رجال في التّارِيخ الجزء ١

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 750

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 750
المشاهدات: 20929
تحميل: 1898


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 750 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20929 / تحميل: 1898
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 1

مؤلف:
العربية

وقد تخرج على يديه فحول العلماء أمثال الميرزا الشيرازي والميرزا الرشتي والشربياني والمامقاني وغيرهم من أساطين العلم.

واشتهر الشيخ الأنصاري بأشياء متفرداً بها منها: قوة الذاكرة والحافظة، فقد جمع بين موهبة الذاكرة وموهبة الحافظة في زمن لا توجد فيه أشرطة الكاسيت ولا الوسائل الأخرى المماثلة، فكان يحفظ أقوال العلماء بسرعة ولا ينساها، ويدونها كما في شريط مسجل، وكان ناقداً جريئاً، فقد انتقد المتقدمين والمحدّثين متفرقين ومجتمعين وكأنه أثبت بجدارته العلمية واستعداده المدهش ان الأوائل لم يأتوا بشيء وانهم تركوا له كل شيء، فكان يَتَدبّرُ الأشياء بعمق ويوزنها بواقعها، ثم يعطي لكل شيء حجمه الطبيعي، ولكل واقعة حكمها الواقعي، وإجمالاً أقول ان حياته كلها فكر.

يقال ان أمه سئلت عن هذه الحالة

٨١

الخارقة للعادة وهي قضية ذكاء ولدها وقوة حافظته فقالت: بأنها كانت لا(١) ترضعه إلا وهي على طهارة ووضوء.

وكان الشيخ الأنصاري بالإضافة إلى مقامه العلمي متخلقاً بأخلاق الأئمة من أهل البيت ومصداقاً كاملاً لهذا الحديث الذي نحفظه جميعاً: (العلماء ورثة الأنبياء) ورثة لا بمعنى التركة أو الإرث المادي، انما هو التخلق بأخلاق الأنبياء والاقتداء بسلوكهم وسيرهم.

فقد نقل(٢) عن الشيخ الأنصاري قوله: ما فعلت فعلاً ولا قلت قولاً، ولا كتبت كلمة إلا لله ومن أجل الله، وهذا هو الترجمة الكاملة لمعنى العلماء ورثة الأنبياء، وهذا هو المصداق الكامل للعالم العامل الصادق في علمه ومعرفته، ويعبد الله في كل شيء يوافق رضاه وإرادته ورغبته لا في الصوم والصلاة فقط.

توفي في النجف عام ١٢٨١هـ ودفن

__________________

١ – لا في الأصل (لم ) ، المؤلف.

٢ – في الأصل ينقل

٨٢

بجوار الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام تغمده الله بواسع رحمته(١) .

__________________

١ – مع الصادقين : ج ٢ ، ص ١٣٠.

٨٣

أنس بن الحرث

أنس بن الحرث بن نبيه.

قال البخاري: قتل مع الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء، وكان أنس قد أدرك وقعة كربلاء، واستشهد فيها مع الإمام الحسين.

وكان أنس ممن امتنع عن بيعة أبي بكر، وتحصّن في دار فاطمةعليها‌السلام كما في الإصابة(١) .

الأوزاعي

بفتح الهمزة وسكون الواو أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد كيكرم إمام أهل الشام، ولم يكن بالشام أعلم منه، وكان يسكن بيروت.

روي ان سفيان الثوري لما بلغه مقدم الأوزاعي إلى مكة خرج حتى لقيه بذي طوى فحل سفيان رأس بعيره من القطار ووضعه على رقبته فكان إذا مر بجماعة

__________________

١ – موسوعة النجف الأشرف : ج ١ ، ص ٣٦

٨٤

قال الطريق للشيخ. سمع الأوزاعي من الزهري وعطا.

وروى عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس عن ابن عباس وروى عنه الثوري، وأخذ عنه عبد الله بن المبارك وجماعة كثيرة.

