رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12568
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12568 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

العلم في خمسة أجزاء)).

الاقا بزرگ الطهراني ذكره في عداد مؤلفي الشيعة.

بعض أفكار الكندي ونظرياته:

١.حدوث العالم وحركة الزمان من طريق انه من المحال ان لجسم وجود خارجي وليست له نهاية.

٢.لا يرى الزمان أمر مجرد وقائم بذاته، يقول: ((الزمان ليس له حقيقة غير وجود الجسم وتابع للجسم)).

٣.المكان موجود ظاهري ولكنه ليس جسماً.

٤.الغيوم والأمطار أبخرة وإن الشمس هي التي تبخر مياه الأرض لتذهب الأبخرة إلى الأعلى لتكون الغيوم.

٥.التمدد وانبساط الأجسام نتيجة الحرارة.

٦.....

مؤلفاته وآثاره:

له كتب ومؤلفات ورسائل كثيرة تربو على ٢٦٥ كتاب ورسالة تشمل كافة

٤٨١

العلوم والفنون تحكي تبحره في فنون الحكمة اليونانية والإيرانية والهندية(١).

__________________

١ - فلاسفة الشيعة : ص ٤٧٥

٤٨٢

حرف الميم

٤٨٣

٤٨٤

مالك الأشتر

المعروف بلقبه هو بن الحرث النخعي يعرفه لنا الإمام علي في كتاب عهده إليه لما ولاه مصر:

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَاد ِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ، لاَ يَنَامُ أَيَّامَ الخَوْفِ، وَلاَ يَنْكُلُ عَن الأَعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ، أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرَيقِ النَّارِ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِج، فَاسْمَعُوا لَهُ أَطِيعُوا أَمْرَهُ فِيَما طَابَقَ الْحَقَّ، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، لاَ كَلِيلُ الظُّبَةِ، وَلاَ نَابِي الضَّرِيبَةِ، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فانْفِرُوا، وَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقيِمُوا فَأَقِيمُوا، فَإِنَّهُ لاَ يُقْدِمُ وَلاَ يُحْجِمُ، وَلاَ يُؤَخِّرُ وَلاَ يُقَدِّمُ إِلاَّ عَنْ أَمْرِي، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِهِ لَكُمْ، وَشِدَّةِ شَكِيمَتِهِ عَلَى عَدُوِّكُمْ... الخ(١) .

وكان الإمام عليعليه‌السلام يقول: كان لي

__________________

١ - شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد المعتزلي: ج٧، ص٤٤.

٤٨٥

مالك كما كنت لرسول الله، ولما قضى معاوية عليه بالسم خطب معاوية في جمعة فقال:

كان لعلي يدان قطعنا أحديهما وهو عمار بن ياسر في صفين وقطعنا الأخرى اليوم.

وقصة قتله من الأمور المتفق عليها تقريباً عند المؤرخين، وهي لما بلغ معاوية تولية الأشتر مصر اشتد الأمر عليه وراح يفكر بالقضاء عليه قبل ان يصل مصر.

فكتب إلى عامل خراجه على بحر القلزم أي (ميناء العقبة) ان يقاتله فلما قدم عليه رحب به وأدخله داره وعرفه ان لديه الطعام والعلف فبات عنده فسقاه شربة من العسل المسموم، وكان معاوية يقول لأصحابه: ان علياً ولي الأشتر على مصر فادعوا عليه بالموت، فراح أصحابه يدعون عليه عقيب كل صلاة، ولما جاء إليه خبر موته صعد المنبر وحمد الله وقال: لقد استجاب الله دعاءكم وأمات الأشتر، ففرحوا بذلك وقيل: أرسل رجلاً من قبله ليسمه في

٤٨٦

الطريق بأية وسيلة، واختلف الرواة في كيفية دس السم له، والمشهور سمه بالعسل للمثل المشهور عن معاوية (إن لله جنوداً من عسل) قالها متهكماً بعد اغتيال مالك الأشتر.

