رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20734
تحميل: 1897


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20734 / تحميل: 1897
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

فقد أنست بالموت نفسي لأنني

رأيت المنايا يخترمن حياتيا

فياليتني من بعد موتي ومبعثي

أكون رفاتاً لا عليّ ولا ليا

أخاف الهي ثم أرجو نواله

ولكن خوفي قاهر لرجائيا

ولولا رجائي واتكالي على الذي

توحد لي بالصنع كهلاً وناشيا

لما ساغ لي عذب من الماء بارد

ولا طاب لي عيش ولا زلت باكيا

وادَّخر التقوى بمجهود طاقتي

وأركب في رشدي خلاف هوائيا

على إثر ما قد كان مني صبابة

ليالي فيها كنت لله عاصيا

وإني جدير ان أخاف واتقي

وإن كنت لم أشرك بذي العرش ثانيا

قال المسعودي: ولأبي تمام أشعار حسان، ومعان لطاف، واستخراجات بديعة، وحكي عن بعض العلماء بالشعر انه سئل عن أبي تمام فقال كأنه جمع شعر العالم فانتخب جوهره.

وقال ابن خلكان وذكر الصولي: ان

١٦١

أبا تمام لما مدح محمد بن عبد الملك الزيات الوزير بقصيدته التي منها قوله:

ديمة سمحة القياد سكوب

مستغيث بها الثرى المكروب

لوسعت بقعة لإعظام أخرى

لسعى نحوها المكان الجديب(١)

قال له ابن الزيات يا أبا تمام انك لتحلي شعرك من جواهر لفظك وبديع معانيك ما يزيد حسنا على بهي الجواهر في أجياد الكواعب وما يدخر لك شيء من جزيل المكافأة إلا ويقصر عن شعرك في الموازاة(٢)

أبو الجارود

جاء في الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي:

زياد بن المنذر، قال شيخنا صاحب

__________________

١ – الغدير للعلامة الأميني : ج ٢ ، ص ٣٣٥.

٢ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج١، ص ٣ - ٣٣.

١٦٢

المستدرك في ترجمته في الخاتمة: واما أبو الجارود فالكلام فيه طويل والذي يقتضيه النظر بعد التأمل فيما ورد وفيما قالوا فيه انه كان ثقة في النقل مقبول الرواية معتمداً في الحديث إمامياً في أوله وزيدياً في آخره، ثم أطال الكلام في حاله إلى ان قال وفي تقريب ابن حجر: زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى الكوفي رافضي. كذبه يحيى بن معين من السابعة(١) مات بعد الخمسين أي بعد المائة. و(قال) وعن دعوات الراوندي عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام اني امرؤ ضرير البصر كبير السن، والشقة فيما بيني وبينكم بعيدة وأنا أريد أمراً أدين الله به واحتج وأتمسك به وأبلغه من خلفت، قال: فأعجب بقولي فاستوى جالساً، فقال: كيف قلت يا أبا الجارود؟ رد علي، قال: فرددت عليه، فقال: نعم يا أبا الجارود شهادة ان لا

__________________

١ - هكذا جاء في طبعة الاحتجاج ، كما ذكره الطبرسي

١٦٣

إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمداً عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت وولاية ولينا وعداوة عدونا والتسليم لأمرنا وانتظار قائمنا والورع والاجتهاد(١) .

أبو جهل

عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي، كان من أشد الناس عداوة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قتل يوم بدر كافراً وأخباره مع النبي وكثرة أذاه إياه مشهورة وروي ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فيه ان هذا أعتى على الله عز وجل من فرعون، ان فرعون لما أيقن بالهلاك وحَّد الله وان هذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى.

وعمه الوليد بن المغيرة: كان شيخاً

__________________

١ - الكليني في الكافي: ج٢، ص٢٢، والاحتجاج: ج٢، ص٥٥، الهامش، والكنى والألقاب: ج١، ص٣٥، والدعوات لقطب الدين الراوندي: ص١٣٥،ومستدرك الوسائل للنوري: ج١، ص٧٢، وبحار الأنوار: ج٦٦، ص١٤

