أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6274
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6274 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

ولهم الدار التي فوقها ، على رأس الردم ، بينها وبين دار عبد الله بن خالد زقاق ابن هربذ(١) .

ولهم أيضا هنالك دار عتّاب بن أسيد ـ رضي الله عنه ـ التي فيها أصحاب الحمر ، إلى جانب دار أبان بن عثمان ، ويقال لها : دار القسري ، في الزقاق ، وكان على بابها كتّاب أبي عثمان.

ولعتبة بن ربيعة / دار بأجياد الكبير ، في ظهر دار خالد بن العاص بن هشام المخزومي ، وهي الدار التي صارت متوضّيات لأمير المؤمنين.

وكانت لموسى بن عيسى(٢) . وفيها كان يسكن سفيان بن عيينة ، ومات فيها ، فرثاه ابن مناذر(٣) بقصيدة يقول فيها :

من كان يبكي ورعا عالما

فليبك ما عمّر سفيانا

راحوا بسفيان على نعشه

والعلم يكسو منه أكفانا(٤)

ولآل عدي بن ربيعة بن عبد العزّي بن عبد شمس : الدار التي صارت لجعفر بن يحيى ، تقوم [بأجياد](٥) الكبير عند أصحاب السمك ، عمرها بالحجر المنقوش والساج. وكان جعفر بن يحيى اشتراها من أم السائب بنت

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٤٢.

(٢) المرجع السابق.

(٣) هو : محمد بن مناذر ـ مولى بني صبير بن يربوع ـ كان إماما في علم اللغة ، وكلام العرب ، وكان في أوّل أمره ناسكا ملازما للمسجد ، كثير النوافل ، جميل الأمر ، إلى أن فتن برجل ، ففسد أمره.

توفي سنة (١٩٨) أخباره في الأغاني ١٨ / ١٦٩ ـ ٢١٠ ، ومعجم الأدباء ١٩ / ٥٥. والكامل لابن عدي ٦ / ٢٢٧١ ، ولسان الميزان ٥ / ٣٩٠.

(٤) رواها الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٩ / ١٨٤ بسنده إلى الزبير بن بكار ، قال : أنشدني ابراهيم بن المنذر لابن مناذر ، فذكرها. وذكرها المزي في التهذيب ص : ٥١٦ نقلا عن الزبير بسنده ، وأبو الفرج في الأغاني ١٨ / ١٩١ ـ ١٩٢ ، وياقوت في معجم الأدباء ١٩ / ٦٠ ، وابن حجر في لسان الميزان ٥ / ٣٩٢.

(٥) في الأصل (تقوم به أجياد) والتصويب من الأزرقي.

٢٨١

جميع الأموية ـ فيما ذكروا ـ بثمانين ألف دينار ، وهي اليوم لأبي أحمد بن سهل ، وهي خراب ، كان الجزارون ، والخيّاطون حرقوها في فتنتهم(١) .

ويقال إنّ هذه الدار كانت لأبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلّى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عنها ـ وفيها ابتنى بزينب ، أهدتها إليه خديجة ـ رضي الله عنها ـ وفيها ولدت أمامة بنت أبي العاص ـ رضي الله عنهما –(٢) .

٢١١٣ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، وعبد الجبّار ، قالا : ثنا سفيان ، قال : ثنا عثمان بن أبي سليمان ، وابن عجلان ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن عمرو بن سليم الزرقي ، عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال : رأيت النبي صلّى الله عليه وسلم يصلّي وعلى عاتقه أمامة بنت أبي العاص بن الربيع ـ رضي الله عنهما ـ ، فإذا ركع وضعها ، واذا قام من السجود أعادها.

وكان أبو العاص ـ رضي الله عنه ـ من فتيان قريش المعدودين بمكة ، وكان يقال له جرو البطحاء(٣) .

٢١١٤ ـ حدّثني بذلك عمرو بن محمد العثماني(٤) عن الحزامي.

__________________

٢١١٣ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ١ / ٢٠٣ ، ومسلم ٥ / ٣١ ، والنسائي ٣ / ١٠ ، وابن خزيمة ٢ / ٤١ ، والبيهقي ٢ / ٢٦٣ خمستهم من طريق : سفيان به.

ورواه أحمد ٥ / ٣٠٣ ، ٣١١ ، والبخاري ١٠ / ٤٢٦ ، والدارمي ١ / ٣١٦ ثلاثتهم من طريق : عمرو بن سليم الزرقي ، به. ورواه البخاري ١ / ٥٩٠ ، وأبو داود ١ / ٣٣٣ كلاهما من طريق : مالك ، عن عامر بن عبد الله ، به.

ورواه الطيالسي ١ / ١٠٩ من طريق : فليح ، عن عامر ، به.

٢١١٤ ـ الحزامي ، هو : ابراهيم بن المنذر.

(١) ، (٢) ، (٣) الأزرقي ٢ / ٢٤٣.

(٤) تقدّم في الخبر (١٨٢٨).

