رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20752
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20752 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

فأظهر العطف على عبده

بمنطق يزري بنظم اللآل

فيالها من ليلة نلت في

ظلامها ما لم يكن في خيال

وفاته: في شوال عام ١٠٣١ في اصفهان، ونقل جثمانه إلى مشهد الرضاعليه‌السلام ودفن بجوار الإمام الثامن وقد رثاه الشاعر المرحوم الشيخ إبراهيم العاملي بقصيدة عصماء قال فيها:

شيخ الأنام بهاء الدين لا برحت

سحائب العفو ينشيها له الباري

مولى به اتضحت سبل الهدى وغدا

لفقده الدين في ثوب من القار

والمجد أقسم لا تبدو نواجذه

حزناً وشق عليه فضل أطمار

والعلم قد درست آياته وعفت

عنه رسوم أحاديث وأخبار

كم بكر فكر غدت للكون فاقدة

ما دنستها الورى يوماً بأنظار

كم خر لما قضى للعلم طود علا

ما كنت أحسبه يوماً بمنهار

وكم بكته محاريب المساجد إذ

كانت تضيء دجى منه بأنوار

٣٨١

فاق الكرام ولم تبرح سجيته

إطعام ذي سغب مع كسوة العاري

جل الذي اختار في طوس له جدثاً

في ظل حامي حماها نجل أطهار

الثامن الضامن الجنات أجمعها

يوم القيامة من جود لزوار(١)

وينقل عن الشيخ البهائي انه كان دؤوباً على زيارة المقابر ليال الجمعة وهي طبقاً لسيرة العلماء ومثلهم الأئمةعليهم‌السلام والأنبياء والعلماء يتأسون بالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يزور البقيع دائماً، وكذلك فان مولاتنا فاطمة الزهراءعليها‌السلام طلبت من الإمام علي ان يتعهد قبرها في كل ليلة جمعة. وان يقرأ عند قبرها سورة (يس) لأنها قلب القرآن.

وهكذا كان أمير المؤمنينعليه‌السلام في الكوفة يزور مقبرة وادي السلام بصحبة العديد من تلاميذه وكان يقول في زيارتهم:

((يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْمُوحِشَةِ، وَالْـمَحَالِّ

__________________

١ - مع الصادقين : ج ١ ، ص ٩٢ - ٩٤

٣٨٢

الْمُقْفِرَةِ، وَالْقُبُورِ الْمُظْلِمَةِ. يَا أَهْلَ التُّرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ.

أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الأَزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ.

هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟

ثم يلتفت إِلى أَصحابه فيقول: أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلاَمِ لأََخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)).

إذن فالشيخ البهائي كان ملتزماً بزيارة القبور كل ليلة جمعة، وفي هذا الإطار خرج كعادته فمر في الطريق على جماعة من أكابر العلماء، وأثناء حديثه معهم تأمل لحظة ثم سألهم: هل سمعتم كلاماً؟ فقالوا: لا، لم نسمع شيئاً، فسكت وزار المقابر، ثم اعتزل الناس وأغلق عليه باب داره، وعاش أياماً قليلة ولبى نداء ربه.

ونقلوا عنه ان الكلام الذي سمعه ولم يسمعه الآخرون هو: ((شيخ؛ فكر خودت باش))، وترجمتها: يا شيخ اهتم بنفسك

٣٨٣

وعافيتك، فاعتبرها رسالة له.

وكانت وفاته في ١٢ شوال عام ١٠١٣ في اصفهان، ونقل جثمانه إلى مشهد الرضاعليه‌السلام حسب وصيته، ودفن بجوار الإمام الرضاعليه‌السلام تغمده الله برحمته(١).

وقال الكشميري:

مما يجدر به ان في صحن الإمام الرضاعليه‌السلام توجد مشاهد ومقابر لشخصيات مهمة، ومنهم علماء كبار من جبل عامل كالشيخ الحر العاملي، وكذلك الشيخ البهائي أعلى الله مقامه.

