تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ٢

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم15%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 513

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 513 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12132 / تحميل: 1519
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

الحديث الرابع عشر

تعظيم العلماء

[ ٨٠] ـ قالرحمه‌الله : فصل : وروينا بالإسناد السابق ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن الشيخ الصدوق محمّد بن علي بن بابویهرحمه‌الله ، عن علي بن أحمد بن موسی الدقّاقرضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر الكوفي الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد [الدقّاق](١) ، قال : حدّثنا إسماعيل بن الفضل ، عن ثابت بن دينار الثمالي ، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال : «حقّ سائسك بالعلم : التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والإقبال إليه ، وأن لا ترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحداً يسأله عن شيء ، حَتَّى يكون هو الَّذي يجيب ، ولا تحدِّث في مجلسه أحداً ، ولا تغتاب عنده أحداً ، وأن تدفع عنه إذا ذُكر عندك بسوء ، وأن تستر عيوبه ، وتُظهر مناقبه ، ولا تُجالس له عدواً ، ولا تُعادي له ولياً.

فإذا فعلت ذلك ، شهد لك ملائكة الله بأنَّك قصدته وتعلَّمت علمه لله جلَّ اسمه ، لا للناس. وحقّ رعيتك بالعلم أن تعلم أن الله عزَّ وجلَّ إنَّما جعلك قيّماً لهم فيما أتاك من العلم ، وفتح لك من خزائنه. فإنْ أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ، ولم تضجر عليهم ، زادك الله عزَّ وجلَّ من فضله. وإن أنت منعت الناس علمك ، أو خرقت عند طلبهم منك ، كان حقّاً على الله عزَّ وجلَّ أن يسلبك العلم وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلَّك»(٢) .

أقول : واستيعاب المرام في موضعين :

__________________

(١) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) معالم الدين : ١٦ ، الخصال ٥٦٧.

٢٦١

الموضع الأول

في رجال السند :

[ترجمة علي بن أحمد الدقاق]

علي بن أحمد بن موسى ، ويقال له : الدقّاق ، وروى الصدوقرحمه‌الله عنه مترضياً عليه ، ولعله من مشايخه(١) .

[ترجمة محمّد بن جعفر]

وأمّا محمّد بن جعفر ، فهو : محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي ، أبو الحسين الكوفي ، ساكن الريّ ، يقال له : محمّد بن أبي عبد الله.

قال النجاشي : (كان ثقة ، صحيح الحديث ، إلا أنّه روي عن الضعفاء ، وكان يقول بالجبر والتشبيه ، وكان أبوه وجهاً) ، انتهى(٢) .

ولذا توقف العلّامة في روايته(٣) ، والأقوى عندي أنه ثقة لا غميزة فيه ، وفاقاً لجملة من أفاضل أصحاب الرجال كصاحب (الحاوي) ، و (المشتركات) ، و (الوجيزة) ، و (الدراية)(٤) ، ويدلّ على وثاقته ما ذكره الصدوقرحمه‌الله في حقّه أنه من وكلاء الصاحبعليه‌السلام الَّذين رأوه ووقفوا على معجزاته(٥) .

__________________

(١) نقد الرجال ٣ : ٢٢٩ رقم ٣٥٠ / ٣٣ ، جامع الرواة ١ : ٥٥٤.

(٢) رجال النجاشي : ٣٧٣ رقم ١٠٢٠.

(٣) خلاصة الأقوال : ٢٦٥ رقم ١٤٥.

(٤) حاوي الأقوال ٢ : ٢٠٧ رقم ٥٥٧ ، هداية المحدثين : ٢٣١ ، الوجيزة في علم الرجال : ١٥٤ رقم ١٦١٨.

(٥) كمال الدين : ٤٤٢ ح ١٦.

٢٦٢

وأمّا الشيخرحمه‌الله : فقد بجّله وترحّم عليه ، وقال : إنه مات على العدالة ، ولم يُطعن عليه(١) ، نعم ، ذكر أن له كتاباً في الرد على أهل الاستطاعة(٢) وهو لا يستلزم کونه جبرياً ؛ لإمكان كونه قائلاً بالحق من أنه : «لا جبر ولا تفويض» ، ولو كان فاسد المذهب كيف يعتمد الصاحبعليه‌السلام عليه ويجعله بواباً ؛ ولذا قال صاحب (البُلغة) : (والحق أنه غير ثابت ، وقد حقَّقنا ذلك في المعراج)(٣) .

[ترجمة محمّد بن إسماعيل]

وأمّا محمّد بن إسماعيل ، فهو : محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن بشیر البرمكي المعروف بصاحب الصومعة ، أبو عبد الله ، سكن قم ، وليس أصله منها. ووثّقه النجاشي في (الفهرست) ، والعلّامة في (الخلاصة) والمجلسي في (الوجيزة) والماحوزي في (البُلغة) وصاحب (المشتركات)(٤) ، فلا عبرة بما عن الغضائري : (أنه ضعيف)(٥) .

[ترجمة عبد الله بن أحمد]

وأمّا عبد الله بن أحمد : فمشترك بين الثقة وغيره ، وما وجدت له مميِّزاً فهو من المجاهيل(٦) .

__________________

(١) الغيبة للطوسي : ٤١٦.

(٢) الفهرست للطوسي : ٢٢٩ رقم ٦٦٠ / ٧٥.

(٣) بلغة المحدثین : ٤٠٥.

(٤) رجال النجاشي : ٣٤١ رقم ٩١٥ ، خلاصة الأقوال : ٢٥٧ رقم ٨٩ ، الوجيزة في الرجال : ١٥١ رقم ١٥٩٤ ، بلغة المحدثین : ٤٠٤ ، هداية المحدثین : ٢٢٨.

(٥) رجال ابن الغضائری : ٩٧ رقم ١٤٦ / ٣١.

(٦) هداية المحدثین : ٢٠١.

٢٦٣

قال الشيخ عبد اللطيف المجامعي في رجاله : (عبد الله بن أحمد الرازي في طريق الفقيه مجهول )(١) .

[ترجمة إسماعيل الهاشمي]

وأمّا إسماعيل ، فهو : اين الفضل بن يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ، من أصحاب أبي جعفر الباقرعليه‌السلام ، ثقة من أهل البصرة ، رُوي أن الصادقعليه‌السلام قال : «هو کهل من کهولنا ، وسيِّد من ساداتنا » ، وكفاه بهذا شرفاً ، مع صحَّة الرواية ، كذا ذكره في (الخلاصة)(٢) .

أقول : وظاهر الرواية ، وصريح الشيخرحمه‌الله أنه من أصحاب الصادقعليه‌السلام أيضاً(٣) ، بل يظهر من ترجمة ابن أخيه الحسين بن محمّد روايته عن الكاظمعليه‌السلام أيضاً(٤) ؛ ولذا صرّح بوثاقته المجلسي في (الوجيزة) ، والمحقِّق الماحوزي في (البُلغة)(٥) .

وأمّا ثابت ، فهو : ابن دينار ، يُکنّی دينار ، وأبا صفية ، وكنيته : ثابت ، أبو حمزة الثمالي(٦) ، وقد تقدّم ذكره.

__________________

(١) الكتاب مخطوط وهو من نسخ مكتبة المؤلفرحمه‌الله ، لم أقف عليه. (ينظر : الذريعة ١٠ : ١٢٨ رقم ٢٥٣).

(٢) خلاصة الأقوال : ٥٣ رقم ١.

(٣) رجال الطوسي : ١٥٩ رقم ٨٨ / ١٧٨٤.

(٤) رجال النجاشي : ٥٦ رقم ١٣١.

(٥) الوجيزة في الرجال : ٣٢ رقم ٢١٢ ، بلغة المحدثين : ٣٣٣.

(٦) رجال الطوسي : ١١٠ رقم ١٠٨٣ / ٣.

٢٦٤

الموضع الثاني

في شرح ما يتعلق بمتن الحديث :

[أ] ـ «حق سائسك بالعلم » : أي مالك أمرك في التعليم ، من سستُ الرعيّةَ سياسةً(١) ، أي : ملكت اُمورها.

[ب] ـ «التعظيم له » : عند طلب العلم منه ، والتواضع إليه ، والمذلَّة له ، وترك العلو عليه ، كما قال الصادقعليه‌السلام : «وتواضعوا لمن تعلّمونه العلم ، وتواضعوا المن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا علماء جبَّارين»(٢) .

وقالعليه‌السلام أيضاً : «كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة : فرأسه التواضع »(٣) .

قيل : (إن زید بن ثابت ركب ، فأخذ عبد الله بن عبّاس بركابه فقال : لا تفعل يابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال : هكذا اُمرنا أن نفعل بعلمائنا.

فقال له زيد : أرني يدك ، فأخرج إليه يده ، فأخذها فقبَّلها ، وقال : هكذا اُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبيِّنا)(٤) .

ومن طرق العامَّة : «ليس من أخلاق المؤمن التملُّق ، [ولا الحسد](٥) ، إلا في طلب العلم»(٦) ، فلا ينبغي لطالب العلم أن يتكبّر على المعلّم.

__________________

(١) الصحاح ٣ : ٩٣٨.

(٢) الكافي ١ : ٣٦ ح ١.

