رجال في التّارِيخ الجزء ٢

رجال في التّارِيخ0%

رجال في التّارِيخ مؤلف:
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 669

رجال في التّارِيخ

مؤلف: الدكتورمحمدتقي مشكور
تصنيف:

الصفحات: 669
المشاهدات: 12510
تحميل: 1387


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 669 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 12510 / تحميل: 1387
الحجم الحجم الحجم
رجال في التّارِيخ

رجال في التّارِيخ الجزء 2

مؤلف:
العربية

بمبلغ في حدود أربعمائة دينار، وقال: وزّع هذا المبلغ عليهم او وفّر لهم الطعام في السجن من دون علم السلطة بمصدر المال، وفي عصر نفس اليوم ذهبت إلى سوق النجف الكبير وهناك تمَّ اعتقالي مع جماعة من الطلبة وكان المتوقع أن أنقل إلى بغداد، إلا أن ذلك لم يحصل بسبب امتلاء سجون مديرية الأمن العامة بالمعتقلين، وبعد مضي شهر تقريباً وبعد التحقيق تم الإفراج عنا جميعاً بكفالة، وكنا نحن سجناء مديرية أمن النجف آخر من أفرج عنهم تقريباً)(١) .

__________________

١ - من صور الفداء والتضحية ان المرحوم الشهيد حجة الإسلام الشيخ عبد الأمير محسن الساعدي وهو أحد وكلاء السيد الشهيد كان معي في نفس المعتقل وكان ضابط الأمن يأخذه يومياً للتعذيب والتحقيق من دوننا، وبعد التحقيق يعود وقد تلقّى أنواع التعذيب ولم يكن أحد منا يعرف سبب ذلك، إلا انه كان يقول لي على سبيل المزاح: أنت السبب في كل هذا العذاب وأنت المسؤول عنه، ولم أكن أعرف ما يقصده =

٦١

أما في بغداد، فإن السلطة استقر رأيها على إعدام الشهداء الخمسةرحمه‌الله والحكم بالحبس المؤبد على مجموعة أخرى، واعتقدت السلطة بأن هذه الضربة ستقضي على التحرّك الإسلامي في العراق، أو تشلّه ولو لأمد من الزمن، وعلى هذا الأساس اتخذ التحقيق طابعاً آخر، فتقرر أن كل من يعترف - ولو اعترافاً صورياً - بانتمائه لحزب الدعوة الإسلامية يفرج عنه في نفس اليوم، فوقع تحت تأثير هذا الإغراء الكثير منهم وتم الإفراج عنهم.

__________________

= بكلمته هذه حتى كان يوم قبل الأخير من تاريخ الإفراج عنا إذ دعيت مرة أخرى إلى التحقيق، فقد تبين لي ان السلطة وقعت في اشتباه بيني وبينه، فكان رحمه الله يُعذب بدلاً مني، وكان يعلم بالاشتباه ولكنه لم يعترف لهم بالحقيقة، بل ولم يخبرني خشية ان اعترف لهم بالحقيقة. وبعد ان عُدت من التحقيق والتعذيب خاطبني بعين ترقرق بالدمع وقال: والله كان بودي ان استمر على هذا الحال ولا يكشف أمرك، أما وقد عرفوك فالمعذرة إلى الله.

٦٢

لقد علم السيد الشهيد بذلك فتألم كثيراً، ولكن ما عساه يفعل وقد انتهى كل شيء، وكانرحمه‌الله يظن ان الإفراج عني كان لنفس السبب.

علمرحمه‌الله بوصولي إلى بيته، فتوقعت من استقبال الأب لابنه، خاصة وأنا أعرف كريم خُلقه، وصفاء قلبه، ونقاء روحه. لم يكن ما كنت أظن، فقد جاء وعلامات الانفعال والتأثر ظاهرة عليه، وقال: إن كنت قد اعترفت فلا تدخل بيتي بعد اليوم، ولا تعرّض هذه المرجعية للخطر.

والحقيقة كانت مفاجأة كبيرة لم أكن أتوقعها، بل كانت صدمة هدّت كياني، وكدت أسقط أرضاً من وقعها، إذ لم أعلم بما جرى في مديرية الأمن العامة في بغداد، ولم أعلم بقصة الاعترافات.

