رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20775
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20775 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

وجهه في النار))(١) .

وقول الإمام الباقرعليه‌السلام : اللهم اشدد أزري بزيد، وكان إذا نظر إليه يتمثل:

لعمرك ما إن أبو مالك

بواه ولا بضعيف قواه

ولا بالألد له وازع

يعادي أخاه إذا ما نهاه

ولكنه هين لين

كعالية الرمح عرد نساه

إذا سدته سدت مطواعة

ومهما وكلت إليه كفاه

أبو مالك قاصر فقره

على نفسه ومشيع غناه(٢)

ودخل عليه زيد فلما رآه تلا:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ (٣) ) ثم قال: أنت والله يا زيد من أهل ذلك.

وقول الصادقعليه‌السلام : إنه كان مؤمناً،

__________________

١ - كتاب الملاحم لابن طاووس في الباب: ٣١، ص١٢٠، ميزان الحكمة: ج٣، ص٢٣٢٣.

٢ - الأغاني: ج٢٠، ص١٢٧.

٣ - (النساء: من الآية١٣٥).

٦٤١

وكان عارفاً، وكان عالماً، وكان صدوقاً، أما إنه لو ظفر لوفى، أما إنه لو ملك لعرف كيف يصنعها.

وقوله الآخر لما سمع قتله: إنا لله وإنا إليه راجعون، عند الله أحتسب عمي إنه كان نعم العم، إن عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا، مضى والله عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسين مضى والله شهيداً(١) .

وقوله الآخر: إن زيداً كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه، وإنما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه(٢) .

وقوله الآخر في حديث: أما الباكي على زيد فمعه في الجنة، أما الشامت فشريك في دمه.

وقول الرضاعليه‌السلام : إنه كان من علماء آل محمد غضب لله فجاهد أعداءه حتى قتل(٣) .

__________________

١ - عيون أخبار الرضا: ج٢، ص٢٢٨.

٢ - الكافي للكليني: ج٨ ، ص٢٦٤.

٣ - عيون أخبار الرضا: ج٢، ص٢٢٥.

٦٤٢

وللكميت من هاشمياته قصيدة يرثي بها زيد بن علي مطلعها:

ألا هل عم في رأيه متأمل؟!

وهل مدبرٌ بعد الإساءة مقبل؟!

وله في زيد:

يعزُّ على أحمـــد بالذي

أصاب ابنه أمس من يوسف

خبيث من العصبة الأخبثين

وإن قلت: زانين لم أقذف

وقال السيد الحميري كما في تاريخ الطبري:

بت ليلي مسهدا

ساهر الطرف مقصدا

ولقد قلت قولة

وأطلت التبلدا

لعن الله حوشباً

وخراشاً ومزبدا

ويزيداً فإنه

كان أعتى وأعندا

ألف ألف وألف ألف

من اللعن سرمدا

إنهم حاربوا الإله

وآذوا محمدا

٦٤٣

شركوا في دم المطهر

زيدٍ تعندا

ثم عالوه فوق جذع

صريعاً مجردا

يا خراش بن حوشب

أنت أشقى الورى غدا(١)

وللشيخ جعفر نقدي قصيدة في رثائه أولها:

يا منزلاً بالبلاغيين أرسمه

بكيت شجواً على بعد متيَّمه(٢)

قال السيد عبد الرزاق المقرَّم:

قال المحدّث النوري في رجال مستدرك الوسائل: ((ان زيد بن علي جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة، وأما ما ورد مما يوهم خلاف ذلك مطروح أو محمول على التقية))(٣) .

وقال الشيخ المفيد:

كان زيد بن علي بن الحسينعليه‌السلام عين

__________________

١ - تاريخ الطبري: ج٨ ، ص٢٧٨.

٢ - الغدير للعلامة الأميني: ج٣، ص٩٧ - ١٠٢.

٣ - زيد الشهيد، عبد الرزاق المقرّم: ص٤٣.