ولما بلغ اغتيال مالك علياً أسف أسفاً شديداً، وحزن عليه حزناً عظيماً، وقال:

لله در مالك، وما مالك لو كان جبلاً لكان فنداً، ولو كان حجراً كان صلداً، أما والله ليهدن موتك عالماً، وليفرحن عالماً، على مثل مالك فلتبك البواكي، وقال علقة بن قيس النخعي: فما زال علي يتلهف، ويتأسف حتى ظننا انه المصاب به دوننا، وعرف ذلك في وجهه(١) .

مالك بن نويرة

يقول ابن خلكان في ترجمة وثيمة بن موسى الوشاء: كان مالك بن نويرة سرياً

__________________

١ - موسوعة العتبات المقدسة : ج ١ ، ص ٣٦٥ - ٣٦٦

٤٨٧

نبيلاً يردف الملوك (أي ولي العهد الذي يخلف الملك) وهو الذي يضرب به المثل فيقال:

مرعى ولا كالسعدان، وماء لا كالصداء، (وفتى لا كمالك).

كان ابن نويرة هذا فارساً كريماً، شاعراً، ذا غيرة ونجدة للممسك بعنان فرسه، فإذا سمعه بهيمة طار إليها.

وفد على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم وولاه صدقات قومه، ولما ارتدت العرب بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنع الزكاة كان مالك من جملتهم، فأخذ زكاة منهم فوزعها، فقال مالك لخالد بن الوليد: إني آتي بالصلاة دون الزكاة فتجادلا طويلاً فقال له خالد إني قاتلك، قال: أوبذلك أمرك صاحبك، يعني أبا بكر؟

فقال خالد: والله لأقتلنك، فقال مالك: ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا فقد بعثت إليه غيرنا من هو جرمه أكبر من جرمنا، فأبى خالد. وكان عبد الله بن عمر وأبا قتادة الأنصاري حاضرين، فكلما خالداً في أمره، فكره كلامهما، فالتفت مالك إلى زوجته أم

٤٨٨

متمم وقال: هذه التي قتلتني وكانت في غاية الجمال، فقال خالد، بل الله قتلك، فقال مالك: أنا على دين الإسلام، فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه، وجعل رأسه أثفية القدر، وكان من أكثر الناس شعراً، فكان القدر على رأسه حتى نضج الطعام.

وقبض خالد امرأة مالك، وطلب من ابن عمر وأبي قتادة ان يحضرا النكاح فأبيا، فقال له ابن عمر: اكتب إلى أبي بكر واذكر له أمرها، فأبى وتزوجها.

لقد قال مالك حقاً: ان زوجتي هي التي قتلتني لأن خالداً كان يهواها من قبل، ذلك ما يقوله ابن خلكان: ان زهير السعدي أنشد في ذلك:

قضى خالد بغياً عليه لعرســه

وكان له فيها هوى قبل ذالكا

فأمضى هواه خالد غير عاطف

عنان الهوى عنه ولا متماسكا

قال ابن خلكان:

ولمـّا بلغ أبا بكر وعمر نبأ قتل خالد قال عمر: ان خالداً قتل مسلماً

٤٨٩

فاقتله، وإنه زنى فارجمه، فقال أبو بكر: ما كنت أقتل رجلاً أو أرجمه لأنه تأول وأخطأ.

فقال له عمر: اعزله، فقال: ما كنت لأشيم سيفاً سلّه الله عليهم(١) .

وكان في عهد أبي بكر لخالد لما أرسله لقتال أهل الردة: (إذا غشيتم داراً من دور الناس فسمعتم فيها أذاناً للصلاة، فامسكوا عن أهلها، حتى تسألوهم عما نصحوا، وان لم تسمعوا أذاناً فشنوا الغارة عليهم فاقتلوا، واحرقوا).

وأكثر المؤرخين حين رووا ان مالكاً قال لخالد إنني ما ارتددت عن الإسلام، وشهد بذلك أبو قتادة الأنصاري الذي حلف ان لا يخرج في قتال مع خالد وقبل شهادته عمر، وأصبح من ألد خصوم خالد.

