رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12593
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12593 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

قارون

( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (١) )

والعصبة ما بين العشرة إلى تسعة عشر قال كان يحمل مفاتح خزائنه العصبة أولوا القوة، فقال قارون كما حكا الله:( قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي - يعني ماله وكان يعمل الكيمياء فقال الله:-أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (٢) ) ، أي لا يسأل من كان قبلهم عن ذنوب هؤلاء( فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ - قال في الثياب المصبغات يجرها في الأرض -قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ

__________________

١ - ( القصص : ٧٦ )

٢ - ( القصص : ٧٨ )

٤٢١

الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) (القصص:٧٩).

فقال لهم الخلص من أصحاب موسى:( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ - قال: هي لفظة سريانية -يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (١) ) وكان سبب هلاك قارون انه لما اخرج موسى بني إسرائيل من مصر وأنزلهم البادية أنزل الله عليهم المن والسلوى وانفجر لهم من الحجر اثنتا عشرة عيناً بطروا وقالوا: لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض ومن بقلها وقثائها وفومها

__________________

١ - ( القصص : ٨ - ٨٢ )

٤٢٢

وعدسها وبصلها قال لهم موسى أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فان لكم ما سألتم فقالوا كما حكى الله ان فيها قوماً جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها، ثم قالوا لموسى اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ففرض الله عليهم دخولها وحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فكانوا يقومون من أول الليل ويأخذون في قراءة التوراة والدعاء والبكاء وكان قارون منهم وكان يقرأ التوراة ولم يكن فيهم أحسن صوتاً منه وكان يسمى المنون لحسن قراءته وقد كان يعمل الكيمياء، فلما طال الأمر على بني إسرائيل في التيه والتوبة وكان قارون قد امتنع من الدخول معهم في التوبة وكان موسى يحبه فدخل عليه موسى، فقال: يا قارون قومك في التوبة وأنت قاعد هاهنا ادخل معهم وإلا نزل بك العذاب، فاستهان به واستهزأ بقوله فخرج موسى من عنده مغتماً فجلس في فناء قصره وعليه جبة شعر ونعلان من جلد حمار شراكهما من خيوط شعر بيده

٤٢٣

العصا، فأمر قارون ان يصب عليه رماداً قد خلط بالماء، فصب عليه فغضب موسى غضباً شديداً وكان في كتفه شعرات كان إذا غضب خرجت من ثيابه وقطر منها الدم، فقال موسى يا رب إن لم تغضب لي فلست لك بنبي، فأوحى الله إليه قد أمرت السماوات والأرض إن تطيعك فمرها بما شئت.

وقد كان قارون قد أمر أن يغلق باب القصر، فأقبل موسى فأومأ إلى الأبواب فانفجرت ودخل عليه فلما نظر إليه قارون علم انه قد أوتي، فقال: يا موسى أسألك بالرحم الذي بيني وبينك، فقال له موسى: يابن لاوي لا تزدني من كلامك! يا أرض خذيه، فدخل القصر بما فيه في الأرض ودخل قارون في الأرض إلى ركبتيه، فبكى وحلفه بالرحم، فقال له موسى يا بن لاوي لا تزدني من كلامك، يا أرض خذيه وابتلعيه بقصره وخزائنه(١) .

__________________

١ - تفسير القمي : ج ٢ ، ص ١٤٤ - ١٤٥

٤٢٤

قثم بن عباس

عن عبد الله بن جعفر، قال: كنت أنا وعبيد الله وقثم ابنا العباس نلعب، فمر بنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راكباً، فقال: ((ارفعوا إليَّ هذا الفتى)) - يعنى قثم - فرفع إليه! فأردفه خلفه، ثم جعلني بين يديه، ودعا لنا، فاستشهد قثم بسمرقند.

قال ابن عبد البر وروى عبد الله بن عباس قال، كان قثم آخر الناس عهداً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أي آخر من خرج من قبره ممن نزل فيه. قال: وكان المغيره بن شعبة يدعى ذلك لنفسه، فأنكر علي بن أبي طالبعليه‌السلام ذلك، وقال: بل آخر من خرج من القبر قثم بن العباس.

