رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20769
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20769 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

فالماء بالنار التي هي ضده

يعطي النضاج وطبعها الإحراق(١)

وله في الولاية شيء كثير ومدائح غفيرة لمن نزلت في شأنهم آية التطهير فمنها قوله:

إذا في مجلس ذكروا علياً

وشبليه وفاطمة الزكيه

يقال تجاوزوا يا قوم هذا

فهذا من حديث الرافضية

هربت إلى المهيمن من أناس

يرون الرفض حب الفاطمية

على آل الرسول صلاة ربى

ولعنته لتلك الجاهلية(٢)

وله أيضاً برواية ابن حجر المكي:

يا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

__________________

١ - الخطيب البغدادي في تاريخه: ج١٠، ص٤٦٦، الأنساب للسمعاني: ج٥، ص٤٥٢.

٢ - المسترشد لابن جرير الطبري الشيعي: ص٧٩، الصراط المستقيم للعاملي: ج٣، ص٧٧، فرائد السمطين: ج١، ص١٣٥/ ٩٨، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص١١١، ينابيع المودة: ج٣، ٩٨، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص٢٢٥.

٧٢١

كفاكم من عظيم القدر انكم

من لا يصلي عليكم لا صلاة له(١)

أشار بذلك إلى فضيلة لأهل البيتعليهم‌السلام تعلو كل فضيلة حيث ان الله تعالى جعل الصلاة عليهم جزءاً من الصلاة المفروضة على جميع عباده فلا تصح بدونها صلاة أحد من العالمين وهذه منزلة عنت لها وجوه جماعة الخافقين.

وله أيضاً برواية الصباغ المالكي نقلاً عن الفصول المهمة:

__________________

١ - شرح الأخبار للنعمان المغربي: ج٢، ص٤٨٩ هامش رقم ١، تحقيق محمد الحسيني الجلالي، النص والاجتهاد للسيد شرف الدين: ص٨١ ، الغدير للعلامة الأميني: ج٢، ص٣٠٣، و: ج٣، ص١٧٣، الرزقاني في شرح المواهب: ج٧، ص٧، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص١٨، خصائص الوحي المبين للحافظ ابن البطريق: ص٢٠، الصواعق المحرقة: ص١٥٧، الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم: ج١، ص٩١، ينابيع المودّة للقندوزي: ج٢، ص٤٣٤، جواهر العقدين: ج٢، ص١٦٣، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص٢٢٤.

٧٢٢

يا راكباً قف بالمحصب من منى

واهتف بساكن خيفها والناهض

سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى

فيضاً كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضاً حب آل محمد

فليشهد الثقلان اني رافضي

وقال كما نقل عن رشفة الصادي لأبي بكر بن شهاب الدين:

ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم

مذاهبهم في أبحر الغي والجهل

ركبت على اسم الله في سفن النجا

وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل

وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم

كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل

وفي تاريخ بغداد كان للشافعي صديق فبلغه عنه شيء فعاتبه بأبيات أرسلها إليه:

اذهب فانك من ودادى طالق

لا طالق مني طلاق البين

فإن ارعويت فانها تطليقة

ويقيم ودك لي على ثنتين

وإن اعوججت شفعتها بمثالها

فتكون تطليقين في قرأين

وإن الثلاث أتتك مني بتة

لم يغن عنك شفاعة الثقلين

ويقول القمي: يحكى عن الشافعي انه

٧٢٣

قال في جواب من سأله عن أمير المؤمنينعليه‌السلام :

ما أقول في رجل أسر أولياؤه مناقبه تقية وكتمها أعداؤه حنقاً وعداوة ومع ذلك قد شاع منه ما ملأت الخافقين.

وقد أخذ منه السيد تاج الدين العاملي هذا المعنى في قوله:

لقد كتمت آثار آل محمد

محبوهم خوفاً وأعداؤهم بغضا

فأبرز من بين الفريقين نبذة

بها ملأ الله السماوات والأرضا

توفي بمصر آخر رجب سنة ٢٠٤ ودفن بالقرافة الصغرى.

