أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6314
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6314 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

قال(١) : فسألت عنه؟ فقيل : هذا ابن بنت عمر بن الخطاب التي قامت عنه.

١٩٤٤ ـ حدّثنا ابن أبي رزمة المروزي ، قال : ثنا أبي ، عن أبي عبد الله(٢) العتكي ، عن عثمان بن سراقة ، أنه كان يقنت في النصف الثاني من رمضان ، وكان يقنت بعد الركوع.

وكان خالد(٣) بن العاص ـ رضي الله عنه ـ من ولاة مكة. يقال : إنه ولي لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ثم من بعد عمر لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ.

١٩٤٥ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : رأيت أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ لا يؤذّن يوم الجمعة حتى يرى خالد بن العاص داخلا من باب بني مخزوم.

وولي ابنه بعده الحارث بن خالد ، ليزيد بن معاوية.

__________________

١٩٤٤ ـ إسناده حسن.

ابن أبي رزمة ، هو : محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة.

ذكره الفاسي في العقد ٦ / ٢٧ نقلا عن الفاكهي.

١٩٤٥ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٣ / ١٩٠ ، من طريق : ابن جريج ، به.

(١) القائل ، هو : الوليد بن أبي الوليد.

(٢) كذا في الأصل ، والعتكي هذا ، هو : عبيد الله بن عبد الله ، وكنيته في التقريب : أبو المنيب ، ولم أقف على كنيته (أبي عبد الله) مع احتمالها.

(٣) خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي ، صحابي ترجمته في الاصابة ١ / ٤٠٧ ، والعقد الثمين ٤ / ٢٦٨.

١٨١

١٩٤٦ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : إنّ يزيد بن معاوية استعمل الحارث بن خالد / على مكة ، وابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ بها [قبل أن ينصّب يزيد الحارث بدل ابن الزبير ، فتبعه ابن الزبير](١) فلم يزل في داره معتزلا لابن الزبير ، حتى ولي عبد الملك بن مروان ، فولّاه مكة ، ثم عزله.

ومن قبل ذلك ما ولي منى للحجاج بن يوسف في حصار ابن الزبير وقتاله.

وكان من ولاة مكة : محرز بن حارثة بن ربيعة بن [عبد العزّى](٢) بن عبد شمس ، كان عاملا لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فيما يقال ، والله أعلم.

وكان من ولاة مكة لبني أمية : محمد بن هشام بن اسماعيل ، وله يقول العرجي.

١٩٤٧ ـ كما ذكر الزبير ، عن عمه ، ولم أسمعه منه ، حدّثنيه ابن شبيب عنه. قال : لما ولي محمد بن [هشام](٣) أنشأ العرجي يقول :

ألا قل لمن أمسى بمكة ثاويا

ومن جاء من نجد ونقب المشلّل(٤)

__________________

١٩٤٦ ـ ذكره الفاسي في العقد ٤ / ٨ نقلا عن الزبير بن بكار.

١٩٤٧ ـ ذكره الفاسي في العقد الثمين ٢ / ٣٨٤ نقلا عن الفاكهي. وذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ٤٠٦ ، وياقوت في معجم البلدان ٥ / ١٣٦.

(١) هكذا العبارة في الأصل ، وهي مختلفة ، وجاءت عند الفاسي (قبل أن يظهر حزب يزيد بن معاوية ، فمنعه ابن الزبير الصلاة بالناس). وخالد بن الحارث تقدّم التعريف به برقم (١٦٧٠) وهناك فصّل الفاكهي إمارة الحارث بن خالد على منى.

(٢) في الأصل (عبد العزيز) ، وهو تصحيف. ومحرز هذا صحابي ترجمه ابن حجر في الاصابة ٣ / ٣٤٨ ، ونقل قول الفاكهي هذا ، وذكر أنه قتل في وقعة الجمل. وأنظر العقد الثمين ٧ / ١٣٤ ، والتبيين في أسماء القرشيّين لابن قدامة ص : ١٩٢.

(٣) في الأصل (هاشم) وهو تصحيف.

(٤) المشلّل : جبل فيه ثنية تهبط على قديد ، وهي قبل قديد. وعند المشلّل ، كانت مناة الطاغية ، وفيها دفن مسرف بن عقبة المرّي ، فنبش وصلب ، وقرب المشلّل خيمتا أم معبد. وأفاد البلادي أن ثنية المشلّل بأسفل حرة القديديّة ـ نسبة إلى وادي قديد ـ يمرّ طريق مكة إلى المدينة اليوم على

١٨٢

دعوا الحجّ لا تستهلكوا نفقاتكم

فما حجّ هذا العام بالمتقبّل

وكيف يزكّى حجّ من لم يكن له

إمام لدى تعريفه غير دلدل(١)

يظلّ يرائي بالنهار صلاته

ويلبس في الظلما وشاح القرنفل

وكان من ولاة مكة أيضا : [أخوه](٢) ابراهيم بن هشام.

