رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 21145
تحميل: 1899


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21145 / تحميل: 1899
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (١) ) ، وقال: الله تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (٢) ) ، وزعم أبو حنيفة أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وزعم أن الصلاة ليست من دين الله.

٩ - محبوب بن موسى الأنطاكي قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول: سمعت أبا حنيفة يقول: إيمان أبي بكر الصديق وإيمان إبليس واحد، قال: إبليس: يا رب، وقال: أبو بكر الصديق: يا رب، قال: أبو إسحاق: ومن كان من المرجئة ثم لم يقل هذا انكسر عليه قوله(٣) .

١٠ - ...عن الفزاري قال: قال: أبو حنيفة: إيمان آدم وإيمان إبليس واحد، قال: إبليس:( رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ

__________________

١ - (البينة : ٥ )

٢ - ( الفتح : ٤ )

٣ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١٣ ، ص ٣٦٩.

١٨١

لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (١) ) ، وقال:( رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٢) ) ، وقال: آدم:( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٣) )

١١ - ...أحمد بن هشام بن طويل قال: سمعت القاسم بن عثمان يقول: مر أبو حنيفة بسكران يبول قائماً فقال: أبو حنيفة: لو بلت جالساً، قال: فنظر في وجهه وقال: ألا تمر يا مرجئ، قال: له أبو حنيفة: هذا جزائي منك صيرت إيمانك كإيمان جبرائيل!

١٢ - عن القاسم بن حبيب قال: وضعت نعلي في الحصى ثم قلت لأبي حنيفة: أرأيت رجلاً صلى لهذه النعل حتى مات إلا أنه يعرف الله بقلبه؟ فقال: مؤمن، فقلت: لا أكلمك أبداً.

كتب الطبرسي في الاحتجاج:

أبو حنيفة: واسمه النعمان بن ثابت بن زوطى. وكان زوطى مملوكاً لبنى تيم

__________________

١ - (الحجر : من الآية ٣٩)

٢ - ( الحجر : من الآية ٣٦)

٢ - ( الأعراف : من الآية ٢٣ )

١٨٢

الله بن ثعلبة. وأصله من كابل، وقيل مولى لبنى قفل كما في الفهرست لابن النديم: ص٢٨٤، وقال: الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: ج١٣، ص٣٢٤: (ولد أبو حنيفة وابوه نصراني)... إلى ان قال: (وكان زوطى مملوكاً لبنى تيم الله بن ثعلبة فأعتق، فولاؤه لبنى عبد الله بن ثعلبة ثم لبنى قفل).

وروى مسنداً عن الزيادي يقول: سمعت أبا جعفر يقول: كان أبو حنيفة اسمه عتيك بن زوطرة فسمى نفسه النعمان وأباه ثابتاً. وقيل كان والد أبي حنيفة من (نسا) وقيل أصله من (ترمذ) وقيل ثابت والد أبي حنيفة من أهل (الأنبار).

وأورد الخطيب البغدادي في تاريخه عدة روايات بأسانيد مختلفة تقول: ان أبا حنيفة استتيب من الكفر مرتين وفي بعضها ثلاثاً وفي رواية سفيان الثوري استتيب من الكفر مراراً.

وفي رواية أبى عيينة استتيب من الدهر ثلاث مرات راجع تاريخ بغداد: ج١٣، ص٣٨٠ - ٣٨٣ وفيه: ص٣٧٢ مسنداً

١٨٣

ان أبا حنيفه قال: لو ان رجلاً عبد هذه النعل يتقرب بها إلى الله لم أرَ بذلك بأساً.

وكان شريك يقول: كفر أبو حنيفة بآيتين من كتاب الله قال: الله تعالى:( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (١) ) ، وقال: تعالى:( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (٢) ) ، وزعم أبو حنيفة ان الإيمان لا يزداد ولا ينقص وان الصلاة ليست من دين الله.

وفي ص٣٨٦ منه عن الجوهرى روى مسنداً قال: سمعت أبا مطيع يقول: قال أبو حنيفة: ان كانت الجنة والنار مخلوقتين فانهما يفنيان وفيه عن ابن أسباط، قال أبو حنيفة: لو أدركني رسول الله وأدركته لأخذ بكثير من قولى.