(٣) الکافي ١ : ٤٨ ح ٢.

(٤) تاريخ دمشق ١٩ : ٣٢٦ ، کنز العمال ١٣ : ٣٩٦.

(٥) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٦) کنز العمال ٣ : ٤٥٥.

٢٦٥

وقيل : (أربعة لا ينبغي للشريف أن يأنف منها ، وإن كان أميراً : قيامه من مجلسه لأبيه ، وخدمته لضيفه ، وخدمته للعالم الَّذي يتعلَّم منه ، والسؤال عمّا لا يعلم ممَّن هو أعلم منه ) ، انتهى(١) .

ومن تكبُّره على المعلّم أن يستنكف من الاستفادة إلا من الأكابر المشهورين ، وهو عين الحماقة ، فإن الحكمة ضالة المؤمن يغتنمها حيث يظفر بها ، ويتقلد المنّة لمن ساقها إليه كائناً من كان ، فلا يُنال العلم إلا بالتواضع ، بل من الأدب تعظيم جميع الخلق ، وإن نبا عنه القلب وازدرته العين ، فإن كلّ أحد من المسلمين كائناً من كان لا يخلو من فضل الله ، فكن لربِّك عبداً ولإخوانك

خادماً ، واعلم أنه ما من أحد من المسلمين إلا وله مع الله سر ، فاحفظ مرتبة ذلك ، كما قيل : (درهيچ سري نيست که سرّي زخدا نيست ).

[ج] ـ «وحسن الاستماع إليه » : بإلقاء السمع ، وتوجيه الحاسة نحو تقریره ، والإصغاء إلى كلماته بحيث يكون كلّه سمعاً ، قال الله تعالى : ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ(٢) .

قيل : ومن حسن الاستماع إمهال المتكلّم حَتَّى يفضي حديثه ، وقلة التلفت إلى الجوانب ، والإقبال بالوجه ، والنظر إليه حين الكلام ، قال الله تعالى لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ﴿وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ(٣) ، وقال : ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(٤) ، هذا تعليم من الله تعالی لرسوله حسن الاستماع.

__________________

(١) تفسير الرازي ٢ : ١٨٥.

(٢) سورة ق : آية ٣٧.

(٣) سورة طه : من آية ١١٤.

(٤) سورة القيامة : ١٦.

٢٦٦

قال أبو الليث ـ من رجال العامَّة ـ : (من جلس عند العالم ولا يقدر أن يحفظ من ذلك العلم شيئاً ، فله سبع كرامات : ينال فضل المتعلّمين ، وكان محبوساً من الذنوب ما دام جالساً عنده ، وإذا خرج من منزله طلباً للعلم نزلت الرحمة عليه ، وإذا جلس في حلقة العلم فنزلت الرحمة عليهم حصل له نصيب ، وما دام يكون في الاستماع يُكتب له طاعة ، وإذا استمع ولم يفهم ضاق قلبه وانكسر فيكون في زمرة : «أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي » ، وإذا رأي إعزاز المسلمين للعالم وإذلالهم للفاسق نفر عن الفسق ومال إلى طلب العلم)(١) .

وقالت الحكماء : (رأس الأدب كلّه حسن الفهم والتفهُّم ، والإصغاء للمتكلّم )(٢) .

وقال بعض الحكماء لابنه : (يا بني ، تعلّم حسن الاستماع كما تتعلَّم حسن الحديث ، وليعلم الناس أنك أحرص على أن تَسمع منك على أن تقول قالوا ، ومن حسن الأدب أن لا تغالب أحداً على كلامه ، وإذا سأل غيرك فلا تجب عنه ، وإذا حدّث بحديث فلا تنازعه إياه ، ولا تقتحم عليه ، ولا تُرِهِ أنَّك تعلمه ، وإذا كلّمت صاحبك فأخذته حجَّتُكَ ، فحسَن مخرج ذلك إليه ، ولا تُظهر الظفر به ، وتعلّم حسن الاستماع كما تتعلَّم حسن الكلام) (٣) .

[د] ـ «والإقبال إليه » : بأن يستقبل كلّما اُلقي إليه بحسن الإصغاء والضراعة ، والشكر والفرح وقبول المنّة.

__________________

(١) تفسير الرازي ٢ : ١٨٣.

(٢) شرح رسالة الحقوق : ١٠٩ دون ذكر المصدر.

(٣) لم أهتد إلى مصدر هذا القول.

٢٦٧

وبعبارة أخرى ، فليكن المتعلّمُ لمُعلّمهِ كأرض دَمِنَة نالت مطراً غزيراً ، فتشربت جميع أجزائها ، وأذعنت بالكلّية لقبوله ، ومهما أشار عليه المعلّم بطریق في التعلُّم فليُقلدْهُ وليَدَعْ رأيه ، فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه.

قال الخضرعليه‌السلام لموسىعليه‌السلام : ﴿إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا(١) ، ثُمَّ شرط عليه السكوت والتسليم ، ومع ذلك لم يصبر ولم يزل في مراددته إلى أن فارقه.

[هـ] ـ «وأن لا ترفع عليه صوتك » : المنع من رفع الصوت لا يكون إلا للاحترام وإظهار الاحتشام ، ومن بلغ احترامه إلى حيث تنخفض الأصوات منه ، من هيبته وعلو مرتبته لا يكثر عنده الكلام ، ولا يرجع المتكلّم معه إلّا في الخطاب الليّن القريب من الهمس ، كما هو الدأب عند مخاطبة المهيب المعظَّم محاماةً على الترحيب ، ومراعاةً إلى احترام من يجب احترامه في نظر العرف ، ولا سيَّما معاداة أحباء الشخص والتحبُّب إلى أعدائه ، فإنه تذليل له وتحطيط لشأنه البتة.

[و] ـ «ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم » : الخرق بالتحريك : الدهش من الخوف أو الحياء ، أو أن يتهيَّب فاتحاً عينيه بنظر ، وقد خَرِق ـ بالكسر ـ وأخرقته أنا ، أي : أدهشته(٢) .

والهاء للتعدية ، أي : ولم تدهشهم من تخويف ونحوه.

__________________

(١) سورة الكهف : آية ٦٧ ـ ٦٩.

(٢) الخرق : هو التحير والدهش ، ويقال : خرق الغزال إذا طاف به الصائد فدهش ولصق بالأرض. (ينظر : معجم مقاييس اللُّغة ٢ : ١٧٢ ، مادة (خ. ر. ق)).

٢٦٨

و (ضجر منه وبه إذا تبرّم وانقلق من الغمّ(١) ، وقد ضمن معنى الغضب ونحوه فعدّاه بـ(على).

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : «ما كان الرفق في شيء قطّ إلّا زانه ، ولا كان الخرق في شيء قط إلّا شأنه»(٢) .

وفي (تحف العقول) : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال لولده الحسينعليه‌السلام : «يا بنيّ ، رأس العلم الرفق ، وآفته الخرق »(٣) .

وعنهعليه‌السلام قال : «الخرق شين الخُلق ».

وقالعليه‌السلام : «الخرق شرّ خُلق ».

وقالعليه‌السلام : «من كثر خرقه استُرذل ».

وقالعليه‌السلام : «الخرق مناواة الأمراء ، ومعاداة من يقدر على الضراء ».

وقالعليه‌السلام : «أقبح شيء الخرق ».

وقالعليه‌السلام : «بئس الشيمة الخرق ».

وقالعليه‌السلام : «رأس الجهل الخرق »(٤) .

وروي : (أنَّ رجلاً من بني إسرائيل كان منهمكاً في المعاصي ، وسائراً في الغيّ والجهالة ، أتى في بعض أسفاره على بئر ، فإذا كلب قَدْ لهث من العطش ، فرقّ له فأخذ العمامة من رأسه وشدّ بخفه واستسقي الماء وأروى الكلب ، فأوحى الله إلى

__________________

(١) والضجر : القلق من الغم ، وتضجر ، تبرّم. (ينظر : لسان العرب ٤ : ٤٨١ ، مادة (ض. ج. ر)).

(٢) تحف العقول : ٤٧.

(٣) تحف العقول : ٨٩.

(٤) أورد هذه الأحاديث تباعاً العلّامة النوري في مستدرك الوسائل ١٢ : ٧٢ رقم ١٣٥٤٢ ـ ١٣٥٤٤ في باب كراهة الخرق.

٢٦٩

نبي ذلك الزَّمان : إني قَدْ شكرت له سعيه ، وغفرت له ذنبه ؛ لشفقته على خلقٍ من خلقي.

فسمع ذلك ، فتاب من المعاصي ، وصار ذلك سبباً لتوبته ، وخلاصه من العقاب)(١) .

وفي بعض الأخبار : «ومن علامة الإيمان الشفقة على خلق الله ».

وبالجملة ينبغي للمعلّم الشفقة على المتعلّمين بأن يجريهم مجری ولده وبنيه ، بأن يقصد إنقاذهم من نار الآخرة ، وأن يزجرهم عن سوء الخُلُق ، فليكن ذلك منه بطريق التعريض مهما أمكن لا بالتصريح ، وبطریق الرحمة لا بطريق التوبيخ ، فإنَّ التصريح بهتك حجاب الهيبة يورث التجرِّي على المخالفة كما قيل : لو مُنع الناس عن فت البعرة لفتوه ، وقالوا : ما نهينا عنه إلّا وفيه شيء.

