رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20781
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20781 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

بيت نبيك؟ وما زهدك في نصرتهم؟

فقال: يا أمير المؤمنين، لا تردن الأمور على أعقابها، ولا تؤنبني بما مضى منها، واستبق مودتي تخلص لك نصيحتي، فقد بقيت أمور تعرف فيها عدوك من وليك.

فسكت عنه، وجلس سليمان قليلاً، ثم نهض، فخرج إلى الحسن بن علىعليه‌السلام ، وهو قاعد في باب المسجد، فقال: ألا أعجبك من أمير المؤمنين، وما لقيت منه من التوبيخ والتبكيت؟ فقال الحسن: إنما يعاتب من ترجى مودته ونصيحته، فقال: لقد وثبت أمور ستشرع فيها القنا، وتنتضى فيها السيوف، ويحتاج فيها إلى أشباهي، فلا تستغشوا عتبى، ولا تتهموا نصحي.

فقال الحسن: رحمك الله، ما أنت عندنا بظنين(١) .

[وقد قيل: العتاب يذهب بالضغينة]

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٣، ص١٠٥ - ١٠٦. عن وقعة صفين لابن مزاحم المنقري: ص٦.

٧٠١

وقد تحقق ما تنبأ به سليمان بن صرد وما كان لهم من مواقف جليلة في نصرة الحسينعليه‌السلام ورسوله مسلم بن عقيل في الكوفة ما عوض ما سبق من تقصيره في نصرة عليعليه‌السلام في حرب الجمل، وكما قيل: وإن غداً لناظره لقريب.

سليم بن قيس العامري الهلالي

من المحدّثين الموثقين، له نور يعلوه، وهو من خواص الإمام عليعليه‌السلام ، ترك أثراً كبيراً وبارزاً وقد ذهب البعض إلى اعتباره أول من صنف في الشيعة وذهب آخرون إلى توجيه هذه التسمية إلى توغله وخوضه العميقين.

على أية حال المتبحر الكبير في علم الكتاب ابن النديم يقول:

قال محمد بن إسحاق: من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام ، سليم بن قيس الهلالي، وكان هارباً من الحجاج لأنه طلبه ليقتله، فلجأ إلى أبان بن عياش، فآواه، فلما حضرته الوفاة قال لأبان: ان لك علي حقاً وقد حضرتني الوفاة يا بن أخي، انه كان من أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيت

٧٠٢

وكيت وأعطاه كتاباً وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور، رواه عنه أبان بن عياش لم يرو عنه غيره، وقال أبان في حديثه: وكان قيس شيخاً له نور يعلوه، وأول كتاب ظهر للشيعة، كتاب سليم بن قيس الهلالي(١) .

ذكره النجاشي في المتقدمين في التصنيف من سلفنا الصالح، وقال: له كتاب، وكذلك ذكره الطوسي في الفهرست وقال: له كتاب أخبرنا به ابن أبي حيدر...

وقال النعماني:

ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمةعليهم‌السلام خلاف في كتاب سليم بن قيس الهلالي أصله من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم وحملة حديث أهل البيتعليهم‌السلام وأقدمها لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام وسمع منهما وهو من الأصول التي ترجع إليها الشيعة

__________________

١ - فهرست ابن النديم البغدادي : ص ٢٧٥

٧٠٣

ويعول عليها.

كان كتاب سليم من الآثار المشهورة والمتداولة في صدر الإسلام، وقد جاء ذكره في كتب الرجال والفهارس وصرّح بأقدميته، وقد أكد المؤلفون المعاصرون على هذا الأمر واعتبروه من أقدم الآثار الشيعية المدونة.

قال الدكتور شوقي ضيف:

ويظهر ان أول من ألف سليم بن قيس الهلالي معاصر الحجاج ويعد هذا الكتاب من الكتب المشهورة والمتداولة اليوم وقد أعيدت طباعته مرات عديدة سنشير إلى طبعتين رئيسيتين:

١ - طبعة النجف وهو بمقدمة مفصلة وقيمة من المحقق الكبير المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم وقد أعيد طباعته بالأفسيت في بيروت مراراً.

٢ - طبعة قم، حققها وعلّق عليها وقدم لها السيد علاء الدين الموسوي وتمتاز هذه الطبعة بإضافة إلى مقدمتها التحقيقية حول ماهية الكتاب بهوامش قيمة.