قال المسعودي: حدثني فقير بن مسكين عن المزني وكان سماعنا من فقير بمدينة اسوان بصعيد مصر قال: قال المزني: دخلت على الشافعي غداة وفاته فقلت له كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال: أصبحت من الدنيا راحلاً ولإخواني مفارقاً وبكأس المنية شارباً ولا أدري إلى الجنة تصير روحي فأهنيها أم إلى النار فأعزيها وانشأ يقول:

ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي

جعلت الرجا مني لعفوك سلما

٧٢٤

تعاظمني ذنبي فلما قرنته

بعفوك ربي كان عفوك أعظما(١)

شاه چراغ

أحمد بن الإمام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام المدفون بشيراز.

قال شيخنا المفيد في الإرشاد وكان أحمد ابن موسى كريماً جليلاً ورعاً وكان أبو الحسن موسىعليه‌السلام يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة ويقال ان أحمد بن موسى (ره) اعتق ألف مملوك(٢) .

ثم روى عن إسماعيل بن موسىعليه‌السلام قال:

__________________

١ - كتاب الأم للشافعي: ج١، ص١٤، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج٥، ص٣٣١، والكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٤٧ - ٣٥٠.

٢ - الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٢٤٤، نقد الرجال للتفريشي: ج١، ص١٧٥، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج٣، ص١٣٩، إعلام الورى بأعلام الهدى للطبرسي: ج٢، ص٣٦.

٧٢٥

خرج أبي بولده إلى بعض أمواله بالمدينة قال فكنا في ذلك المكان فكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشمه إن قام أحمد قاموا معه وإن جلس جلسوا معه وأبي بعد ذلك يرعاه ببصره لا يغفل عنه فما انقلبنا حتى تشيخ أحمد بن موسى بيننا.

وفي كتاب شد الإزار في حط الأوزار عن زوار المزار في مزارات شيراز وشرح حال جمع كثير منهم تأليف معين الدين أبي القاسم جنيد بن محمود الشيرازي ألفه في حدود سنة ٧٩١ قال السيد الأمير أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي المرتضىعليه‌السلام قدم شيراز فتوفى بها في أيام المأمون بعد وفاة أخيه علي الرضاعليه‌السلام بطوس وكان أجودهم جوداً وأرأفهم نفساً قد أعتق ألف رقبة من العبيد والإماء في سبيل الله تعالى وقيل استشهد ولم يوقف على قبره حتى ظهر في عهد الأمير مقرب الدين مسعود بن بدر فبنى عليه بناء وقيل وجد في قبره كما هو صحيحاً طرى اللون لم يتغير وعليه لامة سابغة وفي يده

٧٢٦

خاتم نقش عليه (العزة لله أحمد بن موسى) فعرفوه به ثم بني عليه الأتابك أبو بكر بناء أرفع منه ثم ان الخاتون تاش وكانت خيرة ذات تسبيح وصلاة بنت عليه قبة رفيعة وبنت بجنبها مدرسة عالية وجعلت مرقدها بجواره في سنة خمسين وسبعمائة رحمة الله عليهم أجمعين(١) .

شبيب بن يزيد

شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الحروري الخارجي، أمير الخوارج في عصره، وزلزل أركان الدولة الأموية أيام عبد الملك بن مروان، صاحب الوقائع الهائلة والأحداث العظيمة مع شيخ العتاة، وأسد الولاة الحجاج بن يوسف الثقفي، وقاتل قواده، ومبيد أجناده.

دخل الكوفة وهي غاصة بجند السلطان،

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٢٥١ - ٢٥٢

٧٢٧

حاشدة بأبطال الدولة وعلى رأسهم الحجاج، عنوة ليُنيل زوجته غزالة وفاء نذرها من الصلاة في مسجدها الجامع فأدت صلاتها، وأطالت فيها ما شاءت، ثم خرج يخترق بها صفوف أعدائه ولم يصب بأذى، ولم ينلها مكروه.

وكانت زوجته غزالة من الشجاعة والفروسية بالموضع العظيم، فكانت تباشر الحروب بنفسها، وتخوض المعامع بسيفها، وتصرع الأبطال بقوة جنانها، وهي التي لما أحجم الحجاج في إحدى المواقع عن مبارزتها عيّره بعض الشعراء بقوله:

أسد علي وفي الحروب نعامة

فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى

بل كان قلبك في جناحي طائر

ولد شبيب سنة ٢٥هـ / ٦٤٥م وكانت وفاته في نهر دجلة سنة ٧٧هـ / ٦٩٦م(١) .

