أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6321
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6321 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

جريج ، قال : قال عطاء في صدقة الرباع : لا يخرج أحد من أهل الصدقة عن أحد منهم إلا أن يكون عنده فضل من السكن.

٢٠٨٧ ـ حدّثنا محمّد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن المسعودي ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن شريح بن الحارث ، أنه قال : من بنى في ربع قوم بإذنهم فله نفقته ، ومن بنى في حقّ قوم بغير إذنهم فله نقضه.

ذكر

مبتدأ رباع مكة كيف كانت ، وأول من أقطعها

وبيان ذلك في الجاهلية والإسلام

وكان مبتدأ قطائع الرباع بمكة أنّ قصى بن كلاب لما فرغ من حرب خزاعة ورأّسته قريش ، واستقام له العزّ بمكة ، وجمع قريشا إليه ، وكان يقال له : المجمّع ـ فيما يذكرون لما جمع من أمرهم بعد تشتته(١) ـ ولولده يقول حذيفة بن غانم(٢) :

/ أبوكم قصى كان يدعى مجمّعا

به جمع الله القبائل من فهر

__________________

٢٠٨٧ ـ إسناده حسن.

المسعودي ، هو : عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. وشريح بن الحارث ، هو : ابن قيس الكوفي النخعي القاضي المشهور.

(١) أنظر طبقات ابن سعد ١ / ٦٩.

(٢) حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب ، أخباره في نسب قريش ص : ٣٧٥. وقيل إنّ هذا الشعر لأخيه حذافة ، وأكثر المصادر ذكرته لحذافة ، والبيت ومع أبيات أخرى أنظرها في نسب قريش لمصعب ص : ٣٧٥ ، وأنساب الأشراف ١ / ٥٠ ، ٦٦ ، والمنمّق ص : ١٤ ، وجمهرة ابن الكلبي ١ / ١٣ ، وطبقات ابن سعد ١ / ٧١ ، وسيرة ابن هشام ١ / ١٨٤ وغير ذلك ، ولهذا الشعر قصة ، أنظرها في المصادر.

٢٦١

فقطع مكة رباعا له ولقومه من قريش ، فأنزل كلّ قوم منازلهم التي في أيديهم إلى اليوم. واختطّ قومه من بعده أيضا بمكة رباعا لأنفسهم وحلفائهم ، فكانوا يحوزونها ويبنونها ، ويبيعونها ويشترونها ، فكان الذي قطع لنفسه.

٢٠٨٨ ـ كما حدّثنا الزبير بن أبي بكر قال : حدّثني حمزة بن عتبة ، قال : لما غلب قصيّ على مكة ، ونفى خزاعة قسمها على قريش ، فأخذ لنفسه وجه الكعبة فصاعدا ، وبنى دار الندوة ، فكانت مسكنه ـ قال : وقد دخل أكثرها في المسجد ـ وأعطى بني مخزوم أجيادين ، وبنى جمح المسفلة ، وبنى سهم الثنية(١) ، وأعطى بني عدي أسفل الثنية(٢) ، فيما بين حق بني جمح وبني سهم.

وقد قالت حفصة بنت المغيرة المخزومية تذكر قصيّا وما قطع لنفسه ولقومه :

فلا والذي بوّا قصيّا قطينه

وتلفى بركنيه بيوت بني عمرو

٢٠٨٩ ـ حدّثنا ابن أبي سلمة ، قال : ثنا عبد الجبّار بن سعيد ، عن أبي بكر العائذي ، قال : حدّثني سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : منزلنا هذا بمكة ، قطعه لنا قصي بن كلاب ، وكذلك منازل قريش كلّها بمكة.

وقال سفيان بن عيينة ـ فيما ذكر عنه ـ : نزل الناس بمكة على

__________________

٢٠٨٨ ـ حمزة بن عتبة اللهبي ، في حديثه نكارة. وأنظر الأزرقي ٢ / ١٠٩ ، ٢٥٢.

٢٠٨٩ ـ ابن أبي سلمة ، هو : عبد الله ، لم أقف عليه ، وكذلك عبد الجبار بن سعيد ، وأبي بكر العائذي.

(١) هي الثنية السفلى ، والتي تسمّى (كدى) بضم أولها ، ويقال لها اليوم : الشبيكة.

(٢) هي ما يسمّى اليوم (جبل عمر).

٢٦٢

أقدارهم ، فلبني عبد مناف وجه الكعبة والمسيل والردم إلى المعلاة(١) ، قال : فلم تزل قريش تحوز رباعها وتبيعها حتّى جاء الله بالإسلام وهم على سكنتهم ومنازلهم. فلما دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلم عام الفتح خطب الناس يومئذ فأقرهم على رباعهم ومنازلهم التي كانوا عليها ، ولم يخرج أحدا من ربعه ولا من منزله ، عفوا منه ، وصفحا عنهم ، ثم لم يزد الإسلام ذلك إلا شدّة وتوكيدا ، وذلك حين يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلم لصفوان بن أمية وذلك من بعد الفتح وقد قدم عليه المدينة يطلب الهجرة ، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «ارجع أبا وهب إلى الأبطح ، فقرّوا على سكنتكم»(٢) .

