أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء ٣

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه0%

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

مؤلف: أبي عبد الله محمّد بن إسحاق ابن العبّاس الفاكهي المكّي
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف:

ISBN: 964-493-171-8
الصفحات: 419
المشاهدات: 6339
تحميل: 360


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 419 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 6339 / تحميل: 360
الحجم الحجم الحجم
أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه

أخبار مكّة في قديم الدّهر وحديثه الجزء 3

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ISBN: 964-493-171-8
العربية

فلهم دار أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ في خطّ بني جمح ، وفيها بيت أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ الذي دخل عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلم فيه ، وهو على ذلك البناء إلى اليوم. ومنه هاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر ـ رضي الله عنه ـ. وفي هذا البيت كان أبو قحافة ـ رضي الله عنه ـ يسكن بعد أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ. وبقي أبو قحافة ـ رضي الله عنه ـ إلى زمن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ(١) .

٢١٤٥ ـ حدّثني رجل من ولد أبي بكر الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ وسألته : هل كان لأبي قحافة ـ رضي الله عنه ـ مسكن غير بيت أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ؟ فقال : لا نعلمه ، وما كان ـ رضي الله عنه ـ يسكن إلا هذا البيت.

٢١٤٦ ـ فحدّثنا ابن المقري ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي حمزة الثمالي ـ واسمه ثابت بن أبي صفية ـ قال : قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : لمّا خرج النبي صلّى الله عليه وسلم إلى الغار ، ذهبت أستخبر وأنظر ، هل أحد يخبرني عنه ، فأتيت دار أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ فوجدت أبا قحافة ـ رضي الله عنه ـ فخرج علي ومعه هراوة ، فلما رآني ، إشتدّ نحوي ، وهو يقول : هذا من الصباة الذين أفسدوا عليّ ابني.

ولهم دار ابن جدعان ، وكانت شارعة على الوادي ، في فوّهة سكة أجيادين ، بين أجياد الصغير والكبير ، فابتاعها منهم عبد الصمد بن علي ، ثم

__________________

٢١٤٥ ـ لم أقف على اسم شيخ المصنّف.

٢١٤٦ ـ إسناده ضعيف.

أبو حمزة الثمالي : ضعيف. التقريب ١ / ١١٦.

والأثر ذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٤٥٣ نقلا عن الفاكهي بسنده.

(١) المصدر السابق ٢ / ٢٥٧.

٣٢١

ردّ ذلك البيع وصارت إليهم ، فدخلت في وادي مكة حين وسّع المسجد الحرام.

وكان موضع الوادي دورا من دور الناس ، إلا قطعة فضلت من دار / ابن جدعان ، وهي دار أبي عزارة ، ودار محمد بن ابراهيم المكيين ، اللتان عند الغزّالين ، إلى جنب دار العبّاس بن محمد ، فاشتراها منهم محمّد بن سليمان الزينبي ، وهو يومئذ وال على مكة ، ثم باعها محمد بن سليمان من أبي يزداد مولى أمير المؤمنين ، ثم هي اليوم لصاعد ، وهي بقية الدار التي [كان](١) فيها حلف الفضول(٢) .

٢١٤٧ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الرحمن ابن أبي بكر ـ (رضي الله عنهما)(٣) ـ قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «شهدت حلفا في الجاهلية في دار ابن جدعان لو دعيت إليه اليوم لأجبت ، ردّ الفضول إلى أهلها ، وألا يقر ظالم مظلوما» ولهم حق آل معاذ عند المروة(٤) .

ولهم دار كانت لعثمان بن عبيد الله بن عثمان ، وهو الذي يقال له :

__________________

٢١٤٧ ـ إسناده ضعيف.

ذكره الصالحي في سبل الهدى ٢ / ٢٠٩ نقلا عن الحميدي ، عن سفيان ، به.

والحديث روى من طريق صحيح عن عبد الرحمن بن عوف ، رواه أحمد ١ / ١٩٠ ، ١٩٣ ، والبيهقي في السنن ٦ / ٣٦٦ ، والدلائل ٢ / ٣٨. وأنظر تفصيل القول في حلف الفضول في المنمّق ص : ٤٥ ، وسيرة ابن هشام ١ / ١٤٠.

(١) في الأصل (كأن).

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٧.

(٣) كذا في الأصل ، وظن الناسخ أن عبد الرحمن بن أبي بكر ، هو : ابن أبي بكر الصدّيق ، وهو وهم ، وإنّما هو : عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة الجدعاني المدني. وهو ضعيف. التقريب ١ / ٤٧٤.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٥٧. وعثمان بن عبيد الله بن عثمان بن كعب التيمي ، أخو طلحة. صحابي ترجمه ابن حجر في الاصابة ٢ / ٤٥٤.

٣٢٢

شارب الذهب ، وانما سمّي شارب الذهب لأنه وهب له بعض الملوك قدح ذهب فكان يشرب فيه ، ويقال : لا بل سمّي شارب الذهب لحسن وجهه ، كان يشبّه بالذهب ، وكانت على فويهة سكة أجياد ، فدخلت في الوادي(١) .

ولهم دور درهم بالسويقة شراء(٢) .

ذكر

رباع بني مخزوم بن يقظة

ولبني مخزوم يقول الضحاك بن عثمان.

