رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20673
تحميل: 1897


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20673 / تحميل: 1897
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

ان قال: وقال الدار قطني رافضي خبيث متهم بوضع حديث الإيمان إقرار بالقول، ونقل عنه انه قال كلب للعلوية خير من بني أمية إلى غير ذلك.

وروي ان المأمون حبس أبا الصلت بعد وفاة الرضاعليه‌السلام سنة فضاق صدره، فدعا الله بمحمد وآل محمد فدخل عليه أبو جعفر الجوادعليه‌السلام فضرب يده إلى القيود ففكها وأخذ بيده وأخرجه من الدار والحرسة والغلمة يروونه فلم يستطيعوا ان يكلموه فخرج من باب الدار، وقال له أبو جعفر امض في ودائع الله فانك لن تصل إليه ولا يصل إليك أبداً.

وفي رواية الخرائج: فلما صرنا خارج السجن قال أي البلاد تريد؟ قلت: منزلي بهراة، قال ارخ رداءك على وجهك وخذ بيدي فظننت انه حولني عن يمنته إلى يسرته ثم قال لي اكشف فكشفته فلم أره فإذا أنا على باب منزلي فدخلته فلم التق مع المأمون ولا مع أحد من أصحابه

١٤١

إلى هذه الغاية(١) .

أبو الفتوح الرازي

جمال الدين حسين بن علي بن محمد بن أحمد الخز اعي.

الشيخ الإمام السعيد قدوة المفسرين ترجمان كلام الله المجيد صاحب روض الجنان في تفسير القرآن الذي هو حاوٍ لكل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ينتفع منه الفقيه والمفسر والمؤرخ والواعظ وغيرهم.

وكان رحمه الله من أجل بيوتات العلم وينتهي بنسبه الشريف إلى نافع بن بديل بن ورقاء الخز اعي كما صرح بذلك في تفسيره. وجده محمد بن أحمد وجد جده أحمد وعم والده عبد الرحمن المشهور بالمفيد الثاني وابنه محمد بن الحسين وابن أخته أحمد بن محمد كلهم علماء فضلاء وهو رحمه الله معدن

__________________

١ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج١، ص ١٠٠ -١٠٢

١٤٢

العلم ومحتده:

شرف تتابع كابر عن كابر

كالرمح أنبوباً على أنبوب(١)

ولا أعلم تأريخ وفاته إلا انه من مشايخ ابن شهر آشوب المتوفي سنه ٥٨٨ وقبره رحمه الله بالرى في صحن حمزة بن موسىعليه‌السلام في جوار عبد العظيم الحسنيرحمه‌الله .

يروي عن الشيخ أبي علي الطوسي والشيخ أبي الوفاء عبد الجبار الرازي عن الشيخ الطوسي وعن والده عن أبيه عن الشيخ والسيدين رضوان الله عليهم أجمعين إلى غير ذلك من مشايخه(٢) .

أبو الفرج الأصفهاني

صاحب كتاب الأغاني

كان ليحيى بن أكثم قاضي قضاة المأمون مجلساً يجتمع إليه أهل العلم،

__________________

١ - كشف الغمة للإربلي : ج ٣ ، ص ٢٣١

٢ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ١٣٥.

١٤٣

وكان ممن يرتاد هذا المجلس إسحاق بن إبراهيم الموصلي، فكان إسحاق - بصفته التي عرف بها وهي الغناء - يناظر أهل الكلام ويتكلم في الفقه، فإذا تحول الموضوع إلى الشعر خاض في الشعر واللغة، وهو في كل ذلك يتفوق على محاوريه في كل موضوع. كان عصراً يفسح المجال للمثقف الطموح ان ينغمس في أكثر العلوم، إذ أوهب القدرة على ذلك، مع اشتهاره بالتخصص في اتجاه واحد.

ومن عرف مؤلفات إسحاق الموصلي والكثيرة استطاع ان يدرك ماذا كان يطمح إليه أبو الفرج عندما ألف كتاب الأغاني، كان ذلك عصر التحدي، فيه نشأ أبو حيان التوحيدي وابن النديم صاحب الفهرست، وعشرات آخرون في شتى حقول المعرفة، وفيه كانت دكاكين الوراقين ببغداد، فيما أحسب، أكثر من دكاكين البقالين وباعة الخضار والفواكه. ومع ذلك العصر نشأ أبو الفرج علي بن الحسين بن... الخ. الذي يرتفع نسبه إلى مروان بن محمد آخر الخلفاء

١٤٤

الأمويين، وهذا هو الثابت في نسبه وإن كان صاحب الفهرست قد عدّه من ولد هشام بن عبد الملك، ولكن هذا سهو، وإن كان لا ينفي نسبه إلى المروانيين... فهو إذن عربي قرشي وإن حمل النسب إلى أصفهان.

