رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12566
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12566 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

محمد بن مهدي بن أبي ذر النراقي

توفي في النجف الأشرف سنة ١٣٠٩هـ ودفن هناك ولم يعرف تاريخ ولادته.

برز النراقي في القرن ١٢، ١٣ كأحد كبار وشيوخ ومجتهدي الشيعة الممتازين، انه تفوق في علم الفلسفة والرياضيات والفقه والأخلاق وغيرها وكانت له إرادة وشخصية قوية.

كان يتصف بالصبر والتحمل والتي قلما تجدها في الرجال العظام.

كانت له رغبة شديدة في طلب العلم، وكان يعاني من فقر شديد حتى انه لم يستطع ان يوفر الزيت لمصباحه ليقرأ على نوره.

وكان يستفيد من ضياء مصابيح المدرسة وتمنع عزّة نفسه من ان يطلع على فقره أحداً.

قضى أكثر عمره في أصفهان قرب أساتذة الفلسفة أمثال خواجوئي، ومحمد مهدي هرندي، ومحمد بن حكيم محمد زمان. ثم سافر إلى كربلاء والنجف وقضى وقته عند علماء النجف وكربلاء أمثال: الوحيد البهبهاني والشيخ يوسف

٥٢١

البحراني المتوفى سنة ١١٨٦ هجري، والشيخ مهدي فتوئي العاملي المتوفى سنة ١١٨٣ هجري.

وبعد ان أكمل تحصيله عاد إلى كاشان وأسس هناك مدرسة علمية مهمة، حيث تحولت كاشان إلى مركز علمي مهم في حياته وبعد وفاته.

ثم بعد ذلك غادر إلى العراق وتوفي في النجف ودفن فيها.

مؤلفاته

ألف في الفلسفة والأخلاق والفقه والرياضيات وعلوم أخرى:

١.جامع الأفكار وناقد النظار

٢.جامع السعادات

٣.معتمد الشيعة في أحكام الشريعة

٤.لوامع الأحكام في فقه شريعة الإسلام

٥.التحفة الرضوية في المسائل الدينية

التجريد في الأصول(١) .

__________________

١ - فلاسفة الشيعة : ص ٥١٣

٥٢٢

الشيخ محمد حسن آل الجواهر

أحد منارات الصادقين، وفطاحل العلم والفقه والمآثر، هو الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر (الموسوعة الفقهية الضخمة) جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، وأحد الكتب المهمة في استنباط الفتاوى والأحكام الشرعية، والذي وصفه المحدث النوري بأنه كتاب لم يصنّف مثله في الحلال والحرام أبداً.

وقال: لو أراد مؤرخ ان يسجل أعظم حادث عجيب أيام الشيخ محمد حسن فإنه يسجل تأليف كتاب جواهر الكلام. هذا الرقم من الأرقام التي يفخر بها تاريخ المسلمين العرب ويفخر بها العراق بالذات باعتباره أحد مشاهير مراجع النجف الذي نهض بالمرجعية خير ما ينهض به المجاهدون العاملون. وهو أستاذ المرحوم الشيخ مرتضى الأنصاري صاحب النهضة العلمية والأصولية الجديدة.

وهو من مواليد عام ١٢٠٠هـ ، ومن نبوغه انه ألف هذا السفر الضخم وهو

٥٢٣

ابن ٢٥ سنة.

وبالإضافة إلى عطائه العلمي له أمور جليلة وآثار وخدمات فهو الذي أوصل الماء إلى النجف بعدما كانت النجف تعاني العطش من قرون طويلة... ففكررحمه‌الله بفتح قناة من نهر الفرات إلى وادي النجف مهما كلّف الأمر - وهذا المشروع لم يفكر به أحد لما يتطلب من جهد شبه مستحيل، وميزانية ضخمة من المال - ولما كلمه وجهاء النجف في صعوبة هذا أجابهم بهمة وعزم، بأني قدّرت لذلك كل التقديرات المعنوية والمادية وهيأت له بمقابل ما نخرجه من الرمل ذهباً، ثم سألهم: هل هذا يكفي؟ فسكتوا.

