تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ٢

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم11%

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم مؤلف:
المحقق: أحمد علي مجيد الحلّي
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 513

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 513 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12004 / تحميل: 1518
الحجم الحجم الحجم
تحفة العالم في شرح خطبة المعالم

تحفة العالم في شرح خطبة المعالم الجزء ٢

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

الدول الإسلامية ، كرسيُّ ملكها : کرمان ، عدد ملوكها : ثمانية ، نشأت سنة ٦ ١٩ هـ ، وانقضت سنة ٧٠٣ هـ ؛ إذ من المعلوم أن ظهور مرقده كان بعد وفاته بسنين.

وكتب بعضهم : أن السيِّد علاء الدين حسين كان ذاهباً إلى تلك الحديقة فعرفوه أنه من بني هاشم ، فقتلوه في تلك الحديقة ، وبعد مضي مدَّة ، وزوال آثار الحديقة ، بحيث لم يبق منها إلا ربوة مرتفعة ، عرفوا قبره بالعلامات المذكورة. وكان ذلك في دور الدولة الصفوية.

وجاء رجل من المدينة يقال له : ميرزا علي وسكن شیراز ، وكان مثرياً ، فبنی عليه قُبَّة عالية ، وأوقف عليه أملاكاً وبساتين ، ولمّا توفّي دُفن بجنب البقعة ، وتولية الأوقاف كانت بيد ولده ميرزا نظام الملك ، أحد وزراء تلك الدولة ، ومن بعده إلى أحفاده ، والسلطان خليل الَّذي كان حاكماً في شيراز من قبل الشاه إسماعيل بن حيدر الصفوي ، رمث(٢) البقعة المذكورة ، وزاد على عمارتها السابقة في سنة ٨١٠.

حمزة ابن الإمام موسی بن جعفرعليه‌السلام

وأمّا حمزة بن موسی : فهو المدفون في الري ، في القرية المعروفة : بشاه زاده عبد العظيم ، وله قُبَّة وصحن ، وخدّام.

وكان الشاهزادة عبد العظيم على جلالة شأنه ، وعظم قدره ، يزوره أيام إقامته في الريَّ ، وكان يُخفي ذلك على عامَّة الناس ، وقد أسرّ على بعض خواصه : أنه قبر رجل من أبناء موسی بن جعفرعليه‌السلام (٣) .(١)

__________________

(١) أي الدولة الأتابكية ، ومن الملاحظ أن الجملة تحمل شيئاً من الارتباك.

(٢) رمثه : أصلحه. انظر : المعجم الوسیط : ٣٧١.

(٣) تحفة الزائر: ٦٦٩.

٦١

وممَّن فاز بقرب جواره بعد الممات : هو الشيخ الجليل ، السعيد ، قدوة المفسرین : جمال الدين أبو الفتوح حسين بن علي الخزاعي الرازي : صاحب التفسير المعروف بـ(روض الجنان) في عشرين مجلّداً فارسياً ، إلّا أنّه عجیب ، ومكتوب على قبره اسمه ونسبه بخطّ قدیم. فما في مجالس المؤمنين من أن قبره في أصفهان ، بعيد جداً(٢) .

وفي تبریز : مزار عظيم يُنسب إلى حمزة ، وكذلك في قم في وسط البلدة ، وله ضریح. وذكر صاحب (تاريخ قم) : (أنه قبر حمزة ابن الإمام موسىعليه‌السلام )(٣) .

والصحيح : ما ذكرنا ، ولعلَّ المزار المذكور لبعض أحفاد موسی بن جعفرعليه‌السلام .

القبران في مشهد الكاظمينعليهما‌السلام

وأمّا المرقدان في صحن الكاظمينعليهما‌السلام فيقال : إنهما من أولاد الكاظمعليه‌السلام ، ولا يُعلم حالهما في المدح والقدح ، ولم أر من تعرّض لهذين المرقدين.

نعم ، ذكر العلّامة السيِّد مهدي القزويني في مزار کتابه (فلك النجاة) : (أن الأولاد الأئمة قبرين مشهورين في مشهد الإمام موسىعليه‌السلام من أولاده ، لكن لم يكونا من المعروفين. وقال: إن أحدهم اسمه : العبَّاس ابن الإمام موسىعليه‌السلام ، الَّذي ورد في

__________________

(١) قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله : (حدثنا جعفر بن محمّد أبو القاسم قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن خالد البرقي قال : كان عبد العظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سرباً في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي ، وكان يعبد الله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وكان يخرج مستتراً ، فيزور القبر المقابل قبره ، وبينهما الطريق ، ويقول : هو قبر رجل من ولد موسی بن جعفرعليه‌السلام ). (رجال النجاشي : ٢٤٧ رقم ٦٣٥).

(٢) مجالس المؤمنين ١ : ٤٩٠.

(٣) تاريخ قم : ٥٨٤ ، منتهى الآمال ٢ : ٣٠٥.

٦٢

حقّه القدح). انتهى(١) .

قلت : والمكتوب في لوح زيارة المرقدين أن أحدهما إبراهيم ، وقد تقدم أنه أحد المدفونين في الصحن الكاظمي.

والآخر : إسماعيل. ولعل الَّذي يُعرف بإسماعيل : هو العبَّاس بن موسى. وقد عرفت ذمَّه من أخيه الرضاعليه‌السلام بما لا مزيد عليه ، ويؤيده ما هو شائع على الألسنة : من أن جدّي بحر العلوم ـ طاب ثراه ـ لمّا خرج من الحرم الكاظمي أعرض عن زيارة المشهد المزبور ، فقيل له في ذلك ؛ فلم يلتفت(٢) .

[إسماعيل ابن الإمام موسی بن جعفرعليه‌السلام ]

وأمّا إسماعيل بن موسی ، الَّذي هو صاحب الجعفريات ، فقبره في مصر(٣) ، وكان ساكناً به ، وولده هناك ، وله كتب يرويها عن أبيه ، عن آبائه ، منها : کتاب الطهارة ، کتاب الصلاة ، کتاب الزكاة ، کتاب الصوم ، کتاب الحج ، کتاب الجنائز ، کتاب الطلاق ، کتاب الحدود ، کتاب الدعاء ، کتاب السنن والآداب ، کتاب الرؤيا. كذا في رجال النجاشي(٤) .

__________________

(١) المزار : ١٣٩.

(٢) ينظر عن تعدد إبراهيم وحاله : الفوائد الرجالية ١ : ٤١٤ ـ ٤٣٥ ، وقد هُدم قبراهما في العقد المنصرم ، ورأيت صورة قبريهما في مكتبة أمير المؤمنينعليه‌السلام في النجف الأشرف ، وقال الشيخ القمي في منتهى الأمال ٢ : ٢٩٢ : (إن إبراهيم بن موسى توفي في بغداد ، ودُفن في مقابر قريش مع أبيهعليه‌السلام في قبر منفصل معروف) ، انتهى.

وسيأتي كلام الطقطقي عن قبره ، فلاحظ.

(٣) لم يُذكر أن قبره بمصر ، وإنما نُصّ علی سکنه بها ومن بعده أولاده وأحفاده ، والظاهر أنه يرد على سبيل الاحتمال.

(٤) رجال النجاشي : ٢٦ رقم ٤٨.

٦٣

وفي تعليقات الرجال : (أن كثرة تصانيفه ، وملاحظة عنواناتها ، وترتيباتها ، ونظمها ، تشير إلى المدح ، مضافاً إلى ما في [خبر](١) صفوان بن يحيى : أن أبا جعفر ـ أعني : الجوادعليه‌السلام ـ بعث إليه بحنوط : وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.

قال : والظاهر : أنه هذا ، وفيه أشعار بنباهته) ، انتهى(٢) .

وفي مجمع الرجال لمولانا عناية الله : (أنه هو جزماً ، وقال : يدل على زيادة جلالته جداً )(٣) .

وفي رجال ابن شهر آشوب : (إسماعيل بن موسی بن جعفر الصادق عليه‌السلام سكن مصر وولده بها ، ثُمَّ عدّ كتبه المذكورة )(٤) .

ولا يخفى ظهور كون الرجل من الفقهاء عندهم ، وفي القرية المعروفة : بفيروز کوه ، مزار ينسب إلى إسماعيل ابن الإمام موسیعليه‌السلام أيضاً(٥) .

وأمّا إسحاق : فمن نسله الشريف أبو عبد الله ، المعروف : بنعمة ، وهو محمّد بن الحسن بن إسحاق بن الحسن بن الحسين بن إسحاق بن موسی بن جعفرعليه‌السلام ، الَّذي كتب الصدوق له (من لا يحضره الفقيه) ، كما صرّح به في أول الكتاب المزبور(٦) .

قبر حمزة في أطراف الحلّة

يوجد في أطراف الحلَّة مزار عظيم ، وله بقعة وسيعة ، وقبة رفيعة تُنسب إلى

__________________

(١) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنی.

(٢) تعليقة على منهج المقال : ٩٣ ، وخبر صفوان ورد في اختيار معرفة الرجال ٢ : ٧٩٢ ح ٩٦١.

(٣) مجمع الرجال ١ : ٢٤٤ ، ٣ : ٢١٨.

(٤) معالم العلماء : ٤٣ رقم ٣١.

(٥) فیروز کوه : نسبة إلى قلعة في ولاية غُوْر الواقعة بين هراة وغزنة. (معجم البلدان ٤ : ٢١٨).

(٦) من لا یحضره الفقيه ١ : ٢ ، وينظر عن أحواله وموضع قبره : منتهی الآمال ٢ : ٣١٢.

٦٤

حمزة ابن الإمام موسیعليه‌السلام (١) ، تزوره الناس وتنقل له الكرامات. ولا أصل لهذه الشهرة. بل هو قبر حمزة بن قاسم بن علي بن حمزة بن حسن بن عبيد الله بن العبَّاس ابن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، المكنَّى بأبي يَعلَى(٢) ، ثقة جليل القدر ذكره

__________________

(١) وأقدم من ذكره بهذه النسبة ابن الطقطقي (ت ٧٠٩ هـ) في (الأصيلي) إذ قال في ص ١٨٠ منه : (وقبره بمشهد الغربات بالصدرين ، رستاق من بلاد الحلة المزيدية) انتهى. أفادنا بذلك شيخ إجازتنا العلّامة السيِّد عبد الستار الحسني دام توفيقه ، كما ذكر بذلك في نبذة الغري في أحوال الحسن الجعفري ، وألّف في ترجمته الشيخ محمّد علي الأوردباديرحمه‌الله رسالة باسم : (المثل الأعلى في ترجمة أبي يعلی) وطُبعت بتحقيق السيِّد جودت القزويني.