١٩٤٨ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن أبي حسين ، قال : لقيني طاوس ، فقال : ألا ينتهي هذا ـ يعني : ابراهيم بن هشام ـ عما يفعل؟ إنّ أول من جهر بالسلام أو بالتكبير عمر ـ رضي الله عنه ـ فأنكرت الأنصار ذلك ، فقال : أردت أن يكون إذنا.

وهو ابراهيم بن هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة.

١٩٤٩ ـ حدّثنا حسن بن حسين الأزدي ، أبو سعيد ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا ابن الكلبي ، قال : قال عثمان بن أبي بكر [بن](٣) عبيد الله

__________________

١٩٤٨ ـ إسناده صحيح.

ابن أبي حسين ، هو : عبد الله بن عبد الرحمن.

نقله الفاسي في العقد الثمين ٣ / ٢٦٩ عن الفاكهي.

١٩٤٩ ـ ابن الكلبي ، متهم بالكذب.

والخبر ذكره الفاسي في العقد الثمين ٣ / ٢٦٩ نقلا عن الفاكهي ، وذكره الزبير بن بكار في جمهرة نسب قريش ص : ٤٤٧ ـ ٤٤٨ ، بإسناد آخر بنحوه.

مرأى منها ، يدعها يمنة ، لا زالت جادّتها ماثلة للعيان ، تهبط جنوبا على خيمتي أم معبد. أنظر المناسك للحربي ص : ٤٥٨. ومعجم البكري ٢ / ١٢٣٤. وياقوت ٥ / ١٣٦. ومعجم معالم الحجاز ٨ / ١٧٣. والنقب ، هو : الطريق في الجبل.

(١) دلدل : اسم حيوان ، شبيه بالقنفذ ، يخرج ليلا ، ويكمن نهارا. والدلدل : التذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فأراد العرجي أن محمد بن هشام منافق ، ليس مع المؤمنين ، ولا مع أهل الكفر في الظاهر ، فنهاره مع هؤلاء وليله مع هؤلاء ، ـ والله أعلم ـ.

(٢) في الأصل (أخو) ، وتقدّم التعريف بابراهيم هذا ، وأنظر أخباره في العقد الثمين ٣ / ٢٦٧ ـ ٢٧٠.

(٣) في الأصل (أن) وصوّبته من الفاسي.

١٨٣

ابن حميد ، من بني أسد بن عبد العزّى ، لابراهيم بن هشام بن اسماعيل ـ المخزومي ـ عامل هشام على مكة ، وفاخره أو قضى عليه في شيء ، فقال المخزومي : أنا ابن الوحيد(١) . فقال له عثمان : والله ما أنا بنافخ(٢) كير ، ولا ضارب علاة(٣) ، ولو ثقبت قدماي لانتثرت منهما بطحاء مكة. فقال له ابن هشام : قم ، فانكم والله كنتم وحوشا في الجاهلية ، وما استأنستم في الإسلام.

وكان ممن ولي بعد ذلك : محمد بن عبد الرحمن السفياني. كان على قضاء مكة وإمارتها(٤) .

ثم ولى بعد ذلك في زماننا هذا مكة : عيسى بن محمد المخزومي(٥) ، وابنه محمد بن عيسى من بعده.

وكان محمد بن يحيى المخزومي وليها ، استخلفه عليها الفضل بن العباس ـ رضي الله عنهما ـ فقال شاعر من أهل مكة :

إمعجوا يا بني المغيرة فيها

فبنو حفص منكم أمراء(٦)

__________________

(١) يريد : الوليد بن المغيرة.

(٢) الكير : الزق الذي ينفخ به الحدّاد النار. النهاية ٤ / ٢١٧.

(٣) العلاة : السندان. اللسان ١٥ / ٩١. ووقعت هذه اللفظة عند الزبير (ضارب زير). والذي يعنيه الأسدي : أن أهله أشراف ، لم يكونوا من أهل الصناعات المرذولة.

(٤) ترجمته في العقد الثمين ٢ / ١٠٠ ، وقد نقل عبارة الفاكهي هذه ، وعرّفه بأنه : محمد بن عبد الرحمن ابن أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد بن هلال المخزومي. وأفاد أن الذي ولّاه مكة الهادي ثم أمّره الرشيد ، وبقي إلى زمن المأمون.

(٥) عيسى بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن عبد الحميد المخزومي. ولي مكة للمعتمد العباسي ووليها مرة أخرى. ترجمته في العقد الثمين ٦ / ٤٦٢ ـ ٤٦٤. وترجمة ابنه في العقد ٢ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨.

(٦) نقله الفاسي في شفاء الغرام ٢ / ١٨٩. وأنظر ترجمة محمد بن يحيى هذا في العقد الثمين ٢ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧ ، ونقل فيه هذا الخبر أيضا ، ونسبه للفاكهي.

وقوله : امعجوا : معناه سيروا في كل وجه يمينا وشمالا. اللسان ٢ / ٣٦٨.

١٨٤

ذكر

من ولي قضاء مكة من أهلها من قريش

وكان القضاء بمكة في بني مخزوم ، وكان منهم القاضي عبد العزيز بن المطّلب بن عبد الله بن حنطب(١) .