وكان قثم واليأً لعليعليه‌السلام على مكة: عزل عليعليه‌السلام خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومى - وكان واليها لعثمان - وولاها أبا قتادة الأنصاري، ثم عزله عنها وولى مكانه قثم بن العباس، فلم يزل واليه عليها حتى قتل

٤٢٥

علىعليه‌السلام وقال الزبير بن بكار: استعمل عليعليه‌السلام قثم بن العباس على المدينة(١) .

واستشهد قثم بسمرقند كان خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية فقتل هناك.

وكان قثم يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه يقول داود بن مسلم:

عتقت من حل ومن رحلة

يا ناق إن أدنيتني من قثم

إنك إن أدنيت منه غداً

حالفني اليسر ومات العدم

في كفه بحر وفي وجهه

بدر وفي العرنين منه شمم

أصم عن قيل الخنا سمعه

وما على الخير به من صمم

لم يدر ما ((لا)) وب‍ ((لا)) قد درى

فعافها واعتاض منها نعم(٢)

ومن كتاب لأمير المؤمنين عليعليه‌السلام إلى عامله قثم يقول فيه بعد ان يحذره من

__________________

١ - الدرجات الرفيعة لابن معصوم: ص١٥١.

٢ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج١٦، ص١٤٠ - ١٤١.

٤٢٦

رسل معاوية، يحذره فيها من شرهم وخداعهم ويشد على يده ألا يخدع جاء فيه:

فَأَقِمْ عَلَى مَا فِي يَدَيْكَ قِيَامَ اَلْحَازِمِ اَلصَّلِيبِ وَاَلنَّاصِحِ اَللَّبِيبِ اَلتَّابِعِ لِسُلْطَانِهِ اَلْمُطِيعِ لإِمَامِهِ وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ وَلاَ تَكُنْ عِنْدَ اَلنَّعْمَاءِ بَطِراً وَلاَ عِنْدَ اَلْبَأْسَاءِ فَشِلاً وَاَلسَّلاَمُ(١) .

__________________

١ - نفس المصدر : ج ١٦ ، ص ١٣٨

٤٢٧

قس بن ساعدة الأيادي

من أياد بن أد بن معد وكان حكيم العرب وكان مقراً بالبعث وهو الذي يقول: من عاش مات، ومن مات فات وكل ما هو آت آت وقد ضرب العرب بحكمته وعقله الأمثال، قال الأعشى:

وأحكم من قس وأجرا من الذي

بذي الغيل من خفان أصبح خدرا

وقدم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد من أياد، فسألهم عنه، فقالوا: هلك، فقال:رحمه‌الله ، كأني أنظر إليه بسوق عكاظ على جمل له أحمر وهو يقول: أيها الناس، اجتمعوا واسمعوا، وعوا، من عاش مات، ومن مات فات وكل ما هو آت آت، أما بعد فإن في السماء لخبراً وان في الأرض لعبراً، نجوم تمور، وبحار تغور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، أقسم قس بالله قسماً لا حانثاً فيه ولا آثماً، ان لله لدينا هو أرضى من دين أنتم عليه، ما لي أراهم يذهبون ولا يرجعون، أرَضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا؟ سبيل مؤتلف وعمل مختلف، وقال أبياتاً

٤٢٨

لا أحفظها، فقام أبو بكر فقال: أنا أحفظها يا رسول الله، فقال: هاتها، فقال:

في الذاهِبيــــــنَ الأَوَّليـ

ـنَ مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِــــر

لَمّا رَأَيــــتُ مَوارِداً

لِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر

وَرَأَيتُ قَومي نَحوَها

تَمضي الأَصاغِرُ وَالأَكابِر

لا يَرجِعُ الماضي وَلا

يَبقى مِنَ الباقينَ غابِـــر

أَيقَنتُ أَنّي لا مَحا

لَةَ حَيثُ صارَ القَومُ صائِر

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (( رحم الله قساً، إني لأرجو ان يبعثه الله أمة وحده))(١) .