روى الخطيب في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال: أردت بيت المقدس فرافقت يهودياً فلما صرنا إلى طبرية نزل فاستخرج ضفدعاً فشد في عنقه خيطاً فصار خنزيراً فقال حتى أذهب فأبيعه من هؤلاء النصارى، فذهب وباعه وجاء بطعام فركبنا فما سرنا غير بعيد حتى جاء القوم في الطلب فقال لي: أحسبه صار في أيديهم ضفدعاً قال: فحانت مني التفاتة فإذا بدنه ناحية ورأسه ناحية، قال: فوقفت وجاء القوم فلما نظروا إليه فزعوا من السلطان ورجعوا عنه. قال: تقول لي الرأس رجعوا قال: قلت: نعم قال: فالتأم الرأس إلى

٨٥

البدن وركبنا وركب فقلت: لا أرافقك ابداً اذهب عني(١) .

حكي انه دخل الحمام ببيروت وكان لصاحب الحمام شغل فأغلق الحمام عليه وذهب ثم جاء ففتح الباب فوجده ميتاً(٢) ، وكانت وفاته سنة ١٥٧.

ابن أبي العزاقر

جاء في الاحتجاج:

اخبرني الحسين بن إبراهيم عن أحمد بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري - رض - قال:

كان أبو جعفر بن أبي العزاقر وجيهاً عند بني بسطام وذلك ان الشيخ أبا القاسم(٣) - رضي الله تعالى عنه وأرضاه

__________________

١ - تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج٦، ص٢٩٢.

٢ - الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج٢، ص٥٩.

٣ - الحسين بن روح من النواب الأربعة لصاحب الأمر.

٨٦

- كان قد جعل له عند الناس منزلة وجاهاً، فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء، وكفر، لبني بسطام ويسنده عن الشيخ أبي القاسم، فيقبلونه منه ويأخذونه عنه، حتى انكشف ذلك لأبي القاسم - رضي الله عنه - فأنكره وأعظمه، ونهى بني بسطام عن كلامه وأمرهم بلعنه والبراءة منه فلم ينتهوا، وأقاموا على توليه وذاك انه كان يقول لهم:

إنني أذعت السر وقد أخذ علي الكتمان فعوقبت بالإبعاد بعد الاختصاص، لان الأمر عظيم لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن، فيؤكد في نفوسهم عظم الأمر وجلالته، فبلغ ذلك أبا القاسم - رضي الله عنه - فكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه وممن تابعه على قوله وأقام على توليه، فلما وصل إليهم أظهروه عليه فبكى بكاء عظيماً ثم قال:

ان لهذا القول باطناً عظيماً وهو: ان اللعنة (الإبعاد) فمعنى قوله لعنه الله أي: باعده الله عن العذاب والنار، والآن

٨٧

قد عرفت منزلتي ومرغ خديه على التراب وقال: عليكم بالكتمان لهذا الأمر، قالت الكبيرة - رضي الله عنها ــ: وقد كنت أخبرت الشيخ أبا القاسم: ان أم أبي جعفر بن بسطام قالت لي يوماً وقد دخلنا إليها فاستقبلتني وأعظمتني وزادت في إعظامي حتى انكبت على رجلي تقبلها فأنكرت ذلك وقلت لها:

مهلا يا ستي!

فقالت لي: ان الشيخ أبا جعفر محمد بن علي قد كشف لنا السر.

قالت: فقلت لها: وما السر؟

قالت: قد أخذ علينا كتمانه، وأفزع ان أنا أذعته عوقبت.

قالت: وأعطيتها موثقاً اني لا أكشفه لأحد واعتقدت في نفسي الاستثناء بالشيخ - رضي الله عنه - يعنى أبا القاسم الحسين بن روح.

قالت: ان الشيخ أبا جعفر قال لنا: ان روح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلم انتقلت إلى أبيك يعني: أبا جعفر محمد بن عثمان - رضي الله عنه - وروح أمير المؤمنين عليعليه‌السلام انتقلت إلى بدن الشيخ أبي

٨٨

القاسم الحسين بن روح، وروح مولاتنا فاطمةعليها‌السلام انتقلت إليك فكيف لا أعظمك يا ستنا؟!