٢٨٢

ولهم الدار التي صارت لموسى بن عيسى بأجياد الكبير ، يقال انها كانت لعبد شمس. وللعبلات حق بأجياد الكبير ، في ظهر دار الدّومة عند [الحذائين](١) بين حق عيسى بن موسى والوادي ، كانت للحارث بن أمية ، وهبها له أبو جهل بن هشام. وذلك أن هشام بن المغيرة ، وحرب بن أمية توفّيا ، فلم يكن بينهما ـ فيما ذكروا ـ إلا سبعة أيام ، ويقال : بل ماتا في يوم واحد ، فرثى الحارث بن أمية الأصغر هشاما ، ولم يرث حربا فقال :

فما كنت كالهلكى فتبكى بكاءهم

ولكن أرى الهلّاك في جنبه وعلا

ألم تريا أنّ الأمانة أصعدت

مع النعش إذ ولّى فكان لها أهلا

فغضب بنو عبد مناف عليه ، وأخرجوه من بين أظهرهم ، وأغروا به حكيم بن حارثة السلمي(٢) ، فقال :

أقرر بالأباطح كلّ يوم

مخافة أن يشرّدني حكيم(٣)

فوهب أبو جهل للحارث داره هذه التي وصفناها.

وللعبلات(٤) أيضا حق بالثنية ، في حق بني عدي بن كعب ، مهبط الحزنة(٥) . والعبلات : قوم من بني أمية بن عبد شمس الأصغر ، لهم قدر

__________________

(١) في الأصل (الجوابين) والتصويب من الأزرقي ٢ / ٢٤٤.

(٢) صحابي ، كان قبل البعثة قائما على سفهاء قريش ، يردعهم ويؤدبهم باتفاق من قريش. الإصابة ١ / ٣٤٨.

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٤٢ ، وابن الكلبي في جمهرة النسب ٢ / ١٠١ وابن حبيب في المنمّق ص : ٢٨٦ ، وابن حزم في الجمهرة ص : ٢٦٣ ، وابن حجر في الاصابة ١ / ٣٤٨.

(٤) العبلات : نسبة إلى جارية من تميم ، اسمها (عبلة) ـ بالفتح ـ بنت عبيد بن جادل بن قيس التميمية ، تزوجها عبد شمس بن عبد مناف ، فولدت له أمية الأصغر وعبد أمية ، وأبناؤهما يسمّون العبلات.

نسب قريش ص : ٩٨ ، وجمهرة ابن حزم ص : ٧٤. والأغاني ١ / ٢٠٩ ـ ٢١٠.

(٥) الأزرقي ٢ / ٢٤٤.

والحزنة : هي الثنية المجاورة لثنية (كدى) بالضم. وتقع في جبل الكعبة اليوم ، تهبط على الحفائر.

٢٨٣

وشرف ، وكانت منهم الثريّا(١) بنت علي بن عبد الله بن الحارث بن أمية الأصغر ، فتزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف.

٢١١٥ ـ فحدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : تزوّجها سهيل بن عبد الرحمن وهي مولاة الغريض ، فقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي :

أيّها المنكح الثريّا سهيلا

عمرك الله كيف يلتقيان

هي شامية إذا ما استهلّت

وسهيل إذا استهلّ يماني

يريد (أن عبد المجيد بن سهيل)(٢) من أهل المدينة ، وأن الثريّا من أهل مكة ، فجعل ذلك مثلا.

٢١١٦ ـ قال الزبير ـ ولم أسمعه منه ـ حدّثنيه محمد بن ابراهيم الكوفي ، عنه قال : لما قال عمر بن أبي ربيعة المخزومي :

من رسولي إلى الثريّا فإنّي

ضقت ذرعا بهجرها والكتاب

هي مكنونة تحيّر منها

في أديم الخدّين ماء الشباب

أبرزوها مثل المهاة تهادى

بين خمس كواعب أتراب

ثم قالوا : تحبها؟ قلت : بهرا

عدد القطر والحصى والتراب

__________________

٢١١٥ ـ ذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ٢٣٤ ، ومصعب ص : ١٥١ ، وابن قتيبة في الشعر والشعراء ٢ / ٥٥٨ ، وابن حزم في الجمهرة ص : ٧٦ ، والمبّرد في الكامل ٢ / ٥٩٨ ، والفاسي في العقد ٦ / ٣١٣. وديوان عمر ص : ٤٣٨.

٢١١٦ ـ ذكره أبو الفرج في الأغاني ١ / ٢٢٢ بسنده إلى الزبير. والمبرّد في الكامل ٢ / ٥٩٩ ـ ٦٠٠ ، ٦٠٦.

(١) ترجمتها في الكامل للمبرّد ٢ / ٥٩٧ ، والعقد الثمين ٨ / ١٩٢.

(٢) كذا في الأصل ، وأظن أنّ في الاسم قلبا وتصحيفا. فالمشهور أنّ الذي تزوّج الثريّا هو سهيل بن عبد الرحمن بن عوف ، وقيل (سهيل بن عبد العزيز بن مروان).

٢٨٤

قال : فقال له ابن(١) أبي عتيق : والله لا كان المبلّغ لهذا الشعر غيري.

فارتحل من المدينة حتى أتى مكة ، فصادف الثريّا في الطواف ، فقالت : يا ابن أبي عتيق ، ما جاء بك ، وليس هذا أوان الحج؟ فقال لها : أبيات لعمر.

قالت : أنشدني ، فأنشدها :

من رسولي إلى الثريّا فإنّي

ضقت ذرعا بهجرها والكتاب

حتى أتى على آخرها ، فقالت : أدّى الله عن أمانتك ، فقد أديت. قال : فصرف راحلته وخرج راجعا.

وربع آل عقبة بن أبي معيط ما بين دار سعيد بن العاص ، ودار الحكم ، ممّا يلي النجّارين. وهي الدّار التي يقال لها : دار الهرابدة ، في الزقاق الذي يخرجك إلى النجّارين ، قبالة ربع كريز بن خبيب بن عبد شمس ، إلى مسكن ابن أبي روّاد ، إلى الزقاق الأسفل الذي يخرج إلى البطحاء ، عند حمّام ابن عمران العطّار.