٢١٤٨ ـ حدّثنا بذلك الزبير بن أبي بكر ، قال : وجدت بخط الضحّاك بن عثمان ـ رضي الله عنه ـ له يذكر خؤولة بني مخزوم ، ويثني عليهم فقال :

جزى الله مخزوم بن مرّ جزاءها

إذا عدّت الأقوام فضل الأوائل

فهم يعرفون في المواطن كلّها

وهم رفدوني نصرهم غير آجل

أولئك إخواني وأخوالي الأولى

إن ألق بهم مستبدلا لا أبادل

٢١٤٩ ـ ولبني مخزوم يقول حسّان بن ثابت الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ حدّثنا بذلك الزبير بن أبي بكر ، أيضا :

__________________

٢١٤٨ ـ الضحاك بن عثمان ، هو : ابن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي.

٢١٤٩ ـ البلقع : الأرض الخالية التي لا شيء فيها. والرّيق : من قولك : راق السراب يريق ريقا ، إذا جرى وتضحضح فوق الأرض. اللسان ١٠ / ١٣٥ وهذا الشعر لم أجده في ديوان حسان.

(١) ، (٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٧.

٣٢٣

إنّ بني مخزوم قوم وجدتهم

نجوم الدّجى والجوهر المتخيّرا

صفوا كصفاء المزن في بلقع الثرى

من الرّيق حتّى ماؤه غير أكدرا

فلهم الأجيادان الكبير والصغير ، ما أقبل على الوادي إلى منتهاهما ، إلا حقّ آل جدعان ، وآل عثمان ، الذي وصفنا قبل(١) .

والأجيادان جميعا هما لبني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، إلا دار السائب التي يقال لها : دار سفينة ، ودار العبّاس بن محمد التي على الصيارفة ، فإنه من ربع العائذيّين من حق آل صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

ومعهم حق آل الحارث بن أمية الأصغر في ظهر دار الدّومة. وفي دار الدومة منزل أبي جهل بن هشام ، وإنّما سمّيت دار الدّومة أن ابنة لمولى [خالد](٢) بن هشام يقال لها : أمّ العذار ، كانت تلعب بمقل(٣) ، فدفنت فيها مقلة ، وجعلت تصبّ عليها الماء ، فخرجت فيها دومة(٤) .

ومنزل أبي جهل الذي كان فيه هشام بن سليمان بن عكرمة بن خالد المخزومي(٥) ، وفي دار الدومة يقول الشاعر :

/ سقى سدرتي أجياد بالدّومة التي

إلى الدار صوب الباكر المتهلّل(٦)

لو كنت بالدار التي مهبط الصفا

مرضت إذا ما غاب عنّي معلّلي

         

ولآل هبّار معهم حق بأجياد ، وهبار رجل من الأزد ، كان الوليد بن

__________________

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٧.

(١) المصدر السابق.

(٢) في الأصل (مجالد) والتصويب من الأزرقي.

(٣) المقل : ثمر شجر الدّوم ، والدّوم شجرة تشبه النخلة. تاج العروس ٨ / ٢٩٧.

(٤)،(٥) الأزرقي ٢ / ٢٥٨.

(٦) الصوب : المطر. اللسان ١ / ٥٣٤.

٣٢٤

المغيرة تبنّاه فيما يزعمون صغيرا في الجاهلية ، فأحبّه الوليد ، فأقطعه حق آل هبّار بين ربع خالد بن العاص وهشام ، وبين دار زهير بن أبي أمية(١) .

ولآل هشام بن المغيرة أيضا دار الشركاء ، وإنّما سمّيت دار الشركاء لأن الماء كان قليلا بأجياد ، فتخارج آل هشام في ماء بينهم ، فاحتفروا بئرا في الدار ، فقيل بئر الشركاء ، وهي لآل سلمة بن هشام(٢) .

ودار العلوج ، بمجتمع أجيادين ، كانت لخالد بن العاص بن هشام ، ويقال : إنّ عطاء بن أبي رباح ولد في هذه الدار ، وإنّما سميت دار العلوج لأنه كان فيها علوج من علوج الحبش(٣) .

٢١٥٠ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن ، ومحمد بن أبي عمر ، قالا : ثنا

__________________

٢١٥٠ ـ إسناده مرسل.

رواه ابن عدي في الكامل ٥ / ٢٠٢٠ من طريق : عبد الجبار بن العلاء ، عن سفيان به مرسلا. والحديث رواه الطبراني في الكبير ١١ / ٤٢٨ ، والبزّار (كشف الأستار ٣ / ٣١٦) ، وابن عدي في الكامل ، ثلاثتهم من طريق : سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عوسجة ، عن ابن عباس مرفوعا. وهو إسناد صحيح. وذكره الهيثمي في المجمع ٤ / ٢٣٥ وعزاه للطبراني والبزّار ، وقال : رجال البزّار ثقات. وعوسجة المكي فيه خلاف لا يضر ، ووثقه غير واحد. وذكره السيوطي في الجامع الكبير وعزاه للطبراني عن ابن عباس.

وقال البزّار : رواه غير واحد عن عوسجة مرسلا. وقد ذكره أيضا السخاوي في المقاصد الحسنة ص : ١١١ ، وحسّن إسناد البزّار. ورواه الطبراني في الكبير ١١ / ١٩١ ـ ١٩٢ من طريق : يحيى بن سليمان ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : ذكر السودان عند النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : دعوني من السودان ، فإنّما الأسود ببطنه وفرجه. وحديث عطاء عن ابن عباس في تاريخ بغداد ١٤ / ١٠٨. وإسناده ضعيف. وله شاهد عند الطبراني في الكبير ٢٥ / ٨٩ عن أم أيمن ، قالت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : إنما الأسود ببطنه وفرجه. وإسناده ضعيف. وله شاهد آخر عند الطبراني في الأوسط من حديث عائشة ، مرفوعا : إن ـ

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨.