فقلت لها: مهلاً لا تفعلي فان هذا كذب يا ستنا!

فقالت لي: سر عظيم وقد أخذ علينا اننا لا نكشف هذا لأحد فالله الله فيّ لا يحل لي العذاب، ويا ستى لو لا انك حملتيني على كشفه ما كشفته لك ولا لأحد غيرك. قالت الكبيرة أم كلثوم - رضي الله عنها ــ: فلما انصرفت من عندها دخلت على الشيخ أبي القاسم بن روح - رضي الله عنه - فأخبرته بالقصة وكان يثق بي ويركن إلى قولي

ابن أبي يعفور

عبد الله بن أبي يعفور أبو محمد، كوفي ثقة جليل في أصحابنا كريم على أبي

__________________

١ - الاحتجاج للطبرسي: ج١، ص٢٩٤ - ٢٩٥، والغيبة للطوسي: ص٤٠٤، وبحار الأنوار للمجلسي: ج٥١، ص٣٧١.

٨٩

عبد اللهعليه‌السلام ومات في أيامه، وكان قارئاً يقرأ في مسجد الكوفة له كتاب كذا (عن النجاشي) وكان من حواري الصادقينعليه‌السلام ومن الفقهاء المعروفين الذين هم عيون هذه الطائفة، يعد مع زرارة وأمثاله.

وقال الصادقعليه‌السلام : ما وجدت أحداً يقبل وصيتي ويطيع أمري إلا عبد الله ابن أبي يعفور. روى الكشي عن شيخ من أصحابنا قال:

كنت عند أبي عبد اللهعليه‌السلام فذكر عبد الله بن أبي يعفور رجل من أصحابنا فنال منه، قال فتركه وأقبل علينا فقال: هذا الذي يزعم ان له ورعاً وهو يذكر أخاه بما يذكره قال ثم تناول بيده اليسرى عارضه فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده وقال انها لشيبة سوء ان كنت انما أتولى بقولكم وابرأ منه بقولكم.

وروي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام :

والله لو فلقت رمانة بنصفين فقلت هذا حرام وهذا حلال لشهدت ان الذي قلت حلال، حلال وان الذي قلت حرام، حرام قال رحمك الله رحمك الله.

٩٠

وروي انه لزمته شهادة فشهد بها عند أبي يوسف القاضي فقال أبو يوسف ما عسيت أقول فيك يا بن أبي يعفور وأنت جاري ما علمتك إلا صدوقاً طويل الليل ولكن تلك الخصلة قال وما هي؟ قال ميلك إلى الترفض فبكى ابن أبي يعفور حتى سالت دموعه ثم قال يا أبا يوسف نسبتني إلى قوم أخاف ان لا أكون منهم فأجاز شهادته(١) .

عن أبي كهمش قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام عبد الله بن أبي يعفور يقرؤك السلام قال عليك وعليه‌السلام ، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السلام وقل له: ان جعفر بن محمد يقول لك: انظر ما بلغ به علي عند رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالزمه فان علياًعليه‌السلام انما بلغ ما بلغ به عند رسول الله بصدق الحديث وأداء الأمانة(٢) .

وروى الكليني أيضاً عن ابن أبي يعفور قال: شكوت إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ما

__________________

١ - تهذيب الأحكام للطوسي: ج٦، ص١٧٨.

٢ - تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي: ج١، ص٤٩٦.

٩١

ألقى من الأوجاع وكان مسقاماً - أي كثير السقم - فقال لي يا عبد الله لو يعلم المؤمن ماله من الجزاء في المصائب لتمنى انه قرض بالمقاريض(١) .

ابن الأثير

يطلق على ثلاثة أخوة من علماء السنة:

(أولهم) مجد الدين أبو السعادات المبارك بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري الاربلي صاحب كتاب النهاية في غريب الحديث والإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف في تفسير القرآن المجيد أخذه من تفسير الثعلبي والزمخشري، وجامع الأصول في أحاديث الرسول، جمع بين الصحاح الستة وهي: صحيح البخاري، ومسلم، والموطأ، وسنن أبي داود، وسنن

__________________

١ - الكافي للكليني: ج٢، ص٢٥٥/ ١٥، وسائل الشيعة (الإسلامية) للعاملي: ج٢، ص٩٠٨، ومسكن الفؤاد للشهيد الثاني: ص ٢٩.

