رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20737
تحميل: 1897


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20737 / تحميل: 1897
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

في (ضا)(١) لم تر عين الزمان أبداً بمثله كتاباً مستوفياً لأقوال الفقهاء ومواقع الاجماعات وموارد الاشتهارات وأمثال ذلك(٢) .

وله أيضاً تعليقات كثيرة على القوانين، وقد أذعن لكثرة اطلاعه وطول ذراعه وسعة باعه في الفقهيات أكثر معاصرينا أدركوا فيض صحبته بحيث نقل ان المحقق الميرزا أبا القاسم صاحب القوانين كان إذا أراد تشخيص المخالف في مسألة يراجع إليه فيظفر به.

وله تلامذة فضلاء معروفون منهم الشيخ مهدي بن المولى كتاب والشيخ محسن بن أعسم، والشيخ محمد حسن الفقيه الأعظم، توفى سنة ١٢٢٦.

ويأتي في الشهرستاني ذكر كرامة من بحر العلوم في أخباره بمن يصلي على جنازته وليعلم ان العلامة بحر العلوم

__________________

١ - روضات الجنات، السيد محمد باقر الخونساري.

٢ - مفتاح الكرامة، السيد محمد جواد العاملي: ج١، ص١١.

٣٤١

يتصل بالمجلسيين من بعض جداته فإن والده العالم الجليل السيد مرتضى كانت أمه بنت الأمير أبي طالب بن أبي المعالي الكبير وأمها بنت المولى محمد نصير بن المولى عبد الله بن المولى محمد تقي المجلسي وأم الأمير أبى طالب بنت المولى محمد صالح المازندراني من آمنة بنت المولى محمد تقي المجلسي.

فنسب العلامة بحر العلوم يتصل إلى المجلسي الأول من طريقين فصار المجلسي الأول له جداً والمجلسي الثاني خالاً. كالأستاذ الأكبر المحقق البهبهانى فان أمه بنت الآغا نور الدين بن المولى محمد صالح المازندراني وأمه آمنة بنت المولى محمد تقي المجلسي، وكانت عالمة فاضلة صالحة متقية.

توفى السيد مرتضى والد بحر العلوم في سنة ١٢٠٤.

البخاري

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن

٣٤٢

إبراهيم البخاري(١) صاحب كتاب التاريخ وكتاب الصحيح المشهور أوثق المحدثين وأقدمهم رتبة عند علماء الجمهور ذكر ابن خلكان في تاريخه انه رحل في طلب الحديث إلى أكثر محدثي الأمصار وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق والحجاز والشام ومصر وقدم بغداد واجتمع إليه أهلها واعترفوا بفضله وشهدوا بتفرده في علم الرواية والدراية إلى ان ذكر انه كان ابن صاعد(٢) إذا ذكره يقول الكبش النطاح.

ونقل عنه محمد بن يوسف الفريري انه قال: ما وضعت في كتابي الصحيح حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

وقال: صنف كتابي الصحيح لست عشرة سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله عز وجل.

__________________

١ - ابن مغيرة بن بردزبه، قال ياقوت: وبردزبه مجوسي أسلم على يد يمان البخاري.

٢ - ومثل ذلك ذكر الخطيب في تاريخ بغداد، وكان ابن خلكان أخذ منه.

٣٤٣

أقول قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري على ما يحكى عنه ينبغي لكل مصنف ان يعلم ان تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته عنده وصحة ظبطه وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من إطباق جمهور الأئمةعليهم‌السلام على تسمية الكتابين بالصحيحين وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح فهو بمثابة إطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما(١) .

وقال المولى علي في محكي المرقاة وقد كان أبو الحسن المقدسي يقول فيمن خرج أحدهما في الصحيح هذا حاز القنطرة يعني لا يلتفت إلى ما قيل فيه لأنهما مقدمان على أئمة عصرهما ومن بعدهما في معرفة الصحيح والعلل.

وقال أيضاً: ولا يقدح فيهما - أي في الصحيحين - إخراجهما لمن طعن فيه لأن تخريج صاحب الصحيح لأي راو كان مقتض لعدالته وصحة ظبطه، وعدم غفلته.

__________________

١ - مقدمة فتح الباري لابن حجر : ص ٣٨١

٣٤٤

يقول القمي: (أقول): اني قد ذكرت الشيخ البخاري وما قيل في حق صحيحه في كتابي المسمى بفيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير.