وفي (تحف العقول) في مواعظ السجادعليه‌السلام ، قال في رسالته المعروفة برسالة الحقوق : «وأمّا حق سائسك بالعلم والتعظيم له ، والتوقير لمجلسه وحسن الاستماع إليه ، والإقبال عليه ، والمعونة له على نفسك فيما لا غنى بك من العلم : بأن تفرغ له عقلك ، وتحضره فهمك ، [وتكّي له قلبك] ، وتجلّي له بصرك بترك اللَّذات ونقص الشهوات ، وأن تعلم أنك فيما ألقى إليك رسوله إلى من لقيك من أهل الجهل ، فلزمك حسن التأدية عنه [إليهم] ، ولا تخنه في تأدية رسالته ، والقيام بها عنه إذا تقلَّدتها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله »(٢) .

__________________

(١) كتاب الموطأ ٢ : ٩٢٩ ح ٢٣ ، المجموع ٦ : ٢٤٠.

(٢) تحف العقول : ٢٦٠ ، وما بين المعقوفين من المصدر.

٢٧٠

وفي (إرشاد القلوب) : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث المعراج ، إلى أن قال : «قال الله تبارك وتعالى : يا أحمدُ ، إنّ عيب أهل الدنيا كثير ، فيهم الجهل والحمق ، لا يتواضعون لمن يتعلّمون منه »(١) .

تنبيه : لا فرق في وجوب تعظيم العالم بين كونه حيّاً أو ميِّتاً بعد أن كان داخلاً تحت عنوان تعظيم شعائر الله ؛ ولذا فإن الفقهاء استثنوا من كراهة تجدید القبر بعد اندراسه أو البناء عليه قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء والعلماء ، وكذلك اتّخاذ المقبرة مسجداً.

وأمّا ما ورد من طرق العامَّة من أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد »(٢) ، فالمراد جعلها قبلة يُسجد إليها كالوثن ، وأمّا من اتَّخذ مسجداً في جوار صالح ، أو صلَّى في مقبرة من غير قصد التوجُّه نحوه فلا حرج فيه ، صرّح بذلك الإمام أبو الحسن الحنفي في حواشيه على سنن الإمام النسائي(٣) .

كما لا فرق أيضاً في وجوب تعظيمه على الناس بين سائر طبقاتهم حَتَّى الملوك والسلاطين ؛ ولذا ورد : (إذا رأيتم الملوك على باب العلماء فقولوا : نِعْمَ المُلوك ونِعْمَ العُلماء ، وإذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك فقولوا : بئسَ المُلوك وبئسَ العُلماء )(٤) ، أمّا نِعْمَ الملوك ؛ فلأنَّ موقفهم ذلك كاشف عن حسن سيرتهم وخلوص سريرتهم ، ولأنَّ فيه متابعة باقي الناس لهم ورغبتهم في ذلك ، فإنَّ

__________________ـ

(١) إرشاد القلوب ١ : ٣٧٦.

(٢) مسند أحمد ١ : ٢٤٦.

(٣) لم أقف على هذه الحواشي لتخريج القول.

(٤) لم ترد هذه المقولة في حديث ، بل هي مشهورة على ألسن الناس ، وربّ مشهور لا أصل له.

٢٧١

الناس على دين ملوكهم ، وأمّا نِعْمَ العُلماء ؛ فلأنَّ في تركهم لباب السلطان رفعاً لمنصبهم الروحاني عن الانخفاض.

يُحکی : (أنَّ السلطان شاه عبَّاس الثاني الصفوي المتوفّى سنة ( ١٠٧٧ هـ) دخل مدرسة المولی ملا عبد الله التوني المتوفى سنة ( ١٠٧١ هـ) صاحب (الوافية في الأُصول) ـ وكان معاصراً للسيد الداماد ـ فرأى أنَّ المدرسة خالية من طلبة العلوم ، فسأل من المولى عبد الله السبب في ذلك فقال له : إنّي اُجيب حضرة السلطان بعد أيام ، فلمَّا كان بعد أيام ، حضر المولى مجلس السلطان ، فأكرم قدومه ، وقال له : اطلب منّي ما يهمّك؟ فقال المولى : ما يهمني شيء. فأصرّ عليه السلطان ، فقال له : لي إليك حاجة واحدة وهي أني أركب فرس السلطان ، والسلطان يمشي قدَّامی راجلاً حَتَّى يجتاز الميدان الفلاني.

فسأله السلطان عن الحكمة والغرض من ذلك ، فقال المولى : اُبيّن لك ذلك بعد أيام ، ففعل السلطان ما سأله ، وبعد أيام عاود السلطان إلى المدرسة ، فرآها مملوءة من الطلاب مشحونة بالتلاميذ وهي مجدّة في التحصيل غاية الجدّ ، فسأل السلطان عن السبب في تغيير الحالة؟ فقال المولى : السبب فيما يراه حضرة السلطان وما طلبته منه ، إنَّ الناس ما كانوا عارفين قدر العلم ، وفضيلة العلماء حَتَّى إذا رأو بعيونهم من فعل السلطان مع العالم ، ومشيه قدّامه راجلاً وهو راكب ، فعلموا من ذلك أن مرتبة العالم في الدنيا أعلى من مرتبة السلطان ، فطلباً لهذه المرتبة ، وطمعاً في الجاه والجلال ، وجمع المال السريع الزوال ، اجتمعوا في المدرسة وجدّوا في تحصيل العلم ، وإذا تمّ لهم ذلك ، وبلغوا بعض المراتب العلمية ، تتبدَّل نياتهم وتصلح سرائرهم وتحصل لهم

٢٧٢

القربة في سائر العبادات ، كما ورد في الخبر : اطلبوا العلم ولو لغير الله ، فإنه ينجرّ إلى الله) ، انتهت الحكاية(١) .

ويؤيده ما رُوي عن طريق العامَّة ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «من طلب العلم لغير الله لم يخرج من الدنيا حَتَّى يأتي عليه العلم [فيكون لله] »(٢) .

وقال في (شرح نهج البلاغة) : (الزهد هو الإعراض عن غير الله. وقد يكون ظاهراً ، وقد يكون باطناً ، إن المنتفع به هو الباطن ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأعمالكم ، وإنَّما ينظر إلى قلوبكم ونيَّاتكم ، نعم ، وإنْ كان لا بدّ من الزهد الظاهري أولاً ؛ إذ الزهد الحقيقي مبدأ السلوك لا يتحقق ، والسبب فيه أن اللّذات البدنية حاضرة ، والغاية العقلية التي يطلبها الزاهد الحقيقي غير متصورة له في مبدأ الأمر ، وأمّا الظاهري فهو ممكن متيسّر لمن قصده ؛ لتيسّر غایته وهي الرياء والسمعة ؛ ولذلك قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الرياء قنطرة الإخلاص ») ، انتهى(٣) .

__________________

(١) الوافية : ١٦ مقدمة المحقق ، عن قصص العلماء للتنكابني.

(٢) تفسير الرازي ٢ : ١٨٠ ، وما بين المعقوفين من المصدر.

(٣) شرح مئة كلمة لأمير المؤمنينعليه‌السلام للبحرانی : ٣٦ باختلاف يسیر.

٢٧٣

الحديث الخامس عشر

عدم إكثار السؤال على العالم

[ ٨١] ـ قالرحمه‌الله : وبالإسناد عن المفيد ، عن أحمد بن محمّد بن سليمان الرازي ، قال : حدّثنا مؤدبي علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أبي الحسن القمّي ، قال : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال : «كان عليعليه‌السلام ، يقول : إنَّ من حقّ العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تأخذ بثوبه. وإذا دخلت عليه وعنده قوم ، فسلّم عليهم جميعاً ، وخصّه بالتحيَّة دونهم ، واجلس بين يديه ، ولا تجلس خلفه ، ولا تغمز بعينيك ، [ولا تشر بيدك] ، ولا تكثر من القول : قال فلان وقال فلان ، خلافاً لقوله ، ولا تضجر بطول صحبته ، فإنما مثل العالم مثل النخلة ، تنتظرها حَتَّى يسقط عليك منها شيء ، والعالم أعظم أجراً من الصائم القائم ، الغازي في سبيل الله. وإذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء إلى يوم القيامة»(١) .

أقول : واستيعاب المرام في موضعين :

الموضع الأول

في رجال السند :

[ترجمة أبي غالب الزراري]

أمّا أحمد ، فهو : ابن محمّد بن محمّد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بکیر بن أعين بن سنسن ، أبو غالب الزراري.

__________________

(١) معالم الدين : ١٧ ، المحاسن ١ : ٢٣٣ ح ١٨٥ ، الکافي ١ : ٣٧.

٢٧٤

قال النجاشي : (وكان أبو غالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم. له كتب ، حدّثنا شيخنا أبو عبد الله عنه بكتبه. ومات أبو غالب رحمه‌الله سنة ٣٦٨ هـ ، انقرض ولده إلا من ابنة ابنه ، وكان مولده سنة ٢٨٥ هـ )(١) .