__________________

١ - البيان والتبيين للجاحظ: ج١، ص٩٢، الهامش.

٧٢٨

شريح القاضي

هو شريح بن الحارث بن المنتجع بن معاوية بن جهم بن ثور بن عفير بن عدى بن الحارث بن مرة بن أدد الكندى، وقيل إنه حليف لكندة من بنى الرائش.

واختلف في اسم أبيه فقال أحدهم: هو معاوية بن ثور وآخر: هو هاني.

ويكنى أبا أمية. استعمله عمر بن الخطاب على القضاء بالكوفة، فلم يزل قاضياً ستين سنة، لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير، امتنع فيها من القضاء، ثم استعفى الحجاج من العمل فأعفاه، فلزم منزله إلى أن مات، وعمَّر عمراً طويلاً، قيل: إنه عاش مائة سنة وثمانياً وستين، وقيل مائة سنة، وتوفى سنة سبع وثمانين.

وكان خفيف الروح، مزاحاً، فقدم إليه رجلان، فأقر أحدهما بما ادعى به خصمه، وهو لا يعلم فقضى عليه، فقال لشريح: من شهد عندك بهذا قال: ابن أخت خالك.

وقيل: إنه جاءته امرأة تبكى وتتظلم

٧٢٩

على خصمها، فما رق لها حتى قال له إنسان كان بحضرته: ألا تنظر أيها القاضي إلى بكائها؟ فقال: إن أخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون. وأقر عليعليه‌السلام شريحاً على القضاء مع مخالفته له في مسائل كثيرة من الفقه مذكورة في كتب الفقهاء.

وسخط عليعليه‌السلام مرة عليه فطرده عن الكوفة ولم يعزله عن القضاء، وأمره بالمقام ببانقيا - وكانت قرية قريبة من الكوفة أكثر ساكنيها اليهود - فأقام بها مدة، حتى رضى عنه وأعاده إلى الكوفة.

وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب، أدرك شريح الجاهلية، ولا يعد من الصحابة، بل من التابعين، وكان شاعراً محسناً، وكان سناطاً لا شعر في وجهه(١) .

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج١٤، ص٢٨ - ٢٩

٧٣٠

الشعبي

بفتح الأول وسكون الثاني أبو عمرو عامر بن شراحيل الكوفي.

ينسب إلى شعب، بطن من همدان، يعد من كبار التابعين وجملتهم. وكان فقيهاً شاعراً، روي عن خمسين ومائة من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذا عن السمعاني، وحكى عنه قال: أدركت خمسمائة من الصحابة.

وعن مكحول قال: ما رأيت أفقه من الشعبي وقال آخر: الشعبي في زمانه كابن عباس في زمانه ووثقه ابن حجر ولكن لا يخفى انه عند علماء الشيعة مذموم مطعون وقد روى عنه أشياء رديئة فراجع (الكشي) في ترجمة الحرث الأعور.

وعن ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي قال ما هذا لفظه: وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحرث الهمداني حدثني الحارث وكان أحد الكذابين قال ابن عبد البر: ولم يبن من الحرث كذب وإنما نقم عليه إفراطه في حب علي وتفضيله على غيره

٧٣١

قال: ومن هاهنا كذبه الشعبي لان الشعبي يذهب إلى تفضيل أبي بكر وإلى انه أول من أسلم وتفضيل عمر(١) .

قال أبو جعفر الطبري في ذيل المذيل كان الحرث الأعور بن عبد الله بن كعب بن أسد بن يخلد بن حوث من مقدمي أصحاب عليعليه‌السلام في الفقه والعلم بالفرائض والحساب عن مجالد عن الشعبي قال: تعلمت من الحرث الأعور الفرائض والحساب وكان أحسب الناس(٢) .

مات فجأة بالكوفة سنة ١٠٤ ويظهر من ابن خلكان ان الشعبي كان قاضياً على الكوفة قال في أحوال أبي عمرو عبد الملك بن عمير بن سويد اللخمي الكوفي ما هذا لفظه: كان قاضياً على الكوفة بعد الشعبى وهو أي عبد الملك من مشاهير التابعين وثقاتهم ومن كبار

__________________

١ - ونقل هذا القول السيد شرف الدين العاملي في المراجعات: ص١١٨، ومثله في تفسير القرطبي: ج١، ص٥.

