أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ١

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 513

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
المحقق: عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
تصنيف:

الصفحات: 513
المشاهدات: 11437
تحميل: 1346


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 513 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 11437 / تحميل: 1346
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 1

مؤلف:
العربية

٨١

٨٢
٨٣

٨٤
٨٥

ذكر

فضل الركن الأسود وما جاء فيه وأنه من حجارة الجنة

١ ـ حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : ثنا غوث بن غيلان بن منبّه الصنعاني ، قال : أنا عبد الله بن صفوان ، عن(١) إدريس بن بنت وهب بن منبّه ، قال : حدّثني وهب بن منبّه ، عن طاوس الجندي(٢) ، عن عبد الله ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : لو لا ما طبع الله الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها ، وأيدي الظلمة والأثمة ، لاستشفي به

__________________

١ ـ إسناده ضعيف.

فيه عبد الله بن صفوان ، قال الساجي : ضعيف لا يحتج به. وضعّفه العقيلي. أنظر لسان الميزان لابن حجر ٣ / ٣٠٢.

رواه الطبراني في المعجم الكبير ١١ / ٥٥ ـ ٥٦ ، والعقيلي في الضعفاء ٢ / ٢٦٦ ، كلاهما من طريق : الحسن بن علي الحلواني ، ثنا غوث بن غيلان ، ثنا عبد الله بن صفوان ، عن إدريس ابن بنت وهب ، ، عن وهب به. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٤٣ ، وقال : وفيه من لم أعرفه ولا له ذكر.

وقال العقيلي : وفي هذا الحديث رواية من غير هذا الوجه فيها لين أيضا.

قلت : كأنه يشير إلى ما رواه الأزرقي في أخبار مكة ١ / ٣٢٢ من طريق : سعيد بن سالم ، عن عثمان بن ساج ، عن وهب ، به بنحوه.

وعثمان بن ساج فيه ضعف كما في تقريب التهذيب ٢ / ١٣.

(١) في الأصل (ابن ادريس) والصواب حذف (ابن) كما في المراجع.

(٢) طاوس الجندي هو : ابن كيسان ، والجندي ـ بفتح الجيم والنون ـ نسبة إلى (جند) وهي بلدة من بلاد اليمن. الأنساب للسمعاني ٣ / ٣٤١.

٨٦

من كل عاهة ، ولألفي اليوم كهيئته يوم خلقه الله ـ تعالى ـ وإنّما غيّره الله ـ عزّ وجلّ ـ بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة ، وليصيرنّ إليها ، وإنها لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ، وضعه الله ـ عزّ وجلّ ـ حين أنزله لآدم في موضع الكعبة ، قبل أن تكون الكعبة ، والأرض يومئذ طاهرة لم يعمل فيها بشيء من المعاصي ، وليس لها أهل ينجسونها ، فوضع له صفّا من الملائكة على أطراف الحرم يحرسونه من سكان الأرض ، وسكانها يومئذ الجن ، وليس ينبغي لهم أن ينظروا إليه ، لأنه شيء من الجنة ، ومن نظر إلى الجنة دخلها ، فليس ينبغي أن ينظر إليها إلا من وجبت له الجنة ، والملائكة يذودونهم عنه لا يجيز منهم شيء.

٢ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا محمد بن أبي الضيف ، قال : ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : يأتي هذا الحجر يوم القيامة ، وله عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد لمن استلمه بحق.

٣ ـ وحدّثنا حسين ، قال : ثنا علي بن عاصم ، عن ابن خثيم ، عن

__________________

(٢) في إسناده ابن أبي الضّيف ، وهو : محمد بن زيد ، وهو مستور كما في التقريب ٢ / ١٧٢. لكنه لم ينفرد بالرواية بل تابعه عليها الثقات.

رواه أحمد في المسند ١ / ٢٦٢ ، ٢٩١ ، ٣٠٧ ، ٣٧١. والدارمي في المسند ٢ / ٤٢ من طريق : حماد بن سلمة ، عن ابن خثيم به.

