أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ١

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 513

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
تصنيف:

الصفحات: 513
المشاهدات: 11375
تحميل: 1346


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 513 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 11375 / تحميل: 1346
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 1

مؤلف:
العربية

وقال شاعر آخر :

وبالبلد الميمون ممّا يلي الصّفا

فتاة كقرن الشّمس أحسن من مشى

تعلّقها قلبي وهي في طوافها

تريد استلام الرّكن في نسوة عشا

فجلّت [نهارا] لاح في ضوء وجهها

وايقنت انّ الله يخلق ما يشاء

وقال عمر بن أبي ربيعة أيضا يذكر نسوة رآهن عند الركن فيهن فتاة :

أبصرتها ليلة ونسوتها

يمشين بين المقام والحجر(١)

يجلسن عند الطّواف إن جلست

طورا وطورا يطئن في الأزر

وقال شاعر أيضا يذكر بعض هؤلاء النسوة :

أبصرتها ليلة ونسوتها

يسعين بين المقام والحجر

بيضا حسانا نواعما قطفا

يمشين هونا كمشية البقر(٢)

وقال شاعر أيضا يذكر بعض هؤلاء النسوة :

طرقتك بين مسبّح ومكبّر

بحطيم مكّة حيث سال الأبطح

فحسبت مكّة والمشاعر كلّها

ورحالنا بانت بمسك تنفح(٣)

__________________

(١) ذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ١٧٠.

(٢) ذكره الأصبهاني في الأغاني ١ / ١٧٠. والقطف : ضرب من المشي تقارب فيه الخطا ، مع السرعة. أنظر النهاية ٤ / ٨٤.

(٣) ذكره أبو علي القالي في الأمالي ٢ / ١٧٩. وذكر محققه أن هذين البيتين للحارث بن خالد ، كما في اللآلي في شرح الأمالي للبكري. وورد في الأصل (بين مسبح ومبكر) وهو سبق قلم.

٣٢١

/ وقد زعم بعض أهل مكة أنهم كانوا فيما مضى إذا بلغت الجارية ما تبلغ النساء ألبسها أهلها أحسن ما يقدرون عليه من الثياب ، وجعلوا عليها حليا إن كان لهم ، ثم ادخلوها المسجد الحرام مكشوفة الوجه بارزته ، حتى تطوف بالبيت ، والناس ينظرون إليها ويبدونها أبصارهم ، فيقولون : من هذه؟ فيقال : فلانة بنت فلان ، إن كانت حرة ، ومولدة آل فلان إن كانت مولدة ، قد بلغت أن تخدّر ، وقد أراد أهلها أن يخدرونها ، وكان الناس إذ ذاك أهل دين وأمانة ، ليسوا على ما هم عليه من المذاهب المكروهة ، فإذا قضت طوافها خرجت كذلك ينظر الناس إليها لكي يرغب في نكاحها ان كانت حرة ، وشرائها ان كانت مولدة مملوكة ، فإذا صارت إلى منزلها خدّرت في خدرها ، فلم يرها أحد حتى تخرج إلى زوجها ، وكذلك كانوا في الجواري الاماء يفعلون ، يلبسونها ثيابها وحليها ، ويطوفون بها مسفرة حول البيت ليشهروا أمرها ، ويرغّبوا الناس في شرائها ، فيأتي الناس فينظرون ويشترون.

٦٤٧ ـ حدّثني أبو بشر ـ بكر بن خلف ـ ، قال : ثنا روح بن عبادة.

٦٤٨ ـ وحدّثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا عيسى بن يونس ـ جميعا ـ عن الأوزاعي ، قال : سألت عطاء. وقال عيسى : سئل عطاء : عن النظر إلى الجواري اللائي يطاف بهن من حول البيت للبيع ، فكره ذلك إلا لمن أراد أن يشتري.

__________________

٦٤٧ ـ إسناده صحيح.

٦٤٨ ـ إسناده صحيح.

عطاء ، هو : ابن أبي رباح.

٣٢٢

٦٤٩ ـ حدّثني أحمد بن حميد الأنصاري ، عن الأصمعي ، قال : حدّثني صالح بن أسلم ، قال : نظرت إلى امرأة تطوف بالبيت مستثفرة بثوب ، فنظر إليها عمر بن أبي ربيعة من وراء الثوب ، ثم قال :

ألمّا بذات الخال واستطلعا لنا

على العهد باق عهدها أم تصرّما

وقولا لها إنّ النّوى أجنبيّة

بنا وبكم قد خفت أن تتيّمما

فقلت له : امرأة مسلمة محرمة غافلة قد سيّرت فيها شعرا وهي لا تدري! فقال : لقد سيّرت من الشعر ما بلغك ، ورب هذه البنيّة ما حللت ازاري على فرج امرأة حرام قط.

٦٥٠ ـ حدّثني أبو العباس الكديمي ، قال : ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : ثنا [وهيب](١) بن الورد ، قال : بينما امرأة تطوف بالبيت إذ قالت لأخت لها : يا أختاه قد فتح بيت ربي ، فهلا تدخلينه. فقالت : والذي نفسي بيده إني لأرغب أن أطأ حول بيت ربي ـ يعني : من عظم قدره عندها ـ فكيف أطأ بقدمي جوف بيت ربي.