وقال: سمعت أبا إسحاق يقول: كان

__________________

١ - (البينة : ٥ )

٢ - ( الفتح : ٤ )

١٨٤

أبو حنيفة يجيئه الشيء عن النبي فيخالفه إلى غيره.

وفي ص٣٧٠ من نفس المصدر سئل أبو حنيفة عن رجل قال: أشهد ان الكعبة حق. ولكن لا أدري هي هذه التي بمكة أم لا؟ فقال: مؤمن حقاً.

وسئل عن رجل قال: أشهد ان محمد بن عبد الله نبي ولكن لا أدري هو الذي قبره بالمدينة أم لا؟ فقال: مؤمن حقاً.

وهو أحد المذاهب الأربعة السنية، صاحب الرأي والقياس والفتاوى المعروفة في الفقه.

ذكر ابن خلكان في: ج٢، ص ٨٦ من الوفيات في ترجمة محمد بن سبكتكين عن إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجوينى في كتابه الذي سماه: (مغيث الخلق في اختيار الأحق) قال: ان السلطان محمود المذكور كان على مذهب أبى حنيفة وكان مولعاً بعلم الحديث، وكانوا يسمعون الحديث من الشيوخ بين يديه وهو يسمع وكان يستفسر الأحاديث فوجد أكثرها موافقاً لمذهب الشافعي فوقع في خلده حكمه. فجمع العلماء من

١٨٥

الفريقين في مرو والتمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر فوقع الاتفاق على ان يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الشافعي وعلى مذهب أبى حنيفة... فصلى القفال المروزى... إلى ان قال: ثم صلى ركعتين على ما يجوز أبو حنيفة فلبس جلد كلب مدبوغاً ثم لطخ ربعه بالنجاسة وتوضأ بنبيذ التمر وكان في صميم الصيف في المفازة واجتمع عليه الذباب والبعوض وكان وضوءه منكساً منعكساً، ثم استقبل القبلة وأحرم بالصلاة من غير نية في الوضوء، وكبر بالفارسية، ثم قرأ آية بالفارسية (دو بركك سبز) ثم نقر نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع وتشهد، وضرط في آخره من غير نية السلام وقال: أيها السلطان هذه صلاة أبى حنيفة فقال: السلطان: لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبى حنيفة لقتلتك فأنكرت الحنفية ان تكون هذه صلاة أبى حنيفة فأمر القفال بإحضار كتب أبى حنيفة! وأمر السلطان نصرانياً كاتباً يقرأ المذهبين فوجدت الصلاة على مذهب

١٨٦

أبى حنيفة على ما حكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب أبى حنيفة.

وفي ج١٣ من تاريخ بغداد ص٣٧٠ قال: الحارث بن عمير: وسمعته يقول: لو ان شاهدين شهدا عند قاض: ان فلان بن فلان طلق امرأته، وعلما جميعاً انهما شهدا بالزور ففرق القاضى بينهما، ثم لقيها أحد الشاهدين فله ان يتزوج بها.

وفى ص ٣٦٢ منه قال: قال: مساور الوراق:

كنا من الدين قبل اليوم في سعة

حتى ابتلينا بأصحاب المقاييس

قاموا من السوق إذ قلت مكاسبهم

فاستعملوا الرأي عند الفقر والبوس

أما العريب فامسوا لا عطاء لهم

وفي الموالى علامات المفاليس

فلقيه أبو حنيفة فقال: هجوتنا نحن نرضيك، فبعث إليه بدراهم فقال:

إذا ما أهل مصر بادهونا بداهية

مــن الفتيـــا لطــيــــفـــــــــة

أتيناهــــــم بمقيــــاس صحيـــح

صليب من طراز أبى حنيفة

١٨٧

إذا سمـــع الفقيـــــه به حواه

وأثبته بحبر في صحيفة

فأجابه بعضهم يقول:

إذا ذو الرأي خاصم عن قياس

وجاء ببدعة هنة سخيفة

أتينــاه بقـــول الله فيهــــا

وآيات محبرة شريفة

فكم من فرج محصنة عفيف

أحل حرامها بأبي حنيفة

عن بشير بن يحيى العامري، عن ابن أبى ليلى قال: دخلت أنا والنعمان على جعفر بن محمد فرحب بنا وقال:

يا ابن أبى ليلى من هذا الرجل؟

قلت جعلت فداك هذا رجل من أهل الكوفة له رأى ونظر ونفاذ.