وقد جاءت أحاديث تشد هذا وتثبته.

٢٠٩٠ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا روح بن عبادة ، عن محمّد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنه ـ قال : قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلم : أين تنزل غدا ـ إن شاء الله ـ؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «وهل ترك لنا عقيل من منزل». وذلك أن أبا طالب لما مات ورثه ابناه عقيل وطالب ، ولم يرثه علي ـ رضي الله عنه ـ.

قال : فكان علي بن حسين يقول :

٢٠٩١ ـ كما حدّثناه ابن أبي عمر عن أبيه.

__________________

٢٠٩٠ ـ إسناده صحيح.

وتقدّم تخريجه برقم (٢٠٧٤).

٢٠٩١ ـ أنظر ما بعده.

(١) سوف يفصل الفاكهي رباع بني عبد مناف في هذه الناحية من مكة ، في الفصل القادم ـ إن شاء الله ـ.

(٢) أنظر الحديث (٢٠٧٥).

٢٦٣

٢٠٩٢ ـ وكما حدّثناه ابن أبي مسرة ، عن عبد الصمد بن حسّان ـ جميعا ـ عن سفيان بن سعيد ، عن مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن علي بن حسين : من أجل ذلك تركنا نصيبنا من الشعب ، وقد كان لرسول الله صلّى الله عليه وسلم في ذلك الشعب حقّ ، فوهبه لعقيل بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ ، فلم يزل بيد عقيل حتى باعه ولده من محمّد بن يوسف أخي الحجّاج بن يوسف ـ فيما يقال ـ والله أعلم ـ. ومما يبين ذلك ويشدّه ـ فعل عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه اشترى دارا / للسجن من صفوان بن أمية(١) ، وهي سجن مكة قائمة إلى اليوم.

__________________

٢٠٩٢ ـ إسناده حسن.

وعبد الصمد بن حسان ، هو : خادم ، سفيان الثوري.

ذكره ابن حجر في الفتح ٣ / ٤٥٢ نقلا عن الفاكهي. وقال : وقول علي بن الحسين : (تركنا نصيبنا من الشعب) أي : حصة جدّهم علي من أبيه أبي طالب.

(١) أنظر الأثر (٢٠٧٦).

٢٦٤

وهذه تسمية رباع قريش

ذكر

رباع بني عبد المطلب بن هاشم

فكان الذي طار(١) لبني هاشم بن عبد مناف ، ولعبد المطلب بن هاشم يقول الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب ـ وأمّ عتبة وعتيبة ومعتّب بني أبي لهب أمّ جميل بنت حرب بن أمية ـ.

٢٠٩٣ ـ حدّثنا بذلك الزبير بن أبي بكر.

فقال الفضل يمدح قومه بني هاشم :

قصدوا قومي وساروا سيرة

كلّفوا من سارها جهد التعب

فكان لعبد المطلب بيت عند سقاية زمزم.

ولهم ما بين الدار التي صارت لبني سليم الأزرق ، وهي إلى جنب دار أبي مرحب مولى بني جشم ، التي صارت لاسماعيل بن ابراهيم الحجبي ، قبالة دار حويطب بن عبد العزي ، وموضعها اليوم دار ليحيى بن سليمان البزاز ، إلى منتهى دار إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التي ابتاع.

__________________

٢٠٩٣ ـ لم أقف على هذا البيت ، إلّا أنّ في الأغاني ، في أخبار الفضل هذا أبيات على مثل هذه القافية ، لكنه لم يذكر هذا البيت.

(١) كذا في الأصل ، ولا تتمشّى والفقرة التي بعدها ، إذ فيها اختلال ، فكأنه يريد أن يقول : ومما اشتهر من الشعر في فضل هؤلاء ، قول الفضل بن العباس اللهبي ، والله أعلم.

وأنظر ترجمة الفضل هذا بعد الخبر (١١٤٣) ، وأنظر في نسبه هذا ، مصعبا الزبيري في نسب قريش ص : (٨٩).

٢٦٥

[ولولده](١) الحارث بن عبد المطلب أول الحق ، وهي الدار التي اشترتها سعدونة أخت وصيف مولى أمير المؤمنين ، الشارعة على اللبّانين بالبطحاء.

وسمعت بعض الناس يقول : إنه كان فيها بيت فيه مسجد للنبي صلّى الله عليه وسلم.

والحقّ الذي يليه ، وهو شعب ابن يوسف ، ودار ابن يوسف لأبي طالب.