٦٥١ ـ حدّثنا أحمد بن حميد الأنصاري ، عن الأصمعي ، قال : ثنا [أبو عمرو](٢) بن العلاء ، قال : بينما أنا أطوف ذات ليلة بالبيت إذا أنا بجويرة

__________________

٦٤٩ ـ شيخ المصنّف ، وصالح بن مسلم لم نقف عليهما.

ذكر هذا الخبر بطوله الفاسي في العقد الثمين ٦ / ٣١٧ ، عن الفاكهي. والبيتان في ديوانه ص : ٣٥٢ ، في أبيات له.

٦٥٠ ـ إسناده لا بأس به.

٦٥١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) في الأصل (وهب).

(٢) في الأصل (أبو عمر).

٣٢٣

متعلقة بأستار الكعبة ، وهي تقول : يا رب أما لك عقوبة ولا أدب إلا بالنار ، حتى قال المؤذن : الله أكبر الله أكبر ، فانصرفت فلحقتها حتى خرجت من باب المسجد ، فتعلقت بثوبها ، فقلت لها : يا هذه فالتفتت إليّ بوجه لقد والله فضح عندي حسن وجهها ضوء القمر ، ولقد كانت في عيني أحسن من القمر. فقلت لها : يا هذه لو عذب بغير النار لكان ماذا؟ قالت : يا عماه لو عذب بغير النار لقضينا أوطارا.

٦٥٢ ـ حدّثني أحمد بن حميد ، عن سيار ، عن جعفر بن سليمان ، قال : سمعت مالك بن دينار ، يقول : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذا أنا بجويرية متعلقة بأستار الكعبة ، وهي تقول : يا رب ذهبت اللذات ، وبقيت التبعات ، يا رب كم من / شهوة ساعة قد أورثت صاحبها حزنا طويلا ، يا رب أما لك عقوبة ولا أدب إلا بالنار؟ فما زال ذاك مقالتها حتى طلع الفجر. قال : فوضع مالك يده على رأسه صارخا يبكي ، يقول : ثكلت مالكا أمّه وعدمته ، جويرية منذ الليلة قد بطّلته.

٦٥٣ ـ قال ابن حميد : وحدّثني ابن الجنيد ، قال : أنشدني محمد بن الحسين في مثل هذا :

__________________

٦٥٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه. وبقية رجاله موثقون.

سيّار ، هو : ابن حاتم العنزي. وجعفر بن سليمان ، هو : الضبعي.

٦٥٣ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

وابن الجنيد ، لم أعرفه.

٣٢٤

وطائفة بالبيت واللّيل مظلم

تقول ومنها دمعها يتسجّم

أيا ربّ كم من شهوة قد رزيتها

ولذّة عيش حبلها يتصرّم

أما لك يا ربّ العباد عقوبة

ولا أدب إلّا الجحيم المضرّم

فما زال ذاك القول منها تضرّعا

إلى أن بدا فجر الصّباح المقوّم

فشبكت بين الكفّ اهتف صارخا

على الرّأس أبدي بعض ما كنت اكتم

وقلت لنفسي إذ تطاول ما بها

فأعيا عليها وردها المتعتّم

ألا ثكلتك أمّك اليوم مالكا

جويريّة ألهاك منها المكلّم

٦٥٤ ـ وحدّثني حسن بن حسين الأزدي ، عن الهيثم بن عدي ، عن الحسن بن عمارة ، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهم ـ قال : حججت مع أبي وأنا غلام ، فرأيت عمر بن أبي ربيعة يتعرّض لامرأة في الطواف ، وهو على طريقها كلما مرت عبث بها وكلّمها ، فقالت لأخيها أو زوجها : ليكن بعضكم قريبا مني إذا أتيت الطواف ، فجعلت تمر به ، فإذا رأى معها رجلا لم يكلمها ، فتمثلت بقول الحارث بن حلزّة ، او الزبرقان :

تعدوا السّباع على من لا كلاب له

وتحتمي مريض المستنفر الحامي

قال : فما خجلت من شيء خجلي منها.

__________________

٦٥٤ ـ إسناده متروك.

الهيثم بن عدي ، قال ابن معين : ليس بثقة ، كذّاب ، وقال أبو حاتم : متروك. الجرح والتعديل ٩ / ٨٥. والحسن بن عمارة متروك أيضا. التقريب ١ / ١٦٩.

نقل هذا الخبر الفاسي في العقد الثمين ٦ / ٣١٤ عن الفاكهي وذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ٧٨ ، ونسبه للنابغة. وفي الحاشية عن نسخ أخرى ، منسوب إلى جرير. وعلق المحقق بقوله : هذا تحريف. وذكر أن البيت ورد في كتاب (شرح الأشعار الستة) للأعلم الشنتمري المخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم (٨١ أدب) ـ ضمن قصيدة ميمية للنابغة مطلعها :

قالت بنو عامر : خالو ابني أسد

يا بؤس للجهل ضرّارا لأقوامـ

٣٢٥

٦٥٥ ـ وحدّثني أحمد بن حميد ، عن الأصمعي ، قال : دخلت أعرابية الطواف ، فقالت : يا حسن الصحبة أقبلت من بعيد أسألك سترك الذي لا تخرقه الرماح ، ولا تزيله الرياح.