على أية حال فإن الموجود بين أيدي

٧٠٤

الناس، غير مقبول في إطلاقه، نفيه ما هو باطل بالبداهة عند الشيعة وعقيدتهم، وعليه فالكتاب الموجود يعد مدسوساً فيه على أقل تقدير فهو خليط من الغث والسمين(١) .

__________________

١ - المعجم المفهرس لأحاديث البحار: ص٣٣.

٧٠٥

سمرة بن جندب

وروى الأعمش، عن أبي صالح، قال: قيل لنا: قد قدم رجل من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأتيناه فإذا هو سمرة بن جندب، وإذا عند إحدى رجليه خمر، وعند الأخرى ثلج، فقلنا: ما هذا؟ قالوا: به النقرس، وإذا قوم قد أتوه، فقالوا يا سمرة، ما تقول لربك غداً؟ تؤتى بالرجل فيقال لك: هو من الخوارج فتأمر بقتله، ثم تؤتى بآخر فيقال لك: ليس الذي قتلته بخارجي، ذاك فتى وجدناه ماضياً في حاجته، فشبه علينا، وإنما الخارجي هذا، فتأمر بقتل الثاني! فقال سمرة: وأي بأس في ذلك! إن كان من أهل الجنة مضى إلى الجنة، وإن كان من أهل النار مضى إلى النار(١) !

وروى شريك قال: أخبرنا عبد الله بن

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٤، ص٧٧، ودراسات في الحديث والمحدّثين: ص١٠٣.

٧٠٦

سعد عن حجر بن عدي، قال: قدمت المدينة فجلست إلى أبي هريرة، فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل البصرة، قال: ما فعل سمرة بن جندب؟ قلت: هو حي، قال: ما أحد أحب إلي طول حياة منه، قلت: ولم ذاك؟ قال: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لي وله ولحذيفة بن اليمان: ((آخركم موتاً في النار)) فسبقنا حذيفة وأنا الآن أتمنى ان أسبقه، قال: فبقي سمرة بن جندب حتى شهد مقتل الحسين(١) .

وروى أحمد بن بشير عن مسعر بن كدام، قال: كان سمرة بن جندب أيام مسير الحسينعليه‌السلام إلى الكوفة، على شرطة عبيد الله بن زياد، وكان يحرض الناس على الخروج إلى الحسينعليه‌السلام وقتاله(٢) .

سهل بن هارون

سهل بن هارون بن راهبون، ويكنى أبا

__________________

١ - فرحة الغري، السيد عبد الكريم بن طاووس: ص٤٧.

٢ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٤، ص٧٨.

٧٠٧

عمر، أصله من نيسابور ونزل البصرة، وتفرد في زمانه بالبلاغة والحكمة وسعة البيان، أعجب المأمون ببلاغته وعقله فولاه خزانة الحكمة، وهي التي كانت تحوي كتب الفلاسفة التي نقلت للمأمون من جزيرة قبرص. صنف كتباً كثيرة عارض بها كتب الأوائل حتى لقب ((بزرجمهر الإسلام)) وله نظم جيد ونثر فائق.

له رسالة في البخل هي آية من الآيات، وكان بخيلاً ظريفاً، وله في البخل نوادر معجبة(١) .

سيبويه

أبو الحسن، أو أبو بشر، عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البيضاوي العراقي البصري النحوي المشتهر كلامه وكتابه في الآفاق الذي قال في حقه العلامة الطباطبائي بحر العلومرحمه‌الله تعالى ان المتقدمين والمتأخرين وجميع الناس في النحو عيال عليه.

__________________

١ - البيان والتبيين: ج١، ص٥٥، الهامش.

٧٠٨

أخذ عن الخليل ويونس والأخفش وعيسى بن عمر ولكن جميع حكاياته عن الخليل وقد كثرت كلمات علماء النحو في مدح كتابه المسمى الكتاب ولهم عليه شروح وتعليقات وردود نشأت من اعتنائهم واشتغالهم به وقصة وروده بغداد ومناظرته مع الكسائي معروفة وعبر صاحب بحار الأنوار عنه في آية الوضوء بالمعاند للحق وأهله فراجع كتاب الطهارة منه ص ٥٨.