ورواه ابن ماجه في السنن ٢ / ٩٨٢ من طريق : عبد الرحيم الرازي ، عن ابن خثيم به. ورواه ابن خزيمة في صحيحه ٤ / ٢٢٠ من طريق : الفضيل بن سليمان ، عن ابن خثيم به. ورواه ابن حبّان في صحيحه ص ٢٤٨ (موارد الظمآن) ، والحاكم في المستدرك ١ / ٤٥٧ ، كلاهما من طريق : ثابت أبو زيد ، عن ابن خثيم به. وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(٣) شيخ المصنف حسين هو : ابن عبد المؤمن ، لم نعثر على ترجمته ، وعلى ابن عاصم ، هو : ابن

٨٧

سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : يأتي هذا الحجر ، ثم ذكر نحو حديث أبي بشر.

٤ ـ وحدّثني أحمد بن صالح بن [سعد](١) قال : حدّثني محمد بن جعفر ، عن أبيه ـ جعفر بن محمد ـ عن أبيه ، عن جده ، عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : يا أبا هريرة ، إنّ على الركن الأسود لسبعين ملكا ، يستغفرون للمسلمين وللمؤمنين بأيديهم ، والراكعين والساجدين والطائفين.

٥ ـ حدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : حدّثني ابن أبي أويس ، عن ابن أبي فديك ، عن اسماعيل بن ابراهيم بن عقبة ، عن عمه ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبيّ بن كعب ـ رضي الله عنهم ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : أنزل الحجر ملك من الجنّة.

__________________

صهيب الواسطي ، صدوق يخطئ ، ورمي بالتشيّع ، كما في التقريب ٢ / ٣٩.

رواه أحمد في المسند ١ / ٢٤٧ ، والأزرقي ١ / ٣٢٣ ، كلاهما من طريق : علي بن عاصم به.

٤ ـ إسناده ضعيف.

فيه محمد بن جعفر ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٢٠ وسكت عنه. وقال ابن حجر في اللسان ٥ / ١٠٣ : تكلّم فيه.

وشيخ المصنف ذكره المزّي في تهذيب الكمال ص : ١١٨٨ في ترجمة (محمد بن الحسن بن زبالة) باسم : أحمد بن صالح بن سعد بن عبد الرحمن الحنظلي. ولم نقف على ترجمته.

٥ ـ رجاله ثقات ، إلّا شيخ المصنف فلم نقف له على ترجمة. وأبو الزبير ، هو : محمد بن مسلم بن تدرس المكي. وعمّ اسماعيل ، هو : موسى بن عقبة. وابن أبي فديك هو : محمد بن اسماعيل ابن مسلم. وابن أبي أويس هو : عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس المدني.

والحديث رواه الأزرقي ١ / ٣٢٧ من طريق : جدّه ، عن أبي الزبير به.

(١) في الأصل (سعيد) وهو خطأ ، وسيذكره المصنّف على الصحة برقم (٣٣٨).

٨٨

٦ ـ حدّثني يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : ثنا عبد الله بن محمد [العبسي](١) قال : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال : الحجر الأسود من الجنة ، وكان أشدّ بياضا من الثلج حتى سوّدته خطايا أهل الشرك.

٧ ـ وحدّثنا أبو اسماعيل الترمذي ، قال : ثنا شاذ بن الفياض ، قال : ثنا عمر بن ابراهيم العبدي البزار ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال / رسول الله صلّى الله عليه وسلم : الحجر الأسود من حجارة الجنة.

٨ ـ حدّثنا هارون بن موسى ، قال : ثنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، قال : إنّ قتادة حدّثه ، أنّ أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ حدّثه مثله.

__________________

٦ ـ إسناده حسن.

رواه النسائي ٥ / ٢٢٦ ، وابن خزيمة ٤ / ٢٢٠ ، كلاهما من طريق : حماد بن سلمة به.

ورواه الترمذي ٤ / ١٠٧ ، من طريق : جرير ، عن عطاء بن السائب ، به ، وقال : حسن صحيح.

٧ ـ إسناده ضعيف.

فيه عمر بن ابراهيم العبدي ، قال ابن حجر في التقريب ٢ / ٥١ : صدوق ، في حديثه عن قتادة ضعف.