(٢) الأزرقي ٢ / ٥٨.

(٣) الأزرقي ٢ / ٥٨. والعلوج : رجال العجم. ـ

٣٢٥

سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عوسجة مولى بن عباس ـ رضي الله عنهم ـ قال : قيل للنبي صلّى الله عليه وسلم : ما يمنع حبش بن المغيرة أن يأتوك إلا أنهم يخشون أن تردّهم. فقال : «لا خير في الحبش ، إن جاعوا سرقوا ، وإن شبعوا [زنوا](١) ، وإنّ فيهم لخلتين حسنتين ، إطعام الطعام ، وبأس عند البأس».

وفي هذه الدار كان يسكن خالد بن العاص.

٢١٥١ ـ وحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : رأيت أبا محذورة ـ رضي الله عنه ـ لا يؤذّن يوم الجمعة حتى يرى خالد بن العاص داخلا من باب بني مخزوم.

ولهم دار الأوقص ، عند دار زهير بن أبي أمية بأجياد الصغير.

ولهم دار الشطوى ، كانت لآل عياش بن أبي ربيعة ، وكان بعضها لورثة صالح بن علي الهاشمي ، ثم صارت لأبي سهل بن أحمد سهل ، ثم باعها من العلاء بن عبد الجبّار(٢) .

ولآل هشام بن المغيرة بأسفل مكة عند دار سمرة بن [حبيب](٣) ربع يقال : إنّه دفن فيه هشام بن المغيرة ، وقد اختصم فيها [آل](٤) مرة بن

__________________

الأسود إذا جاع سرق ، وإذا شبع زنى. (المقاصد الحسنة ص : ١١١) وإسناده ضعيف كذلك. وللحديث شاهد آخر ، لأبي نعيم فيما أسنده الديلمي من طريقه عن أبي رافع ـ مرفوعا ـ : شرّ الرقيق الزنج إذا شبعوا زنوا. (كذا في المقاصد).

٢١٥١ ـ إسناده صحيح.

تقدّم تخريجه برقم (١٩٤٥).

(١) في الأصل (شربوا) وهو تحريف.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٥٨.

(٣) في الأصل (جندب) والتصويب من الأزرقي.

(٤) في الأصل (إلى).

٣٢٦

حبيب(١) ، وبنو مخزوم إلى محمد بن عبد الرحمن بن هشام الأوقص ، وهو على قضاء مكة ، فشهد عنده عثمان بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام [أن](٢) خالد بن مسلمة ، أخبره أن معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ ساوم خالد بن العاص بذلك الربع ، فقال : وهل يبيع الرجل موضع قبر أبيه؟ فقسم محمد بن عبد الرحمن بين بني مرة وبين بني مخزوم ، بعث فيما يزعمون مسلم بن خالد الزنجي فقسم بينهم(٣) .

ولآل زهير بن أبي أمية دار زهير بأجياد(٤) .

٢١٥٢ ـ حدّثنا سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حسّان بن عبيد الله بن أبي نهيك العائذي ، قال : ثنا هشام ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله ابن أبي مليكة ، أنّ علقمة بن وقاص ، أخبره أن أم سلمة ـ زوج النبي صلّى الله عليه وسلم ورضي الله عنها ـ شهدت لمحمد بن عبد الله بن زهير وإخوته أنّ أبا ربيعة بن أبي أمية أعطى أخاه زهير بن أبي أمية نصيبه من ربعه ، لم يشهد على ذلك غيرها ، فأجاز معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنه ـ شهادتها [وحدها](٥) ، وعلقمة حاضر ذلك من / قضاء معاوية ـ رضي الله عنه ـ.

قال ابن جريج(٦) : خالد بن محمد بن عبد الله ، إنّ رسول معاوية ـ رضي الله عنه ـ في ذلك إلى أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ، وعبد الله بن الزبير ـ رضي الله عنهم.

__________________

٢١٥٢ ـ ذكره ابن حجر في الاصابة ١ / ٥٣٤ نقلا عن الفاكهي.

(١) في الأصل : (آل مرّة بن عمرو الجمحيّون).

(٢) في الأصل (ابن) وهو خطأ.

(٣)، (٤)الأزرقي ٢ / ٢٥٩.

(٥) في الأصل (وحده).

(٦) كذا في الأصل ، وفيه سقط ، ولم أعرف من هو خالد بن محمد بن عبد الله هذا.

٣٢٧

وزعم بعض المكيين : أن الدار التي عند الخياطين يقال لها : دار عمر بن عثمان كانت لبني أمية بن المغيرة ـ رضي الله عنهما(١) ـ.

وقال بعضهم كانت لآل السبّاق بن عبد الدار بن قصي(٢) .

وحق آل حفص بن المغيرة عند الضفيرة بأجياد الكبير(٣).

وحق آل أبي ربيعة بن المغيرة ، دار الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة(٤).

ولهم الدار التي عند الخياطين ، كانت لآل صيفي ، فابتاعها منهم يعلى بن منية ، فأخرجه منها الذّرّ(٥) .

ولهم الدار التي كانت على فوّهة سكة أجياد الصغير ، كان في أصلها الصيارفة ، كانت لآل خوان ، ثم صارت بعد ذلك لسليمان بن علي ، فدخلت في المسجد ، وباعها المتوكل(٦) من أبي نهيك فيما يذكرون(٧) .