والحقّ الذي يليه بعض دار ابن يوسف من مولد النبي صلّى الله عليه وسلم ، وهو الشعب الذي حاصرت فيه قريش بني هاشم ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلم معهم في الشعب(٢) .

٢٠٩٤ ـ فحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني إبراهيم بن حمزة ، أن مشركي قريش لما حصروا بني هاشم في الشعب كان حكيم بن حزام تأتيه العير ، تحمل الحنطة من الشام ، فيقبّلها الشعب ، ثم يضرب أعجازها فتدخل عليهم ، فيأخذون ما عليها من الحنطة. وله كان زيد بن حارثة ـ رضي الله عنه ـ وهبه لخديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ فوهبته للنبي صلّى الله عليه وسلم ، فأعتقه وتبنّاه حتى أنزل الله ـ تعالى ـ عليه صلّى الله عليه وسلم( ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ ) (٣) فانتسب زيد إلى أبيه حارثة ، وهو رجل من كلب أصابته سبيا. وفي هذا الشعب ولد عبد الله بن العبّاس ـ رضي الله عنهما ـ.

٢٠٩٥ ـ حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب الربعي ، قال : حدّثني محمد بن مسلمة بن محمد بن هشام المخزومي ، قال : حدّثني زفر(٤) بن الحارث

__________________

٢٠٩٤ ـ جمهرة نسب قريش للزبير ١ / ٣٥٥.

٢٠٩٥ ـ شيخ المصنّف ضعيف.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣١٥ بإسناد ضعيف إلى أبي هريرة ، بنحوه.

(١) في الأصل (ولولد) والتصويب من الأزرقي.

(٢) قارن ما تقدّم بما عند الأزرقي ٢ / ٢٣٣. وهذا الشعب يعرف اليوم ب (شعب علي).

(٣) سورة الأحزاب (٥).

(٤) كذا في الأصل ، وتقدّم في الخبر (١٩٨٠) أنه زفر ابن محمد الفهري.

٢٦٦

الفهري ، عن داود بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن عبد الله ابن عبّاس ، عن أمّه أمّ الفضل ـ رضي الله عنهم ـ قالت : حملت وأنا في الشعب فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «يا أم الفضل إني لأرجو أن يكون غلاما يكون في ولده في آخر الزمان خلافة وملك». قال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ فولدتني.

وقد زعم بعض أهل مكة أن شعب بن يوسف الذي يدعى به كان لهاشم بن عبد مناف دون الناس كلهم ، ثم صار لعبد المطلب بن هاشم ، فقسمه عبد المطلب بين ولده ، ودفع ذلك إليهم في حياته حين / ذهب بصره ، فمن ثمّ صار للنبي صلّى الله عليه وسلم حقّ أبيه عبد الله بن عبد المطلب(١) .

٢٠٩٦ ـ فحدّثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا سليمان بن معاذ ، عن سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إني لأمرّ بالحجر من حجارة مكة فأعرفه ، كان يسلّم عليّ أيام بعثت».

٢٠٩٧ ـ حدّثنا علي بن سهل بن المغيرة ، قال : ثنا محمد بن الصبّاح

__________________

٢٠٩٦ ـ إسناده حسن.

رواه أبو داود الطيالسي ٢ / ١٢٣ (تحفة المودود) ، ورواه الترمذي ١٣ / ١١٠ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ١٥٣ من طريق : أبي داود الطيالسي ، به. وقال الترمذي : حسن غريب.

ورواه ابن أبي شيبة ١١ / ٣٦ ، وأحمد ٥ / ٨٩ ، والدارمي ١ / ١٢ ، ومسلم ١٥ / ٣٦ كلّهم من طريق : ابراهيم بن طهمان ، عن سماك بن حرب ، به.

٢٠٩٧ ـ إسناده ضعيف.

الوليد بن أبي ثور : ضعيف. التقريب ٢ / ٣٣٣. وعبّاد بن أبي يزيد ، أو : زيد : مجهول. التقريب ١ / ٣٩٤. ـ

(١) الأزرقي ٢ / ٢٣٣.

٢٦٧

القطيعي ، البزّاز ، قال : ثنا الوليد بن أبي ثور ، عن السدّي ، عن عبّاد بن أبي يزيد ، عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت أمشي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم بمكة ، فخرجنا في بعض نواحيها خارجا عن مكة بين الشعاب والشجر ، فلا يمرّ بجبل ولا شجرة إلا قال : السلام عليك يا رسول الله.

٢٠٩٨ ـ حدّثني ابن أبي سلمة ، قال : ثنا يحيى بن [سليم](١) قال : ثنا يونس بن بكير ، عن عنبسة ، قال : حدّثني السدّي ، عن عبّاد بن [يزيد](٢) عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت أمشي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فذكر نحوه.