قلت : قد توبع عمر في روايته عن قتادة كما سيأتي في الحديث بعده.

رواه أبو اسحاق الحربي في كتاب المناسك ص : ٤٩٣ من طريق : شاذ بن فياض به.

وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٤٢ ، وعزاه للبزار ، والطبراني في الأوسط.

٨ ـ هارون بن موسى ، هو : ابن طريف ، لم أقف على ترجمته ، وبقية رجاله موثقون.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٨٠ ب ، من طريق : شعبة ، عن قتادة به.

(١) في الأصل (العبيسي) والصواب ما أثبتناه ، وهو : أبو بكر بن أبي شيبة العبسي.

٨٩

٩ ـ وحدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا محمد بن أبي الضّيف ، قال : ثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الحجر والمقام من جوهر الجنة.

١٠ ـ وحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة الّلهبي ، قال : حدّثني محمد بن عمران ، عن جعفر بن محمد ، قال : كنت مع أبي ، محمد بن علي بمكة ، فقال له رجل : يا أبا جعفر ، ما بدء خلق هذا الركن؟ قال : إن الله ـ تبارك وتعالى ـ لمّا خلق الجنة قال لبني آدم﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ؟ قالُوا : بَلى (١) فأجرى نهرا أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، ثم أمر القلم فاستمد من ذلك النهر ، فكتب إقرارهم ، وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر ، فهذا الاستلام الذي ترى ، إنما هو يشهد على إقرارهم بالذي كانوا أقروا به.

قال جعفر : وكان أبي إذا استلم الركن قال : اللهم أمانتي أدّيتها ، وميثاقي وفيت به ، ليشهد لي عندك بالوفاء.

__________________

٩ ـ إسناده ضعيف.

رواه الأزرقي ١ / ٣٢٧ ، من طريق : ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، عن ابن خثيم.

وابراهيم هذا متروك كما في التقريب ١ / ٤٢.

١٠ ـ إسناده ضعيف.

فيه حمزة بن عتبة اللهبي. ذكره ابن حجر في اللسان ٢ / ٣٦٠ ، وقال : لا يعرف ، وحديثه منكر. والزبير هو : ابن بكّار. وجعفر هو : الصادق.

ذكره السيوطي في الدرّ ٣ / ١٤٤ وعزاه لأبي الشيخ.

(١) سورة الأعراف : ١٧٢.

٩٠

١١ ـ فحدّثنا عبد الله بن اسحاق الجوهري ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن عون ، عن محمد ، قال : ما ينكر قوم أن الله علم شيئا فكتبه.

١٢ ـ حدّثنا أبو بكر هارون بن موسى بن طريف ، قال : ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس بن بكير ، عن ابن شهاب ، انه سمع سعيد بن المسيّب يقول : الركن حجر من حجارة الجنة.

١٣ ـ وحدّثني عبد الله بن أبي سلمة ، قال : ثنا ابن أبي أويس ، قال : حدّثني أبي ، عن حميد بن قيس المكي ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : وجدت قريش في أول جاهليتها حجرين على ظهر أبي قبيس لم يروا أصفى منهما ولا أحسن ، أحدهما أصفر والآخر أبيض ، فقالوا : والله ما هذا من حجارة بلادنا ، ولا مما يعرف من حجارة بلاد غيرنا ، ولا نراهما إلا نزلا من السماء ، فكانا عندها ، ثم [فقدوا](١) الأصفر وكانوا يدعونه الصغير ، وأمسكوا الأبيض واحتفظوا به حتى بنوا الكعبة ، فجعلوه فيها ، فهو هذا الركن الأسود.

__________________

١١ ـ إسناده صحيح.

شيخ المصنف عبد الله بن اسحاق البصري هو : مستملي أبي عاصم.

وأبو عاصم هو : الضحاك بن مخلد الملقب ب (النبيل). وابن عون هو : عبد الله بن عون ابن أرطبان. ومحمد : هو ابن سيرين.

١٢ ـ رجاله ثقات معروفون إلّا شيخ المصنف فلم نقف له على ترجمة. وابن وهب هو : عبد الله بن وهب المصري.