فذلك الربع يقال له : دار ابن أبي معيط(٢) .

وربع كريز بن خبيب بن عبد شمس : الدار التي في ظهر دار أبان بن عثمان ، مما يلي الوادي عند النجّارين ، إلى زقاق بن هربد(٣) ، كان يستوحش فيه في أول الزمان ، ولا يكاد أحد يدخله بليل ، كان أهل مكة يفرقون به صبيانهم فيما زعموا :

أين الضبع راقده

في زقاق الهرابده.

فذلك الربع ربع كريز بن خبيب بن عبد شمس في الجاهلية.

ولعبد الله بن عامر بن كريز الدار التي في الشعب.

__________________

(١) ابن أبي عتيق ، هو : عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن التيمي.

(٢)، (٣) الأزرقي ٢ / ٢٤٣.

٢٨٥

والشعب كله من ربعه ، من دار قيس بن مخرمة الى ثنيّة أبي مرحب ، إلى موضع من ثنية أبي مرحب نادر من الجبل ، شبه البخت ، هو قائم إلى يومنا هذا ، يشبه الميل الأخضر ، يقال : إنّ ذلك كان علما بين معاوية ، وبين عبد الله بن عامر ، فما كان في وجهه ممّا يلي حائط عوف ، فذلك لمعاوية ـ رضي الله عنه –(١) .

ولآل سمرة بن خبيب دار بأسفل مكة ، عند خيام عنقود. وعنقود : إنسان كان يبيع الرؤس هنالك(٢) .

ولهم دور عبد الله بن عامر التي في الشعب ، التي يقال لها : شعب المطابخ. كان لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ. ويقال : كان في فناء دورهم هذه سوق الغنم القديم ، يقال له اليوم : دار سمرة(٣) . ولآل عمرو بن عثمان دار عند الخياطين ، صارت لعمر ـ رضي الله عنه ـ. / وفي الإسلام كانت قبله لآل السباق بن عبد الدار بن قصي ، ويقال : بل كانت لأبي أمية بن المغيرة(٤) .

٢١١٧ ـ فحدّثني أبو عبيدة محمد بن محمد ، قال : حدّثني [ابن](٥) رفيع ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم بعد فتح مكة بأيام استبطأ الناس في صلاة الظهر ، فقال : «إنّ حول هذا المسجد ناسا يبطئون عن هذه الصلاة ، لقد هممت أن آمر ببيوتهم تدمّر عليهم» ، فبلغ ذلك أناسا فخرجوا ،

__________________

٢١١٧ ـ إسناده ضعيف.

(١) ، (٢) المرجع السابق ٢ / ٢٤٣ ـ ٤٤٤.

(٣) المصدر السابق ٢ / ٤٤٤.

(٤) المصدر السابق ٢ / ٢٤٠ ، ٢٥٤.

(٥) سقطت من الأصل. وأثبتها من السندين (٦١٦ و ١٣٦٣) وسيأتي ـ إن شاء الله ـ برقم (٢١٤٢).

وابن رفيع ، اسمه : حفص بن عمر بن رفيع ، لم أقف عليه.

٢٨٦

وكان صلّى الله عليه وسلم ـ عنى بذلك قوما من بني عبد الدار من بني السباق ، وكانوا في الربع الذي صار للخزاعيين ، وكانوا حلفاءهم.

ولآل سمرة حق عند شعب ابن عامر ، وهي الدار التي عند قرن مصقلة(١) .

ولهم دار مروان بالثنية ، كانت لبني سهم ، ابتاعها من آل سمير بن موهبة(٢) .

ولآل الحكم بن أبي العاص : الدار التي دبر دار أبي سفيان ، ودبر دار زياد بنحر الطريق ، كانت لوهب بن عبد مناف بن زهرة ، ثم صارت لأمية ابن عبد شمس ، أخذها في ضرب الثنية(٣) ، وهي الدار التي صارت لعيسى ابن موسى(٤) . وهنالك طريق إلى جنب دار الحكم وإلى جنب دار أبي سفيان تسلك إلى بين الدارين ، وإلى أصحاب القوارير.

٢١١٨ ـ حدّثني ابراهيم بن يعقوب ، أنه سمع بعض المشيخة يذكرون ، أنه كان يسمع أن الناس كانوا يسرعون المشي إذا بلغوا هذا الموضع ، ويقولون : انه يخسف هنالك برجل. والله أعلم كيف ذلك.

٢١١٩ ـ وحدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، قال : قال

__________________

٢١١٨ ـ إسناده ضعيف.

٢١١٩ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

ذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ٩٦ نقلا عن الفاكهي بسنده.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٧٠.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٢٤١.

(٣) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (اليتيه) ، وقال : ولتلك الضربة قصة مكتوبة. قلت : ما عند الأزرقي أقرب ، ولم أقف على قصة الضربة هذه.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٤٠.

٢٨٧

ابن جريج : أخبرني عكرمة بن خالد ، قال : إنّ أوس بن [سعد](١) بن أبي سرح ـ أخا بني عامر بن لؤي ـ قال : كان لنا مسكن في دار الحكم ، فقال عبد الملك في إمارته : بعني مسكنك الذي في دار أبي العاص. قال : قلت : ما هي بدار أبي العاص ، ولكنها دارنا ، كانت لنا في الجاهلية ثم أسلمنا فيها. قال : ما كانت لكم إلا عمرى(٢) . قال : قلت : انما كانت هي لنا بقضاء رسول الله صلّى الله عليه وسلم. قال : صدقت ، فبعنيها. قال : قلت : أمّا بمال فلا ، [لا](٣) أبيعكها إلا بدار. قال : فأنظر أي دوري شئت بمكة. قال : دار أيوب بن أبي الأخنس. قال : تلك دار من دور مروان. قال : ولكن غيرها.

