رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20943
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20943 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

القائلة بأن الفلسفة للجميع وذلك خلاف نظرية أفلاطون وكثير من فلاسفة المسلمين التي تخصص الفلسفة بمجموعة محددة من الخواص.

انه يعتقد ان الفلسفة كتاب مفتوح للجميع لأن الظلمات التي تعيشها النفوس البشرية لا يجليها إلا الفلسفة والبحث والتدقيق والمطالعة لأن للفلسفة القدرة على جلاء القلوب وقيل عنه:

((ان من لا يهتم بالأمور الطبيعية والعلوم الفلسفية والقوانين المنطقية وينشغل بالأمور التافهة فإنه متهم بعلمه وخاصة في مسألة الطب)).

مؤلفاته وآثاره:

لقد تميَّز الرازي بانفتاح القريحة والبحث عن حقائق العلوم، مما دفعه لتأليف أكثر من مائتين وعشرين كتاباً ومقالة ورسالة، ونتيجة لما مر به العالم الإسلامي من كوارث فقد فقدت الكثير من مؤلفاته ولهذا السبب لم تظهر حقيقة آراؤه وأفكاره ولف بعضها الغموض والشكوك، وما بقي من مؤلفاته

٥٨١

الشيء القليل وفي عالم الطب يمكننا ذكر كتاب الحاوي، المنصوري، ورسالة في الحصبة وجدري الماء.

أما كتبه في الكيمياء منها: كتاب الأسرار، وكتاب تحفة الذهب والفضة.

وفي المجالات العلمية الأخرى: كتاب المدخل في المنطق وكتاب هيئة العالم، كتاب الحيل في الميكانيك، وكتاب الحركة، وكتاب في الكواكب السبعة، وفي الرياضة وكتاب في علم الإلهيات وعلم الكلام.

وكذلك كتاب في إثبات المعاد.

كتاب انتقاد المعتزلة.

كتاب النقض في إمامة علي الكيال.

وكتب كثيرة أخرى ليس لنا مجال ذكرها هنا(١) .

__________________

١ - فلاسفة الشيعة للشيخ عبد الله نعمة، الترجمة الفارسية، طبع طهران، ١٣٦٧هـ ش. نشر مؤسسة نشر وتعليم، الثورة الإسلامية.

٥٨٢

الراغب الاصفهانى

أبو القاسم، الحسين بن محمد بن المفضل الاصبهاني الفاضل المتبحر الماهر في اللغة العربية والحديث والشعر والأدب.

قيل: ذكره الفخر الرازي في بعض كتبه وقال: انه من أئمة السنة وقرنه بالغزالي.

وقال الماهر الخبير الميرزا عبد الله في ترجمته: ونقل الخلاف في اعتزاله وتشيعه ما هذا لفظه لكن الشيخ حسن بن علي الطبرسي قد صرح في آخر كتابه أسرار الإمامة انه أي الراغب كان من حكماء الشيعة الإمامية.

له مصنفات فائقة مثل المفردات في غريب القرآن وأفانين البلاغة والمحاضرات والذريعة إلى مكارم الشريعة.

قال الكاتب الجلبي: ان الإمام حجة الإسلام الغزالي كان يستصحب كتاب

٥٨٣

الذريعة دائماً ويستحسنه لنفاسته(١) ، وله تفسير كبير لم يكمل وهو أحد مآخذ أنوار التنزيل للبيضاوي(٢) .

توفي سنة ٥٦٥.

السيد الشريف الرضي

السيد الأجل أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام

أخو الشريف المرتضى، أمره في العلم والفضل والأدب والورع وعفة النفس، وعلو الهمة والجلالة أشهر من ان يذكر، وقد خفي علو مقامه في الدرجات العلمية مع قلة عمره لعدم انتشار كتبه وقلة نسخها، وإنما الشايع منها نهجه وخصائصه وهما مقصوران على النقليات.

نعم في هذه الأزمنة انتشرت نسخة

__________________

١ - كشف الظنون: ج١، ص٨٢٧ ، معجم المطبوعات العربية، اليان سركيس: ج١، ص٩٢٢.

٢ - القمي، م. س: ج٢، ص٢٦٨.

٥٨٤

المجازات النبوية الحاكية عن علو مقامه في الفنون الأدبية.