(٢) حكاية تصحيح النسبة لقبرهرضي‌الله‌عنه ذكرها الشيخ حسين النوريرحمه‌الله في كتابه (جنة المأوى) المطبوع مع بحار الأنوار ٥٣ : ٢٨٦ ـ ٢٨٧ رقم ٤٥ ، ونصّها : (قال سلمه الله : وحدثني الوالد أعلى الله مقامه [المتحدث هو ابن السيِّد محمّد مهدي القزويني (ت ١٣٠٠ هـ)] قال : لازمت الخروج إلى الجزيرة مدة مديدة ؛ لأجل إرشاد عشائر بني زيد إلى مذهب الحق ، وكانوا كلهم على رأي أهل التسنّن ، وببركة هداية الوالد قدس سره وإرشاده ، رجعوا إلى مذهب الإمامية كما هم عليه الآن ، وهم عدد كثير يزيدون على عشرة آلاف نفس ، وكان في الجزيرة مزار معروف بقبر الحمزة بن الكاظم ، يزوره الناس ويذكرون له كرامات كثيرة ، وحوله قرية تحتوي على مائة دار تقريباً. قالقدس‌سره : فكنت أستطرق الجزيرة وأمرّ عليه ولا أزوره ؛ لما صحّ عندي أن الحمزة بن الكاظم مقبور في الري مع عبد العظيم الحسني ، فخرجت مرة على عادتي ونزلت ضيفاً عند أهل تلك القرية ، فتوقعوا مني أن أزور المرقد المذكور فأبيت ، وقلت لهم : لا أزور من لا أعرف ، وكان المزار المذكور قلّت رغبة الناس فيه لإعراضي عنه ، ثُمَّ ركبت من عندهم وبتّ تلك الليلة في قرية المزيدية ، عند بعض ساداتها ، فلمَّا كان وقت السحر جلست لنافلة الليل وتهيأت للصلاة ، فلمَّا صليت النافلة بقيت أرتقب طلوع الفجر ، وأنا على هيئة التعقيب إذ دخل علي سيد أعرفه بالصلاح والتقوى ، من سادة تلك القرية ، فسلّم وجلس. ثُمَّ قال : يا مولانا بالأمس تضيّفت أهل قرية الحمزة ، وما زرته؟ قلت : نعم ، قال : ولِمَ ذلك؟ قلت : لأني لا أزور من لا أعرف ، والحمزة بن الكاظم مدفون بالري ، فقال : ربّ مشهور لا أصل له ، ليس هذا قبر الحمزة بن موسى الكاظم وإن اشتهر أنه كذلك ، بل هو قبر أبي يعلى حمزة بن القاسم العلوي العبَّاسي أحد علماء الإجازة وأهل الحديث ، وقد ذكره أهل الرجال في كتبهم ، وأثنوا عليه بالعلم والورع ، فقلت في نفسي : هذا السيِّد من عوام السادة ، وليس من أهل الاطلاع على الرجال والحديث ، فلعله أخذ هذا الكلام عن بعض العلماء ، ثُمَّ قمت لأرتقب طلوع الفجر ، فقام ذلك السيِّد وخرج وأغفلت أن أسأله عمّن أخذ هذا لأن الفجر قّدْ طلع ، وتشاغلت بالصلاة ، فلمَّا صليت جلست للتعقيب حَتَّى طلع الشمس وكان معي جملة من كتب الرجال ، فنظرت فيها وإذا الحال كما ذکر ، فجاءني أهل القرية مسلّمين عليّ وفي جملتهم ذلك السيد ، فقلت : جئتني قبل الفجر وأخبرتني عن قبر الحمزة ، أنه أبو يعلی حمزة بن القاسم العلوي فمن أين لك هذا وعمّن أخذته؟ فقال : والله ما جئتك قبل الفجر ولا رأيتك قبل هذه الساعة ، ولقد كنت ليلة أمس بائتاً خارج القرية ـ في مكان سماء ـ وسمعنا بقدومك ، فجئنا في هذا اليوم زائرين لك ، فقلت لأهل القرية : الآن لزمتي الرجوع إلى زيارة الحمزة فإني لا أشكّ في أن الشخص الَّذي رأيته

٦٥

النجاشي في الفهرست ، وقال : (إنه من أصحابنا ، كثير الحديث ، له كتاب من روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام من الرجال ، وهو كتاب حسن ، وكتاب التمهید ، وكتاب الزيارات والمناسك ، وكتاب الرد على محمّد بن جعفر الأسدي)(١) .

زيد ابن الإمام موسی بن جعفرعليه‌السلام

وأمّا زيد فقد خرج بالبصرة ، فدعا إلى نفسه ، وأحرق دوراً ، وأعاث ، ثُمَّ ظُفر به وحُمل إلى المأمون.

قال زيد : (لمّا دخلت على المأمون نظر إليّ ثُمَّ قال : اذهبوا به إلى أخيه أبي الحسن علي بن موسى ، فتركني بين يديه ساعة واقفاً ، ثُمَّ قال : يا ز ي د ، سوءةً لك : ما أنت قائل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا سفكت الدماء ، وأخفتَ السبيل ، وأخذت المال من غير حلّه ، غرّك حديث حمقى أهل الكوفة : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن فاطمة أحصنت فرجها ، فحرّمها الله وذرِّيتها على النار ، إن هذا لمن خرج من بطنها : الحسن والحسينعليهما‌السلام فقط. والله ما نالوا ذلك إلا بطاعة الله ؛ فلئن أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوا بطاعته ، إنك إذاً لأكرم عند الله منهم)(٢) .

وفي العيون : (إنه عاش زيد بن موسى إلى آخر خلافة المتوكّل ، ومات بسُرَّ من

__________________

هو صاحب الأمرعليه‌السلام ، قال : فركبت أنا وجميع أهل تلك القرية لزيارته ، ومن ذلك الوقت ظهر هذا المزار ظهوراً تاماً علی وجه صار بحيث تُشدّ الرحال إليه من الاماكن البعيدة. قلت : في رجال النجاشي : حمزة بن القاسم بن علي بن حمزه بن الحسن بن عبيد الله بن العبَّاس بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام أبو یعلی ، ثقة جلیل القدر ، من أصحابنا ، کثير الحديث ، له كتاب من روى عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام من الرجال ، وهو كتاب حسن. وذكر الشيخ الطوسي أنه يروي عن سعد بن عبد الله ، ويروي عنه التلعکبريرحمه‌الله إجازة ، فهو في طبقة والد الصدوق).

(١) رجال النجاشي : ١٤٠ رقم ٣٦٤.

(٢) کشف الغُمَّة ٣ : ١٠٤.

٦٦

رأى )(١) .

وكيف كان فهذا زيد هو المعروف بزيد النار ، وقد ضعَّفه أهل الرجال ، ومنهم : المجلسي في وجيزته(٢) .

وفي العمدة : (أنه حاربه الحسن بن سهل ، فظفر به ، وأرسله إلى المأمون ، فأدخله عليه بمرو مقيَّداً ، فأرسله المأمون إلى أخيه علي الرضا عليه‌السلام ، ووهب له جرمه ، فحلف علي الرضا عليه‌السلام : أن لا يكلّمه أبداً ، وأمر بإطلاقه ، ثُمَّ إنَّ المأمون سقاه السمَّ فمات )(٣) .

حكيمة بنت الإمام موسی بن جعفرعليه‌السلام

هذا وقال ابن شهر آشوب صاحب المعالم(٤) : (حكيمة بنت أبي الحسن موسی بن جعفرعليه‌السلام قالت : لمّا حضرت ولادة الخيزران اُمّ أبي جعفرعليه‌السلام دعاني الرضاعليه‌السلام ، فقال : يا حكيمة ، أحضري ولادتها ، وادخُلي وإيَّاها والقابلةَ بيتاً. ووضع لنا مصباحاً ، وأغلق الباب علينا ، فلمَّا أخذها الطلق طُفي المصباح وبين يديها طست فاغتممت بطفي المصباح ، فبينا نحن كذلك إذ بدر أبو جعفرعليه‌السلام في الطست ، وإذا

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٥٩ ضمن ح ٣ ، ويدل عليه ما رُوي في (الثاقب في المناقب) لابن حمزة الطوسي : ٥٤٠ ح ٤٨١ / ٥ ، عن الطيب بن محمّد بن الحسن بن شمون ، قال : (ركب المتوكّل ذات يوم وخلفه الناس ، وركب آل أبي طالب إلى أبي الحسنعليه‌السلام ؛ ليركبوا بركوبه ، فخرج في يوم صائف شديد الحر ، والسماء صافية ما فيها غيم ، وهوعليه‌السلام معقود ذنب الدابة بسرج جلود طويل وعليه ممطر وبرنس ، فقال زيد بن موسى بن جعفر لجماعة آل أبي طالب : انظروا إلى هذا الرجل يخرج مثل هذا اليوم كأنه وسط الشتاء ، قال : فساروا جميعاً فما جاوزوا الجسر ولا خرجوا عنه حَتَّى تغيّمت السماء ، وأرخت عزاليها كأفواه القرب ، وابتلّت ثياب الناس ، فدنا منه زيد بن موسى بن جعفر وقال : يا سيدي ، أنت قَدْ علمت أن السماء قَدْ تمطر ، فهلا أعلمتنا ، فقد هلكنا وعطبنا).

(٢) الوجيزة في الرجال : ٨٤ رقم ٨٠٠.

(٣) عمدة الطالب : ٢٢١.

(٤) في الأصل : (في المعالم) والصحيح ما أثبتناه.

٦٧

عليه شيء رقيق ، كهيئة الثوب ، يسطع نوره حَتَّى أضاء البيت ، فأبصرناه ، فأخذته فوضعته في حجري ، ونزعت عنه ذلك الغشاء.

فجاء الرضاعليه‌السلام ففتح الباب ، وقد فرغنا من أمره ، فأخذه فوضعه في المهد ، وقال : يا حكيمة إلزمي مهده. قالت : فلمَّا كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ، [ثُمَّ نظر يمينه ويساره](١) ، ثُمَّ قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمّداً رسول الله. فقمتُ ذَعِرَةً فَزِعَةً ، فأتيت أبا الحسنعليه‌السلام ، فقلت له : قَدْ سمعت من هذا الصبي عجباً. فقال : ما ذاك؟ فأخبرته الخبر ، فقال : يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر) ، انتهى(٢) .

وحكيمة بالكاف ـ كما صرّح به جدّي بحر العلومرحمه‌الله : (وأمّا حليمة ـ باللام ـ فمن تصحيف العوام)(٣) .

قلت : وفي جبال طريق بهبهان مزار ، يُنسب إليها ، يزوره المتردِّدون من الشيعة(٤) .

فاطمة المعروفة بمعصومة قم

وأمّا فاطمة : فقد روى الصدوق في (ثواب الأعمال) ، و (العيون) أيضاً ، بإسناده ، قال : سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام عن فاطمة بنت موسی بن جعفرعليها‌السلام ؟ فقال : «من زارها فله الجنَّة »(٥) .

وفي كامل الزيارة مثله ، وفيه أيضاً بإسناده عن ابن الرضا ـ أعني : الجوادعليه‌السلام ـ

__________________

(١) ما بين المعقوفين من المصدر.

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٣ : ٤٩٩.

(٣) الفوائد الرجالية ٢ : ٣١٦.

(٤) ينظر ترجمتها بالتفصيل في : مجموعة الآثار ٢ : ٢٢٩ رقم ٢٠.

(٥) ثواب الأعمال : ٩٨ ، عیون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٩٩ ح ١.