ولد سنة ١٩٤، وتوفى ليلة الفطر سنة ٢٥٦ بخرتنك قرية من قرى سمرقند، وذكر الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة الأمير أبي الهيثم خالد بن أحمد بن خالد الذهلي المتوفى سنة ٢٧٠، ولي إمارة بخارى وسكنها وله بها آثار مشهودة وأمور محمودة.

والبخاري نسبة إلى بخارى من أعظم مدن ما وراء النهر بينها وبين سمرقند مسافة ثمانية أيام.

قال الحموي في معجم البلدان: فقد ذم هذه المدينة الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:

بخارا من خرا لا شك فيه

يعز بربعها الشيء النظيف

فان قلت الأمير بها مقيم

فذا من فخر مفتخر ضعيف

٣٤٥

إذا كان الأمير خرا فقل لي

أليس الخرء موضعه الكنيف(١)

وقال محمد بن داود البخاري:

باء بخارى فاعلمن زائدة

والألف الوسطى بلا فائدة

فهي خرا محض وسكانها

كالطير في أقفاصها راكدة

وقال أبو احمد الكاتب:

فقحة(٢) الدنيا بخارى

ولنا فيها افتحام

ليتها تفسو بنا الآ

ن فقد طال المقام(٣)

__________________

١ - معجم البلدان للحموي: ج١، ص٣٥٤، وزاد في قوله: قال آخر:

أقمنا في بخارى كارهينا

ونخرج إن خرجنا طائعينا

فأخرجنا إله الناس منها

فإن عدنا فإنا ظالمونــــــا

٢ - الفقحة: حلقة الدبر أو واسعها.

٣ - الحموي في معجم البلدان: ج١، ص٣٥٤، الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٧١ - ٧٣.

٣٤٦

البراء بن عازب

البراء بن عازب بن حارث بن عدي بن جشم الأوسي الأنصاري من كبار الصحابة ورواة الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج إلى بدر مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فردّه لصغر سنه واشترك في وقعة أحد وبقية المشاهد، كما حارب وجاهد بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الفتوحات الإسلامية في فارس، وكان من خواص الإمام عليعليه‌السلام وامتنع عن بيعة أبي بكر، وحضر مع عليعليه‌السلام حروبه في البصرة، وصفين، وقاتل معه الخوارج في النهروان، ونزل بالكوفة، وتوفي في أيام مصعب بن الزبير(١) .

وجاء في تاريخ بغداد:

البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر يكنى أبا عمارة وقيل أبا عمرو وقيل أبا

__________________

١ - موسوعة العتبات المقدسة - باب رجالات الشيعه ، جعفر الخليلي

٣٤٧

الطفيل.

غزا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمس عشرة غزوة، ونزل الكوفة بعده وكان رسول علي ابن أبي طالب إلى الخوارج (بالنهروان) يدعوهم إلى الطاعة وترك المشاقة.

عن القاسم بن زكريا بن دينار قال: بعث علي البراء بن عازب إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيام فلما أبوا سار إليهم.

قال الشيخ أبو بكر: وللبراء عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم روايات كثيرة حدث عنه عبد الله ابن يزيد الخطمي وأبو جحيفة السوائي وعامر الشعبي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو إسحاق السبيعي وعدي بن ثابت وسعد بن عبيدة والمسيب بن رافع وغيرهم.

عن خليفة بن خياط قال: البراء بن عازب يكنى أبا عمارة ومات في ولاية مصعب بن الزبير بن العوام(١) .

__________________

١ – تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : ج ١ ، ص ١٨٨ -١٨٩

٣٤٨

البرقي

أبو عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي ينسب إلى (برق رود) قرية من سواد قم على واد هناك.

كان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب له كتب، وعدَّه ابن النديم من أصحاب الرضاعليه‌السلام وابنه الشيخ الأجل الأقدم أبو جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي قالوا في حقه انه كان ثقة في نفسه يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل، وصنف كتاب المحاسن وغيرها وقد زيد المحاسن ونقص(١)

أصله كوفي، وكان جده محمد بن علي، حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد ثم قتله، وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى (برق رود) قرية من قرى قم فأقاموا بها.

