أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ١

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 513

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
تصنيف:

الصفحات: 513
المشاهدات: 11447
تحميل: 1346


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 513 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 11447 / تحميل: 1346
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 1

مؤلف:
العربية

١٠٠٠ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن حبيب بن أبي الأشرس ، قال : كان سيل أمّ نهشل قبل أن يعمل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ الرّدم بأعلى مكة ، فاحتمل المقام من مكانه ، فلم يدر أين موضعه ، فلما قدم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مكة سأل : من يعلم موضعه؟ فقام المطّلب بن أبي وداعة السهمي ، فقال : أنا يا أمير المؤمنين ، قد كنت قدرته وذرعته بمقاط ـ وتخوفت هذا عليه ـ من الحجر إليه ، ومن الركن إليه ، ومن وجه الكعبة ، قال : ائت به ، فجاء به فوضعه في موضعه هذا وعمل الردم عند ذلك.

قال سفيان : فذلك الذي حدّثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : إنّ المقام كان عند سقع البيت ، فاما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن ، وأما ما يقول الناس إنه كان هناك فلا. وذكر عمرو بن دينار نحو حديث ابن أبي الأشرس هذا لا أميّز أحدهما من صاحبه.

١٠٠١ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يحيى بن محمد ، قال : سمعت بعض المكّيين يقول : كان الخيط الذي جاء به المطلب إلى عمر ـ رضي الله عنه ـ مثنيّا ، فمدّه ثم وضع المقام إلى زمزم ، والى الحجر الأسود ، والى الركن الشامي ، فوجده على ما قال المطّلب.

__________________

١٠٠٠ ـ إسناده ضعيف جدا.

حبيب بن أبي الأشرس ، منكر الحديث. قاله ابن أبي حاتم في الجرح ٣ / ٩٨. وقال أحمد والنسائي : متروك. أنظر لسان الميزان ٢ / ١٦٧.

رواه الأزرقي ٢ / ٣٥ ، من طريق : ابن أبي عمر به. وذكره المتقي في الكنز ١٤ / ١١٧ وعزاه للأزرقي.

١٠٠١ ـ إسناده منقطع.

٤٦١

١٠٠٢ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي ، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه نحوه. وزاد فيه : فقال رجل من آل عائذ بن عبد الله بن مخزوم : أنا والله يا أمير المؤمنين أعلم بموضعه الأول ، ثم ذكر نحو حديث ابن عيينة.

ذكر

مسح المقام وتقبيله وتعظيمه

١٠٠٣ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة ، عن أبيه ، قال : كان الحجّاج يوما يصلّي بالناس في المسجد الحرام ، فمال المقام فتناوله الحجاج ليسويه برجله ، فتقدم محمد بن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ فغطّاه بثوبه ثم سوّاه بيده.

١٠٠٤ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن بشير ، قال : رأيت ابن الزبير وأتى على قوم يمسحون المقام ، فقال : انكم لم تؤمروا بمسحه ، انما أمرتم بالصلاة. وزاد غيره : عنده.

__________________

١٠٠٢ ـ إسناده منقطع.

أبو الزناد لم يدرك عمر. أنظر تهذيب الكمال ص : ٦٧٩.

١٠٠٣ ـ إسناده حسن.

مغيرة ، هو : ابن مقسم الضبّي. أبوه ذكره البخاري في الكبير ٨ / ٣٣ ، وابن أبي حاتم ٨ / ٤١٤ ، وسكتا عنه. وذكره ابن حبّان في الثقات. قاله في تعجيل المنفعة ص : ٤١٠.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٩ ، من طريق : الثوري ، عن مغيرة به.

١٠٠٤ ـ إسناده ضعيف.

بشير ، غير منسوب ، ذكره ابن حجر في التقريب ١ / ١٠٤ وقال : مجهول. ـ

٤٦٢

١٠٠٥ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : انا ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : أرأيت أحدا يقبّل المقام أو يمسّه؟ قال : أما أحد يعتبر به فلا.

١٠٠٦ ـ حدّثنا محمد بن علي الشقيقي ، قال : سمعت أبي ، يقول : أخبرنا أبو حمزة ، عن ابراهيم الصائغ ، عن عطاء أنه كره أن يقبّل الرجل المقام أو يمسحه.

١٠٠٧ ـ حدّثنا أبو عمّار ـ الحسين بن حريث ـ قال : ثنا علي بن عاصم ، عن المغيرة ، عن أبيه ، قال : أراد الحجّاج أن يجعل رجله على المقام ، فنهاه محمّد بن علي ـ رضي الله عنهما ـ.

__________________

ـ رواه ابن أبي شيبة ٤ / ٦١ من طريق : وكيع عن الثوري به. وعبد الرزاق ٥ / ٤٩ ، من طريق : الثوري ، عن نسير بن ذعلوق عن ابن الزبير به. وذكره المزي في تهذيب الكمال ١ / ١٥٤ في ترجمة (بشير) ونسبه لأبي داود في كتاب المسائل. يعني : مسائله للإمام أحمد ـ قلت : وبشير غير نسير ، فلا تصحيف ، والله أعلم.