٢ - المتخب من ذيل المذيل للطبري: ص١٤٧، الكامل لابن عدي: ج٢، ص١٨٦.

٧٣٢

أهل الكوفة، رأى علي بن أبي طالبعليه‌السلام (١)

روي انه الشعبي قال: ما لقينا من آل أبي طالب، إن أحببناهم قتلونا، وإن أبغضناهم أدخلونا النار(٢) .

وجاء في البيان والتبيين:

هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وأصله من حمير، وعداده في همدان، وكان يكنى أبا عمر، وكان ضئيلاً نحيفاً، وكانت أمه من سبي جلولاء، وهي قرية بنواحي فارس. كتب لعبد الله بن مطيع العدوي، ولعبد الله بن يزيد الخطمي عامل ابن الزبير على الكوفة، وكان راوية قاصاً إخبارياً معروفاً بالمزح.

مات سنة ١٠٥هـ / ٧٢٣م(٣) .

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٦١ ٣٦٢.

٢ - عيون الأخبار: ج٢، ص٢١٢.

٣ - البيان والتبيين للجاحظ: ج٢، ص٤٣، الهامش.

٧٣٣

الشهيد الثاني

فقيه الشيعة العلم الشيخ زين الدين علي بن أحمد العاملي الجُبعي، المعروف بالشهيد الثاني.

ولد في الثالث عشر من شوال من سنة تسعمائة وأحد عشر هجري في بيت علم وفقاهة.

انه من أعيان ومفاخر فقهاء الشيعة ومن كبار المتبحرين في العلوم الإسلامية وأحد أعمدة الفقه والاجتهاد على طول مدة الفقه الإسلامي وهذا الوحيد المعروف بكثرة وغزارة آثاره في مختلف أطوار الفكر الإسلامي.

عاش في القرن العاشر الهجري واستطاع نشر فقه آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

لقد أنجب هذا الوتد العلمي عالماً جليلاً هو أبو منصور جمال الدين حسن (صاحب المعالم) والذي ترك لعالم التشيع كتابه الجليل (معالم الدين في الأصول) ليبقى ذكرى خالدة له.

ظل هذا الكتاب الجليل لقرون عدة

٧٣٤

الكتاب المعتمد لطلاب العلوم الدينية في الحوزات الشيعية وهكذا ظل هذا الكتاب خالداً كخلود كتاب أبيه المعروف بـ (الروضة البهية).

دراساته وسفره

١ - درس الشهيد الثاني المقدمات على يد أبيه نور الدين علي بن أحمد ثم ذهب إلى قرية ((ميس)) وواصل دراسته على يد الشيخ علي بن عبد العالي الميسي المتوفى سنة ٩٣٨ هجري. وقرأ عليه كتاب شرائع الإسلام للمحقق الحلي و ((الإرشاد)) و ((القواعد)) للعلامة الحلي.

ولأجل إدامة التحصيل فقد شرع بالسفر لمختلف مراكز العالم الإسلامي.

٢ - ذهب المترجم له إلى ((كرك نوح)) ودرس النحو وأصول الفقه على السيد جعفر الكركي وبعد إقامة ثلاث سنوات في جبع سافر في عام ٩٣٧ إلى دمشق وتتلمذ على يد الشيخ محمد بن مكي الحكيم والفيلسوف حيث درس مجموعة كتب الطب والحكمة وعلم الهيأة، وقرأ كتاب ((الشاطبية)) في علم القراءة

٧٣٥

والتجويد على يد الشيخ أحمد جابر.

وقرأ في دمشق كتاب ((صحيح مسلم)) و ((صحيح البخاري)) على يد ((شمس الدين طولون)).

٣ - وتحرك عالمنا الجليل هذا والذي لا يعرف التعب نحو مصر في عام ٩٤٢هـ، ودرس على يد ستة عشر أستاذاً لامعاً وعالماً جليلاً مختلف العلوم كعلوم العربية، وأصول الفقه، والهندسة، والمعاني، والبيان والعروض، والمنطق، والتفسير ومختلف العلوم الأخرى.