وقال بعض الناس : إنّ دار ابن يوسف كانت لعبد المطلب ، فأمر الحجاج أخاه محمد بن يوسف فاشتراها بمائة ألف درهم ، فدفعها الحجاج إليه ، وأمر أخاه محمدا أن يبنيها ، فبناها وكلاء محمد ، فقال الناس : الدار لمحمد بن يوسف ، فلما ولي الوليد بن عبد الملك(٣) استعمل خالد بن يوسف ابن محمّد بن يوسف على مكة ، فادّعى أنها لأبيه ، فخاصمه الحجاج بن عبد الملك بن الحجاج بن يوسف ، فنظروا في الدواوين فوجدوا النفقة والثمن من الحجاج ، وكان الحجاج قد جعل الدار الخارجة وقفا على ولد الحكم بن

__________________

رواه الدارمي ١ / ١٢ ، والترمذي ١٣ / ١١١ ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ١٥٣ ـ ١٥٤ ثلاثتهم من طريق : الوليد بن أبي ثور ، به.

٢٠٩٨ ـ إسناده ضعيف.

رواه البيهقي في الدلائل ٢ / ١٥٤ من طريق : محمد بن العلاء ، عن يونس ، به.

(١) في الأصل (سليمان) وهو خطأ.

(٢) في الأصل (علي) وهو خطأ أيضا.

(٣) كذا في الأصل ، وهو غريب ، لأن الوليد بن عبد الملك توفي سنة (٩٦) ، والحجاج توفي سنة (٩٥) وقد استعمل الوليد خلال حكمه رجلين على مكة ، أولهما خالد القسري ، والثاني عمر بن عبد العزيز ، ولم يستعمل على مكة سواهما. أنظر شفاء الغرام ٢ / ١٧٢.

٢٦٨

أبي عقيل ، والوسطى على ولد محمد بن يوسف ، والداخلة على ولد الحجاج.

وذكر بعض أهل مكة أن محمد بن يوسف كان أودع عطاء بن أبي رباح المال الذي بناها به ثلاثين ألف دينار ، فلما أرادوا(١) وكلاؤه قبضها ، دعا الناس ليشهدوا على قبضها منه ، فقال سفيان بن عيينة : قال عمرو بن دينار : فكنت فيمن دعي ليشهد ، فكانت رؤيتها أحبّ إليّ من درهمين.

ثم صارت هذه الدار بعد ذلك لولد عبد الملك بن صالح. ثم صارت اليوم لأبي سهل محمد بن أحمد بن سهل.

قال الشاعر يذكر دار ابن يوسف هذه :

وموعدها دار ابن يوسف غدوة

كذا الخوخة القصوى المغلّق بابها

ويقال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم ، وهب حقّه من هذه الدار ، والشعب لعقيل بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم سخيّا حليما سمحا كريما.

٢٠٩٩ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن المنكدر ، عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : ما سئل النبي صلّى الله عليه وسلم شيئا قطّ فقال ـ لا.

ويقال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم أسري به ليلة أسري به من مكة من شعب أبي طالب.

٢١٠٠ ـ حدّثنا محمد بن سليمان ، قال : ثنا هوذة بن خليفة ، قال : ثنا

__________________

٢٠٩٩ ـ إسناده صحيح.

رواه مسلم ١٥ / ٧١ من طريق : سفيان ، به.

٢١٠٠ ـ إسناده حسن.

عوف ، هو : ابن أبي جميلة الأعرابي.

(١) كذا في الأصل.

٢٦٩

عوف ، عن زرارة بن أوفى ، قال : قال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة ، وضقت [بأمري](١) ، وعلمت أنّ الناس مكذبيّ» قال : فقعد رسول الله / صلّى الله عليه وسلم مغيّرا حزينا ، فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه ، فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء؟ قال : «نعم». قال : فما هو؟ قال : «أسري بي الليلة» قال : إلى أين؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «إلى بيت المقدس». قال : ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «نعم». قال : فلم يرد [أن](٢) يكذبه مخافة أن يجحد الحديث ، إن دعا قومه إليه ، قال : اتحدّث قومك ما حدّثتني إن دعوتهم إليك؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «نعم». قال : فنادى يا معشر لؤى ، هلمّ. قال : فانقضّت ـ أو كلمة نحوها ـ إليه ، فجاءوا حتى جلسوا إليهما. فقال له : حدّث قومك ما حدثتني ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «إنّي أسري بي الليلة». قالوا : إلى أين؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «إلى بيت المقدس» قالوا : ثم أصبحت بين أظهرنا؟ قال صلّى الله عليه وسلم : «نعم». قال : فمن مصدّق أو قال : مصفّق ، وبين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب.