١٠٠٥ ـ تقدم إسناده برقم (٢٨).

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٩ عن ابن جريج به.

١٠٠٦ ـ إسناده حسن.

أبو حمزة ، هو : محمد بن ميمون السكري.

١٠٠٧ ـ إسناده حسن.

المغيرة ، هو : ابن مقسم الضبي.

٤٦٣

ذكر

الصلاة خلف المقام وأين تستحب الصلاة فيه

والدعاء خلف المقام

١٠٠٨ ـ / حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين قدم مكة فطاف بالبيت سبعا فقرأ :﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى (١) فصلّى خلف المقام ، ثم أتى الحجر فاستلمه.

١٠٠٩ ـ حدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن عبد الملك بن عمير عن رجل من بني الحارث بن كعب يقال له [أبو الأوبر](٢) قال : كنت قاعدا عند أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فقال : وربّ هذه الكعبة لقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلم صلّى وعليه نعلاه عند المقام ، فانصرف وهما عليه.

__________________

١٠٠٨ ـ إسناده صحيح.

رواه الترمذي ٤ / ٨٨ ، وأبو داود في الحروف ٤ / ٤٤ ، والنسائي في الحج ٥ / ٢٣٦ ، وابن ماجه في الصلاة ١ / ٣٢٢ ، كلّهم من طريق : جعفر بن محمد به.

١٠٠٩ ـ إسناده حسن.

أبو الأوبر ، هو : زياد الحارثي ، ذكر ابن حبّان في ثقات التابعين ٤ / ٢٥٧ ، والدولابي في الكنى ١ / ١١٧ ، وابن حجر في تعجيل المنفعة ص : ١٤١ ، وقال : هو مشهور بكنيته ، ووثقه ابن معين ، وابن حبّان.

رواه أحمد في المسند ٢ / ٣٦٥ ، من طريق : زائدة عن عبد الملك بن عمير به.

(١) سورة البقرة : ١٢٥.

(٢) في الأصل (الأوبر) وهو خطأ.

٤٦٤

١٠١٠ ـ حدّثني أبو الحسن علي بن ماهان ، قال : ثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، قال : بينما أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ عند المقام يصلي حتى أتاه رجل ، فقال له : يا أبا هريرة أنت قلت للناس : لا يصلّوا في نعالهم؟ فقال : معاذ الله ، غير اني وربّ هذه الحرمة صلّيت خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلم في هذا المكان ، ونعلاه في رجليه فانصرف وهما عليه.

١٠١١ ـ وحدّثنا محمد بن اسحاق بن يزيد ، قال : ثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا صالح بن حيّان ، عن [ابن](١) بريدة ، عن أبيه ، قال : إنه كان مع النبي صلّى الله عليه وسلم في اثنين وأربعين من أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ والنبي صلّى الله عليه وسلم يصلّي إلى المقام ، وهم خلفه جلوس ، فلما قضى صلاته أهوى فيما بينه وبين الكعبة كأنه يريد أن يأخذ شيئا ، ثم انصرف إلى أصحابه فثاروا فأشار صلّى الله عليه وسلم إليهم بيده : اجلسوا ، فجلسوا ، فقال صلّى الله عليه وسلم : رأيتموني حين فرغت من صلاتي أهويت بيدي فيما بيني وبين الكعبة كأني أريد أن آخذ شيئا؟ قالوا : نعم يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم : إنّ الجنة عرضت عليّ فلم أر مثل ما فيها من الخير والحسن والأعاجيب ، وإنّه مرّت بي خصلة من عنب فأعجبتني فأهويت لآخذها فسبقتني ، ولو أخذتها لغرستها بين أظهركم حتى تأكلوا من فاكهة

__________________

١٠١٠ ـ إسناده صحيح.

تقدم برقم (٧٣٧).

١٠١١ ـ في إسناده محمد بن اسحاق بن يزيد ، كذبه ابن أبي حاتم في الجرح ٧ / ١٩٦. وانظر لسان الميزان ٥ / ٦٧. وصالح بن حيّان ، هو : القرشي ، ضعيف.

رواه أحمد في المسند ٥ / ٣٥١ ، عن محمد بن عبيد الطنافسي به.

(١) في الأصل (أبي) وهو خطأ ، انما هو : عبد الله بن بريدة بن الحصيب ، أبو سهل المروزي.

٤٦٥

الجنّة ، واعلموا أن هذه الحبّة السوداء التي تكون في الملح دواء من كل داء إلا من الموت.

١٠١٢ ـ وحدّثنا تميم بن المنتصر ، قال : ثنا اسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن اسماعيل بن أبي خالد ، عن عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم طاف بالبيت سبعا ، ثم صلّى خلف المقام ركعتين ـ يعني في عمرته ـ.