والبيت الذي كان فيه تجارة رسول الله صلّى الله عليه وسلم والسائب بن أبي السائب ـ رضي الله عنه ـ في الجاهلية قائم إلى اليوم(٨)٠

٢١٥٣ ـ حدّثنا عبّاس بن أبي طالب ، قال : ثنا محمد بن سنّان العوفي ،

__________________

٢١٥٣ ـ إسناده ضعيف.

بديل ، هو : ابن ميسرة البصري. وعبد الكريم بن عبد الله بن شقيق : مجهول.

رواه أبو داود ٤ / ٤٠٩ ـ ٤١٠ ، والمزّي في التهذيب ٢ / ٦٧٦ كلاهما من طريق : محمد ابن سنان به. وذكره ابن حجر في الاصابة ٢ / ٢٩٠ وعزاه لأبي داود والبزّار. والسيوطي في الكبير ١ / ٩٧٤ وعزاه لأبي داود وابن سعد.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٥٩. وعنده : لأبي أمية بن المغيرة.

(٢) المصدر السابق ٢ / ٢٥٤.

(٣)، (٤) المصدر السابق ٢ / ٢٥٩.

(٥) الأزرقي ٢ / ٢٤٨ ـ ٢٤٩ ، وقد تقدّم ذكرها.

(٦) لفظة المتوكل كررت في الأصل.

(٧)، (٨) الأزرقي ٢ / ٢٥٩.

٣٢٨

قال : ثنا ابراهيم بن طهمان ، عن بديل ، عن عبد الكريم ، عن(١) عبد الله بن شقيق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي الحمساء ، قال : بايعت النبي صلّى الله عليه وسلم ببيع قبل أن يبعث ، فبقيت له بقية ، فوعدته أن آتيه في ذلك المكان ، قال : فقال لي : يا فتى شققت عليّ ، أنا ههنا منذ ثلاث أنتظرك.

وهذا البيت في دار السائب التي صار وجهها لجعفر بن يحيى بن خالد ، شارعة على الصيارفة ، وهو(٢) حق عبد العزيز بن عطاء بن السائب ، وكانت لآل خوان ، وكان السائب ـ رضي الله عنه ـ شريك النبي صلّى الله عليه وسلم(٣) .

٢١٥٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن أبي نهيك ، عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال : أتيته ، فنسبني فانتسبت له ، فعرفني ، فقال : أتجّار كسبة ، أتجّار كسبة ، سمعت النبي صلّى الله عليه وسلم يقول : «ليس منّا من لم يتغنّ بالقرآن». قال سفيان : يعني يستغني به. قال سفيان : وإنّما سأله لأن السائب ـ رضي الله عنه ـ كان شريك النبي صلّى الله عليه وسلم ـ منهم في الجاهلية.

__________________

٢١٥٤ ـ إسناده صحيح.

رواه الحميدي ١ / ٤١ ـ ٤٢ عن سفيان ، به. وأحمد ١ / ١٧٥ ، وأبو داود ٢ / ١٠٠ كلاهما من طريق : الليث ، عن ابن أبي مليكة ، به.

(١) كذا في الأصل ، وفي سنن أبي داود. ورجّح الحفاظ أن الصواب : عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق ، عن أبيه. ونقل المزّي في التحفة ٤ / ٣١٣ عن البزّار : أظن فيه غلطا من الناقل ، لأن شقيقا ـ والد عبد الله بن شقيق ـ جاهلي ، لا أعلم له إسلاما ، إنّما هو : عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق ، عن أبيه. قال : ولا نعلم روى عبد الله بن أبي الحمساء إلّا هذا الحديث. أه. وأنظر تهذيب التهذيب ٥ / ١٩٢.

(٢) في الأزرقي (وفيها).

(٣) الأزرقي ٢ / ٢٥٩.

٣٢٩

٢١٥٥ ـ حدّثنا أبو بشر بكر بن خلف ، قال : ثنا ابن مهدي ، عن سفيان الثوري ، عن ابراهيم بن المهاجر ، عن مجاهد ، عن قائد السائب ، عن السائب بن أبي السائب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال للنبي صلّى الله عليه وسلم : كنت شريكي ، فكنت خير شريك ، لا تمارى ولا تداري.

ومن حق آل عائذ دار عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عائذ في أصل جبل أبي قبيس ، بين دار القاضي محمد بن عبد الرحمن السفياني ، إلى دار ابن صيفي التي صارت ليحيى بن خالد بن برمك ، إلى المنارة الشارعة على المسعى ، وفيها كان ينزل سفيان الثوري إذا قدم مكة.

٢١٥٦ ـ حدّثنا ابن أبي مسرّة ، قال : ثنا محمد بن يزيد بن خنيس ، قال : دخلنا على سفيان الثوري نعوده في دار ابن عبّاد هذه ، ومعنا سعيد بن حسان / ، فقال سفيان لسعيد : أعد عليّ الحديث الذي حدّثتني. فقال سعيد : حدّثتني أم صالح ، عن صفية بنت شيبة ، عن أم حبيبة زوج النبي

__________________

٢١٥٥ ـ إسناده ضعيف.

رواه أبو داود ٤ / ٣٥٩ ـ ٣٦٠ من طريق : يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، به. وابن ماجه ٢ / ٧٦٨ من طريق : ابني أبي شيبة ـ عثمان وأبي بكر ـ عن ابن مهدي ، به والنسائي في عمل اليوم والليلة بإسناده إلى ابن خثيم ، عن مجاهد ، به (تحفة الأشراف ٣ / ٢٥٦). وذكره ابن حجر في التلخيص الحبير ٣ / ٤٩ ، وعزاه للحاكم وأبي نعيم في معرفة الصحابة ، والطبراني في الكبير. وذكره السيوطي في الكبير ٢ / ٤٠٠ وعزاه لابن أبي شيبة.