٦٨

قال : «من زار عمَّتي بقم فله الجنَّة »(١) .

وفي مزار البحار : رأيت في بعض كتب الزيارات : حدّث علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن سعد ، عن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام ، قال : «يا سعد ، عندكم لنا قبر؟ قلت : جُعلت فداك ، قبر فاطمة بنت موسیعليهما‌السلام ، قال : نعم ، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنَّة»(٣) .

وعن (تاريخ قم) للحسن بن محمّد القمي : بإسناده عن الصادقعليه‌السلام قال : «إن لله حرماً وهو مكة ، ولرسوله حرماً وهو المدينة ، ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة ، ولنا حرماً وهو قم ، وستُدفن فيه امرأة من ولدي تسمی : فاطمة ؛ من زارها وجبت له الجنَّة. قال عليه‌السلام ذلك ولم تحمل بموسى عليه‌السلام اُمُّه »(٣) .

وبسند آخر عنه : «أن زيارتها تعدلُ الجنَّة »(٤) .

قلت : وهي المعروفة اليوم بمعصومة ، ولها مزار عظيم ، ويُذكر في بعض كتب التاريخ : أن القُبَّة الحالية التي على قبرها من بناء سنة ٥ ٢٩ هـ ، بأمر المرحومة : شاه بیکم بنت عماد بيك.

وأمّا تذهيب القُبَّة مع بعض الجواهر الموضوعة على القبر ، فهي من آثار السلطان : فتح علي شاه القاجاري(٥) .

__________________

(١) کامل الزيارات : ٥٣٦ ح ٨٢٦ / ١ ، ٨٢٧ / ٢ تباعاً.

(٢) بحار الأنوار ٩٩ : ٢٦٥ ح ٤.

(٣) تاريخ قم : ٥٧٣ ، عنه بحار الأنوار ٩٩ : ٢٦٧ ح ٥.

(٤) تاريخ قم : ٥٧٣ ، عنه بحار الأنوار ٩٩ : ٢٦٧ ح ٦.

(٥) ينظر ترجمتها بالتفصيل في : مجموعة الأثار ٢ : ٢٣٦ رقم ٣٢ ، وقد ألفت فيها وفي تاريخ عمارة قبرها کتب مختصة فلتراجع.

٦٩

وأمّا فاطمة الصغرى ، وقبرها في بادکوبة خارج البلد ، يبعد عنه بفرسخ من جهة جنوب البلد ، واقع في وسط مسجد بناؤه قدیم. هكذا ذكره صاحب مرآة البلدان.

وفي رشت مزار : (يُنسب إلى فاطمة الطاهرة : اُخت الرضا عليه‌السلام ، ولعلها غير من ذكرناها )(١) .

فقد ذكر سبط ابن الجوزي في (تذكرة خواص الاُمَّة) في ضمن تعداد بنات موسی بن جعفرعليه‌السلام : (أربع فواطم : کبری ، ووسطی ، وصغرى ، واُخرى ، والله أعلم )(٢) .

تتميم

القاضي أبو يوسف

ومن جملة المدفونين بجنب الإمامين ، الهمامين ، الكاظمينعليهما‌السلام ، القاضي أبو يوسف : يعقوب بن إبراهيم ، أحد صاحبي أبي حنيفة ، والآخر هو محمّد بن الحسن الشيباني(٣) . كانت ولادة القاضي المذكور سنة ١١٣ هـ ، وتوفي وقت الظهر ، في الخامس من ربيع الأول ، سنة ١٨٢ هـ ، وقبره بجنب مشهدهماعليه‌السلام معلوم(٤) .

فرهاد ميرزا القاجاري

وممَّن فاز أيضاً بقرب الجوار بعد الموت : النواب فرهاد ميرزا ، معتمد الدولة ، خلف المرحوم عبَّاس ميرزا ابن فتح علي شاه القاجاري ، وولي عهده السابق ،

__________________

(١) ينظر ترجمتها بالتفصيل في مجموعة الآثار ٢ : ٢٣٥ رقم ٣١.

(٢) تذکرة الخواص ٢ : ٤٦٩.

(٣) ترجم له ابن حبان في كتابه المجروحين ٢ : ٢٧٥ ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٢ : ١٦٩ رقم ٥٩٣.

(٤) ينظر ترجمته في : تاريخ بغداد ١٤ : ٢٤٥ ـ ٢٦٤ ، قاموس الرجال ١١ : ١٢٣ رقم ٨٤٧٨ ، وكل من ذكره قال : إن وفاته كانت سنة ١٨٢ هـ ، وقيل : ١٩٢ هـ ، فلاحظ.

٧٠

وكان من النواب المذكور من فحول فضلاء الدورة القاجارية ، معروفاً بوسعة التتبع والاستحضار ، خصوصاً في فَنَّي التاريخ والجغرافيا ، واللُّغة الإنكليسية.

وله مآثر مأثورة منها : كتابه الموسوم (بجام جم) في تاريخ الملوك والعالم ، وكتاب (القمقام الزخّار والصمصام البتّار) في المقتل ، وكتاب (الزنبيل) يجري مجرى الكشكول ، و (شرح خلاصة الحساب بالفارسية ، و (هداية السبيل وكفاية الدليل) رحلة زيارته بيت الله الحرام.

ومن أعظم آثاره : تعمير صحن الإمام موسی بن جعفرعليه‌السلام ، وتذهیب رؤوس منائره الأربع ، كما هو المشاهد الآن ، ومدَّة التعمير ستّ سنين ، وفرغ من تعميره سنة ١٢٩٩ هـ وتوفي سنة ١٣٠ ٥ هـ في طهران ، وحُمل نعشه إلى الكاظمينعليهما‌السلام ، ودفن بباب الصحن الشريف الكاظمي ، حيث لا يخفى(١) .

__________________

(١) ينظر ترجمته في : أعيان الشيعة ٨ : ٣٩٧ ، الكنى والألقاب ٣ : ١٩٠.

٧١
٧٢

المقام الثامن

في الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام

مولدهعليه‌السلام

وكنيته : أبو الحسن الثالث ، كان مولده يوم الثلاثاء ، وقيل : يوم الخميس ، وقيل : يوم الجمعة ، في الحادي عشر من شهر ذي القعدة ، وقيل : ذي الحجة ، سنة ١ ٤ ٨ من الهجرة على ما ذكره المفيد في (الإرشاد) ، والكليني في (الكافي) ، والشيخ في (التهذيب)(١) ، وقيل سنة ١ ٥ ٣ هـ(٢) .

ونسب إلى ما رواه(٣) الصدوق : (من بعد وفاة الصادق عليه‌السلام بخمس سنين في المدينة )(٤) .

اُمُّه اُمّ ولد ، يقال لها : اُمّ البنين.

والمروي أن حميدة : اُمّ موسی بن جعفرعليهما‌السلام لمّا اشترتها. رأت رسول الله في المنام ، وقد أمرها بأن يقطعها (تقطعها ـ ظ) إلى الإمام موسیعليه‌السلام ، وأخبرتها (وأخبرها ـ ظ) بأنه يلد منها الرضاعليه‌السلام (٥) .

فصل

في ذكر أولادهعليه‌السلام

قيل : لم يُعرف له ولد سوى ابنه الإمام محمّد بن علي ، كما هو في

__________________

(١) الإرشاد ٢ : ٢٤٧ ، الكافي ١ : ٤٨٦ ، تهذيب الأحکام ٦ : ٨٣.

(٢) ينظر : شرح إحقاق الحق ٢٨ : ٦٤٠.

(٣) عبارة : (ونسب إلى ما رواه) كان الأولى منها كلمة : (وقال) ؛ ليستقيم الكلام والمعنى ، فلاحظ.

(٤) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٨.

(٥) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٢٦ ح ٣.

٧٣

(الإرشاد)(١) ، والأصح : أن له أولاد ، أو قَدْ ذكر غير واحد من العامة : له خمسة بنين ، وابنة واحدة. وهم :

محمّد القانع ، والحسن ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسين ، وعائشة(٢) .

وفي بعض كتب الأنساب : مذكورٌ العقبُ من بعضهم فلاحظ(٣) .

__________________

(١) الإرشاد ٢ : ٢٧١.

(٢) کشف الغُمَّة ٣ : ٦٠.

(٣) فائدة : قال الشيخ عزیز الله العطاردي في كتابه (مسند الإمام الرضاعليه‌السلام ) ١ : ١٤٠ ـ ١٤٢ في باب ذکر أولاده ، ما نصّه : ([١] ـ قال المفيدرحمه‌الله : ومضى الرضاعليه‌السلام ، ولم يترك ولداً تعلمه إلا ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام ، وكان سنّهُ يوم وفاة أبيه سبع سنين وأشهرا. [الإرشاد ٢ : ٢٧١].

[٢] ـ قال الطبرسي : وكان للرضاعليه‌السلام من الولد ، ابنه أبو جعفر محمّد بن علي الجواد لا غير [إعلام الوری ٢ : ٨٦].

[٣] ـ قال الإربلي : وأمّا أولاده ، فكانوا ستة ، خمسة ذكور ، وبنت واحدة ، وأسماء أولاده : محمّد القانع ، الحسن ، جعفر ، إبراهيم ، الحسين ، وعائشة [كشف الغُمَّة ٣ : ٦٠].

[٤] ـ ونقل عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي : أن لهعليه‌السلام من الولد خمسة رجال وابنة واحدة : محمّد الإمام ، وأبو محمّد الحسن ، وجعفر ، وإبراهيم والحسين ، وعائشة [كشف الغُمَّة ٣ : ٦٠].

روى الإربلي بسنده ، عن حنان بن سدير قال : قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، أيكون إمام ليس له عقب؟ فقال أبو الحسنعليه‌السلام : أما إنه لا يولد لي إلا واحد ، ولكن الله منشئ منه ذرية كثيرة ، قال أبو خداش : سمعت هذا الحديث منذ ثلاثين سنة [كشف الغُمَّة ٣ : ٩٥].

[٥] ـ قال ابن الخشاب : وُلد له خمسة ، وابنة واحدة ، أسماء بنیه : محمّد الإمام أبو جعفر الثاني ، أبو محمّد الحسين ، وجعفر ، وإبراهيم ، والحسن ، وعائشة فقط [تاريخ مواليد الأئمةعليهم‌السلام : ٣٨١].

[٦] ـ قال ابن شهر آشوب : كان للرضا عليه‌السلام من الولد ، ابنه أبو جعفر عليه‌السلام لا غير.

[٧] ـ في كتاب العدد : كان لهعليه‌السلام ولدان ، أحدهما محمّد والآخر موسى ، لم يترك غيرهما [العدد القوية : ٢٩٤].

[٨] ـ في كتاب الدر : مضي الرضاعليه‌السلام ولم يترك ولداً إلا أبا جعفر محمّد بن عليعليه‌السلام ، وكان سنّه يوم وفات أبيه سبع سنين وأشهر [الدر النظيم : ٦٩٩].

[٩] ـ قال ابن الجوزي : وأولاده ، محمّد الإمام أبو جعفر الثاني ، وأبو جعفر ، وأبو محمّد الحسن ، وابراهيم ، وابنة واحدة.

