رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12560
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12560 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

إخوته: عبد الله، وقثم، ومعبد، وعبد الرحمن، لبابة بنت الحارث بن حزن، من بنى عامر بن صعصعة. ومات عبيد الله بالمدينة، وكان جوادا، وأعقب ومن أولاده: قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس ولاه أبو جعفر المنصور المدينة، وكان جواداً ممدوحاً، وله يقول ابن المولى:

أعفيت من كور ومن رحلة

يا ناق إن أدنيتني من قثم

في وجهه نور وفي باعــه

طول وفي العرنين منه شمم

وقيل: ما رؤي قبور إخوة أكثر تباعداً من قبور بني العباسرحمه‌الله تعالى: قبر عبد الله بالطائف، وقبر عبيد الله بالمدينة، وقبر قثم بسمرقند، وقبر عبد الرحمن بالشام، وقبر معبد بأفريقية(١) .

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج١، ص٣٤١.

٢٤١

عبيد الله بن عباس في جيش الحسنعليه‌السلام

فلما كان من غد وجَّه معاوية بخيله إليه فخرج إليهم عبيد الله بن العباس فيمن معه، فضربهم حتى ردهم إلى معسكرهم، فلما كان الليل أرسل معاوية إلى عبيد الله بن العباس ان الحسن قد راسلني في الصلح وهو مسلّم الأمر إليّ فان دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعاً وإلا دخلت وأنت تابع ولك إن جئتني الآن ان أعطيك ألف ألف درهم، يعجل لك في هذا الوقت النصف وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر، فانسل عبيد الله ليلاً فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده فأصبح الناس ينتظرون ان يخرج فيصلي بهم، فلم يخرج حتى أصبحوا فطلبوه فلم يجدوه فصلى بهم قيس بن سعد بن عبادة ثم خطبهم فقال:

أيها الناس: لا يهولنكم ولا يعظمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله أي الجبان إن هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط، إن أباه عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج يقاتله ببدر فأسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فأتى به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،

٢٤٢

فأخذ فداءه فقسمه بين المسلمين، وإن أخاه ولاه علي أمير المؤمنين على البصرة فسرق مال الله ومال المسلمين(١) فاشترى به الجواري وزعم ان ذلك له حلال وإن هذا ولاه على اليمن فهرب من بسر بن ارطاة وترك ولده حتى قتلوا وصنع الآن هذا الذي صنع(٢) .

وكتب معاوية إلى قيس يدعوه ويمنيه: فكتب إليه قيس:

لا والله لا تلقاني أبداً إلا وبيني وبينك الرمح.

جاء في مروج الذهب:

__________________

١ - لم يكن عبد الله بن عباس سارقاً لبيت مال البصرة، وإنما كانت هذه وشاية عليه، ولما بلغ الأمر إلى علي (ع) أرسل إليه رسالة قوية وبليغة، وما أن وصلت رسالته (ع) إلى ابن عباس، قصده ابن عباس إلى الكوفة وأوضح له ملابسات هذه الوشاية، انظر المزيد من التفاصيل في كتاب العلامة المرحوم السيد محمد تقي الحكيم «عبد الله بن عباس حياته وآثاره».

٢ - مقاتل الطالبيين: ص٤٢، المطبعة الحيدرية في النجف، ١٣٨٥هـ - ١٩٦٥م.

٢٤٣

كان عبيد الله بن عباس جواداً كريماً، ذكر ان سائلاً وفد عليه فقال له: تصدق مما رزقك الله، فإني نبئت ان عبيد الله بن العباس أعطى سائلاً ألف درهم واعتذر إليه، فقال: وأين أنا من عبيد الله؟ قال له: وأين أنت منه في الحسب أم كثرة المال؟ قال: فيهما جميعاً، قال: ان الحسب في الرجل مروءته وحسن فعله، فإذا فعلت ذلك كنت حسبنا، فأعطاه ألفي درهم واعتذر إليه فقال له السائل: إن لم تكن عبيد الله فأنت خير منه، وإن كنت هو فأنت اليوم خير منك بالأمس، فأعطاه ألفَي درهم أيضاً، فقال: لئن كنت عبيد الله إنك لأسمح أهل دهرك، وما أخالك إلا من رهط فيهم محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسألك بالله أأنت هو؟ قال: نعم، قال: والله ما أخطأت إلا باعتراض الشك بين جوانحي، وإلا فهذه الصورة الجميلة والهيئة المنيرة لا تكون إلا في نبي أو عترة نبي.