فقال : أتستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال : وفي القوم من قد سافر إلى ذلك الموضع ومن لم يأته ـ أو نحو ذلك ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «فذهبت أنعت لهم منه ، وأنعت ، حتى التبس عليّ بعض النعت ، فجيء بالمسجد ، وأنا أنظر إليه ، حتى وضع دوني فنعتّه ، وأنا أنظر إليه». فقال القوم : أما النعت فقد أصاب.

__________________

رواه ابن أبي شيبة ١١ / ٤٦١ ـ ٤٦٢ ، ١٤ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦ ، وأحمد ١ / ٣٠٩ ، والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف ٤ / ٣٨٩) ، والبيهقي في الدلائل ٢ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ كلّهم من طريق : عوف الأعرابي به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٤ / ١٥١ وعزاه لأحمد وأبي يعلى وابن مردويه ، وأبي نعيم.

(١) في الأصل (أمري).

(٢) في الأصل (أنّه).

٢٧٠

وفي دار ابن يوسف بئر جاهلية حفرها عقيل بن أبي طالب.

فلم تزل هذه الدار حتى باعها ولده من محمد بن يوسف.

وفي هذه الدار البيت الذي ولد فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وقد اتّخذ مصلى يصلّى فيه(١) .

والذي يليه حقّ العباس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ حتى دار خالصة مولاة الخيزران.

ثم حق المقوّم بن عبد المطلب ، وهي دار طلوب مولاة زبيدة.

ثم حقّ أبي لهب بن عبد المطلب ، وهي دار أبي يزيد اللهبي ، وفيها كان يسكن الفضل بن العبّاس ـ رضي الله عنهما ـ.

٢١٠١ ـ فحدّثني أبو العبّاس الطبري ، عن الزبير بن أبي بكر ، قال : حدّثني يونس بن عبد الله ، قال : كانت مولاة الفضل بن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ ، وكان لها خشف(٢) ، فكان يختلف إليها ، وكان الفضل قد أسكنها في بعض الدار ، فأتاها خشفها ليلة فلدغ ، فملأ الدار صياحا وفضحها ، فلما أصبح الفضل ـ رضي الله عنه ـ سأل عنها ، فأخبر بها ، فأنشأ يقول :

فإن عصي [الله](٣) في دارنا

فإنّ عقاربنا تغضب

وداري إذا نام حرّاسها

أقام الحدود بها عقرب

__________________

٢١٠١ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ١٩٨.

وهذه الدار تقع على يسار الداخل إلى شعب علي ، وبها مكتبة مكة المكرمة التابعة لوزارة الحج والأوقاف.

(٢) الخشف ، في الأصل : المرّ السريع ، والخشوف من الرجال : السريع ، والمخشف : الجريء على هول الليل. اللسان ٩ / ٦٩ ـ ٧٠.

(٣) زدتها للضرورة.

٢٧١

فهذه الدار آخر حق ولد أبي لهب.

ويقال : إنّ أبا لهب كان يسكن في بيت له قبالة بيت خديجة ، زوج النبي صلّى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنها ـ وكان يسكن مع زوجته أمّ جميل بنت حرب ابن أمية ، وكان ذلك الزقاق طريق النبي صلّى الله عليه وسلم إلى المسجد ـ فيما يقال والله أعلم ـ وهو يدعى اليوم : زقاق أبي لهب.

٢١٠٢ ـ فحدّثني محمّد بن أبي عمر ، ومحمد بن ميمون ، قالا : ثنا مروان ابن معاوية الفزاري ، قال : ثنا رشدين بن كريب ، عن أبيه ، أنه سمع العبّاس ابن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ وهو يمشي في زقاق / أبي لهب وهو يقول : قال النبي صلّى الله عليه وسلم : «أقبل رجل يمشي في بردين له قد أسبل إزاره ينظر في عطفيه ، وهو يتبختر في برديه ، إذ خسف الله ـ تعالى ـ به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة».

وللعبّاس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ الدار التي بين الصفا والمروة في أيدي ولد موسى بن عيسى ، إلى جنب دار جعفر بن سليمان. ودار العبّاس ـ رضي الله عنه ـ هي الدار المنقوشة التي عندها العلم الذي يسعى منه من جاء من المروة يريد الصفا ، وقد كان في موضعها في قديم الدهر سوق يباع فيه الرقيق(١) .

٢١٠٣ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، عن أبيه ، قال : أدركت الرقيق يباعون

__________________

٢١٠٢ ـ إسناده ضعيف.

رشدين بن كريب بن أبي مسلم المدني : ضعيف. التقريب ١ / ٢٥١.

ذكره السيوطي في الجامع الكبير ١ / ١٣٢ وعزاه للطبراني في الكبير.

٢١٠٣ ـ ابن أبي عمر ، هو : يحيى العدني.

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٢٣٣ ـ ٢٣٤.