[١٠] ـ قال محمّد بن طلحة : وأمّا أولاده ، فكانوا ستة ، خمسة ذكور ، وبنت واحدة ، وأسماء أولاده : محمّد القانع ، والحسن ، وإبراهيم ، والحسين ، وعائشة [مطالب السؤول : ٤٦٤].

[١١] ـ قال ابن حزم : فولد علي الرضا : علي بن علي لم يعقب ، ومحمّد بن علي صهر المأمون والعقب له ، والحسين.

٧٤

مرقد سلطان إبراهيم

وفي قوجان مشهد عظيم يُعرف : بسلطان إبراهيم بن علي بن موسی الرضاعليه‌السلام .

صحائف قرآن بخط غريب

ومن عجيب ما يوجد في ذلك المشهد من الآثار بعض الأوراق من كلام الله المجيد هي بخط : بأي سنقر بن شاه رخ ابن أمير تیمور الكرر كاني يقال : إن السلطان نادر شاه الأفشاري جاء بها من سمرقند إلى هذا المشهد ، وطول الصفحة في ذراعين ونصف ، وعرضها في ذراع وعشرة عقود ، وطول السطر في ذراع ، وعرضه خمسة عقود ، والفاصل ما بين السطرين ربع ذراع ، بقلم غلیظ في عرض ثلاث أصابع(١) .

والسلطان ناصر الدین شاه القاجاري : لمّا سافر إلى خراسان لزيارة الرضاعليه‌السلام

__________________

[١٢] ـ قال ابن شهر آشوب : الأصل في مسجد زرد في كورة مرو ، أنه صلّى فيه الرضاعليه‌السلام ، فبنى مسجداً ، ثُمَّ دُفن فيه ولد الرضاعليه‌السلام ، ويروي فيه من الكرامات [مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٣ : ٤٧٢].

[١٣] ـ قال العطاردي : ويظهر من رواية رواها الصدوق في العيون ، ونقلناها في مسنده الشريف في كتاب (الآداب والمواعظ) تحت رقم ٢٨ ، بأن له عليه‌السلام بنتاً تسمى فاطمة ، وروت عنهعليه‌السلام ، وسند الحديث هكذا : حدثني أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن زياد بن موسی بن مالك الأشج العصري ، قال حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى قالت : سمعت أبي علياً يحدّث عن أبيه ، عن جعفر بن محمّد إلى آخر الحديث. ورأيت في كتاب (رشحات الفنون) من تأليفات أمين الدين أبي المكارم الحسيني الهروي المخطوط في مكتبة ملا فیروز ـ کاماهال ـ ببمئي من بلاد الهند ما هذا نصه : حضرت رضاعليه‌السلام أولاد ذكورش : أول محمّد تقي دوم أبو جعفر أكبر ، سوم أبو جعفر أصغر ، چهارم ابو محمّد الحسن ، پنجم إبراهيم ، ششم حسين ، إناث یکتن بود. وفي قزوين مزار مشهور ، يُعرف بشاهزاده حسين بن علي بن موسى الرضاعليهما‌السلام ، وله قُبَّة وروضة ، يُقصد ویُزار ، وذكر هذا المزار الرافعي في (التدوين في أخبار قزوين) ، وحمد الله مستوفي في تاريخه المسمى بـ(تاريخ گزيده) فليراجع) ، انتهى.

وقد نقلته بتمامه لفائدة لا تخفى على اللبيب ، وأورد العطاردي ذكر مصادر قوله ، فلتراجع ، وأيضاً ذكر ولدهعليه‌السلام إبراهيم الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ : ٧٤ أحداث سنة ١٩٩ هـ.

(١) وقد رأيت أنا بعض تلك الصحائف في مكتبة الإمام الرضاعليه‌السلام وهي باقية إلى زماننا هذا.

٧٥

جاء بورقتين منها إلى طهران ، جعلها في متحفه الملوكي.

وفاة الإمام الرضاعليه‌السلام

وكيف كان : فإن المأمون الخليفة العبَّاسي أشخص الرضاعليه‌السلام من المدينة إلى خراسان ، سنة ٢٠٠ من الهجرة ، ولمّا رجع إلى بغداد ؛ لاختلال وقع في العراق ، أنهض معه الرضاعليه‌السلام ، وسمّه في قرية بطوس ، كما هو المشهور بين الإمامية ، فقُبضعليه‌السلام بها في يوم الثلاثاء في السابع عشر من شهر صفر ، وذكر الصدوقرحمه‌الله : في يوم الجمعة الإحدى والعشرين من رمضان(١) .

وذكر المفيدرحمه‌الله في تاريخه : (أن اليوم الثالث والعشرين من ذي القعدة كانت وفاته ، سنة ٢٠٣ هـ على المشهور )(٢) .

وفي الكافي عن محمّد بن سنان : (أنه قُبضعليه‌السلام في سنة ٢٠٢ هـ)(٣) .

وذكر النجاشي في ترجمة أحمد بن عامر رواية تؤيّد هذا القول ، وهي : (أنه مات الرضاعليه‌السلام بطوس سنة اثنتين ومائتين يوم الثلاثاء ، لثمانٍ خلون من جمادی الأولى)(٤) .

كلمة لا إله إلا الله حصني

وأورد صاحب کتاب (تاريخ نيسابور) : (أن علياً الرضا ابن موسی بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، لمّا دخل نیسابور كان في قُبَّة مستورة ، على بغلة شهباء ، وقد شقّ بها السوق ، فعرض له الإمامان الحافظان : أبو

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٢٧٤.

(٢) مسار الشيعة : ٣٤.

(٣) الكافي ١ : ٤٩١.

(٤) رجال النجاشي : ١٠٠ رقم ٢٥٠.

٧٦

زرعة الرازي ، وابن أسلم الطوسي ، ومعهما من أهل العلم والحديث ما لا يُحصى ؛ فقالا : يا أيُّها السيِّد الجليل ابن السادة الأئمة ، بحق آبائك ، وأجدادك الأطهرين ، وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ، ورويت لنا حديثاً عن آبائك ، عن جدِّك نذكرك به. فاستوقف غلمانه ، وأمر بكشف المظلّة ، وأقرَّ عيون الخلائق برؤية طلعته ، وإذا له ذؤابتان متدلّيتان(١) على عاتقه ، والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باكِ ، وضارعِ(٢) ، ومتمرِّغ في الترابِ ، ومقبّل لحافر بغلته ، وعلا الضجيج ، فصاحت الأئمَّة الأعلام : معاشر الناس أنصتوا ، واسمعوا ما ينفعكم ، ولا تؤذونا بصراخكم ، وكان المستملي أبا زرعة ، ومحمّد بن أسلم الطوسي.

فقال علي الرضاعليه‌السلام : «حدثني أبي موسى الكاظم ، عن أبيه جعفر الصادق ، عن أبيه محمّد الباقر ، عن أبيه زين العابدين ، عن أبيه شهيد کربلا ، عن أبيه علي المرتضی ؛ قال : حدثني حبيبي وقرة عيني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،قال : حدّثني جبرئيل عليه‌السلام ، قال : حدَّثني ربّ العزَّة سبحانه وتعالى ، قال : كلمة لا إله إلا الله حصني ؛ فمن قالها دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي » ، ثُمَّ أرخی الستر على القُبَّة(٣) ، وسار.

قال : قُعدّ أهل المحابر والدواوين الَّذين كانوا يكتبون ، فأنافوا على عشرين ألفا.

(قال أحمد : لو قُرئ هذا الإسناد علی مجنون لأفاق من جنونه )(٤) .

__________________

(١) في الأصل ، وفي بعض المصادر : (متعلقتان) وما أثبتناه من المصدر وهو أقوم للنصّ ، فلاحظ.

(٢) ضارع : خضع وذل ، وفي بعض المصادر : (وصارخ) وهي أكثر ملاءمة مع سياق الكلام.

(٣) في الأصل : (على المظلّة) وما أثبتناه من المصدر.

(٤) ما بين القوسين لم يرد في تاريخ نيسابور ، وهو زيادة من المؤلفرحمه‌الله ، وهو مذكور في تاريخ إصفهان ١ : ١٣٨ ، وكان ينبغي منهرحمه‌الله أن يجعله بعد قول القشيري ، فلاحظ.

٧٧

وقال أبو القاسم القشيري : اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض اُمراء السامانية ، فكتبه بالذهب ، وأوصى أن يُدفن معه في قبره ، فرُئي في المنام بعد موته ، فقيل له : ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي بتلفظي : بلا إله إلا الله ، وتصديقي : أنَّ محمّداً رسول الله.

هكذا أورده المنّاوي ـ من العامَّة ـ في شرحه الكبير على الجامع الصغير)(١) .

وقال في الجواهر : (ولعلَّه لذا سُمّي بسلسلة الذهب ، وإنّي كثيراً ما أكتبه في كأس ، وأمحوه بماء ، وأضع عليه شيئاً من تربة الحسين ؛ فأرى تأثيره سريعاً والحمد لله. ولي فيه رؤيا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام تصدّق ذلك ، لكنَّها مشروطة بالصدقة بخمسة قروش)(٢) .

وعن أمالي الصدوقرحمه‌الله بسنده عن إسحاق بن راهويه قال : «لما وافی أبو الحسن الرضا عليه‌السلام نيسابور ، وأراد أن يرحل منها إلى المأمون ، اجتمع إليه أصحاب الحديث ، فقالوا : يا بن رسول الله ، ترحَلُ عنّا ، ولا تحدِّثنا بحديث فنستفيده منك؟ وقد كان قعد في العمَّارية ، فأطلع رأسه ، وقال : سمعت أبي موسی بن جعفر يقول : سمعت أبي جعفر بن محمّد يقول : سمعت أبي محمّد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول : سمعت أبي الحسين بن علي يقول : سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : سمعت جبرئيل عليه‌السلام يقول : سمعت الله عزَّ وجلَّ يقول : لا إله إلا الله حصني ، فمن دخل حصني أمن من عذابي. فلمّا مرّت الراحلة ، نادانا :

__________________

(١) تاريخ نيسابور ، عنه فيض القدير في شرح الجامع الصغير ٤ : ٦٤١ ، دون قول أحمد.

(٢) جواهر الكلام ٤ : ٢٢٦ بالهامش.

٧٨

بشروطها ، وأنا من شروطها »(١) .

فصل في ذكر ولاية العهد من المأمون للرضاعليه‌السلام

ذكر جماعة من أصحاب السِّير والتاريخ ، ورواة الأخبار بأيام الخلفاء : (أنَّ المأمون لمّا أراد ولاية العهد الرضاعليه‌السلام ، وحدّث نفسه بذلك وعزم عليه ، أحضر الفضل بن سهل ، وأخبره بما في عزمه ، وأمره بمشاورة أخيه الحسن في ذلك.

فاجتمعا وحضرا عند المأمون ، فجعل الحسن يعظّم ذلك عليه ، ويعرّفه ما في خروج الأمر عن أهل بيته.