وذكر ان معاوية وصله بخمسمائة ألف درهم، ثم وجّه له من يتعرّف له خبره، فانصرف إليه فأعلمه انه قسمها في

٢٤٤

سمّاره وإخوانه حصصاً بالسوية، وأبقى لنفسه مثل نصيب أحدهم، فقال معاوية: ان ذلك ليسوءني ويسرني، فأما الذي يسرني فإن عبد مناف والده، وأما الذي يسوءني فقرابته من أبي تراب دوني.

مات في أيام الوليد بن عبد الملك في سنة سبع وثمانين.

وكان عبيد الله بن عباس دخل يوماً على معاوية وعنده قاتل ابنيه بسر بن أرطاة العامري، فقال له عبيد الله: أيها الشيخ أنت قاتل الصبيين؟ قال: نعم، قال: والله لوددت ان الأرض انبتتني عندك يومئذ، فقال له بسر: فقد أنبتتك الساعة، فقال عبيد الله: ألا سيف، فقال بسر: هاك سيفي، فلما هوى عبيد الله إلى السيف ليتناوله قبض معاوية ومن حضره على يد عبيد الله قبل ان يقبض على السيف، ثم أقبل معاوية على بسر فقال: أخزاك الله من شيخ! قد كبرت وذهل عقلك، تعمد إلى رجل موتور من بني هاشم فتدفع إليه سيفك، انك لغافل عن قلوب بني هاشم، والله لو تمكن من السيف لبدأ بنا قبلك، قال عبيد الله: ذلك والله ما

٢٤٥

أردت(١) .

عبيد الله بن عمر

لما قدم عبيد الله بن عمر بن الخطاب على معاوية بالشام، أرسل معاوية إلى عمرو بن العاص: إن الله قد أحيا لك عمر بن الخطاب بالشام بقدوم عبيد الله بن عمر، وقد رأيت أن أقيمه خطيباً يشهد على علي بقتل عثمان، وينال منه، فقال: الرأى ما رأيت، فبعث إليه، فأتاه، فقال له معاوية: يا بن أخي، إن لك اسم أبيك فانظر بملء عينيك، وانطق بملء فيك، فأنت المأمون المصدق، فاصعد المنبر واشتم علياً، واشهد عليه أنه قتل عثمان.

فقال: أيها الأمير، أما شتمه، فإن أباه أبو طالب، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم، فما عسى أن أقول في حسبه! وأما بأسه فهو الشجاع المطرق، وأما أيامه فما قد عرفت، ولكني ملزمه دم

__________________

١ - مروج الذهب : ج ٣ ، ص ١٦١ - ١٦٣

٢٤٦

عثمان، فقال عمرو بن العاص: قد وأبيك إذن نكأت القرحة.

فلما خرج عبيد الله بن عمر، قال معاوية: أما والله لولا قتله الهرمزان، ومخافته علياً على نفسه ما أتانا أبداً، ألا ترى إلى تقريظه علياً! فقال عمرو: يا معاوية، إن لم تغلب فاخلب، قال: وخرج حديثهما إلى عبيد الله، فلما قام خطيباً تكلم بحاجته، فلما انتهى إلى أمر علي أمسك ولم يقل شيئاً، فلما نزل بعث إليه معاوية: يا بن أخي، إنك بين عي وخيانة، فبعث إليه: إني كرهت أن أقطع الشهادة على رجل لم يقتل عثمان، وعرفت أن الناس محتملوها عني فتركتها.