قالوا توفي بشيراز بمدينة ساوة وقبره بها.

وكان شاباً نظيفاً جميلاً أبيضاً مشرباً بحمرة كأن خدوده لون التفاح وذلك يقال له سيبويه لأن التفاح سيب أو لأنه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته.

أقول وقد يلقب بسيبويه غيره فعن كتاب الصبح المنبي قال: حدث محمد بن الحسن الخوارزمي قال: مررت بمحمد بن موسى الملقب بسيبويه بن الموسى وهو يقول مدح الناس المتنبي على قوله:

٧٠٩

ومن نكد على الحر أن يرى

عدواً له ما من صداقته بد(١)

ولو قال ما من مداراته أو مداجاته بد لكان أحسن وأجود قال: واجتاز المتنبي به فوقف عليه وقال: أيها الشيخ أحب ان أراك قال له: رعاك الله وحياك فقال بلغني انك أنكرت علي قولي عدواً له ما من صداقته بد فما كان الصواب عندك؟ فقال ان الصداقة مشتقة من الصدق في المودة ولا يسمى الصديق صديقاً وهو كاذب في مودته فالصداقة إذن ضد العداوة ولا موقع لها في هذا الموضع ولو قلت ما من مداراته أو مداجاته لأصبت(٢) .

__________________

١ - البداية والنهاية: ج١١، ص٢٩٢.

٢ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٢٩ - ٣٣٠.

٧١٠

سيف الدولة الحمداني

أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان.

قال ابن خلكان قال أبو منصور الثعالبي في كتاب يتيمة الدهر: (كان بنو حمدان ملوكاً أوجههم للصباحة وألسنتهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة وسيف الدولة مشهور بسيادتهم وواسطة قلادتهم(١) وحضْرته مقصد الوفود ومطلع الجود وقبلة الآمال ومحط الرحال وموسم الأدباء وحلبة الشعراء ويقال انه لم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر ونجوم الدهر وانما السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها.

وكان أديباً شاعراً محباً لجيد الشعر شديد الاهتزاز له وكان كل من أبي محمد عبد الله بن محمد الفياض الكاتب وأبي

__________________

١ - تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج٤٣، ص٢٢.

٧١١

الحسن علي بن محمد الشمشاطي قد اختار من مدائح الشعراء لسيف الدولة عشرة آلاف بيت وكانت لسيف الدولة جارية من بنات ملوك الروم في غاية الجمال فحسدها بقية الحظايا لقربها منه ومحلها من قلبه وعزَمْنَ على إيقاع مكروه بها من سم أو غيره فبلغه الخبر وخاف عليها فنقلها إلى بعض الحصون احتياطاً وقال:

راقبتني العيون فيك فأشفق

ـت ولم أخل قط من إشفاق

ورأيت العدو يحسدني فيـ

ـك مجداً بأنفس الأعلاق

فتمنيت ان تكوني بعيداً

والذي بيننا من الود باق

رب هجر يكون من خوف هجر

وفراق يكون خوف فراق

وأخبار سيف الدولة كثيرة خصوصاً مع الشعراء خصوصاً مع المتنبي والسرى الرفاء والنامي والببغاء والوأواء وتلك الطبقة.

كانت ولادته ١٧ حج سنة ٣٠٣ ووفاته سنة ٣٥٦ وملك حلب في سنة ٣٣٣ وكان

٧١٢

قبل ذلك مالك واسط وتلك النواحي وتقلبت الأحوال وانتقل إلى الشام وملك دمشق أيضاً وكثيراً من بلاد الشام والجزيرة وغزواته مع الروم مشهورة وللمتنبي في أكثر الوقائع قصائدرحمه‌الله تعالى ويأتي في ناصر الدولة ما يتعلق به. وهو غير سيف الدولة صدقة بن منصور المزيدي الأسدي الذي كان من أمراء الشيعة الإمامية وبنى مدينة الحلة في سنة ٤٩٥ كما تقدم في الحلي وكان يقال له ملك العرب وكان ذا بأس وسطوة وهيبة ونافر السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي وفضت الحال إلى الحرب فتلاقيا عند النعمانية وقتل الأمير صدقة في المعركة وكان ذلك في آخر ج ٢ سنة ٥٠١ وحمل رأسه إلى بغداد قاله ابن خلكان(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣٤١ - ٣٤٢.