١٩٥٠ ـ فحدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : حدّثني أحمد بن حرب الحذاء وهو ـ الجردم ـ قال : جلس عبد العزيز بن المطلب ـ وهو قاضي مكة ـ يقضي ، فقدم إليه أبو الزّعفران الشاعر ، فشهد لامرأة بشيء كان / في عنقه ، فقال له : أتشهد عندي يا أبا الزعفران وأنت القائل :

لقد طفت سبعا قلت لما قضيتها

ألا ليت هذا لا عليّ ولا ليا

ما كنت تصنع في الطواف؟ تعرض للنساء؟ قال : لا والله أصلحك الله ، وقد قال الله ـ عزّ وجلّ ـ في الشعراء :( أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ ) (٢) . وقد استعفيتها فأبت أن تعفيني ، وأنت ـ أصلحك الله ـ حفظت سيّء ما قلت ، ولم تحفظ خير ما قلت. قال : وما خير ما قلت؟ قال : قلت :

__________________

١٩٥٠ ـ أحمد بن حرب لم أقف عليه.

ذكره الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٤٦٥ نقلا عن الفاكهي. وذكره وكيع في أخبار القضاة ١ / ٢٠٥ عن الزبير بن بكار ، لكنه ذكر أن الرجل الشاهد هو : عبادل ـ مولى أبي رافع ـ وذكر البيت برواية أخرى.

(١) أنظر ترجمته في أخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٠٢ ـ ٢١٠. والعقد الثمين ٥ / ٤٦١ ـ ٤٦٦.

(٢) سورة الشعراء (٢٢٦).

١٨٥

من الحنطبيّين الذين وجوههم

مصابيح تبدو كوكبا بعد كوكب

قال : فأقبل على [كاتبه](١) فقال : يا موسى بن عطية ، أتعرف منه إلا خيرا؟ قال : لا والله. [قال](٢) : وأنا والله ما أعلم إلا خيرا.

وكان من قضاة مكة : ابن الوضيّ الجمحي. وقد كتبنا قصته في موضع غير هذا(٣) .

وكان منهم : محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأوقص(٤) . قضى للمهدي ، وخلّف عنده أموال المسجد الحرام ، ليعمّر المسجد ، ففعل.

وكان منهم : محمد بن عبد الرحمن السفياني ، الذي ذكرناه آنفا(٥) .

ثم من بعد ذلك عبد الرحمن بن يزيد بن حنظلة(٦) ، أدركته على قضاء مكة.

__________________

(١) في الأصل (كاتب) وصوبتها من الفاسي.

(٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الفاسي.

(٣) أنظر الأثر (٦١٣).

(٤) ترجمته وأخباره في العقد الثمين ٢ / ١١٩ وأخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٦٤ ـ ٢٦٩.

(٥) نقله الفاسي في العقد الثمين ٥ / ٤١٣ عن الفاكهي.

(٦) ترجمته في أخبار القضاة لوكيع ١ / ٢٦٨ ، وقال عنه : كان خبيث الرأي ، يمتحن الناس ، ويخيفهم ، ويقيم كل جمعة اسود ينادي حول المسجد الحرام : القرآن مخلوق ، وكلاما غيره ، وكان قليل العلم ، شديد العصبية. أه.

وقد ذكر الفاكهي عبد الرحمن بن يزيد هذا في مبحث سيول مكة ، بعد الخبر (١٨٦٥) عند ما قال (ولم يعزق وادي مكة إلى سنة سبع وثلاثين ومائتين ، فعزقته أم المتوكل ، وكان المتولي لذلك محمد ابن داود ، وعبد الرحمن بن يزيد) أه.

مما يفيد أنه كان قاضيا على مكة في هذه السنة. وقد ذكر وكيع أن عبد الرحمن هذا عزل عن القضاء في (٢٣٨) بعد قدوم عمّار بن أبي مالك الخشني قاضيا على مكة ، وأنّ عمّارا هذا توفي سنة (٢٤١).

قلت : وقد فات الفاكهي ـ رحمه الله ـ أن يذكر شيخه محمد بن عثمان ، أبا مروان العثماني ، وقد كان قاضيا على مكة حتى سنة (٢٣٢) العقد الثمين ٢ / ١٣٤. وكذلك شيخه الزبير بن بكار. وقد كان قاضيا على مكة حتى وفاته سنة (٢٥٦) ، أخبار القضاة ١ / ٢٦٩.

١٨٦

ذكر

أشراف الموالى من أهل مكة

١٩٥١ ـ حدّثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة ، قال : حدّثني محمد بن جبير ، قال : حدّثني عبد الله بن يحيى ، عن مسلم بن خالد الزّنجي ، قال : اختصم بنو نوفل وبنو أمية ـ وهم الخالديّون ـ في ولاء ابن جريج ، وابن جريج يومئذ حيّ ، فقيل لابن جريج : أفرق بين هؤلاء بقولك فقد بلغوا ما لا يحسن ، فقال ابن جريج : أنا العزيز إلى أيّهما شئت واليته. قال أبو يحيى : وهذا قول ابن جريج ، وأما أنا فأرى أن العصبة مواليه. قال أبو يحيى : وكان ابن جريج فيما يقولون : أعتقت أباه فاطمة بنت جبير ابن مطعم ، وكان ولدها عبد العزيز بن عبد الله وأخوة له ، فكان ينتمي إلى هؤلاء مرة ـ موالى أمه ـ وإلى هؤلاء مرة ـ يعني : بني أمية ، لأنهم عصبة مولاته ـ.

