رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12576
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12576 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

غزو المغول للدول الإسلامية حيث كان الشيخ يسكن نيشابور فالتجأ إلى الإسماعيلية هروباً من المغول حيث قبل دعوة حاكم قهستان ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور. وبعد خمسة وعشرون عاماً قضاها مع الإسماعيلية في قلاعهم التحق بالمغول - هولاكو خان - في همدان وخلال تلك المدة ألف عدة كتب باللغة العربية والفارسية والتركية منها:

روضة القلوب

رسالة التولي والتبري

تحرير المجسطي

تحرير اقليدس

اكرما نالوس

الأخلاق الناصرية

روضة التسليم

مطلوب المؤمنين

شرح الإشارات

وكتب أخرى في الفلك والنجوم وألف كتبه الأخرى عند افتتاح هولاكو لبغداد.

المرحلة الثالثة: الفترة بين التحاقه بهولاكو إلى وفاته في بغداد

١٦١

عام ٦٧٢هـ/ ١٢٧٤م.

في هذه المرحلة ألف بقية كتبه في مذهب الإمامية والتحق بهولاكو في ١٤شوال ٦٥٤هـ، حيث أعلن تشيعه بمذهب الإمامية الاثني عشرية وكان ملازماً إلى هولاكو في سفره وحضره.

استفاد الشيخ الطوسي من قرب مكانته من هولاكو واستطاع الوقوف أمام وقوع البلاء والخراب على المسلمين من قبل جيش هولاكو واستعمل أقصى طاقاته وإمكاناته للحفاظ على علماء الشيعة ورجالهم ولهذا كان الأثر الكبير في الحفاظ على هؤلاء العلماء وبالنتيجة فقد توج جهوده بأن أقنع هولاكو على قبول الإسلام فوقف دون إبادة الحضارة الإسلامية والعلوم الإسلامية بل أصبح هولاكو وأبناؤه هم المدافعون عن ذلك.

شجع الخواجة هولاكو على بناء دار الرصد للنجوم والفلك وشرع ببنائه في العام ٦٥٦هـ/ ١٢٥٩م وجمع علماء الهيئة والفلك في مراغة ثم تم بناؤه في نفس العام الذي توفي فيه العلامة الطوسي.

١٦٢

وكان قد أسس مكتبة عظيمة وكبيرة تحوي أربعمائة ألف كتاب في مراغة.

وعين رواتب شهرية للفقهاء وعلماء الفلسفة والفلك والكلام ليواصلوا تحصيلهم وعلومهم في مراغة، ودعا العلماء من كل مكان من مصر والشام والعراق إلى مراغة ليواصلوا علومهم هناك.

كتب العالم الدمشقي مؤيد الدين عرض في مقدمة كتابه حول آلات وأدوات مرصد مراغة يقول: ((... كل تلك الأعمال بأمر مولانا العظيم العالم الفاضل المحقق الكامل إمام العلماء وسيد الحكماء وأفضل علماء الإسلام بل أفضل المتقدمين والذين اختارهم الله من قبل أهل الزمان الذين أودع فيهم كل الفضائل والمناقب الجميلة وحسن السيرة والحلم وسعة الفكر وجزالة الرأي وسرعة الانتقال والإحاطة بسائر العلوم التي اجتمعت فيه وعن طريقه فاضت على العلماء وأهل العلم المحيطين به, وكان أباً رحيماً ونحن نستظل بظله في غاية الأمان والراحة

١٦٣

ونستبشر برؤيته كما قيل:

نميل على جوانبه كأنا

نميل إذا نميل على أبينا

ونغضبه لِنُخْبرَ جانبيه

فنلقى منهما كرماً ولينا

وكتب فيه:

واستكبر الأخبار قبل لقائه

فلما التقينا صغر الخبر الخبر

للشيخ الطوسي سبعة وستون كتاباً غير الرسائل والمقالات(١) .

وكتب عنه:

حجة الفرقة الناجية، الفيلسوف المحقق أستاذ البشر وأعلم أهل البدو والحضر محمد بن الحسن الطوسي الجهرودي، سلطان العلماء والمحققين، وأفضل الحكماء والمتكلمين ممدوح أكابر الآفاق ومجمع مكارم الأخلاق الذي لا يحتاج إلى التعريف لغاية شهرته مع ان كل ما يقال فهو دون رتبته.

