رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20704
تحميل: 1897


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20704 / تحميل: 1897
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

علوماً كثيرة، وتكلم على طريقة الصوفية. وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة، وثلاثين ألف تسبيحة. ومكث أربعين سنة لا يأوي إلى فراش، ففتح عليه من العلم النافع والعمل الصالح بأمور لم تحصل لغيره في زمانه، وكان يعرف سائر فنون العلم، وإذا أخذ فيها لم يكن له فيها وقفة ولا كبوة، حتى كان يقول في المسألة الواحدة وجوهاً كثيرة لم تخطر للعلماء ببال، وكذلك في التصوف وغيره.

قال ابن خلكان: أخذ الفقه عن أبي ثور ويقال: كان يتفقه على مذهب سفيان الثوري، وكان ابن سريح يصحبه ويلازمه... ويقال: إنه سأله مرة عن مسألة. فأجابه فيها بجوابات كثيرة، فقال: يا أبا القاسم ألم أكن أعرف فيها سوى ثلاثة أجوبة مما ذكرت، فأعدها علي. فأعادها بجوابات أخرى كثيرة. فقال: والله ما سمعت هذا قبل اليوم، فأعده فأعاده بجوابات أخرى غير ذلك، فقال له: لم أسمع بمثل هذا فأمله علي حتى أكتبه. فقال الجنيد:

٤٤١

لئن كنت أجريه فأنا أميله، أي إن الله هو الذي يجري ذلك على قلبي وينطق به لساني، وليس هذا مستفاد من كتب ولا من تعلم، إنما هذا من فضل الله عز وجل يلهمنيه ويجريه على لساني.

فقال: فمن أين استفدت هذا العلم؟ قال: من جلوسي بين يدي الله أربعين سنة. والصحيح أنه كان على مذهب سفيان الثوري وطريقه(١) .

وسئل الجنيد عن العارف؟ فقال: من نطق عن سرك وأنت ساكت.

وقال: مذهبنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في مذهبنا وطريقتنا.

ورأى بعضهم معه مسبحة فقال له: أنت مع شرفك تتخذ مسبحة؟ فقال: طريق وصلت

__________________

١ - إذا كان هذا السلوك لإنسان عادي يؤدي به إلى كل تلك الكرامات فلماذا يستنكر أعداء أهل البيت على أئمتنا علومهم وهم نجوم السماء وسفينة النجاة وأبوهم باب علم النبي، كما صرح به رسول الله جدهم؟!

٤٤٢

به إلى الله لا أفارقه. وقال له خاله السري:

تكلم على الناس. فلم ير نفسه موضعاً. فرأى في المنام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له: تكلم على الناس. فغدا على خاله، فقال له: لم تسمع مني حتى قال لك رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتكلم على الناس، فجاءه يوماً شاب نصراني في صورة مسلم، فقال له: يا أبا القاسم ما معنى قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله))؟ فأطرق الجنيد، ثم رفع رأسه إليه وقال: أسلم فقد آن لك أن تسلم: قال فأسلم الغلام.

وقال الجنيد: ما انتفعت بشيء انتفاعي بأبيات سمعتها من جارية تغني بها في غرفة وهي تقول(١) :

__________________

١ - أولاً: حديثه ان صدق يدلل على انه لم ينتفع من القرآن والسنة النبوية انتفاعه من غزل هذه الجارية.

ثانياً: كيف وهو العبد الصالح يجيز لنفسه ان يتمتع بسماع صوت جارية غريبة وهي تغني غناء دخل إلى قلبه، وهنا هي حرمة =

٤٤٣

إذا قلت أهدى الهجر لي حلل البلى

تقولين لولا الهجر لم يطب الحب

وإن قلت هذا القلب أحرقه الهوى

تقولي بنيران الهوى شرف القلب

وإن قلت ما أذنبت قالت مجيبة حياتك ذنب لا يقاس به ذنب

قال: فصعقت وصحت، فخرج صاحب الدار فقال: يا سيدي مالك؟ قلت: مما سمعت. قال: هي هبة مني إليك. فقلت: قد قبلتها وهي حرة لوجه الله. ثم زوجتها لرجل، فأولدها ولداً صالحاً حج على قدميه ثلاثين حجة(١) .