قال : قلت : دار حرماس. قال : هي لك بها. قال : فبعتها إياه بدار حرماس.

ولآل هبّار بن نوفل بن عبد شمس : دار بأجياد الصغير ، في ظهر دار الحارث بن أمية(٤) .

وللربيع بن عبد العزى : دار بأسفل مكة عند دار آل سمرة بن خبيب ، عند خيام عنقود(٥) .

ولآل محرز بن حارثة ، خليفة عتاب بن أسيد على مكة في سفر سافره وكان من ولده العلاء بن عبد الرحمن على الربع أيام ابن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ؟.

__________________

(١) في الأصل (سعيد) وهو صحابي ، من مسلمة الفتح ، ترجمه ابن حجر في الاصابة ١ / ٩٦.

(٢) العمرى : أن يدفع دارا أو أرضا ، فيقول : هذه لك عمري ، أو عمرك ، إن أنا متّ رجعت الدار إلى أهلي. وكذلك كان فعلها في الجاهلية.

(٣) سقطت من الأصل.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٥٨.

(٥) المصدر السابق ٢ / ٢٤٤.

٢٨٨

ولآل عمرو بن عثمان : الدار التي يقال لها دار قدامة ، في حق بني سهم ، ابتاعها عمرو من آل قدامة في الإسلام(١) .

ولعبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد : الدار التي بأعلى مكة ، التي كان السري بن عبد الله ابتاعها ، ثم صارت لابراهيم بن ذكوان الحرّاني(٢) .

ولمعاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ الدور الست ، ليس بينهن لأحد فصل ، وهي متوالية ، وهي : دار الرقطاء ، وانما سميت الرقطاء ، لأنها بنيت بالآجرّ الأحمر والجصّ ، فكانت رقطاء. وكانت قد أقطعت ، ثم قبضت في الصوافي.

/ ومنها الدار البيضاء التي على المروة ، بابها من ناحية المروة ، ووجهها شارع في الطريق العظمى بين الدارين ، وكانت فيها طريق إلى جبل الديلمى(٣) ، حتى كان زمن العباس بن محمد ، فسدّ تلك الطريق ، فهي مسدودة إلى اليوم. وقد كانت قبضت لأم المستعين بالله ، تسلمها لها يحيى بن الربيع ، مع دار القوارير وغيرها سنة ثمان وأربعين ومائتين ، وانما سميت دار البيضاء لأنها بنيت بالجصّ ثم طليت به ، فكانت بيضاء كلّها.

ومنها دار المراجل ، وهي في أصل جبل الديلمى. فأما دار المراجل فكانت لآل المؤمّل من بني عدي بن كعب ، فابتاعها معاوية ـ رضي الله عنه ـ. وانما سمّيت دار المراجل لأنه كان فيها قدور صفر كان يطبخ فيها طعام الحاجّ ، وطعام شهر رمضان في زمن معاوية ـ رضي الله عنه ـ ، ثم صارت بعد ذلك لورثة سليمان بن علي بن عبد الله بن عبّاس(٤) .

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٦٤.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٢٨٥.

(٣) سيأتي ذكره ـ إن شاء الله ـ.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٣٧.

٢٨٩

وكانت دار لبابة بنت علي بن عبد الله بن عباس التي عند القوّاسين لحنظلة بن أبي سفيان ، ودار زياد كان موضعها رحبة بين دار أبي سفيان ودار حنظلة بن أبي سفيان في وجه دار سعيد بن العاص ودار الحكم ، وكانت تلك الرحبة يقال لها : بين الدارين ، يعنون دار أبي سفيان ، ودار حنظلة ، وبذلك سمّي : بين الدارين. وكانت العير إذا قدمت مكة تحمل الحبوب والحنطة انما كانت تحطّ بين الدارين ، وتناخ فيها ، فلما استلحق معاوية زيادا ، خطب إلى سعيد بن العاص أخته ، فردّه ، فشكاه إلى معاوية ـ رضي الله عنه ـ فقال معاوية ـ رضي الله عنه ـ : لأقطعنّك له ربعا بمكة ، ولأفسدن عليه وجه داره ، فأقطعه هذه الرحبة ، فبناها في وجه دار سعيد ووجه دار الحكم ، فتكلّم مروان بن الحكم في ذلك ، فترك له تسعة أذرع ، ولم يترك لسعيد إلا نحوا من أربعة أذرع ، لا يمر فيها حمل الحطب(١) .

وله دار أوس التي كانت فيها الجزارون والحدّادون. وهي الدار التي صارت لسلسبيل أم زبيدة ، في ظهر دار الخزاعيين ، كانت لناس من خزاعة ، فابتاعها منهم معاوية ـ رضي الله عنه ـ وبناها. وأوس التي نسبت إليه الدار رجل خزاعي(٢) .

ولمعاوية ـ رضي الله عنه ـ الدار التي يقال لها دار ببّة ، على الردم بالمعلاة. وببّة(٣) اسمه : عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ، وهو الذي قتلته السمائم فيما ذكر عن الزبير ، بين مكة والمدينة ، وكانت أمه تنقّزه وهي تقول :

__________________

(١) المصدر السابق ٢ / ٢٣٩.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٢٣٨.

(٣) صحابي ، أخو معاوية لأمه ، ولي البصرة لابن الزبير ، مات سنة ٧٩. الاصابة ٢ / ٥٨ ـ ٥٩.