وقد صرّح بتوثيقه في جعفر بن محمّد بن مالك(٢) ، وصرّح بتوثيقه العلّامة في (الخلاصة)(٣) ، وصاحب المشتركات أيضاً(٤) .

[ترجمة علي بن الحسين السعد آبادي]

وأمّا علي بن الحسين ، فهو : علي بن الحسين السعد آبادي ، وظاهر جماعة من أصحاب الرجال عدّ حديثه حسناً ، بل لا يبعد عدّ حديثه صحيحاً ؛ نظراً إلى كثرة روايته ؛ ولأنه من مشايخ الإجازة ، وجلالة شأن أبي غالب وعلو مرتبته في باب الرواية تمنع من الرواية عنه وأخذه معلّماً مؤدِّباً لو لم يكن من الثقات ، بل أجلّائهم كما هو ظاهر للماهر في الفن(٥) .

وبالجملة : فإنه وإن كان مسكوتاً عنه ، ولكنَّ أجلاء المشايخ اعتمدوه وروَوا عنه ، كالكليني في العدّة ؛ إذ هو من جملة العدّة الَّذين روى ثقة الإسلام عن أحمد بن خالد بتوسُّطهم ، والصدوق علي بن الحسين ، وعلي بن إبراهيم ، ومحمّد بن موسی بن المتوكّل ، وأبو غالب الزراري الثقة.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٨٣ رقم ٢٠١.

(٢) رجال النجاشي : ١٢٢ رقم ٣١٣.

(٣) خلاصة الأقوال : ٦٧ رقم ٢٢.

(٤) هداية المحدثین : ١٧٧.

(٥) نقل المحدث الأرمویرحمه‌الله هذا القول من الشيخ عبد الحسين الطهراني ، واستظهر أنه لشيخ العراقين شيخ اجازة الشيخ النوريرحمه‌الله . (ينظر : المحاسن ١ : ٧ مقدمة المحقق).

٢٧٥

والصدوق إذا ذكره ترضّى عنه ، مع أنه شيخ إجازته ، ولم يرو إلا عن أحمد بن محمّد البرقي ، ويؤكّد توثيقه ، بل يدل عليه كثرة رواية جعفر بن قولویه عنه في كتاب (کامل الزيارة) ، وقد نصّ في أوله أن لا يروي فيه إلا عن الثقات من أصحابنا(١) .

[ترجمة أحمد بن محمّد البرقي]

وأمّا أحمد ، فهو : ابن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمّد بن علي البرقي أبو جعفر ، أصله كوفي(٢) .

وثّقه الشيخ والنجاشي ، ولكن طعنوا فيه أنه كان يروي عن الضعفاء ، ويعتمد المراسيل(٣) ؛ ولذلك أبعده أحمد بن محمّد بن عيسى عن قم ، ثُمَّ ذكروا أنّه أعاده واعتذر إليه ، وأنّه لمّا مات مشى في جنازته حافياً حاسراً(٤) .

وبالجملة : فهو من أجلّاء رواتنا ، وقد نقل عن جامعه الكبير المسمّى بـ(المحاسن) كلّ من تأخَّر عنه من المصنّفین.

[ترجمة محمّد بن خالد البرقي]

وأمّا أبوه محمّد : يُكنّى بأبي عبد الله ، فقد صرّح الشيخ والعلّامة بتوثيقه(٥) ، بل في (الخلاصة) تصحيح طرق الصدوق إلى جملة هو فيها(٦) ؛ ولأنه روي عن جعفر بن بشير الَّذي قالوا فيه : (روى عنه الثقات).

__________________

(١) کامل الزيارات : ٣٧.

(٢) رجال النجاشي : ٧٦ رقم ١٨٢.

(٣) الفهرست : ٦٢ رقم ٦٤ / ٢ ، رجال النجاشي : ٧٦ رقم ١٨٢.

(٤) رجال ابن الغضائري : ٣٩ رقم ١٠ / ١٠ ، خلاصة الأقوال : ٦٣ رقم ٧.

(٥) رجال الطوسي : ٣٦٣ رقم ٥٣٩١ / ٤ ، خلاصة الأقوال : ٢٣٧ رقم ١٥.

(٦) خلاصة الأقوال : ٤٤٠ ضمن الفائدة الثامنة.

٢٧٦

وقول النجاشي : (وكان محمّد ضعيفاً في الحديث ، وكان أديباً ، حسن المعرفة الأخبار وعلوم العرب)(١) ، لا يدل على ضعفه في نفسه ؛ ولذا قدّم العلّامة وجملة من المحقِّقين توثيق الشيخ عليه مع بنائهم على تقديم قول الجارح خصوصاً إذا كان مثل النجاشي ، وهو اسطوانة أهل هذا الفن ولا مجال لردّ كلامه ، فالمراد من كونه ضعيفاً في الحديث أنه : يروي عن الضعفاء وتقدّم في الحديث الخامس أيضاً.

[ترجمة سليمان بن جعفرالجعفري]

وأمّا سلیمان بن جعفر الجعفري ، (فهو : من أولاد جعفر الطيَّاررضي‌الله‌عنه ، ثقة ، من أصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام )(٢) .

[فائدة رجالية]

فائدة جليلة من رجال الشيخ : إذا قيل في الحديث : عن رجل ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فهو إمّا : ابن أبي محمّد بن أبي حمزة التيملي ، الفاضل الثقة ، وهو الَّذي روى الحديث المتضمِّن لكثرة السهو عنه في الفقيه.

أو : محمّد بن أبي حمزة الثمالي الممدوح ، وهو الَّذي يروي عنه ابن أبي عمير.

أو : محمّد بن حسَّان.

وإمّا : ثعلبة بن میمون أبو إسحاق الفقيه النحوي.

__________________

(١) رجال النجاشي : ٣٣٥ رقم ٨٩٨.

(٢) رجال النجاشي : ١٨٢ رقم ٤٨٣.

٢٧٧

وإذا قيل : عن رجل ، عن جعفي(١) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فهو : عجلان صالح الثقة ، الَّذي قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : «يا أبا صالح ، كأنَّي أنظر إليك وإلى جنبي الناس يعرضون عليّ»(٢) .

فلا إشكال في السند من جهة الرجل ، نعم ، الحديث معلّق في الاصطلاح ؛ لسقوط رجال السند من أوله(٣) .

الموضع الثاني

في شرح ما يتعلَّق بالمتن :

[أ] ـ «من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال» : لمّا كان العالم أباً روحانياً لك ، وله عليك حقٌّ التربية ، وحقٌّ التعلُّم والتقدُّم ، وجب عليك توقيره وتعظيمه ، ورعاية الأدب معه ، ومع ذلك أن لا تكثر السؤال منه ، فإن ذلك قَدْ يؤذيه ويؤلمه ، إلّا مع إحراز رضائه بذلك.

[ب] ـ «ولا تأخذ بثوبه » : كناية عن الإلحاح في الطلب ، فإن ذلك أيضاً استخفاف به.

استحباب السلام في الشرع

[ج] ـ «فسلِّم عليهم جميعاً وخصّه بالتحيَّة دونهم » : بأن تخاطبه وتقول : السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا فلان ، وتُسمِّيه بأشرف أسمائه ، وتصبر حَتَّی

__________________

(١) كذا ، والظاهر عن المفضل بن عمر الجعفي كما في بعض الأسانيد.

(٢) الحديث ورد في اختيار معرفة الرجال ٢ : ٧١٠ ح ٧٧٢.

(٣) هذه الفائدة صرّح المؤلفرحمه‌الله بنقلها من رجال الشيخ ، ولكني وبحسب الاستقصاء لم أجد لها أثراً ولا عيان في رجال الشيخ الطوسي قدس سره ، ولا في غيره من الكتب الرجالية المعروفة المشهورة والتي يطول سردها ، فلعلهرحمه‌الله نقلها من تعليقة على نسخة مخطوطة لرجال الشيخ كتبها بعض الرجاليين المتأخرين ، وأدرجها المؤلفرحمه‌الله في كتابه هذا ، وهذا ليس ببعيد ، فلاحظ.

٢٧٨

يردَّ عليك السلام ، ثُمَّ تخاطب القوم وتقول : السلام عليكم. كما قَدْ فعل مثل ذلك بعض المتكلّمين لمّا دخل على الباقرعليه‌السلام وعنده جماعة كثيرة.

أو تقول : السلام عليكم جميعاً ، والسلام عليك يا فلان ، وتقصدهم جميعاً بالسلام ، وتخصّه بالثناء والمدح بعد السلام.

مسألة : لا ريب في استحباب سلام المؤمن على المؤمن إذا دخل عليه في بيته ، أو في خارج بيته ، وأصل شرعيته واستحبابه مجمع عليه من الضروريات في دين الإسلام ، قال الله تعالى : ﴿فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّـهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً(١) .

وفي (معائي الأخبار) ، عن الباقرعليه‌السلام ، قال : «هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل ثُمَّ يردُّون عليه ، فهو سلامكم على أنفسكم »(٢) .

وفي (المجمع) ، عن الصادقعليه‌السلام مثله(٣) .

وعن (تفسير القمّي) هو : (سلامكم (٤) على أهل البيت وردُّهم عليکم ، فهو سلامك على نفسك )(٥) .