١٩٥٢ ـ حدّثنا محمد بن منصور ، قال : قال سفيان : وعمرو بن دينار ، هو

__________________

١٩٥١ ـ محمد بن جبير ، وعبد الله بن يحيى لم أعرفهما.

والخالديون : هم المنسوبون إلى خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. ومن ولد خالد : عبد الله تزوج فاطمة (أم حبيب) بنت جبير بن مطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف بن قصي بن كلّاب.

وعبد العزيز ـ والد عبد الملك بن جريج ـ كان مولى لأم حبيب هذه. فهو ينتسب إلى عصبة مولاته فيكون نوفليا مرة ، وينتسب إلى عصبة زوج مولاته ، فيكون خالديا أمويا مرة أخرى. أنظر نسب قريش ص : ١٨٧ ـ ٢٠٥. وجمهرة ابن حزم ص : ١١٣ ـ ١١٧.

وتاريخ بغداد ١٠ / ٤٠٠.

١٩٥٢ ـ ابن باذان ، هو : موسى. وباذان ، قيل : هو عامل كسرى على اليمن ، وقيل : إنّ ولاءه لبني مخزوم. العقد الثمين ٦ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦.

١٨٧

مولى ابن باذان ، وباذان هو مولى صفوان بن أمية ، قال : فلم تكن موالى أشرف منهم.

ذكر

الخلاف بمكة وأول من خلف بمكة

ويقال : ان الخلاف كان بمكة في عهد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كان التخلّف يكون بأعلى مكة حتى ينقضي الحج.

١٩٥٣ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : كان رجل وكان فيه عجمة ، وكان في الحج إماما خلف على الناس ، وكان ذلك بأعلى مكة ، فتقدم فصلّى ، فأخّره رجل ، فذكر ذلك لعمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فقال : يا أمير المؤمنين كان الحجّ فخشيت أن يتفرق الناس عنه ، وقد سمعوا منه شيئا في قراءته ، فلم ينكر ذلك ـ عمر رضي الله عنه ـ.

/ قال سفيان : وكان الذي تقدم المسور بن مخرمة أو غيره.

__________________

١٩٥٣ ـ إسناده صحيح.

١٨٨

ذكر

لم سمّي يوم التروية بمكة يوم التروية

١٩٥٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، قال : سمعت محمد بن علي بن الحنفية ـ رضي الله عنه ـ يقول : إنما سمّي يوم التروية لأن الناس كانوا يتروّون من الماء.

١٩٥٥ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدّثنا سفيان ، عن صدقة ، عن محمد بن الحنفية ، ـ رضي الله عنه ـ مثل ذلك.

١٩٥٦ ـ حدّثنا محمد بن عبد الملك الواسطي ، قال : ثنا يعلى بن عبد الرحمن ، قال : ثنا شريك ، عن الأعمش ، قال : إنما سمّي يوم التروية لأن الناس كانوا يتروّون فيه الماء إلى عرفات ، ولم يكن بها ماء.

__________________

١٩٥٤ ـ إسناده صحيح.

وأنظر لسان العرب ١٤ / ٣٤٧.

١٩٥٥ ـ إسناده صحيح.

صدقة ، هو : ابن يسار.

١٩٥٦ ـ يعلى بن عبد الرحمن ، لم أقف عليه ، ولعلّه : يعلى بن عبيد الطنافسي.

١٨٩

ذكر

الخطبة بمكة يوم التروية ويوم الصدر

إذا وافق ذلك يوم جمعة

١٩٥٧ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي روّاد ، عن ابن جريج ، قال : سألت عطاء عن الخطبة يوم التروية إذا وافق يوم الجمعة؟ فأخبرني ، قال : أدركت يوم الجمعة موافقة يوم التروية بمكة ، فكل ذلك قد أدركت الناس يصنعونه ، قد أدركتهم يجمّع أمامهم ويخطب مرة ، ومرة لا يجمّع بمكة ولا يخطب.

١٩٥٨ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد المجيد بن أبي رواد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن كثير ، قال : رأيت عمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ [واقفا](١) يوم الصدر يوم الجمعة ، فرأيته قائما بالأرض في قبل الكعبة ، فخطب فتكلم بكلمات ثم صلى الجمعة ركعتين(٢) .

__________________

١٩٥٧ ـ إسناده حسن.

١٩٥٨ ـ إسناده حسن.

رواه ابن أبي شيبة ١ / ١٧٧ أمن طريق : يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، به.

(١) في الأصل (واقف).

(٢) في هامش النسخة هنا : (آخر الجزء الخامس بتجزأة خمسة) كذا ، ولعلّها (أوّل الجزء الخامس) ـ والله أعلم ـ.