قال: فلعله الذي يقيس الأشياء برأيه، ثم قال: له:

يا نعمان هل تحسن تقيس رأسك؟

قال: لا.

قال: فما أراك تحسن تقيس شيئاً ولا

١٨٨

تهتدي إلا من عند غيرك فهل عرفت مما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والبرودة في المنخرين، والعذوبة في الفم؟

قال: لا.

قال: فهل عرفت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان؟

قال: لا،

قال: ابن أبي ليلى، فقلت: جعلت فداك لا تدعنا في عمى مما وصفت لنا.

قال: نعم حدثني أبي عن آبائه، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:

ان الله تبارك وتعالى خلق عيني ابن آدم على شحمتين، فجعل فيها الملوحة ولولا ذلك لذابتا ولم يقع فيهما شيء من القذى إلا أذابهما، والملوحة تلفظ ما يقع في العينين من القذى.

وجعل المرارة في الأذنين حجاباً للدماغ فليس من دابة تقع في الأذنين إلا التمست الخروج، ولو لا ذلك لوصلت إلى الدماغ فأفسدته.

وجعل البرودة في المنخرين حجاباً للدماغ، ولولا ذلك لسال الدماغ.

١٨٩

وجعل الله العذوبة في الفم مناً من الله على ابن آدم ليجد لذة الطعام والشراب.

وأما كلمة أولها كفر وآخرها إيمان فقول: لا إله إلا الله، أولها كفر وآخرها إيمان.

ثم قال: يا نعمان إياك والقياس فإن أبى حدثني، عن آبائه، ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: من قاس شيئاً من الدين برأيه قرنه الله مع إبليس في النار، فإنه أول من قاس حين قال:( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (١) ) ، فدعوا الرأي والقياس، فإن دين الله لم يوضع على القياس(٢)

وروى أيضاً عن الإمام مالك قال: ما ولد في الإسلام مولود أضر على أهل الإسلام من أبى حنيفة وقال: كانت فتنة أبى حنيفة أضر على هذه الأمة من فتنة إبليس.

وأخرج عن الاوزاعي قال:

__________________

١ - (الأعراف :من الآية ١٢ )

٢ - الاحتجاج : ج ٢ ، ص ١١٠ - ١١٤

١٩٠

عمد أبو حنيفة إلى عرى الإسلام فنقضه عروة عروة.

وعن عبد الرحمن ابن مهدى قال:

ما علم في الإسلام فتنة بعد فتنة الدجال أعظم من رأى أبي حنيفة.

وأخرج عن أبي صالح الفراء قال: سمعت يوسف بن أسباط يقول:

رد أبو حنيفة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعمائة حديث أو أكثر وانه سئل عن مسألة فأجاب فيها ثم قيل له: يروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيها كذا وكذا قال:

دعنا من هذا وفي رواية قال: حك هذا بذنب خنزيرة.

قال: ابن خلكان ص١٦٥، ج٢ من الوفيات ولم يكن يعاب بشيء سوى قلة العربية فمن ذلك ما روى: ان أبا عمرو بن العلاء المقرى النحوي سأله عن القتل بالمثقل هل يوجب القود أم لا؟ فقال: لا، فقال: له أبو عمرو ولو قتله بحجر المنجنيق فقال: ولو قتله (بأبي قبيس).