٢٧٢

في موضع دار العباس ـ رضي الله عنه ـ في سوق الليل.

٢١٠٤ ـ فأما الزبير بن أبي بكر ، فحدّثنا ، قال : حدّثني حمزة بن عتبة اللهبي ، قال : حدّثني غير واحد من مشيختنا : أنّ الحجرين ـ إسافا ونائلة ـ كانا في دار علي بن عبد الله بن العبّاس ـ رضي الله عنهم ـ التي تصدّق بها ، التي تعرف بالعبّاس ـ رضي الله عنه ـ ، وأنها كانت قبله لعتبة بن أبي لهب.

وإساف ونائلة : حجران ممسوخان ، رجلا وامرأة ، كانا مسخا في الكعبة ، فأخرجا منها ، فأخذتهما قريش فجعلت أحدهما عند الكعبة ، والآخر عند زمزم ، فكان يطرح بينهما ما يهدى للكعبة. وكان ذلك الموضع يسمّى في الجاهلية : الحطيم ، وإنما نصبا بالحطيم ليعتبر الناس بهما ، وهما في ركن دار العبّاس ـ رضي الله عنه ـ التي تلي الوادي(١) .

وذرع ما بين دار العبّاس بن عبد المطلب ـ رضي الله عنه ـ والمسجد الحرام ستة وثلاثون ذراعا ، وثلث ذراع.

ولهم أيضا دار أمّ هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ كانت عند الخياطين في أصل المنارة ، فدخلت في المسجد حين وسّعه المهدي في الهدم الآخر سنة سبع وستين ومائة ، وكانت من دور قصي بن كلاب ، فكانت العجول تربض إلى جنبها(٢) .

٢١٠٥ ـ حدّثني محمد بن اسماعيل ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا

__________________

٢١٠٤ ـ أنظر كتاب الأصنام ، لابن الكلبي ص : ٢٩.

٢١٠٥ ـ إسناده ضعيف.

أبو صالح ، اسمه باذام ، مولى أم هانيء : ضعيف.

رواه أحمد ٦ / ٤٢٤ ، والنسائي في الكبرى (١٢ / ٤٤٩ تحفة الأشراف) والطبراني ـ

(١) المرجع السابق ، والأزرقي ١ / ١٢٠.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٣٤ ، والعجول : بئر سيذكرها المصنّف في مبحث آبار مكة.

٢٧٣

حاتم بن أبي صغيرة ، عن سماك بن حرب ، عن أبي صالح ، قال : لما افتتح رسول الله صلّى الله عليه وسلم مكة كان أول بيت دخله بيت أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ فدعا بماء فشرب وأفضل منه فضلة ، فدفعها إلى أم هانئ ـ رضي الله عنها ـ وهي عن يمينه ، فشربت ، ثم قالت : يا رسول الله لقد فعلت فعلة فلا أدري أتوافقك أم لا ، شربت وأنا صائمة ، وكرهت أن أردّ فضل رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، فقال لها : «أقضاء من رمضان أم تطوع؟» قالت : لا ، بل تطوع.

فقال صلّى الله عليه وسلم : «إنّ التطوع أو صاحب التطوع بالخيار ، إن شاء صام وإن شاء أفطر».

٢١٠٦ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا عثمان بن اليمان ، عن زمعة بن صالح ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ قالت : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم دخل عليها بيتها يوم الفتح ، فصلى الضحى ثماني ركعات.

٢١٠٧ ـ حدّثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ،

__________________

٢٤ / ٤١٢ ، والحاكم ١ / ٤٣٩ ، والبيهقي ٢ / ٢٧٦ كلّهم من طريق : أبي صالح به. ورواه أحمد ٦ / ٣٤١ ، والترمذي ٣ / ٢٦٨ كلاهما من طريق : شعبة ، عن جعدة ، عن جدّته أم هانيء ، به. قال شعبة : قلت له ـ أي : لجعدة ـ أنت سمعت هذا من أم هانيء؟ قال : لا ، أخبرني أبو صالح وأهلنا ، عن أم هانيء. ورواه ابن أبي شيبة ٣ / ٣٠ ، والطيالسي ١ / ١٩١ (تحفة المودود) والدارمي ٢ / ١٦ بإسانيدهم إلى أم هانيء به.

٢١٠٦ ـ إسناده ضعيف.

زمعة بن صالح الجندي ، نزيل مكة : ضعيف. التقريب ١ / ٢٦٣.

٢١٠٧ ـ إسناده صحيح.

رواه عبد الرزاق ٣ / ٧٦ عن معمر ، به. ومن طريق عبد الرزاق ، رواه أحمد ٦ / ٣٤١ ، والطبراني ٢٤ / ٤٢٦ ، والبيهقي ١ / ٨.