٦٤٤

أخوته بعد أبي جعفرعليه‌السلام أفضلهم، وكان عابداً ورعاً فقيهاً، سخياً شجاعاً، يضرب بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويأخذ بثأر الحسينعليه‌السلام (١)

وفي عيون أخبار الرضا:

عن محمد بن يزيد النحوي عن ابن أبي عبدون عن أبيه: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وكان قد خرج بالبصرة وأحرق دور بني العباس وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وقال:

يا أبا الحسن؛ لأن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج من قبله زيد بن علي فقتل، ولولا مكانتك لقتلته فليس ما أتاه بصغير.

فقال الرضاعليه‌السلام : لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن علي فإنه كان من علماء آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غضب لله عز وجل فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثني ابن موسى بن جعفر انه سمع أباه جعفر بن

__________________

١ - الإرشاد ، الشيخ المفيد : ص ٢٥١

٦٤٥

محمد يقول: رحم الله عمي زيداً، انه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له:

يا عم ان رضيت ان تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.

فقال المأمون: يا أبا الحسن؛ أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء؟

فقال الرضاعليه‌السلام : ان زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق، وانه كان أتقى لله في ذاك انه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، وانما جاء فيمن يدعي انه الله نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد بن علي والله ممن خوطب بهذه الآية:( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا

٦٤٦

الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (١) )

وروى الكليني في روضة الكافي مسنداً عن الإمام الصادقعليه‌السلام انه قال:

لا تقولوا خرج زيد، فإن زيد كان عالماً، وكان صدوقاً، ولم يدعكم إلى نفسه، إنما دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لوفا بما دعاكم إليه، انما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه(٢) .

وفي إرشاد المفيد قال: ولما قتل بلغ من أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، كل مبلغ، وحزن له حزناً عظيماً حتى بان عليه، وفرق من ماله في عيال من أصيب معه من أصحابه ألف دينار(٣) .

زيد بن عمرو

جاء في الأغاني(٤) :

__________________

١ - (الحج:٧٨). عيون أخبار الرضاعليه‌السلام للصدوق: ج٢، ص٢٢٥.

٢ - الكافي: ص٢٦٤.

٣ - الاحتجاج: ج٢، ص١٣٢ - ١٣٣، الهامش.

٤ - الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: ج٣، ص١١٩ =

٦٤٧

هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمه جيداء بنت خالد بن جابر بن أبي حبيب بن فهم. كان زيد بن عمرو أحد من اعتزل عبادة الأوثان، وامتنع من أكل ذبائحهم، وكان يقول: يا معشر قريش أيرسل الله مطر السماء، وينبت بقل الأرض، ويخلق السائمة(١) فترعى فيه وتذبحوها لغيره، والله ما أعلم على ظهر الأرض أحداً على دين إبراهيم غيري.

كان الخطَّاب بن نفيل أبا عمر قد أخرج زيد بن عمرو من مكة وجماعة من قريش ومنعوه ان يدخلها حين فارق أهل الأوثان، وكان أشدهم عليه الخطاب بن نفيل. وكان عمرو إذا خلص إلى البيت استقبله ثم قال: لبيك حقاً حقاً، تعبداً ورقاً، البر أرجو لا الخال(٢) وهو مهجّر(٣)

__________________

= ١٢١.

١ - السائمة: للشاة.

٢ - الخال: الخيلاء والكبرياء.

٣ - مهجّر: سار في الهاجرة: أي نصف النهار =

٦٤٨

كمن قال(١) ، ثم يقول:

عدت بما عاد به إبراهيم

مستقبل الكعبة وهو قائم

يقول أنفي لك عان راغم

سهماً تجشمني فإني جاشم(٢)

قيل: ان زيد بن عمرو خرج إلى الشام يسأل عن الدين، ويتبعه، فلقي عالماً من اليهود، فسأله عن دينهم، فقال: لعلي أدين بدينكم فاخبرني بدينكم، فقال اليهودي: إنك لا تكون على ديننا حتى تأخذ نصيبك من غضب الله، فقال زيد

__________________

= عند اشتدادها.

١ - قال: تظلل وتفيأ.