وله تفسير علم القرآن الكريم المسمى بحقائق التنزيل، قال في حقه أبو الحسن العمري: هو أحسن من كل التفاسير وأكبر من تفسير أبي جعفر الطبري، وفي رياض العلماء نقلاً عن تاريخ اليافعي انه قال في ترجمة السيد المرتضى: وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالبعليه‌السلام هل هو جمعه أو أخوه الرضي؟ وقيل: انه ليس من كلام عليعليه‌السلام وإنما أحدهما هو الذي وضعه ونسبه إليه.

قال: وأما ما في كلام اليافعي من التأمل أولاً في كون نهج البلاغة لأي الأخوين السيدين، ثم احتمال كونه من اختراعات أحدهما فهو من سخيف القول فان تلاميذ السيد الرضي بل فضلاء الشيعة الإمامية ولا سيما العلماء في إجازاتهم حتى عظماء العامة أيضاً خلفاً

٥٨٥

عن سلف انتسبوا(١) جمع هذا الكتاب إلى السيد الرضي وهي متواترة من زماننا هذا وهو عام ثمانية ومائة وألف إلى زمن السيد الرضي فضلاً عن زمان اليافعي من غير شك ولا ارتياب، وأهل البيت أدرى بما فيه، وكذا احتمال كونه من اختراعات أحدهما فانه مما علم بطلانه قطعاً ومأخذ تلك الخطب والكلمات موجودة في كتب العامة والخاصة، وما أورده قدس سره في نهج البلاغة ملتقطات من خطبهعليه‌السلام وهي بتمامه مع الزيادات التي أسقطها الرضي مذكورة في كتب العلماء المتقدمين على السيد الرضي مع(٢) العامة والخاصة أيضاً(٣) .

__________________

١ - هكذا في الأصل ولعلها نسبوا وأخطأ النساخ في نقلها، المؤلف.

٢ - هكذا في الأصل (مع) ولعل الأصح هو (من). المؤلف.

٣ - واللطيف بهذا الخصوص ما ينقله ابن أبي الحديد في شرح النهج، حول خطبة الشقشقية الواردة في النهج، يقول: قال مصدَّق: وكان ابن الخشاب صاحب هزل ودُعابة، فقلت له: أتقول انها منحولة؟ فقال: لا =

٥٨٦

قلت: ولما تم وكمل بدره وبلغ سبعاً وأربعين من عمره أختار الله له دار بقاه فناداه ولباه وفارق دنياه وذلك في بكرة يوم الأحد لست خلون من المحرم سنة ست وأربعمائة فقامت عليه نوادب الأدب وانثلم حد القلم وفقدت عين الفضل قرتها وجبهة الدهر غرتها، وبكاه الأفاضل مع الفضائل ورثاه الأكارم مع المكارم على انه ما مات من لم يمت ذكره، ولقد خلد من بقي على

__________________

= والله، وأني أعلم أنها كلامه ــ يعني كلام عليعليه‌السلام ــ كما أعلم أنك مصدَّق. قال: فقلت: إن كثيراً من الناس يقولون إنها من كلام الرضي (رض)، فقال: أنّى للرضي وغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب، وقد وقفنا على رسائل الرضي، عرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور وما يقع مع هذا الكلام في خل ولا خمر، ثم قال: والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة، لقد وجدتها مسطورةً بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد والد الرضي. انظر: ج١، ص٦٩.

٥٨٧

الأيام نظمه ونثره والله يتولاه بعفوه وغفرانه، ويحييه بروحه وريحانه، فلما قضى نحبه حضر الوزير فخر الملك وجميع الأعيان والأشراف والقضاة جنازته والصلاة عليه ومضى أخوه السيد المرتضى من جزعه عليه إلى مشهد جده موسى بن جعفرعليه‌السلام لأنه لم يستطع ان ينظر إلى جنازة أخيه، ودفنه وصلى عليه فخر الملك أبو غالب ومضى بنفسه آخر النهار إلى السيد المرتضى إلى المشهد الكاظمي فألزمه بالعودة إلى داره.