أكدت له رضوان الله عليه بأني ومعظم الأخوة الذين كانوا معي في المعتقل لم نعترف بشيء، وتحملنا في سبيل الله حتى اللحظة الأخيرة ألوان التعذيب، وشرحت له مسار التحقيق بأكمله، عندها تفتحت أساريره، وطفح السرور على وجهه وقال

٦٣

لي يا ولدي، إن اعترافك يختلف عن اعتراف الآخرين، ان السلطة تعرف موقعك مني، واعترافك يحسب عليّ ويجب علينا ان نحمي المرجعية ولا نعرّضها للخطر.

وكان رضوان الله عليه يسعى للابتعاد بالمرجعية عن الأطر الحزبية التي كانت السلطة جادة في تثبيتها على المرجعية، وإلصاقها بها تمهيداً للقضاء عليها.

وفي فترة الاحتجاز قدّم مدير أمن النجف المجرم (أبو سعد) عدة اعترافات خطية للسيد الشهيد وقال له: هذه الأدلة التي تثبت ان منزلك وكر لحزب الدعوة، وأن بعض أصحابك من أعضائه، وهذه الوثائق تكفي وحدها لإعدامك.

أقول أين ذهبت تلك العاطفة وهو يستقبلني بهذه الشدة والحدة وهو يرى آثار التعذيب على جسمي، أليس ذلك الانفعال كله من أجل مصلحة الإسلام، ومن أجل مرضاة الله سبحانه وتعالى.

٣ - من سمات هذه العاطفة انها عامة شاملة لكل الناس، فليس هي لأهله وذريته وأرحامه، ولا لطلابه والمقربين

٦٤

منه فحسب، بل لكل أبناء الأمة.

ولله أشهد بأنني رأيت السيد الشهيد رضوان الله عليه في مواقف تشهد على ما أقول حيث يصبح الإنسان حائراً أمام تلك العظمة، وعند ذلك الشموخ وتبعثه إلى التساؤل عن أنه كيف استطاعرحمه‌الله ان يربّي نفسه إلى حد يتساوى في حبه وعاطفته تجاه ابنه الصلبي مع حبه وعاطفته تجاه ابنه في الإسلام، بل قد يفضّل ابنه في الإسلام على ابنه الصلبي إذا كان عطاؤه للإسلام وتفانيه فيه أكثر أهمية وموقعه في العمل الإسلامي أهم وأخطر.

فمن تلك المواقف العجيبة ما رأيته حينما صدر حكم الإعدام على الشهداء الخمسة في عام (١٩٧٤م / ١٣٩٤هـ) إذ تأثررحمه‌الله غاية التأثر، كان الحزن يخيم عليه، وكان الأسى يملأ قلبه، لا يقر له قرار، ولا يهدأ له حال وكأنه قد ثُكل بأعز ولده، وأصيب بما يشبه الشلل، دخلت عليه في يوم من أيام حادثة إعدام الشهداء الخمسةرحمهم‌الله في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر

٦٥

فوجدته يبكي والدموع تجري وكأنه فقد أعز عزيز عليه، فقلت له: سيدي إذا كنت أنت تفعل هكذا فماذا يجب ان أفعل أنا وأمثالي؟

كفكف دموعه ثم قال لي:

((والله لو ان البعثيين خيروني بين إعدام أولادي الخمسة وبين إعدام هؤلاء لاخترت إعدام أولادي وضحيت بهم، ان الإسلام بحاجة إلى هؤلاء لا إلى أولادي)).

ووالله لقد كان صادقاً، لقد رأيته خلال فترة الاحتجاز يضحي بسعادة عائلته وأولاده من أجل الإسلام(١) ، كان كل شيء في البيت يدعو السيد الشهيد إلى فك الحجز حيث والدته المريضة طريحة

__________________

١ - العجيب الغريب ان تتوافر كُلّ صور التطابق والمشابهة بين واقعه وواقع وظروف الإمام الحسينعليه‌السلام ، وقد ذكرنا أغلب هذه الصور في كتابنا ((الحسينعليه‌السلام يكتب قصته الأخيرة)) بل عنوان الكتاب يعطي هذا الانطباع من الوهلة الأولى كونه محاضرة علمية تحليلية راقية ألقاها السيد الصدر على تلامذته بمناسبة ذكرى شهادة الإمام الحسينعليه‌السلام.