فقال المأمون : إنّي عاهدت الله تعالى : إنّي إنْ ظفرتُ بالمخدوع ـ وفي نسخة الإرشاد (المخلوع) عوض (المخدوع) ، والمراد منه : محمّد الأمين ـ سلّمت الخلافة إلى أفضل بني طالب ، وهو أفضلهم ، ولا بدّ من ذلك.

فلمّا رأيا تصميمه ، وعزمه على ذلك ، أمسكا عن معارضته ، فقال : تذهبان إليه الساعة ، وتخبر انه بذلك عنّي ، وتلزمانه به.

فذهبا إلى الرضاعليه‌السلام وأخبراه بذلك وألزماه ، فامتنع ، فلم يزالا به حَتَّى أجاب على أنه : لا يأمر ولا ينهى ، ولا يعزل ولا يُولّي ، ولا يتكلَّم بين اثنين في حكومة ، ولا يغيّر شيئاً ممَّا هو قائم على أصله.

فأجابه المأمون إلى ذلك. ثُمَّ إنَّ المأمون جلس مجلساً لخواصّه من الوزراء والحجّاب والكتّاب ، وأهل الحلّ والعقد ، وكان ذلك في يوم الخميس ، لخمس خلون من شهر رمضان سنة ٢٠١ هـ ، وقال للفضل بن سهل : أخبر الجماعة الحاضرين برأي

__________________

(١) أمالي الصدوق : ٣٠٥ ح ٣٤٩ / ٨ ، التوحيد : ٢٥ ح ٢٣ ، ثواب الأعمال : ٦ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ١٤٤ ح ٤.

٧٩

أمير المؤمنين في الرضا علي بن موسىعليه‌السلام ، وأنّه : ولّاه العهد ، وأمرهم بلبس الخضرة ، والعود لبيعته في الخميس الثاني.

فحضروا ، وجلسوا على مقادیر طبقاتهم ومنازلهم ، كلّ في موضعه ، وجلس المأمون ، ثُمَّ جيء بالرضاعليه‌السلام ، فجلس بين وسادتين عظيمتين ، وُضعتا له ، وهو لابس الخضرة ، وعلى رأسه عمامة ، تقلّد سيفاً ، فأمر المأمون ابنه العبَّاس بالقيام إليه ، ومبايعته أول الناس.

فرفع الرضاعليه‌السلام يده وجعلها من فوق ، فقال له المأمون : ابسط يدك ، فقال : هكذا كان يبايع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يده فوق أيديهم.

فقال له : افعل ما ترى. ثُمَّ وُضعت بِدَرُ الدراهم ، والدنانير ، والثياب ، والخِلَع. وقام الخطباء والشعراء ، وذكروا ما كان من أمر المأمون من ولاية عهده للرضاعليه‌السلام ، وذكروا فضل الرضاعليه‌السلام ، وفُرّقت الصّلات والجوائز على الحاضرين على حسب مراتبهم ، وأول من بُدئ به العلويون ، ثُمَّ العبَّاسيون ، ثُمَّ باقي الناس ، ثُمَّ إنَّ المأمون قال للرضاعليه‌السلام : قم فاخطب الناس.

فقامعليه‌السلام ، فحمد الله وأثنى عليه ، وثنّى بذکر نبيَّه محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فصلّى عليه وقال : أيُّها الناس ، إنَّ لنا عليكم حقّاً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولكم علينا حقّ به ، فإذا أديتم إلينا ذلك ، وجب لكم علينا الحكم والسلام.

ولم يُسمع منه في هذا المجلس غير هذا ، وخُطب للرضاعليه‌السلام بولاية العهد في كلّ بلد ، وخطب عبد الجبّار بن سعيد في تلك السنة على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالمدينة. فقال في الدعاء للرضاعليه‌السلام وهو على المنبر : ولي عهد المسلمین علي بن موسی بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن عليعليه‌السلام .

وأنشد :

ستَّة آباءٍ هُمُ ما هُمُ

أفضلُ مَنْ يشرَبُ صوبَ الغَمامْ

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

لهو المؤمن في ثلاثة أشياء

٢١٠ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثني حماد بن يعلى بن حماد، عن أبيه، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز بن عبدالله، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع بالنساء ومفاكهة الاخوان والصلاة بالليل.

من اجتمعت له ثلاث خصال فكأنما حيزت له الدنيا

٢١١ - حدثنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن علي بن أسد الاسدي قال: حدثنا عبدالله بن سليمان، وعبدالله بن محمد الوهبي، وأحمد بن عمير، ومحمد بن أبي أيوب قالوا: حدثنا محمد بن بشر بن هانئ بن عبد الرحمن(١) قال: حدثنا أبي، عن عمه إبراهيم ابن أبي عبلة(٢) عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من أصبح معافى في جسده، آمنا في سربه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت(٣) له الدنيا. يا ابن خثعم(٤) يكفيك منها ما سد جوعتك ووارى عورتك فإن يكن بيت

______________

(١) السند إلى هنا هكذا في جميع النسخ. وفى الامالى للمصنف « عبدالله بن هانئ » بدل « محمد بن بشر بن هانئ ».

(٢) ابراهيم بن أبى عبلة - بسكون الموحدة - اسمه شمر بن يقظان الشامي يكنى أبا اسماعيل ثقة، وممن يروى عنه هانئ بن عبد الرحمن. وابراهيم ذكر فيمن يروى عن ام الدرداء كما في تهذيب التهذيب للعسقلاني.

(٣) في النهاية: يقال فلان آمن في سربه أي في نفسه وفلان واسع السرب أي رخى البال. ويروى - بالفتح - وهو المسلك والطريق، يقال: خل له سربه أي طريقه. وفى التنزيل « واتخذ سبيله في البحر سربا » أي مسلكا. قوله « حيزت » أي جمعت. وفى بعض النسخ « خيرت » وهو تصحيف.

(٤) كذا وهذا من غريب التصحيف الذى فعله النساخ والصواب « يا ابن آدم جفينة يكفيك - » كما رواه الطبراني في الكبير على ما في مجمع الزوائد ج ١٠ ص ٢٨٩ عن أبى الدرداء وهو هذا الحديث بلفظه. والجفينة تصغير جفنة وهى القصعة والمظنون جدا أنه =

١٦١

يكنك فذاك وإن تكن دابة تركبها فبخ، فلق الخبز وماء الجر(١) وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.

ضرب النبي صلّى الله عليه وآله في الخندق بالمعول ثلاث مرات

وكبر ثلاث مرات

٢١٢ - حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس الليثي(٢) قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن الفرج الشروطي(٣) قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن يزيد بن المهلب قال: حدثنا أبوسفيان(٤) قال: حدثني عوف، عن ميمون قال: أخبرني البراء بن - عازب قال: لما أمر رسول الله صلّى الله عليه وآله: بحفر الخندق عرضت له صخرة عظيمة شديدة في عرض الخندق لا تأخذ فيها المعاول فجاء رسول الله صلّى الله عليه وآله فلما رآها وضع ثوبه فأخذ المعول، وقال: بسم الله وضرب ضربة فكسر ثلثها، فقال: الله أكبر اعطيت مفاتيح الشام، والله إني لابصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقال: بسم الله، ففلق ثلثا آخر، فقال: الله أكبر اعطيت مفاتيح فارس، والله إني لابصر قصر المدائن الابيض، ثم ضرب الثالثة ففلق بقية الحجر، فقال: الله أكبر اعطيت مفاتيح اليمن، و الله إني لابصر أبواب صنعاء من مكاني هذا.

______________

= جعل الكاتب « جفينة » فوق « آدم » واتصل الهاء بالميم هكذا (جفينة يابن آدم) فقرأه بعضهم « يا ابن خثعم » كما في النسخ، وبعضهم « يا ابن جعشم » كما في الامالى والوسائل.

(١) في النسخ المطبوعة « فبخ بخ والخير وماء الخير » وهو أيضا من تصحيف النساخ، والجر لغة في الجرة - بالفتح - بمعنى الاناء، أو كتمرة وتمر كما في المصباح

(٢) احتمل بعض الافاضل اتحاده مع محمد بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد المعاذى.

(٣) كذا، وفى الامالى « محمد بن عبدالله بن الفرج ».

(٤) هو أبوسفيان سعيد بن يحيى الحذاء الواسطي روى عن عوف الاعرابي البصري المترجم في التهذيب تحت رقم ٣٠١ وهو ممن يروى عن ميمون أبى عبدالله البصري الكندى المترجم فيه تحت رقم ٧٠٥ وهو عن البراء. وفى النسخ « حدثنا أبوسنان قال: حدثنى عوف بن ميمون » وهذا أيضا من تصحيف النساخ.

١٦٢

أحب الاعمال إلى الله عزّوجلّ ثلاثة

٢١٣ - أخبرني الخليل بن أحمد السجزي قال: أخبرنا أبوالقاسم البغوي قال: حدثنا علي - يعني ابن الجعد - قال: أخبرنا شعبة قال: أخبرني الوليد بن العيزار ابن حريث(١) قال: سمعت أبا عمرو الشيباني قال: حدثني صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبدالله بن مسعود قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله أي الاعمال أحب إلى الله عزّوجلّ؟ قال: الصلاة لوقتها، قلت: ثم أي شئ؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي شئ؟ قال: الجهاد في سبيل الله عزّوجلّ، قال: فحدثني بهذا ولو استزدته لزادني.

أشد ما يتخوف على امتى ثلاثة أشياء

٢١٤ - حدثنا أبوأحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري قال: أخبرنا أبوأسيد أحمد بن محمد بن اسيد الاصبهاني قال: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال: حدثنا أبوغسان قال: حدثنا مسعود بن سعد الجعفي - وكان من خيار من أدركنا - عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أشد ما يتخوف على أمتي ثلاثة: زلة عالم، أو جدال منافق بالقرآن أو دنيا تقطع رقابكم، فاتهموها على أنفسكم.

من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يفعل ثلاثة اشياء

٢١٥ - حدثنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن معاذ قال: حدثنا علي بن -

______________

(١) قال العسقلاني: على بن الجعد بن عبيد الجوهرى البغدادي ثقة ثبت رمى بالتشيع مات سنة ثلاثين ومائتين. وذكره فيمن يروى عن شعبة بن الحجاج وهو ممن يروى عن الوليد بن العيزار بن حريث العبدى الكوفى الثقة وهو ممن يروى عن سعد بن اياس أبى عمرو الشيباني وهو مخضرم عاش مائة وعشرين سنة، حضر القادسية ومات بعد ٩٦. وممن يروى عن على بن الجعد أبوالقاسم عبدالله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المذكور في صدر السند.

١٦٣

خشرم قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن أبي معمر، عن سعيد المقبري(١) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر(٢) ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع حليلته تخرج إلى الحمام(٣) .

التخوف على الامة من ثلاث خصال

٢١٦ - حدثنا أبوالحسن علي بن عبدالله الاسواري المذكر قال: حدثنا أبويوسف أحمد بن محمد بن قيس السجزي المذكر قال: حدثنا أبويعقوب قال: حدثنا علي بن خشرم قال: أخبرنا عيسى، عن أبي عبيدة(٤) عن محمد بن كعب قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنما أتخوف على امتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا القرآن على غير تأويله(٥) أو يتبعوا زلة العالم، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا، و سانبئكم المخرج من ذلك: أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه، وأما

______________

(١) سعيد بن أبي سعيد كيسان المقبرى أبوسعد المدنى ثقة. (التقريب).