قال ابن عبد البر : هذا الحديث مضطرب جدا ، فمنهم من يجعله للسائب بن أبي السائب ، ومنهم من يجعله لأبيه ، ومنهم من يجعله لقيس بن السائب ، ومنهم من يجعله لعبد الله. قال : وهذا اضطراب شديد. تهذيب التهذيب ٣ / ٤٤٩.

٢١٥٦ ـ إسناده حسن.

رواه الترمذي ٩ / ٢٥٠ ، وابن ماجه ٢ / ١٣١٥ ، والطبراني في الكبير ٢٣ / ٢٤٣ ، والحاكم ٢ / ٥١٢ ـ ٥١٣ كلّهم من طريق : محمد بن يزيد بن خنيس ، به. وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلّا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس.

٣٣٠

صلّى الله عليه وسلم ـ رضي الله عنها ـ قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : «كلام ابن آدم عليه لا له ، إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، أو ذكر الله ـ عزّ وجلّ ـ».

فدخلت هذه الدار ـ دار ابن عباد ـ في الوادي حين اشتريت منهم ، وما بقي منها لاصق بجبل أبي قبيس ، وهي دار يزيد بن حنظلة ، ودار ابن روح إلى دار ابن برمك(١) .

ومن رباع بني عائذ : دار ابن صيفي ، وهي الدار التي فيها البزّازون ، صارت ليحيى بن برمك(٢) .

ومن رباع بني مخزوم : دار آل حنطب ، وهو متّصل بحق السائب ، من الصيارفة هلم إلى الصفا ، تلك المساكن كلها إلى الصفا حق ولد المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم(٣) . وكان ذلك الحق لعبد العزيز بن المطّلب وولده حتى باعته أم عيسى بنت سهيل بن عبد العزيز ابن المطلب بن محمد بن داود بثمانمائة دينار ، فبناه ، وهي الدار التي على الصفا شارعة على الصفا والوادي.

٢١٥٧ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : سمعت القاسم بن محمد يحدّث أبي بمنى في سنة أربع وتسعين و

مائة ، قال : ثنا سعيد بن معيوف ، عن أبيه ، قال : كنت فيمن حضر [الحكم بن](٤) المطلب عند موته بثغر منبج(٥) ،

__________________

٢١٥٧ ـ رواه ابن عساكر في تاريخه (تهذيبه ٤ / ٤٠٦).

(١) ، (٢) ، (٣) الأزرقي ٢ / ٢٦٠.

(٤) سقطت من الأصل. والحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث المخزومي.

كان من سادة قريش ووجوهها ، وكان جوّادا سخيّا ، اعتزل الدنيا ، ومات مرابطا بثغر في أرض فارس.

أخباره في نسب قريش لمصعب ص : ٣٣٩ ، والثقات لابن حبّان ٦ / ١٨٥ وجمهرة ابن حزم ص : ١٤٢. وأسد الغابة ٥ / ١٨٩ ، في ترجمة المطلب بن حنطب. وتهذيب تاريخ ابن عساكر ٤ / ٤٠٣.

(٥) مدينة قديمة من مدن الفرس ، فتحها المسلمون. معجم البلدان ٥ / ٢٠٥.

٣٣١

فلقي من الموت شدّة ، فقال له بعض من حضره ، وهو في غشية : الّلهم هوّن عليه ، فأفاق ، فقال من المتكلم؟ فقال المتكلم : أنا ، فقال : هذا ملك الموت يقول : إني بكلّ سخيّ رفيق. قال : فكأنما كان فتيلة أطفئت.

ولهم أيضا حق السفيانيّين ، دار القاضي محمد بن عبد الرحمن ، من دار الأرقم إلى دار ابن روح العائذي ، فذلك الربع لسفيان وللأسود ابني عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

وللسفيانيّين أيضا حق في زقاق العطّارين ، الدار التي تقابل دار الأخنس بن شريق ، كان فيها ابن أخي الصمّة ، يقال لها : دار الحارث ، لناس من السفيانيّين ، يقال لهم : آل أبي قزعة ، ومسكنهم السراة اليوم(١) .

وربع آل أرقم بن أبي الأرقم ، واسم أبي الأرقم : عبد مناف بن أبي جندب أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، الدار التي عند الصفا يقال لها : دار الخيزران. وفيها اختبأ رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وقد ذكرنا قصتها في موضعه ، وفيها أسلم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه –(٢) .

ولبني مخزوم حق الوابصيّين الذي في خط الحزامية ، بين دار الحارث بن عبد الله ، وبين دار الزبير بن العوام(٣) . وكانت هذه الدار فيما يذكرون في الجاهلية لمولى لخزاعة يقال له : رافع ، فباعها ولده.

ولبني مخزوم دار حزابة ، وهي الدار التي عند اللبّانين ، بفوّهة خط الخزامية ، شارعة في الوادي ، صار بعضها لخالصة ، وبعضها لآل غزوان الجندي(٤) . وفي بعضها كان يضرب الضرّابون بمكة بالسكّة الدنانير والدراهم. وبعض هذه الدار لعيسى بن محمد المخزومي ، كان قد بناها في

__________________

(١) ، (٢) ، (٣) الأزرقي ٢ / ٢٦٠.

(٤) الأزرقي ٢ / ٢٦٠.