ورثاه أخوه المرتضى (ره) بأبيات منها قوله:

يا للرجال لفجعة جذمت يدي

وددت لو ذهبت علي براسي

مازلت أحذر وردها حتى أتت

فحسوتها في بعض ما أنا حاسي

ومطلتها زمناً فلما صممت

لم يثنها مطلي وطول مكاسي

٥٨٨

لله عمرك من قصير طاهر

ولرب عمر طال بالأدناس(١)

ورثاه تلميذه مهيار الديلمي بقصيدة منها قوله:

بكر النعي من الرضي بمالك

غاياتها متعوداً قدامها

كلح الصباح بموته عن ليلة

نفضت على وجه الصباح ظلامها

بالفارس العلوي شق غبارها

والناطق العربي شق كلامها

سلب العشيرة يومه مصباحها

مصلاحها عمالها علامها

برهان حجتها التي بهرت به

أعداءها وتقدمت أعمامها(٢)

قال السيد الأجل السيد علي خانرحمه‌الله في أنوار الربيع وشقت هذه المرثية

__________________

١ - نهج البلاغة، تحقيق: محمد عبده: ج١، ص٩، الغدير للعلامة الأميني: ج٤، ص٢١١، وشرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج١، ص٤١، حقائق التأويل للشريف الرضي: ص١١٢، ومثله في أمل الآمل للحر العاملي: ج٢، ص٢٦٥، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج١٧، ص٢٧.

٢ - الغدير للأميني: ج٤، ص٢١١.

٥٨٩

على جماعة ممن كان يحسد الرضي رضي الله تعالى عنه على الفضل في حياته ان يرثى بمثلها بعد وفاته، فرثاه بقصيدة أخرى مطلعها في براعة الاستهلال كالأولى وهي:

أقريش لا لفم أراك ولا يد

فتواكلي غاض الندى وخلا الندي

وما زلت معجباً بقوله منها:

بكر النعي فقال أودى خيرها

إن كان يصدق فالرضي هو الردي(١)

الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام

لقد أرغم المأمون علي بن موسى الرضاعليه‌السلام على القبول بولاية العهد نفاقاً ليظهر هو بمظهر المؤمن ويظهر الرضاعليه‌السلام بأنه لم يزهد في الدنيا بل الدنيا زهدت فيه كما أجابه الرضاعليه‌السلام بحقيقة غايته وإليك الخبر:

__________________

١ - أوائل المقالات للشيخ المفيد، هامش رقم ١، تحقيق: إبراهيم الأنصاري: ص٢٤٣ والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٢٧٢ - ٢٧٤.

٥٩٠

عن أبو الصلت وياسر وغيرهما: ان المأمون قال للرضاعليه‌السلام : يا ابن رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني، فقال الرضاعليه‌السلام :

بالعبودية لله أفتخر، وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا، وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله.

فقال له المأمون: فاني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها لك وأبايعك.

فقال له الرضاعليه‌السلام : إن كانت هذه الخلافة لك فلا يجوز أن تخلع لباساً ألبسكه الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز أن تجعل لي ما ليس لك.

فقال المأمون لابد لك من قبول هذا الأمر.

فقال: لست أفعل ذلك طائعاً أبداً.

فما زال يجهد به أياماً والفضل والحسن يأتيانه حتى يئس من قبوله

٥٩١

فقال: فكن ولي عهدي.

فقال الرضاعليه‌السلام : والله لقد حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول الله صلوات الله عليهم اني أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسم مظلوماً تبكي علي ملائكة السماء والأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب هارون.

فقال: ومن الذي يقتلك أو يقدر على الإساءة إليك وأنا حي!

قال: أما اني لو أشاء أن أقول من الذي يقتلني لقلت.

فقال: إنما تريد التخفيف عن نفسك بهذا.

قال: واني لأعلم ما تريد بذلك أن تقول للناس: ان علي بن موسى لم يزهد في الدنيا بل الدنيا زهدت فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعاً في الخلافة.

فقال المأمون: ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة نفر وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فان فعلت وإلا ضربت عنقك.

٥٩٢

فقال الرضاعليه‌السلام : ان الله نهاني أن ألقي بيدي إلى التهلكة فان كان الأمر على هذا فافعل ما بدا لك وأنا أقبل ولاية العهد على انني لا آمر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا أعزل ولا أغير شيئاً مما هو قائم.

فأجابه المأمون إلى ذلك كله، فخرج ذو الرياستين قائلاً:

واعجباً وقد رأيت عجباً رأيت المأمون أمير المؤمنين يفوض أمر الخلافة إلى الرضا ورأيت الرضا يقول: لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه، فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منه.

ثم انه خرج الفضل فأعلم الناس برأي المأمون في علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وانه قد ولاه عهده وسماه الرضا(١) .