__________________

= السماع والتلذذ بصوت امرأة غريبة محرم عليه وأدهى من ذلك بقاؤه إلى آخر الشعر يتلذذ بصوت الجارية فكيف جوز له ذلك؟ (المؤلف).

١ - يا ليت شعري ما بال أهل بعض المذاهب يبتدعون الكرامات القبيحة لأصحابهم وقد فاحت منها روح الشيطان والذنوب، وهاهو الشيخ قد صعق وصاح من نشوته من سماعه ذلك الصوت الرقيق لجارية قضى غزلاً وهو يتسمر على بابها ولا يملك نفسه إلا بعد انتهاء غنائها، أهذه هي التقوى والدين =

٤٤٤

عن أحمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أن سعيد بن جبير كان يأتم بعلي بن الحسينعليه‌السلام وكان علي يثني عليه وما كان سبب قتل

__________________

= الذي يبيح له طريق العبادة مروراً بالذنوب والسيئات.

وهكذا قرأت قبل خمسين عاماً أو سمعت من ينقل كرامة لأحد الخلفاء انه نام فاحتلم فقام واغتسل ونام فاحتلم ونام واغتسل إلى ان عد ذلك أربعين مرة.

يا ليت شعري كم هي ساعات ليله حتى ينام أربعين مرة ويحتلم أربعين مرة ثم يغتسل أربعين مرة ثم ينام أربعين مرة إلا ان يكون( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ( الحج: من الآية٤٧)؟

روايات كلها أكاذيب ووضع جهد معاوية وغيره وبذل الجهود والأموال واشترى النفوس المريضة لوضع روايات بفضائل لا وجود لها من مصاديق، وأوصى بذلك الولاة في البلدان وألفت مئات الآلاف من الفضائل الكاذبة وصادق عليها علماؤهم وخيارهم لأنهم استقوها من الصحابة كما يزعمون. (المؤلف).

٤٤٥

الحجاج له إلا على هذا الأمر، وكان مستقيماً وذكر أنه لما أدخل على الحجاج بن يوسف، فقال له: أنت شقي بن كسير؟ قال: أمي كانت أعرف باسمي سمتني سعيد بن جبير، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر أهما في الجنة أو في النار؟ قال: لو دخلت الجنة فنظرت إلى أهلها لعلمت من فيها [ولو دخلت النار ورأيت أهلها لعلمت من فيها] قال: فما تقول في الخلفاء! قال: لست عليهم بوكيل، قال: فأيهم أحب إليك؟ قال: أرضاهم لخالقي، قال: فأيهم أرضى للخالق؟ قال: علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم، قال: أبيت أن تصدقني؟ قال: بلى لم أحب أن أكذبك(١) .

الجوهري

أبو نصر إسماعيل بن حماد الفارابي، كان من أذكياء العالم وأعاجيب الدنيا

__________________

١ - رواه الكشي في رجاله: ص٨٢ ، ونقله المجلسي في البحار: ج١١، ص٤٢.

٤٤٦

لأنه كان من الفاراب إحدى بلاد الترك من عشيرة تركية، ولع باللغة العربية وأسرارها وأخذ يطوف من مظان وجودها.