٦٥٦ ـ قال ابن حميد : وأخبرني ابراهيم ، قال : أنشدني محمد بن الحسين في قول المرأة التي عاذت بالبيت :

وعائذة بالبيت تمسك ستره

تناجي إله العرش والنّاس نوّم

أيا ربّ إنّي أوثّقتني خطيئتي

وأنت بما اسلفت منّي اعلم

أيا لذّة أبقت غموما وحسرة

ونيران جمر حرّها يتضرّم

ويا شهوة قد أورثتني حرارة

تظلّ لها عيناي بالدّمع تسجم

فما زال هجّير الصّغيرة ليلها

تنادي : أيا ذا العزّة المتكرّم

أما من عذاب غير نار مبيدة

وسجنك من بعد النّشور جهنّم

وتزفر من خوف المقام وهوله

إلى أن بدا ضوء من الصّبح معلم

ألا ثكلتني أمّ مالك إنّني

شغلت بصوت سدّ سمعي يفهم

فضيّعت حظّي باستماعي حزينة

وإظهار ما قد كان يخفى ويكتم

__________________

ـ انتهى. وذكر هذا البيت أيضا ابن منظور في لسان العرب ٤ / ١٠٥ والزبيدي في التاج ٣ / ٧٧ ، ونسباه للنابغة. وقال الزبيدي : ونسبه الجوهري إلى الزبرقان بن بدر ، وصوّبوه.

أه.

٦٥٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

٦٥٦ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

ابراهيم ، هو : ابن المنذر.

٣٢٦

/ ذكر

طواف الحية وغيرها من الدواب بالكعبة

ودخولهن المسجد الحرام

٦٥٧ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف المكي ، وأحمد بن أبي عمر ـ والحديث لابراهيم ـ قالا : ثنا يحيى بن سليم ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبيه عبيد بن عمير ، قال : بينما نحن في المسجد الحرام مع عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ بعد ما ارتفع النهار ، وقلصت الأفياء ، إذا نحن ببريق أيم(١) داخل من هذا الباب ـ يعني باب بني شيبة المقابل باب الكعبة ـ قال : فاشرأبّت أعيننا إليه وأبددناه أبصارنا حتى استلم الركن ونحن ننظر إليه فطاف سبعا ونحن نحصيه له ، ثم ذهب إلى دبر المقام ، فركع ركعتين ونحن ننظر إليه ، فقال عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ : لو ذهب بعضكم إلى هذا الرجل فحذّره فإني أخاف عليه أن يقتل أو يعبث به. قال عبيد : فذهبت إليه حتى وقفت على رأسه ، فقلت : أيها الرجل ، قد رأينا مكانك ، وقد قضى الله نسكك ، وانك بقرية فيها سفهاء وعبدا ـ يعني العبيد ـ ونحن خائفون عليك منهم أن يقتلوك أو يعبثوا بك ، فلو تغيبت عنهم ، فأصغى إليّ برأسه حتى استنفد كلامي ، ثم كوّم كومة من البطحاء بينه وبين المقام ثم سند فيها حتى قام على ذنبه ثم ذهب في السماء فلم يزل يذهب في السماء ويسمو حتى مثل(٢) فما نراه.

__________________

٦٥٧ ـ إسناده حسن.

رواه الأزرقي ٢ / ١٧ ، من طريق : داود بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن طلق بن حبيب ، قال : فذكره.

(١) الأيم : الحية الذكر. اللسان ١٢ / ٤٠.

(٢) مثل ، مثولا ، فهو ماثل ، أي : ذاهب دارس. اللسان ١١ / ٦١٤.

٣٢٧

٦٥٨ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا أبو المليح ، عن حبيب بن أبي مرزوق ، عن عطاء قال : كنت عند ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ إذ جاءت حية ذات طفيتين ، فطافت بالبيت سبعا ، ثم صلت خلف المقام ركعتين. قال : فبعث إليها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنّ لنا أعبدا فلا نأمنهم عليك ، وإنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ قد قضى حجك.

قال : فجمعت كثيبا ، ثم طفت في السماء حتى ما [رئيت].

٦٥٩ ـ حدّثني أبو العباس ، قال : حدّثني عبيد بن يعيش ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن المغيرة بن زياد ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ بنحوه ، إلا أنه قال : فطارت.

٦٦٠ ـ وأخبرني سلمة بن شبيب ـ إجازة لي ـ عن محمد بن عبد الجبار ، قال : حدّثني محمد بن كثير ، عن رجل ، قال : حدّثني عمران بن أبي عطاء ، قال : شغل الناس بفتنة ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ قال : فرأيت بعيرا دخل المسجد الحرام ، فطاف بالبيت سبعا ، ثم خرج.

٦٦١ ـ حدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا سعيد بن أبي مريم ، قال : ثنا

__________________

٦٥٨ ـ إسناده صحيح.

عبد الله بن جعفر ، هو : ابن غيلان الرقّي. وأبو المليح ، هو : الحسن بن عمر الرقّي.

وقوله : (ذات طفيتين) هو الأفعى له خطّان على الظهر. النهاية ٣ / ١٣٠.