(٢) وان لم يشرب هو وذلك لوجوب ازالة المنكر وحرمة الكون في مجلس يفعل فيه الحرام لانه تقرير على منكر.

(٣) أي بغير عذر شرعى كلزوم الطهارة أو إذا ما يترتب عليه مفسدة، أو إذا ما خرجت منفردة دون أن يراقبها أحد من محارمه.

(٤) المراد بعيسى عيسى بن يونس بن أبى اسحاق السبيعى كما في الحديث السابق وأبو عبيدة هو ابن عبيد الله بن عبد الرحمن الاشجعى. وما في نسخ الخصال من « ابن عبيدة » مصحف، وفى البحار كما في المتن وهو الصواب.

(٥) التأويل ارجاع الكلام وصرفه عن معناه الظاهرى إلى معنى أخفى منه مأخوذ من آل يؤل إذا رجع وصار إليه. واعلم أن التأويل غير جائز في مذهبنا وبابه مسدود الا عن أهله وهم الراسخون في العلم، والمراد بهم الائمة المعصومون عليهم السلام.

١٦٤

العالم فانتظروا فيئته ولا تتبعوا زلته(١) ، وأما المال فان المخرج منه شكر النعمة و أداء حقه.

حبب إلى النبي صلّى الله عليه وآله من الدنيا ثلاث

٢١٧ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الشافعي بفرغانة قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا سلام أبوالمنذر(٢) قال: سمعت ثابت البناني ولم أسمع من غيره يحدث عن أنس بن مالك، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: حبب إلي من الدنيا(٣) النساء. والطيب، وقرة عيني في الصلاة.

٢١٨ - حدثنا أبوعلي الحسن بن علي بن محمد بن [ علي بن ] عمر [ و ] العطار ببلخ قال: حدثنا أبومصعب محمد بن أحمد بن مصعب بن القاسم السلمي بترمذ قال: حدثنا أبومحمد أحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الآملي بآمل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن غالب البصري الزاهد ببغداد قال: حدثنا يسار مولى أخا(٤) أنس بن مالك، عن أنس، عن النبي صلّى الله عليه وآله: قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة.

قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه -: إن الملحدين يتعلقون بهذا الخبر ويقولون: إن النبي صلّى الله عليه وآله قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وأراد أن يقول الثالث فندم وقال: « وجعل قرة عيني في الصلاة » وكذبوا لانه صلّى الله عليه وآله لم يكن مراده بهذا الخبر إلا الصلاة وحدها لانه صلّى الله عليه وآله قال: ركعتين يصليهما المتزوج أفضل

______________

(١) أي فانتظروا رجوعه عن الزلة إلى الحق والاستقامة.

(٢) هو سلام سليمان المزني أبوالمنذر القارئ النحوي الكوفى قال ابن أبى حاتم صدوق صالح الحديث. وفى النسخ المطبوعة « سلام بن المنذر ».

(٣) زاد هنا في بعض النسخ « ثلاث » ولا أصل له إذ يغير المعنى لانه انما ذكر اثنين وفصل الاخير بقوله « قرة عينى ». ويأتى بيان الخبر عند قول المصنف.

(٤) كذا.

١٦٥

عند الله من سبعين ركعة يصليها غير متزوج، وإنما حبب الله إليه النساء لاجل الصلاة وهكذا قال: ركعتين يصليهما متعطر أفضل من سبعين ركعة يصليها غير متعطر، وإنما حبب الله إليه الطيب أيضا لاجل الصلاة، ثم قال عليه السلام « وجعل قرة عيني في الصلاة » لان الرجل لو تطيب وتزوج، ثم لم يصل لم يكن له في التزويج والطيب فضل و لا ثواب(١) .

______________

(١) ينبغى التأمل في ألفاظ الخبر قبل توضيحه. الاول قوله صلّى الله عليه وآله: « حبب » بصيغة المجهول دون « أحببت » والثانى « من دنياكم » والثالث « قرة عينى في الصلاة ». وأما قوله « حبب » اشارة إلى أن جبلته صلّى الله عليه وآله مجبولة على حب امور الآخرة دون الدنيا. ولكن الله تعالى حببه لهذين الشيئين: حب النساء والطيب من امور الدنيا لكثرة ما يترتب عليهما من المنافع والخيرات. اما النساء فيترتب على حبهن مضافا على كثرة التناسل امور اخر وقد أباح الله تعالى له صلّى الله عليه وآله تزويج تسعة من النساء دون أمته لتلك الامور وهى أن الله تعالى أراد نقل بواطن الشريعة وظواهرها وما يستحيا من ذكره وما لا يستحيا منه وكان صلّى الله عليه وآله أشد الناس حياء، فجعل الله له نسوة ينقلن من الشرع ما يرينه من أفعاله و يسمعنه من أقواله ويذكرنه من سنته في معاشرته معهن التى قد يستحيى من الافصاح بها بحضرة الرجال وذلك ليتكمل نقل الشريعة. فقد نقلن كثيرا من آدابه في تهجده وسواكه ونومه ويقظته وسائر اموره ما لم يكن ينقله غيرهن وما رأينه في منامه وخلواته من الايات الباهرات والحجج البالغات على نبوته، ومن جده واجتهاده في العبادة وخشيته من الله وغيرها مما يشهد كل ذى لب أنها لا تكون الا لنبى وما كان يشاهدها غيرهن، فحصل بذلك خير عظيم. و هذا هو المشاهد لمن سبر كتب الحديث.

وأما الطيب وان كان تنعم في الدنيا الا أنه يقوى القلب والجوارح، مضافا إلى أنه حظ الملائكة ففى الخبر « لا تدع الطيب فان الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن ».

وأما قوله صلّى الله عليه وآله « من دنياكم » كما في الخبر الثاني ففيه مالا يخفى من اضافة الدنيا إلى غيره. وأما قوله صلّى الله عليه واله « قرة عينى في الصلاة » اشارة إلى أنه وان كان حبب إليه من الدنيا « النساء والطيب » لكن قرة عينه في الصلاة لا غير، يعنى محبوبه الحقيقي وما يقر عينه و =

١٦٦

كان الصادق (عليه السلام) لا يخلو من احدى ثلاث خصال

٢١٩ - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن - الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه قال: حدثنا أبوأحمد محمد بن زياد الازدي قال: سمعت مالك بن أنس(١) فقيه المدينة يقول: كنت أدخل على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فيقدم لي مخدة ويعرف لي قدرا ويقول: يا مالك إني احبك فكنت أسر بذلك وأحمد الله عليه، وكان عليه السلام لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائما وإما قائما وإما ذاكرا، وكان من عظماء العباد وأكابر الزهاد الذين يخشون الله عزّوجلّ، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد فإذا قال: « قال رسول الله صلّى الله عليه وآله » اخضر مرة واصفر اخرى حتى ينكره من يعرفه، ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا ابن رسول الله فلابد لك من أن تقول، فقال عليه السلام: يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول: « لبيك اللهم لبيك » وأخشى أن يقول عزّوجلّ [ لي ]: لا لبيك ولا سعديك.(٢)

ينتفع زائر الرضا عليه السلام في ثلاث مواطن

٢٢٠ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن أبي -

______________

= يتعلق سويداء قلبه به هو في الصلاة هذا إذا كانت « الصلاة » بفتح الصاد، وأما إذا كان بكسر الصاد كما قد قرء فهو من باب « وصل » واحدها صلة بكسر الصاد فهى العطية والاحسان و الجائزة وما يقال له بالفارسية (چشم روشنى) فلعل المراد اهداء الطيب كما يظهر من بعض الاخبار ففى معاني الاخبار في معنى لا يأبى الكرامة الا الحمار المراد الطيب والتوسعة في المجلس. لكنه بعيد ومخالف لكتابة الصلاة لانها بالتاء المدور لا الممدود.

(١) هو مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر أبوعبدالله المدنى الفقيه.

(٢) لبيك أي مقيم على طاعتك اقامة بعد اقامة. وسعديك أي اسعدك اسعادا بعد اسعاد.

١٦٧

عبدالله الكوفي، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي، عن حمدان الديواني(١) قال: قال الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى اخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان.

الاعمال على ثلاثة أحوال

٢٢١ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبوالحسن علي بن الحسن بن الميثمي قال: حدثنا أبوالحسن علي بن مهرويه القزويني قال: حدثنا أبوأحمد الغازي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى ابن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثنا أبي علي بن الحسين قال: حدثنا أبي الحسين بن علي قال: سمعت أبي علي بن أبي - طالب عليهم السلام يقول: الاعمال على ثلاثة أحوال فرائض، وفضائل، ومعاصي. فأما الفرائض فبأمر الله وبرضى الله وبقضاء الله وتقديره ومشيئته وعلمه عزّوجلّ. وأما الفضائل فليست بأمر الله(٢) ولكن برضى الله وبقضاء الله وبمشيئته الله وبعلم الله عز وجل، وأما المعاصي فليست بأمر الله ولكن بقضاء الله وبقدر الله وبمشيئته وعلمه ثم يعاقب عليها.

قال مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه - المعاصي بقضاء الله معناه بنهي الله لان حكمه عزّوجلّ فيها على عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله « بقدر الله » أي بعلم الله بمبلغها ومقدارها. ومعنى قوله « وبمشيئته » فانه عزّوجلّ شاء أن لا يمنع العاصي من المعاصي إلا بالزجر والقول والنهي والتحذير، دون الجبر والمنع بالقوة و الدفع بالقدرة.

______________

(١) في بعض النسخ « الديرانى ».

(٢) يعنى الامر الوجوبى. أي لا يأمر بها وجوبا.

١٦٨

أمر الباقر عليه السلام ابنه الصادق عليه السلام

بثلاث ونهاه عن ثلاث

٢٢٢ - حدثنا أبوأحمد القاسم بن محمد السراج الهمذاني بهمذان قال: حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد الضبي قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الدينوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي، عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن - محمد عليهما السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ لملوك ولا راحة لحسود، ولا سودد لسيئ الخلق، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا، وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلما، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزّوجلّ، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فقلت: زدني يا ابن رسول الله، فقال لي: يا سفيان أمرني والدي عليه السلام بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني [ فقال ] عليه السلام:

عود لسانك قول الخير تحظ به

إن اللسان لما عودت يعتاد

موكل بتقاضي ما سننت له

في الخير والشر فانظر كيف تعتاد

إذا قام القائم عليه السلام حكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله

٢٢٣ - حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا حمزة بن القاسم العلوي قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن عمران البرقي قال: حدثنا محمد بن علي الهمداني، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام قالا: لو قد قام القائم(١) لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله: يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة، ويورث الاخ أخاه في الاظلة.(٢)

______________

(١) في بعض النسخ « إذا قام القائم » عليه السلام.

(٢) يعنى عالم الاظلة والاشباح وهو عالم الذر.