أخذ عن السيرافي والفارسي وسافر إلى الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة ودخل بلاد ربيعة ومضر، فأقام بها مدة في طلب اللغة ثم عاد إلى خراسان ونزل دامغان عند أبي الحسين بن علي، الذي هو أحد أعيان الكتّاب والفضلاء مكرماً عنده في الغاية، ثم أقام بنيسابور مدة يدرس في اللغة ويعلم في الكتابة ويشتغل بالتصنيف، وتعلم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر، وصنف كتاباً في العروض ومقدمة في النحو والصحاح في اللغة بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم، أحسن تصنيفه وجود تأليفه وقد اعتنى به الفضلاء فانتخبه بعضهم وسماه منتخب الصحاح وجمع أكثر لغاته محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي بطريق الاختصار وسماه مختار الصحاح، وأخرجه إلى الفارسية بعد التلخيص الشيخ أبو الفضل محمد بن عمر بن خالد المدعو

٤٤٧

بجمال الدين القرشي فوسمه بالصراح من الصحاح وكان خط الجوهري في نهاية الحسن بحيث يضرب به المثل في الحسن ويذكر مع ابن مقلة ونظرائه.

حكي انه مات متردياً من سطح، واختلف في سنة وفاته ولعل الأشهر انها سنة ٣٩٣.

وقيل انه تغير عقله وعمل دفتين وشدهما كالجناحين وقال: أريد ان أطير وقفز به من علو فهلك والله تعالى العالم.

وقد يطلق الجوهري على أبي الحسن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري مولى بني هاشم، سمع سفيان الثوري ومالك بن أنس وشعبة ومن في طبقتهم وكتب عنه ابن حنبل وابن معين، وروى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهم، ذكر الخطيب في تاريخ احمد بن القسم بن مساور ابي جعفر الجوهري المتوفى سنة ٢٩٣ انه أكثر عن علي بن الجعد فكتب عنه خمسة عشر ألف حديث.

وروى الخطيب أيضاً في ج ١١ عن أبي

٤٤٨

غسان الدوري قال: كنت عند علي بن الجعد فذكروا عنه حديث ابن عمر كنا نفاضل على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنقول خير هذه الأمة بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبو بكر وعمر وعثمان فيبلغ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا ينكر فقال علي: انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن ان يطلق امرأته يقول كنا نفاضل (يشير إلى حديث ابن عمر انه طلق امرأته في الحيض)(١) .

وروي عن أحمد بن إبراهيم الدورقى قال: قلت لعلي بن الجعد: بلغني انك قلت ابن عمر ذاك الصبي؟ قال: لم أقل ولكن معاوية ما أكره ان يعذبه الله عز وجل.

وعن هارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك قال:

كنت عند علي بن الجعد فذكر عثمان بن عفان فقال: أخذ من بيت المال مائة ألف درهم بغير حق (الخ)، توفى سنة

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج١١، ص٣٦٣، وتهذيب الكمال للمزي: ج٢٠، ص٣٤٦، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج١٠، ص٤٦٣.

٤٤٩

٢٣٠ وقد استكمل ٩٦.

قال القمي: (أقول): قال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة ٢٣٠ وفيها مات علي بن الجعد أبو الحسن الجوهري وكان عمره ستاً وتسعين سنة، وهو من مشايخ البخاري، وكان يتشيع.

وقد يطلق (على) ابنه الحسن بن علي الجعد، ولي قضاء مدينة المنصور بعد عبد الرحمن بن إسحاق الضبي، وكان سرياً ذا مروة، وكان من العلماء بمذهب أهل العراق، أخذ عن أبيه وولي القضاء في حياة أبيه، وتوفى سنة ٢٤٢، وتوفى أيضاً أبو حسان الزيادي الحسن بن عثمان وكل واحد منهما قاضي، كان أحدهما على المدينة والآخر الشرقية.

وقد يطلق الجوهري على الشيخ المقدم أحمد بن عبد العزيز الجوهري صاحب كتاب السقيفة، ذكره الشيخ الطوسي، وينقل منه كثيراً ابن أبي الحديد في شرح النهج، وهو عالم محدّث كثير الأدب ثقة ورع أثنى عليه المحدّثون، ورووا عنه مصنفاته.