متى ولد علي بن الحسين:

أكثر المصادر التي ترجمت لأبي الفرج تذكر انه ولد في عام ٢٨٤هـ/ ٨٩٧ م وسكت عن ذكر سنة مولده صاحب الفهرست والخطيب البغدادي، وياقوت الحموي...

النسبة إلى إصبهان

يقول الثعالبي (اليتيمة): ((الاصفهاني الأصل، البغدادي المنشأ))، ويبدو ان أكثر من ترجموا له أخذوا بهذا القول، فعدوه اصفهاني المولد، غير ان بعض الباحثين المعاصرين يشك في ان تكون اصفهان مسقط رأسه.

تشيع أبي الفرج

على الرغم من انتساب أبي الفرج إلى بني أمية، فقد كان شيعياً، وهو موقف

١٤٥

يلفت النظر لأول وهلة، ترى هل كان للنشأة الاصفهانية أثر في ذلك؟ أو هل كان تشيعه مجاراة لنوع من السيادة الشيعية في عصر بني بويه، لعله بالانتماء إلى هذا المذهب أحب ان يعرفه الناس ((عابداً)) فلا هو أموي ولا هو عباسي، وانما هو علوي الهوى - يتشيع لعلي وآله - ويؤلّف في أخبار من قتل منهم كتاباً كاملاً سماه ((مقاتل الطالبيين)) وهو كتاب يدين بسرده لأخبار العلويين ومصارعهم كلاً من الأمويين والعباسيين على حد سواء، بل انه يُبرز ان من قتل على أيدي العباسيين كان أكثر بكثير ممن قتل في أيام الأمويين.

المرحلة البغدادية

لا تعرف متى غادر أبو الفرج اصفهان إلى بغداد، ولكننا نستطيع ان نقرر ان جاذبية بغداد كانت أقوى من أن يقاومها إنسان طموح يعرف انها كعبة العلم والفن والحضارة من جميع النواحي.

فالعلم، هكذا كان دون تحديد، كان

١٤٦

غاية أبي الفرج الأولى من هذه الرحلة، فكان أول ما لقي علماء الحديث، وأشهر من لقيهم مطين والقتات (محمد بن جعفر)، والرزاز (علي بن أحمد)، ولكن المدينة الكبيرة - بما فيها من متع متنوعة وحياة صاخبة - أخذت تصرف هذا الاصفهاني الناشئ عن هذا الاتجاه، وساعدها على ذلك ميول متأصلة في نفس الفتى إلى خوض تجربة الحياة بكل أبعادها. فوجد نفسه مقبلاً على حفظ الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأنساب بل انه لم يقف عند هذا الحد إذ رأى ان الثقافة التي تحول إليها لابد لها من معرفة اللغة والنحو والسير والمغازي. وأضاف إلى ذلك كله ((الخرافات)) ولم تكن هذه المعارف التي اتجه إليها، أو أكثرها، بحاجة إلى توثيق كثير، فحاكم مصادرها ونقد الواهن منها، كما كان يتطلب علم الحديث.

ولعله كان يهيئ نفسه ليكون نديماً يسلّي من ينادمه - أياً كانت منزلتهم - بما يورده على مسامعهم من أخبار

١٤٧

وحكايات ونوادر، وما يتمثل به من شعر، وكان حفظه للشعر العربي الذي ينتمي إلى مختلف الحقب حتى عصره، وهو الذي هيأ له ان يكون شاعراً، وقد أورد له الثعالبي (وعنه ياقوت وغيره) من القصائد والمقطعات في المدح وبخاصة في مدح الوزير أبي محمد المهلبي الذي أصبح راعياً له، وكان صديقاً له قبل عهد الوزارة، واستمرت الصداقة بعدها، وله مقطعات في وصف الخمر، وفي الهجاء المقذع، حتى في هجاء المهلبي صديقه وراعيه، وحتى كان الناس ينفونه ويخشون لسانه.