١٦٤

كبيراً مجرباً من دهاة العرب يتحاكمون إليه في الأمور وينشدونه الأشعار فما اختاره من الشعر كان مختاراً، وهو أحد المستهزئين الخمس الذي كفى الله شرهم، وكان له عبيد عشرة عند كل عبد ألف دينار يتجر بها وملك القنطار، وهو الذي قالت له قريش: يا أبا عبد شمس ما هذا الذي يقول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أسحر أم كهانة أم خطب؟ فقال: دعوني أسمع كلامه فدنا من رسول الله وهو جالس في الحجر فقال: يا محمد انشدني شعرك فقال ما هو بشعر ولكنه كلام الله الذي به بعث أنبياءه ورسله، فقال: اتل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فلما سمع الرحمن استهزأ منه وقال: تدعو إلى رجل باليمامة يسمى الرحمن، قال: لا ولكني أدعو إلى الله وهو الرحمن الرحيم ثم افتتح حم السجدة فلما بلغ إلى قوله تعالى:( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١) ) ، فلما

__________________

١ - ( فصلت : ١٣ )

١٦٥

سمعه اقشعر جلده وقامت كل شعرة في بدنه ثم قام ومشى إلى بيته ولم يرجع إلى قريش فقالوا: صبا أبو عبد شمس إلى دين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاغتمت قريش وغدا عليه أبو جهل فقال: فضحتنا يا عم قال: يا ابن أخ ما ذاك واني على دين قومي ولكني سمعت كلاماً صعباً تقشعر منه الجلود، قال: أشعر هو؟ قال: ما هو بشعر، قال: فخطب؟ قال: لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور لا يشبه بعضه بعضاً له طلاوة، قال: فكهانة هو؟ قال: لا، قال: فما هو؟ قال: دعني أفكر فيه، فلما كان من الغد قالوا: يا أبا عبد شمس ما تقول؟ قال: قولوا هو سحر فانه آخذ بقلوب الناس فانزل الله تعالى فيه:( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١) ) ، إلى قوله:( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٢) )

وابنه خالد بن الوليد بن المغيرة(٣) .

__________________

١ - ( المدثر : ١١ )

٢ - ( المدثر : ٣٠ )

٣ - الكنى والألقاب ، للشيخ عباس القمي: ج١ : ص ٤٠.

١٦٦

أبو حمزة الثمالي

الثمالي أبو حمزة ثابت بن دينار الثقة الجليل صاحب الدعاء المعروف في أسحار شهر رمضان، كان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها، وكان عربياً أزدياً، روي عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الثقة يقول سمعت الرضاعليه‌السلام يقول أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان الفارسي وذلك انه خدم أربعة منا علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وبرهة من عصر موسى بن جعفرعليه‌السلام (١) .

وعده الشيخ في أصحاب علي بن الحسين من رجاله فقال: ((ثابت بن أبي حنيفة دينار الثمالي الأزدي، يكنى أبا حمزة الكوفي. مات سنة خمسين ومائة، وذكره في أصحاب الباقرعليه‌السلام (٢) ومن أصحاب الصادقعليه‌السلام . وقال النجاشي(٣) : لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا

__________________

١ - الاحتجاج: ج٢، ص٢٧، الهامش نقل عن عمدة الطالب: ص٢٢١.

٢ - نفس المصدر: ج٢، ص١١، الهامش.

٣ - نفس المصدر: ج٢، ص١٢، الهامش.

١٦٧

الحسنعليه‌السلام وروى عنهم وكان من كبار خيار أصحابنا، وثقاتهم، ومعتمديهم في الرواية والحديث وقال: وروى عنه العامة ومات سنة خمسين ومائة، له كتاب تفسير القرآن(١) .

وجاء في الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي:

قال الفضل بن شاذان ولم يكن في زمن علي بن الحسينعليه‌السلام في أول أمره إلا خمسة أنفس: سعيد بن جبير، سعيد بن المسيب، محمد بن جبير بن مطعم، يحيى بن أم الطويل، أبو خالد الكابلي وأسمه وردان ولقبه كنكر.

ثم قال: وفي خبر الحواريين انه من حواري علي بن الحسينعليه‌السلام وقد شاهد كثيراً من دلائل الأئمةعليهم‌السلام ويأتى في الطاقى رواية تتعلق به ويظهر من رسالة أبي غالب الزراري ان آل أعين وهم أكبر بيت في الكوفة من الشيعة ان أول من عرف منهم عبد الملك عرفه صالح بن ميثم ثم عرفه حمران من

__________________

١ - نفس المصدر: ج٢، ص ٤١ - ٤٢ ، الهامش.