والشيخ البهائي هو من أعلام الطائفة المشهورين وبحراً مواجاً بفضائله وعلومه وآثاره.

وهو من مواليد بعلبك في لبنان في الجنوب اللبناني في ١٣ ذي الحجة عام ٩٥٣هـ وانتقل به والده إلى إيران، فاشتغل في تحصيل العلوم، ونظراً إلى مواهبه وذكائه العجيب فقد تطور بسرعة في التكامل العلمي والعرفاني حتى

__________________

١ - مع الصادقين ، السيد حسن الكشميري : ج ٣ ، ص ٩٧ - ٩٩

٣٨٤

أذعن له كل أهل الفضائل وصار له جاه وسيع ومناصب كبيرة وازدحم طلاب العلم للنيل من فيوضاته. بعدها سافر إلى الديار المقدسة، وتجول في أكثر البلاد الإسلامية متستراً عن الأعداء مبلغاً لرسالته. وقد سار في العتبات المقدسة في العراق أيضاً.

وتذكر المصادر بأن هندسة بناء الصحن الحيدري وتخطيطه هو من فنون الشيخ البهائي(١) وهكذا بعض المعالم الأثرية في إيران واصفهان بالذات، واشتهرت بعض هذه المباني بالألغاز الهندسية والفيزيائية.

وفي القرن الحادي عشر أصبح الشيخ البهائي يعرف برئيس الملة والدين، وأذعنت له كل الأصناف والأشراف

__________________

١ - ذكر لي المرحوم الوالد ان من معالم الفن المعماري والفلكي للصحن العلوي ان هناك طابوقة (آجر) معينة قرب باب السوق الكبير في جدار الصحن الشريف من الداخل، تشرق منها الشمس وتغرب لا تحيد عنها. وهذا من عجائب الفن المعماري. (المؤلف).

٣٨٥

والمسؤولين.

وتنقل عن تواضعه وبساطة عيشه قصص غريبة، وكذلك سعيه في قضاء حوائج الناس؛ حتى ذكروا ان شاباً خطب ابنة أحد كبار الأشراف، فرفض والد البنت، فجاء الشاب إلى الشيخ البهائي، وشكا له ذلك وطلب منه التشفع في أمره، فما كان منه إلا ان لبس ملابسه وجاء مع الشاب، ودخل على ذلك الرجل وحدثه في ذلك، فأصر الرجل على رفضه، وبعد أيام جاء الشاب ملحاً على الشيخ ان يتوسط في الأمر فلم يعتذر رغم انه فشل في المرة الأولى، وفعلاًَ جاء مع الشاب ثانية إلى منزل والد البنت وكلمه، فاستمر في رفضه. وبعد أيام جاء الشاب يستغيث بالشيخ فما كان منه إلا ان صحبه للمرة الثالثة، واتجه إلى باب منزل والد البنت، فخرج الرجل معتذراً، وقال: يا شيخنا قلت لك في المرة الأولى والثانية وأراك جئتني ثالثاً... وكان يصر على رأيه ورفضه إلا ان الشيخ البهائي قال له: انظر يا هذا نحن نعتبر ان جزءاً من شغلنا السعي في

٣٨٦

قضاء حوائج الناس، قُضيت أم لم تقض ولذلك فأنا لن أتباطأ مهما طلب مني هذا الشاب وسأتيك رابعاً وخامساً، وأنت ارفض أيضاً فلا يهمني ذلك، فلما سمع الرجل تعجب ثم وافق على تزويج الشاب ابنته.

وكتب عنه الشيخ القمي في الكنى والألقاب:

شيخ الإسلام والمسلمين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي الحارثي.