١٩٠

ذكر

الطائف وأمرها ونزول ثقيف بها

ومبتدأ ذلك وأخبار من أخبارها

قال :(١) وأما الطائف فهي من مخاليف مكة(٢) ، وهي بلد طيّب الهواء ، بارد الماء ، كان [لها](٣) خطر عند الخلفاء فيما مضى ، وكان الخليفة يولّيها رجلا من عنده ، ولا يجعل ولايتها إلى صاحب مكة(٤) .

وفي مكة وفيها نزلت هذه الآية فيما يقال ، وفيها فسّر المفسرون :( وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ) (٥) قال : هو عتبة بن ربيعة ، وكان ريحانة قريش يومئذ ، وقالوا : بل هو [عروة بن](٦) مسعود بن معتّب.

١٩٥٩ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، وعبد الجبار بن العلاء ، قالا : ثنا سفيان ، عن بشر بن عاصم بن سفيان ، عن أبيه ، قال : إنّ عمر بن

__________________

١٩٥٩ ـ إسناده حسن.

ذكره ابن سعد في الطبقات ٥ / ٥١٤ وابن حجر في الاصابة ٢ / ٤٢.

(١) بياض في الأصل قدر كلمة ، وكتب فوقها (كذا).

(٢) نقلها العجيمي في (إهداء اللطائف في أخبار الطائف) ، ونسبها للفاكهي.

(٣) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الفاسي.

(٤) نقلها الفاسي في شفاء الغرام ١ / ٨٩ ، والعجيمي في إهداء اللطائف ص : ٥٤ ، ونسباها للفاكهي.

(٥) سورة الزخرف (٣١).

(٦) سقطت من الأصل وكذلك من الشفاء ، وألحقتها من تفسير ابن جرير ٢٥ / ٦٥ ، وابن كثير ٦ / ٢٢٤ ، والاصابة ٢ / ٤٧٠ ، والدر المنثور ، وكل هؤلاء ذكروا أن ثاني الرجلين ، هو : عروة بن مسعود بن معتّب بن مالك الثقفي ، وليس أباه.

١٩١

الخطاب ـ رضي الله عنه ـ استعمل [أباه](١) سفيان بن عبد الله الثقفي على الطائف ، ومخاليفها.

١٩٦٠ ـ حدّثنا يحيى بن الربيع ـ عرضا ـ قال : ثنا جدي قال : ثنا هشام ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد عن [معدان بن أبي](٢) طلحة ، عن أبي نجيح السلمي ، قال : حاصرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم قصر الطائف ، فسمعت رسول الله / صلّى الله عليه وسلم يقول : من بلغ بسهم فهو له درجة في الجنة.

فبلغت يومئذ ستة عشر سهما.

١٩٦١ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وغيره ، قالوا : ثنا سفيان ، عن ابراهيم ابن ميسرة ، عن ابن أبي سويد ، عن عمر بن عبد العزيز ، قال : زعمت

__________________

١٩٦٠ ـ شيخ المصنّف ، وشيخ شيخه ، لم أعرفهما.

رواه أحمد في المسند ٤ / ٣٨٤ ، وأبو داود في السنن ٤ / ٤٠ ، والترمذي ٧ / ١٣٧ ـ وصححه ـ والنسائي ٦ / ٢٦ ـ ٢٧ ، كلّهم من طريق : هشام ، عن قتادة ، عن سالم ابن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن أبي نجيح السلمي ، به. إلّا أن منهم من طوّله ، ومنهم من اختصره.

وذكره السيوطي في الكبير ٢ / ٥٨٢ وعزاه لابن عساكر فقط.

١٩٦١ ـ رجاله ثقات ، إلّا أن عمر بن عبد العزيز لم يسمع من خولة.

وابن أبي سويد ، هو : محمد.

رواه الحميدي ١ / ٦٠ ، وأحمد ٦ / ٤٠٩ ، والبيهقي ١٠ / ٢٠٢ ، كلّهم من طريق : سفيان به. ورواه الترمذي ٨ / ١٠١ ، والطبراني في الكبير ٢٤ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠ كلاهما عن محمد بن أبي عمر ، به. ثم قال الترمذي : لا نعرف لعمر بن عبد العزيز سماعا من خولة.

(١) في الأصل (أبا) وهو خطأ. وسفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك الثقفي الطائفي. ترجمته في الاصابة ٥ / ٥١٤.

(٢) في الأصل (سالم بن أبي الجعد ـ عن طلحة ، عن أبي نجيح السلمي) وملأت البياض ، وصوبت النصّ من المراجع السابقة في التخريج. وأبو نجيح السلمي ، هو : عمرو بن عبسة. –

١٩٢

المرأة الصالحة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلّى الله عليه وسلم خرج وهو محتضن أحد ابني ابنته ، وهو يقول : والله إنّكم لتبخّلون وتجهّلون وتجبّنون ، وإنكم لمن ريحان الله ـ عزّ وجلّ ـ وإنّ آخر وطأة وطئها الله ـ تعالى ـ بوجّ. قال سفيان تفسيره : آخر غزاة غزاها رسول الله صلّى الله عليه وسلم أهل الطائف ، لقتاله أهل الطائف وحصاره ثقيفا. قال سفيان : وقال الشاعر : لأطأنكم وطأة المتثاقل.