٢٩٠

يا أبّة يا أبّة

لأنكحنّ ببةّ

جارية في نقبه

تسمّى أمّ عقبه

تسود أهل الكعبة(١)

وهي الدار التي صارت لعيسى بن موسى(٢) .

ولمعاوية ـ رضي الله عنه ـ الدار التي يقال لها : دار سلم ، صارت لسلم ابن زياد في خلافة يزيد بن معاوية ، ويقال : انها كانت من دار الحمّام ، ويقال : إنّ سلما كان قيّما عليها. وهي اليوم لولد العبّاس بن محمد(٣) .

ولمعاوية ـ رضي الله عنه ـ دار رابعة بأعلى مكة ، وهي تقابل دار الحمّام ، وهي التي في وجهها اليوم دور بني غزوان ، وهي عند سوق الظهر في أصل قرن مصقلة(٤) .

ولمعاوية ـ رضي الله عنه ـ دار الشعب ، بالثنية ، كانت لبني عدي بن كعب فابتاعها معاوية منهم(٥) .

ولمعاوية ـ رضي الله عنه ـ الدار التي في زقاق الحدّادين ، التي عند منزل ابن أخي سفيان بن عيينة. ويعرف هذا الزقاق فيما مضى بياسين / وكان يقال له : دار مال الله ـ تعالى ـ كان يكون فيها المرضى ، وكانت من رباع بني عامر بن لؤي ، فابتاعها منهم معاوية ـ رضي الله عنه –(٦) .

ولمعاوية ـ رضي الله عنه ـ الدار التي يقال لها دار سعد. وسعد هذا يقال له : سعد القصر ، غلام معاوية ـ رضي الله عنه ـ وكان بناها سعد بالحجارة

__________________

(١) المنمّق ص : ٤٣٢ ، جمهرة اللغة ١ / ٢٤ ، تاريخ الطبري ٧ / ٢٦ ، سير النبلاء ٣ / ٥٣٠.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٣٨.

(٣) المصدر السابق.

(٤) ، (٥) ، (٦) المصدر السابق ٢ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

٢٩١

المنقوشة ، فيها التماثيل مصوّرة في الحجارة ، وكانت فيها طريق تمر فيها القباب والمحامل من السويقة ، وكان بينها وبين دار عيسى بن علي ، ودار سلسبيل طريق في زقاق ضيّق ، فصارت لعبد الله بن مالك بن الهيثم ، فهدمها وسدّ الطريق التي كانت في بطنها ، وأخرج للناس طريقا تمرّ بها المحامل والقباب ، وكان الزقاق الضيّق ، بينها وبين دار عيسى بن علي ، وهي دار عبد الله بن مالك ، التي في ظهر دار عيسى بن علي في زقاق الجزارين. ويقال : انها كانت لسعد بن أبي طلحة العبدري ، فابتاعها منه معاوية ـ رضي الله عنه ـ(١) .

٢١٢٠ ـ فحدّثني أبو العباس الفضل بن حسن ، عن عمير بن عبد الوهاب الرباحي ، قال : ثنا عامر بن صالح بن رستم ، عن أبيه عن أبي يزيد ، عن ذكوان مولى عائشة ، قال : إنّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ دخل على عائشة ـ رضي الله عنها ـ منزلها ، فقالت : أنت الذي عمدت إلى مكة فبنيتها مدائن وقصورا وقد أباحها الله ـ عزّ وجلّ ـ للمسلمين وليس أحد أحق بها من أحد؟ قال : يا أمّ المؤمنين ، إنّ مكة كداء(٢) ، ولا يجدون ما يكنّهم من الشمس والمطر ، وأنا أشهدك أنها صدقة عليهم. فقال أبو زيد المدني : اشهدوا على شهادة ذكوان أنها صدقة.

ودار عمر بن عبد العزيز بن مروان ، وعبد العزيز الذي يقال له : الأعرابي وقد نزل به وأضافه ، فأنشأ يقول :

__________________

٢١٢٠ ـ شيخ المصنّف ، وشيخ شيخه لم أعرفهما ، وبقية رجاله موثّقون.

وأبو يزيد المدني ، تابعي روى عن عباس وغيره ، قال أبو زرعة : لا أعلم له إسما.

وثّقه ابن معين. تهذيب الكمال ص : ١٦٥٩.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٣٨.

(٢) أي : أرض غليظة ، لأنّها تكدّ الماشي فيها وتنقبه. النهاية ٤ / ١٥٥.