وكان من أقواله لأبي بكر: بعثت رجلاً يقتل المسلمين، ويحرق بالنار.

__________________

١ - تاريخ ابن خلكان: ج٢، ص١٧٢، أيام العرب: ص١٦٠، مجمع الأمثال: ج٢، ص٧٨، النص والاجتهاد: ص٢٦١.

٤٩٠

وذكر بعض المؤرخين ان خالداً لما قدم إلى قبيلة مالك ووجدهم مسلحين قال لهم: ما هذا السلاح؟ فأجابه مالك ولماذا أنتم مسلحون؟ فطلب منهم وضع السلاح، وأمّنهم، ودخل جيشه في بيوت أهل القرية ثم انقضوا على الذين استضافوهم، فكل واحد منهم قتل صاحبه بغتة بعد نصف الليل.

وكان من الذين سخطوا على خالد جماعة من الصحابة منهم: طلحة بن عبيد الله الذي جاء يؤيد عمر عند أبي بكر، فاعتذر له بأنه تأوّل فأخطأ، فردّ المسبي وأودى دية مالك من بيت المال. فأضاف الجمحي صاحب طبقات فحول الشعراء: ص١٧٠ إن عبد الله بن عمر كلّم خالداً بعد شهادة أبي قتادة في (مالك) وأصحابه فقال له: يا أبا عبد الرحمن اسكت عن هذا الأمر فإني أعلم ما لا تعلم وأمر ضرار فضرب عنق مالك.

ومن المتفق عليه ان أبا بكر قد أمر خالداً ان يفارق زوجة مالك، ويقول العقاد في كتابه عن أبي بكر في عدم تطبيق الحكم الشرعي الذي أشار به

٤٩١

إليه عمر فقال:

((فهو أي أبا بكر كان يؤثر اللين لأنه في عامة أحواله مطبوع عليه ما لم يمسّه الأمر فيما يثير)).

وهناك قصة مالك توردها التواريخ بالتفصيل في كثير من الكتب كالطبري (ج٢، ص٥٠٢)، وأبو الفداء في (ج٢، ص١٦٦) و (البداية والنهاية: ج٦، ص٣٢٢) و (فتوح البلدان: ص١٠٥) و (ابن خلدون في تاريخه: ج٢، ص٧٣) و (خزانة الأدب: ج٢، ص٢١) و (معجم الشعراء للمرزباني: ص٢٦٠) و (طبقات فحول الشعراء: ص١٧٠) و (تاريخ الإسلام للنجار: ص٥٠) والعجيب من هذا المؤلف الأخير انه بعد ان سرد قصة مالك بن نويرة كما مرت قال في تبرير الموقف: ((إن سياسته يعني أبا بكر كانت سياسة حكيمة مما تستعملها دول استعمارية كالانگليز)) فجعل هذا المؤلف الجديد دولة الإسلام في عهد أول خليفة دولة استعمارية، ولم يرَ اختلافاً في حكومة الخلافة الإسلامية عن حكومة الدول الاستعمارية!!

٤٩٢

عن البراء بن عازب قال: ((بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جالساً في أصحابه إذ نادى وفد بني تميم ومنهم مالك بن نويرة فقال: يا رسول الله علمني الإيمان، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأني رسول الله، وتصلي الخمس وتصوم شهر رمضان، وتؤدي الزكاة، وتحج البيت وتوالي وصيي هذا، وأشار إلى علي بن أبي طالب، ولا تأكل مال اليتيم، ولا تشرب الخمر، وتوفي بشرائعي، وتحرم حرمي، وتعطي الحق من نفسك للضعيف، والقوي، والكبير والصغير، حتى عدّ عليه شرائع الإسلام، فقال: يا رسول الله عد عليّ فإني رجل نسّاء، فأعاد عليه ما قاله فعقدها بيده فقام وهو يجر رداءه، ويقول: تعلمت الإيمان ورب الكعبة، فلما بعد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من أحب ان ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل))(١) .