٦٥٩ ـ إسناده صحيح.

المغيرة بن زياد ، هو : البجلي.

٦٦٠ ـ في إسناده راو مبهم.

محمد بن عبد الجبّار ، هو سندولا. ومحمد بن كثير ، هو : ابن أبي عطاء المصّيصي.

٦٦١ ـ إسناده ضعيف.

شيخ المصنّف ، هو : البغدادي. وابن لهيعة ، هو : عبد الله ، صدوق خلّط بعد احتراق ـ

٣٢٨

ابن لهيعة ، عن أبي قبيل ، عن أبي عثمان الأصبحي ، قال : أقبل طيران في الجاهلية كأنهما نعامتان ، يسيران كل يوم [ميلين](١) أو قال : بريدا ، حتى أتيا مكة ، فوقعا على الكعبة ، فكانت قريش تطعمهما وتسقيهما ، فإذا خفّ الطواف من الناس ، نزلا فدفّا حول الكعبة ، حتى إذا اجتمع الناس طارا ، فوقعا على الكعبة ، فمكثا كذلك شهرا ونحوه ، ثم ذهبا.

٦٦٢ ـ وحدّثني عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن داود بن شابور ، قال : دخل ثور المسجد قد انفلت ، والقاسم بن أبي بزّة في المسجد ، فرأيته جلس على ركبتيه واستقبله ، وأخذ بقرنيه ، ثم احتمله.

٦٦٣ ـ حدّثني محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا هشام بن سليمان / عن ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أرأيت الكلب يمر في مسجدي مرورا قط ، أرشّ مسجدي؟ قال : لا ترشن من أثره ، إنها تدخل مسجد مكة ثم ما يرش.

وأقبل ظبي من ظباء الحرم ومحمد بن داود في صلاة المغرب ، وذلك في سنة نيف وثلاثين ومائتين ، فطاف بالبيت طوفا أو طوفين ، ثم دنا من الحجر ، فشبّ إليه بيده حتى وضع رأسه عليه ، فعل ذلك مرتين أو ثلاثا!

وربّما دخلت الجمال تحمل الحصباء ، وربما دخلت الغزلان بالليل والنهار ، وتدخل المسجد الحرام من السنة إلى السنة.

__________________

ـ كتبه. كما في التقريب ١ / ٤٤٤. وأبو قبيل ، هو : حي بن هانئ المعافري. وشفي بن ماتع ، هو : الأصبحي.

٦٦٢ ـ إسناده صحيح.

٦٦٣ ـ إسناده لا بأس به.

(١) في الأصل (ميلان).

٣٢٩

قال كثير(١) بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة ، يذكر أمر هذه الدواب والحمام بمكة ، يريد بقوله داود بن علي بن عبد الله بن عباس ، وزيد بن علي ، وكان هشام بن عبد الملك بعث إليهما بمكة فأخذهما واتهمهما أن يكون عندهما مال لخالد بن عبد الله القسري حين عزل خالد عن مكة ، فقال كثير :

يأمن الظّبي والحمام ولا

يا من أهل النّبيّ عند المقام

طبت بيتا وطاب اهلك أهلا

أهل بيت النّبيّ والإسلام

رحمة الله والسّلام عليكم

كلّما قام قائم بسلام

حفظوا خاتما وجرد رداء

وأضاعوا قرابة الأرحام

ذكر

من حدث من أهل العلم المتقدمين وهو يطوف

بالبيت وتفسير ما حدثوا به

٦٦٤ ـ حدّثنا أبو بشر ـ بكر بن خلف ـ ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا الجريري ، قال : كنت أنا وأبو الطفيل نطوف بالبيت ، فقال أبو

__________________

٦٦٤ ـ إسناده صحيح.

الجريري ، هو : سعيد بن إياس البصري.

رواه مسلم في الفضائل ١٥ / ٩٣ ، من طريق : خالد بن عبد الله وعبد الأعلى ، عن الجريري به ، بنحوه. وأبو داود في الأدب ٤ / ٣٦٨ ، من طريق : عبد الأعلى به بنحوه.

(١) هو : السهمي. قال ابن سعد : كان شاعرا قليل الحديث ، أنظر التهذيب ٨ / ٤٢٦. والأبيات ذكر بعضها الجاحظ في الحيوان ٣ / ١٩٤ ، والبيان والتبيين ٣ / ٣٦٠ ، والمرزباني ص : ٢٤٠ ، ومصعب الزبيري في نسب قريش ص : ٤٠٧. لكن الجاحظ نسبه في البيان لعبد الله بن كثير السهمي. والغريب أن محقق كتاب الحيوان نسب الشعر لكثّير عزّة ، وهو بعيد ، فكثير بن كثير السهمي قرشي عدناني وذاك خزاعي قحطاني.

٣٣٠

الطفيل : ما بقي أحد رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلم غيري. قلت : رأيته؟ قال : نعم.

قلت : كيف كانت صفته صلّى الله عليه وسلم؟ قال : كان أبيض مليحا مقصدا.