٦٦

الفراش تشكو بأنينها مصاعب المرض وحرمانها الدواء، وبدأ الجوع تظهر آثاره على وجوه أولاده الصغار في تلك الفترة من الاحتجاز، والجو الكئيب الملتف بالإرهاب قتل الابتسامة في وجوههم، وقد طالت المدة وتمادت، ومع ذلك أبى قبول أبسط شروط السلطة لفك الحجز، وقدّم مصلحة الإسلام والمرجعية على مصلحته الخاصة، وسترى تفاصيل ذلك فيما بعد.

من المؤكد ان السيد الشهيدرحمه‌الله كان يعرف موقع الشهداء الخمسة في التحرك الإسلامي في العراق، ودورهم الخطير والكبير في خدمة الإسلام لو استمر بهم العمر. فمثلاً المرحوم الشيخ عارف البصري كان من كبار علماء بغداد، وفي مركز من أهم مراكزها وهو الكرادة، وكان محوراً كبيراً، تغلغل في قلوب الناس وأعماقهم، وكان من المتوقع ان يؤدي دوراً كبيراً في بعث حركة الوعي الإسلامي في بغداد لو امتد به العمر.

وقد لا يصدّق البعض إذا قلت: إن صلة

٦٧

المرحوم الشيخ عارف البصري بالسيد الشهيد كانت ضعيفة جداً، فلم يتّفق أن زار السيد الشهيد ولا مرة واحدة طيلة المدة التي قضيتها مع السيد الشهيد، ولم يكن من وكلائه أو المحسوبين عليه، ومع ذلك فإن القيم التي يتعامل على أساسها شهيدنا العظيم مع الأشخاص والمواقف أسمى بكثير من الاعتبارات الذاتية والملاكات الشخصية ذات الاتجاه العاطفي الأناني، فهو يبكي على الشيخ عارف لا على أساس صلته الشخصية به، بل على أساس صلته بالإسلام ودوره في مسيرة الجهاد نحو خدمة الرسالة.

وكنت خلال فترة الاحتجاز أخبر السيد الشهيد بإعدام أشخاص من المؤمنين - وكان لا يعرفهم - فكان يبكي ويقول:

((بأبي أنتم وأمي أيها السعداء جزاكم الله عن الإسلام، وعن أبيكم، هنيئاً لكم، لقد سبقتموني إلى لقاء الله)).

وحينما بلغه نبأ إعدام الشهيد آية الله السيد قاسم شبر، والسيد المبرقع، وعشرات آخرين من العلماء والمؤمنين، قبض على شيبته الكريمة ورفع رأسه إلى

٦٨

السماء وقال:

((إلهي بحق أجدادي الطاهرين، ألحقني بهم سريعاً، واجمع بيني وبينهم في جنانك)).

وقد حدثني رضوان الله عليه في فترة الحجز - وكنت أتحدث معه عن إمكانية الفرار وإنقاذه من أيدي الظالمين - بأنه مصمم على الشهادة، وذكر الأسباب، وقال:

((حتى لو ان السلطة فكّت الحجز عني فسوف أبقى جليس داري فليس منطقياً ان أدعو الناس إلى مواجهة السلطة حتى لو كلّفهم ذلك حياتهم، ثم لا أكون أولهم سبقاً إلى الشهادة في الوقت الذي يستشهد فيه الشباب اليافع والشيخ الكبير من أمثال الشهيد المرحوم السيد قاسم شبر الذي جاوز التسعين من عمره))(١) .

__________________

١ - ونحن في زحمة تحقيق هذا الكتاب، أهدى لي الأستاذ، الكاتب الإسلامي القدير ((حسن السعيد)) كتابه الأخير ((الإمام الشهيد محمد باقر الصدر... الرمز والقضية)) ونقف =

