رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20910
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20910 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

والله لما برى خلقاً فاتقنه

صفاكم وأصطفاكم أيها البشر

فانتم الملأ الأعلى وعندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

واشتهر أبو نؤاس بقوة النكتة وشدة الحافظة.

وروى ابن خلكان عن إسماعيل بن نوبخت قوله: ما رأيت قط أوسع علماً من أبي نؤاس.

ومن نوادر أبي نؤاس الأدبية مقطوعته (وتنسب أيضاً إلى أبي العتاهية):

لِدوا لِلمَوتِ وَاِبنوا لِلخَرابِ

فَكُلُّكُمُ يَصيرُ إِلى ذَهابِ

لِمَن نَبني وَنَحنُ إِلى تُرابٍ

نَصيرُ كَما خُلِقنا مِن تُرابِ

أَلا يا مَوتُ لَم أَرَ مِنكَ بُدّاً

أَبيتَ فَلا تَحيفُ وَلا تُحابي

كَأَنَّكَ قَد هَجَمتَ عَلى حياتي

كَما هَجَمَ المَشيبُ عَلى شَبابي

سَأَسأَلُ عَن أُمورٍ كُنتُ فيها

فَما عُذري هُناكَ وَما جَوابي

فَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في نَعيمٍ

وَإِمّا أَن أُخَلَّدَ في عَذابِ

٣٢١

ومن جميل ما قرأت له في الغزل أبياتاً ينتهي فيها إلى هذا البيت والذي يكشف فيه عن صلته بآل الرسول في المضمون لا في الظاهر فيقول في آخر أبياته:

فالنار في مشغل بمن

حجب الوصي عن الإمامة

ومرة يشاهد أبو نؤاس الإمام الرضاعليه‌السلام من بعيد فلم يشخصه فلما قرب منه أنشأ يقول:

إذا أبصرتك العين من بعد غاية

وعارض فيك الشك أثبتك القلب

ولو ان قوماً أمموك(١) لقادهم

نسيمك حتى يستدل بك الركب

جعلتك حسبي في أموري كلها

وما خاب من أضحى وأنت له حسب

وذكر ابن شهرآشوب ان أبا نؤاس قال أبياتاً في الإمام الباقرعليه‌السلام وأورد ذلك في سيرة الإمام الباقر والأبيات هي:

فهو الذي قدم الله العلي له

ان لا يكون له في فضله ثاني

__________________

١ - أمموك : أي قالوا بإمامتك

٣٢٢

وهو الذي امتحن الله القلوب به

عما تجمجمن من كفر وإيمان

وان قوماً رجوا إبطال حقكم

أمسوا من الله في سخط وعصيان

لن يدفعوا حقكم إلا بدفعهم

ما أنزل الله من آي وقرآن

فقلدوها لأهل البيت انهم

صنو النبي وانتم غير صنوان

بعد كل هذا لا يبقى أي مجال للتشكيك في تشيعه وميله الشديد لآل الرسول، رغم ما كتب عنه الكثير من الكتاب وفيه جدل ونقاش وآخر ما أذكره عنه أبياته التي يروى انها سبب نجاته.

كما يروي صاحب تاريخ بغداد عن محمد بن أبي رافع وهو صديق أبي نؤاس قال:

رأيت أبا نؤاس بعد مماته بأيام وهو في روضة عالية، ومسرور فسألته: لِمَ غفر الله لك وأعطاك هذه المنزلة؟ قال: بأبيات قلتها ولم يعلم بها أحد وهي تحت وسادتي، فاستيقظ محمد وجاء إلى بيت أبي نؤاس وأخبر أهله، فتجدد حزنهم ورفعوا وسادته وإذا بورقة فيها

٣٢٣

تلك الأبيات:

يا رب ان عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأن عفوك أعظم

أدعوك رب كما أمرت تضرعاً

فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم

ان كان لا يرجوك إلا محسن

فمن الذي يرجو ويدعو المجرم

مالي إليك وسيلة إلا الرجا

وجميل ظني ثم اني مسلم

مستمسكا بمحمد وبآله

ان الموفق من بهم يستعصم

ثم الشفاعة من نبيك أحمد

ثم الحماية من علي أعلم

ثم الحسين وبعده أولاده

ساداتنا حتى الإمام المكتم

سادات حر ملجأ مستعصم

بهم ألوذ فذاك حصن محكم

وكانت وفاته عام ٢٠٢ بعد ان عاش ٥٧ سنة ودفن قريباً من نهر دجلة(١) .