١٩٦٢ ـ حدّثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا [عبيد الله](١) بن موسى ، عن طلحة بن [جبر](٢) عن المطلب بن عبد الله ، عن مصعب بن عبد الرحمن ، عن عبد الرحمن بن عوف ـ رضي الله عنه ـ قال : لمّا افتتح رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة ، انصرف إلى الطائف ، فحاصرها تسع عشرة أو ثماني عشرة ، فلم يفتحها ، ثم أوغل روحة أو غدوة ، فنزل ، ثم هجّر ، فقال : «أيّها الناس ،.

إنّي فرط لكم ، وإني أوصيكم بعترتي خيرا ، وإنّ موعدكم الحوض ، والذي

__________________

وذكره الهيثمي في المجمع ١٠ / ٥٤ وعزاه لأحمد الطبراني ، وقال : رجاله ثقات ، إلّا أن عمر بن عبد العزيز لا أعلم له سماعا من خولة. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٨٦٤ وزاد نسبته للبخاري في الأدب ، وكذلك في ٢ / ٧٢١ وعزاه للعسكري في الأمثال. وذكره الفاسي في الشفاء ١ / ٨٩ وعزاه للفاكهي.

١٩٦٢ ـ إسناده ضعيف.

طلحة بن جبر ، قال ابن معين : لا شيء. الجرح ٤ / ٤٨٠.

رواه ابن أبي شيبة ١٢ / ٦٥ ـ ٦٦ ، ١٤ / ٥٠٨ عن عبيد الله بن موسى ، به. وذكره الهيثمي في المجمع ٩ / ١٣٤ وعزاه لأبي يعلى ، وقال : فيه طلحة بن جبر ، وثقه ابن معين في رواية ، وضعّفه الجوزجاني ، وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن حجر في المطالب العالية ٤ / ٥٦ ونسبه لابن أبي شيبة فقط.

(١) في الأصل (عبد الله) وهو تصحيف.

(٢) في الأصل (جبير) وهو تصحيف أيضا.

١٩٣

نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة ، أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو لنفسي ، فليضربنّ أعناق مقاتلتهم ، وليسبين ذراريهم». فرأوا(١) الناس أنه أبو بكر أو عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : فأخذ بيد علي ـ رضي الله عنه ـ فقال : «هذا». فقلت(٢) : ما حمل عبد الرحمن على ما صنع؟ قال : من ذاك أعجب.

١٩٦٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وغيره ، قالوا : ثنا سفيان ، عن عمرو ابن دينار ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ. وقال ابن أبي عمر ـ مرة ـ عن عمرو بن دينار ، عن رجل ، عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : حاصر رسول الله صلّى الله عليه وسلم أهل الطائف بضع عشرة ، فلم يفتتحها ، فقال صلّى الله عليه وسلم : «إنّا قافلون غدا إن شاء الله». فقال المسلمون :

__________________

١٩٦٣ ـ إسناده صحيح.

أبو العباس ، هو : الأعمى الشاعر ، واسمه : السائب بن فرّوخ.

رواه ابن أبي شيبة ١٤ / ٥٠٧ عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو ، وقال مرّة : عن ابن عمر ، به. ورواه البخاري ٨ / ٤٤ في المغازي من طريق : سفيان به ، لكنه قال : عن عبد الله بن عمر. وهكذا رواه في أكثر من موضع في صحيحه ، عن عبد الله بن عمر. أنظر تحفة الأشراف (٥ / ٤١٨). ورواه مسلم ١٢ / ١٢٢ من طريق : أبي بكر بن شيبة ، وغيره عن سفيان ، به. والنسائي في الكبرى من طريق سفيان به. (تحفة الأشراف ٥ / ٤١٨). والبيهقي في دلائل النبوّة ٥ / ١٦٥ من طريق سفيان به.

(١) كذا في الأصل ، وهي على لغة (أكلوني البراغيث).

(٢) هذه الزيادة لم أجدها في المراجع ، ولا أعرف قائلها ، وكأنه يريد بتعجبه من صنيع عبد الرحمن ، هو : بيعته لعثمان عند ما فوّض الأمر إلى الستة الذين اختارهم عمر للشورى ، فتنازل عبد الرحمن عن حقه ، وانتخب عثمان ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ قلت وليس في ذلك عجب ، فعبد الرحمن وغيره من الصحابة حضروا وسمعوا من النبي صلّى الله عليه وسلم في حق علي ما هو أعظم من هذا وأفضله ولو علموا أن في ذلك إشارة إلى فرضية تنصيبه خليفة لفعلوا ولما ترددوا ، فهم أتبع الناس لأمر نبيّهم صلّى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.

١٩٤

أيقفل رسول الله صلّى الله عليه وسلم ولم يفتتحها؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «فاغدوا على القتال» فغدوا فأصابتهم جراحات ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «انا قافلون غدا إن شاء الله» قال : فسكتوا وكأن ذلك أعجبهم ، قال : فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وبأبي هو وأمي.