٦٦٥ ـ وحدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن منصور ، عن ابراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن علقمة ، عن ابن مسعود ، قال عبد الرحمن : فلقيت أبا مسعود في الطواف ، فسألته ، فحدّثني أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : من قرأ بالآيتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه.

٦٦٦ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، ومنصور(١) ـ يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ ـ قالا : ثنا سفيان قال : حدّثني ابن المنكدر ـ وأنا أطوف معه بين الظهر والعصر وهو متكئ على يدي ـ قال : اخبرني من سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : إذا كان أحدكم في الفيء ، فقلص

__________________

٦٦٥ ـ إسناده صحيح.

سفيان ، هو : الثوري. وابراهيم ، هو : النخعي.

رواه أحمد في المسند ٤ / ١٢٢ ، من طريق : وكيع ، عن الثوري ، به. والبخاري في المغازي ٧ / ٣١٧ ، من طريق : الأعمش ، عن ابراهيم ، به. وفي مواضع أخرى في الصحيح. ورواه مسلم في الصلاة ٦ / ٩٢ ، ـ فضل الفاتحة وخواتيم البقرة ـ وابن ماجه ، في الصلاة ١ / ٤٣٥ ـ باب : فيما يرجى أن يكفي في قيام الليل ـ كلاهما من طريق : الأعمش ، عن ابراهيم به. ورواه أبو داود في الصلاة ٢ / ٧٧ ، ـ باب : تخريب القرآن ـ من طريق : شعبة ، عن منصور ، به ، بنحوه. والترمذي ١١ / ١٢ ـ أبواب : فضائل القرآن ـ من طريق : جرير بن عبد الحميد ، عن منصور به بنحوه وقال : حسن صحيح.

والنسائي في الكبرى ، في فضائل القرآن ، ومواضع أخرى. أنظر تحفة الأشراف ٧ / ٣٣٦.

٦٦٦ ـ في إسناده من لم يسمّ.

رواه عبد الرزاق ١١ / ٢٤ ، من طريق : معمر ، عن محمد بن المنكدر عن أبي هريرة به ، وأحمد في المسند ٢ / ٢٨٣ ، وأبو داود في الأدب ٤ / ٣٥٦ ، من طريق : سفيان به.

(١) كذا في الأصل ولعله (محمّد بن منصور).

٣٣١

عنه ، فكان بعضه في الفيء ، وبعضه في الشمس ، فليقم عنه ، وليتحول عنه.

٦٦٧ ـ حدّثنا محمد بن ميمون ، قال : ثنا سفيان ، قال : حدّثني عطاء بن السائب ـ في الطواف ـ عن عبد الله بن عبيد بن [عمير](١) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : استلام هذين الركنين يحطّ الخطايا.

٦٦٨ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الحميد بن جبير ابن شيبة ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، قال : سألت جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ وهو يطوف / بالبيت : أنهى رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة؟ قال : نعم ، وربّ هذه البنيّة.

٦٦٩ ـ وحدّثنا محمد بن منصور ، قال : ثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : فلبثت حولا ، ثم لقيت عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ في الطواف ، فحدّثني به عن النبي صلّى الله عليه وسلم رواية ـ قال : لا ينتزع العلم انتزاعا ينتزعه من قلوب الرجال ، ولكن يقبضه بقبض العلماء ، فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهّالا فسئلوا ، فأفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا.

__________________

٦٦٧ ـ تقدّم هذا الحديث برقم (١٢٢).

٦٦٨ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٤ / ٢٨١ ، والبخاري في الصوم ـ باب : صوم يوم الجمعة ـ ٤ / ٢٣٢ ، والدارمي ٢ / ١٩ ، ثلاثتهم من طريق : ابن جريج ، عن عبد الحميد بن شيبة به. ومسلم في الصوم ٨ / ١٨ ، وابن ماجه ١ / ٥٤٩ كلاهما من طريق سفيان بن عيينة ، به. والنسائي في الكبرى. أنظر تحفة الأشراف ٢ / ٢٦٨.

٦٦٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد في المسند ٢ / ١٦٢ ، ١٩٠ ، والبخاري ١ / ١٩٤ ، ومسلم ١٦ / ٢٢٤ والترمذي ١٠ / ١٢٠ ، وابن ماجه ١ / ٢٠ ، كلّهم من طريق : هشام بن عروة به.

(١) في الأصل (عمر) وهو خطأ.

٣٣٢

٦٧٠ ـ حدّثنا الحسن بن محمد الزعفراني ، قال : ثنا عفان ، قال : ثنا عبد الوارث ، عن يحيى بن [أبي](١) إسحاق ، عن عبدة بن أبي لبابة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : حدّثني أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمرو ، قال : حدّث عبد الله بن عمرو ، ونحن نطوف بالبيت ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله ـ تعالى ـ من أيام العشر. قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال صلّى الله عليه وسلم : ولا الجهاد ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ، ثم لم يرجع.

٦٧١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثني يحيى بن سليم ، قال : سمعت عبد العزيز بن أبي روّاد سأل هشام بن حسان ، وهو في الطواف : ما كان الحسن يقول في الإيمان؟ قال : كان يقول : في قول وعمل. قال : فما كان ابن سيرين يقول؟ قال : يقول آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله ، لا يزيد على ذلك. قال ابن أبي الرواد : كان ابن سيرين ، كان ابن سيرين. قال [هشام](٢) : بيّن أبو عبد الرحمن الإرجاء ـ يعني ابن أبي روّاد ـ.

