رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12590
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12590 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

١٢١

حرف الطاء

١٢٢

طالوت وجالوت

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلأِ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (١) )

عن أبي بصير عن أبي جعفرعليه‌السلام إن بني إسرائيل بعد موسىعليه‌السلام عملوا المعاصي وغيروا دين الله وعتوا عن أمر ربهم، وكان فيهم نبي يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه، وروي انه ارميا النبي، فسلط الله عليهم جالوت، وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم وأموالهم واستعبد نساءهم، ففزعوا إلى نبيهم وقالوا سل الله ان يبعث لنا ملكاً

__________________

١ - ( البقرة : ٢٤٦ )

١٢٣

نقاتل في سبيل الله، وكانت النبوة في بني إسرائيل في بيت والملك والسلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم الملك والنبوة في بيت واحد، فمن ذلك:( قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (١) ) ، وقوله:( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً (٢) ) ، فغضبوا من ذلك( قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ (٣) ) ، وكانت النبوة في ولد لاوي والملك في ولد يوسف، وكان طالوت من ولد بن يامين أخي يوسف لامه لم يكن من بيت النبوة ولا من بيت المملكة، فقال لهم نبيهم:( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (٤) )

وكان أعظمهم جسماً وكان شجاعاً قوياً وكان أعلمهم إلا انه كان فقيراً فعابوه

__________________

١ - ( البقرة : من الآية ٢٤٦ )

٢ - ( البقرة : من الآية ٢٤٧ )

٣ - ( البقرة : من الآية ٢٤٧ )

٤ - ( البقرة : من الآية ٢٤٧ )

١٢٤

بالفقر فقالوا: لم يؤت سعة من المال، فقال( لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ (١) ) ، وكان التابوت الذي أنزل الله على موسى فوضعته فيه أمه وألقته في اليم، فكان في بني إسرائيل معظماً يتبركون به، فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الألواح وما كان عنده من آيات النبوة وأودعه يوشع وصيه، فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو إسرائيل في عز وشرف ما دام التابوت عندهم فلما عملوا بالمعاصي واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم فلما سألوا النبي بعث الله طالوت عليهم يقاتل معهم رد الله عليهم التابوت وقوله:( فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ (٢) ) ، فان التابوت كان يوضع بين يدي العدو وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة

__________________

١ - ( البقرة : من الآية ٢٤٨ )

٢ - ( البقرة : من الآية ٢٤٨ )

١٢٥

لها وجه كوجه الإنسان، عن الرضاعليه‌السلام انه قال: السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الإنسان فكان إذا وضع التابوت بين يدي المسلمين والكفار فان تقدم التابوت لا يرجع رجل حتى يقتل أو يغلب، ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الإمام.

فأوحى الله إلى نبيهم ان جالوت يقتله من يستوي عليه درع موسىعليه‌السلام وهو رجل من ولد لاوي بن يعقوبعليه‌السلام اسمه داود بن آسي، وكان آسي راعياً وكان له عشرة بنين أصغرهم داود، فلما بعث طالوت إلى بني إسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى آسي ان احضر ولدك، فلما حضروا دعا واحداً واحداً من ولده فألبسه درع موسىعليه‌السلام ، منهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه فقال لآسي: هل خلفت من ولدك أحداً؟ قال: نعم أصغرهم تركته في الغنم يرعاها فبعث إليه ابنه فجاء به فلما دعي أقبل ومعه مقلاع، قال: فنادته ثلاث صخرات في طريقه فقالت: يا داود خذنا فأخذها في مخلاته وكان شديد البطش قوياً في بدنه

١٢٦

شجاعاً، فلما جاء إلى طالوت ألبسه درع موسى فاستوت عليه، ففصل طالوت بالجنود، وقال لهم نبيهم: يا بني إسرائيل( إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ (١) ) في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب الله، ومن لم يشرب منه فانه من حزب الله إلا من اغترف غرفة بيده، فلما وردوا النهر أطلق الله لهم ان يغرف كل واحد منهم غرفة بيده( فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ (٢) ) فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفاً وهذا امتحان امتحنوا به كما قال الله، وروي عن أبي عبد اللهعليه‌السلام انه قال القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلاثمائة وثلاث عشر رجلاً، فلما جاوزوا النهر ونظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه:( لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ (٣) ) ، وقال الذين لم يشربوا:( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا

__________________

١ - ( البقرة : من الآية ٢٤٩ )

٢ - ( البقرة : من الآية ٢٤٩ )

٣ - ( البقرة : من الآية ٢٤٩ )

١٢٧

وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (١) ) ، فجاء داودعليه‌السلام حتى وقف بحذاء جالوت، وكان جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج وفيه ياقوت يلمع نوره وجنوده بين يديه، فأخذ داود من تلك الأحجار حجراً فرمى به في ميمنة جالوت، فمر في الهواء ووقع عليهم فانهزموا وأخذ حجراً آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا ورمى جالوت بحجر ثالث فصك الياقوتة في جبهته ووصل إلى دماغه ووقع إلى الأرض ميتاً فهو قوله:( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ ) ( البقرة: من الآية٢٥١)(٢) .