__________________

١ - السيرة النبوية لابن كثير: ج١، ص١٥٠، البداية والنهاية لابن كثير: ج٢، ص٢٩٤، تاريخ مدينة دمشق: ج٣، ص٤٣٦، دلائل النبوة للبيهقي: ج٢، ص١١٣، المعجم الكبير للطبراني: ج١٨، ص٢٦٥، ح٦٦٣، كنز العمال: ج١٢، ص٧٧، ح٣٤٠٧٢ و ٣٤٠٧٣، أمالي الشيخ: ص٣٤٢، ح٧.

٤٢٩

ولقس أشعار كثيرة وحِكم وأخبار تبصّر في الطب والزجر والفأل وأنواع الحكم وقد ذكرت في كتاب ((أخبار الزمان)) وفي الكتاب الأوسط، للمسعودي(١) .

جاء في كتاب البيان والتبيين:

هو قس بن ساعدة الأيادي خطيب العرب، ونذيرها، سمعه النبي وهو صغير في عكاظ وتحدث بخطبته، وكفى بهذا شرفاً، وقد عمَّر كثيراً وفي طول عمره اختلاف أقله ٣٨٠، وأكثره ٧٠٠، توفي قبل البعثة(٢) .

وهو من خطباء أياد، وهو الذي قال فيه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (( رأيته في سوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول: ((أيها الناس، اجتمعوا، فاسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت)) وهو القائل في هذه: ((آيات محكمات، مطر

__________________

١ - مروج الذهب للمسعودي - قم: ج١، ص٨٣ - ٨٤.

٢ - البيان والتبيين للجاحظ: ج١، ص٥٠، الهامش. والموضوعات لابن الجوزي: ج١، ص٢١٤.

٤٣٠

ونبات، وآباء وأمهات، وذاهب وآت، ونجوم تمور، وبحور لا تغور، وسقف مرفوع، ومهاد موضوع، وليل داج، وسماء ذات أبراج، مالي أرى الناس يموتون ولا يرجعون؟ أرضوا فأقاموا؟ أم حبسوا فناموا؟)).

وهو القائل: ((يا معشر أياد، أين ثمود وعاد، وأين الآباء والأجداد، أين المعروف الذي لم يشكر، والظلم الذي لم ينكر، أقسم قس قسماً بالله ان لله ديناً هو أرضى له من دينكم هذا، وأنشدوا له الأبيات السابقة.

قطب الدين الرازي

هو أبو جعفر محمد بن محمد الرازي البويهي (٧٧٦ هجري قمري).

ولد هذا العالم الكبير في قرية ورامين التابعة لمدينة ري، وتوفي في ذي القعدة لعام ٧٧٦ هجري في دمشق ودفن في الصالحية.

انه من أئمة المنطق والفلسفة وعلوم أخرى، وهكذا كان من مشاهير العلماء الذين عاشوا في القرن الثامن الهجري.

٤٣١

اشتهر بشروحاته على الشمسية وكتاب مطالع في المنطق وكذلك كتابه في الفلسفة باسم المحاكمات حيث حقق وحاكم اثنين من شراح كتاب الإشارات للخواجة نصير الدين الطوسي والإمام الفخر الرازي قد زادت من شهرته.

قرّضه تاج الخفيف في كتابه طبقات الشافعية وقال: ((كان إماماً بارزاً في علوم المعقول حيث وصل جيشه إلى أقاصي المعمورة.

وصل دمشق في العام ٧٦٣ هجرية فعرفناه إماماً في المنطق والحكمة وانه متعمق في التفسير والمعاني وكانت له أيادٍ في النحو حيث شعت أنوار ذكائه على الملأ)).

وقال السيوطي عنه في كتابه ((طبقات النحاة)): ((كان الرجل أحد أئمة علم المعقول أخذ علمه على العضدي وغيره)).

انه من مفكري وعلماء الشيعة البارزين، هكذا عرّفه الشهيد الأول وكان معه في دمشق أواخر شعبان ٧٧٦هـ والتقى به هناك. يقول عنه:

٤٣٢

((كان بحراً لا يجف وبلا شك كان إمامي المذهب وأنا سمعت منه انه يصرّح كونه إمامياً وارتباطه بأهل بيت الرسالة)).