وعن الباقرعليه‌السلام أيضاً : «إذا دخل الرجل منكم بيته ، فإن كان فيه أحد يسلّم عليهم ، وإن لم يكن فيه أحد فليقل : السلام علينا من عند ربِّنا ».

يقول الله : (تحية من عند الله مباركة طيبة )(٦) .

__________________

(١) سورة النور : من آیة ٦١.

(٢) معاني الأخبار : ١٦٢ ح ١.

(٣) مجمع البيان ٧ : ٢٧٤.

(٤) في الأصل : (سلامك) وما اثناء من المصدر ، وتفسیر الصافي ، ومجمع البحرين.

(٥) تفسير القمي ٢ : ١٠١.

(٦) تفسير القمي ٢ : ١٠٩.

٢٧٩

وعن (الجوامع) : (وصفها بالبركة والطيب ؛ لأنها دعوة مؤمن [لمؤمن] (١) ، يرجى بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق.

ومنه قولهعليه‌السلام : «سلّم على أهل بيتك ، يكثر خير بيتك »)(٢) .

ومن كلام الحسينعليه‌السلام : «البخيل من بخل بالسلام »(٣) .

وقالعليه‌السلام : «للسلام سبعون حسنة : تسع وستون للمبتديء ، وواحدة للراد »(٤) .

ومن طرق العامة : عن أنس قال : «كنت واقفاً على رأس النبي أصبّ الماء على يديه ، فرفع رأسه وقال : «ألا اُعلّمك ثلاث خصال يُنتفع بها؟ »

قلت : بلى بأبي واُمِّي يا رسول الله.

قال : «متی لقيت من اُمَّتي أحداً فسلِّم عليه يطل عمرك ، وإذا دخلت بيتك فسلِّم عليهم يكثر خير بيتك الخبر »»(٥) ، بل التحيَّة كانت شائعة بين الناس في زمن الجاهلية ولكن لا بصيغة السلام.

قال في (القاموس) : (ووعم الدار کوعد ، وورث (يعمّها) و (عمّا) (٦) قال لها : انعمي ، ومنه قولهم : عم صباحاً ومساء وظلاماً ) ، انتهى(٧) .

قال يونس : (وسئل أبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة : وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي؟

__________________

(١) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) تفسیر جوامع الجامع ٢ : ٦٣٥.

(٣) تحف العقول : ٢٤٨.

(٤) تحف العقول : ٢٤٨.

(٥) تفسير الثعلبي ٧ : ١٢٠ ، تفسير الرازي ٢٤ : ٣٨.

(٦) كذا ، ويبدو أنها (عمها) وهي غير موجودة في المصدر وكذلك (يعمها).

(٧) القاموس المحيط ٤ : ١٨٧.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السماوات إلى حجزته، ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الاسفل والارضون إلى ركبتيه، ومنهم من لوالقي في نقرة إبهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو القيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين فتبارك الله أحسن الخالقين.

وسئل عليه السلام عن الحجب فقال عليه السلام: الحجب سبعة، غلظ كل حجاب [ منها ] مسيرة خمسمائة عام، وبين كل حجا بين مسيرة خمسمائة عام، و الحجاب الثاني سبعون حجابا، بين كل حجا بين مسيرة خمسمائة عام وطوله خمسمائة عام، حجبة كل حجاب منها سبعون ألف ملك، قوة كل ملك منهم قوة الثقلين، منها ظلمة ومنها نور ومنها نار ومنها دخان ومنها سحاب ومنها برق ومنها مطر ومنها رعد ومنها ضوء ومنها رمل ومنها جبل ومنها عجاج ومنها ماء ومنها أنهار وهي حجب مختلفة، غلظ كل حجاب مسيرة سبعين ألف عام، ثم سرادقات الجلال وهي ستون سرادقا(١) ، وفي كل سرادق سبعون ألف ملك، بين كل سرادق وسرادق مسيرة خمسمائة عام، ثم سرادق العز، ثم سرادق الكبرياء، ثم سرادق العظمة، ثم سرادق القدس، ثم سرادق الجبروت، ثم سرادق الفخر، ثم [ سرادق ] النور الابيض، ثم سرادق الوحدانية، وهو مسيرة سبعين ألف عام في سبعين ألف عام، ثم الحجاب الاعلى وانقضى كلامه عليه السلام وسكت، فقال له عمر: لا بقيت ليوم لا أراك فيه يا أبا الحسن.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: ليست هذه الحجب مضروبة على الله عزو جل، تعالى الله عن ذلك لانه لا يوصف بمكان ولكنها مضروبة على العظمة العليا من خلقه التي لا يقادر قدرها غيره تبارك وتعالى.

صلى أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

قبل الناس بسبع سنين

١١٠ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوبكر مسعدة بن -

______________

(١) في التوحيد ص ٢٧٨ « سبعون سرادقا ».

٤٠١

أسمع قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الزهري قال: حدثنا عبيدالله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبدالله(١) ، عن علي عليه السلام أنه قال: أنا عبدالله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس بسبع سنين.

تنزلت الشياطين على سبعة من الغلاة

١١١ - أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن يعقوب ابن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزّوجلّ:( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ، تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ) (٢) قال: هم سبعة: المغيرة، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة البربري، والحارث الشامي، وعبدالله بن الحارث، وأبو الخطاب.

أخبر جبرئيل عليه السلام عن الله جل جلاله أنه قد أعطى شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام ومحبيه سبع خصال

١١٢ - حدثنا أبومحمد عمار بن الحسين رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد ابن عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة قال: حدثنا الحسن بن الليث الرازي عن شيبان بن فروخ الابلي(٣) ، عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: كنت ذات يوم عند النبي إذا أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألا ابشرك يا أبا الحسن؟ قال:

______________

(١) هو عباد بن عبدالله الاسدي الكوفى ذكره ابن حبان في الثقات.

(٢) الشعراء: ٢٢٢ و ٢٢٣.

(٣) سيأتي الخبر سندا ومتنا في باب التسعة ص ٤١٣ الا أن فيه « الحسين بن الليث » ولم أجده. وما في النسخ من « سنان بن فروخ الاملي » و « القاسم بن عبدالله بن عقيل » تصحيف.

٤٠٢

بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، والنور عند الظلمة والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنة قبل الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.

من روى أن أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير سبعة عليهم السلام

١١٣ - أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد ابن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرنا مخول بن إبراهيم(١) قال: حدثنا عبد الجبار بن العباس الهمداني، عن عمار بن معاوية الدهني، عن عمرة بنت أفعي(٢) قالت: سمعت ام سلمة رضي الله عنها تقول: نزلت هذه الآية في بيتي( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) قالت: وفي البيت سبعة رسول الله وجبرئيل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، قالت: وأنا على الباب فقلت: يارسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك من أزواج النبي صلّى الله عليه وآله. وما قال: إنك من أهل البيت.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا الطريق والمعروف أن أهل البيت الذين نزلت فيهم آية التطهير خمسة وسادسهم جبرئيل عليه السلام.

سبعة لا يقصرون الصلاة

١١٤ - حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جده عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: سبعة لا يقصرون الصلاة الجابي الذي يدور في جبايته، والامير الذي يدور في إمارته، والتاجر الذي يدور في

______________

(١) لم أجده، وفى بعض النسخ « محول بن ابراهيم ».

(٢) كذا ولم أجدها.

٤٠٣

تجارته من سوق إلى سوق، والراعي، والبدوي الذي يطلب مواضع القطر ومنبت الشجر، والرجل الذي يطلب الصيد يريد به لهو الدنيا، والمحارب الذي يقطع السبيل.

الذكر مقسوم على سبعة أعضاء

اللسان والروح والنفس والعقل والمعرفة والسر والقلب. وكل واحد منها يحتاج إلى الاستقامة، فأما استقامة اللسان فصدق الاقرار، واستقامة الروح صدق الاستغفار، واستقامة القلب صدق الاعتذار، واستقامة العقل صدق الاعتبار، و استقامة المعرفة صدق الافتخار، واستقامة السر السرور بعالم الاسرار، واستقامة القلب صدق اليقين ومعرفة الجبار، فذكر اللسان الحمد والثناء، وذكر النفس الجهد و العناء، وذكر الروح الخوف والرجاء، وذكر القلب الصدق والصفاء، وذكر العقل التعظيم والحياء، وذكر المعرفة التسليم والرضاء،، وذكر السر على رؤية القاء. حدثنا بذلك أبومحمد عبدالله بن حامد رفعه إلى بعض الصالحين عليهم السلام.

كان لرسول الله صلّى الله عليه وآله سبعة أولاد

١١٥ - حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن - عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن - أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ولد لرسول الله صلّى الله عليه وآله من خديجة القاسم والطاهر وهو عبدالله، وأم كلثوم، ورقية، وزينب، وفاطمة. وتزوج علي ابن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليها السلام، وتزوج أبوالعاص بن الربيع وهو رجل من بني امية زينب، وتزوج عثمان بن عفان ام كلثوم فماتت ولم يدخل بها، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله صلّى الله عليه وآله رقية. وولد لرسول الله صلّى الله عليه وآله إبراهيم من مارية القبطية وهي ام إبراهيم ام ولد.