١٠١٣ ـ حدّثني محمد بن إدريس ، قال : حدّثنا الحميدي قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا الأعمش ، أو أخبرت عنه ، قال : رأيت أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ خلف المقام إذا رفع رأسه أقام صلبه هكذا فرأيت غضون بطنه ـ ومدّ الحميدي صدره حتى استوى ـ.

١٠١٤ ـ حدّثنا الحسين بن منصور ، قال : ثنا سعيد بن هبيرة ، قال : ثنا

__________________

١٠١٢ ـ إسناده حسن.

شريك ، هو : ابن عبد الله.

رواه البخاري في الحج ٣ / ٤٦٧ ، وأبو داود في الحج ٢ / ٢٤٧ ، كلاهما من طريق : خالد بن عبد الله ، عن اسماعيل بن أبي خالد به بأطول منه. ورواه أبو داود أيضا من طريق : تميم بن المنتصر به. وابن ماجه ٢ / ٩٩٥ ، من طريق : يعلى ، عن اسماعيل بن أبي خالد به مختصرا. والنسائي في الكبرى (أنظر تحفة الأشراف ٤ / ٢٧٩).

١٠١٣ ـ إسناده ضعيف.

وذلك لتردد سفيان بن عيينة في الرواية عن الأعمش أو غيره. وغضون بطنه ، أي : تجاعيدها.

١٠١٤ ـ إسناده حسن.

سعيد بن هبيرة ، هو : ابن عديس بن أنس بن مالك الكعبي ، ترجمه ابن أبي حاتم في الجرح ٤ / ٧٠ ، ونقل عن أبيه قوله : ليس بالقوي. روى أحاديث أنكرها أهل العلم. ـ

٤٦٦

حمّاد بن زيد ، قال : حدّثنا ثابت ، قال : مررت بعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ وهو يصلي خلف المقام كأنه خشبة.

١٠١٥ ـ وحدّثنا محمد بن اسحاق بن يزيد ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا شعبة ، عن أبي اسحاق ، عن عامر بن عبدة ، قال : قمت ذات ليلة خلف المقام ، فإذا رجل شديد بياض الثياب طيّب الريح ورجل يفتح عليه / إذا أخطأ ، فإذا هو عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ.

١٠١٦ ـ حدّثنا عبد الله بن هاشم ، قال : ثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد ، قال : حدّثني أبو اسحاق ، عن عامر بن ربيعة ، عن عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ بنحوه.

١٠١٧ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا عبد الله بن ابراهيم بن عمر بن كيسان ، عن يوسف بن محمد الأبرقوهي ، عن أبيه ، عن طاوس ، قال : بينما أنا في المسجد الحرام بالسحر إذا أنا برجل ساجد خلف المقام ، وهو يقول في سجوده :﴿ اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١) إن كنت كتبتني في الكتاب شقيّا محروما مقدرا علي في رزقي ، فامح عني اسم الشقاء وأثبتني عندك سعيدا موسعا عليّ في

__________________

ـ رواه أبن نعيم في الحلية ١ / ٣٣٥ بإسناده إلى مجاهد ، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٣٦٩.

١٠١٥ ـ في إسناده شيخ المصنّف وهو كذاب. أنظر الجرح ٧ / ١٩٦.

١٠١٦ ـ إسناده صحيح.

سعيد ، هو : ابن أبي عروبة.

١٠١٧ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

(١) سورة الزمر : ٤٦.

٤٦٧

رزقي ، فإنك تقول في كتابك :﴿ يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (١) وأعتقني والعبّاس بن عبد المطلب ، وفلانة أمّه قد سمّاها ـ إلا أنه قد نسي عبد الله اسمها ـ من النار. فإذا هو عبد الله بن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ.

قال : ثم خرجت ليلة فإذا أنا برجل ساجد تحت الميزاب ، وهو يقول في سجوده هذا الكلام أيضا وزاد فيه : واعتقني والزبير بن العوام واسماء بنت أبي بكر من النار. قال : فإذا هو عبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهم ـ.

١٠١٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا يزيد بن خصيفة ، عن السائب بن يزيد ، عن رجل من بني تميم ، قال : إني لأصلي ليلة خلف المقام إذا أنا برجل متقنع فزحمني حتى تقدم ، فقرأت بالسبع الطّول ، وما ركع ثم أنه ركع ركعة واحدة ، ثم سلّم ، فإذا هو عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنه ـ.

١٠١٩ ـ حدّثنا عيسى بن عفّان بن مسلم ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا شعبة ، قال عمرو بن مرة : أنبأني ، قال : سمعت أبا الضحى يحدّث ، عن مسروق ، قال : قال لي رجل من أهل مكة : هذا مقام أخيك تميم الداري ، لقد رأيته

__________________

١٠١٨ ـ في إسناده من لم يسمّ.

السائب بن يزيد ، هو : الكندي ، صحابي صغير ، حجّ به في حجة الوداع وهو ابن سبع سنين.

١٠١٩ ـ شيخ المصنّف ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ١١ / ١٦٦ وسكت عنه. وبقية رجاله موثقون. وأبو الضحى ، هو : مسلم بن صبيح.

ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٤٥ عن أبي الضحى به. وابن حجر في الإصابة ١ / ١٨٦ ، وعزاه للبغوي في الجعديات ، وصحّح إسناده إلى مسروق.

(١) سورة الرعد : ٣٩.

٤٦٨

ذات ليلة حتى أصبح أو كاد أن يصبح يقرأ آية من القرآن ، يقرأ بها ويسجد ويبكي﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ (١) إلى آخر الآية.

١٠٢٠ ـ حدّثنا حسين ، قال : أنا المعتمر بن سليمان ، قال : سمعت أبي يحدث عن أبي مجلز ، قال : إنّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ كان إذا صلّى خلف المقام جعل بينه وبين المقام الصف والصفّين والرجل والرجلين.

١٠٢١ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن أبيه عن نافع ، قال : ما رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهم ـ مصلّيا في المسجد الحرام قطّ إلا والمقام بينه وبين البيت.

١٠٢٢ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا ابن المبارك ، قال : أنا شعبة ، عن سعيد بن أبي بردة ، عن أبيه ، قال : إنّ ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ طاف ، ثم صلّى خلف المقام ركعتين ، ثم قال : ألا إنّ كل ركعتين تكفّر ما بينهما ، أو قال : قبلهما ، أو كلمة نحوها.

١٠٢٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : حدّثنا سفيان ، عن سالم بن أبي

__________________

١٠٢٠ ـ إسناده صحيح.

أبو مجلز ، هو : لاحق بن حميد السدوسي.

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٩ ، من طريق : بكر بن عبد الله المزني ، عن ابن عمر بنحوه.

١٠٢١ ـ تقدّم إسناه برقم (١٣٥).

١٠٢٢ ـ إسناده صحيح.

١٠٢٣ ـ إسناده حسن.

(١) سورة الجاثية : ٢١.

٤٦٩

حفصة ، قال : أول ما عرفت سعيد بن جبير بمكة ، صلّيت ليلة وراء المقام ، فلبثت قريبا من سعيد وأنا لا أعرفه بعد ، فقلت : اللهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت / على إبراهيم وآل إبراهيم ، إنّك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وآل محمد كما باركت على ابراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فحصبني سعيد وكأنه أعجبه ما قلت ، فقال : من أنت؟ قلت : من أهل الكوفة ، فسرّه ذلك.

١٠٢٤ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا هشام بن سليمان ، وعبد المجيد بن أبي روّاد ـ جميعا ـ عن ابن جريج ، قال : أخبرني محمد بن عبّاد بن جعفر ، عن عبد الله بن السائب بن أبي السائب ، قال : إنّي لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ معتمرا ، فسمعت تكبيره وأنا أؤم الناس ، فدخل ، فصلّى بصلاتي ـ يعني خلف المقام ـ.

١٠٢٥ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، عن محمد بن عبّاد بن جعفر ، وعمرو بن عبد الله بن صفوان ، وغيرهما قال : إنّ عمر ـ رضي الله عنه ـ قدم فنزل في دار ابن سباع ، فقال : يا أبا عبد الرحمن لعبد الله بن السائب ، فأمره أن يجعل المقام في موضعه الآن ، قال : وكان عمر ـ رضي الله عنه ـ قد اشتكى رأسه ، فقال : يا أبا عبد الرحمن صلّ للناس صلاة المغرب ، فصلّيت وراءه ، قال : فكنت أول

__________________

١٠٢٤ ـ إسناده صحيح.

رواه ابن أبي شيبة ٢ / ٣٩٧ ، من طريق : يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج به.

١٠٢٥ ـ تقدم إسناده برقم (٢٨).

رواه عبد الرزاق ٥ / ٤٨ ، والأزرقي ٢ / ٣٥ ، كلاهما من طريق : ابن جريج به.

٤٧٠

الناس صلّى وراءه حين وضع ، ثم قام فأحسست عمر ـ رضي الله عنه ـ وقد صلّيت ركعة ، فصلّى ورائي ما بقي.

١٠٢٦ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : أنا عبّاد بن منصور ، قال : رأيت عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ يصلّي خلف المقام مخبتا تطوعا.

١٠٢٧ ـ وحدّثنا أبو بشر ـ بكر بن خلف ـ قال : ثنا يحيى بن سعيد القطّان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : خير المسجد خلف المقام ، وعن يمين الإمام.

١٠٢٨ ـ حدّثنا القاسم بن أحمد ـ أبو محمد عن ـ أحمد بن حميد ، قال : قال سفيان بن عيينة : بينما أنا أطوف إذا أنا برجل مشرف على الناس حسن الشيب ، فقال بعضنا لبعض : ما أشبه أن يكون هذا رجلا من أهل العلم ، فاتّبعناه حتى إذا قضى طوافه ، وصار إلى المقام صلّى ركعتين ، فلما سلّم أقبل على القبلة ، فدعا بدعوات ، ثم التفت إلينا ، فقال : هل تدرون ماذا قال ربّكم؟ قال : قلنا : ما قال ربّنا يرحمك الله؟ قال : قال ربّكم : أنا الملك أدعوكم أن تكونوا ملوكا ، ثم أقبل على القبلة فدعا بدعوات ، ثم التفت إلينا ، فقال : هل تدرون ما قال ربّكم؟ قال : قلنا : ما قال ربّنا يرحمك الله؟ قال : قال ربّكم أنا الحيّ الذي لا أموت ، أدعوكم إلى أن تكونوا أحياء لا تموتون ،

__________________

١٠٢٦ ـ إسناده حسن.