__________________

١ - موسوعة العتبات المقدسة : ج ١ ، ص ٢٦٦ - ٢٧٠

٤٩٣

ارتكب خالد على ما نرى سلسلة من الأخطاء الاجتماعية والدينية في هذه القضية: فقد سار إلى مالك وصحبه دون أمر الخليفة، وقاتلهم دون ان يكون هناك مبرر للقتال من الناحية الدينية، وأمر بقتل مالك بشكل من الغدر لا يجيزه الإسلام.

ونكح زوج(١) مالك بشكل يتنافى والعفة والشرف وكبر النفس... ما استحق بذلك أكثر من عقوبة، غير ان أبا بكر عفا عنه فامتعض عمر من ذلك وعزله أثناء خلافته وإليك ملخص القصة:

ذكر ابن الأثير(٢) : ((سار خالد بعد ان فرغ من فزارة، وأسد، وطي، يريد

__________________

١ - ما نقله المؤرخون ان زوجة مالك كانت من الجمال بمكانة أسرت قلب خالد وكان هذا هو السبب وحينما قدم مالك للقتل نظر إليها وقال لها (أنت قتلتيني) وفعلاً فقد دخل بها خالد ليلة قتل زوجها وهي في عدتها، وهذا ما يؤكد هذه المقولة.

٢ - الكامل لابن الأثير: ج٢، ص٣٥٧ - ٣٦٠، دار بيروت للطباعة، ١٩٨٢.

٤٩٤

البطاح(١) ، وبها مالك بن نويرة قد تردد عليه أمره، وتخلفت الأنصار عن خالد وقالوا:

ما هذا بعهد الخليفة إلينا، إن الخليفة عهد إلينا ان نحن فرغنا من بزاخه(٢) ان نقيم حتى يكتب إلينا، فقال خالد:

أنا الأمير... هذا مالك بن نويرة بحيالنا، فأنا قاصد إليه ومن معي من المهاجرين، وكان قد أوصاهم أبو بكر(٣) ان يؤذنوا إذا نزلوا منزلاً، فإذا أذن القوم فكفوا عنهم وإن لم يؤذّنوا قاتلوهم.

وإن أجابوا إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة، فإن أقروا فاقبلوا منهم، وإن أبوا فقاتلوهم، فجاءت خالد الخيل بمالك بن نويرة في نفر معه من بني ثعلبة بن يربوع،

__________________

١ - البطاح هو منزل لبني يربوع.

٢ - بزاخه: ماء بطي بأرض نجد.

٣ - لم يثبت للخليفة امتناع رهط مالك عن أداء الزكاة.

٤٩٥

فاختلفت السرية فيهم.

وكان فيهم أبو قتادة فكان فيمن شهد انهم قد أذّنوا وصلوا.

فلما اختلفوا أمر بهم خالد فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء، فأمر خالد منادياً ينادي ادفنوا أسراكم - وهي في لغة كنانة القتل - فقتلوهم... فتزوج خالد أم متمم امرأة مالك.

فقال عمر لأبي بكر: ان سيف خالد فيه رهق، وأكثر عليه في ذلك، فقال: هيه يا عمر!! تأول فأخطأ فارفع لسانك عن خالد.

فدخل خالد على أبي بكر فأخبره الخبر واعتذر إليه، فعذره وتجاوز عنه، وعنّفه في التزويج(١) .

__________________

١ - هذا هو دين خليفة رسول الله يعفو عمن قتل المسلمين غدراً وظلماً وزنا بأزواجهم ليلة قتلهم صراحة دونما شك مع انهم أذّنوا وصلوا وأعلنوا إسلامهم فيالها من تقوى يتمتع بها رسول الخليفة ويالها من أخلاق عربية جاهلية عشعشت في أدمغة بعض =

٤٩٦

وقدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطلب بدم أخيه ويسأله ان يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال(١) .