وقال الشهيد الأول: ((انه كان من التلامذة الخاصين للشيخ الإمام جمال الدين العلامة الحلي)).

يقول بشأنه المحقق الشيخ علي بن عبد العال الكركي العاملي: ((كان من تلامذة العلامة ومن أعيان أصحابنا ومن الإمامية)).

وصرّح بتشيعه كل من مؤلفي الرياض والأمل، ومجالس المؤمنين، وأعيان الشيعة والذريعة وآخرون.

أحد أساتذته جمال الدين العلامة الحلي المتوفي سنة ٧٢٦هـ، والثاني عضد الدين لايجي صاحب كتاب المواقف في علم الكلام والمتوفى عام ٤٥٦هـ/ ١٣٥٥م.

تأليفاته:

تأليفاته كثيرة ومتنوعة وأكثرها في علم المنطق والحكمة ومن جملتها:

شرح الشمسية في المنطق وأصله من نجم الدين عمر بن علي القزويني

٤٣٣

المعروف بالكاتبي والمتوفى عام ٤٩٣ هجرية طبع الكتاب مراراً في مصر وإيران، ولازال ولحد اليوم يدرس في مدارس النجف وقم والأزهر وأماكن أخرى.

شرح المطالع، من الكتب القيمة في علم المنطق، من أشهر الكتب التي تدرس في النجف وإيران.

شرح الحاوي في الحكمة.

شرح إشارات ابن سينا في الفلسفة.

بحر الأصداف في حاشية على الكشاف للزمخشري في التفسير.

تحفة الأشراف أيضاً حاشية على الكشاف.

المحاكمات بين شرح الإشارات وأصله من ابن سينا.

شرح قواعد الأحكام في الفقه.

رسالة تحقيق في التصور والتصديق.

رسالة في تحقيق الكليات.

شرح المصباح(١) .

__________________

١ - فلاسفة الشيعة : ص ٤٣٤ فارسي

٤٣٤

قطب الدين الراوندي

أبو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن، العالم المتبحر الفقيه المحدث المفسر المحقق الثقة الجليل صاحب الخرائج والجرائح وقصص الأنبياء ولب اللباب وشرح النهج وغيره.

كان من أعاظم محدثي الشيعة، قال شيخنا في المستدرك: فضائل القطب ومناقبه وترويجه للمذهب بأنواع المؤلفات المتعلقة به أظهر وأشهر من ان تذكر...

وهو أحد مشايخ ابن شهرآشوب، يروى عن جماعة كثيرة من المشايخ كأمين الإسلام والسيد المرتضى والرازي وأخيه السيد مجتبى وعماد الدين الطبري وابن الشجري والآمدي، ووالد المحقق الطوسي، وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.

ويروي عن الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الأخوة، عن الفاضلة الجليلة السيدة النقية بنت السيد المرتضى علم الهدى عن عمها الشريف الرضي (ره) وكان والد القطب الراواندى وجده وأولاده كلهم علماء.

٤٣٥

وصرح الشيخ منتجب الدين بأن أبا الفضل محمد بن القطب الراوندي وأخاه عماد الدين علياً كانا فقيهين ثقتين.

توفى القطب ٤ شوال سنة ٥٧٣، وقبره ببلدة قم جوار الحضرة الفاطمية  ، مزار معروف.

ولا يخفى انه غير سعيد بن هبة الله بن محمد بن الحسين الفاضل المشتهر في العلوم الحكمية، فانه كان من الأطباء المتميزين في صناعة الطب، خدم المقتدى بأمر الله، والمستظهر بالله بصناعة الطب، وكان يتولى مداواة المرضى في البيمارستان العضدي.

له كتاب المغني في الطب، صنفه للمقتدى، وكتاب خلق الإنسان، توفى سنة(١) ٤٩٥

القمى علي بن إبراهيم

هو علي بن إبراهيم بن هاشم أبو

__________________

١ - الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج٣، ص٧٢ - ٧٣.