١٠٢٧ ـ إسناده صحيح.

١٠٢٨ ـ في إسناده أحمد بن حميد ، ولم أقف عليه.

وشيخ المصنّف القاسم بن أحمد ، هو : ابن بشير بن معروف البغدادي.

٤٧١

ثم أقبل على القبلة ، فدعا بدعوات ، ثم أقبل إلينا ، فقال : هل تدرون ما قال ربّكم؟ قال : قلنا : ماذا قال ربّنا يرحمك الله؟ قال : قال ربّكم : أنا الذي إذا أردت شيئا كان ، أدعوكم إلى أن تكونوا بحال إذا أردتم شيئا كان لكم.

١٠٢٩ ـ حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة ، قال : سمعت الحميدي يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : كان عمرو بن عبيد يصلي الصبح بوضوء العتمة بمكة.

١٠٣٠ ـ حدّثنا أبو يوسف القاضي ، قال : ثنا الحميدي ، عن سفيان ، قال : سمعت أعرابيا عند مقام إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول : اللهمّ لا تحرمني خير ما عندك لشر ما عندي ، اللهمّ إن كنت لم تقبل تعبي ولا نصبي فأعطني أجر / المصاب على مصيبته ، اللهمّ إنّ لك عندي حقوقا فأسألك أن تهبها لي ، وإن للناس عندي تبعات فأسألك أن تحملها عنّي ، ولكل ضيف قرى ، فاجعل قراي في هذه العشية الجنّة.

وذكر عن بعض المكّيين أن الموضع الذي ربط عنده المقام في وجه الكعبة بأستارها إلى أن حجّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فردّه ، وذلك أن يعدّ الطائف من باب الحجر الشامي من حجارة شاذروان الكعبة إلى أن يبلغ الحجر السابع ، فإذا بلغ الحجر السابع فهو موضعه ، وإلا فهو التاسع من حجارة الشاذروان(١) .

__________________

١٠٢٩ ـ إسناده صحيح.

١٠٣٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات أئمة.

(١) ذكره الأزرقي ٢ / ٣٤ عن جدّه.

٤٧٢

ذكر

الصلاة بين الركن والمقام وفضل ذلك

١٠٣١ ـ حدّثنا أبو جعفر ـ أحمد بن صالح ـ قال : ثنا علي بن عيسى ، عن جرير ، عن داود ، عن الشعبي ، عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : من صلّى أربع ركعات فيما بين الركن والمقام يقرأ فيهن بهذه الأربع السور : سورة يس ، في ركعة ، و؟؟﴿ تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)؟؟ في ركعة ، و؟؟﴿ الم تَنْزِيلُ)؟؟ السجدة في ركعة ، و (الدخان) في ركعة ، وكّل به ملك يضرب بجناحيه بين كتفيه ، وهو يقول : أيها العبد ارفع رأسك ، فقد غفرت لك.

١٠٣٢ ـ وحدّثني أحمد بن صالح ، قال : ثنا محمد بن عبد الله ، عن هشام ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال لي النبي صلّى الله عليه وسلم : أيّ البقاع خير؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم. قال : قلت : يا رسول الله كأنك تريد بين الركن والمقام؟ قال صلّى الله عليه وسلم : صدقت ، إنّ خير البقاع وأطهرها وأزكاها وأقربها من الله ـ تعالى ـ ما بين الركن والمقام ، وإن فيما بين الركن والمقام روضة من رياض الجنة ، فمن صلّى فيه أربع ركعات نودي من

__________________

١٠٣١ ـ إسناده منقطع.

الشعبي لم يسمع من عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قاله المزي في التهذيب ص : ٦٤٣. ثم إن شيخ المصنّف لم أقف عليه. وجرير ، هو : ابن عبد الحميد. وداود ، هو : ابن أبي هند.

١٠٣٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

محمد بن عبد الله ، هو : ابن جعشم.

ذكره الفاسي في شفاء الغرام ١ / ١٩٧ نقلا عن الفاكهي.

٤٧٣

بطنان العرش. أيها العبد غفر لك ما قد سلف منك ، فاستأنف العمل.

وذرع ما بين الركن الأسود إلى مقام إبراهيم تسعة وعشرون ذراعا وتسع أصابع(١) .

وذرع ما بين جدر الكعبة من وسطه إلى المقام سبعة وعشرون ذراعا(٢) .