يقول الشيخ عباس القمي: (أقول): روى ابن شهر آشوب في المناقب وعامة

١٩١

رواياته عن العامة انه جاء أبو حنيفة إلى الصادقعليه‌السلام ليسمع منه وخرج أبو عبد اللهعليه‌السلام يتوكأ على عصا فقال أبو حنيفة: يا ابن رسول الله ما بلغت من السن ما تحتاج معه إلى العصا، قال: هو كذلك ولكنها عصا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أردت التبرك بها، فوثب أبو حنيفة إليها وقال له: أقبلها يا بن رسول الله فحسر أبو عبد اللهعليه‌السلام عن ذراعه وقال: والله لقد علمت ان هذا بشرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وان هذا من شعره فما قبلته وتقبل العصا.

توفي سنة مائة وخمسين وقبره ببغداد في مقبرة خيزران(١) .

__________________

١ - الاحتجاج : ج ٢ ، ص ١١١ - ١١٤ ، الهامش.

١٩٢

أبو حيان الأندلسي

كشدّاد، أثير الدين محمد بن يوسف بن علي الحياني الأندلسي النحوي، كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب، وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة العرب. حكي انه سمع الحديث بالأندلس وأفريقية والإسكندرية ومصر والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخاً.

له شرح التسهيل ومختصر المنهاج للنووي والارتشاف وغير ذلك.

وكان شيخ النحاة بالديار المصرية وأخذ عنه أكابر أهل عصره. فعن الصفدي انه قال: لم أره قط إلا يسمع أو يشتغل أو يكتب أو ينظر في كتاب، وكان ثبتاً صدوقاً حجة سالم العقيدة من البدع الفلسفية والاعتزال والتجسيم ومال إلى مذهب أهل الظاهر والى محبة أمير المؤمنين علي بن ابى طالبعليه‌السلام كثير الخشوع والبكاء عند قرائة القرآن.

توفي بالقاهرة سنة ٧٤٥. ومن شعره:

أرحت روحي من الإيناس بالناس

لما غنيت عن الأكياس بالياس

١٩٣

وصرت في البيت وحدي لا أرى أحداً

بنات فكري وكتبي كان جلاسي(١)

وقال أيضاً:

وزهدني في جمعي المال انه

إذا ما انتهى عند الفتى فارق العمرا

فلا روحه يوماً أراح من العنا

ولم يكتسب حمداً ولم يدخر أجرا(٢)

ومن شعره أيضاً:

عداي لهم فضل علي ومنة

فلا أذهب الرحمن عني الأعاديا

هم بحثوا عن زلتي فاجتنبتها

وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا

يروي عنه شيخنا الشهيد بواسطة تلميذه جمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم ابن الخليل البغدادي(٣) .

أبو حيان التوحيدي

علي بن محمد بن عباس الشيرازي

__________________

١ - نهج السعادة للمحمودي: ص٥٠.

٢ - المصدر السابق: ص٢٤٦.

٣ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج١، ص٥٩ - ٦٠.

١٩٤

النيسابوري البغدادي، شيخ الصوفية فيلسوف الأدباء، أديب الفلاسفة، والمتفنن في كثير من العلوم كالنحو والأدب والفقه والشعر والكلام.

حكي انه كان قليل الورع بل قالوا انه كان من زنادقة عصره(١) . عزم الصاحب بن عباد والوزير المهلبي على قتله فاستتر. وتوفي في حدود سنة ٣٨٠ بشيراز وله مصنفات منها: كتاب سماه مثالب الوزيرين ضمنه معايب أبي الفضل بن العميد والصاحب بن عباد.

قال ابن خلكان: تحامل عليهما وعدد نقائصهما وسلبهما ما اشتهر عنهما من الفضائل والافضال وبالغ في التعصب عليهما وما انصفهما وهذا الكتاب من الكتب المحذورة ما ملكه أحد إلا وانعكست أحواله ولقد جربت ذلك وجربه

__________________

١ - نقل عن تاريخ ابن الفرج بن الجوزي قال: زنادقة الإسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وابن حيان التوحيدي وأبو العلاء. قال: وأشرهم على الإسلام أبو حيان لأنه مجمخ. (رجل مجمخ الأخلاق كمعظم، فاسدها).

١٩٥

غيري على ما أخبرني من أثق به(١) .