١٣ ـ شيخ المصنف لم نعثر على ترجمته ، وبقية رجاله موثقون.

وابن أبي أويس هو : عبد الله بن عبد الله بن أبي أويس المدني.

(١) في الأصل (فقدا).

٩١

وكان ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ وغيره يقولون : ما سوّد الركن إلا مسّ المشركين ، وأهل الجنابة والحيّض ، فذلك سوّده ، والله أعلم.

١٤ ـ وحدّثني محمد بن صالح ، قال : ثنا سعيد بن سليمان ، قال : ثنا عبد الله بن المؤمّل ، عن عطاء ، عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : يبعث الركن يوم القيامة له لسان ينطق به ، وعينان يبصر بهما ، وهو يمين الله ـ تعالى ـ التي يصافح بها عباده.

١٥ ـ وحدّثني أحمد بن حميد الأنصاري ، عن محمد بن [مبارك](١) الصوري ، عن اسماعيل بن عياش ، قال : حدّثني حميد بن أبي سويد ،

__________________

١٤ ـ إسناده ضعيف.

فيه عبد الله بن المؤمّل المخزومي المكي وهو ضعيف الحديث كما في التقريب ١ / ٤٥٤.

وشيخ المصنف هو : البغدادي ، أبو بكر الأنماطي الملقب ب (كيلجه). وسعيد بن سليمان هو : أبو عثمان الضبي الملقب ب (سعدويه).

رواه الطبراني في المعجم الكبير ١١ / ١٨٢ ، من طريق : بكر بن محمد القرشي ، عن الحارث بن غسان ، عن ابن جريج ، عن عطاء به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٣ / ٢٤٢ عن بكر بن محمد وشيخه : كلاهما لم أعرفه.

١٥ ـ إسناده ضعيف.

فيه حميد بن أبي سويد ، وهو مجهول كما في التقريب ١ / ٢٠٢. وشيخ المصنف لم نعثر على ترجمته.

رواه ابن ماجه ٢ / ٩٨٥ ، وابن عدي في الكامل ٢ / ٦٩٠ ، كلاهما من طريق حميد به.

وابن هشام هو : ابراهيم ، أو أخوه محمد بن هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي ، وكانا خالي هشام بن عبد الملك ، فولّى محمدا إمرة مكة ، وولّى أخاه ابراهيم إمرة المدينة ، وفوّض هشام لابراهيم إمرة الحج بالناس في خلافته. أفاده ابن حجر في فتح الباري ٣ / ٤٨٠.

ومعنى قوله : (فاوض) أي لابس وخالط ، من مفاوضة الشريكين وتفويض كل واحد منهما إلى صاحبه. قاله المحبّ الطبري في القرى ص : ٢٨٠.

(١) في الأصل (منازل) والصواب ما أثبتناه ، أنظر ترجمته في التقريب ٢ / ٢٠٤.

٩٢

قال : سمعت ابن هشام يسأل عطاء ، وهو في الطواف ، فقال : يا أبا محمد ، ما بلغك في هذا الركن الأسود؟ فقال : حدّثني أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : من فاوضه فإنما يفاوض يد الرحمن ـ عزّ وجلّ ـ.

١٦ ـ وحدّثنا اسحاق بن ابراهيم الطبري ، قال : ثنا ابراهيم بن الحكم.

١٧ ـ وحدّثنا ابن أبي بزّة / قال : ثنا حفص بن عمر ، ـ جميعا ـ عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : الحجر يمين الله في الأرض ، فمن لم يدرك بيعة رسول الله صلّى الله عليه وسلم ثم استلم الحجر ، فقد بايع الله ورسوله.

١٨ ـ وحدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن رجل من أهل مكة ، عن عطاء ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ

__________________

١٦ ـ إسناده ضعيف.

إسحاق بن ابراهيم الطبري ، هو : أبو العباس الآملي : ضعيف الحديث. أنظر الكامل لابن عدي ١ / ٣٣٦ ، ولسان الميزان ١ / ٣٤٤.

١٧ ـ إسناده ضعيف.