__________________

١ - فلاسفة الشيعة للشيخ عبد الله نعمة، ترجمه إلى الفارسية: جعفر غضبان، طبع طهران، ١٣٦٧هـ ش: ص٢٧٨ - ٣٠٥.

١٦٤

ولد في ١١ جمادى الأولى سنة ٥٩٧ بطوس ونشأ بها ولذلك اشتهر بالطوسي، وكان أصله من بجهورد من أعمال قم،... واشتغل بالتحصيل في العلوم المعقولة عند خاله، ثم انتقل إلى نيشابور وبحث مع فريد الدين الداماد، وقطب الدين المصري وغيرهما.

وفي المنقول عنه تلميذ والده، ووالده تلميذ السيد فضل الله الراوندي وهو تلميذ السيد المرتضى.

وقال أيضاً: كان فاضلاً محققاً ذلت له رقاب الأفاضل من المخالف والمؤالف في خدمته لدرك المطالب المعقولة والمنقولة وخضعت جباه الفحول في عتبته لأخذ المسائل الفروعية والأصولية.

وصنف كتباً ورسائل نافعة نفيسة في فنون العلم، خصوصاً قد بذل جهده لهدم بنيان شبهات الفخرية.

له تجريد الكلام وهو كتاب كامل في شأنه... شرحه جمع من أعاظم العلماء أولهم آية الله العلامة (ره). وله كتاب التذكرة النصيرية في علم الهيئة،

١٦٥

والأخلاق الناصرية، وآداب المتعلمين، وأوصاف الأشراف، وكتاب قواعد العقائد، وتحرير المجسطي، وتحرير أصول الهندسة لأقليدس، وتلخيص المحصل... وغيرها.

١٦٦

١٦٧

حرف العين

١٦٨

عائشة

قال الله تعالى:( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ (١) )

وقد خرجت من إقليم إلى إقليم متسلحة لقتل الإمام ومن معه من الأصحاب، وقامت على العسكر، وهو اسم جملها تهيئ وتعبئ العسكر.

قال تعالى:( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٢) ) ، وهي تتضرع لئلا ينفر الجيش عنها.

وقال تعالى:( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى (٣) ) ، وهي حلت نفسها وعسكرها بالأسلحة، ثم أرسلت على الجمل جلد النمر(٤) .

وخرجت مرة أخرى على جنازة الحسنعليه‌السلام ظناً منها انها يدفن عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع

__________________

١ - (الأحزاب: من الآية٣٣).

٢ - (الأحزاب:٣٢).

٣ - (الأحزاب: من الآية٣٣).

٤ - كتاب الفتوح لابن أكثم: ج٢، ص٤٧٣.

١٦٩

عسكر الشام، واستدعت من مروان قوساً وسهماً ورمت بالنشاب إلى جنازته ثم رشق عسكر الشام بمتابعتهم، وجرى بينها وبين عبد الله بن عباس كلمات موحشة فقال يا عائشة:

تجمّلــــت تبغّلــــت

وإن عشت تفيّلت

لك التسع من الثمن

وبالكل تملكت(١)

لما انتهت (عائشة) إلى سرف راجعة في طريقها إلى مكة لقيها عبد بن أم كلاب وهو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى أمه فقالت له: مهيم، قال: قتلوا عثمان رضى الله عنه فمكثوا ثمانياً، قالت: ثم صنعوا ماذا؟ قال: أخذها أهل المدينة بالاجتماع فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز اجتمعوا على علي بن أبي طالب، فقالت: والله ليت ان هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك، ردوني ردوني، فانصرفت إلى مكة وهي تقول قتل

__________________

١ - أسرار الإمامة : ص ٣٩٠ -٣٩١

١٧٠

والله عثمان مظلوماً والله لأطلبن بدمه! فقال لها ابن أم كلاب: ولم فوالله إن أول من أمال حرفه لأنت ولقد كنت تقولين اقتلوا نعثلاً فقد كفر، قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه وقد قلت وقالوا وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب:

منك البداء ومنك الغير

ومنك الرياح ومنك المطر

وأنت أمرت بقتل الإمام

وقلت لنا إنه قد كفر

فهبنا أطعناك في قتله

وقاتله عندنا من أمر

ولم يسقط السقف من فوقنا

ولم تنكسف شمسنا والقمر

وقد بايع الناس ذا تُدْرإ

يزيل الشبا ويقيم الصعر

ويلبس للحرب أثوابها

وما مَن وفى مثل من قد غدر

فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت واجتمع إليها الناس فقالت يا أيها الناس إن عثمان رضى الله عنه قتل مظلوماً ووالله

١٧١

لأطلبن بدمه.