٢ - أي كلفني على مشقة، مسند أبي داود الطيالسي: ص٣٢، المعجم الكبير للطبراني: ج١، ص١٥٢، دلائل النبوة للأصبهاني: ص٨٠ ، الفايق في غريب الحديث للزمخشري: ج٣، ص١٨٤، التبيان للطوسي: ج١، ص٤٤٩ (بخلاف بسيط)، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج١٩، ص٤٩٦، أسد الغابة لابن الأثير: ج٢، ص٢٣٨، البداية والنهاية: ج٢، ص٢٩٨، سيرة ابن هشام الحميري: ج١، ص١٥١، السيرة النبوية لابن كثير: ج١، ص١٥٧.

٦٤٩

بن عمرو: لا أفر من غضب الله، وما أحمل من غضب الله شيئاً أبداً وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلمه إلا ان يكون حنيفاً، فقال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، فخرج من عنده وتركه، فأتى عالماً من علماء النصارى فقال له نحواً مما قال لليهودي، فقال له النصراني: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، فقال: إني لا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئاً أبداً وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ فقال له نحواً مما قال اليهودي: لا أعلمه إلا ان يكون حنيفاً، فخرج من عندهما وقد رضي بما أخبراه واتفقا عليه من دين إبراهيم، فلما برز رفع يديه وقال: الله [إني] على دين إبراهيم. وله:

أسلمت وجهي لمن أسلمت

له المزن تحمل عذباً زلالا

وأسلمت وجهي لمن أسلمت

له الأرض تحمل صخراً ثقالا

٦٥٠

دحاها فلما استوت شدها

سواءً وأرسى عليها الجبالا(١)

زيد بن وهب الجهني الكوفي

من الرواة وأحد رجال الصحاح الست، اشتغل بجمع ونشر خطب وأقوال الإمام عليعليه‌السلام كان من سكان الكوفة مصاحباً لعليعليه‌السلام واشترك مع الإمام في حروبه، وقد أثنى عليه الرجاليون واعتبروه في الزمرة الموثقة وعنه كتب الشيخ الطوسي:

له كتاب خطب أمير المؤمنينعليه‌السلام على المنابر في الجُمع والأعياد وغيرها.

وعبر موارد عديدة من كتاب ((صفين)) القيَّم نستدل على حضور زيد بن وهب في حرب صفين، وقد نقل نصر بن مزاحم عدداً

__________________

١ - تفسير القرطبي: ج١٩، ص٢٠٥، فتح القدير للشوكاني: ج٥، ص٣٧٩، تاريخ مدينة دمشق: ج١٩، ٥١٦، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج١، ص١٣٣، البداية والنهاية لابن كثير: ج٢، ص٣٠٠، السيرة النبوية لابن كثير: ج١، ص١٦٣.

٦٥١

من خطب الإمام عليعليه‌السلام وأقوال الآخرين في هذه المعركة عبر زيد. وقد ذكر الرجالي الكبير العلامة آقا بزرگ الطهراني هذه الصحيفة وعلق عليها بالرجوع إلى المصادر المتعددة(١) .

__________________

١ - معجم أحاديث البحار : ص ٣٤

٦٥٢

٦٥٣

حرف السين

٦٥٤

سبط ابن الجوزي

أبو المظفر يوسف بن قزغلي البغدادي.

كان عالماً فاضلاً مؤرخاً كاملاً له كتاب تذكرة خواص الأمة بذكر خصائص الأئمةعليهم‌السلام ومرآة الزمان في تاريخ الأعيان في نحو أربعين مجلداً.

عن الذهبي قال: يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة بل يبخس ويجازف ثم انه يترفض(١) .

قال ابن خلكان في أحوال الوزير عون الدين أبي المظفر يحيى بن هبيرة بن محمد بن هبيرة الشيباني الأديب الفاضل الذي كان وزيراً في أيام المقتفى لأمر

__________________

١ - وقد علّق الحاج خليفة على قول الذهبي: ((هذا من الحسد، فإنه في غاية التحرير، ومن أرخ بعده فقد تطفل عليه، لاسيما الذهبي والصفدي، فإن قولهما منه في تاريخهما)) فظهر ان لا ذنب له إلا ((الترفض))!! راجع كشف الظنون: ج٢، ص١٦٤٧.

٦٥٥

الله والمستنجد بالله توفي سنة ٥٦٠ ما هذا لفظه: وذكر الشيخ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلى بن عبد الله سبط الشيخ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي في تاريخه الذي سماه مرآة الزمان ورأيته بدمشق في أربعين مجلداً وجميعه بخطه وكان أبوه قزغلى مملوك عون الدين بن هبيرة المذكور وزوجه بنت الشيخ جمال الدين أبي الفرج المذكور فأولدها شمس الدين فولاؤه له.