٣٣٢

ولايته على مكة في سنة أربع وخمسين ومائتين بالحجر المنقوش والآجرّ والجصّ ، وشرع لها حياضا على الوادي في الحزورة ، وأسرع في بنائها ، ثم عمرها بعد ذلك ابنه(١) وسكن فيها. فلما نزل ابن أبي الساج(٢) به / في الموسم ، وظهر عليه ، حرقها وحرق دار الحارث معها(٣) .

ولهم حق آل عبد الرحمن بن الحارث ، الموضع [الذي](٤) يقال له : المربد بأجياد الصغير(٥) .

ومعهم بأجياد الكبير فيما وصفنا من دور بني عبد شمس بن عبد مناف.

ذكر

رباع بني عدّي بن كعب

ولبني عدّي يقول حفص بن الأخيف(٦) :

وبني عديّ لا أرى أمثالهم

عند القتال إذا القنا متحطّم

فللخطاب بن نفيل : الداران اللتان صارتا لمصعب بن الزبير ، عند دار العجلة ، دخلتا في دار العجلة ، وفي المسجد بعضها.

__________________

(١) محمد بن عيسى بن محمد بن اسماعيل المخزومي. ولي مكة للمعتمد العباسي سنة (٢٦٣). العقد الثمين ٢ / ٢٤٦.

(٢) محمد بن أبي الساج. ولي مكة سنة (٢٦٦). وأنظر العقد الثمين ٢ / ٢٥.

(٣) ذكره الفاسي في العقد الثمين ٦ / ٤٦٣ نقلا عن الفاكهي.

(٤) زدتها من الأزرقي.

(٥) الأزرقي ٢ / ٢٥٨.

(٦) حفص بن الأخيف : جاهلي ، ذكر ابن حجر ابنه : مكرز بن حفص بن الأخيف ، في الإصابة ٣ / ٤٣٥.

٣٣٣

وكانت للخطاب بن نفيل أيضا دار بين دار مخرمة بن نوفل التي صارت لعيسى بن علي ، وبين دار الوليد بن عتبة بين الصفا والمروة ، كان لها وجهان ، وجه على ما بين الصفا والمروة ، ووجه على فجّ بين الدارين ، فهدمها عمر ـ رضي الله عنه ـ في خلافته وجعلها رحبة ومناخا ، وقد بقيت منها حوانيت فيها أصحاب الأدم. وأرض تلك الحوانيت كلّها من رحبة عمر ـ رضي الله عنه ـ ، كان فيها قوم يبيعون في مقاعدهم(١) .

٢١٥٨ ـ وسمعت عبد الله بن أحمد بن أبي مسرّة ، يذكر عن ابراهيم بن عمرو بن أبي صالح ، قال : سمعت القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص يقول : هذه البيوت الصغار التي في رحبة عمر ـ رضي الله عنه ـ من صدقة عمر ـ رضي الله عنه ـ وإنما كانت هذه المقاعد في أول الزمان يقعد فيها الناس ، ثم يحجزونها بالجريد والسعف ، فلبثت من الزمان ما شاء الله ، ثم جعلوا يبنونها باللّبن النيء ، وكسار الآجرّ ـ فيما ذكروا ـ حتى صارت بيوتا صغارا يكرونها من أصحاب الأدم بالدنانير الكثيرة ، وصارت غلّة ، فجاءهم قوم من ولد عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ من المدينة فخاصموهم إلى ابراهيم بن عبد الرحمن العمري ، وهو قاض على مكة ، فقضى بها للعمريّين ، وأعطى أصحاب المقاعد قيمة بنائهم ، فصارت حوانيت تكرى من أصحاب الأدم ، وهي في أيدي ولد عمر ـ رضي الله عنهم ـ إلى يومنا هذا.

__________________

٢١٥٨ ـ إسناده متروك.

القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني ، متروك ، ورماه أحمد بالكذب. التقريب ٢ / ١١٨ رواه الأزرقي ٢ / ٢٦٣ عن جدّه.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٦٢ ـ ٢٦٣.

٣٣٤

٢١٥٩ ـ وحدّثنا عبد الجبار بن العلاء ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثنا عمر ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم ـ قال : أخبرني أبي ، قال : ما رأيت ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ مرّ بربعه قط إلا غمض عينيه.

ويقال : إنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال : والله إنّ هذه الدار لضيّقة على الناس ، وما أجد لهم معتبا غير هذا ، فهدمها حتى وضعها بالأرض ، ثم تصدّق بها وجعلها مناخا وتفسّحا للمسلمين ، وهي دار عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ.

٢١٦٠ ـ حدّثنا ميمون بن الحكم ، قال : أنا محمد بن جعشم ، قال : أنا ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء ، أن خالد بن عبيد بن يسار ، أخبره أن عبد الله بن عبيد الله بن عمر زعزعه في مسكنه في حق آل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهم ـ ليكتب له فيه ، وأنه جاء عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فقال : أسكنتمونا ، فقال : كذبت ، لو أسكنتك لم أخرجك منه ، ولكنا أعمرناك.

وكان لهم حق إلى جنب دار حنطب عند الصفا لآل عمرو بن نفيل.

٢١٦١ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر قال / : حدّثني محمد بن الضحاك ، عن أبيه ، قال : إن زيد بن عمرو بن نفيل ، قال في بيته بالصفا :

__________________

٢١٥٩ ـ إسناده صحيح.

رواه أبو نعيم في الحلية ١ / ٣٠٣ من طريق : محمد بن الصبّاح ، عن سفيان ، به.