١٦٩

قول النبي صلّى الله عليه وآله لسلمان الفارسى (ره)

ان لك في علتك ثلاث خصال

٢٢٤ - حدثنا محمد بن علي بن الشاه قال: حدثنا أبوحامد قال: حدثنا أبويزيد أحمد بن خالد الخالدي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم القطان، عن حماد بن عمرو، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لسلمان الفارسي رضي الله عنه: يا سلمان إن لك في علتك إذا اعتللت ثلاث خصال أنت من الله تبارك وتعالى بذكر، ودعاؤك فيها مستجاب، ولا تدع العلة عليك ذنبا إلا حطته، متعك الله بالعافية إلى انقضاء أجلك.

قول عمر أتوب إلى الله من ثلاث

٢٢٥ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرني يحيى بن الحسن ابن الفرات القزاز قال: حدثنا هارون بن عبيدة، عن يحيى بن عبدالله بن الحسن بن - الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام قال: قال عمر حين حضره الموت: أتوب إلى الله من ثلاث: اغتصابي هذا الامر أنا وأبو بكر من دون الناس واستخلافي عليهم، وتفضيلي المسلمين بعضهم على بعض(١) .

______________

(١) اعلم أن السنة النبوية جرت بالاتفاق على القسم بالسوية لان الفئ والغنائم ونحو ذلك هي من حقوق المسلمين يجب صرفها إليهم على الوجه الذى دلت عليه الشريعة المقدسة وتفضيل طائفة في القسمة واعطاءها اكثر مما جرت السنة عليه لا يمكن الا بمنع من استحق بالشرع حقه وهو غصب لمال الغير وصرف له في غير أهله، وأول من فضل السابقين على غيرهم وفضل المهاجرين من قريش على غيرهم من المهاجرين وفضلهم كافة على الانصار جميعا وفضل العرب على العجم وفضل الصريح على المولى عمر وقد كان أشار على ابى بكر أيام خلافته بذلك فلم يقبل وقال ان الله لم يفضل أحدا على أحد، ولكنه قال « انما الصدقات للفقراء والمساكين » =

١٧٠

٢٢٦ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبدالله بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن علي الاصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني المسعودي قال: حدثنا الحسن بن حماد الطائي، عن زياد بن المنذر، عن عطية - فيما يظن - عن جابر بن عبدالله قال: شهدت عمر عند موته يقول: أتوب إلى الله من ثلاث من ردي رقيق اليمن، ومن رجوعي عن جيش اسامة بعد أن أمره رسول الله صلّى الله عليه وآله علينا، ومن تعاقدنا على أهل هذا البيت إن قبض الله رسوله لا نولي منهم أحدا.

٢٢٧ - وبهذا الاسناد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثني محمد بن علي قال: حدثنا الحسين بن سفيان، عن أبيه قال: حدثني فضل بن الزبير قال: حدثني أبوعبيدة الحذاء زياد بن عيسى قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما حضر عمر الموت قال: أتوب إلى الله من رجوعي عن جيش اسامة، وأتوب إلى الله من عتقي سبي اليمن، وأتوب إلى الله من شئ كنا أشعرناه قلوبنا نسئل الله أن يكفينا ضره، وأن بيعة أبي بكر كانت فلتة.

قول أبى بكر لا آسى من الدنيا الا على ثلاث فعلتها وددت أنى تركتها، وثلاث تركتها وددت أنى فعلتها، وثلاث وددت أنى كنت سألت عنها رسول الله صلّى الله عليه وآله

٢٢٨ - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا محمد بن حاتم قال: حدثنا عبدالله بن حماد، وسليمان بن معبد قالا: حدثنا عبدالله بن صالح قال: حدثني الليث بن سعد، عن علوان بن داود بن صالح، عن صالح بن كيسان، عن عبد الرحمن ابن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال أبوبكر في مرضه الذي قبض فيه: أما إني لا آسى من الدنيا إلا على ثلاث فعلتها ووددت أني تركتها، وثلاث تركتها

______________

= ولم يخص قوما دون قوم، فلما أفضت إليه الخلافة عمل بما كان أشار به أولا، وخالفه في ذلك على عليه السلام وقصته عليه السلام مع أخيه عقيل المسماة بالحديدة المحماة مشهورة (كذا في هامش المطبوع الحروفى).

١٧١

ووددت أني فعلتها، وثلاث وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله صلّى الله عليه واله أما التي وددت أني تركتها فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وإن كان أعلن(١) علي الحرب. ووددت أني لم أكن أحرقت الفجاءة(٢) وأني قتلته سريحا أو أطلقته نجيحا، ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الامر في عنق أحد الرجلين: عمر، أو أبي عبيدة، فكان أميرا وكنت وزيرا. وأما التي تركتها [ فوددت أني فعلتها ] فوددت أني يوم أتيت بالاشعث أسيرا كنت ضربت عنقه فانه يخيل لي(٣) أنه لم ير صاحب شر إلا أعانه، ووددت أني حين سيرت خالدا إلى أهل الردة(٤) كنت قدمت إلى قرية فان

______________

(١) في بعض النسخ المخطوطة « أغلق » وفى النسخ المطبوعة « علق ».

(٢) قوله « لم اكن أحرقت الفجاءة » هو اياس بن عبدالله بن عبد ياليل رجل من بنى سليم قدم على أبى بكر فقال انى مسلم وقد اردت جهاد من ارتد من الكفار، فاحملني وأعنى، فحمله أبوبكر على ظهر وأعطاه سلاحا فخرج يستعرض الناس المسلم والمرتد فشن الغارة على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن فأخذ أموالهم ويصيب من امتنع منهم، فلما بلغ أبا بكر خبره ارسل إلى طريفة بن حاجز وكتب إليه: أن عدو الله الفجاءة أتانى يزعم أنه مسلم ويسألني أن أقويه على من ارتد عن الاسلام، فحملته وسلحته، ثم انتهى إلى - من يقين - الخبر أن عدو الله قد استعرض الناس المسلم والمرتد، يأخذ اموالهم، ويقتل من خالفه منهم، فسر إليه بمن معك من المسلمين حتى تقتله أو تأخذه فتأتيني به فسار إليه طريفة فهرب الفجاءة فلحقه فأسره ثم بعث به إلى أبى بكر فلما قدم عليه أمر أبوبكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رمى به فيها مكتوفا مقموطا. راجع تاريخ الطبري والكامل لابن الاثير ج ٢ ص ٢٣٧.

(٣) يعنى به الاشعث بن قيس الكندى الزنديق وكان سبب اسارته ومقاتلة قومه امتناعهم عن البيعة وتركهم الصدقة لكن لما قدم على أبى بكر عفى عنه وزوجه اخته أم فروة و قوله « يخيل لى »: على بناء المفعول من التخييل وفى بعض النسخ « إلى » بدل « لى » والمعنى أظن.

(٤) يعنى به مالك بن نويرة وقومه حيث أنكروا خلافته وامتنعوا من اعطاء الصدقات إلى عامله فامر أبوبكر خالد بن وليد بقتله فذهب خالد إليه في جمع وقتله وأسر نساءه و تزوج بزوجته ليلته.

١٧٢

ظفر المسلمون ظفروا وإن هزموا كيدا كنت بصدد لقاء أو مدد، ووددت أني كنت إذ وجهت خالدا إلى الشام قذفت المشرق لعمر بن الخطاب فكنت بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله، وأما التي وددت أني كنت سألت عنهن رسول الله صلّى الله عليه وآله فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الامر فلم ننازعه أهله، ووددت أني كنت سألته هل للانصار في هذا الامر نصيب، ووددت أني كنت سألته عن ميراث الاخ والعم، فان في نفسي منها حاجة(١) .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه: إن يوم غدير خم لم يدع لاحد عذرا هكذا قالت سيدة النسوان فاطمة عليها السلام لما منعت فدك وخاطبت الانصار، فقالوا: يا بنت محمد لو سمعنا هذا الكلام منك قبل بيعتنا لابي بكر ما عدلنا بعلي أحدا، فقالت: وهل ترك أبي يوم غدير خم لاحد عذرا.

قول عبدالله بن مسعود علماء الارض ثلاثة

٢٢٩ - حدثنا أبوالقاسم الحسن بن محمد السكوني المزكي(٢) بالكوفة قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال: حدثنا محمد بن مرزوق قال: حدثنا حسين قال: حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن أبي الزعراء قال: قال عبدالله بن مسعود: علماء الارض ثلاثة: عالم بالشام، وعالم بالحجاز، وعالم بالعراق، أما عالم الشام فأبو الدرداء، وأما عالم الحجاز فهو علي عليه السلام، وأما عالم العراق فهو أخ لكم بالكوفة(٣) ، وعالم الشام، وعالم العراق محتاجان إلى عالم الحجاز، وعالم الحجاز

______________

(١) أورد نحوه صاحب الامامة والسياسة في مرض أبى بكر.

(٢) كذا، ولعل الصواب المذكر. وفى بعض النسخ « المولى ».

(٣) قوله فهو أخ لكم بالكوفة: أراد به نفسه ونقل عن الشيرازي في طبقات الفقهاء انه قال مسروق: « انتهى العلم إلى ثلاثة عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق، فعالم المدينة على بن أبى طالب وعالم العراق عبدالله بن مسعود وعالم الشام أبوالدرداء، فإذا التقوا سأل عالم العراق وعالم الشام عالم المدينة، ولم يسألهما ».

١٧٣

لا يحتاج إليهما.

ثلاثة لم يكفروا بالوحى طرفة عين

٢٣٠ - حدثنا عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب [ الاصبهاني ] قال: حدثنا أحمد ابن الفضل بن المغيرة قال: حدثنا أبونصر منصور بن عبدالله بن إبراهيم الاصبهاني قال: حدثنا علي بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن هارون بن حميد قال: حدثنا محمد بن المغيرة الشهرزوري قال: حدثنا يحيى بن الحسين المدايني قال: حدثنا ابن لهيعة(١) ، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ثلاثة لم يكفروا بالوحي طرفة عين: مؤمن آل يس، وعلي بن أبي طالب عليه السلام، وآسية امرأة فرعون.

ثواب من كن له ثلاث بنات فصبر عليهن

٢٣١ - حدثنا أبومحمد محمد بن أبي عبدالله الشافعي الفرغاني بفرغانة قال: حدثنا أبوجعفر محمد بن جعفر بن الاشعث قال: حدثنا أبوحاتم قال: حدثنا محمد بن - عبدالله الانصاري قال: حدثني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن عمر بن نبهان(٢) ، عن أبي هريرة، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: من كن له ثلاث بنات فصبر على لاوائهن و ضرائهن وسرائهن كن له حجابا يوم القيامة.

ثلاثة يشكون إلى الله عزّوجلّ يوم القيامة

٢٣٢ - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي المعروف بالجعابي قال: حدثنا

______________

(١) تقدم ضبطه وأنه عبدالله بن لهيعة في ص ١١٣. وهو ممن يروى عن محمد بن مسلم ابن تدرس أبى الزبير المكى.