بهذا التصميم العملاق - ذلل كل صعوبة - وبالفعل بوشر بالمشروع وحفر النهر وكان يحمل اسمه ويقع على يسار الذاهب من النجف إلى الكوفة ونبعه الأصلي من الفرات ويتصل بأراضي تعرف بـ (أراضي آل حسن) ونزل أحد رجالات النجف وكان طويل القامة ليكشف عمقه حينما افتتح فغطس فيه ولم تخرج إلا

٥٢٤

أصابع يده وهو الشيخ منّاع المعروف بطوله الخارق.

ومن مشاريع الشيخ محمد حسن الجواهري المأثورة: انه سعى ببناء مأذنة لمسجد الكوفة، وروضة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة، وطبعاً كتب إلى ملك الهند آنذاك أمجد علي شاه وكان ذلك عام ١٢٦٠، وفعلاً نفّذ المشروع، ولما اكتملت احتفل الناس بإكمالها وقال مؤرخاً لها الشيخ إبراهيم صادق:

واستنار الأفق من مأذنة

أذن الله بأن ترقى زحل

لهج الذاكر في تاريخها

علناً حي على خير العمل

وكذلك فقد أسس بناية بجوار مسجد السهلة تكون محل مقام وحوائج الزوار وذلك لإنقاذ قدسية مسجد السهلة. وكان المرحوم يهتم بمسجد السهلة كثيراً، ويقال ان العادة المشهورة بالذهاب إلى مسجد السهلة ليلة الأربعاء منشؤها الشيخ محمد حسن النجفي صاحب الجواهر.

ترك ٤٠ تلميذاً كلهم علماء كبار ومجتهدون.

٥٢٥

أما شجاعته فهو الذي دعا أهل النجف للتدريب على السلاح وتضامن مع العلماء لحماية النجف من الغارات.

توفي في النجف الأشرف ودفن فيها عام ١٢٦٦، ورثاه تلميذه صاحب نخبة المقال:

ثم محمد حسن بن الباقر

شيخ جليل صاحب الجواهر

عنه استفدنا برهة مما سلف

كانت وفاته على أرض النجف(١)

__________________

١ - مع الصادقين : ج ١ ، ص ١٢٨ - ١٣٣

٥٢٦

الشيخ محمد حسن المظفر

من شموع الصادقين الباذلين كل ما عندهم لله ولرسوله ولآل بيته، هو الحبر المقدس الإمام الراحل محمد حسن المظفر طيب الله ثراه وجعل الجنة مأواه.

هذا وعند مدخل مدينة النجف الأشرف وعلى الطريق العام وعلى الجانب الأيسر باتجاه الحرم الشريف تقع مقبرة، يقف بعض المارة يقرأ عندها الفاتحة وهي تعرف بمقبرة المظفر حيث دفن فيها هذا العالم الجليل.

والشيخ محمد حسن آل المظفر هو من مواليد النجف الأشرف عام ١٣٠١هـ وقد ولد من أب ينتمي إلى أسرة علمائية تمتد على مدى أظهر معدودة وبرع ونشأ في جَوَّ الفقه والفقاهة ودرس مختلف العلوم بما فيها علوم الرياضة والفلك والحساب وأصبح من المدرسين المشهورين في بحث الخارج وذلك بعد وفاة المرحوم السيد كاظم اليزدي صاحب العروة الوثقى.

وقد ركّز عليه المرحوم السيد أبو

٥٢٧

الحسن الاصفهاني ليكون خلفه في المرجعية فدعاه إلى إقامة الصلاة مكانه فترات غيابه في جامع الهندي (أكبر مسجد في النجف آنذاك) ما رغّبه المرحوم الاصفهاني في إرجاع أمور الناس إليه في حل المعضلات وشؤون القضاء فرفض ذلك مصراً على بقائه في إمامة المصلين في مسجده الصغير المعروف بمسجد المسابك كما آثر ان يبقى في طوق العزلة والانصراف إلى التدريس والتأليف والابتعاد عن مظاهر الزعامة رغم مؤهلاته لها.

وطبعاً أثر هذا في ان يقدم للمكتبة الإسلامية وللحضارة عطاءً وافراً على صعيد تربية التلاميذ وعلى مستوى التأليف في مختلف المجالات.