__________________

١ – مع الصادقين ، السيد الكشميري : ج ٢ ، ص ٢٢

٣٢٤

أبو هريرة

صحابي معروف أسلم بعد الهجرة بسبع سنين. قال الفيروز آبادي في القاموس: وعبد الرحمن بن صخر رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي كمه هرة فقال يا أبا هريرة فاشتهر به، واختلف في اسمه على نيف وثلاثين قولاً.

وذكر ابن أبي الحديد في الجزء الرابع من شرحه على النهج عن شيخه أبي جعفر الاسكافي: ان معاوية وضع قوماً من الصحابة وقوماً من التابعين على رواية أخبار قبيحة في عليعليه‌السلام تقتضي الطعن فيه والبراءة منه وجعل لهم على ذلك جعلاً يرغب في مثله فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة(١) ، إلى ان قال: وروى الأعمش قال: لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام

__________________

١ – أبوطالب حامي الرسول ، نجم الدين العسكري : ص ١٦٣

٣٢٥

الجماعة جاء إلى مسجد الكوفة فلما رأى كثرة من استقبله من الناس جثا على ركبتيه ثم ضرب صلعته مراراً وقال:

يا أهل العراق أتزعمون اني أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسي بالنار، والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: لكل نبي حرماً وان حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. واشهد بالله ان علياً أحدث فيها. فلما بلغ معاوية قوله أجازه وأكرمه وولاه إمارة المدينة(١) .

وقال: قال أبو جعفر وأبو هريرة مدخول عند شيوخنا غير مرضي الرواية ضربه عمر بالدرة، وقال قد أكثرت من الرواية وأحربك ان تكون كاذباً على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الخ.

وكانت عائشة تتهم أبا هريرة بوضع الحديث وترد ما رواه. ولما بلغ عمر أن أبا هريرة يروي بعض ما لا يعرف،

__________________

١ - القمي ، م س : ج ١ ص ١٧٩

٣٢٦

قال لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بجبال دوس. فروي عن أبي هريرة قال ما كنا نستطيع ان نقول قال رسول الله حتى قبض(١)

وعن شعبة قال كان أبو هريرة يدلس. وعن ربيع الأبرار للزمخشري قال وكان يعجبه أي أبا هريرة المضيرة جداً فيأكلها مع معاوية وإذا حضرت الصلاة صلى خلف علي فإذا قيل له قال مضيرة معاوية أدسم وأطيب، والصلاة خلف علي أفضل، فكان يقال له شيخ المضيرة، وقال أيضاً كان أبو هريرة يقول اللهم ارزقني ضرساً طحوناً ومعدة هضوماً ودبراً نثوراً(٢) .

وروي انه سأله أصبغ بن نباتة في

__________________

١ - أضواء على السنة المحمدية للشيخ محمود أبو ريه: ص٢٠١.

٢ - مستدرك سفينة البحار لعلي النمازي: ج١٠، ص٥٣٠، أضواء على السنة المحمدية لمحمود أبو ريه: ص١٩٨، وأبو هريرة للسيد شرف الدين: ص٢٠٧، شيخ المضيرة أبو هريرة لمحمود أبو ريه: ص٥٦.

٣٢٧

محضر معاوية فقال: يا صاحب رسول الله اني أحلفك بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة وبحق حبيبه محمد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا أخبرتني أشهدت غدير خم؟ قال بلى شهدته، قلت فما سمعته يقول في عليعليه‌السلام ؟ قال سمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، قلت له فأنت إذاً واليت عدوه وعاديت وليه، فتنفس أبو هريرة الصعداء وقال إنا لله وإنا إليه راجعون، إلى غير ذلك. وخبر ضرب عمر بين ثدييه ضربة خر لأسته، حيث جاء بنعلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبشر بالجنة من لقيه يشهد ان لا إله إلا الله مشهور(١) .

أبو هريرة العجلى

هو الذي عد في شعراء أهل البيتعليه‌السلام ورثى مولانا الصادقعليه‌السلام لما أخرج إلى البقيع ليدفن بقوله:

__________________

١ - الإيضاح للفضل بن شاذان الأزدي : ص ٥٣٨.

٣٢٨

أقول وقد راحوا به يحملونه

على كاهل من حامليه وعاتق

أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى

ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق

غداة حثى الحاثون فوق ضريحه

تراباً وأولى كان فوق المفارق

روي عن أبي نصير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : من ينشدنا شعر أبي هريرة؟ قلت جعلت فداك انه كان يشرب، فقال:رحمه‌الله وما ذنب إلا ويغفره الله تعالى لولا بغض عليعليه‌السلام (١) .

أبي بن كعب

قال الطبرسي في احتجاجه:

أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. عده الشيخرحمه‌الله في رجاله بهذا العنوان من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال

__________________

١ - مقتضب الأثر لأحمد بن عياش الجوهري، هامش رقم ١: ص٥٢، بحار الأنوار: ج٤٧، ص٣٣٣، معالم العلماء لابن شهرآشوب: ص١٨٣، طرائف المقال للبروجردي: ج٢، ص٥٣.