فيه : ابن أبي بزّة ، وهو : أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن أبي بزّة البزّي ـ بفتح الباء وكسر الزاي المشددة ـ ذكره ابن أبي حاتم في الجرح ٢ / ٧١ ، وقال : ضعيف الحديث.

وحفص بن عمر ، هو : العدني الملقب ب (الفرخ) وهو ضعيف كما في التقريب ١ / ١٨٨.

والخبر ذكره المحبّ الطبري في القرى ص : ٢٨٠ ، وعزاه لأبي عبيد القاسم بن سلّام ، وأبي طاهر المخلّص في فوائده ، وأبي الفرج ابن الجوزي في مثير الغرام الساكن.

١٨ ـ الإسناد فيه راو لم يسمّ.

عبد السلام بن عاصم ، هو : الجعفي الهسنجاني الرازي.

٩٣

نحوه. ثم قرأ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (١) . أو قريب من هذا ، أو نحو هذا.

١٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال : لقد نزل الحجر ، وإنه أشدّ بياضا من الفضة ، ولو لا ما مسّه من أرجاس الجاهلية وأنجاسها ، ما مسه ذو عاهة بعاهة إلا برأ.

٢٠ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، والحسين بن حريث أبو عمار ، قالا : ثنا يحيى بن سليم ، قال : سمعت ابن جريج ، يقول : سمعت محمد بن عبّاد بن جعفر ، يقول : سمعت ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ يقول : هذا الركن يمين الله في الأرض يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه.

٢١ ـ وحدّثني عمر بن حفص الشيباني ، قال : ثنا عمر بن علي ، عن

__________________

١٩ ـ إسناده صحيح.

محمد بن أبي عمر ، هو : محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثم المكي. وسفيان ، هو : ابن عيينة. وابن جريج ، هو : عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.

رواه الأزرقي ١ / ٣٢٢ من طريق : سفيان بن عيينة ، به.

٢٠ ـ إسناده حسن.

يحيى بن سليم ، هو : الطائفي المكي ، وهو صدوق سيء الحفظ كما في التقريب ٢ / ٣٤٩.

رواه الأزرقي ١ / ٣٢٣ من طريق : يحيى بن سليم ، به. وذكره ابن حجر في المطالب العالية ١ / ٣٣٩ ، وعزاه إلى ابن أبي عمر في مسنده.

٢١ ـ إسناده ضعيف.

عبد الله بن مسلم ، هو : ابن هرمز المكي ، وهو ضعيف كما في التقريب ١ / ٤٥٠.

رواه الأزرقي ١ / ٣٢٣ من طريق : ابن هرمز ، به.

(١) سورة الفتح : ١٠.

٩٤

عبد الله بن مسلم ، عن محمد بن عباد بن جعفر ، عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ نحوه.

٢٢ ـ حدّثنا حسين ، قال : ثنا سعيد بن سالم القدّاح ، قال : أنا اسرائيل ، عن أبي يحيى القتّات ، عن مجاهد ، قال : هبط آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ بالركن من الجنة ، ياقوتة بيضاء يمسح بها دموعه.

٢٣ ـ وحدّثني أبو العباس ، قال : ثنا عبد الله ، عن [عمرو](١) ، عن أسباط ، عن السدّي ، قال : هبط آدم ـ عليه السلام ـ بالهند ، وأنزل معه الحجر الأسود ، وأنزل معه قبضة من ورق الجنة ، فنثرها بالهند ، فنبت شجر الطيب ، فأصل ما يؤتى به من الطيب من الهند من الورق ، وإنما قبض آدم ـ عليه الصلاة والسلام ـ القبضة أسفا على الجنة حيث أخرج منها.

٢٤ ـ وحدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا القاسم بن جميل ، قال : ثنا الهذيل بن بلال ، عن عمر بن سيف ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن

__________________

٢٢ ـ إسناده ضعيف.

أبو يحيى القتّات ، هو : الكوفي ، اختلف في اسمه ، وهو ليّن الحديث. التقريب ٢ / ٤٨٩.

واسرائيل هو : ابن يونس بن عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي. وحسين : ابن حريث.

٢٣ ـ إسناده حسن.