__________________

٦٧٠ ـ فيه : أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمرو بن العاص. ذكره ابن حجر في تعجيل المنفعة ص :٤٩٨ ، وسكت عنه ، وبقية رجاله موثقون.

عفّان ، هو : ابن مسلم. وعبد الوارث ، هو : ابن سعيد.

رواه أحمد في المسند ٢ / ١٦١ ـ ١٦٢ ، من طريق : يحيى بن أبي اسحاق ، به. وذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ٧١٥ ، ونسبه إلى أحمد ، وابن أبي الدنيا في فضل عشر ذي الحجة. والطبراني في الكبير.

٦٧١ ـ إسناده حسن.

ذكره الذهبي في تأريخ الاسلام ٦ / ٢٤١ ، وسير أعلام النبلاء ٧ / ١٨٦ ، من طريق : يحيى بن سليم به.

(١) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من مراجع ترجمته.

(٢) في الأصل (ابن هشام) وهو خطأ ، انما هو : هشام بن حسّان المذكور في الأثر.

٣٣٣

٦٧٢ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، عن ابراهيم بن ميسرة ، قال : سئل طاوس عن مسألة ، فقال فيها ، فخالفه سعيد بن جبير ، ثم لحقه في الطواف فقال : هو كما قلت. فما رأيته بالى حين خالفه ، ولا حين تابعه.

٦٧٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبار ، قالا : ثنا سفيان ، عن ابراهيم ، قال : كنت أطوف مع طاوس ، فقال : ألم أقل لك إن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الطواف صلاة فاقلل الكلام.

٦٧٤ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، قال : قال لي ابراهيم بن ميسرة : قال لي طاوس ، وهو يطوف بالبيت : لتنكحنّ أو لأقولنّ لك ما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ لأبي الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور.

٦٧٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا سليمان الأحول ، قال : كنت أطوف مع طاوس ، وكان مقسم يحدثه ، فيقول : إيها مقسم ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أبو القاسم ، فقال : إيها مقسم.

فقلت : يا أبا عبد الرحمن ، أبو القاسم. فقال : أتريد أن أكنيه بها ، والله لا أكنيه بها أبدا.

__________________

٦٧٢ ـ إسناده صحيح.

٦٧٣ ـ تقدّم هذا الأثر برقم (٣١٠).

٦٧٤ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو علي القالي في ذيل الأمالي والنوادر ص : ٤٩ بإسناده إلى سفيان بن عيينة به.

٦٧٥ ـ إسناده صحيح.

٣٣٤

٦٧٦ ـ حدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا سفيان ، قال : حدّثني أبان بن [تغلب](١) عن خالد الحذّاء ، عن الفرزدق ، بهذا الحديث.

قال سفيان : ولقيت ليطة بن الفرزدق ، فسألته وهو يطوف بالبيت ، فقلت : أسمعت هذا الحديث من أبيك؟ قال : وأي حديث؟ قلت : لقيت الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ. فقال : اي ها الله إذا سمعت أبي يقول : خرجت إلى الحج فلما كنت بالصفاح(٢) لقيت قوما معهم الدرق / عليهم الجلامقة واليلامق(٣) ، فقلت ما هؤلاء؟ قالوا : الحسين بن علي. قال : فجعلت اشتد حتى أخذت بزمامه. قال : وكان قد عرفني قبل ذلك ، فقلت له : أين تريد؟ قال : العراق. قال : فما وراءك قال : قلت : أنت أحب الناس ، والقضاء في السماء ، والسيوف مع بني أمية. قال : فلما تصدع الحاج عن منى إذا أنا بسرادق ، فقلت : لمن هذا السرادق؟ فقالوا : لعبد الله بن عمرو. قلت : والله لأذهبن إليه ، فاسأله عن الحسين ـ رضي الله عنه ـ قال : فجئت فإذا أغيلمة سود قصار يعلبون. قلت : يا أغليمة من أنتم؟ قالوا : نحن بنو عبد الله بن عمرو. قلت : أين أبوكم؟ قالوا : هو ذاك في ذاك الفسطاط ، فانتظرته حتى خرج فقلت له : ما تقول في هذا؟ قال : الحسين؟ قلت : نعم : قال لا يحمل فيه السلاح. قال : قلت : ألست الذي قلت ليزيد بن معاوية

__________________

٦٧٦ ـ إسناده صحيح.

رواه الطبري في التاريخ ٦ / ٢١٨ بنحوه مختصرا ، ونقله عنه ابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٦٧. ورواه أبو الفرج في الأغاني ١١ / ٣٥٩ ، بنحوه مختصرا.

(١) في الأصل (ثعلبة) وهو تصحيف.

(٢) الصفاح ـ بالكسر ـ موضع بين حنين وأنصاب الحرم. معجم البلدان ٣ / ٤١٢.

(٣) الجلامق : جمع جلماق ، هو : ما عصب به القوس من العقب. والعقب : العصب الذي تعمل منه الأوتار. اللسان ١ / ٦٢٣. واليلامق : جمع يلمق ، وهو : القباء المحشو ، تاج العروس ٧ / ٩٣.