١٦٨

أبي خالد الكابلي(١) .

أبو حنيفة التيمي، النعمان بن ثابت

إمام أصحاب الرأي وفقيه أهل العراق رأى أنس بن مالك وسمع عطاء بن أبي رباح وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار وحماد بن أبي سليمان والهيثم بن حبيب الصواف... وغيرهم

روى عنه أبو يحيى الحماني، وهيثم بن بشير، وعباد بن العوّام... وغيرهم.

وهو من أهل الكوفة نقله أبو جعفر المنصور إلى بغداد فأقام بها حتى مات ودفن بالجانب الشرقي منها في مقبرة الخيزران وقبره هناك ظاهر معروف(٢) .

عن محبوب بن موسى يقول: سمعت ابن اسباط يقول:

ولد أبو حنيفة نصرانياً(٣) .

__________________

١ - الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج١، ص٦٠.

٢ - تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي: ج١٣، ص٣٢٥.

٣ - نفس المصدر: ج٣، ص٣٢٦.

١٦٩

... عن ابن إسحاق البكائي، عن عمر بن حماد بن أبي حنيفة قال:

أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي، فأما زوطي فإنه من أهل كابل، وولد ثابت على الإسلام، وكان زوطي مملوكاً لبني تيم الله بن ثعلبة، فاعتق، فولاؤه لبني تيم الله بن ثعلبة، ثم لبني قفل، وكان أبو حنيفة خزازاً ودكانه معروف في دار عمرو بن حريث(١) .

عن محمد بن أيوب الزارع قال: سمعت يزيد بن زريع يقول: كان أبو حنيفة نبطياً.

وقال النخعي حدثنا سليمان بن الربيع قال: سمعت الحارث بن إدريس يقول أبو حنيفة أصله من ترمذ(٢) .

حدثنا أبو نعيم قال: ولد أبو حنيفة سنة ثمانين وكان له يوم مات سبعون سنة، ومات في خمسين ومائة، وهو

__________________

١ - نفس المصدر: ج٣، ص٣٢٦.

٢ – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٢٧ ، إصدار دار الكتب العلمية ، بيروت ، الطبعة الأولي ، ١٤١٧ ه / ١٩٩٧ م

١٧٠

النعمان بن ثابت(١) .

حدثنا سعيد بن سالم البصري قال: سمعت أبا حنيفة يقول:

لقيت عطاء بمكة فسألته عن شيء، فقال: من أين أنت؟ قلت من أهل الكوفة، قال: أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً؟ قلت: نعم، قال: فمن أي الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسب السلف ويؤمن بالقدر ولا يكفر أحداً بذنب، فقال: لي عطاء: عرفت فالزم(٢) .

يقول أبو حنيفة:... جلست إلى حماد فكنت أسمع مسائله فاحفظ قوله ثم يعيدها من الغد فاحفظها، ويخطئ أصحابه، فقال: لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة، فصحبته عشر سنين، ثم نازعتني نفسي الطلب للرياسة، فأحببت أن اعتزله وأجلس في حلقة لنفسي، فخرجت يوماً بالعشي وعزمي أن أفعل، فلما دخلت المسجد فرأيته لم

__________________

١ - نفس المصدر: ج ١٣ ، ٣٣١.

٢ - نفس المصدر: ج ١٣، ص ٣٣٢.

١٧١

تطب نفسي أن أعتزله، فجئت وجلست معه، فجاءه في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالاً وليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، فغاب شهرين، ثم قدم، فعرضت عليه المسائل وكانت نحواً من ستين مسألة، فوافقني في أربعين وخالفني في عشرين، فآليت على نفسي أن لا أفارقه حتى يموت، فلم أفارقه حتى مات(١)

عن البلخي العابد أنبأنا أبو مطيع قال: قال: أبو حنيفة: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين، فقال: لي: يا أبا حنيفة عمن أخذت العلم؟ قال: قلت: عن حماد عن إبراهيم عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، قال: فقال: أبو جعفر: بخ بخ استوثقت ما شتت يا أبا حنيفة الطيبين الطاهرين

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٣٤.

١٧٢

المباركين صلوات الله عليهم(١) .