٤ - وفق المترجم له للحج في العام ٩٤٦ وكذلك لزيارة مراقد الأئمةعليهم‌السلام الأطهار في العراق ومن خلال ذلك سافر إلى مسقط رأسه في جبع.

٥ - سافر في العام ٩٤٨هـ إلى بيت المقدس وحصل على إجازة الرواية من الشيخ شمس الدين بن أبي اللطيف المقدسي ثم عاد لوطنه.

٦ - في العام ٩٤٩هـ عزم السفر إلى الروم ودخل القسطنطينية وهناك أرسل رسالة تبحث في عشرة علوم مختلفة إلى القاضي عسكر محمد بن مهدي بن القاضي

٧٣٦

الرومي. ثم تقابل الاثنان وبعد مباحثات علمية بين الطرفين عرض عليه القاضي الرومي ان يدرس في أية مدرسة يختارها هو وبعد الاستخارة اختار الشيخ ((المدرسة النورية)) ببعلبك وسلمه القاضي إدارة تلك المدرسة بعهدته.

٧ - في العام ٩٥٣هـ وبعد زيارة مراقد الأئمة الأطهارعليهم‌السلام عاد إلى جبع وأقام في موطنه الأصلي وانشغل هناك بالتدريس والتأليف لآثاره العلمية.

مرجعيته

بعد إقامته في بعلبك وبعد حصوله على شهرته العلمية تصدر مرجعيته هناك والتف حوله العلماء والفضلاء من ذلك البلد وكذلك التف حوله علماء وفضلاء البلاد الأخرى للاستفادة من علومه وأخلاقه.

وبما ان الشيخ كان محيطاً بفقه وعلوم كافة المذاهب الإسلامية الخمسة الجعفري، الحنفي، الشافعي، والمالكي والحنبلي فقد شرع بتدريس عام لكافة المذاهب وفي الحقيقة فإنه درس الفقه

٧٣٧

المقارن والعقائد.

واستفادت كافة جماهير المذاهب المختلفة من أجوبته على مسائلهم الشرعية.

عظمته وشخصيته

كتب العلامة الخنساري، صاحب كتاب روضات الجنات تعريفاً للشهيد الثاني يقول: لم أرَ بين جميع علماء الشيعة الكبار شخصية مثل الشهيد الثاني بلحاظ عظمته الشخصية وسعة صدره، وفهمه وذوقه الجيد وما يملك من تنظيم جيد لبرنامجه التحصيلي وكثرة أساتذته وظرافة طبعه ومعنويته العالية وكمال آثاره العلمية والخالية من كل نقص.

بل ان هذا الأستاذ الكبير قد تخلق بالأخلاق الإلهية وارتفعت منزلته إلى قرب المعصوم وقد صُنف في الدرجة الثانية والتالية للمعصومينعليهم‌السلام

عمله ومحاولاته

رغم درجته العلمية العالية فإنه كان يعتمد في نفقته الشخصية وامرار معاشه على كده الشخصي وكمثال على ذلك

٧٣٨

فقد كتبوا انه وعند نزول ظلام الليل فإنه يركب بغلته ويخرج خارج البلد لجمع الحطب اللازم لعائلته.

أساتذته

كان الشهيد الثاني يكثر السفر للبحث عن الأساتذة الذين يستطيع ان يحصل منهم على علومه المطلوبة.

فبدأ بالدراسة على يد أساتذة المذاهب الخمسة ولكثرتهم فاننا نذكر بعضاً منهم:

١ - والده علي بن أحمد العاملي الجبعي المتوفى ٩٢٥هـ.

٢ - الشيخ علي بن عبد العالي الميسمي المتوفى عام ٩٣٨هـ.

٣ - الشيخ محمد بن مكي الحكيم والفيلسوف الكبير.

٤ - السيد حسن بن جعفر الكركي.

٥ - شمس الدين طولون الدمشقي الحنفي.

٦ - الشيخ أبو الحسن البكري.

٧ - الشيخ شمس الدين أبو اللطف المقدسي.

٨ - الملا حسن الجرجاني.

٧٣٩

٩ - شهاب الدين بن النجار الحنبلي.

١٠ - زين الدين الحري المالكي.

وأساتذة كثيرون تعرف عليهم وأضاف عن طريقهم إلى علومه علوماً أخرى.

٧٤٠