٣٣٥

كذا وكذا. قال : فسبّني. فسببته. فقال : ما مثله إلا مثل موسى حين خرج فارّا من آل فرعون. قال : ثم صدرت ، فذهبت إلى ماء يقال له تعشار(١) .

وقال ابن أبي عمرو [وليت احفظ لغسان](٢) فنزلت عليه ، وكانت العير ينزلون بذلك الماء ، فإذا نزلت استقبلهم الناس ، فسألوهم عن الخبر ، فرأيت عيرا نزلت فناديتهم ، قلت : ما فعل الحسين بن علي؟ قالوا : قتل. قلت : فعل الله بعبد الله بن عمرو ، وفعل.

ذكر

فرش الطواف بأي شيء هو

قال بعض المكيين : إنّ عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ لما بنى الكعبة وفرغ من بنائها وخلّقها وطلاها بالمسك [وفرش](٣) أرضها من داخلها ، بقيت من الحجارة بقية ففرش بها حول الطواف كما يدور البيت نحوا من عشرة أذرع ، وذلك الفرش باد إلى اليوم إذا جاء الحاج في الموسم جعل على تلك الحجارة رمل من رمل الكثيب الذي بأسفل مكة يدعى : كثيب الرمضة(٤) ، وذلك أنّ الحجبة يشترون له مدرا ورملا كثيرا ، فيجعل في الطواف ، ويجعل الرمل فوقه ، ويرش بالماء حتى يتلبد ، ويؤخذ بقية ذلك الرمل فيجعل في زاوية المسجد التي تلي باب بني سهم ، فإذا خف ذلك الرمل والمدر أعادوه عليه ، ورشوا عليه الماء حتى يأتطي ويتلبّد ، فيطوف الناس عليه ، فيكون ألين على أقدامهم في الطواف ، فإذا كان الصيف ، وحمى ذلك الرمل من شدة الحر ، فيؤمر غلمان زمزم ، وغلمان الكعبة أن يستقوا من ماء زمزم في قرب ، ثم يحملونها

__________________

(١) تعشار ـ بالكسر ثم السكون ـ موضع بالدهناء ، وهو ماء بني ضبّة. معجم البلدان ٢ / ٣٤.

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها (وكنت أحفظ لسفيان).

(٣) في الأصل (وفرض).

(٤) سوف يأتي التعريف به.

٣٣٦

على رقابهم ، حتى يرش به رمل الطواف فيلتبد ويسكن حره ، وكذلك أيضا يرشون الصف الأول ، وخلف المقام كما يدور الصف حول البيت(١) .

قال رجل كانت له صبوة فتذكر ورجع إلى التوبة يحض نفسه على الطواف بالبيت في ذلك الرمل والصلاة والشرب من ماء زمزم :

أقدميّ اعتورا رمل الكثيب

وردا الطّاهر من ماء القليب

ربّ يوم رحتما فيه على

زهرة الدّنيا وفي عيش خصيب

/ وسماع حسن من حسن

ينطق المزهر كالظّبي الرّبيب

فاحسبا ذاك بهذا واصبرا

وخذا من كلّ خير بنصيب

إنّما أبكي لأنّي مذنب

فلعلّ الله يعفو عن ذنوبي

ذكر

الجلوس في ظل الكعبة وفضل ذلك

٦٧٧ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، وبيان ، عن قيس بن أبي حازم ، قال : سمعت خبابا يقول : أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو متوسد يده في ظل الكعبة.

٦٧٨ ـ وحدّثنا العباس بن محمد الدوري ، قال : ثنا الفضل بن دكين ،

__________________

٦٧٧ ـ إسناده صحيح.

رواه أحمد في المسند ٥ / ١٠٩ ، والبخاري في الإكراه ١٢ / ٣١٥ وأبو داود في الجهاد ٣ / ٦٤ ، والنسائي في الكبرى في العلم كلّهم من طريق : اسماعيل بن أبي خالد به. وبعضهم طوّله. وانظر تحفة الأشراف.

(٦٧٨) إسناده ضعيف.

مسلم ، هو : ابن كيسان. ضعيف ، كما في التقريب ٢ / ٢٤٦.

(١) نقله الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٣١٨ بطوله.

٣٣٧

قال : ثنا الحسن بن صالح ، عن مسلم ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم جالسا في ظل الكعبة. قال أبو نعيم : وجلس حسن فضم فخذيه ، ونصب ركبتيه ، وقال : هكذا ، ووضع إحدى يديه على الأخرى.

٦٧٩ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن محمد بن سوقة ، قال : كنا مع سعيد بن جبير في ظل الكعبة ، فقال : أنتم الآن في أكرم ظل على وجه الأرض.

٦٨٠ ـ وحدّثنا [عبد الله](١) بن أحمد بن أبي مسرّة قال : ثنا سعيد بن منصور ، قال : ثنا اسماعيل بن عياش ، عن ليث بن أبي سليم ، عن عبد الرحمن بن سابط ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : مرّ النبي صلّى الله عليه وسلم بناس من قريش في ظل الكعبة. قال : فلما انتهى إليهم سلم عليهم ، ثم قال : اعلموا انها مسؤولة عما يعمل فيها ، ان ساكنها لا يسفك دما ولا يمشي بنميمة.