٦٩

__________________

= على بعض العناوين وبالأخص ما أطلق عليه الكاتب بـ ((الضد النوعي)) وهو بصدد تصوير حجم المعاناة التي اُبتلي بها السيد الصدر من أعدائه وخصومه، فيقول الكاتب: ((وككل العظماء، فقد ابتلي السيد الشهيد بأنماط شتى من الأعداء الأيديولوجيين أو الخصوم السياسيين، وكذلك الضد النوعي، ومن لديه أدنى اطلاع على خصوصيات السيد الشهيد تتزاحم في ذاكرته الممارسات المدانة والمخجلة التي مارسها البعض من الضد النوعي، ونترك هنا - كما يقول الكاتب - المجال للسيد الشهيد وهو يبوح لأحد مريديه بنفثة مما يمور في حنايا صدره، إذ يقول في رسالةخطية: ((لو كنت تعلم ما نواجهه هنا من مزعجات وإيذاءات من أشخاص كثيرين مما لا يمكنني أن أستعرض لهان عليك ما ذكرت فهو ليس - علم الله - إلا شيئاً يسيراً من المزعجات التي نواجهها والتي جعلتني في بعض لحظات الضعف التي تنتاب كل إنسان عدا من عصمه الله أود ان أهاجر من النجف إلى قرية من القرى، ولكن لابد من التحمل)). وفي رسالة ثانية يقول في هذا السياق: ((صحتي جيدة وإن كانت الظروف النفسية متعبة خصوصاً مع المضاعفات التي =

٧٠

__________________

= ينتجها المغرضون عن قصدٍ والأصدقاء ومدعو الصداقة لا عن قصد أو عن نصف قصد على السواء، وكان من نتيجة هذه المضاعفات ما لا يحمد عقباه من الإشاعات والافتراءات التي تلصق بأبي مرام (يقصد نفسه) الأمر الذي يحتم ان يكون بعيداً عنه أي شخص...)). ويضيف الكاتب: ((وما تزال ذاكرة تلامذة السيد الشهيد ومريديه تحتفظ بالكثير من أساليب الإيذاء والحرب الشعواء التي شنها الضد النوعي على السيد الشهيد، ولكنه لم ينزل يوماً إلى مستواهم الهابط، فعزف عن ذلك متدرعاً بالصبر الجميل... والتماس الأعذار لهم أحياناً كثيرة.

٧١

محمد محمد صادق الصدر*

المرجع الديني، والعلامة الكبير، المحقق الأصولي البارع، والفقيه الضالع آية الله العظمى السيد محمد بن محمد صادق بن السيد محمد مهدي بن السيد إسماعيل بن صدر الدين... والذي ينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام

ولد يوم ميلاد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عام ١٣٦٢هـ في بغداد - مدينة الكاظمية - نشأ وترعرع في أحضان والده وجده لأمه العالم التقي محمد رضا آل ياسين(١) ،

__________________

* - دراسة أتحفنا بها الأستاذ صادق جعفر الروازق مؤلف كتاب أمير المنابر الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، مشكوراً. (المؤلف).

١ - ومن المعروف عن تقوى وإخلاص وإيمان هذه العائلة الجليلة الكريمة أنها كانت في شك من نسبها، وبعد ان كان رجالها يرتدون العمة السوداء، قطعوا الشك احتياطاً وارتدوا العمة البيضاء، وبات هذا الحادث منقبة عظيمة وفريدة طبعت على =

٧٢

وكان وحيداً لوالده.

بدأ دراسته الحوزوية في سن مبكرة ولم يتجاوز عمره الثانية عشر، وأكمل المقدمات على العلامة السيد محمد تقي الحكيم والشيخ محمد تقي الإيرواني، ودخل كلية الفقه عام ١٣٧٩هـ / ١٩٦٠م وتخرج منها عام ١٣٨٣هـ / ١٩٦٤م، ثم دروس البحث الخارج عند السيد محمد باقر الصدر والسيد الخميني والسيد الخوئي والسيد محسن الحكيم، وأجيز بالاجتهاد من قبل أستاذه الشهيد محمد باقر الصدر عام ١٣٦٩هـ / ١٩٧٧م.

انتدب للتدريس في مدرسة العلوم الإسلامية المسماة بـ ((الدورة)) وألقى بحوثاً في الدراسات العيا.

وامتاز هذا الرجل (رحمه‌الله ) بصفات تكاد تكون فريدة بين أقرانه فعرف عنه بالسلوك العرفاني والأخلاق الفاضلة

__________________

= تاريخ أسرة آل ياسين، فذعنت لهم كل عقول وضمائر الشرفاء والأحرار من المسلمين، لما سجلوا من صدق التقوى والحذر من خوف الله وعمق الإيمان.