__________________

١ - القمي ، م س : ج ١ ، ص ٦١

١٩٦

أبو دجانة

بالضم والتخفيف هو سماك بالكسر والتخفيف ابن خرستة بالفتحات ابن لوزان كسكران.

صحابي أنصاري بطل شجاع عد من الذابين عن الإسلام وقد ظهر منه في جهاده وحروبه ما يدل على ذلك.

فمما شوهد منه ما حكي عن بعض التواريخ في وقعة اليمامة سنة ١١ ان مسيلمة الكذاب وبني حنيفة لما دخلوا الحديقة وأغلقوا عليهم بابها وتحصنوا فيها قال أبو دجانة: اجعلوني في جنة ثم ارفعوني بالرماح والقوني عليهم في الحديقة فاحتملوه حتى أشرف على الجدار، فوثب عليهم كالأسد فجعل يقاتلهم ثم احتملوا البراء بن مالك فاقتحمها عليهم وقاتل على الباب وفتحه للمسلمين ودخلوها عليهم فاقتتلوا أشد قتال وكثر القتلى في الفريقين لا سيما في بنى حنيفة، فلم يزالوا كذلك حتى قتل مسيلمة، واشترك في قتله وحشي وأبو دجانة، وقتل في

١٩٧

هذه الواقعة جماعة كثيرة من الصحابة، وقتل أيضاً أبو دجانة وقيل بل عاش بعد ذلك وشهد صفين مع أمير المؤمنين والله أعلم.

وما ظهر منه في أحد من أخذه السيف عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واختياله في مشيه بين الصفين وقول النبي: إن هذه لمشية يبغضها الله تعالى إلا في مثل هذا الموطن. وثباته في نصرة النبي مشهور.

وينسب إليه الحرز المروي عن النبي لدفع الجن والسحر المعروف بحرز أبي دجانة، وهو حرز طويل.

وفي إرشاد المفيد روى المفضل بن عمر عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: يخرج مع القائمعليه‌السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً خمسة عشر من قوم موسىعليه‌السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصاراً

١٩٨

وحكاماً(١) .

أبو دُلَف

وهو قاسم بن عيسى العجلي، كان سيد أهله ورئيس عشيرته من عجل وغيرها من ربيعة، وكان معدوداً من الأمراء وكان شاعراً مجيداً شجاعاً بطلاً. حكي انه طعن فارساً فنفذت الطعنة إلى ان وصل السنان آخراً كان خلفه فقتلهما فقال بكر بن بطاح:

قالوا وينظم فارسين بطعنة

يوم الهياج وما تراه كليلا

لا تعجبوا لو ان طول قناته

ميل إذاً نظم الفوارس ميلا(١)

وكان جواداً وقد مدحه الشعراء

__________________

١ - كشف الغمة للإربلي: ج٣، ص٢٦٥، تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: ج١٣، ص٢٩٠، الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج١، ص٦٥ - ٦٦.

٢ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج١٢، ص٤١٤، تاريخ مدينة دمشق: ج٤٩، ص١٣٥.

١٩٩

بمدائح عظيمة، ويأتى في العكوك ما يتعلق به وكان شيعياً.

روى المسعودي في مروج الذهب قصة تدل على ان ابنه دلف كان ينتقص علياًعليه‌السلام ويضع منه ومن شيعته، وكان عدواً لأبيه وكان سببه انه كان لزنية وحيضة والقصة معروفة، فعلى هذا الاعتبار بما حكى ابن خلكان عن الدلف الناصب ان رأى أباه بعد موته عرياناً واضعاً رأسه بين ركبتيه، ثم انشأ أبياتاً تدل على وحشته وشدة ما يلاقيه.

والعجب من ابن خلكان! كيف اعتمد عليه؟ مع نقله قصة من أبي دلف من إحسانه إلى العلويين وإلقاء السرور في قلوبهم رجاء شفاعة جدهم، والقصة هذه قال:

رأيت في بعض المجاميع ان أبا دلف لما مرض مرض موته حجب الناس عن الدخول لثقل مرضه فاتفق انه أفاق في بعض الأيام فقال لحاجبه: من بالباب من

__________________

١ – هكذا في الكنى و الألقاب

٢٠٠