قال: فهجره معاوية واستخف به وفسقه، فقال عبيد الله:

معاوي لم أحرض بخطبة خاطب

ولم أك عياً في لؤي بن غالب

ولكننى زاولت نفساً أبية

على قذف شيخ بالعراقين غائب

وقذفي علياً بابن عفان جهرة

كذاب، وما طبى سجايا المكاذب

٢٤٧

ولكنه قد قرب القوم جهده

ودبوا حواليه دبيب العقارب

فما قال: أحسنتم ولا قد أسأتم

وأطرق إطراق الشجاع المواثب

فأما ابن عفان فأشهد أنه

أصيب بريئاً لابساً ثوب تائب

وقد كان فيها للزبير عجاجة

وطلحة فيها جاهد غير لاعب

وقد أظهرا من بعد ذلك توبة

فياليت شعرى ما هما في العواقب!

قال: فلما بلغ معاوية شعره بعث إليه فأرضاه، وقال: حسبي هذا منك(١) .

__________________

١ - وقعة صفين لابن مزاحم المنقري: ص٨٣ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٣، ص١٠١ - ١٠٢.

٢٤٨

العبيدية (خلفاء الدولة الفاطمية بمصر)

قوم أظهروا مذهب التشيع في الديار المصرية ويقال لهم الخلفاء الفاطمية وهم أربعة عشر أولهم عبيد الله المهدي وآخرهم العاضد ومدة خلافتهم من سنة ٢٩٦ إلى ان توفي العاضد سنة ٥٦٧ اثنين وسبعين ومائتين، فلنذكرهم مختصراً:

(أولهم) أبو محمد عبيد الله الملقب بالمهدي بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق "عليه‌السلام " وقيل هو عبيد الله التقي بن الوفي بن الرضي وهؤلاء الثلاثة يقال لهم المستورون في ذات الله وإنما استتروا خوفاً على أنفسهم لأنهم كانوا مطلوبين من جهة الخلفاء العباسية وبالجملة هو أول من قام بهذا الأمر وادعى الخلافة بالمغرب وكان داعيه أبا عبد الله الشيعي وبنى المهدية بأفريقية توفى بها سنة ٣٢٢ فقام بالأمر بعده ولده.

(٢) الثاني: أبو القاسم محمد

٢٤٩

الملقب بالقائم ويدعى نزار بن المهدي جهزه أبوه إلى مصر ليأخذها مرتين المرة الأولى في ١٨ ذي الحجة سنة ٣٠١ فوصل إلى الإسكندرية فملكها والفيوم وصار في يده أكثر خراج مصر والمرة الثانية في سنة ٣٠٧ وتوفي بالمهدية سنة ٣٣٤ فقام بالأمر بعده ولده.

(٣) إسماعيل المنصور بن القائم بويع يوم وفاة أبيه وكان بليغاً فصيحاً يرتجل الخطب وكان أبوه قد ولاه محاربة أبي يزيد الخارجي وكان أبو يزيد مخلد بن كيداد رجلاً من الإباضية يظهر التزهد ولا يركب غير الحمار ولا يلبس إلا الصوف وله مع القائم وقائع كثيرة وملك جميع مدن القيروان ولم يبق للقائم إلا المهدية فحاصرها أبو يزيد فهلك القائم ثم تولى المنصور فاستمر على محاربته وأخفى موت والده حتى رجع أبو يزيد عن المهدية فخرج المنصور عليه فهزمه ووالى عليه الهزائم إلى ان أسره في المحرم سنة ٣٣٦ فمات بعد أسره بأربعة أيام من جرح كانت به فأمر بسلخه وحشا جلده قطناً وصلبه

٢٥٠

وبنى مدينة في موضع الواقعة وسماها المنصورية وكان المنصور شجاعاً رابط الجأش بليغاً ذكر أبو جعفر أحمد بن محمد المرورزي. قال خرجت مع المنصور يوم هزم أبا يزيد فسايرته وبيده رمحان فسقط أحدهما مراراً فمسحته وناولته إياه وتفألت له فأنشدته:

فألقت عصاها واستقر بها النوى

كما قر عيناً بالإياب المسافر

فقال ألا قلت ما هو خير من هذا وأصدق:( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (١) ) ، فقلت يا مولانا أنت ابن رسول الله قلت ما عندك من العلم. توفى آخر شوال سنة ٣٤١ ودفن بالمهدية فقام بالأمر بعده ابنه.