أبو العباس ، هو : أحمد بن محمد بن موسى أبو العباس السمسار المعروف ب (مردويه).

وعبد الله هو : أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي. وأسباط هو : ابن نصر. والسدّي ، هو : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي الكبير.

٢٤ ـ فيه عمر بن سيف ، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٦ / ١١٣ ، وسكت عنه ، وبقية رواته موثقون.

(١) في الأصل (عمر) والصواب ما أثبتناه ، وهو : عمرو بن حماد ابن طلحه القنّاد ، وهو أحد رواة التفسير عن أسباط بن نصر. ـ ـ

٩٥

أبيه ، عن جدّه ، قال : رأيت الحجر الأسود أبيض ، وكان أهل الجاهلية إذا نحروا لطخوه بالفرث.

٢٥ ـ حدّثنا حسين بن حسن ، قال : أنا مروان بن معاوية ، عن العلاء ابن المسيّب ، عن عمرو بن مرة ، عن يوسف بن ماهك ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : نزل جبريل ـ عليه السلام ـ بالحجر من الجنة ، فوضعه حيث رأيتم ، وإنكم لن تزالوا بخير ما بقي بين ظهرانيكم ، فاستمتعوا منه ما استطعتم ، فإنه يوشك أن يجيء فيرجع به من حيث جاء.

٢٦ ـ حدّثني عبد الله بن شبيب ، قال : حدّثني عبد الجبار بن سعيد ، قال : حدّثني سليمان بن محمد العامري ، قال : حدّثني عمّي موسى بن سعد ، عن القاسم بن محمد ، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال عمر بن

__________________

وشيخ المصنف حسين بن حسن ، هو : ابن حرب بن هانئ المروزي السلمي.

وعامر بن واثلة ، هو : ابن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي ، صحابي هو وأبوه وجده.

والأثر ذكره ابن حجر في الإصابة ٢ / ٣٤١ ، ٣ / ٥٩٠ ، وعزاه لأبي عليّ بن السكن في كتاب الصحابة ، وللبغوي في معجم الصحابة ، ثم قال البغوي عقبه : هذا حديث عجيب.

٢٥ ـ إسناده حسن.

مروان بن معاوية ، هو : أبو عبد الله الفزاري الكوفي.

رواه الأزرقي ١ / ٣٢٥ من طريق : مروان بن معاوية به.

٢٦ ـ إسناده ضعيف.

عبد الله بن شبيب ، هو : أبو سعيد الربعي ، قال الحافظ ابن حجر في اللسان ٣ / ٢٩٩ : إخباري علّامة لكنه واه. وعبد الجبار بن سعيد ، هو : أبو معاوية المساحقي القرشي العامري ، ذكره البخاري في التاريخ الكبير ٦ / ٢٠٩ ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٦ / ٣٢ ، وسكتا عنه ، وذكره ابن حبّان في الثقات ٧ / ١٣٦. وموسى بن سعد هو مولى أبي بكر الصديق ، مجهول ، كما في التقريب ٢ / ٢٨٣.

٩٦

الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : يبعث الله تعالى الركن [يوم](١) القيامة وله عينان ولسان ، يشهد لمن وافى بالموافاة.

٢٧ ـ حدّثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ، قال : حدّثني اسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن مهران ، قال : ثنا عتّاب بن بشير ، عن خصيف ، / عن مجاهد ، قال : نظرت إلى الركن حين نقض ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ البيت فإذا كل شيء منه داخل البيت أبيض.

قال عتاب : ثم وصفه لي خصيف مثل الحوت.

قال مجاهد : إنما اسودّ ما ظهر منه لأن المشركين كانوا يلطخونه بالدم في الجاهلية ، وأنه سيردّ إلى الجنة ، وإنه سيجعل له لسان حتى يشهد لمن استلمه لله ـ عزّ وجلّ ـ.

٢٨ ـ وحدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم قال : أنا ابن جريج ، قال : قلت لعطاء : تقبيل الركن؟ قال : حسن.