وعن ابن الغضائري قال: طعن عليه القميون، وكان أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

١ - هكذا جاء في الكنى و الألقاب

٣٤٩

أبعده عن قم، ثم أعاده إليها، واعتذر إليه، ولما توفى مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافياً حاسراً ليبرئ نفسه مما قذفه به(١) .

ويقال: ان أحمد بن فارس وأبا الفضل العباس بن محمد النحوي الملقب عرام شيخي الصاحب بن عباد كانا من تلاميذ البرقي، وعنه أخذا.

توفى سنة ٢٧٤ أو سنة ٢٨٠ بقم، وليس لقبره الشريف أثر في زماننا ككثير من قبور العلماء والمحدثين.

قال العلامة المجلسي رحمة الله: ومقابر قم مملوءة من الأفاضل والمحدثين وإكرامهم إكرام الأئمة الطاهرينعليهم‌السلام (٢)

__________________

١ - انظر الحدائق الناظرة للشيخ يوسف البحراني: ج١، ص١٢، والمحاسن للبرقي، تحقيق السيد جلال الدين الحسيني: ج١، ص٩، عن ابن الغضائري وخاتمة المستدرك للنووي: ج٤، ص٣٩.

٢ - القمي، م. س: ج٢، ص٧٨ - ٧٩.

٣٥٠

بشر الحافي

أبو نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن المروزي الأصل، بغدادي المسكن العارف الزاهد المشتهر أحد أركان رجال الطريقة، قيل انه كان من أولاد الرؤساء والكتاب، وكان من أهل المعازف والملاهي فتاب. ونقل في سبب توبته انه أصاب في الطريق قطعة فيها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم وقد وطأته الأقدام فأخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية فطيب بها الورقة وجعلها في شق حائط فرأى في النوم كأن قائلاً يقول: يا بشر طيبت أسمي فلأطيبن أسمك في الدنيا والآخرة فلما أصبح تاب.

نقل العلامة الحلي في منهاج الكرامة في سبب توبة بشر: انه اجتاز مولانا الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام على داره ببغداد فسمع الملاهي وأصوات الغناء والقصب تخرج من تلك الدار فخرجت جارية وبيدها قمامة فرمت بها في الدرب فقالعليه‌السلام لها:

يا جارية صاحب هذه الدار حر أم عبد؟ فقالت: بل حر فقال: صدقت لو كان

٣٥١

عبداً خاف من مولاه فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر ما أبطأك؟ فقالت: حدثني رجل بكذا وكذا فخرج حافياً حتى لقي مولانا الكاظمعليه‌السلام فتاب على يده واعتذر وبكى لديه استحياءاً من عمله(١) .

قال الخطيب: انه كان ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل وأنواع الفضل، قال: وكان كثير الحديث إلا انه لم ينصب نفسه للرواية وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك(٢) .

وحكي عن إبراهيم الحربي قال: ما أخرجت بغداد أتم عقلاً ولا أحفظ للسانه من بشر بن الحرث في كل شعرة منه عقلاً، وذكر له حكايات من زهده وقناعته...

وله كلمات حكيمة منها: عقوبة العالم في الدنيا ان يعمى بصر قلبه.

__________________

١ - ومثله ذكره عبد الله بن قدامة في كتابه التوابين: ص٢١١.

٢ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج٧، ص٣٥١٧.

٣٥٢

وقال: من طلب الدنيا فليتهيأ للذل.

وقال: اجعل الآخرة رأس مالك فما أتاك من الدنيا فهو ربح.

وقال: حسبك ان قوماً موتى يحيى القلوب بذكرهم، وان قوماً أحياء يقسو القلوب برؤيتهم.

وقال لأصحاب الحديث: أدُّوا زكاة هذا الحديث قالوا وما زكاته؟ قال: اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة أحاديث.

وقيل له: بأي شيء تأكل الخبز؟ قال: اذكر العافية فأجعلها إداماً.