٣٢٩

يكنى أبا المنذر شهد العقبة مع السبعين وكان يكتب الوحي آخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل. شهد بدراً والعقبة وبايع لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

ومثله بحذف اسم آبائه إلى كنيته ما في الخلاصة في قسم المعتمدين وكذا في رجال ابن داود، وعن المجالس ما يظهر منه جلالته واخلاصه لأهل البيت...

وقال العلامة الطباطبائي: انه من الاثنى عشر الذين أنكروا على أبي بكر تقدمه وجلوسه في مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له:

يا أبا بكر لا تجحد حقاً جعله الله لغيرك، ولا تكن أول من عصى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وصيته، وأول من صدف عن أمره، ورد الحق إلى أهله تسلم، ولا تتمادى في غيك تستندم، وبادر بالإنابة يخف وزنك، ولا تخصص بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك نفسك فتلقى وبال عملك، فعن قليل تفارق ما أنت فيه، وتصير إلى ربك فيسألك عما جئت وما ربك بظلام للعبيد.

وعن تقريب بن حجر متصلاً بنسبه

٣٣٠

المذكور ما لفظه:

الأنصاري الخزرجي، أبو المنذر سيد القراء، يكنى أبا الطفيل، أيضاً من فضلاء الصحابة، مات في زمن عمر فقال عمر: مات اليوم سيد المسلمين، شهد العقبة مع السبعين(١) .

كتب الأديب جعفر الخليلي في موسوعته:

أبي بن كعب بن قيس بن عبيد الأنصاري من بني النجار كنيته أبو المنذر وأبو طفيل سيد الفقراء بالإجماع، وأول من كتب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قد حضر العقبة الثانية وشهد بدراً والمشاهد كلّها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الحديث قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (( ليهنك العلم))، وقال: ((إن الله أمرني ان أقرأ عليك القرآن))، وهو أحد أهل السنة من أصحاب الفتيا.

كان الخليفة عمر يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات.

قيل مات في خلافة عمر، وقيل في خلافة

__________________

١ - الاحتجاج للطبرسي : ج ١ ، ص ١٥٣ ، الهامش ، ورجال المامقاني : ج ١ ، ص ٤٤

٣٣١

عثمان، وهو من الذين امتنعوا عن بيعة أبي بكر ووقفوا بجانب الإمام، وهو من ثقات المحدّثين عند الشيعة الإمامية(١) .

__________________

١ - تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص٤٢٨، والاحتجاج للطبرسي: ج١، ص١٥٣ هامش رقم ١، تحقيق السيد محمد باقر الخرسان، والفوائد الرجالية للسيد محمد مهدي بحر العلوم: ج١، ص٤٦٦ من تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم، موسوعة العتبات المقدسة، جعفر الخليلي

٣٣٢

٣٣٣

حرف الباء

٣٣٤

البحتري

أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي الشاعر المعروف، كان من فحول شعراء القرن الثالث، معاصراً لأبي تمام، ومن الأدباء من يفضله على أبي تمام، وسئل المبرد عنهما أيهما أشعر؟ قال: لأبي تمام استخراجات لطيفة ومعان طريفة وجيدة أجود من شعر البحتري ومن شعر من تقدمه من المحدثين وشعر البحتري أحسن استواء من أبي تمام، لان البحتري يقول القصيدة كلها فتكون سليمة من طعن طاعن أو عيب عائب، وأبو تمام يقول البيت النادر ويتبعه البيت السخيف وما أشبهه إلا بغائص البحر يخرج الدرة والمخشلبة (أي المرذول) في نظام واحد إلى ان قال:

وبالبحتري يختم الشعر.

وقال ابن خلكان: قيل للبحتري أيما اشعر أنت أم أبو تمام؟ فقال جيده خير من جيدي ورديئي خير من رديئه، وكان يقال لشعر البحتري سلاسل الذهب وهو في الطبقة العليا.

٣٣٥

ويقال: انه قيل لأبي العلاء المعري أي الثلاثة أشعر أبو تمام أم البحتري أم المتنبي؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري.

ولد سنة ٢٠٦ بمنبج من أعمال الشام، وتخرج بها، ثم خرج إلى العراق ومدح جماعة من الخلفاء أولهم المتوكل وخلقاً كثيراً من الأكابر والرؤساء، وأقام ببغداد دهراً طويلاً، ثم عاد إلى الشام.