وفاته:

توفي أبو الفرج في بغداد، بغدادياً حتى العظم في ١٤ ذي الحجة ٣٥٦هـ / ٩٦٧م.

وقد ترجم له الشيخ عباس القمي، قائلاً:

علي بن الحسين بن محمد المرواني الأموي الزيدي.

صاحب كتاب الأغاني، أورده شيخنا الحر العاملي قدس سره في أمل الآمل

١٤٨

وقال: هو اصبهاني الأصل بغدادي المنشأ من أعيان الأدباء وكان عالماً روى عن كثير من العلماء وكان شيعياً خبيراً بالأغاني والآثار والأحاديث المشهورة والمغازي وعلم الجوارح والبيطرة والطب والنجوم والأشربة وغير ذلك.

له تصانيف مليحة منها الأغاني وحمله إلى سيف الدولة فأعطاه ألف دينار واعتذر، وكان الصاحب بن عباد يستصحب في سفره ثلاثين حمل كتب للمطالعة فلما وجد كتاب الأغاني لم يستصحب سواه وكان منقطعاً إلى الوزير المهلبي وله فيه مدائح.

ومن كتبه: كتاب مقاتل الطالبيين، وقال صاحب الروضات: انى تصفحت كتاب أغانيه المذكور إجلالاً فلم أر فيه إلا هزلاً أو ضلالاً أو بقصص أصحاب الملاهي اشتغالاً وعن علوم أهل بيت الرسالة اعتزالاً وهو فيما ينيف على ثمانين ألف بيت تقريباً، إلى ان قال: وتوفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة.

قال كثير من الناس انه مات في هذه السنة عالمان: أبو علي القالي وصاحب

١٤٩

الأغاني، وثلاثة ملوك معز الدولة وكافور وسيف الدولة، وسمع أبو الفرج من جماعة لا يحصون وروى عنه الدار قطني وغيره(١) .

مؤلفاته:

ذكر له صاحب الفهرست أربعة عشر كتاباً باستثناء كتاب الأغاني الكبير(٢) .

أبو العاص

أبو العاص ابن الربيع القرشي اسمه لقيط أو مهشم أو هشيم زوج زينب بنت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمه هالة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها، وكان من أكثر رجال مكة مالاً وأمانة وتجارة والخبر في حسن مصاهرته في أيام الشعب مشهور، وقصة أسره ببدر وفدائه في الكتب مسطور، توفي سنة ١٢ وأوصى إلى الزبير. وتزوج

__________________

١ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج١، ص ١٣٧ - ١٣٩.

٢ – تحقيق كتاب الأغاني ، طبع دار صادر ، بيروت ، بمقدمة إحسان عباس

١٥٠

عليعليه‌السلام ابنة أمامة بنت زينب بعد وفاة فاطمةعليها‌السلام بوصية منها معلله بأنها تكون لولدها مثلها، وقد زوجها منهعليه‌السلام الزبير لان أباها قد أوصاه بها.

حكي انه لما جرح أمير المؤمنينعليه‌السلام خاف ان يتزوجها معاوية فأمر المغيرة ابن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ان يتزوجها بعده فلما توفي أمير المؤمنين وقضت العدة تزوجها المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يكنى فهلكت عند المغيرة.

روى الطبرسي في غزوة الطائف انه أنفذ رسول الله علياً في خيل عند محاصرته أهل الطائف وأمر ان يكسر كل صنم وجده فخرج فلقيه جمع كثير من خثعم فبرز له رجل من القوم وقال هل من مبارز فلم يقم أحد فقام إليه عليعليه‌السلام فوثب أبو العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي فقال تكفاه أيها الأمير فقال لا ولكن ان قتلت فأنت على الناس فبرز إليه علي وهو يقول:

إن على كل رئيس حقاً

ان يروي الصعدة أو شرقا

١٥١

ثم ضربه فقتله ومضى حتى كسر الأصنام وانصرف إلى رسول الله.

وليعلم ان قول النبي: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا دين الله دخلاً وعباد الله خولاً ومال الله دولاً. المراد بأبي العاص أبو العاص بن أمية بن عبد مناف، وبنوه مروان بن الحكم بن أبي العاص وآله(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج١، ص ١١٤ - ١١٥.