١١٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا

٤٠٤

محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثني أبوعلي الواسطي، عن عبدالله بن عصمة، عن يحيى بن عبدالله، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها(٢) وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لامك علينا فضلا وأي فضل كان لها علينا ما هي إلا كبعضنا، فسمع مقالتها فاطمة فلما رأت فاطمة رسول الله صلّى الله عليه وآله بكت فقال لها: ما يبكيك يا بنت محمد؟ قالت: ذكرت امي فتنقصتها فبكيت، فغضب رسول الله صلّى الله عليه وآله ثم قال: مه يا حميرا فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهرا وهو عبدالله وهو المطهر، وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وام كلثوم وزينب وأنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا.

______________

(٢) تصايح القوم: صاح بعضهم بعضا.

٤٠٥

باب الثمانية

ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال

١ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبدالله بن غالب(١) ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثمان خصال: وقور عند الهزاهز(٢) صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما رزقه الله،(٣) لا يظلم الاعداء، ولا يتحامل للاصدقاء(٤) بدنه منه في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق أخوه، واللين والده(٥) .

٢ - حدثنا أبوالحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه قال: حدثني أبوحامد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن - أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلّى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي ينبغي أن يكون في المؤمن ثمان خصال: وقار عند الهزاهز، وصبر عند البلاء، وشكر عند الرخاء وقنوع بما رزقه الله لا يظلم الاعداء، ولا يتحامل للاصدقاء، وبدنه منه في تعب والناس منه في راحه.

______________

(١) في الكافي « عبد الملك بن غالب »

(٢) الهزاهز: الفتن التى يفتتن الناس بها.

(٣) في الكافي ج ٢ ص ٤٧ « وقورا »، « صبورا » « شكورا » « قانعا » كلها بالنصب بتقدير أن يكون كذا وكذا، وفى الكتاب بالرفع بحذف المبتدا.

(٤) أي لا يتحامل على الناس ولا يجور عليهم لاجل الاصدقاء وطلب مرضاتهم، وقيل: لا يتحمل الوزر لآجلهم كما إذا كان عندك شهادة على صديقك لغيره فلا تشهد له رعاية للصداقة.

(٥) كذا في لكافي ص ٢٣١ وفي ص ٤٧ « والبر والده ».

٤٠٦

ثمانية لا تقبل لهم صلاة

٣ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى العطار جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن أحمد بن محمد بن - خالد بإسناده رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: رسول الله صلّى الله عليه واله: ثمانية لا يقبل الله لهم صلاة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مولاه، والناشزة عن زوجها وهو عليها ساخط ومانع الزكاة، وتارك الوضوء، والجارية المدركة تصلي بغير خمار، وإمام قوم يصلي بهم وهم له كارهون، والزبين - قالوا: يارسول الله وما الزبين؟ قال: الذى يدافع الغائط والبول - والسكران، فهولاء ثمانية لا تقبل منهم صلاة.

حملة العرش ثمانية

٤ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد ابن عبدالله، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص ابن غياث النخعي قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن حملة العرش ثمانية، لكل واحد منهم ثمانية أعين، كل عين طباق الدنيا.

٥ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن - الحسن الصفار مرسلا قال: قال الصادق عليه السلام: إن حملة العرش ثمانية أحدهم على صورة ابن آدم يسترزق الله لولد آدم، والثانى على صورة الديك يسترزق الله للطير، والثالث على صورة الاسد يسترزق الله للسباع، والرابع على صورة الثور يسترزق الله للبهائم، ونكس الثور رأسه منذ عبد بنو إسرائيل العجل، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.

للجنة ثمانية أبواب

٦ - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا محمد بن عبدالله قال: حدثنا

٤٠٧

علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن الفضيل الرزقي، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبي و أنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد اجيبت دعوتك و شفعت، في شيعتك ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألف من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن شهد أن لا إله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.

٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي - عبدالله البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أن للجنة ثمانية أبواب عرض كل باب منها مسيرة أربعين سنة.

لا يجوز أن يكون سمك البيت فوق ثمانية أذرع

٨ - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري، عن محمد بن عيسى، عن أبي - محمد الانصاري، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: شكا إليه رجل عبث أهل الارض بأهل بيته وبعياله، فقال: كم سمك بيتك؟ قال: عشرة أذرع، فقال: اذرع ثمانية أذرع كما تدور، واكتب عليه آية الكرسي فان كل بيت سمكه أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر يحضره الجن ويسكنونه(١) .

______________

(١) زاد هنا في النسخة المطبوعة المترجمة بالفارسية « ثمانية ازواج » عن داود الرقى قال: سألني بعض الخوارج عن هذه الاية من كتاب الله عزّوجلّ( ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنثَيَيْنِ ومن البقر اثنين) ما الذي أحل الله من ذلك وما الذي حرم؟ فلم يكن عندي منه شئ، فدخلت على أبي =

٤٠٨

ثمانية ليسوا من الناس

٩ - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن عمران الاشعري قال: حدثني بعض أصحابنا يعني جعفر بن محمد بن عبيدالله، عن أبي يحيى الواسطي، عمن ذكره أنه قال لابي عبدالله عليه السلام: أترى هذا الخلق كله من الناس؟ فقال: الق منهم التارك للسواك، والمتربع في موضع الضيق، والداخل فيما لا يعنيه، والمماري فيما لا علم له، والمتمرض من غير علة، والمتشعث من غير مصيبة، والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه، والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج يقشر لحاء عن لحاء حتى يوصل إلى جوهريته وهو كما قال الله عزّوجلّ:( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ) .

من اختلف إلى المسجد أصاب احدى ثمان خصال

١٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن - يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سعد الاسكاف، عن زياد ابن عيسى، عن أبي الجارود، عن الاصبغ بن نباته، عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال: كان يقول: من اختلف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان أخا مستفاد في الله أو علما مستظرفا أو آية محكمة أو رحمة منتظرة أو كلمة ترده عن ردى أو يسمع كلمة تدله على هدى

______________

= عبدالله عليه السلام وانا حاج فأخبرته بما كان فقال ان الله أحل في الاضحية الابل العراب وحرم فيها البخاتي وأحل البقر الاهلية أن يضحى بها وحرم الجبلية، فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بهذا الجواب فقال: هذا شئ حملته الابل من الحجاز.

أقول: لم أجد هذا الخبر في النسخ التى عندي ولا على منقوله في الوسائل وغيرها و النسخة الفارسية في غاية التصحيف ونهاية التشويش ولا اعتماد عليها جدا. نعم رواه الصدوق في الفقيه بإسناده عن داود، والكليني في الكافي عن على بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابراهيم بن محمد المسلي عن داود الرقي.

٤٠٩

أو يترك ذنبا خشية أو حياء.

١١ - أخبرني إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ فيما كتب إلي قال: حدثني حسين بن عبدالله قال: حدثنا موسى بن مروان قال: حدثنا مروان بن معاوية عن سعد بن طريف، عن عمير بن مأمون قال: سمعت الحسن بن علي عليهما السلام يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه واله يقول: من أدمن الاختلاف إلى المساجد أصاب إحدى الثمان أخا مستفادا في الله عزّوجلّ، أو علما مستظرفا، أو كلمة تدله على هدى، أو اخرى تصرفه عن الردى، أو رحمة منتظرة، أو ترك الذنب حياء أو خشية(١) .

ثمانية ان اهينوا فلا يلوموا الا أنفسهم

١٢ - حدثنا أبوالحسين محمد بن علي بن الشاه الفقيه بمروالروذ قال: حدثنا أبوحامد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام، عن النبي صلّى الله عليه واله أنه قال في وصيته له: يا علي ثمانية إن اهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها، والمتأمر على رب البيت، وطالب الخير من أعدائه، وطالب الفضل من اللئام، والداخل بين اثنين في سر لهم لم يدخلاه فيه، والمستخف بالسلطان، والجالس في مجلس ليس له بأهل، والمقبل بالحديث على من لا يسمع منه.

تجنب المساجد ثمانية أشياء

١٣ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط، عن بعض رجاله قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: جنبوا مساجدكم الشراء والبيع والمجانين والصبيان

______________

(١) كذا وهكذا في التهذيب والمعدود ست ولعل سقط من الرواي أو قلم الناسخ.

٤١٠

والضالة والاحكام والحدود ورفع الصوت.

الايمان ثمان خصال

١٤ - حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن إبراهيم بن - هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي - جعفر عليه السلام فقال له رجل: أصلحك الله إن بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك فقال: وما هي؟ قال: يقولون: الايمان غير الاسلام، فقال أبوجعفر عليه السلام: نعم، فقال الرجل: صفه لي قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلّى الله عليه واله وأقر بما جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، قلت: فالايمان؟ قال: من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن. قال أبوبصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار، فقال ليس هو حيث تذهب إنما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار ولم يتب منه.