قال صاحب السلافة في حقه ما ملخصه: هو علامة البشر ومجدد دين الأئمةعليهم‌السلام على رأس القرن الحادي عشر، إليه انتهت رئاسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والأدلة، وجمع فنون العلم فانعقد عليه الإجماع وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والأسماع، فما من فن إلا وله فيه القدح المعلى والمورد العذب المحلى، إلى ان قال لم يدع قولاً لقائل، أو طال لم يأت غيره بطائل.

مولده بعلبك عند غروب الشمس يوم الأربعاء لثلاث عشر بقين من ذي الحجة

٣٨٧

سنة ٩٥٣، وانتقل به والده وهو صغير إلى الديار العجمية فنشأ في حجره بتلك الأقطار المحمية، وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ حتى أذعن له كل مناضل ومنابذ، فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله ولى بها شيخ الإسلام وفوَّضت إليه أمور الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام، ولم يزل آنفاً من الانحياش إلى السلطان راغباً في العزلة عازفاً عن الأوطان، يؤمل العود إلى السياحة، ويرجو الإقلاع عن تلك الساحة، فلم يقدر له حتى وافاه حمامه، وترنم على أفنان الجنان حمامه، وأخبرني بعض ثقاة الأصحاب ان الشيخ (ره) قصد قبل وفاته زيارة المقابر في جمع من الأجلاء الأكابر فما استقر بهم الجلوس حتى قال لمن معه اني سمعت شيئاً فهل فيكم من سمعه؟ فأنكروا سؤاله واستغربوا مقاله، وسألوه عما سمعه فأوهم وعمى في جوابه، ثم رجع إلى داره فأغلق بابه فلم يلبث ان أصاب داعي الردى فأجابه، وكانت وفاته لاثنتي عشرة خلون من شوال

٣٨٨

المكرم سنة ١٠٣١ باصبهان ونقل قبل دفنه إلى طوس فدفن بها في داره قريباً من الحضرة الرضوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتحية.

حكي عن المجلسي الأول قال في ترجمة أستاذه الشيخ بهاء الدين انه سمع قبل وفاته بستة أشهر صوتاً من قبر بابا ركن الدين وكنت قريباً منه فنظر إلينا وقال: سمعتم ذلك الصوت؟ فقلنا: لا فاشتغل بالبكاء والتضرع والتوجه إلى الآخرة وبعد المبالغة العظيمة قال: اني أخبرت باستعداد الموت وبعد ذلك بستة أشهر تقريباً توفى، وتشرفت بالصلاة عليه مع جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفاً.

يقول القمي: (أقول): حكي ان الذي سمعه الشيخ كان هذا (شيخنا در فكر خود باش).

له مصنفات فائقة مشهورة أكثرها مطبوعة، منها حبل المتين، ومشرق الشمسين والأربعين، والجامع العباسي، والكشكول، والمخلاة، والعروة الوثقى،

٣٨٩

ونان وحلوا والزبدة، والصمدية، وخلاصة الحساب، وتشريح الأفلاك، والرسالة الهلالية، ومفتاح الفلاح في عمل اليوم والليلة، وهذه الكتب كلها مطبوعة في إيران، وله أيضاً الاثنى عشريات، والتهذيب، والحواشي على الفقيه وعلى خلاصة الرجال، وعلى الكشاف والبيضاوي وغير ذلك.

وعن قطب الدين الاشكوري انه قال في ترجمة الشيخ البهائي، وحكى لي بعض الأعلام انه سمع من المولى الفاضل والحبر الكامل القاضي معز الدين محمد أقضى القضاة في مدينة اصبهان انه قال: رأيت ليلة من الليالي في المنام أحد أئمتناعليهما‌السلام فقال لي: اكتب كتاب مفتاح الفلاح ودوام العمل بما فيه، فلما استيقظت ولم أسمع اسم الكتاب قط من أحد فتصفحت من علماء اصبهان فقالوا لم نسمع اسم الكتاب وفي هذا الوقت كان الشيخ الجليل مع معسكر السلطان في بعض نواحي إيران فلما قدم الشيخرحمه‌الله بعد مدة في اصبهان تصفحت منه أيضاً عن هذا الكتاب فقال:

٣٩٠

صنفت في هذا السفر كتاب دعاء سميته مفتاح الفلاح إلا اني لم اذكر اسمه لواحد من الأصحاب ولا أعطيت نسخته للانتساخ لأحد من الأحباب، فذكرت للشيخ المنام فبكى الشيخ وناولني النسخة التي كانت بخطه وأنا أول من انتسخ ذلك الكتاب من خطه طاب ثراه(١) .