وذرع ما بين شاذروان الكعبة إلى المقام ست وعشرون ذراعا واثنتا عشرة اصبعا(٣) .

ومن الحجر الأسود إلى رأس بئر زمزم أربعون ذراعا(٤) .

ذكر

البيعة التي تكون بين الركن والمقام وجامع

ذكر المقام

١٠٣٣ ـ حدّثنا محمد بن يوسف الجمحي ، قال : ثنا أبو قرّة ، عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن سمعان ، قال : إنه سمع أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يحدّث أبا قتادة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : يبايع رجل بين الركن والمقام.

__________________

١٠٣٣ ـ تقدم هذا الحديث برقم (٧٦٣).

(١) ذكر الأزرقي ١ / ٣٤٦ ، وابن رسته في الأعلاق النفسية ص : ٤٦ أن بينهما : ثمانية وعشرين ذراعا.

وقال الحربي في المناسك ص : ٤٩٩ : وذرع ما بين الركن الأسود إلى المقام ثلاثة وعشرون ذراعا.

(٢) ابن رسته في الأعلاق النفسية ص : ٤٦.

(٣) المصدر السابق ص : ٤٦. وقال الكردي في التاريخ القويم ٤ / ١٣ : ما بين شاذروان الكعبة وبين أول شباك مقام ابراهيم ـ عليه السلام ـ المقابل للكعبة أحد عشر مترا.

(٤) الأعلاق النفسية ص : ٤٦.

٤٧٤

١٠٣٤ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا محمد بن فضيل بن غزوان ، قال : حدّثنا أشعث ، عن ابن سيرين ، قال : يبايع المهديّ بين الحجر والمقام على عدة أهل بدر. ثلاثمائة وثلاثة عشر.

١٠٣٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا حكّام بن سلم الرازي ، عن المثنّى ، عن عطاء ، قال : لا يقام بشيء من البيت إلا بين الركن والمقام.

١٠٣٦ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا شعبة ، عن مسلم الأعور ، عن حبّة العرني ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : لو أن رجلا قام اللّيل وصام النهار وذبح بين / الركن والمقام ، لم يبعث يوم القيامة إلا مع من يحب بالغا ما بلغ ، إن جنة فجنة ، وإن نارا فنار.

١٠٣٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد ، عن سفيان ، قال : أخبرني أبو الهيثم ، قال : نهاني مجاهد أن أقوم بين الركن والمقام ـ يعني الحجر ـ.

١٠٣٨ ـ حدّثنا محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا بن أبي أويس ، قال : حدّثني

__________________

١٠٣٤ ـ إسناده ضعيف.

أشعث ، هو : ابن سوّار. ضعيف. قاله في التقريب ١ / ٧٩.

١٠٣٥ ـ تقدم هذا الأثر برقم (٢٤٣).

١٠٣٦ ـ إسناده ضعيف.

مسلم الأعور ، هو : ابن كيسان الضبي. ضعيف. وحبة العرني ، هو : ابن جوين.

١٠٣٧ ـ إسناده حسن.

سفيان ، هو : الثوري. وأبو الهيثم ، هو : المرادي. مختلف في اسمه.

١٠٣٨ ـ إسناده حسن. ـ

٤٧٥

أبي ، عن حميد [بن](١) قيس المكي ـ مولى بني أسد بن عبد العزى ـ عن عطاء بن أبي رباح ، وغيره من أصحاب ابن عبّاس ، عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال : يا بني عبد المطّلب إني سألت الله ـ عزّ وجلّ ـ لكم ثلاثا : أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلّم جاهلكم ، وسألته أن يجعلكم جودا نجدا رحماء ، ولو أن رجلا صفين(٢) بين الركن والمقام ، وصلّى وصام ، ثم لقي الله ـ تعالى ـ وهو مبغض لأهل بيت محمد صلّى الله عليه وسلم دخل النار.

وقال الشاعر يذكر الصفون :

لزم الصّفون فما يزال كأنّه

ممّا يقوم على الثّلاث كسيرا(٣)

١٠٣٩ ـ حدّثنا أبو العباس الكديمي(٤) محمد بن يونس بن موسى ، قال : ثنا زكريا بن يحيى الخزّاز ، قال : ثنا اسماعيل بن عباد المري ، قال : ثنا شريك بن عبد الله ، عن منصور ، عن ابراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن

__________________

ـ محمد بن اسماعيل ، هو : الترمذي. وابن أبي أويس ، هو : اسماعيل بن عبد الله بن عبد الله المدني.

رواه الحاكم ٣ / ١٤٨ ـ ١٤٩ ، من طريق : ابن أبي أويس به وصحّحه ، ووافقه الذهبي. وذكره الهيثمي في المجمع ٩ / ١٧١ ، وعزاه للطبراني ، وقال : فيه شيخه ، وهو : محمد بن زكريا الغلابي ، وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال الصحيح. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٩٦٠ ، وعزاه للطبراني في الكبير ، وللحاكم في المستدرك.