٢١٦٠ ـ شيخ المصنّف لم أقف عليه ، وبقية رجاله ثقات.

٢١٦١ ـ رواه أبو الفرج في الأغاني ٣ / ١٢٤ من طريق : الزبير بن بكار ، به.

٣٣٥

اللهمّ إنّي حرم لا حلّه

وإنّ داري أوسط المحلّه

عند الصفا ليست بها [مضلّه [(١)

ويقال : إنه كان بين عبد شمس ، وبين عدي بن كعب ملاحاة في الجاهلية في شيء ، فكانوا يتناوشون فيما بينهم ، وكانت مساكن بني عدي بن كعب ما بين الصفا إلى الكعبة ، فكانت بنو عبد شمس يظهرون عليهم ، فأصاب الحيّان جميعا كلّ واحد من صاحبه بعض ما يكره ، فلما طال ذلك عليهم ، تحولت بنو عدي بن كعب من رباعها وباعتها ، وحالفت بني سهم.

وقد ذكر بعض أهل مكة أن آل صداء ممن لم يبع ، فلما تحوّلوا إلى بني سهم ، قطعت لهم بنو سهم قطائع في رباعها ، فيقال والله أعلم : إنّ كلّ حق أصبح لبني عدي بن كعب في بني سهم حق نفيل بن عبد العزى ، وهو حق عمر ، وزيد ابني الخطاب بالثنية. وحق مطيع بن الأسود ـ يعني : من الرباع والدور ـ وهؤلاء الذين باعوا مساكنهم. وكانت سهم من أعزّ بطن في قريش وأمنعه ، وأكثره عددا(٢) .

٢١٦٢ ـ فحدّثنا محمد بن أبي عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن الكلبي ، في قوله :( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) (٣) .

قال : تعادّ بنو سهم وبنو عبد شمس أيّهم أكثر ، قال : فنزلت :( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ ) .

وقال الخطاب بن نفيل بن عبد العزى وهو يمدح بني سهم ، ويذكر

__________________

٢١٦٢ ـ إسناده متروك.

ذكره ابن حبيب في المنمّق ص (١٢٢) نقلا عن الكلبي.

(١) في الأصل (فضلة) بالفاء ، والتصويب من الأغاني.

(٢) الأزرقي ٢ / ٢٦١.

(٣) سورة التكاثر (١).

٣٣٦

فضلهم وشرفهم ومنعتهم وأفضالهم على من نزل بهم ، ويتشكر لهم في شعره فقال :

أسكنني قوم لهم نائل

أجود بالعرف من اللافظه(١)

سهم فهل مثلهم معشر

عند مسيل الأنفس القائظه

أصبحت في سهم أمين الحمى

تقصر عنّي الأعين اللاحظه

موسّطا في ربعهم آمنا

قد ضمنوا لي حدث الباهظه

حيث إذا ما خفت ضيما [حنت](٢)

دوني رماح للعدا غائظه(٣)

وقال الخطاب بن نفيل ، وهو يذكر جوارهم ، وذلك فيما زعموا لشيء وقع بينه وبين أبي عمرو بن أمية ، فتواعده فقال :

أيوعدني أبو عمرو ودوني

رجال لا ينهنهها الوعيد

رجال من بني سهم بن عمرو

إلى أبياتهم يأوي الطريد

جحاجحة شياظمة كرام

مراججة إذا قرع الحديد(٤)

خضارمة ملاوثة ليوث

خلال بيوتهم كرم وجود(٥)

__________________

(١) اللافظة : البحر ، لأنه يلفظ بكل ما فيه من عنبر وجواهر. اللسان ٧ / ٤٦١. والعرف : الجود. اللسان ٩ / ٢٣٩.

(٢) في الأصل (خبت) وهو تصحيف. ومعناها : انعطفت. ويريد هنا أن رماح بني سهم تنحني عليه فتمنع عدوه عنه. اللسان ١٤ / ٢٠٢.

(٣) ذكر الأزرقي ثلاثة أبيات منها : الأول والثاني والخامس ٢٠ / ٢٦١.

(٤) الجحاجحة : جمع جحجاح ، وهو : السيد الكريم ، والهاء فيه لتأكيد الجمع. النهاية ١ / ٢٤٠.

والشياظمة : واحد شيظم ، وهو : الرجل الجسيم الطويل الفتي الشديد. اللسان ١٢ / ٣٢٣.

والمراججة : مأخوذة من الرجّ ، وهو : التحريك ، يريد أنهم سريعوا الحركة عند المقارعة كرا وفرا.

أو يقال من : كتيبة رجراجة إذا كانت تمخض في سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها ، فكأنه عنى أنهم كثيرو العدد عند القراع. والله أعلم. أنظر اللسان ٢ / ٢٨١.

(٥) الخضارمة : الكرام ، الأجواد. اللسان ١٢ / ١٨٤.

والملاوثة : يقال : رجل مليث ، وهو : الشديد القوي. والليوث : جمع ليث ، والمراد به الشجاع. اللسان ٢ / ١٨٨.

٣٣٧

ربيع المعدمين وكلّ جار

إذا نزلت بهم سنة كؤود

فهم الرأس المقدّم من قريش

وعند بيوتهم تلقى الوفود

وكيف أخاف أو أخشى عدّوا

ونصرهم إذا دعووا عتيد

فلست بعادل بهم سواهم

طوال الدهر ما اختلف الجديد(١)

/ ولبني عديّ خطّ ثنية كدى ، يمينا للخارج من مكة حتى حق آل شافع ، ويسارا إلى حق آل طرفة الهذليّين ، على يسار الثنية فيها أراكة.