(٤) المعز لدين الله أبو تميم معد بن إسماعيل المنصور فجلس على سرير ملكه ودخل عليه الخاصة وكثير من العامة

__________________

١ - (الأعراف :١١٧ - ١١٩ )

٢٥١

وسلموا عليه بالخلافة وكان مظهراً للتشيع معظماً لحرمة الإسلام حليماً كريماً حازماً سرياً يرجع إلى الإنصاف ويجرى على أحسن أحكامه فخرج إلى بلاد افريقية يطوف بها ليمهد قواعدها فانقاد له العصاة من أهل تلك البلاد ودخلوا في طاعته ثم جهز القائد أبا الحسن جوهر بن عبد الله إلى الديار المصرية ليأخذها بعد موت ملكها الأستاذ كافور الاخشيدي وسير معه العساكر فسار من افريقية على جيش كثيف وذلك في سنه ٣٥٨ فتم له فتحها وتسلم مصر ١٨ من السنة المذكورة وصعد المنبر خطيباً ودعا لمولاه المعز قال ابن خلكان وقطع خطبة بني العباس عن منابر الديار المصرية وكذلك اسمهم من السكة وعوض عن ذلك باسم مولاه المعز وأزال الشعار الأسود وألبس الخطباء الثياب البيض وجعل يجلس بنفسه في كل يوم سبت للمظالم بحضرة الوزير

__________________

١ - الخطط المقريزية :ج ٢ ، ص ٣٣٤ ، حصر الاجتهاد لأغا الطهراني : ص ١٠٠.

٢٥٢

والقاضي وجماعة من أكابر الفقهاء وفي يوم الجمعة الثامن من ذي القعدة أمر جوهر بالزيادة عقيب الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، اللهم وصل على الأئمة الطاهرين آباء أمير المؤمنين.

وفي يوم الجمعة ثامن عشر ع٢ سنة ٣٥٩ صلى القائد في جامع ابن طولون بعسكر كثير وخطب عبد السميع ابن عمر العباسي الخطيب وذكر أهل البيت  وفضائلهم ودعا للقائد وجهر القراءة ببسم الله الرحمن الرحيم وقرأ سورة الجمعة والمنافقون في الصلاة وأذن بحي على خير العمل إلى ان قال: وشرع في عمارة الجامع بالقاهرة وفرغ من بنائه في ١٧ رمضان سنة ٣٦١ وجمع فيه الجمعة وهذا الجامع هو المعروف بالأزهر.

قال ابن خلكان واستمر على علو منزلته وارتفاع درجته متولياً للأمور إلى يوم الجمعة ١٧ محرم سنة ٣٦٤

٢٥٣

فعزله المعز عن دواوين مصر وجباية أموالها والنظر في أحوالها وكان محسناً إلى الناس إلى ان توفي سنة ٣٨١ وكانت وفاته بمصر ولم يبق شاعر إلا رثاه وذكر مآثره، وتوفي المعز بالقاهرة سنة ٣٦٥ وإليه تنسب القاهرة فيقال القاهرة المعزية لأنه بناها القائد للمعز (فقام) بالأمر بعده ابنه.