ويحكى عنه انه كان يقول:

أقسم بالله لمص النوى

وشرب ماء القلب(١) المالحة

أعز للإنسان من حرصه

ومن سؤال الأوجه الكالحة

فاستغن بالله تكن ذا الغنى

مغتبطاً بالصفقـــة الرابحــــة

اليأس عز والتقى سؤدد

ورغبة النفس لها فاضحة

__________________

١ - هكذا جاء في المصدر

٣٥٣

من كانت الدنيا له برة

فانهــا يومــاً لــه ذابحــــــــــة(١)

وسئل عن القناعة فقال لو لم يكن في القناعة شيء إلا التمنع بعز الغناء لكان ذلك يجزي ثم انشأ يقول:

أفادتني القناعة أي عز

ولا عز أعز من القناعة

فخذ منها لنفسك رأس مال

وصير بعدها التقوى بضاعة

تحز حالين تغنى عن بخيل

وتسعد في الجنان بصبر ساعة

روى الخطيب(٢) عن محمد بن نعيم قال: دخلت على بشر في علته فقلت: عظني فقال:

__________________

١ - ذكرها ابن أبي الحديد في شرح النهج بشكل مختصر: ج١٨، ص٢١٣ ومثلها على زيادة بعض الأبيات مع ما فيها من تقديم وتأخير في: ج١٩، ص٣٦٢ من نفس المصدر، نهج السعادة للشيخ المرحوم محمد باقر المحمودي: ج٨ ، ٣٠٠.

٢ - والصحيح عن ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج١٠، ص٢٠٦، ولم نجدها في تاريخ بغداد ان كان الشيخ القمي قاصداً بالخطيب؛ الخطيب البغدادي.

٣٥٤

ان في هذه الدار نملة تجمع الحب في الصيف لتأكله في الشتاء فلما كان يوم أخذت حبة في فمها فجاء عصفور فأخذها والحبة فلا ما جمعت أكلت ولا ما أملت نالت: قلت: زدني قال: ما تقول فيمن القبر مسكنه والصراط جوازه، والقيامة موقفه والله مسائله فلا يعلم إلى الجنة فيهنأ أو إلى النار فيعزى فوا طول حزناه وأعظم مصيبتاه، زاد البكاء فلا عزاء، واشتد الخوف فلا أمن.

توفى سنة ٢٢٧ وهو ابن ٧٥ سنة وقبره ببغداد(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص١٦٧ - ١٧٠، واللطيف ما ينقله الخطيب البغدادي من طريفة ينقلها بشر الحافي نفسه: يقول: أتيت باب المعافى بن عمران فدققت الباب، فقيل لي: من؟ فقلت: بشر الحافي، فقالت لي بنته ــ وهي من داخل الدار ــ لو اشترتي نعلاً بدانقين ذهب عنك اسم الحافي. انظر تاريخ بغداد: ج٧، ص٧٣.

٣٥٥

البغوي

أبو القاسم عبد الله محمد بن عبد العزيز صاحب المعجم، ولد ببغداد سنة ٢١٣ ونشأ بها، وكان محدّث العراق في عصره، عمَّر عمراً طويلاً حتى رحل إليه الناس وكتب عنه الأجداد والأحفاد والآباء والأولاد، وكان بورق أولاً ثم رجع وصنف المعجم الكبير للصحابة، سمع أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وخلقاً يطول ذكرهم من شيوخ البخاري ومسلم.

توفى سنة ٣١٧، وقد يطلق على أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد الشافعي المعروف بالفراء البغوي، والملقب بمحيى السنة، كان محدّثاً مفسراً فاضلاً، روى الحديث ودرَّس، وكان لا يلقي الدرس إلا على الطهارة وصنف التهذيب في الفقه والجمع بين الصحيحين، وكتاب شرح السنة، ومعالم التنزيل والمصابيح وغيره.

توفى بـ (مرو رود) سنة ٥١٠، وقيل سنة ٥١٦، والبغوي بفتحتين نسبة إلى بغشور بفتح أوله وسكون ثانيه وضم ثالثه معرب باغ كور بلد بين هراة

٣٥٦

وسرخس وهذه النسبة شاذة على غير قياس(١) .

البلاذري

أبو جعفر أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي شاعر كاتب مترجم له كتاب فتوح البلدان وأنساب الأشراف، وكتاب اردشير، كان منشأه ببغداد وكان مقرباً عند خلفاء عصره المتوكل والمستعين والمعتز، وكان أحد النقلة من الفارسي إلى العربي(٢) ، توفى سنة ٢٧٩.