طباطبا

لقب إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

__________________

١ - ( البقرة : من الآية ٢٥٠ )

٢ - تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٠٨ - ١١٠

١٢٨

قال ابن خلكان: إنما قيل له ذلك لأنه كان يلثغ فيجعل القاف طاء وطلب يوماً ثيابه فقال له غلامه أجيء بدراعة فقال لا طباطبا يريد قباقباً فبقي عليه لقباً واشتهر به.

وممن ينسب إليه أبو القاسم أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا الرسي المصري كان نقيب الطالبيين بمصر وكان من أكابر رؤسائها وله شعر مليح في الزهد والغزل وغير ذلك.

توفي بمصر سنة ٣٤٥ والرسي نسبة إلى بطن من بطون السادة العلوية (وينسب إليه) أيضاً أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم طباطبا الحجازي الأصل المصري الدار والوفاة.

قال ابن خلكان كان طاهراً كريماً فاضلاً صاحب رباع وضياع ونعمة ظاهرة وعبيد وحاشية كثير التنعم كان بدهليزه رجل يكسر اللوز كل يوم من أول النهار إلى آخره برسم الحلواء التي ينفذها لأهل مصر من الأستاذ كافور الإخشيدي إلى من دونه ويطلق للرجل المذكور دينارين في كل شهر أجرة عمله

١٢٩

فمن الناس من كان يرسل له الحلواء كل يوم ومنهم كل جمعة ومنهم كل شهر وكان يرسل إلى كافور في كل يومين جامين حلوا ورغيفاً في منديل مختوم فحسده بعض الأعيان وقال لكافور الحلواء حسن فما لهذا الرغيف فانه لا يحسن ان يقابلك به، فأرسل إليه كافور: يجريني الشريف في الحلواء على العادة ويعفيني من الرغيف، فركب الشريف إليه وعلم انهم قد حسدوه على ذلك وقصدوا إبطاله فلما اجتمع به قال له: أيدك الله انا لا ننفذ الرغيف تطاولاً ولا تعاظماً وإنما هي صبية حسنية تعجنه بيدها وتخبزه فنرسله على سبيل التبرك فإذا كرهته قطعناه، فقال كافور: لا والله لا تقطعه ولا يكون قوتي سواه فعاد إلى ما كان عليه من إرسال الحلاوة والرغيف وتوفى سنة ٣٤٨ بمصر ودفن بقرافة مصر الصغرى وقبره معروف مشهور بإجابة الدعاء.

وروي ان رجلاً حج وفاتته زيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضاق صدره لذلك فرآهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في نومه فقال له فاتتك الزيارة فزر قبر عبد الله

١٣٠

بن أحمد بن طباطبا وكان صاحب الرؤيا من أهل مصر.

وحكى بعض من له عليه إحسان انه وقف على قبره وانشد:

وخلفت الهموم على أناس

وقد كانوا بعيشك في كفاف

فرآه في نومه فقال: قد سمعت ما قلت وحيل بيني وبين الجواب والمكافأة ولكن صر إلى المسجد (مسجدي) وصل ركعتين وادع يستجب لك(١) .

السيد محمد حسين الطباطبائي

وهو من نوادر الصادقين المفكر الإسلامي والعالم والفيلسوف الإلهي المتبحر السيد محمد حسين القاضي الطباطبائي رضوان الله عنه، صاحب تفسير الميزان.

ولدرحمه‌الله في مدينة تبريز بإيران عام ١٣٢١، واكتوى بنار اليتم مبكراً،

__________________

١ - الكنى و الآلقاب للشيخ عباس القمي : ج ٢ ، ص ٢٤١ - ٢٤٢

١٣١

فقد أمه وعمره ٤ سنوات، وفقد أباه وعمره ٩ سنين، فكان تحت كفالة وصي أبيه حتى اشتد أزره فهاجر إلى النجف الأشرف مدينة باب علوم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عام ١٣٤٤هـ وهناك غطته فيوضات مولى الموالي أمير المؤمنين، فشملته العناية الإلهية وانخرط في تحصيل فنون العلوم والمعرفة. وحظي في النجف الأشرف برعاية علمية من المرحوم الشيخ محمد حسين الكمباني الأصفهاني، فكان ملازماً له طول عقد من الزمن، وهكذا تتلمذ على يد الأصولي الكبير الميرزا النائيني، وحضر دروس الفقه عند المرحوم السيد أبو الحسن الأصفهاني، ولكنه تحمس لدراسة مناهج القرآن الكريم وتخصص في تفسير القرآن بالقرآن على يد الميرزا علي اغا القاضي أعلى الله مقامه...