١٥٢

أبو الهيثم بن التيهان

أبو الهيثم بن مالك بن عتيك الأنصاري الأوسي، شهد بيعة العقبة ويقال انه كان أول من أسلم وبايع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو أحد نقباء عبد الأشهل، شهد مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مشاهده كلها، وشهد مع الإمام عليعليه‌السلام حرب البصرة، وقتل بصفين مع أخيه عتيك تحت راية الإمام عليعليه‌السلام ، تألم الإمام علي على فقده كثيراً لأنه كان في طليعة المسلمين زاهداً عابداً شجاعاً زعيماً بلا منازع(١) .

أبو بكر بن شهاب

قال القمي(٢) :

السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي ينتهي نسبه إلى المهاجر

__________________

١ – موسوعة العتبات المقدسة ، جعفر الخليلي : ج ١ ، ص ٣٥٩

٢ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج١، ص ١١٤ - ١١٥.

١٥٣

إلى الله إلى اليمن أحمد بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن الإمام الصادق جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام النريمي الحضرمي الشيعي الإمامي.

كان عالماً جليلاً حاوياً لفنون العلم مؤلفاً في كثير منها قوى الحجة ساطع البرهان أديباً شاعراً مخلص الولاء لأهل البيت.

حكي عن جامع ديوانه انه قال في حقه:

حجة الإسلام ونبراس الأنام وخاتمة الأعلام ويتيمة عقل الكرام قريع الفصحاء وإمام البلغاء الحائز قصبات السبق في ميادين العلوم الموضح من مشكلاتها ما حير الفهوم محيى السنة وناشر لوائها ومميت البدعة ومقوض بنائها سليل العترة النبوية وناشر ولائها وناصر أوليائها وقاهر أعدائها السيد الشريف العلامة أبو بكر ابن عبدالرحمن... الخ.

ولد سنة ١٢٦٢ وتوفى ليلة الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة ١٣٤١ بحيدر

١٥٤

آباد دكن، له مشايخ كثيرة وقد أخذ بمكة عن السيد أحمد بن زينى دحلان الذي يأتي ذكره وله تلاميذ كثيرون أجلهم وأعلمهم وأشهرهم السيد محمد بن عقيل صاحب النصائح الكافية لمن تولى معاوية وغيرها وله تأليفات كثيرة منها إقامة الحجة على التقي بن حجة، والترياق النافع، والشهاب الثاقب على السباب الكاذب، وهو رد له على رد المولى فقير الله على النصائح الكافية والحمية من مضار الرقية وهو أيضاً رد على رد السيد حسن بن علوي سماه الرقية الشافية من نفثات سموم النصائح الكافية ونوافج الورد الجوري بشرح عقيدة الباجوري ورشفة الصادي في فضائل أهل البيتعليهم‌السلام ، ونزهة الألباب في رياض الأنساب، وأرجوزة في آداب النساء، وديوان شعر وغير ذلك وله قصائد كثيرة في مدح أهل البيتعليهم‌السلام منها قوله في مدح امير المؤمنينعليه‌السلام :

علي أخو المختار ناصر دينه

وملتـه يعسوبها وإمامها

واعلم أهل الدين بعد ابن عمه

بأحكامه من حلها وحرامها

١٥٥

ومن قوله قصيدة له سماها الثناء العاطر على أهل البيت الطاهرعليهم‌السلام :

نهنه فؤادك ما بقيت فأنت في

شغل عن البيض الكواعب شاغل

واملأ ضميرك من محبة سيد الكو

نين هادينا الشفيع الكافل

وبحب صهر المصطفى ووصيه

وأخيه حيدرة الشجاع الباسل

والدرة الزهراء فاطمة التي

بعد الرسول قضت بحزن الثاكل

والسيدين اللابسي حلل الشها

دة من فريق في الشقاوة واغل

الآخذي علم الرسول شريعة

وحقيقة عن فاضل عن فاضل

نسب باجنحة الملائكة ارتقى

شأوا إليه الوهم ليس بواصل

شرف إلى العرش انتهى فأمامه

تقف الثوابت وقفة المتضائل

من لم يصل عليهم فصلاته

بتراء في إسناد أوثق ناقل

سفن النجاة أمان أهل الأرض من

غرق مصابيح الظلام الحائل

١٥٦

القانتين الراكعين الساجدين

بخشية وغزير دمع سائل

إلى غير ذلك وقد ذكر ترجمته صاحب أعيان الشيعة وأورد كثيراً من أشعاره.