٩٢

النسائي، والترمذي وغير ذلك من التصانيف.

كانت ولادته بجزيرة ابن عمر في سنة ٥٥٤ ونشأ بها ثم انتقل إلى الموصل فاتصل بخدمة الأمير مجاهد الدين قاتمان فكتب بين يديه منشئاً ثم اتصل بخدمة عز الدين محمود بن مودود صاحب الموصل، وبعد وفاته اتصل بخدمة ولده نور الدين ارسلان شاه فحظى عنده وكتب له مدة ثم عرض له مرض كف يديه ورجله ومنعه من الكتابة مطلقاً فأقام في داره يغشاه الأكابر والعلماء.

حكي انه صنف هذه الكتب كلها أيام تعطيله فانه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة، وله شعر يسير فمن ذلك ما أنشده للاتابك صاحب الموصل وقد زلت بغلته:

إن زلت البغلة من تحته

فان في زلته عذرا

٩٣

حمله من علمه شاهقاً

ومن ندى راحته بحرا(١)

توفي بالموصل سنة ٦٠٦.

(وثانيهم): عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم، ولد بالجزيرة وسكن الموصل ولزم بيته منقطعاً إلى التوفر على النظر في العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل وكان حافظاً للأحاديث والتواريخ وخبيراً بأيام العرب وأخبارهم. صنف في التاريخ كتاب الكامل ابتدأ فيه من أول الزمان إلى آخر سنة ٦٢٨. واختصر أنساب السمعاني، وله أسد الغابة في معرفة الصحابة توفي بالموصل سنة ٦٣٠.

(وثالثهم): ضياء الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي الكرم المنشئ الكاتب الأديب صاحب كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، توفى ببغداد سنة ٦٣٧

__________________

١ - معجم المطبوعات العربية، اليان سركس: ج١، ص٣٤، وهو شقيق عز الدين صاحب تاريخ الكامل، وقد حصل له مرض مزمن أبطل يديه ورجليه وعجز عن الكتابة، توفي بالموصل ودفن برباط.

٩٤

ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربي بمشهد الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام وله ولد اسمه محمد له نظم ونثر وصنف عدة تصانيف(١) .

ابن إدريس

محمد بن أحمد بن إدريس الحلي فاضل فقيه ومحقق ماهر نبيه، فخر الأجلة وشيخ فقهاء الحلة صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى ومختصر تبيان الشيخ، توفي سنة ٥٩٨ وهو ابن خمس وخمسين، قال في نخبة المقال في تاريخه:

ثم ابن إدريس من الفحول

ومتقن الفروع والأصول

عنه النجيب بن نما الحلي حكى

جاء مبشراً مضى بعد البكا(٢)

__________________

١ - الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج١، ص٢٠٧ ــ ٢٠٨.

٢ - بحار الأنوار للمجلسي، (هامش): ج١٠٢، ص٢٧٨.

٩٥

ابن الجوزي

أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الفاضل المتتبع كان له يد طولى في التفسير والحديث وصناعة الوعظ وفي كل العلوم.

صنف في فنون عديدة، يقال انه جمعت براءة أقلامه التي كتب بها الحديث فحصل منها شي ء كثير وأوصى ان يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها.

وكان رأس الأذكياء، وله حكايات طريفة منها ما يحكى: انه وقع النزاع بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وأمير المؤمنين علي فرضي الكل بما يجيب به أبو الفرج عن ذلك فأقاموا شخصاً سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه فقال: أفضلهما بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من كانت ابنته تحته. ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. وهذه من لطائف الأجوبة.