وقد روي عن البلاذري: ((ان متمم بن نويرة دخل على عمر بن الخطاب فقال له عمر: ما بلغ وجدك على أخيك مالك؟

قال: بكيته حولاً حتى أسعدت عيني الذاهبة عيني الصحيحة، وما رأيت ناراً إلا كدت انقطع لها أسفاً عليه، لأنه كان يوقد ناره إلى الصبح، مخافة ان يأتيه

__________________

= صحابة رسول الله، فهل ان هذا كله يرضي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟ ولكن لا عجب من قوم تآمروا على رسول الله في حياته وفي مماته وقاتلوا وتحالفوا ان يصادروا الخلافة وكتبوا فيما بينهم حلفاً سرياً أيام حياة رسول الله حيث فضحهم الوحي عند رسول الله، ثم انهم نصبوا له كميناً عند عودته من إحدى غزواته أو من حجة الوداع وجاء الوحي إليه يعلمه بأسمائهم حتى سمعها وعرفها الصحابي حذيفة * بن اليمان فطلب الرسول منه كتمان الأمر.

١ - الكامل في التاريخ: ج٢، ص٣٥٩ - ٣٦٠.

٤٩٧

ضيف فلا يعرف مكانه))(١) .

لابد ان القارئ قد لاحظ معنا، في رواية ابن الأثير، جملة مخالفات قام بها خالد بن الوليد:

١ - فقد سار كما ذكرنا، إلى قتال مالك دون ان يتلقى بذلك أمراً من الخليفة.

٢ - أهم المبدأ العام الذي وضعه أبو بكر لمعالجة مشكلة المسلمين الذين اتهموا بالامتناع عن دفع الزكاة.

المبرد

أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي الثمالي البصري النحوي اللغوي الفاضل الإمامي المقبول القول عند الفريقين:

وإذا يقال من الفتى كل الفتى

والشيخ والكهل الكريم العنصر

__________________

١ - فتوح البلدان، البلاذري: ج١، ص١١٨.

٤٩٨

والمستضاء برأيه وبعلمــــــــه

وبعقله قلت ابن عبد الأكبــــر

مؤلفاته

صاحب كتاب الكامل المعروف، والروضة، والمقتضب، ومعاني القرآن وغيرها من الكتب النافعة.

كان إماماً في النحو واللغة، قال ابن عساكر في تاريخ دمشق بعد سرد نسبه ما لفظه:

((أبو العباس الأزدي ثم الثمالي المعروف بالمبرد، شيخ أهل النحو وحافظ علم العربية، كان من أهل البصرة فسكن بغداد، وروى بها عن أبي عثمان المازنى، وأبى حاتم السجستاني وغيرهما من الأدباء.

وكان عالماً فاضلاً موثوقاً به في الرواية، حسن المحاضرة مليح الأخبار كثير النوادر، حدث عنه نفطويه النحوي، ومحمد بن أبي الأزهر، ثم عد جماعة...))(١) .

__________________

١ - تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج٥٦ ، =

٤٩٩

كان المبرد وثعلب عالمين متعارضين، قد ختم بهما تاريخ الأدباء.

توفي سنة ٢٨٥ ببغداد ودفن في مقبرة باب الكوفة في دار اشتريت له(١) .

المتنبي

أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الكوفي الشاعر المشهور.

ولد بالكوفة سنة ٣٠٣ وقدم الشام في حال صباه وجال في أقطاره، واشتغل بفنون الأدب ومهر فيها، وكان من المكثرين من نقل اللغة، والمطلعين على غريبها وحواشيها، ولا يسئل عن شيء إلا واستشهد فيه بكلام العرب من النظم والنثر.

وأما شعره فهو في النهاية، والناس في شعره على طبقات:

فمنهم من يرجحه على ابي تمام،

__________________

= ص٢٥١.

١ - م. س. عباس القمي: ج٣، ص١٣٥ - ١٣٧.

٥٠٠