(٢) ذكره ابن حبان في الثقات. وفى جميع النسخ « عمر بن تيهان » وهو تصحيف راجع التهذيب ج ٧ تحت رقم ٨٣٧.

١٧٤

عبدالله بن بشير(١) قال: حدثنا الحسن بن الزبرقان المرادي قال: حدثنا أبوبكر ابن عياش، عن الاجلح(٢) ، عن أبي الزبير، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: يجئ يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزّوجلّ: المصحف، والمسجد، والعترة. يقول المصحف: يا رب حرقوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فأجثوا للركبتين للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك.

رفع القلم عن ثلاثة

٢٣٣ - حدثنا الحسن بن محمد السكوني المزكي بالكوفة(٣) قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال: حدثنا إبراهيم بن أبي معاوية قال: حدثني أبي، عن الاعمش، عن أبي ظبيان قال: أتى عمر بامرأة مجنونة قد فجرت فأمر عمر برجمها، فمروا بها على علي عليه السلام فقال: ما هذه؟ فقالوا: مجنونة قد فجرت، فأمر بها عمر أن ترجم، فقال: لا تعجلوا فأتى عمر فقال: أما علمت أن القلم رفع عن ثلاثة عن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ(٤) .

قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه جاء هذا الحديث هكذا، والاصل في هذا قول أهل البيت عليهم السلام أن المجنون إذا زنى حد والمجنونة إذا زنت لم تحد لان المجنون يأتي والمجنونة تؤتى.

الشح يولد ثلاث خصال مذمومة

٢٣٤ - حدثنا الخليل بن أحمد قال: حدثنا ابن صاعد قال: حدثنا الحسن بن -

______________

(١) كذا في الوسائل والموجود في كتب الرجال، وفى النسخ « عبدالله بشر ».

(٢) هو يحيى بن عبدالله. كما في التقريب.

(٣) تقدم الكلام فيه.

(٤) هذا الخبر بهذا السند مع قول المصنف تقدم تحت رقم ٤٠ من هذا الباب والظاهر أن التكرار من المؤلف لوجوده في جميع النسخ في الموضعين.

١٧٥

عرفة قال: حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبوحفص الابار، عن محمد بن جحادة(١) عن بكير ابن عبدالله المدني، عن عبدالله بن عمرو، عن النبي صلّى الله عليه وآله قال: إياكم والشح(٢) فانما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالكذب فكذبوا، وأمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا(٣) .

٢٣٥ - أخبرني الخليل بن أحمد قال: أخبرنا أبوالعباس السراج قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا بكر بن عجلان(٤) عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: إياكم والفحش فان الله عزّوجلّ لا يحب الفاحش المتفحش(٥) وإياكم والظلم فان الظلم عند الله هو الظلمات يوم القيامة، وإياكم والشح فانه دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا دماءهم، ودعاهم حتى قطعوا أرحامهم، ودعاهم

______________

(١) محمد بن جحادة - بتقديم المعجمة على المهملة والدال المخففة - ثقة، يروى عنه عمر بن عبد الرحمن أبوحفص الابار - بتشديد الباء - الكوفى الحافظ نزيل بغداد هو أيضا صدوق ثقة مات في ولاية هارون. وروى محمد بن جحادة عن بكير بن عبدالله بن الاشج أبى عبدالله المدنى، نزيل مصر.

(٢) تقدم أن الشح هو البخل مع الحرص.

(٣) المراد بالقطيعة هو قطيعة الرحم فالشح مخالف للايمان ومانع من السعادة والفلاح( وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

(٤) بكر بن عجلان غير مذكور في الرجال والصحيح « قتيبة قال حدثنا: بكر، عن ابن عجلان » وهو قتيبة بن سعيد راوي بكر بن مضر راوي محمد بن عجلان راوي سعيد بن أبى سعيد المقبرى كما في التهذيب.

(٥) قوله الفاحش المتفحش: قال في النهاية الفاحش ذو الفحش في كلامه وفعاله والمتفحش الذى يتكلف ذلك ويتعمده انتهى. وقيل ان المراد بالمتفحش الذى يقبل الفحش من غيره فالفاحش المتفحش هو الذى لا يبالى ما قال ولا ما قيل له ويؤيد ذلك ما روى في الكافي عن أبى جعفر عليه السلام قال خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله الناس - إلى قوله - ثم قال صلّى الله عليه وآله: ألا اخبركم بمن هو شر من ذلك قالوا بلى يا رسول الله قال: المتفحش اللعان، الذى إذا ذكر عنده المؤمنون لعنهم وإذا ذكروه لعنوه » بناء على كون الجزء الثاني تفسيرا للمتفحش.

١٧٦

حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم.(١)

بدء أمر النبي صلّى الله عليه وآله من ثلاثة

٢٣٦ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار الفقيه بأخسيكث(٢) قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن جمهور(٣) الحمادي قال: حدثني أبوعلي صالح بن محمد البغدادي ببخارا قال: حدثنا سعيد بن سليمان، ومحمد بن بكار، وإسماعيل بن إبراهيم قال(٤) : حدثنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي امامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدء أمرك، قال: دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى بن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها شئ أضاءت منه قصور الشام(٥) .

ثلاث خصال من فعلهن فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم

٢٣٧ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس محمد بن محمد ابن جمهور(٣) الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي(٦) قال: حدثنا العباس بن -

______________

(١) انتهك فلان الحرمة: تناولها بما لا يحل. وفلان فلانا نقض عرضه وذهب بحرمته. وفى بعض النسخ « انهتكوا » وهتك الله ستر الفاجر أي فضحه.

(٢) كذا وأخسيكت بالتاء المثناة أو الثاء المثلثة. من بلاد فرغانة وفى اللباب: الاخسيكثى - بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفى آخرها الثاء المثلثة هذه النسبة إلى اخسيكث.

(٣) كذا.

(٤) كذا أي قال كل واحد منهم: حدثنا.

(٥) قوله « دعوة ابراهيم » اشارة إلى قوله تعالى( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ - الاية) البقرة: ١٢٩. و « بشرى عيسى بن مريم » اشارة إلى قوله تعالى:( وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف: ٦. و « رأت أمي » يعنى ما رأته حين ولادته صلّى الله عليه وآله كما في المناقب ج ١ ص ٢٣.

(٦) راجع ترجمته مفصلا تاريخ بغداد ج ٩ ص ٣٢٢.

١٧٧

الوليد النرسي(١) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا منصور بن سعد، عن ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من استقبل قبلتنا، و صلى صلاتنا، وأكل ذبيحتنا فله مالنا وعليه ما علينا.

ثلاثة أشياء كل واحد منها جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة

٢٣٨ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا صالح بن محمد البغدادي قال: حدثنا محمد بن بكار قال: حدثنا عبيدة ابن حميد قال: حدثنا قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الهدى الصالح، والسمت الصالح(٢) ، والاقتصاد جزء من خمسة وأربعين جزءا من النبوة.

الايمان ثلاثة أشياء

٢٣٩ - حدثنا أبوأحمد محمد بن جعفر البندار قال: حدثنا أبوالعباس الحمادي قال: حدثنا محمد بن عمر بن منصور البلخي بمكة قال: حدثنا أبويونس أحمد بن محمد ابن يزيد بن عبدالله الجمحي قال: حدثنا عبد السلام بن صالح، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن علي بن - الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالاركان.

٢٤٠ - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح الرازي، عن أبي الصلت الهروي قال: سألت الرضا عليه السلام عن الايمان فقال: الايمان عقد بالقلب

______________

(١) النرسى بفتح النون وسكون الراء بعدها سين مهملة. وهو عباس بن الوليد بن نصر النرسى ابو الفضل البصري.

(٢) الهدى - بفتح الهاء وسكون الدال -: الطريقة والسيرة. والسمت هيئة أهل الخير.

١٧٨

[ و ] لفظ باللسان [ و ] عمل بالجوارح، لا يكون الايمان إلا هكذا.

٢٤١ - أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي قال: حدثني علي بن - عبد العزيز، ومعاذ بن المثنى قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالاركان.

٢٤٢ - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا أبوالحسن علي بن محمد البزاز قال: حدثنا أبوأحمد داود بن سليمان الغازي قال: حدثني علي ابن موسى الرضا عليهما السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر ابن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أميرالمؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: الايمان إقرار باللسان ومعرفة بالقلب وعمل بالاركان.

قال حمزة بن محمد رضي الله عنه وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعت أبي يقول: وقد روى هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، عن علي ابن موسى الرضا عليهما السلام باسناد مثله. قال أبوحاتم: لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرأ.

ثلاثة لا يدخلون الجنة

٢٤٣ - حدثنا أبوالعباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبومحمد يحيى بن محمد بن صاعد بمدينة السلام قال: حدثنا إبراهيم بن - جميل قال: حدثنا معتمر بن سليمان قال: قرأت على فضيل بن ميسرة، عن أبي جرير أن أبا بردة حدثه، عن أبي موسى الاشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر، ومدمن سحر، وقاطع رحم. ومن مات مدمن خمر سقاه الله عزّوجلّ من نهر الغوطة، قيل: وما نهر الغوطة؟ قال: نهر يجري من فروج المومسات(١) يؤذي

______________

(١) المومسة: الفاجرة.

١٧٩

أهل النار ريحهن.

٢٤٤ - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن - أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة: السفاك للدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.

فيمن مات له ثلاثة أولاد

٢٤٥ - أخبرنا الخليل بن أحمد قال: أخبرنا المخلدي(١) قال: حدثنا يونس ابن عبد الاعلى قال: حدثنا عبدالله بن وهب قال: حدثني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري(٢) حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: من ثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عزّوجلّ وجبت له الجنة.

ثواب ثلاث خصال: اسباغ الوضوء وافشاء السلام وصدقة السر

٢٤٦ - حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن علي البصري قال: حدثنا أبوعبدالله عبد السلام بن محمد بن هارون بن الفضل بن العباس بن علي بن عبدالله بن العباس بن - عبدالله المأمون بن هارون الرشيد بن موسى الهادي(٣) بن محمد المهدي بن عبدالله المنصور ابن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس قال: حدثنا محمد بن محمد بن عقبة الشيباني(٤) قال: حدثنا أبوالقاسم الخضر بن أبان، عن أبي هدية إبراهيم بن هدية البصري(٥) عن أنس

______________

(١) الظاهر هو بقى بن المخلد. وفى بعض النسخ « الخلدى ».

(٢) ابو عشانة المعافرى هو حى بن يؤمن بن حجيل بن جريج المصرى ثقة من أحبار اليمن توفى سنة ١١٨.

(٣) كذا. واشتبه على الراوى فان موسى الهادى هو اخو هارون وانما أبوه هو المهدى.

(٤) كذا.

(٥) بالياء المثناة التحتانية على ما في نسخ الخصال، لكن في نسخة الوسائل هدبة بضم الهاء وسكون الدال بعدها باء موحدة وهو والخضر بن أبان عنونهما الخطيب في التاريخ ولم أجد راويه محمد بن محمد بن عقبة. ولعله محمد بن عقبة الشيباني أبوجعفر الطحان.

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513