١٩٦٤ ـ حدّثنا علي بن المنذر ، قال : ثنا [محمد بن](١) فضيل بن غزوان [عن](٢) الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال : لما كان يوم الطائف دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عليا ـ رضي الله عنه ـ فانتجاه ، فقال بعض الناس : لقد طوّل بنجواه مع ابن عمه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «ما أنا انتجيته ، ولكن الله ـ عزّ وجلّ ـ انتجاه».

__________________

ـ قلت : وهكذا نرى أن هناك خلافا في الصحابي الراوي ، هل هو عبد الله بن عمر بن الخطاب! أم هو : عبد الله بن عمرو بن العاص؟. قال المزّي في تحفة الأشراف : وكان القدماء من أصحاب سفيان يقولون : (عن عبد الله بن عمر) كما وقع عند البخاري في عامة النسخ. وكان المتأخرون منهم يقولون : (عبد الله بن عمرو بن العاص) كما وقع عند مسلم والنسائي في أحد الموضعين ، ومنهم من لم ينسبه ، كما وقع عند النسائي في الموضع الآخر ، والاضطراب فيه من سفيان أه. وقال الحافظ في الفتح ٨ / ٤٤ : في رواية الكشمهيني (عبد الله بن عمرو) وكذا وقع في رواية النسفي والأصيلي أه. ثم نقل كلاما طويلا عن الدار قطني في هذا المبحث ، فانظره إن شئت.

١٩٦٤ ـ إسناده حسن.

رواه الترمذي ١٣ / ١٧٣ من طريق : علي بن المنذر ، عن محمد بن فضيل بن غزوان ، عن الأجلح ، عن أبي الزبير به. وقال : حسن غريب. وقال : معنى قوله : (ولكن الله انتجاه) يقول : الله أمرني أن أنتجي معه. ورواه الطبراني في الكبير ٢ / ٢٠٢ من طريق : سالم بن أبي حفص ، عن أبي الزبير ، به. وقد سمّى الرجل القائل : لقد طوّل بنجواه ، وهو : أبو بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ.

(١) ، (٢) سقطت من الأصل ، وألحقتها من الترمذي ، والأجلح ، هو : يحيى بن عبد الله.

١٩٥

١٩٦٥ ـ حدّثنا ابراهيم بن أبي يوسف المكي ، قال : ثنا اسماعيل(١) ابن جريج عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان يذكر أنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ لم يكن يعلم بمقتل أهل الجسر ، وقد كان استعمل أبا عبيد بن مسعود الثقفي / ومعه نميلة بن عبد الله ، وسليط بن قيس الأنصاريين ، واستعمل على الناس أبا عبيد ، فلقيتهم فارس بالفيلة ، فقاتلوهم ، فقتلوا جميعا ، فقدم فتى من أهل الطائف المدينة ، فقعد عند حذّاء يحذو له نعلين ، فقال : ما بال أهل المدينة لا يبكون على قتلاهم؟ فو الله لقد قتل أهل الجسر. فأخذ الحذّاء بلببه ثم أتى به عمر ـ رضي الله عنه ـ فقال لعمر : يا أمير المؤمنين ، خرجت أنا ونفر معي كثير ، حتى إذا كنا بواد من أودية الطائف ، يقال له : الشهاب(٢) ، سمعنا جلبة الناس وإرغاء الإبل ، وصياح الصبيان ، ثم دهمنا حاضرا كثير الأهل ، فسمعنا ضرب الحجر والقباب ، فقامت مناحة ، فجعلن يقلن ، نسمع الأصوات قريبا منا ولا نرى أحدا :

وا أبا عبيداه ، وانميلتاه ، واسليطاه ، ثم هتف هاتف فقال :

__________________

١٩٦٥ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

أشار إليه الحافظ في الاصابة ٣ / ٥٤٤ حيث قال : وذكره الفاكهي بإسناده إلى ابن عباس. ولم يذكر السند.

(١) كذا ، بياض في الأصل ، ولعلّ الساقط (يحيى بن سليم) تلميذ ابن جريج. وأنظر تفاصيل هذه المعركة ـ معركة الجسر ـ في تاريخ الطبري ٤ / ٦٨ ، والبداية والنهاية ٧ / ٢٧ ، وأنظر كذلك مصنّف ابن أبي شيبة ١٢ / ٥٥٥. وقد أحسن الأستاذ أحمد عادل كمال عرضها وتحليلها وما يستفاد منها في كتابة القيّم (الطريق إلى المدائن) فارجع إليه فانه من النفاسة بمكان.

(٢) كذا في الأصل ، ولم أقف عليه في المراجع ، ولعلّه (شهار) بالراء ولا زال في الطائف موضع يسمّى بهذا الاسم ، وقام عليه حي جديد فسيح ، يحمل الاسم نفسه ، ـ والله أعلم ـ.