وقد يطلق على أبي عبد الله أحمد بن

٤٥٠

محمد بن عبد الله الجوهري المعروف بابن عياش وقد ذكر من يطلق عليهم الجوهري، منهم الشاعر الأديب الماهر المشهور أبو الحسن علي بن أحمد الجرجاني صاحب القصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم الأبرار صلوات الله عليهم، كما في الرياض.

ثم قال: ومنهم أيضاً في هذه الأواخر من الفارسيين الأعاجم الميرزا محمد باقر الجوهري الهروي الأصل القزويني المسكن الاصفهاني المتوفى والمدفن، الذي كان في الحقيقة مالكاً لأزمة النظم والنثر، وإماماً لأئمة الكلام الفارسي في قرب هذا العصر، صاحب كتاب طوفان البكاء في مقاتل الشهداء وغير ذلك، وكانت وفاته زمن اعتكافه بباب سيدنا وسمينا الإمام العلامة المرحوم البقار للفضائل والعلوم صاحب مطالع الأنوار(١) في حدود نيف و ١٢٤٠.

__________________

١ - الكنى و الألقاب للشيخ عباس القمي : ج ٢ ، ص ١٦١ - ١٦٣

٤٥١

٤٥٢

حرف الحاء

٤٥٣

٤٥٤

حارث بن عبد الله الأعور الهمداني

هو من أنصار عليعليه‌السلام عشق كلامه وكان من الملمين بحديثه، قيل انه أول من جمع أقوال عليعليه‌السلام ، وقد أكد الرجاليون في وصفه على هذه الأمور، واعتبروه من شيعة الصدر الأول.

وقد هم حارث في تدوين الحديث ونقله وعنه كتب ابن سعد يقول:

ان علي بن أبي طالب خطب الناس فقال:

من يشتري علماً بدرهم؟ فاشترى الحارث الأعور صحفاً بدرهم ثم جاء بها علياً فكتب له علماً كثيراً، ثم ان علياً خطب الناس بعد فقال: يا أهل الكوفة غلبكم نصف رجل(١) .

لقد التفت الإمامان الحسن والحسينعليهم‌السلام ولزرع الطمأنينة في نفوس الناس حول

__________________

١ - الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي: ج٢، ص٧١٨، الطبقات الكبرى لابن سعد: ج٦، ص١٦٨، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج٤، ص١٥٣، أعيان الشيعة: ج٤، ص٣٦٩.

٤٥٥

الحارث بنقل خطب وأقوال أبيهما ثم عنه وقد سألوه عنه أحياناً أخرى، كتب ابن سعد يقول:

عن عامر الشعثي، لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث عليعليه‌السلام ، وفيه أيضاً عن أبي بكر بن أبي داود.

الحارث كان أفقه الناس، وأقرض للناس، وأحب الناس.

تعلم الفرائض من عليعليه‌السلام

وعنه ذكر الشيخ الطوسي رضوان الله عليه في فهرسه انه حرر كتاباً أخبر فيه الإمام عليعليه‌السلام رجلاً يهودياً عن بعض الأمور، وقد روى عمرو بن أبي مقدم هذا الكتاب عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الهمداني عن الإمام عليعليه‌السلام

يذكر هنا ان الكثير من رجال العامة، نالوا من الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني واتهموه. لنتساءل لماذا؟ هل فعلوا ذلك لأنه هام حباً بعليعليه‌السلام فأرادوا سحقه، وهمَّ بجمع خطبه وأقواله ونشرها، وكان شيعياً فحسب؟ بلى، لننظر إلى ما جاء عنه في تهذيب

٤٥٦

التهذيب:

ولم يبن عن الحارث كذبة وإنما نقم عليه إفراطه في حب عليعليه‌السلام .(١) وكان كذلك ما نقله ابن حجر في كتابه الآخر.

صاحب علي، كذّبه الشعبي في رأيه ودعي بالرفض وفي حديثه ضعف(٢) .