٢٧٤

عن ابن طاوس ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن أم هانئ ـ رضي الله عنها ـ قالت : نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلم بأعلى مكة ، ثم ذكر نحو حديث عثمان بن اليمان.

٢١٠٨ ـ / حدّثنا محمد بن ميمون ، قال : ثنا جعفر بن عون ، عن أبي العميس ، عن القاسم بن أبي بزّة ، عن أبي عبيدة ، قال : إنّ عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كان ينزل دار أمّ هانئ ـ رضي الله عنها ـ إذا قدم مكة.

ذكر

رباع حلفاء بني هاشم

لهم دار الأسود بن خلف الخزاعي ، وهي دار طلحة الطلحات(١) ، باعها عبد الله بن القاسم بن عبيدة بن خلف الخزاعي من جعفر بن يحيى بن خالد ـ فيما ذكر ـ بثمانية آلاف دينار. وهي دار الإمارة اليوم ، وبها ينزل الأمراء بمكة ، بناها حمّاد البربري لأمير المؤمنين هارون.

__________________

٢١٠٨ ـ إسناده منقطع.

أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يدرك أباه. وأبو العميس ، هو : عتبة بن عبد الله ابن مسعود.

(١) طلحة الطلحات ، هو : طلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي ، أبو المطرّف البصري ، أحد الأجواد المعروفين ، كان أميرا على سجستان ، وهو من التابعين.

٢٧٥

٢١٠٩ ـ حدّثني رجاء بن عبد الله بن رجاء المكي ، قال : إنّه قد رأى في موضع دار الإمارة الجزّارين يعملون ، وهي كانت موضع سوقهم في الزمان الأول.

ولهم أيضا دار القدر التي في زقاق أصحاب الشيرق(١) ، باعها عبد الرحمن بن القاسم بن عبيدة بن خلف الخزاعي من الفضل بن الربيع بعشرين ألف دينار.

ولآل حكيم بن الأوقص السلمي ـ حلفاء بني هاشم ـ : دار حمزة بن عبد الله بن الزبير في السويقة ، ودار درهم في السويقة.

وللمليحيّين الخزاعيين أيضا دار أم إبراهيم التي في زقاق الحذّائين ، اشتراها معاوية ـ رضي الله عنه ـ وكان يقال لها : دار أوس.

وللمليحيّين أيضا : دار ابن ماهان ، وهي دبر دار الإمارة ، ودبر دار الفضل بن الربيع.

ولبني بكر بن عبد مناة بن كنانة : دار عمرو بن سعيد بن العاص ـ الأشدق ـ ودار الطلحيّين التي بفوّهة شعب ابن عامر ، فذلك الرّبع لهم أيضا(٢) .

٢١١٠ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، قال : قال الكلبي : كان ناس من خزاعة من بني مليح يعبدون الشعري في الجاهلية.

__________________

٢١٠٩ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه.

٢١١٠ ـ الكلبي : متروك.

ذكره السيوطي في الدر ٦ / ١٣١ ، وقال : أخرجه الفاكهي ، عن ابن عباس ـ كذا ـ. والشعري : كوكب معروف.

(١) هودهن السمسم : ويقال له : الشيرج. تاج العروس ٢ / ٦٤.

(٢) قارن بما عند الأزرقي ٢ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥.

٢٧٦

٢١١١ ـ حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، في قوله :( وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ) (١) قال : الثريا ،( وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى ) (٢) قال : مرزم الجوزاء.

ذكر

رباع بني عبد المطلب بن عبد مناف

كانت لهم الدار التي لعمرو بن سعيد بن العاص ، فخرجت من أيديهم ، وكانت لهم في الجاهلية.

ولهم حقّهم الذي فيه منازلهم في فوّهة شعب ابن عامر بالمعلاة ، وهي الدار التي يقال لها : دار قيس بن مخرمة ، كانت لهم جاهلية(٣) .

__________________

٢١١١ ـ إسناده صحيح إلى مجاهد.

رواه الطبري ٢٧ / ٤٠ ، ٧٧ من طريق : ابن أبي نجيح وخصيف ، عن مجاهد.

وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦ / ١٢١. وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم.

والمرزم : نجم.

(١) سورة النجم (١).

(٢) سورة النجم (٤٩).

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٣٥.

٢٧٧

ذكر

رباع حلفاء بني المطلب بن عبد مناف

ولآل عتبة بن فرقد السلمى حليف بني المطلب : دارهم التي عند المروة ، وهو شق المروة الأسود ، دار الحرشي المنقوشة. وزقاق آل أبي ميسرة يقال لها : دار ابن فرقد.

ولهم حقّ آل شافع بالثنيّة(١) .