الكبائر ثمان

١٥ - حدثنا محمد بن الحسن، وأبي رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين الثقفي، عن سليمان بن - ظريف، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك مالنا نشهد على من خالفنا بالكفر وبالنار، ولا نشهد لانفسنا ولاصحابنا أنهم في الجنة قال: من ضعفكم، إن لم يكن فيكم شئ من الكبائر فاشهدوا أنكم في الجنة، قلت: فأي شئ الكبائر جعلت فداك، قال: أكبر الكبائر الشرك، وعقوق الوالدين، والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما، والربا بعد البينة، وقتل المؤمن، فقلت له: الزنا والسرقة فقال: ليسا من ذاك.

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: الاخبار في الكبائر ليست بمختلفة وإن

٤١١

كان بعضها ورد بأنها خمس وبعضها بسبع وبعضها بثمان وبعضها بأكثر لان كل ذنب بعد الشرك كبير بالاضافة إلى ما هو أصغر منه، وكل صغير من الذنوب كبير بالاضافة إلى ما هو أصغر منه، وكل كبير صغير بالاضافة إلى الشرك بالله العظيم.

لعلي عليه السلام ثمان خصال

١٦ - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبوسعيد الحسن بن علي العدوي قال: حدثنا عمر بن المختار قال: حدثنا يحيى الحماني(١) قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن الاعمش، عن عباية بن ربعي الاسدي، عن أبي أيوب الانصاري قال: إن رسول الله مرض مرضة فأتته فاطمة عليها السلام تعوده وهو ناقه من مرضه فلما رأت ما برسول الله صلّى الله عليه واله من الجهد والضعف خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها على خدها، فقال النبي صلّى الله عليه واله لها: يا فاطمة إن الله جل ذكره اطلع على الارض اطلاعة فاختار منها أباك واطلع ثانية فاختار منها بعلك، فأوحى إلي فأنكحتكه، أما علمت يا فاطمة أن لكرامة الله إياك زوجك أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما قال: فسرت بذلك فاطمة واستبشرت بما قال لها رسول الله صلّى الله عليه وآله فأراد رسول الله صلّى الله عليه واله أن يزيدها مزيد الخير كله من الذي قسمه الله له ولمحمد صلّى الله عليه واله وآل محمد، فقال عليه السلام: يا فاطمة لعلي عليه السلام ثمان خصال: إيمانه بالله وبرسوله، وعلمه وحكمته، وزوجته، وسبطاه حسن وحسين، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله، يا فاطمة إنا أهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبينا خير الانبياء وهو أبوك، ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا سيد الشهداء وهو حمزة عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك.

______________

(١) هو يحيى بن عبد الحميد الحمانى راوي قيس بن الربيع الاسدي الكوفى.

٤١٢

باب التسعة

تسع خصال أعطاها الله عزّوجلّ نبيه محمد صلّى الله عليه وآله

١ - حدثنا إسماعيل بن منصور القصار قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن القاسم ابن محمد بن عبدالله بن الحسن بن جعفر بن الحسن [ بن الحسن ] بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قال: حدثنا أحمد بن أبان قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد بن موسى بن عبيدة، عن عبدالله بن دينار، عن ام هاني بنت أبي طالب قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: أظهر الله تبارك وتعالى الاسلام على يدي، وأنزل الفرقان علي، وفتح الكعبة على يدي، وفضلني على جميع خلقه، وجعلني في الدنيا سيد ولد آدم، وفي الآخرة زين القيامة، وحرم دخول الجنة على الانبياء حتى أدخلها أنا، وحرمها على اممهم حتى تدخلها امتي، وجعل الخلافة في أهل بيتي من بعدي إلى النفخ في الصور، فمن كفر بما أقول فقد كفر بالله العظيم.

اعطى شيعة علي (عليه السلام) ومحبوه تسع خصال

٢ - حدثنا عمار بن الحسين الاسروشني(١) رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - محمد بن عصمة قال: حدثنا أحمد بن محمد الطبري بمكة قال: حدثنا الحسين بن الليث الرازي، عن شيبان بن فروخ الابلي(٢) عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد عن عبدالله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال: كنت ذات يوم عند

______________

(١) كذا في اللباب نسبة إلى اسروشنة وقد مر ص ٤٢ من هذا الكتاب.

(٢) هو شيبان بن فروخ أبي شيبة الحبطي - بمهملة وموحدة مفتوحتين - مولاهم أبومحمد الابلي - بضم الهمزة والموحدة وتشديد اللام - صدوق ثقة رمى بالقدر. كما في تهذيب التهذيب، وما في النسخ من « سنان بن فروخ » تصحيف. والابلي - بضم الهمزة وشد اللام - نسبة إلى بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة.

٤١٣

النبي صلّى الله عليه واله إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: ألا أبشرك يا أبا الحسن فقال: بلى يارسول الله، فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله أنه قد أعطى شيعتك ومحبيك تسع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، والنور عند الظلمة، والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط، ودخول الجنة قبل سائر الناس، ونورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم(١) .

لفاطمة عليها السلام بنت محمد صلّى الله عليه وآله

عند الله عزّوجلّ تسعة أسماء

٣ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثني عبد العظيم بن عبدالله الحسني رضي الله عنه قال: حدثني الحسن بن عبدالله بن يونس(٢) عن يونس بن ظبيان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لفاطمة عليه السلام تسعة أسماء عند الله عزّوجلّ فاطمة، والصديقة والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدثة، والزهراء ثم قال عليه السلام: أتدري أي شئ تفسير فاطمة؟ قلت: أخبرني يا سيدي، قال: فطمت من الشر. قال: ثم قال: لولا أن أميرالمؤمنين عليه السلام تزوجها لما كان لها كفو إلى يوم القيامة على وجه الارض آدم فمن دونه.

اعطى الله عزّوجلّ أميرالمؤمنين عليه السلام تسعة أشياء لم يعطها

أحدا قبله سوى محمد صلّى الله عليه وآله

٤ - أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني أحمد بن - الحسين بن سعيد قال: حدثني أحمد بن إبراهيم، وأحمد بن زكريا، عن محمد بن نعيم عن يزداد بن إبراهيم(٣) عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي خلا النبي صلّى الله عليه واله: لقد فتحت لي السبل، وعلمت الانساب، وأجرى لي

______________

(١) كذا والمعدود سبع وقد مر في باب السبعة أيضا.

(٢) كذا ولم أظفر به ولعله هو الذي عاصر موسى بن جعفر عليه السلام وله قصة معه في الكافي.

(٣) لم أجده.

٤١٤

السحاب، وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي وما يأتي بعدي وأن بولايتي أكمل الله لهذه الامة دينهم وأتم عليهم النعم ورضي إسلامهم إذ يقول يوم الولاية(١) لمحمد صلّى الله عليه واله: يا محمد أخبرهم أني أكملت لهم اليوم دينهم ورضيت لهم الاسلام دينا وأتممت عليهم نعمتي كل ذلك من من الله علي فله الحمد.

أعطى النبي صلّى الله عليه وآله في علي عليه السلام تسع خصال

٥- حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن محمد بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي عن الحسن بن عطية، عن عطية، عن زيد بن أرقم قال: رسول الله صلّى الله عليه واله لعلي عليه السلام: اعطيت فيك يا علي تسع خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة واثنتان لك وواحدة أخافها عليك، فأما الثلاثة التي في الدنيا فإنك وصيي وخليفتي في أهلي وقاضي ديني، وأما الثلاث التي في الآخرة فاني اعطى لواء الحمد فأجعله في يدك وآدم وذريته تحت لوائي، وتعينني على مفاتيح الجنة، وأحكمك في شفاعتي لمن أحببت، وأما اللتان لك فانك لن ترجع بعدي كافرا ولا ضالا، وأما التي أخافها عليك فغدرة قريش بك بعدي يا علي.

٦ - حدثنا الحسين بن يحيى البجلي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أبوزرعة قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا قطن بن نسير قال: حدثنا جعفر(٢) قال: حدثنا يعقوب بن الفضل، عن شريك بن عبدالله، عن عبدالله بن عبد الرحمن المزني عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: اعطيت في علي تسع خصال: ثلاثا في الدنيا وثلاثا

______________

(١) يعني يوم غدير خم.

(٢) هو جعفر بن سليمان الضبعي - بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة - أبوسليمان البصري، قال ابن حجر: صدوق زاهد لكنه كان يتشيع. انتهى. يروى عنه قطن بن نسير - مصغرا - أبوعباد البصري ذكره ابن حبان في الثقات. واما شيخه يعقوب بن الفضل فلم أجده.

٤١٥

في الآخرة، واثنتين أرجوهما له، وواحدة أخافها عليه: وأما الثلاثة التي في الدنيا فساتر عورتي، والقائم بأمر أهل بيتي، ووصيي في أهلي. وأما الثلاثة التي في الآخرة فاني اعطي لواء الحمد فاعطيه يحمله وأتكئ عليه عند قيام الشفاعة، ويعينني على مفاتيح الجنة. وأما الاثنتان اللتان أرجوهما له فانه لا يرجع بعدي كافرا ولا ضالا، وأما الواحدة التي أخافها عليه فغدر قريش به بعدي.

تسعة أشياء لها تسع آفات

٧ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، وعبدالله بن جعفر الحميري جميعا، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة الظرف الصلف(١) ، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السخاء المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة الحسب الفخر.