على أية حال كان من أصحاب عليعليه‌السلام وبذل جهوداً محمودة في جمع وتدوين ونشر ونقل خطب وأقوال عليعليه‌السلام

عن أبي إسحاق الشعبي، عن الحارث الأعور قال:

خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوماً خطبة بعد العصر فعجب الناس من حسن صفته وما ذكر من تعظيم الله جل جلاله.

قال أبو إسحاق للحارث: أما حفظتها؟

__________________

١ - تهذيب التهذيب لابن حجر: ج٢، ص١٢٧، جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: ج٢، ص١٥٤.

٢ - تقريب التهذيب لابن حجر: ج١، ص١٧٥، الغارات للثقفي: ج٢، ص٧١٩، ومات الأعور في خلافة ابن الزبير.

٤٥٧

قال: قد كتبتها، فأملأها علينا من كتابه(١) .

الحافظ الشيرازي

شمس الدين محمد العارف الكامل الشيعي الإمامي صاحب الديوان المعروف، قال الجلبي في كشف الظنون ذكر مرتب ديوان الحافظ في ديباجته ان مولانا الحافظ لم يرتب ديوانه لكثرة اشتغاله... وهو ديوان معروف متداول بين أهل الفرس ويتفاءل به، وكثيراً ما جاء بيت منه بحسب حال المتفائل، ولهذا يقال له: لسان الغيب.

توفى الحافظ المذكور في حدود سنة ٧٩١ ودفن في شيراز عند باب البلد وقبره معروف هناك(٢) .

__________________

١ - معجم أحاديث البحار : ص ٣٤

٢ - الكني و الألقاب للشيخ عباس القمي: ج ٢ ، ص ١٦٧

٤٥٨

حبيب النجار

من رجال الفترة بين عيسىعليه‌السلام ونبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

كان يسكن أنطاكية من أرض الشام، وكان بها ملك يعبد التماثيل والصور، فسار إليه اثنان من تلامذة المسيح، فدعوه إلى الله عز وجل، فحبسهما وضربهما فعززهما الله بثالث، وقد تنوزع فيه فذهب كثير من الناس إلى انه بطرس، وهذا اسمه بالرومية، واسمه بالعربية سمعان وبالسريانية شمعون وهو شمعون الصفاء، وذكر كثير من الناس - وإليه ذهب سائر فرق النصرانية - ان الثالث المعزز به هو بولس وان الاثنين المتقدمين الذين أودعا الحبس توما وبطرس، فكان لهم مع ذلك الملك خطب عظيم طويل فيما أظهروا من الإعجاز والأعاجيب والبراهين، من إبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى وحيلة بولس عليه بمداخلته إياه وتلطفه له، واستنقاذ صاحبيه من الحبس.

فجاء حبيب النجار وصدقهم لما رأى من آيات الله عز وجل، وقد أخبر الله عز وجل

٤٥٩

بذلك في كتابه بقوله:( إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (١) ) إلى قوله:( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢) )

وقتل بولس وبطرس بمدينة روميه وصلبا منكسين، وكان لهما خبر طويل مع الملك ومع سيما الساحر، ثم جعلا بعد ذلك في خزانة من البلور، وذلك بعد ظهور دين النصرانية، وحرمهما في كنيسة هناك...(٣) .

الحجاج

ولد لفارعة من يوسف الثقفي وامتنع من الرضاع من أمه ومن غيرها فبقي ثلاث بلا رضاع وخافوا عليه حتى جاءهم رجل وقال لهم اذبحوا له ثلاث سخول سود وادهنوا جسمه ووجهه من دمائهن ثم

__________________

١ - (يّـس:١٤).

٢ - (يّـس:٢٠).

٣ - مروج الذهب: ج١، ص٨٠ ، طبع إيران، الطبعة الثانية، ١٩٨٤م / ١٤٠٤هـ

٤٦٠