والد الشيخ البهائي

عز الدين الشيخ حسين بن عبد الصمد بن محمد العاملي قال شيخنا الحر رضوان الله تعالى عليه في الأمل: كان عالماً ماهراً محققاً مدققاً متبحراً جامعاً أديباً منشأ شاعراً عظيم الشأن جليل القدر ثقة، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثانيرحمه‌الله .

له كتب: منها كتاب الأربعين حديثاً ورسالة في الرد على أهل الوسواس سماها العقد الحسيني، وحاشية الإرشاد، ورسالة رحلته وما اتفق في سفره،

__________________

١ - الكنى و الألقاب للشيخ القمي : ج ٢ ، ص ١٠٠ - ١٠٣

٣٩١

وديوان شعره، ورسالة سماها تحفة أهل الإيمان في قبلة عراق العجم وخراسان رد فيها على الشيخ علي بن عبد العالي الكركي حيث أمرهم ان يجعلوا الجدي بين الكتفين وغير محاريب كثيرة مع ان طول تلك البلاد يزيد على طول مكة كثيراً وكذا عرضها فيلزم انحرافهم عن الجنوب إلى نحو المغرب كثيراً، ففي بعضها كالمشهد بقدر نصف المسافة خمسة وأربعين درجة وفي بعضها أقل، وله رسائل أخرى، وكان سافر إلى خراسان وأقام بهراة، وكان شيخ الإسلام بها، ثم انتقل إلى البحرين، وبها مات سنة ٩٨٤، وكان عمره رضوان الله عليه ستاً وستين سنة.

وقد أجازه الشهيد الثاني إجازة عامة مطولة مفصلة.

والعاملي نسبة إلى جبل عامل في الشام، والحارثي نسبة إلى الحارث بن عبد الله الهمداني صاحب أمير المؤمنينعليه‌السلام

٣٩٢

لانتهاء نسب الشيخ إليه(١) .

البويهي

الشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي الإحسائي المنشأ العاملي الخاتمة.

كان من أجلاء العلماء المحققين الفضلاء، هاجر إلى جبل عامل في زمان شبابه وسكن عيناثا حتى مات بها، واشتغل بطلب العلم، وكان من تلامذة الشيخ ظهير الدين العاملي، وكان فاضلاً محققاً مدققاً أديباً شاعراً فقيهاً، له حواش كثيرة على كتب الفقه والأصول وحاشية على قواعد العلامة، توفى سنة ٨٥٣

فعن الشهيد الثاني انه قال: هو من أعقاب ملوك بني بويه ملوك العراقين والعجم وهم مشهورون، وكان الصاحب بن عباد من وزرائهم، وهم الذين بنوا الحضرة الشريفة الغروية على مشرفها

__________________

١ - الكنى و الألقاب للشيخ القمي : ج ٢ ، ص ١٠٢ - ١٠٤

٣٩٣

السلام بعد إحراقها، وعمروا لأنفسهم تربة في مقابل تربة أمير المؤمنينعليه‌السلام تعرف الآن بقبور السلاطين.

وقد يطلق البويهي أيضاً على قطب الدين الرازي ، الذى يأتي ذكره إن شاء الله تعالى(١) .

البيهقي

أبو بكر احمد بن الحسين بن علي الخسروجردي الشافعي الحافظ الفقيه المشهور صاحب السنن الكبير والسنن الصغير، ودلائل النبوة، وشعب الإيمان وغيرها.