__________________

١ - نفس المصدر: ج٢، ص٨٨

٢ - قال في معجم الأدباء: ج١، ص٨٩ تحت الرقم ٢٦: أحمد بن جابر بن داود البلاذري أبو الحسن - وقيل: أبو بكر - من أهل بغداد، ذكره الصولي في ندماء المتوكل على الله، مات في أيام المعتمد على الله في أواخرها وما أبعد ان يكون أدرك أول أيام المعتضد، وكان جده جابر يخدم الخصيب صاحب مصر، وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال: قال محمد بن إسحاق النديم: كان جده جابر يكتب للخصيب صاحب مصر، وكان شاعراً راوية ووسوس في آخر أيامه فشد =

٣٥٧

__________________

= بالبيمارستان (المستشفى) ومات فيه، وكان سبب وسوسته انه شرب على غير معرفة تمر البلاذر فلحقه ما لحقه.

وفي أمالي علي بن هارون المنجم عن عمه، قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن يحيى البلاذري قال: لما أمر المتوكل إبراهيم بن العباس الصولي أن يكتب فيما كان أمر به من تأخير ((الخراج)) حتى يقع في الخامس من حزيران (وهو الشهر السادس من السنة الشمسية) ويقع استفتاح الخراج فيه، كتب في ذلك كتابه المعروف، وأحسن فيه غاية الإحسان، فدخل عبيد الله بن حيى على المتوكل فعرفه حضور إبراهيم بن العباس وإحضاره الكتاب معه، فأمر بالأذن له فدخل وأمره بقراءة الكتاب فقرأه واستحسنه عبيد الله وكل من حضر، قال البلاذري: فقلت: فيه خطأ، فقال المتوكل: في هذا الذي قرأه عليّ إبراهيم بن العباس؟ قلت: نعم، قال: يا عبيد الله وقفت على ذلك؟ قال: لا، فأقبل إبراهيم بن العباس على الكتاب يتدبره فلم ير فيه شيئاً، فقال: يا أمير المؤمنين الخطأ لا يعرى منه الناس وتدبرتُ الكتاب خوفاً من أن أكون قد أغفلت شيئاً وقف عليه أحمد بن يحيى فلم أر ما أنكره، فليعرفنا موضع =

٣٥٨

__________________

الخطأ، فقال المتوكل: قل لنا ما هو هذا الخطأ الذي وقفت عليه؟ فقلت: هو شيء لا يعرفه إلا علي بن يحيى المنجم ومحمد بن موسى وذلك أنه أرخ الشهر الرومي بالليالي، وأيام الروم قبل لياليها، فهي لا تؤرخ بالليالي وإنما يؤرخ الليالي الأشهر العربية، لأن لياليها قبل أيامها بسبب الأهلة، فقال إبراهيم: هذا ما لا علم لي به، ولا أدعي فيه ما يدعي، فغيَّر تاريخه.

وقال البلاذري: قال لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى ذكره ويزول عنك إثمه، فقلت:

استعدَّي يا نفس للموت واسعي

لنجاة فالحازم المستعد

قد تثبت انه ليس للحي

خلود ولا من الموت بُدُّ

إنما أنت مستعيرة ما سوف

تردين والعوادي تردُّ

أنت تسهين والحوادث لا تسهو

ودار حقوقها لك ورد

أي ملك في الأرض أم أي حظ

لامرءٍ حظه من الأرض لحد

كيف يهوى امرؤ لذاذة أيام

عليه الأنفاس فيها تعدُّ

=

٣٥٩

البلاغي

يطلق على جمع من العلماء الفضلاء الساكنين في النجف الأشرف، ويقال لهم البلاغيون: أولهم الشيخ الفقيه المتبحر الصفي محمد علي بن محمد البلاغي النجفي قال سبطه الفاضل الشيخ حسن بن العباس بن محمد علي في كتاب تنقيح المقال على ما حكى عنه: محمد علي بن محمد البلاغي جديرحمه‌الله من وجوه علمائنا المجتهدين المتأخرين وفضلائنا المتبحرين ثقة، عين صحيح الحديث واضح الطريق نقي الكلام جيد التصانيف، له تلاميذ فضلاء أجلاء علماء، وله كتب حسنة جيدة منها شرح أصول الكليني، ومنها شرح الإرشاد للعلامة الحلي (ره) وله حواشي على التهذيب والفقيه، وله حواشي على أصول المعالم وغيرها، وكان من تلامذة الفاضل الورع

__________________

= وللمزيد انظر مقدمة الشيخ محمد باقر المحمودي على تعليق وتحقيق كتاب أنساب الأشراف للبلاذري: ص٣.

٣٦٠