٧١٣

السيوطي

أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن ناصر الدين محمد السيوطي الشافعي الفاضل المعروف صاحب المصنفات المشهورة في فنون شتى قيل انها تزيد على خمسمائة مصنف.

أخذ عن غالب علماء عصره وبلغ شيوخه نحو ثلاثمائة شيخ منهم قاضي القضاة علم الدين المناوى ومحيي الدين الكافيجي والشمني وقس عليهم الباقين.

قال (ضا)(١) في ترجمة السيوطي بعد ان عد كثيراً من كتبه وعد منها كتاب (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى)(٢) قال: وأما مذهبه ودينه فالظاهر انه

__________________

١ - ضا: روضات الجنات.

٢ - وعلى ما يبدو ان الشيخ القمي والخوانساري قد حصل عندهم الاشتباه حول هذا الكتاب، والحق أنه من تأليف العلامة الحافظ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري المتوفى ٦٩٤هـ وهو شيخ الشافعية ومحدّث الحجاز، وأيضاً هو صاحب كتاب الرياض النضرة في فضائل العشرة، وكتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين.

٧١٤

في الأصول سني أشعري وفي الفروع على نحلة الشافعي المطلبي إلا ان المنقول عن السيد الفقيه العالم المحدث الأمير بهاء الدين محمد الحسيني المختارى في حاشيته على كتاب الأشباه والنظائر للسيوطي قال: وسمعت عن السيد السند الفاضل الكامل العالم العامل الإمام العلامة السيد علي خان المدني أطال الله بقاءه في سنة ١١١٦ باصبهان ان السيوطي مصنف الكتاب كان شافعياً لكنه رجع عن التسنن واستبصر وقال بإمامة الأئمةعليهم‌السلام الاثنى عشر  فصار شيعياً إمامياً وختم الله له بالحسنى.

قال السيد طول الله عمره: رأيت كتاباً من مصنفات السيوطي ذكر فيه رجوعه إلى الحق واستدل على إمامة علي بن أبي طالبعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بلا فصل رزقني الله الفوز به.

ولا يبعد كون تأليفه في مناقب أولي القربى مشعراً بصحة هذه النسبة الجليلة إليه مضافاً إلى ما نقلناه من كلامه المتين في تقوية حديث رد الشمس لأمير المؤمنينعليه‌السلام

توفي السيوطي بالقاهرة سنة ٩١٠

٧١٥

وسيوط كثبوت أو أسيوط كأخدود قرية بصعيد مصر(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣٤٣

٧١٦

٧١٧

حرف الشين

٧١٨

الشافعي

أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي يتفق نسبه مع بني هاشم وبني أمية في عبد مناف لأنه من ولد المطلب بن عبد مناف.

والشافعي أحد الأئمةعليهم‌السلام الأربعة السنية قالوا ولد يوم وفاة أبي حنيفة سنة ١٥٠ بغزة هاشم ونشأ بمكة وكتب العلم بها وبالمدينة وقدم بغداد مرتين وحدث بها وخرج إلى مصر فنزلها إلى حين وفاته.

أخذ عن مالك بن أنس وسمع الحديث من محمد بن الحسن الشيباني وغيره.

ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه كثيراً وذكر في حقه هذين البيتين:

مثل الشافعي في العلماء

مثل البدر في نجوم السماء

٧١٩

قل لمن قاسه بنعمان جهلاً

أيقاس الضياء بالظلماء(١)

وروى عنه قال حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.

قال ابن النديم كان الشافعي شديداً في التشيع وذكر له رجل يوماً مسألة فأجاب فيها فقال له خالفت علي بن أبي طالبعليه‌السلام فقال له ثبَّت لي هذا عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام حتى أضع خدي على التراب وأقول قد أخطأت وأرجع عن قولي إلى قوله.

وحضر ذات يوم مجلساً فيه بعض الطالبيين فقال: لا أتكلم في مجلس بحضرة أحدهم هم أحق بالكلام ولهم الرياسة والفضل.

وله أشعار فاخرة منها قوله:

وإذا عجزت عن العدو فداره

وامزح له ان المزاح وفاق

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج٢، ص٦٧، الصراط المستقيم للعاملي: ج٣، ص٢١٧.

٧٢٠