٥ - العزيز بالله أبو منصور نزار بن معد وكان كريماً شجاعاً حسن العفو عند القدرة، قال ابن خلكان كان محباً للصيد مغرى به وكان أديباً فاضلاً ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر وأورد له أشعاراً قاله في بعض الأعياد وقد وافق موت بعض أولاده وعقد عليه المأتم وهو:

نحن بنو المصطفى ذوو محن

يجرعها في الحياة كاظمنا

عجيبة في الأنام محنتنا

أولنا مبتلى وخاتمنا

٢٥٤

يفرح هذا الورى بعيدهم

ونحن أعيادنا مآتمنا(١)

وزادت مملكته على مملكة أبيه وفتحت له حمص وحماة وشيزر وحلب، وخطب له المقلد بن المسيب العقيلي صاحب الموصل بالموصل في المحرم سنة ٣٨٢ وضرب اسمه على السكة والبنود وخطب له باليمن ولم يزل في سلطانه إلى ان توفي سنة ٦٨٦ ودفن عند أبيه المعز وكان أخوه أبو علي تميم بن المعز فاضلاً شاعراً ذكره ابن خلكان في تاريخه (فقام) بالأمر بعده ابنه.

٦ - الحاكم بأمر الله أبو علي المنصور بن نزار

وقد تقدم ذكره وذكر مختصر من سيرته في الحاكم وذكرنا انه فقد سنة ٤١١ فوجدت ثيابه وفيها آثار السكاكين (فقام) بالأمر بعده ابنه.

٧ - الظاهر لإعزاز دين الله أبو هاشم علي بن المنصور

وجرت له أمور وأسباب تضعضت دولته

__________________

١ - سير أعلام النبلاء : ج ١٥ ، ص ١٦٧ ، وفيات الأعيان : ج ٥ ، ص ٣٧٢

٢٥٥

واستوزر نجيب الدولة أبا القاسم علي بن أحمد الجرجاني العراقي وكان أقطع اليدين من المرفقين قطعهما الحاكم والد الظاهر ولما استوزر كان يكتب عنه القاضي القضاعي صاحب كتاب الشهاب واستعمل في وزارته العفاف والأمانة والاحتراز والتحفظ إلى ان توفي الظاهر منتصف شعبان سنة ٤٢٧، (فقام) بالأمر بعده ابنه.

٨ - المستنصر بالله أبو تميم معد بن علي

جرى في أيامه ما لم يجر لأحد من أهل بيته منها قصة البساسيري، فانه لما عظم أمره وكبر شأنه ببغداد قطع خطبة القائم الخليفة العباسي وخطب للمستنصر الفاطمي وقد تقدم في البساسيري وكان أمير الجيوش بدر الجمالي الذي استنابه المستنصر بمدينة صور وعكا يعد في ذوي الآراء والشهامة وقوة العزم فلما ضعف حال المستنصر واختلت دولته استدعاه فوصل إلى القاهرة سنة ٤٦٦ ولاه المستنصر تدبير أموره وقامت بوصوله الحرية

٢٥٦

وأصلح الدولة وكان وزير السيف والقلم وساس الأمور أحسن سياسة ويقال ان وصوله كان أول سعادة المستنصر ولم يزل كذلك إلى ان توفي سنة ٤٨٧ وهو الذي بنى الجامع بثغر الإسكندرية وبنى مشهد الرأس بعسقلان وأقام المستعلي بن المستنصر شاهنشاه الأفضل بن أمير الجيوش مقام أبيه وكان الأفضل حسن التدبير ويأتي ذكره في الآمر بأحكام الله وذكر ولده أبي علي أحمد في الحافظ توفى المستنصر سنة ٤٨٧ (فقام) بالأمر بعده ابنه.

٩ - المستعلي أبو القاسم أحمد بن المستنصر

ولي الأمر بعد أبيه بالديار المصرية والشامية وفى أيامه اختلت دولتهم وضعف أمرهم واستولى الإفرنج على كثير من بلاد الساحل كانت ولادته بالقاهرة سنة ٤٦٩ وبويع يوم غدير خم سنة ٤٨٧ وتوفى بمصر سنة ٤٩٥ (فقام) بالأمر بعد ولده.