قال ابن جريج : وأخبرني عطاء عن عبد الله بن عمرو ، وكعب الأحبار ، أنهما قالا : لو لا ما يمسح به من الأرجاس في الجاهلية ، ما مسّه ذو عاهة إلا شفي ، وما من الجنة من شيء في الأرض إلا هو(٢) .

__________________

٢٧ ـ في إسناده لين من جهة خصيف ، وهو : ابن عبد الرحمن الجزري ، صدوق سيء الحفظ وخلّط بأخرة ، أنظر التقريب ١ / ٢٢٤. وعبد الله بن عمر بن أبي سعد ، هو : البغدادي ، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٠ / ٢٥ وقال : كان ثقة.

٢٨ ـ فيه : ميمون بن الحكم الصنعاني لم نقف له على ترجمة ، وبقية رجال السند ثقات.

(١) في الأصل (بين).

(٢) رواه الأزرقي ١ / ٣٢٣ من طريق : سعيد بن سالم القدّاح ، عن عثمان بن ساج ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، وكعب الأحبار. وهو سند منقطع.

٩٧

قال ابن جريج : وحدّثت عن سلمان الفارسي ـ رضي الله عنه ـ أنه كان قاعدا بين زمزم والمقام ، والناس يزدحمون على الركن ، فقال لجلسائه : أتدرون ما هذا؟ قالوا : نعم ، هذا الحجر. قال : قد أرى ، ولكنه من حجارة الجنة ، والذي نفسي بيده ليحشرن له عينان ، ولسان وشفتان يشهد لمن استلمه بحق(١) .

قال ابن جريج : حدثت عن علي بن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال : الركن هو يمين الله يصافح بها عباده(٢) .

قال ابن جريج : وقال مجاهد : الركن والمقام يأتيان يوم القيامة أعظم من أبي قبيس ، لكل واحد منهما عينان ولسان وشفتان ، يشهدان لمن وافاهما بالوفاء(٣) .

قال ابن جريج : وأخبرني منصور بن عبد الرحمن(٤) ، أن أمه أخبرته ، أن الركن كان لونه قبل الحريق كلون المقام.

٢٩ ـ وحدّثنا أبو العبّاس ، قال : ثنا محمد بن يحيى البصري ، عن ابن

__________________

٢٩ ـ إسناده متروك.

فيه ابن إدريس ، وهو : عبد المنعم بن إدريس بن سنان بن بنت وهب بن منبّه ، قال الخطيب البغدادي : حدّث عن أبيه بكتاب المبتدأ. وقال ابن حجر : لم يسمع من أبيه ، ونقل قول الإمام أحمد فيه : كان يكذب على وهب بن منبّه ، وقول البخاري فيه : ذاهب الحديث. وقال ابن حبّان : يضع الحديث على أبيه وعلى غيره. أنظر لسان الميزان ٤ / ٧٣.

رواه الأزرقي ١ / ٣٢٢ من طريق : سعيد بن سالم ، عن عثمان بن ساج ، عن وهب. وهو إسناد منقطع لأن عثمان بن ساج لم يدرك وهبا كما في تهذيب الكمال ص : ٩١٨.

(١) رواه عبد الرزاق في المصنف ٥ / ٣٠ عن ابن جريج به. والأزرقي ١ / ٣٢٥ بإسناده إلى ابن جريج به. وهو منقطع أيضا.

(٢) ورد هذا الأثر في كتاب الأزرقي ١ / ٣٢٦ عن ابن أبي حسين ، عن ابن عباس.

(٣) رواه عبد الرزاق في المصنّف ٥ / ٣٢. والأزرقي ١ / ٣٢٦ من طريق : ابن جريج به.

(٤) منصور بن عبد الرحمن ، هو : ابن طلحة الحجبي المكي ، وأمه : صفيّة بنت شيبة.

٩٨

إدريس بن سنان بن وهب بن منبّه ، عن أبيه ، قال : ذكر وهب بن منبّه أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أخبره ، أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال لعائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن : يا عائشة لو لا ما طبع هذا من أرجاس الجاهلية وأنجاسها ، إذا لأستشفي به من كل عاهة ، وإذا لألفي كهيئته يوم أنزله الله ، وليعيدّنه الله ـ عزّ وجلّ ـ على ما خلقه عليه أول مرة ، وإنّه لياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة ، ولكن غيّر حسنه بمعصية العاصين ، وسترت زينته عن الأئمة الظلمة ، إنه لا ينبغي [لهم](١) أن ينظروا إلى الركن يمين الله في الأرض ، استلامه اليوم بيعة لمن لم يدرك بيعة رسول الله صلّى الله عليه وسلم.