لقد غاص المرحوم السيد الطباطبائي في بحر القرآن مستلهماً معانيه من أهل البيت، ومن باب مدينة العلم وهو أمير المؤمنينعليه‌السلام والذي سئل عن فحوى الوحي الإلهي فقال: إلا ان يعطي الله عبداً فهماً

١٣٢

من القرآن. والمرحوم الطباطبائي استلهم معاني القرآن من فكر أهل البيت. وأخذ تفسير القرآن بالقرآن من خلال أطروحة الأئمة، وهناك كثيرون فسروا وكتبوا عن القرآن. وبعضهم حياتهم ملونة وملفاتهم مضطربة. وبعضهم أفضى مقاطع من عمره في الإلحاد والشرك، ولكنه بالنسبة لأهل البيت فالكل يجمع ويتفق على انهم مطهرون طاهرون من المهد إلى اللحد، ولهذا قرنهم رسول الله بالكتاب فقال: اني تارك فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي.

وقد مرت أربعون سنة قضاها المرحوم الطباطبائي، وكانت زوجته من ورائه تمده بالمصادر وتوفر له الجو الهادئ ليكتب ويفسر حتى قدّم هذا السفر الثمين، وهو تفسير الميزان والذي يعتبر دائرة معارف قرآنية فريدة للمدرسة الإسلامية.

(وفي السنين الأخيرة فقد غزت العالم الإسلامي فكرتان هدامتان هما

١٣٣

الرأسمالية والشيوعية مما أغوت الشباب - وخاصة شباب الجامعة - فانبرى لهذه الظاهرة ونهض فيلق من العلماء الذين احتووا هذا الغزو الهدام في العراق وإيران وكان في طليعتهم السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره والسيد المرحوم محمد حسين الطباطبائي واللذان أحدثا ثورة كبرى في الحوزات العلمية والجامعات في كل من بغداد والنجف وقم وطهران فطوروا الدراسة والتدريس في الحوزات العلمية وألفوا الكتب الداحضة للأفكار الواردة أمثال اقتصادنا وفلسفتنا و... وصاغوا نخبة من التلاميذ الذين صعدوا سلم المواجهة في إفشال تلك الأفكار الواردة كالمرحوم المطهري والشهيد بهشتي والشهيد مفتح والشهيد مدرس والشهيد صاحب دخيل والشيخ الآصفي والسيد العسكري والسيد فضل الله و... الكثير)(١) .

__________________

١ - المؤلف

١٣٤

توفي السيد الطباطبائيرحمه‌الله في عام ١٤٠٥هـ، وأبّنه الإمام الخميني رضوان الله عليه خير تأبين وكان فيما قاله في تأبينه بأن فقده أحدث فراغاً في المدرسة الإسلامية لا يملأ،رحمه‌الله بواسع رحمته(١) .

الطبرسي

فخر العلماء الأعلام أمين الملة والإسلام، أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي بن الفضل وأبوه والمذعن بفضله أعداؤه ومحبوه الفقيه النبيه الثقة الوجيه العالم الكامل المفسر العظيم الشان صاحب كتاب (مجمع البيان) الذي قال في حقه الشيخ الشهيد (ره) هو كتاب لم يعمل مثله في التفسير وله الوسيط والوجيز والجوامع وأعلام الورى وغيرها.

كان من أجلاء الطائفة الإمامية انتقل من المشهد الرضوي إلى سبزوار سنة ٥٢٣

__________________

١ - مع الصادقين : ج ٢ ، ص ٢١٨ - ٢٢١

١٣٥

وتوفي في سبزوار سنة ٥٤٨ وحمل نعشه إلى المشهد الرضوي سلام الله على مشرفه ودفن في مغتسل الرضاعليه‌السلام وقبره مزار معلوم الآن بمقبرة قتلگاه، وابنه أبو نصر الحسن بن الفضل بن الحسن رضي الدين فاضل كامل فقيه محدث جليل صاحب مكارم الأخلاق.

وابنه الشيخ الأجل أبو الفضل علي بن الحسن بن الفضل بن الحسن المحدّث الجليل صاحب كتاب (مشكوة الأنوار) الذي ألفه تتميماً لكتاب والده (مكارم الأخلاق) وينقل عنه السيد ابن طاوس في المجتنى والشيخ الكفعمي في المصباح وأغلب أخباره منقولة من كتب المحاسن وفي أواخره حديث عنوان البصري الذي تقدم في البصري.