__________________

١ - مناقب آل أبي طالب : ج ٤ ، ص ٣٦٣

٥٩٣

٥٩٤

حرف الزاء

٥٩٥

٥٩٦

الزباء

الزباء ابنة عمرو بن خراب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر، ملكة الشام والجزيرة، من أهل بيت عاملة من العماليق كانوا في سلح، وقال بعضهم: بل كانت رومية، وكانت تتكلم العربية، مدائنها على شاطئ الفرات من الجانب الشرقي والغربي، وهي اليوم خراب، وكانت - فيما ذكر - قد سَقَفت الفرات وجعلت من فوقه أبنية رومية وجعلته أنقاباً بين مدائنها، وكانت تغزو بالجنود قبائل، فخطبها جذيمة(١) الأبرش، فكتبت إليه: إني فاعلة، ومثلك من يُرغب فيه فإذا شئت فاشخص إليّ، وكانت بِكراً، فجمع عند ذلك جذيمة أصحابه فاستشارهم، فأشاروا عليه بالمضي، وخالفهم قصير بن سعد، تابع كان له في

__________________

١ - جذيمة أول من ملك قضاعة، وهو جذيمة بن مالك بن فهم التنوخي (مروج الذهب: ج٢، ص٦٦).

٥٩٧

لخم، فأمره ألا يفعل، ويكتب إليها، فإن كانت صادقة أقبلت إليك، وإلا لم تقع في حبالها، فعصاه وأطاعهم... وسار... وأُدخل على الزباء فاستقبلته وقد كشفت عن كبعثانها، ثم أجلسته على نطع، ودعت له بطست من عسجد، فقطعت رواهشه واستنزفته... فجعل دمه يشخب في النطع كراهة ان يفسد مقعدها(١) .

__________________

١ - مروج الذهب للمسعودي: ج٢، ص٦٩ - ٧١، وتفصيل ذلك في كتابنا رياض الأمثال فليراجع. المؤلف.

٥٩٨

الزبير بن العوام

جاء في الإمامة والسياسة(١) :

قال: وذكروا أن الزبير وطلحة أتيا علياً بعد فراغ البيعة، فقالا: هل تدري على ما بايعناك يا أمير المؤمنين؟ قال علي: نعم، على السمع والطاعة، وعلى ما بايعتم عليه أبا بكر وعمر وعثمان، فقالا: لا، ولكنا بايعناك على أنا شريكاك في الأمر، قال علي: لا، ولكنكما شريكان في القول والاستقامة والعون على العجز والأولاد، قال: وكان الزبير لا يشك في ولاية العراق، وطلحة في اليمن، فلما استبان لهما أن علياً غير موليهما شيئاً، أظهرا الشكاة، فتكلم الزبير في ملأ من قريش، فقال: هذا جزاؤنا من علي، قمنا له في أمر عثمان، حتى أثبتنا عليه الذنب، وسببنا له القتل، وهو جالس في بيته وكفي الأمر. فلما نال بنا ما أراد،

__________________

١ - الإمامة و السياسة : ج ١ ، ص ٧٠

٥٩٩

جعل دوننا غيرنا، فقال طلحة: ما اللوم إلا أنا كنا ثلاثة من أهل الشورى، كرهه أحدنا وبايعناه، وأعطيناه ما في أيدينا، ومنعنا ما في يده، فأصبحنا قد أخطأنا ما رجونا. قال: فانتهى قولهما إلى علي فدعا عبد الله بن عباس وكان استوزره، فقال له: بلغك قول هذين الرجلين؟ قال: نعم، بلغني قولهما. قال: فما ترى؟ قال: أرى أنهما أحبا الولاية. فول البصرة الزبير، وول طلحة الكوفة، فإنهما ليسا بأقرب إليك من الوليد وابن عامر من عثمان، فضحك علي، ثم قال: ويحك، إن العراقين بهما الرجال والأموال، ومتى تملكا رقاب الناس يستميلا السفيه بالطمع، ويضربا الضعيف بالبلاء، ويقويا على القوي بالسلطان، ولو كنت مستعملاً أحداً لضره ونفعه لاستعملت معاوية على الشام، ولولا ما ظهر لي من حرصهما على الولاية، لكان لي فيهما رأي. قال ثم أتى طلحة والزبير إلى علي، فقالا: يا أمير المؤمنين، ائذن لنا في العمرة، فإن تقم إلى انقضائها

٦٠٠