وهناك حق معهم لغير واحد(٢) .

٢١٦٣ ـ حدّثنا الزبير بن أبي بكر ، قال : قال عبيد الله بن قيس الرّقيّات في بني عبد شمس يذكر كداء وكدى :

أقفرت بعد شمس كداء

فكدى فالركن فالبطحاء

وكانت لهم دار المراجل كانت لآل المؤمّل العدويّين فابتاعها منهم معاوية ـ رضي الله عنه –(٣) .

ولهم ربع في حق آل مطيع بن الأسود حق لكثير بن الصلت الكنديّين ، ابتاعه كثير منهم في الإسلام ، وهي الدار التي كانت لآل جحش بن رئاب(٤) .

__________________

٢١٦٣ ـ البيت في ديوانه ص : ٨٧ ، وعبيد بن قيس بن شريح بن مالك ، من بني عامر بن لؤي.

شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيما بالمدينة ، وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابن الزبير ، ثم قصد الشام ، فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فأمنّه عبد الملك فعاش هناك إلى أن مات. ولقّب ب (ابن قيس الرقيات) لأنّه كان يتغزّل بثلاث نسوة ، اسم كل واحدة منهنّ رقيّة. وقيل غير ذلك.

أخباره في الأغاني ٥ / ٧٣. وطبقات فحول الشعراء ٢ / ٦٤٧.

(١) الأبيات في الأزرقي ٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢.

(١)، (٢)، (١)، (٤) الأزرقي ٢ / ٢٦٢.

٣٣٨

ذكر

رباع بني جمح بن عمرو

ولبنى جمح بن عمرو بن هصيص ، يقول حفص بن الأخيف العامري :

وبنو هصيص والأكارم عامر

ومحارب تلك الليوث القصّم

٢١٦٤ ـ حدّثنا محمد بن أبي عمر ، وسعيد بن عبد الرحمن ، قالا : ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عطاء ، قال : إنّ قينا مات في خطّة بني جمح ولم يترك وارثا إلّا عبدا هو أعتقه ، فلما قدم عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ مكة ذكر ذلك له فأعطاه ميراثه.

فلهم خطّهم الذي يقال له : خطّ بني جمح عند الردم الذي ينسب إليهم. وكان يقال له : ردم ابن قراد دار أبيّ بن خلف(١) .

ولهم دار قدامة بن مظعون في حق لبني سهم ، ابتاعها عمرو بن عثمان من آل قدامة(٢) .

ولهم جنبتا خطّهم يمينا وشمالا.

ولهم دار صفوان [السفلى](٣) عند دار سمرة(٤) .

ولهم حقّ آل أبي محذورة في حق بني سهم(٥) .

ولهم حق آل حذيم في حق بني سهم ، يقال : إنّ تلك الدار كانت لآل

__________________

٢١٦٤ ـ إسناده ضعيف.

(١) ، (٢) الأزرقي ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

(٣) في الأصل (الصقلي) والتصويب من الأزرقي.

(٤) ، (٥) الأزرقي ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

٣٣٩

مظعون ، فلما هاجروا وأوعبوا في الهجرة ، حلّها آل حذيم ، فغلبوا عليها ، ثم انتقل عنها سعيد بن عامر بن حذيم إلى الشام(١) .

٢١٦٥ ـ فحدّثنا عبد السلام بن عاصم ، قال : ثنا جرير عبد الحميد ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرحمن بن سابط ، قال : دعا عمر بن [الخطاب](٢) سعيد بن عامر بن حذيم ، فقال : اني مستعملك على أرض كذا(٣) وكذا. قال : لا تفتنّي. قال : والله لا أدعك ، قلدتموها في عنقي(٤) .

قال عمر ـ رضي الله عنه ـ : [ألا](٥) نفرض لك؟ قال : قد جعل الله في عطاياي ما يكفيني دونه وفضلا على ما أريد. فكان عطاؤه إذا خرج ابتاع لأهله قوتهم وتصدّق ببقيته. فقالت له امرأته : أين فضل عطائك؟ فيقول أقرضته. فأتاه ناس من أصهاره ، فقالوا : إنّ لأهلك عليك حقا ، وان لأصهارك عليك حقا. قال : ما استأثرت عليهم ، وما أنا بملتمس رضا أحد من الناس بطلب الحور العين ، لو اطلعت منهم خيرة من خيرات الجنة

__________________

٢١٦٥ ـ إسناده ضعيف.

رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ٢٩٣ ، والطبراني في الكبير ٦ / ٧١ ، وأبو نعيم في الحلية ١ / ٢٤٦ كلّهم من طريق : يزيد بن أبي زياد به. ومنهم من لم يذكر القصة ، فاقتصر على المرفوع. وذكره الهيثمي في المجمع ١٠ / ٢٦١ وعزاه للبزّار وقال : فيه يزيد بن أبي زياد ، وقد وثّق على ضعفه ، وبقية رجاله ثقات. وذكره السيوطي في الكبير ١ / ٩٩٢ وعزاه لأبي يعلى والحسن بن سفيان ، وابن سعد والطبراني في الأوسط وأبي نعيم وابن عساكر في التاريخ.

(١) الأزرقي ٢ / ٢٦٣ ـ ٢٦٤.

(٢) سقطت من الأصل.

(٣) هي حمص ، على ما أوضحه غير واحد في ترجمة سعيد بن عامر ، أنظر الاصابة ١ / ٤٧.

(٤) في الحلية (وتتركوني).

(٥) في الأصل (انا) والتصويب من الحلية.

٣٤٠