٢٩٢

كلّ يوم تخاله يوم أضحى

عند عبد العزيز أو يوم فطر

وله ألف صحفة من رخام

واسعات يمدّها ألف قدر

ولعمر بن عبد العزيز ـ رضي الله عنه ـ داره ، وكانت قبله لناس من بني الحارث بن عبد مناة ، ثم ابتاعها الوليد بن عبد الملك ، فبناها له عمر بن عبد العزيز ، ثم توفّي الوليد قبل أن يفرغ منها ، ثم صارت بعد ذلك إلى عمر ابن عبد العزيز ، فتصدّق بها على الحاج والمعتمرين ، وكتب صدقتها ، ووضع ذلك الكتاب في خزانة الكعبة عند الحجبة ، وولّاهم القيام بأمرها وجعلها إليهم. ويقال : إنّ الوليد كان وهبها لعمر ـ رضي الله عنه ـ قبل أن يموت ، ويقال : بل كان عمر ـ رضي الله عنه ـ علم أنّ ذلك ممّا رأى الوليد ، وأنه أشهده على ذلك ، فخرج عمر ـ رضي الله عنه ـ من تسليمها إلى ورثة الوليد ، وخافهم ألا ينفذوا رأيه فيها ، فلم تزل على حالها حتى قبضت أموال بني أمية ، فقبضت معها ، فأقطعها يزيد بن منصور ، ثم ردّها المهدي على ورثة عمر ـ رضي الله عنه ـ فقبضها الحجبة ، فكانت بأيديهم على ما كانت ، وعملوا فيها تابوتا(١) لكعبة الخلق ، وهما تابوتان ، أحدهما جديد عمل في سنة ثمان وأربعين ومائتين ، والآخر خلق عمل قديما في دار عمر بن عبد العزيز. ثم تكلّم فيها ولد يزيد بن منصور ، فردّت عليهم / ، ثم صارت لأمير المؤمنين هارون ، قبضها له حمّاد البربري ، فلم تزل حتى كان زمن المعتصم بالله ، فردّها على ولد عمر بن عبد العزيز ، فهي بأيديهم إلى اليوم(٢) .

__________________

(١) أي : الصندوق الذي يحرز فيه ما يخص الكعبة.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٤٠ ـ ٢٤١.

٢٩٣

ذكر

رباع حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف

ولحلفاء بني عبد شمس ، ثم لآل جحش بن رئاب الأسدي : الدار التي على ردم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ بالمعلاة ، ثم صارت لأبان بن عثمان بن عفّان ـ رضي الله عنهما ـ ، عندها الروّاسون اليوم ، فلم تزل هذه الدار في أيدي آل جحش ، وهم بنو عمة رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأمّهم أميمة بنت عبد المطلب(١) .

٢١٢١ ـ حدّثني ابن أبي سلمة ، قال : ثنا محمد بن الحسن ، قال : ثنا عبد العزيز الزهري ، عن ابن أخي ابن شهاب الزهري ، ومحمد بن عبد العزيز ، عن الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة ، قال : كانت أميمة بنت عبد المطلب عند جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كثير بن غنم ابن دودان بن أسد بن خزيمة ، فولدت له عبد الله ، وأبا أحمد الأعمى واسمه محمّد ، وعبيد الله الذي تنصّر بأرض الحبشة ، وزينب التي كانت تحت زيد بن حارثة ، ثم خلف عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وفيها أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ :( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) (٢) ، وحمنة بنت جحش ، وأمّ حبيبة بنت جحش.

__________________

٢١٢١ ـ أنظر طبقات ابن سعد ٨ / ٤٥ ـ ٤٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ٨٨ ، والمحبّر ص : ٦٣ ، والمنمّق ص : ٤٤٥. وكذلك سيرة ابن هشام ٢ / ١١٤.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٤٤.

(٢) سورة الأحزاب (٣٧).

٢٩٤

وأبو أحمد الذي كان يقول ، وكان شاعرا ، وهو يطوف أسفل مكة وأعلاها بغير قائد:

يا حبّذا مكة من وادي

[أرض] بها أهلي وعوّادي

[أرض] بها أمشي بلا هادي(١)

وكان أبو سفيان بن حرب حين هاجر آل جحش ، وكانت دارهم من الدور التي أدعيت في الهجرة ، لأنهم خرجوا جميعا الرجال والنساء إلى المدينة مهاجرين ، وتركوا دارهم خالية ، وهم حلفاء حرب بن أمية ، فعمد أبو سفيان إلى الدار فباعها من عمرو بن علقمة أخي بني عامر بن لؤي ، فلما بلغ آل جحش أن [أبا](٢) سفيان هذا باعها ، تركوه حتى كان يوم الفتح ، فلما كان يوم الفتح أتى أبو أحمد رسول الله صلّى الله عليه وسلم فكلّمه فيها ، وقال : يا رسول الله ، إنّ أبا سفيان باع دارنا. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلم ـ فيما سمعت بعض فقهاء مكة ـ : «إن صبرت كان خيرا لك ، وكانت لك بها دار في الجنة».

فقال أبو أحمد حينئذ : فإنّي أصبر ، فتركها أبو أحمد ، ثم اشتراها بعد ذلك يعلى بن أمية حليف بني نوفل بن عبد مناف فيما ذكروا(٣) .

وقال أبو أحمد بن جحش لأبي سفيان في ذلك ، وهو يعيّر أبا سفيان ببيع داره ، وكانت تحته الفارعة بنت أبي سفيان :

أبلغ أبا سفيان أمرا

في عواقبه [الندامه](٤)

دار ابن اختك بعتها

تقضي بها عنك الغرامه

__________________

(١) تقدّمت في الخبر (١٤٣٠).

(٢) سقطت من الأصل.

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، وسيرة ابن هشام ٢ / ١٤٥.

(٤) في الأصل (نوامة). وأنظر الأزرقي ٢ / ٢٤٥ ، وابن هشام ٢ / ١٤٥ ، وابن سعد ٤ / ١٠٢ ـ ١٠٣ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٢٦٩.