ومما ذكر عنه قوله:

قضية تشبه بالمرزئة

هذا البخاري إمام الفئة

بالصادق الصديق ما احتج في

صحيحه واحتج بالمرجئة

ومثل عمران بن حطان ومر

وان وابن المرأة المخطئة

مشكلة ذات عوار إلى

حيرة أرباب النهى ملجئة

وحق بيت يممته الورى

مغذة في السير أو مبطئة

إن الإمام الصادق المجتبى

بفضله الآي أتت منبئة

أجل من في عصره رتبة

لم يقترف في عمره سيئة

قلامة من ظفر إبهامه

تعدل من مثل البخاري مئة

١٥٧

أبو تمام

تمام كشداد هو حبيب بن أوس الطائي الشاعر الإمامي المشتهر، الذي قدمه المعتصم على شعراء وقته، وكان موصوفاً بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس، ذكره شيخنا الحر في أمل الآمل وقال: كان شيعياً فاضلاً أديباً منشياً له كتب منها ديوان الحماسة وديوان شعره وكتاب مختار شعر القبائل وكتاب فحول الشعراء والاختيارات من شعر الشعراء وغير ذلك.

وذكره العلامة في الخلاصة فقال:

كان إمامياً وله شعر في أهل البيتعليهم‌السلام ذكر أحمد بن الحسين انه رأى نسخة عتيقة قال لعلها كتبت في أيامه أو قريباً منها فيها قصيدة يذكر فيها الأئمةعليهم‌السلام الأطهارعليهم‌السلام حتى انتهى إلى أبي جعفر الثانيعليه‌السلام لأنه توفي في أيامه.

وقال الجاحظ في كتاب الحيوان: وحدثني أبو تمام وكان من رؤساء الرافضة، انتهى كلام العلامة.

ثم ذكر شيخنا الحر جملة من أبياته وما قال ابن خلكان في ترجمته منها

١٥٨

قوله:

وكان له من المحفوظ ما لا يلحقه فيه غيره قيل انه كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع، إلى ان قال: ولد بجاسم وهي قرية من بلد الجيدور من أعمال دمشق، توفي سنة ٢٣١. وكانت وفاته بالموصل وبنى على قبره أبو نهشل بن حميد الطوسي قبة ورثاه جمع منهم: ابن الزيات وزير المعتصم بقوله:

نبأ أتى من أعظم الأنباء

لما ألم مقلقل الأحشاء

قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم

ناشدتكم لا تجعلوه الطائي

وفي بعض التآليف ان أبا تمام بلغ في الشعر درجة لم يبلغها شاعر قبله ولا بعده رأي الكثيرين(١) ، وقد نظم في كل ضرب من ضروب الشعر ولكنه نبغ في الرثاء نبوغاً وترك جميع الشعراء خلفه.

__________________

١ - هكذا جاء في الكنى و الألقاب

١٥٩

ولأبي تمام أيضاً كما نقل عن ديوانه من عبقريته الرائية:

ويوم الغدير استوضح الحق أهله

بفيحاء ما فيها حجاب ولا ستر(١)

أقام رسول الله يدعوهم بها

ليقربهم عرف وينهاهم نكر

يمد بضبعيه ويعلم انه

ولي ومولاكم فهل لكم خبر

يروح ويغدو بالبيان لمعشر

يروح بهم عمر ويغدو بهم عمر

فكان له جهر بإثبات حقه

وكان لهم في بزهم حقه جهر

أثم جعلتم حظه حد مرهف

من البيض يوماً حظ صاحبه القبر(٢)

ولهرحمه‌الله في الزهد:

ألم(٣) بان تركي لا عليَّ ولا ليا

وعزمي على ما فيه إصلاح حاليا

__________________

١ - انظر الذريعة لأقا بزرك الطهراني: ج٩، ص٣٩ مقتصراً على البيت الأول فقط.

٢ - مناقب ابن شهرآشوب: ج٢، ص٢٤١، الصراط المستقيم: ج١، ص٣١٢، تكملة آمل الآمل للسيد حسين الصدر: ص١٣١.

٣ - هكذا جاء في الكنى والألقاب.

١٦٠