في التمر البرني تسع خصال

٨ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبوسعيد الادمي قال: حدثنا علي بن الزيات(٢) عن عبيد الله بن عبدالله، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: بينما نحن عند رسول الله صلّى الله عليه واله إذ ورد عليه وفد عبد القيس فسلموا ثم وضعوا بين يديه جلة تمر فقال رسول الله صلّى الله عليه واله: أصدقة أم هدية؟ قالوا: بل هدية يارسول الله قال: أي تمراتكم هذه؟ قالوا: البرني فقال عليه السلام: في تمرتكم هذه تسع خصال: إن هذا جبرئيل يخبرني أن فيه تسع خصال:

______________

(١) الظرف مصدر: الكياسة والحذق والبراعة. وفي النهاية في الحديث « آفة الظرف الصلف » هو الغلو في الظرف والزيادة على المقدار تكبرا.

(٢) كذا ويحتمل بعيدا تصحيفه عن علي بن الريان بن الصلت لما ذكر هو في جملة الرواة عن عبيد الله بن عبدالله الدهقان. ويحتمل كونه علي بن عطية الزيات على بعد أيضا.

٤١٦

يطيب النكهة، ويطيب المعدة، ويهضم الطعام، ويزيد في السمع والبصر، ويقوي الظهر، ويخبل الشيطان، ويقرب من الله عزّوجلّ، ويباعد من الشيطان.

رفع عن هذه الامة تسعة أشياء

٩ - حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن - عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه واله: رفع عن امتي تسعة: الخطأ، والنسيان، وما اكرهوا عليه، ومالا يعلمون(١) وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد، والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق(٢) ما لم ينطق بشفة.

النهي عن تسعة أشياء

١٠ - أخبرني أبوإسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ فيما كتب إلي قال: حدثني سالم بن سالم، وأبو عروبة قالا: حدثنا أبوالخطاب قال: حدثنا هارون بن مسلم قال: حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الانصاري، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: لما افتتح رسول الله صلّى الله عليه واله خيبر دعا بقوسه فاتكأ على سيتها(٣) ثم حمد الله وأثنى عليه وذكر ما فتح الله له ونصره به ونهى

______________

(١) ظاهره معذورية الجاهل مطلقا، لكن الفقهاء اقتصروا على موارد خاصة كالصلاة مع نجاسة الثوب أو البدن أو موضع السجدة أو الثوب والمكان المغصوبين أو ترك الجهر والاخفات وأمثالها والمسألة معنونة في كتب اصول الفقه باب البراءة مشروحة.

(٢) كالتفكر بانه تعالى كيف خلق الاشياء بلا مادة ولا مثال، أو لاى شئ خلق ما يضر ولا ينفع بحسب الظاهر أو لاي شئ خلق بعض الاشياء طاهرا وبعضها نجسا أو لاي شئ خلق الانسان من تفاوت وامثال ذلك.

(٣) سية القوس - بكسر السين وفتح الياء المثناة من تحت -: ما عطف من طرفيها.

٤١٧

عن خصال تسعة: عن مهر البغي، وعن كسب الدابة يعني عسب الفحل(١) وعن خاتم الذهب، وعن ثمن الكلب، وعن مياثر الارجوان - قال أبوعروبة: عن مياثر الحمر(٢) - وعن لبوس ثياب القسي وهي ثياب تنسج بالشام، وعن أكل لحوم السباع وعن صرف الذهب بالذهب والفضة بالفضة بينهما فضل(٣) وعن النظر في النجوم.

يؤجل المذنب تسع ساعات

١١ - حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال: حدثني محمد بن ظهير قال: حدثنا الحسن بن علي العبدي المعروف بابن القارئ قال: حدثنا سهل بن عبد الوهاب قال: حدثنا عبد القدوس عن سليمان بن مهران، عن جعفر محمد عليهما السلام أنه قال: إذا هم العبد بحسنة كتبت له حسنة، فإذا عملها كتبت له عشر حسنات، وإذا هم بسيئة لم تكتب عليه فإذا عملها اجل تسع ساعات، فإن ندم عليها واستغفر وتاب لم يكتب عليه، وإن لم يندم ولم يتب منها كتبت عليه سيئة واحدة.

______________

(١) « مهر البغى » أي اجرة الزنا وعسب الفحل: ماؤه فرسا أو بعيرا أو غيرهما، وعسبه ضرابه. قال الجزري: انما أراد النهي عن كراء الذي يؤخذ عليه فان اعارة الفحل مندوب إليها. ووجه الحديث أنه نهى عن كراء عسب الفحل فحذف المضاف وهو كثير في الكلام. وقيل: يقال لكراء الفحل عسب، وعسب فحله يعسبه أكراه، وعسبت الرجل: أعطيته كراء فحله. وعليه فلا يحتاج إلى حذف مضافا وانما نهى عنه للجهالة التي فيه ولابد في الاجارة من تعيين العمل ومعرفة مقداره. انتهى. أما خاتم الذهب فهو حرام على الرجال دون النساء لما جاء في الاخبار.

(٢) مياثر جمع ميثرة - بالكسر - مفعلة من الوثارة، وهي لبدة الفرس والارجوان الارغوان فارسي معرب وقد مر بيانه سابقا والنهي للتنزيه لما فيه من الترفه والتشبه بالمتكبرين من عظماء الفرس فانه كان شعارهم في تلك الايام ويبعد أن يكون النهي للونه، وميثرة الحمر أيضا وسادة حمراء تتخذ من حرير أحمر وهي وسادة السرج.

(٣) هذا نهى تحريم لكون معاملة النقدين بالفضل هي الربا المعاملي المحرم.

٤١٨

الائمة من ولد الحسين بن على تسعة عليهم السلام

١٢ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: تكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي عليهما السلام تاسعهم قائمهم.

قبض النبي صلّى الله عليه وآله عن تسع نسوة

١٣ - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا الحسين بن علي بن الحسين السكري قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر ابن محمد بن عمارة، عن أبيه، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: تزوج رسول الله صلّى الله عليه واله بخمس عشرة امرأة، ودخل بثلاث عشرة منهن، وقبض عن تسع، فأما اللتان لم يدخل بهما فعمرة والسنى(١) ، وأما الثلاث عشرة اللاتي دخل بهن فأولهن خديجه بنت خويلد، ثم سورة بنت زمعة، ثم ام سلمة واسمها هند بنت أبي امية، ثم ام عبدالله عائشة بنت أبي بكر، ثم حفصة بنت عمر، ثم زينب بنت خزيمة بن الحارث ام المساكين، ثم زينب بنت جحش، ثم ام حبيبة رملة بنت أبي سفيان، ثم ميمونة بنت الحارث، ثم زينب بنت عميس، ثم جويرية بنت الحارث، ثم صفية بنت حيي بن أخطب. والتي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه واله خولة بنت حكيم السلمي، وكان له سريتان يقسم لهما مع أزواجه: مارية، وريحانة الخندفية، والتسع اللاتي قبض عنهن: عائشة، وحفصة، وام سلمة، وزينب بنت جحش، و ميمونة بنت الحارث، وام حبيبة بنت أبي سفيان، وصفية بنت حيي بن أخطب، و جويرية بنت الحارث، وسورة بنت زمعة. وأفضلهن خديجة بنت خويلد، ثم ام سلمة بنت الحارث.

______________

(١) في القاموس « السنى » بنت أسماء بن الصلت ماتت قبل أن يدخل بها النبي صلّى الله عليه واله. وقيل: اسمها « سبأ بنت أبي الصلت السلمية » كما في بعض التواريخ.

٤١٩

تسع كلمات تكلم بهن أميرالمؤمنين عليه السلام

١٤ - حدثنا أبومحمد الحسن بن حمزة العلوي رضي الله عنه قال: حدثني يوسف ابن محمد الطبري، عن سهل أبي عمر(١) قال: حدثنا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: تكلم أميرالمؤمنين عليه السلام بتسع كلمات ارتجلهن ارتجالا، فقأن عيون البلاغة وأيتمن جواهر الحكمة، وقطعن جميع الانام عن اللحاق بواحدة منهن، ثلاث منها في المناجاة، وثلاث منها في الحكمة، وثلاث منها في الادب، فأما اللاتي في المناجاة فقال: « إلهي كفى لي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا إن تكون لي ربا أنت كما احب فاجعلني كما تحب ». وأما اللاتي في الحكمة فقال: « قيمة كل امرئ ما يحسنه، وما هلك امرء عرف قدره، والمرء مخبو تحت لسانه ». وأما اللاتي في الادب فقال: « امنن(٢) على من شئت تكن أميره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره ».

حد بلوغ المرأة تسع سنين

١٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا تدخل بالجارية حتى يتم لها تسع سنين أو عشر سنين. وقال: أنا سمعته يقول: تسع أو عشر.

١٦ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان

______________

(١) هو سهل بن زنجلة بن أبي الصفدي الرازي أبوعمر الخياط قال في التقريب صدوق وذكره في تهذيب التهذيب من جملة رواة وكيع بن الجراح الراوي عن زكريا بن أبي زائدة. وما في النسخ من « سهل بن نحرة » أو « سهل بن بحرة » تصحيف.

(٢) من عليه بكذا: أنعم عليه به من غير تعب.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513