١٠٣٩ ـ في إسناده : اسماعيل بن عبّاد المري ، ولم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

(١) في الأصل (عن) وهو خطأ.

(٢) صفين : أي وقف صافا قدميه ، أي جمعهما ووقف يصلي النهاية ٣ / ٣٩.

(٣) البيت في اللسان ١٣ / ٢٤٨ ، وتاج العروس ٩ / ٢٦٠ ، وقالا : أنشده ابن الأعرابي في صفة فرس.

لكن وقع عندهما أول البيت (ألف الصفون).

(٤) في الأصل (حدّثنا أبو العباس الكديمي ، قال : ثنا محمد بن موسى).

وقوله (قال : ثنا) خطأ ، لأن : محمد بن يونس بن موسى هو نفسه أبو العباس الكديمي.

٤٧٦

مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم من بيت زينب بنت جحش ـ رضي الله عنها ـ فدخل منزل أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ ثم قال صلّى الله عليه وسلم : يا أم سلمة اسمعي واشهدي وهو يقاتل المارقين ، والقاسطين بعدي ، يا أم سلمة اسمعي وأطيعي وهو يقاتل المارقين والقاسطين بعدي ، يا ام سلمة اسمعي واشهدي ، لو أنّ رجلا عبد الله ـ تعالى ـ ألف عام بين الركن والمقام ، وألف عام بعد ألف عام ، ثم لقي الله ـ عزّ وجلّ ـ مبغضا لهذا ـ يعني علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أكبّه الله ـ عزّ وجلّ ـ يوم القيامة على وجهه في نار جهنّم.

١٠٤٠ ـ حدّثنا علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، قال : ثنا ابراهيم بن سعد ، عن محمد بن اسحاق ، قال : قال حمزة بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ في قتل عمرو بن الحضرمي يحث قريشا ، ويذكر حرمة زمزم والمقام ، فقال :

وقالوا : حرمة ربّهم أباحوا

فحلّت حرمة الشّهر الحرام

وهم كانوا هناك أشدّ جرما

بمكّة بين زمزم والمقام

ذكر

ما تجوز فيه اليمين بين الركن والمقام وتعظيم ذلك

والتشديد في اليمين بينهما

١٠٤١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، ومحمد بن ميمون ، قالا : ثنا سفيان ،

__________________

١٠٤٠ ـ إسناده إلى ابن اسحاق حسن.

١٠٤١ ـ إسناده صحيح.

وهب بن عقبة البكائي ، قال ابن معين : ثقة. وقال أحمد : صالح. الجرح والتعديل ـ

٤٧٧

قال : حدّثني وهب بن عقبة البكائي ـ وكان قد قلّد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ امرأة زوّجت ابنة لها من رجل ، فطلبت منه جملا فمنعها وأبى عليها ، فقالت : فإني قد أرضعتكما ، فرفع ذلك إلى عثمان ابن عفّان ـ رضي الله عنه ـ فقال : مروها فلتأت الكعبة ، فلتحلف عندها.

قال : فكأنها تأثّمت حين أتت الكعبة ، وقالت : إني [إنّما أردت يعني أن أفرق بينهما](١) .

١٠٤٢ ـ وحدّثني ابراهيم بن أبي يوسف ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن رجل من أصحاب / النبي صلّى الله عليه وسلم قال : لا تستحلفوا عند المقام على الشيء اليسير ، أخشى أن يتهاون الناس به.

١٠٤٣ ـ حدّثنا ابن أبي أيوب(٢) ، قال : ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن ابن جريج ، عن عكرمة بن خالد ، قال : قدم عبد الرحمن بن عوف

__________________

ـ ٩ / ٢٦ ـ ٢٧. وقال البخاري في الكبير ٨ / ١٦٥ : عن ابن المديني ، عن سفيان ، عن وهب ، قال : ولدت لسنتين من إمارة عثمان ، وصليت مع معاوية. وفي الأزرقي ٢ / ٢٨ : قد بلغ مائة سنة.

رواه الأزرقي ٢ / ٢٨ ، من طريق : جده ، عن سفيان ، به بنحوه.

١٠٤٢ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله موثقون.

رواه الأزرقي ٢ / ٢٨ ، من طريق : جده ، عن عبد المجيد بن أبي روّاد ، به ، بنحوه.

١٠٤٣ ـ إسناده منقطع.

عكرمة بن خالد لم يدرك عبد الرحمن بن عوف. أنظر التهذيب الكمال ص : ٩٤٨.

رواه الأزرقي ٢ / ٢٨ ، من طريق : جدّه ، عن عبد المجيد به بنحوه.

(١) سقطت من الأصل ، وزدتها من الأزرقي.

(٢) كذا في الأصل ، ولعلّها : ابن أبي يوسف.

٤٧٨

ـ رضي الله عنه ـ مكة فرأى جماعة بين الركن والمقام ، فقال : ما هذا؟ قالوا : انسان يستحلف. [قال](١) إلى دم؟ قالوا : لا. قال : إلى مال عظيم اقتطعه؟ قالوا : لا. قال : إني لأخشى أن يتهاون الناس هذا المقام.

