١٧٩ ، فإن مؤلفهرحمه‌الله كفانا مؤونة ذلك ، فجزاه الله عن كتابه هذا وغيره ألف خير.

٢٣٨

حيثما دار » ، ويمكن أن يتأول ويطبّق على مذهب المعتزلة ، فيحمل على أن المراد به كمال الإمامة ، كما حُمل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد » على نفي الكمال ، لا على نفي الصحَّة) ، انتهى(١) .

وأنت خير بأن نفي الصحَّة أقرب إلى المعنى الحقيقي من نفي الكمال كما حُقّق في محلّه ، ويدل على صحَّة قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما رواه ابن حجر في (الصواعق) أنه خرّج مسلم والترمذي وغيرهما عن وائلة أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إنّ الله اصطفی كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى من بني كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم »(٢) .

وأصرح من ذلك كلّه ما نقله أبو العبَّاس القلقشندي المصري الشافعي في كتابه (نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب) : (أنهم يعني أصحابه الشافعية نصّوا على أن الهاشمي أولى بالإمامة من غيره من قريش).

راجع الفصل الأول من مقدمة الكتاب المزبور(٣) .

[و] ـ «من أراد به الدنيا فهي حظه » : يعني من أراد بعلمه التوسل إلى زخارق الدنيا ، والتقرَّب إلى الملوك والسلاطين ، وجلب المال من الفاسقين ، والسوق على العالمين ، ذلك حظه وثمرة علمه وماله في الآخرة من نصيب ، قال الله تعالی : ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ(٤) .

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٩ : ٨٧.

(٢) الصواعق المحرقة : ١٨٨ ح ٣١.

(٣) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب : ٧.

(٤) سورة الشوری : ٢٠.

٢٣٩

الحديث الحادي عشر

الحديث لمنفعة الدنيا

[٧٧] ـ قالرحمه‌الله : عنه ، عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّی بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال : «من أراد الحديث لمنفعة الدنيا ، لم يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله تعالى خير الدنيا والآخرة »(١) .

أقول : واستيعاب المرام في موضعين :

الموضع الأول

في رجال السند :

ومرجع الضمير كما تقدّم.

[ترجمة معلی بن محمّد]

ومعلّی بن محمّد : هو أبو الحسن البصري.

قال في (الخلاصة) : (وهو مضطرب الحديث والمذهب ، ونقل عن ابن الغضائري : أنه يعرف حديثُه وينكر ، وأنه يروي عن الضعفاء ، وأنه يجوّز أن يخرج شاهداً )(٢) .

وقال في (التعليقة) : (قال جدّي رحمه‌الله : لم نطّلع على خبر يدلُّ على اضطرابه في الحديث والمذهب كما ذكره بعض الأصحاب ) ، انتهى(٣) .

ولم يذكره صاحب (البُلغة) ، وقال في حاشية له على هذا المقام ما لفظه : (لم نذكر معلّی بن محمّد البصري ؛ لأنه ضعيف مضطرب.

__________________

(١) معالم الدين : ١٦ ، الكافي ١ : ٤٦ ح ٢.

(٢) خلاصة الأقوال : ٤٠٩ رقم ٢ ، رجال ابن الغضائري : ٩٦ رقم ١٤١ / ٢٦.

(٣) تعليقة البهبهاني على منهج المقال : ٣٢٩.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683