٢٩٥

فاذهب بها اذهب بها

طوّقتها طوق الحمامه

فلأتركنّك سبّة

بين الأباطح من تهامه

اذهب إليك بخزيها

وشنارها حتى القيامه

عقدي وعقدك واحد

ألّا عقوق ولا أثامه

وقال أبو أحمد أيضا وهو يذكر الذي بينه وبين أمية من الحلف :

أبني أمية كيف أظلم فيكم

وأنا ابنكم وحليفكم في العسر(١)

/ لا تنقضوا حلفي وقد حالفتكم

عند الجمار عشية النّفر

وعقدت حبلكم بحبلي جاهدا

وأخذت منكم أوثق النّذر

ولقد أتاني غيركم فأبيتهم

وذخرتكم لنوائب الدّهر

فوصلتم رحمي بحقن دمي

ومنعتم عظمي من الكسر

لكم الوفاء وأنتم أهل له

إذ في بيوت سواكم [](٢) الغدر

منع الرقاد فما أغمض ساعة

همّ يضيق بذكره صدري

٢١٢٢ ـ فحدّثني عبد الله بن شبيب الربعي ـ أبو سعيد ـ قال : حدّثني يحيى بن ابراهيم بن داود ، قال : حدّثني اسحاق بن جعفر بن محمّد ، عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : بينما عبد الملك بن مروان يسير عند دور ابن جحش ، وهو عند

__________________

٢١٢٢ ـ ذكره ابن حبيب في المنمّق ص : ٢٨٧ ـ ٢٨٨.

(١) في الأصل (وأنا ابنكم وحليفكم في العسر واليسر) فحذفت اللفظة الأخيرة ، لعدم وجودها في المراجع ، ولاختلال الوزن.

(٢) سقطت من هنا لفظة لم أعرفها. وهكذا جاء هذا البيت في المنمّق ص : ٢٨٧ ، وجاء عند الأزرقي (إذ في سواكم أقبح الغدر) ولا يستقيم الوزن على الروايتين. والأبيات عند الأزرقي ٢ / ٢٤٦ ، وذكر البلاذري بيتين منهما فقط.

٢٩٦

المروة ، ـ هكذا قال أبو سعيد ـ أنشدني عبد الملك بن مروان قول أبي أحمد ابن جحش :

ولقد أتاني غيركم فأبيتهم

وذخرتكم لنوائب الدهر

فأقبل عبد الملك عليّ ، فقال : يا أبا عبد الله(١) من دعاه؟ قال : بنو أسد بن عبد العزّى. قال عبد الملك : ما أحسن الصدق.

٢١٢٣ ـ حدّثني علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، قال : ثنا ابراهيم بن سعد ، عن [ابن](٢) اسحاق ، قال : ثم قدم المدينة بعد عامر بن ربيعة عبد الله بن جحش ، وكانت عنده الفارعة بنت أبي سفيان ، فغلّقت دار بني جحش ، فمرّ بها عتبة بن ربيعة ، والعباس بن عبد المطلب ، وأبو جهل بن هشام بن المغيرة ـ وهي دار أبان بن عثمان ـ رضي الله عنهما ـ اليوم التي بالردم ـ وهم مصعدون إلى أعلى مكة ، فنظر إليها عتبة بن ربيعة تخفق أبوابها ليس فيها ساكن ، فلما رآها كذلك تنفّس الصعداء ، ثم قال:

وكلّ دار ولو طالت سلامتها

يوما ستدركها النكباء والحوب

أضحت دار بني جحش خلاء من أهلها.

فقال له أبو جهل : ما تبكي عليه من تل مرتل. ثم قال : ذلك عمل ابن أخي هذا ، فرّق جماعتنا ، وشتّت أمرنا ، وقطع بيننا. قال : وقال أبو أحمد ، وهو يذكر هجرة قومه من بني أسد إلى الله وإلى رسوله ، وايفاءهم في ذلك حين دعوا إلى الهجرة :

__________________

٢١٢٣ ـ ذكره ابن هشام في السيرة ٢ / ١١٤ ـ ١١٥ ، والبلاذري في أنساب الأشراف ١ / ٢٥٩.

وقال ابن هشام : هذا البيت لأبي داود الإيادي في قصيدة له. والحوب : التوجّع ، وقيل : الإثم.

(١) هي كنية عروة بن الزبير الأسدي.

(٢) في الأصل (أبي) وهو خطأ.

٢٩٧

لو حلفت بين الصفا أمّ أحمد

ومروتها بالله برّت يمينها

لنحن الألى [كنّا](١) بها ثم لم نزل

بمكة حتى عاد غثّا سمينها

بها خيّمت غنم بن دودان وابتنت

ومنها غدت حقّا وخفّ قطينها

إلى الله تغدو بين مثنى [وواحد](٢)

ودين رسول الله بالحقّ دينها

ثم صارت هذه الدار بعد ذلك لعمرو بن عثمان(٣) .

ولآل جحش أيضا الدار التي بالثنية في حق آل مطيع بن الأسود. ويقال لها : دار كثير بن الصلت الكندي ، ابتاعها من آل جحش ، وهي دار / الطاقة(٤) .

ولأبي الأعور السلمي ، واسمه : عمرو بن سفيان بن [سعد](٥) بن قايف ابن الأوقص ، الدار التي يقال لها : دار حمزة. كانت [لمعاوية](٦) فلما اصطفاها ابن الزبير وهبها لابنه حمزة بن عبد الله بن الزبير ، فكانت لحمزة ، ثم صارت ليحيى بن خالد بن برمك ، وهي تتصل بحق الخزاعيين. وهي شارعة في السويقة ، وهي تعرف بحمزة بن عبد الله ابن الزبير ، وهي اليوم في الصوافي.

ودار يعلى بن منية التي كانت على قفا(٧) المسجد ، يقال لها : ذات الوجهين ، كان لها بابان ، وكان يكون فيها العطّارون ، وكانت ممّا يلي الباب

__________________

(١) في الأصل : (ظنا).

(٢) في الأصل (وموحد) والتصويب من سيرة ابن هشام ٢ / ١١٦ ، وأنساب الأشراف ١ / ٢٦٨.