روى المسعودي عن المبرد قال: وردت (سر من رأى) فأدخلت على المتوكل وقد عمل فيه الشراب وبين يدي المتوكل البحتري الشاعر فابتدأ ينشده قصيدة يمدح بها المتوكل أولها:

عن أي ثغر تبتسم

وبأي طرف تحتكم

حسن يضيء بحسنه

والحسن أشبه بالكرم

قل للخليفة جعفر

المتوكل بن المعتصم

المرتضى بن المجتبى

والمنعم بن المنتقم

٣٣٦

إلى قوله:

نلنا الهدى بعد العمى

بك والغنى بعد العدم

فلما انتهى مشى القهقرى للانصراف فوثب أبو العنبس فقال: يا أمير المؤمنين تأمر برده فقد والله عارضته في قصيدته هذه فأمر برده فأخذ أبو العنبس ينشد:

من أي سلح تلتقم

وبأي كف تلتطم

أدخلت رأس البحتري

أبي عبادة في الرحم

ووصل ذلك بما أشبهه من الشتم فضحك المتوكل حتى استلقى على قفاه وفحص برجله اليسرى وقال: يدفع إلى أبي العنبس عشرة آلاف درهم، فقال الفتح: يا سيدي البحتري الذي هجى وأسمع المكروه ينصرف خائباً، قال: ويدفع إلى البحتري عشرة آلاف درهم(١) .

__________________

١ - بحار الأنوار للمجلسي : ج ٥٠ ، ص ٢١٢ ، القمي ، م س : ج ٢ ، ص ٦٥ - ٦٧

٣٣٧

توفى بالسكتة بمنبج سنة ٢٨٤ ذكره القاضي نور الله في المجالس في شعراء الشيعة. وقال: أورده الشيخ عبد الجليل الرازي في شعراء الشيعة وابنه أبو الغوث يحيى بن أبي عبادة كان مقيماً بالشام وقدم بغداد قبل الثلاثمائة وسمع منه وجوه أهلها أشعار أبيه، ونفي بعد ذلك.

وإلى بحتر ينتسب أيضاً أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطائي الكوفي الذي كان راوية إخبارياً، نقل من كلام العرب وعلومها وأشعارها الكثير وله مصنفات كثيرة منها كتاب أخبار الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ووفاته واختص بمجالسة المنصور والمهدي والهادي والرشيد وروى عنهم(١) .

توفى سنة ٢٠٦.

__________________

١ - نفس المصدر : ج ٢ ، ص ٦٧

٣٣٨

بحر العلوم

قال القمي(١) :

السيد محمد مهدي بن العالم السيد مرتضى بن العالم الجليل السيد محمد البروجردي الطباطبائي، كان (ره) سيد علماء الأعلام. ومولى فضلاء الإسلام علامة دهره وزمانه ووحيد عصره وأوانه.

قال شيخنا في المستدرك: قد أذعن له جميع علماء عصره ومن تأخر عنه بعلو المقام والرئاسة النقلية والعقلية وسائر الكمالات النفسانية، حتى ان الشيخ الفقيه الأكبر الشيخ جعفر النجفي مع ما هو عليه من الفقاهة والرئاسة، كان يمسح تراب خفه بحنك عمامته، وهو من الذين تواترت عنه المكرمات ولقاءه الحجة صلوات الله عليه، ولم يسبقه في هذه الفضيلة أحد فيما أعلم إلا السيد رضي الدين علي بن طاوس.

ولد في الحائر الشريف سنة ١١٥٥.

__________________

١ - نفس المصدر : ج ٢ ، ص ٦٧

٣٣٩

حكي عن والده المرتضى انه رأى ليلة ولادة ابنه بحر العلوم ان مولانا الرضاعليه‌السلام أرسل شمعة مع محمد بن إسماعيل بن بزيع وأشعلها على سطح دارهم فعلى سناها ولم يدرك مداها يتحير عند رؤيته النظر، ويقول لسان حاله ما هذا بشر.

تلمذ على جماعة من أساطين الدين من الفقهاء والمحققين منهم الأستاذ الأكبر البهبهاني، والعالم الجليل السيد حسين القزويني والسيد حسن الخونساري والسيد الأجل المير عبد الباقي إمام الجمعة باصبهان، والآغا محمد باقر الهزار جريبي والمحقق الشيخ يوسف البحراني رضوان الله عليهم أجمعين.

وتلمذ عليه جماعة من الفحول، منهم الفاضل النراقى صاحب المستند وحجة الإسلام الشفتي، والشيخ محمد علي الأعسم، وكان معظم قراءته عليه السيد السند الفقيه الفاضل المتتبع الماهر السيد جواد بن السيد محمد العاملي الغروي صاحب الشرح الكبير على قواعد العلامة الموسوم بمفتاح الكرامة قال

٣٤٠