وكان لا يراعي أحداً في ذكر نقائصه ومطاعنه، وقد طعن في كتاب تلبيس إبليس على الغزالي في مشيه على طريق

٩٦

الصوفية، وذكره في الإحياء ما لا ينبغي للعالم ذكره، كذكره حكاية سارق الحمام في تعليم المسترشدين ونحوه وذكره الأحاديث الموضوعة في مؤلفاته، وجمع أغلاط كتاب الإحياء في مجموعة سماها إعلام اللاحياء بأغلاط الإحياء ويأتي في الغزالي ما يتعلق بذلك.

وذكر أيضاً في الشيخ عبد القادر الجيلاني ما يضع من مرتبته ولهذا حبسوه خمس سنين. ومن جملة كتبه كتاب الرد على المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد رد على عبد المغيث بن زهير الحنبلي، حيث صنف كتاباً في فضائل يزيد ابن معاوية.

توفي ببغداد سنة ٥٩٧ وأوصى بأن يكتب على قبره:

يا كثير الصفح عمن كثر الذنب لديه

جاءك المذنب يرجو العفو عن جرم يديه

أنا ضيف وجزاء الضيف إحسان إليه

ومما يروى عن شعره قوله:

٩٧

أقسمت بالله وآلائه

إلية ألقى بها ربي

إن علي بن أبي طالب

إمام أهل الشرق والغرب

من لم يكن مذهبه مذهبي

فإنه أنجس من كلب

وله أيضاً ما رواه عنه سبطه في التذكرة وقال سمعت جدي ينشده في مجالس وعظه ببغداد سنة ٥٩٦:

أهوى علياً وإيماني محبته

كم مشرك دمه من سيفه وكفا

إن كنت ويحك لم تسمع فضائله

فاسمع مناقبه من هل أتى وكفى

والجوزي بفتح الجيم وسكون الواو نسبة إلى فرضة الجوز وهو موضع مشهور قاله ابن خكان(١) .

ابن حجر

يطلق على رجلين من علماء الشافعية كلاهما يسميان (أحمد) أولهما:

__________________

١ - القمي ، م س : ج ١ ، ص ٢٤٧ – ٢٤٨

٩٨

الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الملقب شيخ الإسلام، كان شيخ أهل الحديث من كبار المجتهدين على مذهب الشافعي، له مصنفات مشهورة في الحديث والرجال والأدب منها: كتاب التقريب في الرجال، وتهذيب تهذيب الكمال، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، وفتح الباري في شرح صحيح البخاري، ولسان الميزان في رجال الحديث، والإصابة في معرفة الصحابة، ونخبة الفكر في بيان مصطلح أهل الأثر وغير ذلك.

توفي سنة ٨٥٢ بالقاهرة. والعسقلاني نسبة إلى عسقلان كزعفران مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين، يقال لها عروس الشام، وبها مشهد رأس الحسين .

وثانيهما: شهاب الدين أحمد بن محمد بن علي بن حجر المصري الهيثمي، مفتي الحجاز صاحب الصواعق المحرقة الذي رد عليه الشهيد القاضي نور الله بالصوارم المهرقة، وشرح قصيدة البردة والخيرات الحسان في مناقب أبي حنيفة النعمان

٩٩

رد به مطاعن الغزالي بأبي حنيفة إلى غير ذلك. ومن شعره (لم يحترق حرم النبي لحادث) البيتين، وله أيضاً:

أهوى علياً أمير المؤمنين ولا

أرضى بسب أبي بكر ولا عمرا

ولا أقول إذا لم يعطيا فدكا

بنت النبي رسول الله قد كفرا

الله يعلم ماذا يأتيان به

يوم القيامة من عذر إذا اعتذرا

وينسب إليه (ما آن للسرداب ان تلد الذي) الأبيات ، توفي سنة ٩٧٣.

ومع ما ظهر منه من الانحراف واللداد اعترف بكثير من فضائل أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

قال سيدنا شرف الدين بعد ذكر ما ورد عن النبي بطرق مختلفة: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض. وقد اعترف بذلك جماعة من أعلام الجمهور حتى قال ابن حجر لما أورد

١٠٠