قيل: انه كان من كبار أصحاب الحاكم ابن البيع، وكان زاهداً قانعاً من دنياه بالقليل.

قال إمام الحرمين في حقه: ما من شافعي إلا وللشافعي في عنقه منة إلا البيهقي فان له المنَّة على الشافعي نفسه وعلى كل شافعي لما صنَّف في نصرة

__________________

١ - نفس المصدر : ج ٢ ، ص ١٠٠

٣٩٤

مذهبه ومن كلماته بنقل صاحب الكامل البهائي مقابل قول من قال: ان معاوية خرج من الإيمان بمحاربة عليعليه‌السلام ، قال: ان معاوية لم يدخل في الإيمان حتى يخرج منه بل خرج من الكفر إلى النفاق في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم رجع إلى كفره الأصلي بعده.

توفى سنة ٤٥٨ بنيسابور ونقل إلى بيهق وهو موضع بقرب سبزوار.

وقد يطلق البيهقي على إبراهيم بن محمد أحد أعلام القرن الثالث، صاحب كتاب المحاسن والمساوي، وهو كتاب كتبه في أيام المقتدر العباسي، وروى عن المدائني المتوفى سنة ٢٢٥ بلفظ حدثنا، وعن ابن السكيت وعن إبراهيم بن السندي بن شاهك الذي كان عند المأمون في مقام أبيه السندي عند هارون الرشيد، وكان من العلماء بأمر الدولة وبالجملة هو كتاب نفيس ويذكر فيه قصة ضرب عبد الملك السكة الإسلامية بإشارة مولانا أبي جعفر الباقرعليه‌السلام

٣٩٥

وتعليمه إياه(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص١١٤ - ١١٥، مكتبة الصدر، طهران، الطبعة الخامسة، ١٣٦٨هـ ش.

٣٩٦

٣٩٧

حرف التاء

٣٩٨

تأبط شراً

لقب ثابت بن جابر أحد فرسان العرب، يحكى انه كان أعدى الناس أي أجرأهم حتى قيل: انه إذا جاع أطلق على رجليه خلف الظبية فأمسكها وذبحها وشواها وأكلها.

توفى سنة ٥٣٠ مسيحي، وهو شاعر شهير، قيل: لقب بهذا اللقب لأنه تأبط سيفاً وخرج، فقيل لأمه: أين هو؟ فقالت: لا أدري تأبط شراً وخرج(١) .

الترمذي

أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الضرير المحدث المشهور.

لقي الصدر الأول، وأخذ عن المشاهير كالبخاري، وشاركه في بعض شيوخه، وكان

__________________

١ - وله الكثير من الطرائف، انظر كتاب المحبر لمحمد بن حبيب البغدادي: ص١٩٦، الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص١١٦.

٣٩٩

يضرب به المثل في الحفظ والضبط، له (الشمائل المحمدية) و (كتاب السنن) أحد الصحاح الست.

فعن كشف الظنون قال الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي عيسى الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ وهو ثالث الكتب الستة في الحديث.

نقل عن الترمذي قال: صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به ومن كان في بيته فكأنماصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بيته يتكلم(١) .

وقد يطلق الترمذي على أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي من كبار مشايخ خراسان من علماء القرن

__________________

١ - فضائل سنن الترمذي للأسعردي: ص٣٢، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج٣، ص٦٣٤، كشف الظنون: ج١، ٥٥٩، معجم المطبوعات العربية، اليان سركيس: ج١، ص٦٣٢، في حين ضعف هذا القول محمد ناصر الألباني في كتابه ضعيف سنن الترمذي، انظر تفاصيل أقواله: ص١٩، تحقيق: زهير الشاويش الطبعة الأولى، ١٤١١هـ، الرياض، مكتبة الإسلامي.

٤٠٠