١٠ - الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن أحمد المستعلي بويع يوم

٢٥٧

مات أبوه وأقام بتدبير دولته الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش وكان وزير والده ولما اشتد الأمر وفطن لنفسه قتل الأفضل واعتقل جميع أولاده وكانت ولادة الآمر بالقاهرة سنة ٤٩٠ وتولي وعمره خمس سنين ولما انقضت أيامه خرج من القاهرة ونزل إلى مصر فكمن له قوم في طريقه فوثبوا عليه وقتلوه وذلك في سنة ٥٢٤ من شهر ذي القعدة (فقام) بالأمر بعده ابن عمه.

١١ - الحافظ أبو الميمون عبد المجيد بن محمد بن المستنصر

بويع يوم مقتل ابن عمه الآمر بأحكام الله بولاية العهد وتدبير المملكة حتى يظهر الحمل المخلف عن الآمر لأن الآمر لم يخلف ولداً وخلف امرأة حاملاً كان الآمر قد نص على الحمل وكان الآمر لما قتل الأفضل الوزير أعتقل جميع أولاده وفيهم أبو علي أحمد بن الأفضل فأخرجه الجند من الاعتقال لما قتل الآمر وبايعوه فسار إلى القصر وقبض على الحافظ المذكور واستقل بالأمر وقام به أحسن قيام ورد على المصادرين أموالهم

٢٥٨

وأظهر مذهب الإمامية وتمسك بالأئمة الاثني عشرعليهم‌السلام ورفض الحافظ وأهل بيته ودعا على المنابر للقائم في آخر الزمان الإمام المنتظر صاحب الزمان صلوات الله عليه وكتب اسمه على السكة ونهى ان يؤذن حي على خير العمل وأقام كذلك إلى ان وثب عليه رجل من الخاصة في المحرم سنة ٥٢٦ فقتله فبادر الأجناد بإخراج الحافظ وبايعوه ولقبوه الحافظ ودعي له على المنابر وكان مولده بعسقلان في المحرم سنة ٤٦٧ وتوفي سنة ٥٤٤.

حكي ان هذا الحافظ كان كثير المرض بعلة القولنج فعمل له شيرماه الديلمي وقيل موسى النصراني طبل القولنج من المعادن السبعة في أشراف الكواكب السبعة وكان من خاصيته ان الإنسان إذا ضربه خرج الريح من مخرجه وبهذه الخاصية كان ينفع من القولنج وهذا الطبل كان في خزائنهم فكسره السلطان صلاح الدين لما ملك الديار المصرية (ثم قام) بالأمر بعد الحافظ ولده.

١٢ - الظافر بن الحافظ أبو

٢٥٩

المنصور إسماعيل

بويع يوم مات أبوه بوصية أبيه وكان أصغر أولاد أبيه ولد بالقاهرة سنة ٥٢٧ وكان يأنس إلى نصر بن عباس وكان عباس وزيره فقتله نصر وأخفى قتله وحضر إلى أبيه عباس فاعلمه بذلك من ليلته فلما كان صباح تلك الليلة حضر عباس إلى باب القصر وطلب الحضور عند الظافر في شغل مهم فطلبه الخدم في المواضع التي جرت عادته بالمبيت فيها فلم يوجد فقيل له ما نعلم أين هو فنزل عن مركوبه ودخل القصر بمن معه ممن يثق إليهم وقال للخدم اخرجوا إلى أخوي مولانا فأخرجوا له جبرائيل ويوسف ابني الحافظ فسألهما عنه فقالا: سل ولدك عنه فانه أعلم به منا فأمر بضرب رقابهما وقال هذان قتلاه وكان ذلك في منتصف المحرم سنة ٥٤٩.

وعن تاريخ مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ان نصر بن عباس أطمع نفسه في الوزارة وأراد قتل أبيه ودس إليه ليقتله فعلم أبوه واحترز وجعل يلاطفه وقال له عوض ما تقتلني اقتل الظافر

٢٦٠