وذكر وهب : أنّ الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ، نزلا فوضعا على الصفا فأضاء نورهما لأهل الأرض ما بين المشرق والمغرب كما يضيء المصباح في الليل المظلم يؤنس الروعة ويستأنس إليه ، وليبعثن الركن والمقام وهما في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالوفاء ، فرفع الله ـ تعالى ـ النور عنهما ، وغيّر حسنهما فوضعهما حيث هما.

قال وهب في حديثه هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما : / إن حرمة البيت لإلى العرش في السموات ، وإلى الأرضين السفلى.

٣٠ ـ وحدّثنا حسين بن حسن المروزي ، قال : أنا مروان بن معاوية ، عن العلاء بن المسيّب ، عن خيثمة ، قال : نزل الحجر في الجنة أشدّ بياضا من الثلج ، ولو لا ما مسّه من خطايا بني آدم ما مسّه أعمى ولا أبرص ولا مجذوم إلا برأ.

__________________

٣٠ ـ إسناده حسن.

خيثمة ، هو : ابن عبد الرحمن الجعفي ، تابعي ثقة ، مات سنة (٨٠). التقريب ١ / ٢٣٠.

(١) في الأصل (لها).

٩٩

٣١ ـ وحدّثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرقي القاصّ ، عن أبيه ، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، قال : قدمنا مكة مع جدتي أم عبد الله ، فنزلت على صفيّة بنت شيبة ، وكانت أختا لها ، قال : فلما أردنا أن نخرج قالت صفية : والله ما أدري ما أكافئ به هذه المرأة ، هي امرأة عظيمة الدنيا ، وقد أحسنت إلينا ، وما أقدر أن أكافئها ، قال : وكان عندها حصاة من الركن ممّا بقي منه حين أصابه الحريق ، فكانت في حقّ ، وكان الناس يأتونها فتغسل تلك الحصاة لهم ، فقالت صفية : ما أجد شيئا أكافئ به هذه المرأة إلا هذه الحصاة ، قال : فأتتها بها في الحقّ ، فقالت : يا أخته ، والله ما أقدر أن أكافئك ، وما عندي ما أكافئك ، هذه حصاة من الركن كنت أغسلها للمرضى خذيها تنتفعين بها وتغسلينها للمرضى ، قال : فأخذتها أم عبد الله. قال عبد الأعلى : فلما خرجنا من الحرم صرع أصحابنا ، فقالت أم عبد الله : ويحكم ما لكم؟ لعلكم أحدثتم في الحرم حدثا؟ فقالوا : لا نعلمنا أحدثنا في الحرم حدثا ، قال : فقالت : أنا صاحبة الذنب ، فقامت فتوضأت وصلّت ثم قالت : انظروا إلى أمثلكم حياة وحركة ، فلم يكن في القوم أمثل مني حياة وحركة ، فقالت : شدوا له على بعير ، ثم قالت : اركب هذا البعير ، فخذ هذا الحقّ فاذهب به إلى صفية بنت شيبة ، فقل لها : تقول أم عبد الله : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ وضع في حرمه شيئا لا ينبغي لأحد أن يخرجه من حرمه ، وإنه أصابتنا في هذه بلية ، فخذيها واتقي الله ربك ، ولا تخرجيها من الحرم.

__________________

٣١ ـ عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز البصري ، وجدّته أم عبد الله ، لم نقف لهما على ترجمة. وبقية رجاله موثّقون.

والخبر رواه الأزرقي ١ / ٣٢٦ من طريق : ابن أبي عمر ، به بنحوه ، والبيهقي في الكبرى ٥ / ٢٠٢ من طريق : الشافعي ، عن عبد الرحمن بن الحسن ، به.

١٠٠