توفي سنة ٦٥٤ بدمشق ودفن في جبل قاسيون(١) .

السدي

أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب التبيان وغيره كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن الكريم بآرائهم عده

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٠٥ - ٣٠٦.

٦٥٦

الشيخ في أصحاب السجاد والباقرينعليهم‌السلام وعن ابن حجر انه صدوق متهم رمى بالتشيع من الرابعة.

وعن السيوطي انه قال في الإتقان أمثل التفاسير تفسير إسماعيل السدي، روى عنه الأئمةعليهم‌السلام مثل الثوري وشعبة انتهى.

أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن عليعليه‌السلام

توفي في حدود سنة ١٢٨ وهو السدى الكبير والسدى الصغير حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي(١) .

السريعي

روى أصحابنا: ان أبا محمد الحسن السريعي كان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمدعليهم‌السلام ، وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه من قبل صاحب الزمانعليه‌السلام

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣١١

٦٥٧

وكذب على الله وحججهعليهم‌السلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم وما هم منه براء، ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد، وكذلك كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسنعليه‌السلام ، فلما توفي ادعى البابية لصاحب الزمان، ففضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والغلو والتناسخ، وكان يدعي انه رسول نبي أرسله علي بن محمدعليه‌السلام ، ويقول بالإباحة للمحارم، وكان أيضاً من جملة الغلاة أحمد بن هلال الكرخي، وقد كان من قبل في عدد أصحاب أبي محمدعليه‌السلام ، ثم تغير عما كان عليه وأنكر بابية أبي جعفر محمد بن عثمان، فخرج التوقيع بلعنه من قبل صاحب الأمر والزمان وبالبراءة منه، في جملة من لعن وتبرأ منه.

وكذا كان أبو طاهر محمد بن علي بن بلال، والحسين بن منصور الحلاج، ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري، لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً، على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح (ره) ونسخته:

٦٥٨

((عرَّف أطال الله بقاك! وعرفك الله الخير كله وختم به عملك، من تثق بدينه وتسكن إلى نيته من إخواننا أدام الله سعادتهم: بأن (محمد بن علي المعروف بالشلمغاني) عجل الله له النقمة ولا أمهله، قد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله وادعى ما كفر معه بالخالق جل وتعالى، وافترى كذباً وزوراً، وقال بهتاناً وإثماً عظيماً، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً.

وانا برئنا إلى الله تعالى والى رسوله صلوات الله عليه وسلامه ورحمته وبركاته منه، ولعناه عليه لعاين الله تترى، في الظاهر منا والباطن، في السر والجهر، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى كل من شايعه وبلغه هذا القول منا فأقام على تولاه بعده.

اعلمهم تولاك الله! اننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه، من: (السريعي، والنميري، والهلالي، والبلالي) وغيرهم. وعادة الله جل ثناؤه مع ذلك قبله وبعده

٦٥٩

عندنا جميلة، وبه نثق وإياه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل))(١) .

قال الشيخ الطوسىرحمه‌الله :

((ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية لعنهم الله)) أولهم المعروف بالسريعي (أخبرنا) جماعة عن أبي محمد التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام (قال): كان السريعى يكنى: ب‍ (أبي محمد) (قال) هارون: وأظن اسمه كان (الحسن)، وكان من أصحاب أبي الحسن علي بن محمد ثم الحسن بن علي بعدهعليهم‌السلام (٢)

وهو أول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه، ولم يكن أهلاً له، وكذب على الله وعلى حججهعليه‌السلام ، ونسب إليهم ما لا يليق بهم، وما هم منه براء، فلعنته الشيعة وتبرأت منه، وخرج توقيع الإمامعليه‌السلام بلعنه والبراءة منه.

(قال) هارون: ثم ظهر منه القول بالكفر والإلحاد.

__________________

١ - الاحتجاج: ج٢، ص٢٨٩ - ٢٩٠.

٢ - الغيبة للطوسي: ص٢٤٤.

٦٦٠