١٩٦

١٩٧
١٩٨

مات على الجسر فتية صبر

صادقين اللقاء يوم اللقاء

قدّس الله معركا ثمّ منهم

فهم الأكرمون خير الملاء

كم كريم وماجد ثمّ منهم

مؤمن القلب مستجاب الدعاء

يقطع الليل لا ينام صلاة

وجؤارا يمدّه بالبكاء

وخبيتا لربّه مستكينا

غير ذي غدرة ولا ذي عداء

قال : فحبسه عمر ـ رضي الله عنه ـ وكتب إلى الطائف ، فلم ينشب أن جاءه الخبر حقا ، وبدر(١) عليه العلل.

١٩٦٦ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا [أزهر](٢) بن القاسم ، قال : ثنا زكريا بن إسحاق ، عن الوليد بن عبد الله بن (٣) شميلة ، عن أبي طريف ، قال : حاصرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم حصن الطائف ، فكان يصلي بنا صلاة المغرب ، ولو أنّ انسانا رمى لرأى موقع نبله.

__________________

١٩٦٦ ـ إسناده حسن.

رواه أحمد في المسند ٣ / ٤١٦ عن أزهر بن القاسم ، عن زكريا بن اسحاق به ، إلّا أنه وقع عنده لفظ (صلاة العصر) بدل صلاة المغرب ، وهو تصحيف عن (النصر) لأن الهيثمي ذكر هذا الحديث في مجمع الزوائد ١ / ٣١٠ وعزاه أيضا للطبراني في الكبير ، ثم قال : فجعل مكان النصر (العصر) وهو وهم ، ـ والله أعلم ـ.

(١) كذا العبارة في الأصل ، وكأنه يريد ـ والله أعلم ـ بدا على الفتى الطائفي المرض ، لرؤيته ما رأى من أمر الجنّ.

(٢) في الأصل (ابراهيم) وهو تصحيف ، صوبته من مراجع هذا الحديث.

(٣) هكذا في الأصل (ابن شميله). وفي مسند أحمد (ابن أبي شميلة). وفي الطبراني ، والكنى للدولابي ، والتاريخ الكبير للبخاري ٨ / ١٤٦ والجرح والتعديل ٩ / ٨ والثقات لابن حبّان ٧ / ٥٥١ (ابن أبي سميرة) بالمهملة والراء ، وقال ابن حبّان ويقال : (ابن سميرة) قال الحافظ في تعجيل المنفعة ص : ٤٢٧ ، ويقال : (ابن أبي شميلة). قلت : فهو إذن مختلف فيه من ناحية الاسم ، مسكوت عنه من ناحية الحكم ، لأن من ترجم له سكت عنه ، إلّا ابن حبّان فقد ذكره في ثقات التابعين. وأبو طريف ، هو الهذلي ، مختلف في اسمه وليس له إلّا هذا الحديث ، على ما قال الحافظ في الاصابة.

١٩٩

١٩٦٧ ـ حدّثنا محمد بن عزيز الأيلي ، قال : ثنا سلامة بن روح ، قال : حدّثني عقيل ، قال : قال ابن شهاب : لما حصر رسول الله صلّى الله عليه وسلم أهل الطائف غلّقوا عليهم ، ثم قاموا على حصنهم وهم يقولون :

هذا قبر أبي رغال فينا

والله لا نسلم ما حيينا

قال : فلما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم مرّ على قبر أبي رغال ، فقال لعلّي ـ رضي الله عنه ـ : «تدري ما هذا؟ هذا قبر أبي رغال ، وهو من بقية ثمود أو من ثمود».

١٩٦٨ ـ فحدّثني حسن بن حسين الأزدي ، قال : ثنا محمد بن سهل ، قال : أملى علي هشام بن محمد الكلبي ، قال : أخبرني أبو بكر بن عياش ، عن رجل ، قال ـ أظنه أبو الزبير ـ عن سعيد بن المسيب ، قال : لما انصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الطائف ، قال : «تدرون قبر من هذا؟» قالوا : لا. قال صلّى الله عليه وسلم : «هذا قبر أبي رغال فالعنوه ـ لعنه الله ـ وارجموه». قال : فجعلت

__________________

ورواية الطبراني في الكبير ٢٢ / ٣١٥ ـ ٣١٦ من طريق : أحمد بن حنبل ، به. ومن طريق : يحيى بن معين ، عن بشر بن السرى ، عن زكريا بن اسحاق ، به بمثل لفظ أحمد. ورواه الدولابي في الكنى ١ / ٤٠ ـ ٤١ من طريق يحيى بن معين ، ومحمد بن راشد ، عن بشر بن السري ، عن زكريا بن اسحاق ، به ، بلفظ المصنّف ، ورواه من طريق : الأزهر بن القاسم عن زكريا بن اسحاق ، به ، بلفظ المصنّف. وذكره الحافظ في الاصابة ٤ / ١١٣ وعزاه لأحمد والحسن بن سفيان ، والبغوي وابن خزيمة ، وصححه.

١٩٦٧ ـ إسناده مرسل.

ذكره الواقدي بنحوه. طبقات ابن سعد ٣ / ٩٣٠.

١٩٦٨ ـ إسناده متروك.

هشام الكلبي ، متهم بالكذب.

٢٠٠