[وخطبت في المربد في البصرة بعد خطبة طلحة والزبير تحرض الناس على قتال علي أمير المؤمنينعليه‌السلام فافترق أصحاب عثمان ابن حنيف فرقتين فقالت فرقة صدقت والله وبرت وجاءت والله بالمعروف وقال الآخرون كذبتم والله ما نعرف ما تقولون فتحاثوا وتحاصبوا وأرهجوا...].

وأقبل جارية بن قدامة السعدي فقال يا أم المؤمنين والله لقتل عثمان بن عفان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون عرضة للسلاح إنه قد كان لك من الله ستر وحرمة فهتكت سترك وأبحت حرمتك إنه من رأى قتالك فانه يرى قتلك...(١) .

وأقبل غلام من جهينة على محمد بن طلحة وكان محمد رجلاً عابداً فقال: أخبرني عن قتلة عثمان، فقال: نعم دم عثمان ثلاث أثلاث ثلث على صاحبة الهودج

__________________

١ - تاريخ الطبري : ج ٣ ، ص ٤٧٧.

١٧٢

يعني عائشة وثلث على صاحب الجمل الأحمر يعنى طلحة وثلث على علي بن أبي طالب وضحك الغلام وقال ألا أراني على ضلال ولحق بعلي وقال في ذلك شعراً:

سألت ابن طلحة عن هالك

بجوف المدينة لم يقبر

فقال ثلاثة رهط هم

أماتوا ابن عفان واستعبر

فثلث على تلك في خدرها

وثلث على راكب الأحمر

وثلث على ابن أبي طالب

ونحن بدوية قرقر

فقلت صدقت على الأولين

وأخطأت في الثالث الأزهر(١)

ودار قتال سجال بين الفريقين فريق عثمان بن حنيف وفريق عائشة وطلحة والزبير ثم انهم هجموا على عثمان بن

__________________

١ - الطبري: ج٣، ص٤٨٢، تاريخ المدينة لابن شبه النمري: ج٤، ص١١٧٤، الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر الضبي: ص١٢٦، والغدير للأميني: ج٩، ص٨٠ ، والنص والاجتهاد للسيد شرف الدين: ص٤٣٨.

١٧٣

حنيف في قصره ونتفوا لحيته.

قال أبو مخنف: لما أخذوا عثمان بن حنيف أرسلوا أبان بن عثمان إلى عائشة يستشيرونها في أمره، قالت: اقتلوه. فقالت لها امرأة: نشدتك بالله يا أم المؤمنين في عثمان وصحبته لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قالت: ردوا أباناً فردوه، فقالت: احبسوه ولا تقتلوه. قال: لو علمت انك تدعينني لهذا لم أرجع فقال لهم مجاشع بن مسعود: اضربوه وانتفوا لحيته، فضربوه أربعين سوطاً ونتفوا لحيته ورأسه وحاجبيه، وأشفار عينيه وحبسوه.

الزهري: لما بلغ طلحة والزبير منزل علي بذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر فسمعت عائشة نباح الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ فقالوا: الحوأب، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون إني لهيه قد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول وعنده نساؤه ليت شعرى أيتكن تنبحها كلاب الحوأب فأرادت الرجوع فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال

١٧٤

كذب من قال إن هذا الحوأب ولم يزل حتى مضت(١) .

وقيل ان طلحة والزبير جاءا لها بخمسين بدوي شهدوا لها انها تجاوزت الحوأب.

[وهذه أول شهادة زور في الإسلام يلفقها الصحابيان طلحة والزبير.