وله عدة مؤلفات مشهورة إلا ان أهمها وأكبرها أثراً هو كتابه (دلائل الصدق) والذي رد فيه على فتنة ابن روزبهان أو أقوال روزبهان، فردّ عليه المرحوم المظفر في محاضرة كلامية هادئة في المسائل الخلافية بين الشيعة وأهل الجماعة، ويمكن القول ان هذا الكتاب

٥٢٨

وهو (دلائل الصدق) عديم النظير جمعاً وتحقيقاً وتأسيساً ويستقصي به كلام ابن روزبهان نقطة نقطة فيرفع مبانيه في أسسها ومن جذورها مع أدب كامل ومجاملة هادئة لا يشذ قلمه، علماً بأن المخاطب وهو ابن روزبهان لم يلتزم بأخلاقيات المناظرة.

ومن مؤلفاته الشهيرة (الإفصاح عن أحوال رجال الصحاح) وحينما يقرأه الإنسان يراه كتاباً متفرداً ووحيداً في بابه، إذ يقوم الكتاب على ذكر قسم من رجال كتب الصحاح الستة وتقييمهم من حيث الاعتماد والتزكية.

والشيخ محمد حسن المظفر هو من المجتهدين القلة الذين واجهوا حوادث التطور بنفس منفتحة بعيدة عن التزلف والانطواء وكان متسامحاً في إيلاء ما يسهّل على الناس حياتهم، كما انه كان يرى عدم توفر الأدلة بأن المتنجس ينجّس.

ونقل عنهرحمه‌الله انه كان متجرداً عن الأنانية متحمساً في التفاني في الله مترصداً الحق ولا يحيد عنه ولا تصده عن

٥٢٩

كلمة الحق نزوة من حيث الذات وخلجاتها ولا نزعة من نزعات التكبر والخيلاء حتى ان بعض تلاميذه المجتهدين كالمرحوم الشيخ محمد طه الحويزي والمرحوم السيد باقر الشخص كانوا يتحدثون عنه بأنه معصوم غير واجب العصمة وانه كان يعكس ويترجم بمعالمه عظمة الخشية من الله وتقواه، فلقد كانت له هيبة ترتعد منها الفرائص وتصطك لها الأخمص ويخفق لها القلب، وهذا سرّ من أسرار خشية الله والصفاء في التعامل معه.

توفي يوم ٢٣ ربيع الأول عام ١٣٧٥هـ وشيع تشييعاً قل نظيره وتعطلت فيه الأعمال وأوقفت الحوزة دراستها حزناً على فقد هذا العالم العظيم ودفن بجوار أمير المؤمنين علىعليه‌السلام وقد أرخ وفاته الشاعر السيد محمد الحلي بقوله:

كم للهدى بعد أبي أحمد

من أمل خاب ونجم خبــــا

٥٣٠

فشرعــــة الحق بتاريخهـــا

تنعى رجاها الحسن المجتبى(١)

محمد ذو النفس الزكية

جاء في هامش كتاب الاحتجاج للقمي ما يلي:

محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن أبي طالبعليه‌السلام ذو النفس الزكية، ويكنى أبا عبد الله، وقيل أبا القاسم.

ولد سنة (١٠٠) وقتل سنة (١٤٥).

بايعه المنصور مع جماعة من بنى هاشم، فلما بويع لبنى العباس اختفى محمد وإبراهيم مدة خلافة العباس، فلما ملك المنصور وعلم انهما على عزم الخروج عليه جد في طلبهما(٢) وقبض على أبيهما... وأتيا أباهما وهو في السجن فقالا له يقتل رجلان من آل محمد خير من ان يقتل ثمانية، فقال لهما: ان

__________________

١ - مع الصادقين : ج ٢ ، ص ٢٩٧ - ٣٠٠

٢ - محمد و أخوه إبراهيم

٥٣١

منعكما أبو جعفر ان تعيشا كريمين، فلا يمنعكما ان تموتا كريمين ولما عزم محمد على الخروج، واعد أخاه إبراهيم على الظهور في يوم واحد، وذهب محمد إلى المدينة، وإبراهيم إلى البصرة، فاتفق ان إبراهيم مرض، فخرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة، ولما خلص من مرضه وظهر أتاه خبر أخيه انه قتل وهو على المنبر فقال:

سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا

فان بها ما يدرك الطالب الوترا

ولست كمن يبكى أخاه بعبرة

يعصرها من ماء مقلته عصرا

ولكن أروي النفس منى بغارة

تلهب في قطري كتابتها جمرا

وانا أناس لا تفيض دموعنا

على هالك منا وان قصم الظهرا

ولما بلغ المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض أصحابه فقال له، ويحك! قد ظهر محمد فماذا ترى؟ فقال: وأين ظهر؟ قال، بالمدينة، فقال: غلبت عليه ورب الكعبة، وقال: وكيف؟! قال: لأنه خرج بحيث لا مال ولا رجال، فعالجه بالحرب

٥٣٢

فارسل إليه عيسى بن موسى بن على بن عبد الله بن العباس في جيش كثيف، فحاربهم محمد خارج المدينة وتفرق أصحابه عنه حتى بقى وحده فلما أحس بالخذلان دخل داره وأمر بالتنور فسجر، ثم عمد إلى الدفتر الذي أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحترق ثم خرج فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت ومن هنا لقب بذي النفس الزكية لأنه صدق عليه ما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: ((تقتل بأحجار الزيت من ولدى نفس زكية))(١) .

محيى الدين بن العربي

الذي يعبرون عنه بالشيخ الأكبر أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي المكي الشامي، صاحب كتاب الفتوحات المكية.

برع في علم التصوف، ولقي جماعة من العلماء والمتعبدين، والناس فيه على

__________________

١ - الاحتجاج: ج١، ص١٥٣ - ١٥٤، الهامش

٥٣٣

ثلاثة أقسام:

(الأول) من يكفره بناء على كلامه المخالف للشريعة المطهرة، وألفوا في ذلك الرسائل، منهم العلامة السخاوي والتفتازاني والمولى علي القاري.

حكى القاضي نور الله في الإحقاق عن نجم الوهاج للدميري في شرح منهاج النووي في بحث الوصايا انه قال: ومن كان من هؤلاء الصوفية كابن العربي والقطب البونوي العفيف التلمساني فهؤلاء ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام، فضلاً من العلماء الأعلام، الخ.

(الثاني) من يجعله من أكابر الأولياء العارفين، وسند العلماء العاملين بل يعده من جملة المجتهدين، منهم: الفيروزآبادي صاحب القاموس، والنابلسي والشعراني والكوراني.

قال الفيروزآبادي في حقه على ما حكي عنه: هو عباب لا تكدره الدلاء وسحاب تتقاصر عنه الأنواء، كانت دعواته تخترق السبع الطباق، وتفترق بركاته فتملأ الآفاق، واني أصفه وهو يقيناً فوق ما وصفته، وغالب ظني اني

٥٣٤

ما أنصفته.

وأما كتبه ومصنفاته فالبحار الزواخر، ثم وصف كتبه وقال، خصه الله بالعلوم اللدنية الربانية، وكان مسكنه وظهوره بدمشق، ينشر فيها علومه.

(والقسم الثالث) من اعتقد ولايته وحرم النظر في كتبه منهم الجلال السيوطي والحصكفى وغيرهما.

له مصنفات كثيرة، وأعظم كتبه وآخرها تأليفاً الفتوحات المكية في معرفة الأسرار المالكية والملكية قال فيه:

كنت نويت الحج والعمرة فلما وصلت أم القرى أقام الله في خاطري ان اعرف المولى بفنون من المعارف حصلتها في غيبتي وكان الأغلب منها ما فتح الله تعالى علي عند طوافي بيته المكرم (إلى آخره).

ذكر الدميري في حياة الحيوان عن الذهبي عن أبي الفتح القشيرى عن عز الدين عبد السلام وقد سئل عن أبي عربي فقال:

٥٣٥

شيخ سوء كذاب فقال وكذاب أيضاً قال: نعم تذاكرنا يوماً نكاح الجن، فقال الجن روح لطيف والإنس جسم كثيف فكيف يجتمعان، ثم غاب عنا مدة وجاء وفي رأسه شجة فقيل له في ذلك، فقال: تزوجت امرأة من الجن فحصل بيني وبينها شيء فشجتني هذه الشجة.

قال الإمام الذهبي بعد ذلك: وما أظن عن ابن عربي تعمد هذه الكذبة وإنما هي من خرافات الرياضية.