ذكر

رباع بني عبد شمس بن عبد مناف

ولبني عبد شمس بن عبد مناف ، ولبعضهم يقول الشاعر(٢) يمدحه ويمدحهم فقال :

/ رأيتك أمس خير فتى فعالا

وأنت اليوم خير منك أمس

وأنت غدا تزيد الضعف ضعفا

كذاك تسود سادة عبد شمس

فلهم ربع آل سعيد بن العاص ، وهو منقطع. وحق أبي لهب إلى منتهى

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٣٥ ، والثنية هي السفلى (كدى) بالضم.

(٢) سمّاه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ٢ / ١١ ، ٦ / ١٦٣ (أعشى همدان) واسمه : عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث ، وهو شاعر كوفي ، كان أحد الفقهاء القراء ، وكان زوج أخت الشعبي ، والشعبي زوج أخته. خرج مع القراء بقيادة ابن الأشعث ، فقتله الحجاج صبرا. ترجمته في الأغاني ٦ / ٣٣ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ١٨٥. والشعر في العقد الفريد باختلاف يسير.

٢٧٨

حق عبد الله بن عامر بن كريز ، وكان حق ابن عامر ذلك لمعاوية ابن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ.

وكانت دار الحمّام لابن عامر ، فناقله بها معاوية ـ رضي الله عنه ـ وأخذ دار الحمّام التي بأصل جبل تفاحة(١) .

ولهم دار سعيد بن العاص الأكبر ، كانت له ثم لابنه خالد بن سعيد بن العاص ، فهاجر خالد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وتركها ، وكان خالد ـ رضي الله عنه ـ متقدّم الإسلام(٢) .

ولهم دار عمرو بن سعيد ، التي عند النجارين. كانت لآل المطلب بن عبد مناف.

ولآل حرب بن أمية دار أبي سفيان التي صارت لريطة بنت أبي العباس ، إلى جنب دار الوليد ، بينها وبين دار نافع بن علقمة.

ويقال ان دار أبي سفيان تلك كانت لشيبة. وهي دار أبي سفيان التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلم يوم الفتح : «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»(٣) .

٢١١٢ ـ حدّثني عبد الله بن أحمد ، قال : حدّثني أحمد بن محمد ، عن عبد الرحمن بن حسن بن القاسم المكي ، عن أبيه ، عن علقمة بن نضلة ،

__________________

٢١١٢ ـ رواه الأزرقي ٢ / ٢٣٧ بإسناده إلى عبد الرحمن بن حسن بن القاسم بن عقبة ، عن أبيه ، به.

وتجنا : قال الأزرقي : ثنية قريبة من الطائف (٢ / ٢٣٧).

(١) قارن بالأزرقي ٢ / ٢٣٨.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٢٤٠.

(٣) المصدر السابق ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.

وهذه الدار كانت تابعة لوزارة الصحة ، ثم هدمت ، وأصبحت ميدانا ضمن الميادين حول الحرم الشريف. وموقعها نهاية ميدان باب السلام ، على يمين الخارج من المسجد الحرام متجها للمدّعى والجودرية.

٢٧٩

قال : إنّ أبا سفيان ـ رضي الله عنه ـ وقف على ربع الحذّائين ثم ضرب برجله ، وقال : سنام الأرض إن لها سناما ، أيزعم ابن فرقد ـ يعني : عتبة ابن فرقد السلمي ـ أني لا أعرف حقي من حقّه ، لي بياض المروة ، وله سوادها ، وفيما بين مقامي إلى تجنا.

قال : فبلغ ذلك عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ فقال : إنّ أبا سفيان لقديم الظلم ، ليس لأحد حق من الأرض إلا ما أحاطت عليه جدراته.

ولهم دار الوليد بن عتبة ، إلى جنب دار ابن علقمة. وفيها كان يسكن عتبة في الجاهلية. وكانت لحكيم بن حارثة بن الأوقص السلمي ، الذي كان على سفهاء أهل مكة. وكانت دار الوليد تلك لعتبة بن ربيعة(١) .

ولهم دار زياد ، إلى جنب دار أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ كانت فضاء بين دار الحكم بن أبي العاص ، فأراد معاوية ـ رضي الله عنه ـ بناءها ، فمنعه آل الحكم ، فغلبهم معاوية حتى بناها لزياد ، وهي اليوم قطيعة لولد يزيد بن منصور(٢) .

ودار حنظلة بن أبي سفيان التي فيها أصحاب الخرز ، كانت من دور أبي سفيان التي قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيها : «ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».

ولآل أسد بن أبي العيص حقّهم المتّصل بحق آل عبد الله بن عامر الذي يصل حق آل سعيد بن العاص ـ رضي الله عنه ـ.

ولهم دار عبد الله بن خالد بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ ، على الردم الأعلى ، ردم آل عبد الله ، وهو لهم ربع قديم جاهلي. وكان مجلسا لعبد الله بن خالد ، وكان يجلس إليه فيه ابن عمر ـ رضي الله عنهم ـ.

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٤٢.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠.

٢٨٠