٦٨١ ـ حدّثنا حسين ، قال : ثنا الهيثم بن جميل ، قال : ثنا أبو خيثمة ، عن الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ،

__________________

٦٧٩ ـ إسناده صحيح.

٦٨٠ ـ إسناده ضعيف.

٦٨١ ـ إسناده صحيح.

أبو خيثمة ، هو : زهير بن معاوية.

رواه مسلم في كتاب الأمارة ١٢ / ٢٣٢ ، والنسائي في البيعة ٧ / ١٥٢ ، وابن ماجه ٢ / ١٣٠٦ ، كلهم من طريق : الأعمش به. ورواه النسائي في الكبرى أيضا. وأحمد في المسند ٢ / ٩١ ، من طريق آخر ، عن عبد رب الكعبة بنحوه.

(١) في الأصل (عبد الرحمن) وهو خطأ.

٣٣٨

قال : دخلت المسجد الحرام ، فإذا أنا بعبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ في ظل الكعبة يحدّث.

٦٨٢ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : انتهيت إلى النبي صلّى الله عليه وسلم وهو في ظل الكعبة ، وهو يقول : هم الآخرون(١) وربّ الكعبة ـ يعني أصحاب الأموال ـ.

٦٨٣ ـ حدّثني الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني أبو غزية ، عن فليح بن سليمان ، عن نافع ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيا بيده.

٦٨٤ ـ حدّثنا ميمون بن الأصبغ ، قال : ثنا سيار ، قال : ثنا جعفر ،

__________________

٦٨٢ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

يحيى بن عيسى الرملي ، قال ابن معين : ليس بشيء. الجرح ٩ / ١٧٨. لكنّه لم ينفرد بالرواية ، بل تابعه : محمد بن عبيد ، وابن نمير ، وأبي معاوية ، كما رواه الإمام أحمد في مسنده ٥ / ١٥٢ ، ١٦٩ ، من طريقهم عن الأعمش به.

٦٨٣ ـ إسناده حسن بالمتابعة.

أبو غزية ، هو : محمد بن موسى الأنصاري. قال أبو حاتم ضعيف الحديث. الجرح ٨ / ٨٣. لكنه لم يتفرد بهذه الرواية ، فقد تابعه عليها : محمد بن فليح ، عن أبيه كما رواه البخاري ١١ / ٦٥ ـ كتاب الاستئذان ـ من طريق : ابراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح ، عن أبيه به.

٦٨٤ ـ إسناده منقطع.

سيّار ، هو أبو حاتم العنزي. وجعفر ، هو : ابن سليمان الضبعي. وابراهيم بن عيسى اليشكري ، قال أبو حاتم : هو شيخ بصري متعبّد ، محله الصدق.

(١) كذا في الأصل. وعند أحمد (الأخسرون).

٣٣٩

قال : ثنا ابراهيم بن عيسى اليشكري ـ قال(١) : كنا نراه من الابدال الذين تقوم بهم الأرض ـ قال : بلغنا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجبريل ـ عليه السلام ـ كانا قاعدين عند الكعبة فجعل جبريل ـ عليه السلام ـ يلزق بالأرض ، ويضطرب ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما لك يا جبريل؟ قال : هذا ملك ينزل من السماء ، لا آمن ان يكون نزل بعقوبة أو بعذاب.

ذكر

المستحاضة تدخل الكعبة وما جاء فيه

٦٨٥ ـ / حدّثنا حسين بن حسن قال : أنا هشيم بن بشير ، عن حميد بن أبي عمار ـ مولى بني هاشم ـ قال : جاءت امرأة إلى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ فذكرت انها مستحاضة ، وانها تريد دخول البيت ، فقال : لتحتش وتستثفر ، وتدخل ، قالت : أنه أكثر من ذلك. قال ـ رضي الله عنه ـ : وإن كان.

٦٨٦ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، قال : ثنا محمد بن حرب ، عن مالك ، عن أبي الزبير المكي ، قال : أن أبا ماعز عبد الله بن سفيان

__________________

٦٨٥ ـ فيه حميد بن أبي عمّار ، لم نقف على ترجمته ، وهشيم مدلس ، وعنعنه هنا.

قوله (لتحتش) ، أي : لتدخل شيئا يمنع الدم من القطر ، قطنا أو نحوه. وتستثفر ، أي : تشدّ فرجها بخرقة عريضة ، وتوثق طرفيها في شيء تشدّه على وسطها ، فتمنع بذلك سيل الدم. مأخوذ من (ثفر) الدّابة الذي يجعل تحت ذنبها.

٦٨٦ ـ إسناده حسن.

محمّد بن حرب ، هو : المكي. قال : أبو حاتم : صالح الحديث لا بأس به. الجرح والتعديل ٨ / ٢٣٧. وأبو ماعز ، هو : المخزومي.

رواه مالك في الموطأ ٢ / ٣١٢ ، عن أبي الزبير به.

(١) القائل ، هو : جعفر بن سليمان ، قال هذا يصف شيخه ابراهيم.

٣٤٠