وقد يطلق الطبرسي على الشيخ العالم الفاضل الكامل النبيل الفقيه المحدّث الثقة الجليل أبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي صاحب كتاب (الاحتجاج على أهل اللجاج) وهو كتاب معروف ونقل عن المجلسي انه قال: وكتاب الاحتجاج وان كان أكثر أخباره

١٣٦

مراسيل لكنه من الكتب المعروفة وقد أثنى السيد ابن طاوس على الكتاب وعلى مؤلفه وقد أخذ عنه أكثر المتأخرين... وكثيراً ما ينقل الشهيد في شرح الإرشاد فتاواه وأقواله.

وله الكافي في الفقه وفضائل الزهراءعليها‌السلام وغير ذلك.

وهو من مشايخ ابن شهر آشوب المتوفى سنة ٥٨٨.

وقد يطلق الطبرسي على شيخنا الأجل ثقة الإسلام الحاج ميرزا حسين بن العلامة محمد تقي النوري الطبرسي صاحب (مستدرك الوسائل) شيخ الإسلام والمسلمين مروج علوم الأنبياء والمرسلينعليهم‌السلام

توفي سنة ١٣٢٠ ودفن بجوار أمير المؤمنينعليه‌السلام في الصحن الشريف.

قال ابن خلكان: الطبري هذه النسبة إلى طبرستان وهي ولاية كبيرة يشتمل على بلاد كثيرة أكبرها آمل خرج منها جماعة من العلماء. وطبرستان معروفة الآن بمازندران، وتشمل استراباد وجرجان وغيرها وهي واقعة

١٣٧

على طرف بحر الخزر(١) .

الطبري

ويقال له (عماد الدين الطبري)

هو الشيخ أبو جعفر محمد بن الشيخ الثقة الجليل أبي القسم علي بن محمد الآملي.

العالم الثقة الفقيه النبيه صاحب كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى وغيره.

يروي عن الشيخ أبي علي بن شيخ الطائفة عن أبيه ويروي عن القطب الراوندي وشاذان بن جبرائيل رضوان الله عليهم أجمعين.

وقد يطلق (الطبري) على الشيخ العالم الماهر الخبير المتكلم المحدّث النحرير عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الطبري صاحب كتاب (الكامل البهائي في السقيفة) المنسوب

__________________

١ - الكنى و الآلقاب للشيخ عباس القمي : ج ٢ ، ص ٢٤٤-٢٤٦

١٣٨

إلى الوزير المعظم بهاء الدين محمد بن شمس الدين محمد الجويني صاحب الديوان في أيام هولاكو خان الذي كان نظير الصاحب بن عباد.

وللطبري المذكور كتب كثيرة في الإمامة وغيرها وتاريخ ختم كتاب الكامل سنة ٦٧٥ وقد يطلق على محمد بن جرير(١) .

الطريحي

الشيخ فخر الدين بن محمد علي بن أحمد بن على بن أحمد بن طريح النجفي الرماحي.

العالم الفاضل المحدث الورع الزاهد العابد الفقيه الشاعر الجليل صاحب كتاب مجمع البحرين والمنتخب في المقتل والفخرية في الفقه وشرح النافع وجامع المقال في تمييز المشتركات من الرجال وغير ذلك.

__________________

١ - الكنى و الآلقاب للشيخ عباس القمي : ج ٢ ، ص ٤٤٣.

١٣٩

قالوا: كان أعبد أهل زمانه وأورعهم يروي عن شيخه محمد بن حسام المشرقي عن الشيخ البهائي ويروي عنه ابنه العالم صفي الدين والسيد هاشم البحراني والعلامة المجلسي (ره) توفي بالرماحية سنة ١٠٨٥.

يحكى عن صاحب الرياض قال اتفق اجتماعي معه في حداثة عمري في سفر زيارتي الأول في جامع الكوفة في سنة ١٠٨٠ (تخميناً) وكان يعتكف بذلك المسجد في شهر رمضان وكان هو وولده الشيخ صفي الدين وأولاد أخيه وأقرباؤه علماء.

وكان جده الشيخ أحمد من أهل العلم وكان بينه وبين الشيخ بهاء الدين العاملي مراسلات وأعقب ثلاثة أولاد كانوا علماء أفاضل وهم الشيخ جمال الدين والد حسام الدين والشيخ محمد حسين الشيخ محمد علي والد الشيخ فخر الدين رضوان الله عليهم أجمعين.

ومن احفاد الطريحي الشيخ نعمة بن الشيخ علاء الدين بن أمين الدين بن محيى الدين بن صفي الدين بن فخر

١٤٠