حدثنا وكيع قال: اجتمع سفيان الثوري وشريك والحسن بن صالح وابن أبي ليلى، فبعثوا إلى أبي حنيفة، قال: فأتاهم، فقالوا له: ما تقول في رجل قتل أباه ونكح أمه وشرب الخمر في رأس أبيه؟ فقال: مؤمن.

فقال له بن أبي ليلى: لا قبلت لك شهادة أبداً.

وقال له سفيان الثوري: لا كلمتك أبداً.

وقال له شريك: لو كان لي من الأمر شيء لضربت عنقك.

وقال له الحسن بن صالح: وجهي من وجهك حرام ان أنظر إلى وجهك أبداً(٢)

عن سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: جلست إلى أبي حنيفة، فذكر سعيد بن جبير، فانتحله في الإرجاء، فقلت: يا أبا حنيفة من حدثك؟ قال: سالم الأفطس، قال: قلت له: سالم

__________________

١ - نفس المصدر: ج ١٣ ، ص ٣٣٤ - ٣٣٥.

٢ – الكنى و الألقاب للقمي : ج ١ ، ص ٥٤

١٧٣

الأفطس كان مرجئاً، ولكن حدثني أيوب قال، رآني سعيد بن جبير جلست إلى طلق، فقال: ألم أرك جلست إلى طلق؟ لا تجالسه، قال حماد: وكان طلق يرى الإرجاء، قال: فقال رجل لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة ما كان رأى طلق؟ فأعرض عنه ثم سأله فأعرض عنه، ثم قال: ويحك كان يرى العدل واللفظ لحديث بن الغلابي.

حدثنا عبد الله بن محمد بن عمرو قال: سمعت أبا مسهر يقول: كان أبو حنيفة رأس المرجئة.

حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ عن أبيه قال: دعاني أبو حنيفة إلى الإرجاء.

حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: سمعت أبي يقول دعاني أبو حنيفة إلى الإرجاء فأبيت(١) .

حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا أحمد بن الخليل، حدثنا عبدة قال: سمعت ابن المبارك وذكر أبا حنيفة

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٧٠ - ٣٧١

١٧٤

فقال: رجل هل كان فيه من الهوى شيء؟ قال: نعم الإرجاء.

وقال يعقوب: حدثنا أبو جزى عمرو بن سعيد بن سالم قال: سمعت جدي قال: قلت لأبي يوسف: أكان أبو حنيفة مرجئاً؟ قال: نعم، قلت: أكان جهمياً؟ قال: نعم، قلت: فأين أنت منه؟ قال: إنما كان أبو حنيفة مدرساً فما كان من قوله حسناً قبلناه وما كان قبيحاً تركناه عليه.

حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا محمد بن سعيد عن أبيه قال: كنت مع أمير المؤمنين موسى بجرجان ومعنا أبو يوسف، فسألته عن أبي حنيفة فقال: وما تصنع به وقد مات جهمياً.

حدثنا علي بن عثمان قال: سمعت زنبوراً يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: قدمت علينا امرأة جهم بن صفوان فأدبت نساءنا.

أبو الأخنس الكناني قال: رأيت أبا حنيفة، أو حدثني الثقة أنه رأى أبا حنيفة آخذاً بزمام بعير مولاة للجهم قدمت خراسان يقود جملها بظهر

١٧٥

الكوفة يمشي.

بشر بن الوليد قال: سمعت أبا يوسف يقول: قال أبو حنيفة: صنفان من شر الناس بخراسان الجهمية والمشبهة وربما قال: والمقاتلية.

يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني عن أبيه: سمعت أبا حنيفة يقول: جهم بن صفوان كافر.

ما قيل في أبي حنيفة:

عن الحسن بن سليمان أنه قال: في تفسير الحديث: ((لا تقوم الساعة حتى يظهر العلم))، قال: هو علم أبي حنيفة وتفسيره الآثار.

محمد بن سلمة يقول: قال: خلف بن أيوب: صار العلم من الله تعالى إلى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم صار إلى أصحابه ثم صار إلى التابعين ثم صار إلى أبي حنيفة وأصحابه فمن شاء فليرض ومن شاء فليسخط.

عن أحمد بن عطية العوفي، حدثنا منجاب، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: أبو حنيفة أفضل أهل زمانه.

عن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، قال:

١٧٦

سمعت أبي يقول: ما رأيت أحداً أفقه من أبي حنيفة، وما رأيت أحداً أروع من أبي حنيفة.

عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله يقول: ما رأيت صاحب - يعني حديث - أفقه من سفيان الثوري، وكان أبو حنيفة أفقه منه(١) .

قال: الخطيب البغدادي: ما حكي عن أبي حنيفة:

١ - حدثنا وكيع، قال: سمعت الثوري يقول: نحن المؤمنون وأهل القبلة عندنا مؤمنون في المناكحة والمواريث والصلاة والإقرار ولنا ذنوب ولا ندري ما حالنا عند الله؟ قال: وكيع: وقال: أبو حنيفة: من قال: بقول سفيان هذا فهو عندنا شاك نحن المؤمنون هنا وعند الله حقاً، قال: وكيع: ونحن نقول بقول سفيان وقول أبي حنيفة عندنا جرأة.

٢ - حدثنا حمزة بن الحارث بن عمير

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٣٦ - ٣٤١

١٧٧

عن أبيه قال: سمعت رجلاً يسأل أبا حنيفة في المسجد الحرام عن رجل قال: أشهد أن الكعبة حق ولكن لا أدري هي هذه التي بمكة أم لا؟ فقال: مؤمن حقاً، وسأله عن رجل قال: أشهد أن محمد بن عبد الله نبي ولكن لا أدري هو الذي قبره بالمدينة أم لا؟ فقال: مؤمن حقاً قال: الحميدي ومن قال: هذا فقد كفر، قال: وكان سفيان يحدث به عن حمزة بن الحارث(١) .

٣ - حدثنا محمد بن محمد الباغندي، حدثنا أبي قال: كنت عند عبد الله بن الزبير فأتاه كتاب أحمد بن حنبل: اكتب إلي بأشنع مسألة عن أبي حنيفة، فكتب إليه: حدثني الحارث بن عمير قال: سمعت أبا حنيفة يقول لو أن رجلاً قال: أعرف لله بيتاً ولا أدري أهو الذي بمكة أو غيره أمؤمن هو؟ قال: نعم، ولو أن رجلاً قال: أعلم أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد مات ولا أدري أدفن بالمدينة أو غيرها

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٦٧

١٧٨

أمؤمن هو؟ قال: نعم!

٤ - قال: الحارث بن عمير وسمعته يقول: لو أن شاهدين شهدا عند قاضي أن فلان بن فلان طلق امرأته وعلما جميعاً أنهما شهدا بالزور ففرق القاضي بينهما ثم لقيها أحد الشاهدين فله أن يتزوج بها؟ قال: نعم، قال: ثم علم القاضي بعد، ألَه أن يفرق بينهما؟ قال: لا.

٥ - أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق وأبو بكر البرقاني قالا: أخبرنا محمد بن جعفر بن الهيثم الأنباري قال: حدثنا... قال: سمعت حمزة بن الحارث بن عمير ذكره عن أبيه قال: قلت لأبي حنيفة أو قيل له وهو يسمع رجل قال: أشهد أن الكعبة حق غير أني لا أدري أهو هذا البيت الذي يحج الناس إليه ويطوفون حوله أو بيت بخراسان أمؤمن هذا؟ وقال: البرقاني أمؤمن هو؟ قال: نعم.

٦ -... عن سفيان الثوري قال: حدثنا عباد بن كثير قال: قلت لأبي حنيفة: رجل قال: أنا أعلم أن الكعبة

١٧٩

حق وأنها بيت الله ولكن لا أدري هي التي بمكة أو هي بخراسان أمؤمن هو؟ قال: نعم مؤمن، قلت له: فما تقول في رجل قال: أنا أعلم أن محمداً رسول الله ولكن لا أدري هو الذي كان بالمدينة من قريش أو محمد آخر أمؤمن هو؟ قال: نعم، قال: مؤمل قال: سفيان وأنا أقول: من شك في هذا فهو كافر.

٧ -... علي بن عثمان بن نفيل: حدثنا أبو مسهر حدثنا يحيى بن حمزة وسعيد يسمع أن أبا حنيفة قال: لو أن رجلاً عبد هذه النعل يتقرب بها إلى الله لم أرى بذلك بأساً فقال: سعيد هذا الكفر صراحاً(١) .

٨ -... عن إسماعيل بن عيسى بن علي قال: قال: لي شريك: كفر أبو حنيفة بآيتين من كتاب الله تعالى، قال: الله تعالى:( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٦٧ - ٣٦٩.

١٨٠