٤٣٦

الحسن القمي (رجال النجاشي) ثقة في الحديث ثبت معتمد صحيح المذهب، سمع فأكثر، وصنف كتباً وأضر - أي وصار ضريراً - في وسط عمره.

وله كتاب التفسير، كتاب الناسخ والمنسوخ، كتاب قرب الإسناد كتاب الشرائع (الخ).

وبالجملة: هو من أجل رواة أصحابنا، ويروي عنه مشايخ أهل الحديث ولم نقف على تاريخ وفاته، إلا انه كان حياً في سنة ٣٠٧.

وكان من شيوخ الشيعة، روى عنه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه وغيره.

قال السيد الأجل بحر العلوم في وجه تقريب دلالته على التوثيق تلقى القميين من أصحابنا أحاديثه بالقبول... فلولا ان إبراهيم بن هاشم عندهم بمكان من الثقة والاعتماد لما سلم من طعنهم وغمزهم بمقتضى العادة، ولم يتمكن من نشر الأحاديث التي لم يعرفوها إلا من جهته في بلده.

ومن ثم قال في الرواشح ومدحهم إياه بأنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم

٤٣٧

كلمة جامعة وكل الصيد في جوف الفرا.

ومما يدل على جلالته ان الأدعية والأعمال الشائعة في مسجد السهلة، وفي مسجد زيد المتداولة المتلقاة بالقبول المذكورة في المزار الكبير، ومزار الشهيد وغيرهما ينتهي سندها إليه لا غير(١) .

قنبر مولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

قال الشيخ عباس القمي في كتابه الكنى والألقاب:

ان قنبراً كان عند أمير المؤمنينعليه‌السلام في مقام رفيع ومنزلة شريفة وكذلك كان، روى الصدوق عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: كان لعليعليه‌السلام غلام اسمه قنبر وكان يحب علياً حباً شديداً فإذا خرج عليعليه‌السلام خرج على أثره بالسيف وتقدم في ابن السكيت ما يدل على جلالته ويعلم جلالته من أنه كان في مجلس وصية الحسن بن عليعليه‌السلام إلى

__________________

١ - الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج٣، ص ٨٤ - ٨٦.

٤٣٨

أخيه الحسينعليه‌السلام وما كان غائباً عن سماع كلام يحيى به الأموات.

وروى ان الحجاج بن يوسف قال ذات يوم: أحب أن أصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب فأتقرب إلى الله تعالى بدمه، فقيل له: ما نعلم أحداً كان أطول صحبة لأبي تراب من قنبر مولاه فبعث في طلبه فأتي به، فقال: أنت قنبر؟ قال: نعم، قال: أبو همدان؟ قال: نعم، قال: مولى علي بن أبي طالب؟ قال الله مولاي وأمير المؤمنين عليعليه‌السلام ولي نعمتي، قال: ابرأ من دينه، قال: فإذا برأت من دينه تدلني على دين غيره أفضل منه؟ قال: اني قاتلك فاختر أي قتلة أحب إليك؟ قال: قد صيرت ذلك إليك، قال: ولم؟ قال: لأنك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها وقد اخبرني أمير المؤمنينعليه‌السلام ان منيتي تكون ذبحاً ظلماً بغير حق فأمر به فذبح، قلت ويظهر من تاريخ بغداد ان في أولاده رواة الحديث والأخبار.

روى الخطيب في ج ٤ صفحة ٢١٠ بإسناده عن قنبر بن أحمد بن قنبر مولى علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن أبيه عن

٤٣٩

جده عن كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة قال خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات يوم ضاحكاً مستبشراً فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: ما أضحكك يا رسول الله؟ فقال: بشارة أتتني من عند ربى ان الله تعالى لما أراد ان يزوج علياً فاطمة عليهما السلام أمر ملكاً ان يهز شجرة طوبى فهزها فنثرت رقاقاً يعنى صكاكاً وأنشأ الله ملائكة التقطوها، فإذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محباً لنا أهل البيت محضاً إلا دفعوا إليه منها كتاباً براءة له من النار من أخي وابن عمي وابنتي، فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار(١) .

__________________

١ - الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج٢، ص ٣٩٤.

٤٤٠