( ٣ )، (٤) الأزرقي ٢ / ٢٤٦.

(٥) في الأصل (سعيد) ، وعمرو هذا كان من قوّاد معاوية ، وأثبت له أبو أحمد الحاكم ، ومسلم وابن معين ، وغيرهم : الصحبة ، ونفاها عنه أبو حاتم وابن حبّان في الثقات ٥ / ١٦٩. وأنظر الاصابة ٢ / ٥٣٣.

(٦) في الأصل (لحمزة) وهو خطأ صوبته من الأزرقي ٢ / ١٤٨.

(٧) كذا في الأصل ، وعند الأزرقي (فناء).

٢٩٨

الذي يقال له : باب بني شيبة ، دخلت في المسجد الحرام(١) .

٢١٢٤ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبيد الله بن أبي يزيد ، قال : إنّ عبد الرحمن بن طارق بن علقمة أخبره ، عن أمه : أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان إذا جاء مكانا من دار يعلى(٢) ـ نسيه عبيد الله ـ استقبل البيت فدعا ، وكنت أنا أنصرف وعبيد الله ابن كثير ، حتى إذا جئنا ذلك المكان استقبل البيت ودعا ، وقال : بلغني : في هذا المقام نبيّ. وكانت قبل يعلى بن منية ـ فيما زعموا ـ لغزوان بن جابر.

[دفعها عتبة بن غزوان لما هاجر إلى أمية](٣) بن أبي عبيدة بن همّام [والد](٤) يعلى بن منية ، فأمسك عتبة عن الكلام فيها لما رأى من سكات رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن دوره ورباعه. وأمر كلّ من هاجر إلى المدينة أن يمسكوا عمّا تركوه حتى فارقوه(٥) .

ودار آل الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغساني حليف المغيرة ابن أبي العاص ، دخلت في المسجد ـ فيما يقال ـ(٦) .

__________________

٢١٢٤ ـ شيخ المصنّف لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

رواه أحمد ٦ / ٤٣٦ ـ ٤٣٧ ، والبخاري في الكبير ٥ / ٢٩٨ ، وأبو داود ٢ / ٢٨٢ ، والنسائي ٥ / ٢١٣ ، والمزّي في تهذيب الكمال ٢ / ٧٩٦ كلّهم من طريق ابن جريج ، به.

وذكره ابن حجر في الاصابة ٤ / ٤٥٣ وعزاه لابن أبي عاصم.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٤٨.

(٢) هو : يعلى بن أمية بن أبي عبيدة بن همّام بن الحارث التميمي الحنظلي. ويقال له : يعلى بن منية ، ومنية : أمّه ، وقيل : هي أم أبيه. ويعلى صحابي من مسلمة الفتح. الاصابة ٣ / ٦٣٠. وسير النبلاء ٣ / ١٠٠.

(٣) سقطت من الأصل ، ولا بد منها ، وأنظر الأزرقي. وعتبة بن غزوان بن جابر : صحابي ، من السابقين الأولين. الاصابة ٢ / ٤٤٨.

(٤) في الأصل (بن يعلى أبي) وهو خطأ ، وأنظر ترجمة أمية بن أبي عبيدة في الاصابة ١ / ٨٠.

(٥) الأزرقي ٢ / ٢٤٥.

(٦) المصدر السابق ٢ / ٢٤٧.

٢٩٩

ودار كانت ليعلى بن منيه عند الخيّاطين ، ابتاعها من آل صيفي ، فأخرجه الذّرّ منها ، وهي التي صارت لزبيدة(١) .

٢١٢٥ ـ حدّثني ميمون بن الحكم الصنعاني ، قال : ثنا محمد بن جعشم ، عن ابن جريج ، قال : حدّثت أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان إذا جاء بابا في دار يعلى عند الخيّاطين استقبل البيت فدعا ، وخرج إليه بنات غزوان ـ وكن مسلمات ـ فدعين معه.

ودار الحضرمي ، واسم الحضرمي : عبد الله بن عمّار ، حليف عتبة بن ربيعة ـ عند المروة يقال لها : دار طلحة بن داود ، وهو داود بن الحضرمي ، وهذه الدار بين دار الأزرق بن عمرو ، وبين دار عتبة بن فرقد السلمي(٢) .

وقد روى ابن جريج عن طلحة بن داود.

٢١٢٦ ـ حدّثنا ابن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن طلحة بن داود ، قال : إنّ النبي صلّى الله عليه وسلم قال : «نعم المرضعون أهل نعمان».

__________________

٢١٢٥ ـ إسناده مرسل.

٢١٢٦ ـ إسناده مرسل.

رواه عبد الرزاق ٧ / ٤٨٥ من طريق : ابن جريج ، قال : أخبرني عنبسة مولى طلحة ابن داود ، أنه سمع طلحة بن داود ، يقول : فذكره ، ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في الكبير ٨ / ٣٧٣. وذكره الهيثمي في المجمع ١٠ / ٥٠ ، وقال : وفيه عنبسة مولى طلحة بن داود ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٢١٩ وعزاه للطبراني وأبي نعيم في الصحابة ، وقال : طلحة بن داود ، غير منسوب ، وقال سعيد بن يعقوب : ليس له صحبة أه. قلت : طلحة بن داود هذا نسبه الفاكهي ، فقال : وهو داود بن الحضرمي. وهذه النسبة تضاف إلى ترجمة طلحة في الإصابة.

(١) المرجع السابق ٢ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، والذّر : صغار النمل.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٤٩.

٣٠٠