والناس بمكة لا يستحلفون بين الركن والمقام في أقل من عشرين دينار إلى اليوم.

١٠٤٤ ـ حدّثنا محمد بن اسحاق بن شبويه ، قال : ثنا عبد الرزاق بن همّام ، قال : أنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيّب ، قال : لما ولي معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ اتهمت بنو أسد بن عبد العزى مصعب ابن عبد الرحمن الزهري ، ومعاذ بن عبيد بن معمر التيمي ، بقتل اسماعيل(٢) ابن هبار ، فحجّ معاوية فاختصموا إليه ، فقصر معاوية ـ رضي الله عنه ـ القسامة فردّها على الذي ادّعى عليهم القتل ، فجعلوا خمسين يمينا بين الركن والمقام ، فبروا فكان ذاك أول من قضى بالقسامة.

١٠٤٥ ـ وحدّثني أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ـ وسألته عنه

__________________

١٠٤٤ ـ إسناده صحيح.

محمد بن اسحاق بن شبويه ، هو : الخراساني ، نزيل مكة. قال أبو حاتم : كتبت عنه وهو صدوق. الجرح ٧ / ١٩٦.

١٠٤٥ ـ إسناده حسن.

ابن عون ، هو : عبد الله بن عون بن أرطبان. وقريش بن أنس ، هو : الأنصاري.

(١) سقطت من الأصل ، وأثبتها من الأزرقي.

(٢) اسماعيل بن هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزي. كان من فتيان أهل المدينة ، مشهورا بالجلد والفتوة ، فأتاه الثلاثة المذكورون ليلا ، فصاحوا به ، فأخرجوه في حاجة فمضى معهم ، فقتلوه ، ثم ألقوه في محل دبر المسجد النبوي. فقام عبد الله بن الزبير وغيره من بني أسد يطالبون بدمه ، حتى حكم فيهم معاوية بالقسامة. أنظر نسب قريش لمصعب ص : ٢١٩. وجمهرة نسب قريش للزبير ١ / ٥١٥. وهذا الخبر ذكره الزبير ١ / ٥١٦ ـ ٥١٧ مطولا.

٤٧٩

فحدّثني ـ قال : ثنا قريش بن أنس ، قال : ثنا ابن عون ، عن نافع ، قال : إنّ رجلا مات فأوصى إلى ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فجاءه رجل فادّعى عليه مالا ، فقال : يا نافع خذ بيده فانطلق فاستحلفه بين الركن والمقام ثم أعطه ، فقال الرجل : يا أبا عبد الرحمن كأنك تحبّ أن تسمع في أن الذي يراني ثم يراني(١) ها هنا ، فقال : استحلفه وأعطه.

وذكر بعض أهل مكة عن أشياخهم أنّ المهدي أمير المؤمنين حجّ في سنة ستين ومائة ، فنزل دار الندوة ، فجاءه عبيد الله بن عثمان بن ابراهيم الحجبي بمقام خليل الرحمن ـ صلّى الله على نبيّنا محمد وعليه وسلّم ـ في ساعة خالية نصف النهار مشتمل عليه ، فقال للحاجب : ائذن لي على أمير المؤمنين ، فإن معي شيئا لم يدخل به على أحد قبله ، وهو يسرّ أمير المؤمنين ، فأدخله عليه ، فتكشّف عن المقام ، فسرّ به المهدي ، وتمسّح به ، وسكب فيه ماء ثم شربه ، وقال له : أخرج فارسل إلى بعض أهله فشربوا فيه ، وتمسّحوا به ثم أدخله فاحتمله وردّه إلى مكانه ، فأمر له بجوائز عظيمة ، واقطعه خيفا بنخلة(٢) ـ من أعراض مكة يقال له : ذات القوبع(٣) ـ فباعه من منيرة ـ مولاة المهدي ـ بعد ذلك بسبعة آلاف دينار(٤) .

ثم رفع الحجبة بعد ذلك إلى أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله ـ تعالى ـ في سنة احدى واربعين ومائتين أن الكرسي المنصوب المقعد فيه المقام ملبس صفائح من رصاص ، وانه لو عمل مكان الرصاص فضة كان أشبه وأوفق له ،

__________________

(١) هكذا العبارة في الأصل ، ولعلها هكذا (أن الذي يراني هناك لا يراني ها هنا؟).

(٢) هي نخلتان ، اليمانية والشامية ، وكلاهما من أعراض مكة. أنظر ياقوت ٥ / ٢٧٧.

(٣) كذا في الأصل (ذات القوبع) وقد قال ياقوت ٤ / ٤١١ : القوبع : موضع في عقيق المدينة. إلا أن الأستاذ ملحس أفاد في تعليقه على الأزرقي : أن ياقوتا وهم في هذا ، وظنّ أنه موضع في عقيق ذات عرق المسمّى (عقيق ذي الحليفة).

(٤) رواه الأزرقي ٢ / ٣٦ ـ ٣٧.

٤٨٠