توفي سنة ٦٣٨ بعد وفاة الشيخ عبد القادر الگيلاني بثمان وسبعين سنة، وقبره بصالحية دمشق مزار مشهور.

نقل عنه يقول: لا يجوز ان يدان الله بالرأي وهو القول بغير حجة وبرهان من كتاب ولا سنة ولا إجماع.

وأما القياس فلا أقول به ولا أقلد فيه جملة واحدة فما أوجب الله علينا الأخذ بقول أحد غير رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال هذا وقد أكثر القول به في هذا المعنى في مواضع من كتبه، ومن أشعاره:

٥٣٦

رأيت ولائي آل طه وسيلة

على رغم أهل البعد يورثني القربى

فما طلب المبعوث أجراً على الهدى

بتبليغه إلا المودة في القربى(١)

__________________

١ - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي: ج٣، ص١٦٤ - ١٦٦.

٥٣٧

السيد المرتضى

أبو القاسم علي بن أبي أحمد حسين بن موسى الموسوي (٣٥٥ - ٤٣٦هـ ق).

كُني السيد المرتضى بـ ((ذو الجدين)) و ((علم الهدى)) ولد عام ٣٥٥هـ، وفي شهر ربيع الأول من عام ٤٣٦ هجري توفي ودفن في بيته في بغداد، ثم نقل جثمانه الشريف إلى مرقد الإمام الحسينعليه‌السلام في كربلاء.

السيد علم الهدى من أكابر علماء الشيعة في العلم والفقه في القرن الخامس الهجري وكذلك في علم الكلام والأدب والشعر واللغة وعلوم أخرى.

كان فقيهاً وإمام الشيعة الإمامية في تلك الحقبة من الزمان وقد اشتهر في علم الكلام والفلسفة الإسلامية وعلم النجوم وكثير من العلوم الأخرى.

كان متمكناً كثيراً في المناظرات والمحاججات مع المتكلمين وكان يغور عباب الكلام والمحاججات مع كثير من العلماء والمخالفين له.

كانت آثار السيد المرتضى في عقائد

٥٣٨

وآراء الشيعة الإمامية خزيناً جيداً وقد ضبط كذلك عقائد وأفكار المتكلمين الإسلاميين وله ثلاث كتب باسم: الشافي في الإمامة

وتنزيه الأنبياء

والأمالي

تعطيك نموذجاً واقعياً من طريقته في الكلام.

كان متمكناً مالياً وله ثروة طائلة تدر عليه مالاً كثيراً مما ساعده على مواصلة بحوثه وأبعدته عن مشاغل الدنيا وهمومها مما أشغلت الآخرين غيره عن مواصلة بحوثهم وعلومهم.

كان السيد المرتضى من العظماء والذين أقرّت بعلمه كافة الطوائف الإسلامية وعظمته، وقال عنه ابن الأثير انه من مجددي مذهب الإمامية في القرن الرابع.

كان الفيلسوف الكبير الخواجة نصير الدين الطوسي، كلما يمر ذكر السيد المرتضى في أثناء درسه يقول: ((صلوات الله عليه)) ثم يتجه إلى حضاره ويقول وهل تصح التحية لغير السيد المرتضى!!

٥٣٩

كل من شرح حال السيد المرتضى وصفه بالعظمة ومدحه بشتى أشكال المديح والتحليل، ابن بسام في ((الذخيرة)) قال في حقه:

((ان هذا السيد إمام أئمة أهل العراق من الموافقين والمخالفين ويعترف علماء العراق بمرجعيته لهم. واستفاد من علمه كبار العلماء ويرجع له فضل تأسيس مدارس العراق حيث جمعت العلماء من هنا وهناك ووصل صيته وشهرته لكل الأرجاء)).

يقول الصفدي:

((كان السيد المرتضى فاضل ماهر وأديب متكلم)).

قال الشيخ الطوسي بحقه:

((كان أفضل الرجال من حولي أدباً وفضيلة وكلاماً وفقهاً وجامعاً لكل العلوم)).

أساتذته وتلامذته

في أول دورة تحصيله كان على يد أخيه السيد الرضي ثم انتقل بعد وفاة أخيه إلى رئيس الملة في وقته محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالشيخ

٥٤٠