٧٣

المميزة، فكانت هذه الأمور من الصفات المحببة لكل من عرفه من شيوخه وأساتذته وطلابه.

قال عنه السيد عبد الله نجل السيد عبد الحسين شرف الدين: ((سطع نجمه، ولمع اسمه في الأندية العلمية وأصبح مرموقاً في وسطه، مشاراً إليه بالفضل، مقدّراً عند أساتيذه وغيرهم، والحق إني رأيته من خيرة شباب هذا الجيل، فهو مفخرة من مفاخر السادة الذين يرفعون الرأس عالياً بنبوغهم وعلمهم، ويملأون العين بسمو أخلاقهم وعلوّ صفاتهم وبهاء طلعتهم...

وعلاوة على ذلك هو كاتب مجيد، من أهل الأقلام العالية، ذو حظ وافر من البراعة في الإنشاء والكتابة والنظم، له عدة مؤلفات تدل على قلم سيال، ومكانة في الفكر والبحث والتحقيق.

وترجم له أيضاً الدكتور الشيخ هادي الأميني، قائلاً: ((عالم جليل، فاضل أديب كاتب مبدع، مؤلف متتبع كثير التأليف والتصنيف، تنبئ كتاباته عن مناعته العلمية وحيويته الأدبية بصورة

٧٤

عامة...)).

مؤلفاته:

١. نظرات إسلامية في إعلان حقوق الإنسان.

٢. فلسفة الحج في الإسلام.

٣. أشعة من عقائد الإسلام.

٤. القانون الإسلامي وجوده، صعوباته، منهجه.

٥. موسوعة الإمام المهدي، صدر منها:

أ - تاريخ الغيبة الكبرى.

ب - تاريخ الغيبة الصغرى.

ج - تاريخ ما بعد الظهور.

د - اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.

٦. ما وراء الفقه (موسوعة فهية) وهي عشرة أجزاء.

٧. فقه الأخلاق.

٨. فقه الفضاء.

٩. فقه الموضوعات الحديثة.

١٠. حديث حول الكذب.

١١. بحث حول الرجعة.

١٢. كلمة في البداء.

١٣. الصراط المستقيم.

٧٥

١٤. (منهج الصالحين) وهي رسالة عملية موسّعة اشتملت على المسائل المستحدثة.

١٥. مناسك الحج.

١٦. كتاب الصلاة.

١٧. كتاب الصوم.

١٨. أضواء على ثورة الإمام الحسينعليه‌السلام

١٩. منّة المنان في الدفاع عن القرآن (قد يصل إلى خمسين مجلداً).

٢٠. منهج الأصول.

٢١. التنجيم والسحر.

٢٢. مسائل في حرمة الغناء.

ومن المعروف عن عائلة الصدر في أغلبها رجالاً ونساء، عائلة أدبية لها من البراعة والبداعة في نظم الشعر، فضلاً عما أحرزته من مكانة علمية عالية، ومن ذلك نرى ان السيد محمد الصدر جمع بين هاتين الملكتين، فكان له نصيبٌ عظيمٌ في العلم ونصيبٌ رائعٌ في الأدب وإن كان مقلاً فيه.

فمن نظمه، يقول مخاطباً ولده الشهيد

٧٦

مصطفى في الذكرى الأولى لميلاده:

حييتك سابغة النعماء تنتشر

وفي رُبى حقلك الفوّاح تزدهر

وسلم الصبح نشواناً يغرد في حقل الهنا

وله في جوّه وتر

وطافت الشمس في أبهى أشعتها

مداً وأفقك يقفو إثرها القمر

وأرسلت من خيوط الضوء أحزمة

ليعبق النور في الدنيا وينتشر

وغرّد البلبل النشوان أغنية

للدوح كي تزدهي في جوه صور

حييتك عاماً من البشرى به انطلقت

أشعة الحب في الأكوان تزدهر

عام من الود والإخلاص منبعه

ومن معين شعاع الشوق معتصر

عام به أنزل الرحمن رحمته

على قلوب بها النيران تستعر

كانت من الوجد والأشواق قد تعبت

ومن لظى غلّها للفجر تنتظر

ما ذاقت الحلو واستجلت ملامحه

أو جاءها من ثنى أنواره أثر

بالوجد بالبؤس بالحرمان قد صبرت

للنور للحب للأعتاق تفتقر

طال الزمان على يوم به صبرت

والخير حتماً يراه الناس إن صبروا

تصدى للمرجعية الدينية في ظرف استثنائي صعب من تاريخ الحوزة النجفية، وتحدى نظام الطغاة بكل شجاعة وتفان وإخلاص انطلاقاً من قناعاته الشرعية التي رأى فيها حتمية النهوض بالواقع العراقي وإعادته إلى واقع حاله من الفكر والمعتقد بعد ان كادت سياسة النظام إلغاء كل المظاهر الإسلامية وتعطيل ما لا يمكن تعطيله منها، فكانت صلاة الجمعة المليونية

٧٧

باكورة مشروعه الإصلاحي والتي رأت فيها السلطة تحدياً سافراً لسياساتها، حتى طفح الكيل بعد ان أنذرته عدّة مرات بالتخلي عن هذه الشعيرة الإسلامية وبقية نشاطاته الثقافية الجماهيرية، فسقط شهيداً مع اثنين من أبنائه (مصطفى ومؤمل)، في أبشع عملية جبانة قدمت عليها سلطة البعث الصدامي لإنهاء ما كانت تعتقد به من خطر كان يشكله هذا الرجل (رض) من تعبئة للجماهير المستضعفة، وما تبلور جلياً من فصل الجماهير عن سلطة البعث.

من ملامح المنهج الإصلاحي في فكر السيد محمد الصدر(١)

١ - يعتبر المرجع الشهيد آية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر أول مرجع من مراجع العصر اقتحم ميدان الأمة، واستطاع مخاطبتها مباشرة من خلال المؤتمر الأسبوعي لصلاة الجمعة،

__________________

١ - الكثير من هذه الملامح ذُكرت في مرجعية الميدان للأستاذ عادل رؤوف والأستاذ مختار الأسدي في الشاهد والشهيد.

٧٨

والتي لم يعرف لها مثيل أو نظير في تاريخ التشيّع منذ قرون كثيرة، وانها أقيمت تحت ظل نظام طاغوتي دموي مستبد لم يكن له نظير ومثيل في كل طواغيت العالم.

٢ - امتاز السيد الصدر بخطاب جماهيري خاص في إطار شعبي مفهوم ولغة حماسية وأسلوب تعبوي، لم يكن مألوفاً (مرجعياً) قبل ذلك، فاستطاع (رض) ان ينتقل من مرحلة الخطاب المكتوب والاستفتاء الجاهز والجواب الفقهي الغامض، إلى مرحلة الخطاب المسموع واللهجة الواضحة والجواب الواضح والصريح.

٣ - استطاع السيد بقدرته الفائقة استثمار الهدنة بينه وبين النظام الظالم، ونجح في استقطاب الشارع العراقي المسلم بملايينه المختزنة غضباً ضد السلطة. وتوجيه هذه الملايين في مشروع إصلاحي تغييري ملأت بركاته أرض وسماء العراق، وعاش المؤمنون إسلاماً نقياً صافياً تصيّرت بذلك العلاقة الإيمانية الحميمة مع الخالق سبحانه

٧٩

وتعالى.

٤ - من خلال مشروعه الرائد - صلاة الجمعة - أعاد للناس هويتهم الحقيقية وصدق انتمائهم، فكان بحق مؤتمراً إسلامياً تنفس فيه الناس وعظاً وإرشاداً وحركية بعيداً عن مجالس التكايا والدروشة والطقوس الشعارية الباهتة التي أبقت الإسلام محنّطاً متصخّراً في معزل عن الأمة والناس وواقع الحياة.

٥ - استطاع (رض) ان يدفع بإعلام الحوزة العلمية المغيّب لإعادة التوازن بينه وبين أعلام السلطة؛ وذلك من خلال إرسال المبلغين والوكلاء إلى كافة مدن وقصبات وقرى وأرياف العراق. وبذا استطاع ان يخلق رأياً عاماً وثقافة جماهيرية رسّخت القيم الإسلامية ومبادئ الدين التي اُريد لها الاجتثاث والتي اُريد لها التوظيف في خدمة مشاريع السلطة.

٦ - بدعواته إلى إقامة الشعائر الهادفة والزيارات المليونية الواعية إلى العتبات المقدسة، استطاع إعادة

٨٠