عبادة بن الصامت

عبادة بن الصامت بن قيس بن أحرم بن فهر بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري من أجلّة الصحابة، وفضلائهم، شهد العقبة الأولى والثانية، وشهد بدراً، والمشاهد كلها وما بعدها مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولاه عمر على قضاء فلسطين، فأنكر أموراً على معاوية، فأغلظ له معاوية في القول فقال له عبادة: لا أساكنك بأرض راصدة، ورجع إلى المدينة، فقال له عمر: ما أقدمك؟ فأخبره، فقال له: ارجع إلى مكانك، فقبح الله مكاناً لست فيه.

__________________

١ - تاريخ الطبري : ج ٣ ، ص ٤٨٥.

١٧٥

وكتب إلى معاوية: لا أمرة لك على عبادة.

توفي عبادة في خلافة عثمان ودفن في البيت المقدس(١) .

العباس عم النبي

هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام، وكانت له سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام(٢) . أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه، وقيل غير ذلك، لأنه أسر ببدر مع من أسر من

__________________

١ - موسوعة العتبات المقدسة لجعفر الخليلي: ج١، ص٣٧١.

٢ - يذكر انه تفاخر مع أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام، فنزل جبرائيل بآية من القرآن تنصر علياً:( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (التوبة:١٩)، وكان يوماً مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له وذكره ما سيلقى علي وولده من ولدك بعدك.

١٧٦

كفار قريش ففدى نفسه ثم هاجر إلى المدينة، وشهد فتح مكة ووقعة حُنين، وكان ممن ثبت حين انهزم الناس. وكان إذا مر بعمر في أيام خلافته ترجل عمر إجلالاً له، وكذلك عثمان. وكانت وفاته في المدينة سنة ٣٢ هجرية وعمره ٨٣ سنة، خلَّف عشرة ذكور سوى الإناث. وله في كتب الحديث ٣٥ حديثاً(١) .

__________________

١ - ربيع الأبرار للزمخشري : ج ١ ، ص ٥٦٢ ، الهامش.

١٧٧

عبد الله بن أبي يعفور

عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن أبي نجران، عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان قال:

أردت الخروج إلى مكة فأتيت ابن أبي يعفور مودعا " له فقلت: ألك حاجة؟ قال: نعم تقرأ أبا عبد اللهعليه‌السلام السلام، قال: فقدمت المدينة فدخلت عليه، فسائلني ثم قال: ما فعل ابن أبي يعفور؟ قال: قلت: صالح جعلت فداك آخر عهدي به، وقد أتيته مودعاً له فسألني أن أقرئك السلام، قال: وعليه السلام اقرأه السلام صلى الله عليه، وقل: كن على ما عهدتك عليه.

جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي عمير قال: أخبرني سليمان الفراء، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: كان أصحابنا يدفعون إليه الزكاة يقسمها في أصحابه فكان يقسمها فيهم وهو يبكي، قال سليمان:

١٧٨

فأقول له: ما يبكيك؟ قال: فيقول:

أخاف أن يروا أنَّها من قبلي(١) .

__________________

١ - كتاب الاختصاص للشيخ المفيد، إصدار مؤسسة النشر الإسلامي لجامعة المدرسين، قم

١٧٩

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب

كان عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من الجود بالموضع المعروف ولما قلَّ ماله سمع يوم الجمعة في المسجد الجامع وهو يقول: اللهم انك قد عودتني عادة فعودتها عبادك، فإن قطعتها عني فلا تبقني، فمات في تلك الجمعة، وذلك في أيام عبد الملك بن مروان وصلى عليه أبان بن عثمان بمكة، وقيل بالمدينة، وهي السنة التي كان بها السيل الجحاف الذي بلغ الركن وذهب بكثير من الحجاج.

وقبض عبد الله بن جعفر وهو ابن سبع وستين، وولد بالحبشة حين هاجر جعفر إلى هنالك، وقيل: ان مولده كان في السنة التي قبض فيها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقيل غير ذلك.

وذكر المبرد والمدائني والعتبي وغيرهم من الإخباريين ان عبد الله عوتب على كثرة أفضاله، فقال: ان الله تعالى عوّدني ان يفضل علي، وعودته ان أفضل على عباده، فأكره ان أقطع العادة

١٨٠